الروحانيات فى الإسلام: رسالة ليلة النصف من شعبان وفضيلة شهر شعبان - ما هي فضيلة شهر شعبان والميزة فيه - كيف كان حال النبي في شعبان - ما تأثير صيام شهر شعبان في النفس - ما هي فضيلة ليلة النصف من شعبان - ما الذي أفاده لفظ النبي (يطَّلعُ الله إلى جَميعِ خَلْقهِ) - لماذا اختص النبي المشرك والمشاحن في الحديث - لماذا أتت ليلة النصف من شعبان في منتصف الشهر وما فائدتها - هل الآلام النفسية تُدخِلُكَ في وصف (المشاحن) - هل ترفع الأعمال في ليلة النصف من شعبان - هل ليلة النصف من شعبان توزع فيها الأرزاق - هل صيام ليلة النصف من شعبان أو قيام الليل والصدقة فيها سنة أم بدعة أم مباح (وما يفعله البعض من قراءة سورة يس ثلاث مرات – وما يفعله البعض من الصلاة عشرة ركعات في كل ركعة قراءة سورة الإخلاص مائة مرة ويسمونها الصلاة الألفية - إذا كانت الأعمال ترفع في شعبان فما فائدة رفع الأعمال يوميا وأسبوعيا - هل شهر المحرم أفضل أم شهر شعبان أفضل - ماذا لو فاتك شهر شعبان أو بعضه ؟ (فوائد تتعلق بالدعاء مهمة جدا- فانتبه لها) .

بحث في المدونة من خلال جوجل

الثلاثاء، 7 مارس 2023

Textual description of firstImageUrl

رسالة ليلة النصف من شعبان وفضيلة شهر شعبان - ما هي فضيلة شهر شعبان والميزة فيه - كيف كان حال النبي في شعبان - ما تأثير صيام شهر شعبان في النفس - ما هي فضيلة ليلة النصف من شعبان - ما الذي أفاده لفظ النبي (يطَّلعُ الله إلى جَميعِ خَلْقهِ) - لماذا اختص النبي المشرك والمشاحن في الحديث - لماذا أتت ليلة النصف من شعبان في منتصف الشهر وما فائدتها - هل الآلام النفسية تُدخِلُكَ في وصف (المشاحن) - هل ترفع الأعمال في ليلة النصف من شعبان - هل ليلة النصف من شعبان توزع فيها الأرزاق - هل صيام ليلة النصف من شعبان أو قيام الليل والصدقة فيها سنة أم بدعة أم مباح (وما يفعله البعض من قراءة سورة يس ثلاث مرات – وما يفعله البعض من الصلاة عشرة ركعات في كل ركعة قراءة سورة الإخلاص مائة مرة ويسمونها الصلاة الألفية - إذا كانت الأعمال ترفع في شعبان فما فائدة رفع الأعمال يوميا وأسبوعيا - هل شهر المحرم أفضل أم شهر شعبان أفضل - ماذا لو فاتك شهر شعبان أو بعضه ؟ (فوائد تتعلق بالدعاء مهمة جدا- فانتبه لها) .

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

كرامة ليلة النصف من شعبان وفضيلة شهر شعبان

اغتنم الفرصة يا مؤمن

مسائل وإجابات

#- فهرس الرسالة:
1- س1: ما هي فضيلة شهر شعبان والميزة فيه ؟
2- س2: كيف كان حال النبي في شعبان ؟
3- س3: ما تأثير صيام شهر شعبان في النفس ؟
4- س4: ما هي فضيلة ليلة النصف من شعبان ؟
5- س5: ما الذي أفاده لفظ النبي (يطَّلعُ الله إلى جَميعِ خَلْقهِ) ؟
6- س6: ما فائدة العبادات التي يفعلها البعض في ليلة النصف من شعبان ؟
7- س7: لماذا أتت ليلة النصف من شعبان في منتصف الشهر وما فائدتها ؟
8- س8: لماذا اختص النبي المشرك والمشاحن في الحديث ؟
9- س9: هل قوله في الحديث (فيغفر لجميع خلقه- أو لجميع اهل الأرض) يشمل كل الخلق من إنس وجن وملائكة ؟
10- س10: هناك آلام نفسية يحملها البعض من الناس بسبب أذيتهم باللسان أو باليد أو بالسرقة كأكل الميراث واغتصاب الحقوق .. فهل هذه الآلام النفسية تُدخِلُكَ في وصف (المشاحن) ؟
11- س11: هل ترفع الأعمال في ليلة النصف من شعبان ؟
12- س12: هل ليلة النصف من شعبان توزع فيها الأرزاق ؟
13- س13: هل صيام ليلة النصف من شعبان أو قيام الليل والصدقة فيها سنة أم بدعة أم مباح ؟ (وما يفعله البعض من قراءة سورة يس ثلاث مرات – وما يفعله البعض من الصلاة عشرة ركعات في كل ركعة قراءة سورة الإخلاص مائة مرة ويسمونها الصلاة الألفية)
14- س14: هل يصح صيام النصف أو الربع الأخير من شهر شعبان إذا لم أكن صمت النصف الأول ؟
15- س15: إذا كانت الأعمال ترفع في شعبان فما فائدة رفع الأعمال يوميا وأسبوعيا ؟
16- س16: هل شهر المحرم أفضل أم شهر شعبان أفضل ؟
17- س17: ماذا لو فاتك شهر شعبان أو بعضه ؟ (فوائد تتعلق بالدعاء مهمة جدا- فانتبه لها) .
16- ختام الرسالة.
 *********************
..:: مقدمة الرسالة ::..
 
- بسم الله – اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم ..
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
 
- هذه رسالة لطيفة في الكلام عن شهر شعبان وليلة النصف من شعبان .. وما قد يحيطها من أسئلة قد تخطر ببالك .. وأرجو من الله ان تكون رسالة نافعة بإذن الله .. والله ولي التوفيق.
 
***********************
..:: س1: ما هي فضيلة شهر شعبان والميزة فيه ؟ ::..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- يمتاز برفع الأعمال .. ولذلك كان يختصه النبي صلى الله عليه وسلم بالصيام الكثير ..
- فعن أسامة بن زيد قال: (يا رسولَ اللَّهِ .. لم ارك تَصومُ شَهْرًا منَ الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ ؟ .. قالَ: ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ) رواه النسائي .. وذكره الألباني في صحيح النسائي بأنه حسن.
 
2- وفي فائدة الصيام في شعبان .. جال بخاطري لمن يصوم محبة لله وكأني أسمع:
- كما صمت لمحبتي .. استقبلك في رمضان برحمتي ..
- والله أعلم .
 
**********************
  
 ..:: س2: كيف كان حال النبي في شعبان ؟ ::..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- كان أكثر الشهور التي يصومها النبي صلى الله عليه وسلم هو شهر شعبان ..
 
1- عن أبي سلمة قال: سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، عن صِيَامِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَتْ: (كانَ يَصُومُ حتَّى نَقُولَ: قدْ صَامَ وَيُفْطِرُ حتَّى نَقُولَ: قدْ أَفْطَرَ، وَلَمْ أَرَهُ صَائِمًا مِن شَهْرٍ قَطُّ، أَكْثَرَ مِن صِيَامِهِ مِن شَعْبَانَ كانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، كانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إلَّا قَلِيلًا) صحيح مسلم.
 
2- وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: (ما رأيتُ رسولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان) رواه الترمذي وأبو داود بسند حسن .. وذكره الألباني في صحيح الترغيب.
 
3- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (لَمْ يَكُنْ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في الشَّهْرِ مِنَ السَّنَةِ أَكْثَرَ صِيَامًا منه في شَعْبَانَ .. وَكانَ يقولُ: خُذُوا مِنَ الأعْمَالِ ما تُطِيقُونَ، فإنَّ اللَّهَ لَنْ يَمَلَّ حتَّى تَمَلُّوا وَكانَ يقولُ: أَحَبُّ العَمَلِ إلى اللهِ ما دَاوَمَ عليه صَاحِبُهُ، وإنْ قَلَّ) صحيح مسلم.
 
- قوله (لا يمل حتى تملوا): أي لا ينقطع عنكم بوصالكم حتى تنقطعوا عنه بغفلتكم .. أي لا يمنع دوام الوصل حتى تمنعوا أسباب الوصال .. أو لا ينقطع عنكم بفضله وكرمه وثوابه .. حتى تنقطعوا عن أسباب الكرم والفضل والثواب .. والله أعلم .
 

#- ملحوظة: الملل في لفظ الحديث في حق الله ليس المقصود به السآمة والضجر والزهق .. لا .. وإنما مقصود به لازمه وهو ما يترتب على ذلك .. وهو التوقف عن الإستمرار في الشيء أي التوقف عن العطاء طالما العبد توقف عن الطاعة ..

#- مزيد توضيح: فالملل صفة معناها الضيق والزهق .. ويترتب عليه فعل لازم أو مصاحب تبعا لذلك وهو التوقف عن فعل الشيء .. فالفعل اللازم أو المصاحب لصفة الملل هو المقصود من فعل الله مع العبد وليس المقصود هو معنى الفعل الذي هو الزهق .. لأن الزهق صفة نقص في حق الله وهذا لا يصح .. ولذلك قلت أن المقصد هو لازم الصفة أي ما يترتب على هذه الصفة وليس المعنى هو الصفة نفسها .

 

- ولكن في حق الإنسان .. فالمقصد هو الزهق وما يترتب عليه من التوقف عن فعل الشيء ..
 
***********************
..:: س3: ما تأثير صيام شهر شعبان في النفس ؟ ::..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- يساعد الصيام في كسر شوكة النفس .. حتى تخمد ثورتها من الشهوات والمطالب التي ترجوها بشدة في سائر الشهور .. وذلك حتى تدخل رمضان وأنت موصول بنور في قلبك يتحرك فيك بالإرشاد إلى مرضاة رب العباد ..
 
- فشهر شعبان يمحو كثيرا من ظلمات النفس ويعيد ظبتها خلال الصيام وطلب الغفران حتى تكون مهيأ لاستقبال أنوار رمضان .
 
***********************
 
..:: س4: ما هي فضيلة ليلة النصف من شعبان ؟ ::..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- عن فضيلة ليلة النصف من شعبان:
- عن أبو موسى الأشعري: (إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ) رواه وبن ماجة .. وحسنه الألباني في صحيح بن ماجه وفي صحيح الترغيب قال فيه: صحيح لغيره ..
 
- وفي رواية معاذ بن جبل بلفظ: (يطَّلعُ الله إلى جَميعِ خَلْقهِ ليلةَ النصْفِ مِنْ شَعْبانَ، فيغْفِرُ لجميعِ خَلْقِه إلا لِمُشْرِكٍ أو مُشاحِنِ) رواه بن حبان .. وقال الأرنؤوط في تخريج صحيح بن حبان: صحيح بشواهده.. وحسنه المنذري والهيثمي وغيرهم .. وقال الألباني عنه: حديث صحيح، روي عن جماعة من الصحابة من طرق مختلفة يشد بعضها بعضا .. وهم معاذ ابن جبل وأبو ثعلبة الخشني وعبد الله بن عمرو وأبي موسى الأشعري وأبي هريرة وأبي بكر الصديق وعوف ابن مالك وعائشة. (الصحيحة ج3 ص135 حديث برقم1144) .
- هذا بخلاف الحديث المرسل الذي رواه كثرة بن مرة الحضرمي التابعي ..
 
- فعن كثير بن مرة الحضرمي التابعي قال: (في ليلةِ النصفِ من شعبانَ يغفرُ اللهُ لأهْلِ الأرْضِ ، إلَّا لمشرِكٍ أوْ مُشَاحِنٍ) رواه البيهقي في شعب الإيمان .. وحسنه الالباني في صحيح الجامع. (صحيح مرسلا).
 
- عن مكحول عن أبي ثعلبة رضي الله عنه .. أنَّ النبيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: (يطَّلعُ الله إلى عِبادِه لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبانَ؛ فيَغْفِرُ لِلْمُؤمِنينَ، ويُمْهِلُ الكافِرينَ، ويَدعُ أهْلَ الحِقْدِ بحِقْدِهم حتَّى يَدعُوهُ) رواه الطبراني والبيهقي .. وقال البيهقي: وهو أيضاً بين مكحول وأبي ثعلبة مرسل جيد".. وقال الألباني: صحيح لغيره .
 
- قوله (مشرك): هو المعتقد بوجود إله له مثيل بقدر ما هو لله .. ولذلك يقال أنه جعل لله شريك .. بمعنى أنه جعل ما هو لله لغير الله .. سواء جعله مشابها لذات الله أو مشابها لصفة من صفات الله ..
 
- قوله (مشاحن): أي مفتعل للعداوة والخصومة حقدا وحسدا ويقوم بالتحريض عليها واشعال نارها .. (هذا رأيي والله اعلم).
 
#- وفهمت من كلام العلماء .. أن المشاحن هو من ليس بمتبع للنبي .. وهذا رأي بعيد .. وغالب أقوالهم هو من لديه خصومة أو عداوة مع أحد .. وهذا من وجهة نظري كلام غير منضبط وفيه نظر .. ليه ؟
 
1- لأن الآلام النفسية والظلم الذي يسكن النفوس لا قدرة للإنسان على دفعه ..!! وإلا ما كان الله قال لنبيه: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ) الحجر97 .. وما كان عذر القائل بالسوء حينما يتم قهره بالظلم حيث قال تعالى: (لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا) النساء148 .. أي أن ينهى الله عباده عن قول السوء إلا من وقع عليه ظلم .. فيباح له أن يشكو ظالمه ويذكر ما فيه من سوء لعله يجد من يغيثه في رد مظلمته .. والله - سبحانه - سميع لكلام المظلوم .. عليم بظلم الظالم .. والله أعلم ..
 
2- فضلا عن أن لفظ الحديث هو (المشاحن) على وزن مفاعل .. وهو من يفتعل الحدث والسبب الذي يؤدي لتلك المشاحنة أي لتلك الخصومة والعداوة ..
 
#- ملحوظة عليك أن تنتبه منها:
- بعض الناس تقول بضعف هذا الحديث .. وهذا قول فيه شيء من الصحة فعلا وافراد الروايات عن بعضها فهي ضعيفة .. ولكن كثير من أهل الحديث قالوا بصحته أو تحسينه لكثرة طرقه وشواهده .. وهذا على مذهب من يقول بتحسين الحديث بتعدد طرقه .. وأيضا على مذهب عموم أهل السنة والجماعة فهم يعملون بهذا الحديث في فضائل الأعمال ..
 
- ولكني وجدت بعض الطوائف للأسف ذو الوجهين .. فما كان موافقه لمذهبهم ومشايخهم وآرائهم فهم يحسنون الحديث بمجموع طرقه .. وما فيه مخالفة لمذهبهم ومشايخهم فهو حديث ضعيف ولا يصح العمل به .. فعلى أي منهج هؤلاء يسيرون ؟!!
 
- فهؤلاء من يكيلون الناس بمكيالين .. يكفى أن منهجهم شاهدا عليهم .. وحسبهم ما يفعلون .. وأمرهم إلى الله .. بسبب ما ينشرون من فتن .. وينشرون بين الناس أنه بدع .. فبئس ما قالوا ونشروا وهم يعلمون .

#- قال الشيخ بن تيميه رحمه الله:
- ليلة النصف من شعبان، فقد روى في فضلها من الأحاديث المرفوعة والآثار ما يقتضي أنها ليلة مفضلة وأن من السلف من كان يخصها بالصلاة فيها .. وصوم شهر شعبان قد جاءت فيه أحاديث صحيحة. ومن العلماء: من السلف من أهل المدينة، وغيرهم من الخلف، من أنكر فضلها، وطعن في الأحاديث الواردة فيها، كحديث: «إن الله يغفر فيها لأكثر من عدد شعر غنم كلب» . وقال: لا فرق بينها وبين غيرها.
- لكن الذي عليه كثير من أهل العلم، أو أكثرهم، من أصحابنا وغيرهم -على تفضيلها، وعليه يدل نص أحمد، لتعدد الأحاديث الواردة فيها، وما يصدق ذلك من الآثار السلفية، وقد روي بعض فضائلها في المسانيد والسنن . وإن كان قد وضع فيها أشياء أخر. (اقتضاء الصراط المستقيم ج2 ص136).
 
- وتأمل قول الشيخ بن تيميه: (وأن من السلف من كان يخصها بالصلاة فيها) .. فبعض السلف كانوا يفردوها بعبادة يتقربون بها إلى الله .. لأنهم يبتغون فيها الغفران من الله من خلال الأعمال الصالحة التي تقربهم إلى الله وتكون سبب في القبول ..
 
- وإن كان الشيخ بن تيميه رحمه الله بعد الكلام السابق قد أنكر من يجتمع لهذه الليلة للصلاة فيها ووصف ذلك بالبدعة .. وهذا غريب منه .. إذ ما الفرق بين من ينفرد بالصلاة ومن يجتمع للصلاة .. والأصل هو التقرب لله بعبادة يحبها الله ..!! إلا لو كان مقصده رحمه الله هو تخصيص هذه الليلة بصلاة مخصوصة لها طقوس معينه مثل ما ذكره من بعض الناس الذين يصلون الصلاة الألفية وهي الصلاة التي يقرأون فيها سورة الإخلاص ألف مرة جماعة .. وهذا فعلا يكون بدعة ..!!
 
************************
 
..:: س5: ما الذي أفاده لفظ النبي (يطَّلعُ الله إلى جَميعِ خَلْقهِ) ؟ ::..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- دعني أفاجئك أخي الحبيب .. بكرامة عجيبة جدا في هذا الحديث الشريف .. قد لا تنتبه لها ..
 
- وهي أن كرامة الغفران في الحديث النبوي إنما هي مرتبطة بمحض الهبة والفضل إكراما وإحسانا منه جل شأنه .. لمن كان متحليا بشرطين وهما (أن لا يكون مشرك ولا مشاحن) ..
 
- وقوله (يطَّلعُ الله إلى جَميعِ خَلْقهِ) أي يتجلى بجماله عليهم بمحض الفضل والكرامة والإحسان ..
 
#- فأنت لست مطالب .. بالقيام لصلاة الليل ولا لصيام ولا صدقة ولا أي عبادات لاستحقاق الغفران من الله في تلك الليلة .. لأن هذه منحة ربانية .. وإنما يستحقها فقط من أخلص في باطنه بالتوحيد لله .. ومن كان محسنا في معاملته مع الخلق .. فهذين هما الشرطين لاستحقاق الغفران ..
 
************************
 
..:: س6: ما فائدة العبادات التي يفعلها البعض في ليلة النصف من شعبان ؟ ::..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- هو نوع من الشكر لله على نعمته التي أنعم به عليه بهذه الكرامة .. والتي يرجو من الله أن يكون له نصيبا منها فيصيبه من كرامة الله ما يصيبه منها ..
 
#- وفعل هذه العبادات من باب قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) المائدة35 ..
- والمعنى من تفسير المنتخب: يا أيها الذين آمنوا، خافوا الله باجتناب نواهيه وإطاعة أوامره، واطلبوا ما يقرّبكم إلى ثوابه، من فعل الطاعات والخيرات، وجاهدوا في سبيله بإعلاء دينه ومحاربة أعدائه، لعلكم تفوزون بكرامته وثوابه. (انتهى النقل من التفسير).
 
- ومن باب الشكر على نعمة الله كما في قوله تعالى: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) إبراهيم7.
 
- وفي الإعتراف بالفضل لله يكن اتباعا للنبي صلى الله عليه وسلم .. حيث قالت السيدة عائشة : (أنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ، فَقالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ تَصْنَعُ هذا يا رَسولَ اللَّهِ، وقدْ غَفَرَ اللَّهُ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ؟ قالَ: أفلا أُحِبُّ أنْ أكُونَ عَبْدًا شَكُورًا) صحيح البخاري.
- والله أعلم .
 
#- وهناك من يأخذ النعم من الله دون عمل مع الله .. فهذا شانه وهذا اختياره .. ولكن هناك من يحب مولاه ويحب أن يعمل معه بما يحبه مولاه من باب الشكر لمولاه جل شأنه .. ولذلك قال تعالى: (وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) النمل:40.
 
*************************
 
..:: س7: لماذا أتت ليلة النصف من شعبان في منتصف الشهر وما فائدتها ؟ ::..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- فائدة ليلة النصف من شعبان هي حتى تنشط وتزداد عزيمة .. من خلال غفران ذنوبك .. لأنه كلما تطهرت من ذنوبك كلما تحررت من قيودك .. فانحجبت ظلمة النفس وافسحت الطريق لنور الرب ليسكن في باطنك أي قلبك ..
 
- وكأن الله يريد أن يقول لك: سأساعدك من خلال غفران ذنوبك حتى تأتيني نشيطا وطاهرا .. فتسعى لمرضاتي حتى تستقبل فيوضاتي وأنواري عليك في شهر رمضان بما يكون فيه سعادتك الأبدية من غفران الذنوب ورفع الدرجات وإحساني إليك بدخول الجنات والاستمتاع فيها بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ..!!
 
2- ولم يجعلها الله هذه الكرامة في أول شهر شعبان حتى لا ترجع تعمل ذنوب فتتراكم عليك فتكسر شوكة عزيمتك في الطاعة .. وكأن فترة الأسبوعين التي تلي ليلة النصف من شعبان وحتى أول رمضان .. غالبا لا يتراكم فيها الذنوب (بالنسبة للمؤمن العادي) بالصورة التي تكسر شوكة نشاطك في الطاعة والعزيمة مع الله .. والله أعلم .
 
**********************
 
..:: س8: لماذا اختص النبي المشرك والمشاحن في الحديث ؟ ::..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- لأنه لما كانت العلاقة مع الله هي مجموع أعمال تجمع بين العبادات والمعاملات .. فاختص النبي صلى الله عليه وسلم هذين الأمرين لأن كلاهما باب الوصال بالله إلى الله ..
 
1- ولذلك كان أصل النجاة في العبادة هو ترك الشرك كما قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) النساء:48..
 
2- وكان أصل النجاة في المعاملات هو أن لا تفعل ما يستوجب مشاحنة أي خصومة وعداوة كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) الحجرات:12.
 
#- فإذا تعلقت بأسباب النجاة في باب العبادات وباب المعاملات .. صح لك الوصال وفُتح لك باب الإمدادات والكرامات .. فافهم.
- والله أعلم .
 
***********************
 
..:: س9: هل قوله في الحديث (فيغفر لجميع خلقه - أو لجميع اهل الأرض) يشمل كل الخلق من إنس وجن وملائكة ؟ ::..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- المقصد من قوله (جميع خلقه – أو جميع أهل الأرض) هم المستحقون لهذه المغفرة من أهل الإيمان .. كما قال تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ) الأعراف:156-157  .. والتقوي يقصد بها هنا من يجتهدون في اجتناب المعاصي أو يتقون الشرك بالله أو كلاهما .. وكما قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) النساء:48.
 
- إذن المقصد من قول النبي صلى الله عليه وسلم: (فيغفر لجمع خلقه) يقصد به أهل الإيمان المكلفون بالإيمان وهم الإنس والجن الذين آمنوا بالقرآن والنبي صلى الله عليه وسلم .. وليس الملائكة منهم لأنهم ليسوا مكلفين وليسوا عاصين حتى يغفر لهم .. والله أعلم .
 
***********************
 
..:: س10: هناك آلام نفسية يحملها البعض من الناس بسبب أذيتهم باللسان أو باليد أو بالسرقة كأكل الميراث واغتصاب الحقوق عموما .. فهل هذه الآلام النفسية تُدخِلُكَ في وصف (المشاحن) ؟ ::..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- أنت فهمت خطأ أخي الحبيب .. ليه ؟
- (المشاحن) على وزن مفاعل .. وهو من يفتعل الحدث والسبب الذي يؤدي لتلك المشاحنة أي لتلك الخصومة والعداوة ..
 
- فالمقصد من لفظ (المشاحن) – والله أعلم- هو المفتعل لهذه المشاحنة وكان السبب فيها .. أي المؤذي الذي أذى الناس .. وليس المشحون بما شحنه به المشاحن ..
 
- فالمشاحن: هو المفتعل لأسباب المشاحنة كالذي يمشي بالغيبة والنميمة بين الناس ليوقع بينهم العداوة والخصومة .. وكذلك المُحرِّض على الخصومة .. الذي يزيد من إشعال النار بين المتخاصمين .. وكل من له يد في التحريض على الخصومة والعداوة بين الناس فهو المشاحن .. لأنه من يفتعل أسباب هذه الخصومة .
 
- ويدخل في لفظ المشاحن هو الممتليء حقدا وحسدا وسخطا على الخلق وعلى الخالق من خلال الاعتراض على حكمة الله وقدره. 
 
- ويدخل في لفظ المشاحن .. الدعاة التحريضيين .. الذين ينشرون المشاحنة في نفوس الناس لتحريضهم على عباد الله المجتهدون في العلم بأنهم مبتدعة وكافرون وما شابه ذلك .. وهم برآء من هذه الأوصاف .. وإنما وصفوهم بها غلا وحقدا وكراهية لهم لمخالفتهم مذهبهم الخاص الذي يريدون تسييس الناس عليه وما هو بدين وإنما رأي مشايخهم وأوليائهم .. وحسبهم ما يفعلوا بين المسلمين .
 
- وبالإجمال يدخل كل مؤذي في كلمة المشاحن .. لأن كل مؤذي قد اتخذ ومن الأسباب والوسائل ما يؤذي بها غيره فكان سببا للمشاحنة بالعداوة والخصومة .. والله أعلم .
 
#- وخلاصة القول:
- هي أن المتألم نفسيا من أحد بسبب أفعاله .. فهذا لا يدخل ضمن لفظ (المشاحن) .. لأنه ليس مفتعل للخصومة من البداية .. وليس مُحرِّض عليها بزيادة إشعالها عداوة .. وليس ساعيا بالمشاحنة بين الناس بالغيبة والنميمة والشهادة الزور والكذب على الناس .. وما شابه ذلك .
- ما سبق هو رأيي الخاص في شرح الحديث والله أعلم .
 
***************************
 
..:: س11: هل ترفع الأعمال في ليلة النصف من شعبان ؟ ::..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- لا يوجد نص صحيح .. يقول بأن الأعمال يتم رفعها في ليلة النصف من شعبان .. وإنما النص الصحيح يقول بأن الاعمال يتم رفعها في شهر شعبان دون تخصيص لأي وقت ..
 
- فعن أسامة بن زيد قال: (يا رسولَ اللَّهِ .. لم ارك تَصومُ شَهْرًا منَ الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ ؟ .. قالَ: ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ) رواه النسائي .. وذكره الألباني في صحيح النسائي بأنه حسن.
 
************************
 
..:: س12: هل ليلة النصف من شعبان توزع فيها الأرزاق ؟ ::..
 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- ظن البعض في قوله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) الدخان3-4 ... أن قوله (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) يقصد من قوله (فيها) هي ليلة النصف من شعبان يتم فيها كل أمر حكيم من تقسم الآجال والأرزاق .. !!
 
- وهذا كلام لم يصح ولم يأت فيه خبر .. وإنما قوله (فيها) هذا خاص بليلة القدر .. بدلالة أن القرآن الذي تم نزوله في ليلة مباركة هي ليلة القدر.

#- والمعنى من التفسير الميسر:

- إنا أنزلناه في ليلة القدر المباركة كثيرة الخيرات، وهي في رمضان. إنا كنا منذرين الناس بما ينفعهم ويضرهم، وذلك بإرسال الرسل وإنزال الكتب؛ لتقوم حجة الله على عباده. فيها يُقضى ويُفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة من الملائكة كلُّ أمر محكم من الآجال والأرزاق في تلك السنة، وغير ذلك مما يكون فيها إلى آخرها، لا يبدَّل ولا يغيَّر. هذا الأمر الحكيم أمر مِن عندنا، فجميع ما يكون ويقدره الله تعالى وما يوحيه فبأمره وإذنه وعلمه. (انتهى النقل من التفسير).
 
*************************
..:: س13: هل صيام ليلة النصف من شعبان أو قيام الليل والصدقة وقراءة القرآن فيها سنة أم بدعة أم مباح ؟ ::..
 (وما يفعله البعض من قراءة سورة يس ثلاث مرات – وما يفعله البعض من الصلاة عشرة ركعات في كل ركعة قراءة سورة الإخلاص مائة مرة ويسمونها الصلاة الألفية)

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- يوجد هنا تفصيل بسيط أشرحه لك ..
1- صيام ليلة النصف من شعبان يكون سُنَّة .. في حالة أنك أردت أن تصوم يوما من الأيام التي كان يصومها النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر .. حيث ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يصوم شهر شعبان .. وأكيد كان منه ليلة النصف من شعبان ..
 
- فعن أسامة بن زيد قال: (يا رسولَ اللَّهِ .. لم أرك تَصومُ شَهْرًا منَ الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ ؟ .. قالَ: ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ) رواه النسائي .. وذكره الألباني في صحيح النسائي بأنه حسن.
 

- وبالتالي فصيامك لهذا اليوم بما سبق بيانه يكون هو سنة نبوية .. لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد صامه في جملة الأيام التي صامها في شهر شعبان ..

 

- أما عن قيام الليل .. فهو أيضا فعل نبوي كان يفعله في كل الأيام .. دون تخصيص يوم عن يوم .. وفعلك لقيام الليل إنما هو وسيلة قرب إلى الله ..

- وكذلك يقال في الصدقة .. وكذلك قراءة القرآن .. فكلها وسائل أنت تفعلها كمؤمن للتقرب إلى الله .. وهذه أمور مستحبة كل يوم وليلة .. وكان يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم دون تخصيص ذلك بليلة دون ليلة ..

 

2- ولو قلت أن صيامك لليلة النصف من شعبان إنما هو شكر منك لله على كرامة الغفران التي أنعم بها على خلقه في هذه الليلة .. فهذا مباح لأنه عبودية منك وطاعة لله شكرا له على نعمة كرامة الغفران التي أنعم بها على خلقه  .. كما في قوله تعالى: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) إبراهيم7.

- وكذلك يقال في قيامك بالصلاة في الليل وفي فعل الصدقة .

 

3- ولو صمت لله أو تصدقت أو صليت من باب الوسيلة إلى الله والسعي منك بالعمل الصالح عسى أن يدخلك الله برحمته في جملة خلقه الذين يتجلى عليهم بكرامة الغفران في هذه الليلة .. فهذه عبادة شريفة ومطلوبة ومنهج صحيح منك في العمل مع الله .. وذلك من باب قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ) المائدة35 ..

- والمعنى من تفسير المنتخب: يا أيها الذين آمنوا، خافوا الله باجتناب نواهيه وإطاعة أوامره، واطلبوا ما يقرّبكم إلى ثوابه، من فعل الطاعات والخيرات. (انتهى النقل من التفسير).

 

4- أما لو صمت ليلة النصف من شعبان باعتبار أنه قد ورد فيها نص يقول بذلك .. فهذا خطأ منك في الفهم .. لأنه لم يرد نص صحيح بذلك .. وصيامك صحيح أيضا وليس بدعة .. لأنك صمت يوما لله من باب العبودية لله .. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما مِن عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا في سَبيلِ اللهِ، إِلَّا بَاعَدَ اللَّهُ، بذلكَ اليَومِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا) صحيح مسلم.

 

- بل ومستحب فعل الطاعات في ليلة النصف من شعبان لأن في هذه الليلة فضيلة ثابته ولا ينكرها إلا مكابر أو غير منتبه في تحقيق العلم .. فضلا عن أنه يوما من الأيام التي صامها النبي صلى الله عليه وسلم في جملة صيامه لشهر شعبان .

 

5- أما عن زيارة الأهل والود لهم كما يفعل البعض .. فهذا من الواجب شرعا طوال العام وليس في ليلة النصف من شعبان فقط !! .. ولكن إن وجدت عزيمة وهمة في فعل ذلك وسببا للوصل مع الأهل فافعل وأنت مأجور إن شاء الله لأنك تصل رحمك .. ولا علاقة لذلك بليلة النصف من شعبان ..

 

6- أما البدعة في هذه الليلة هو أن تفعل ما هو عبادة متكلفة ليس فيها ما يدل عليها ويزعم البعض أن في ذلك فضيلة خاصة بهذه العبادة في تلك الليلة ولا دليل لهم على ذلك .. كالذين يجتمعون للصلاة ويقرأون فيها سورة الإخلاص ألف مرة .. فالصلاة وإن كانت مباحة إلا أن فعلها بهذه الكيفية ظنا منهم بأن ورائها كرامة فهي بدعة ..

 

- وكذلك يقال لمن يجتمعون لقراءة سورة (يس) ثلاث مرات بعد المغرب أو العشاء .. وكل مرة بنية مختلفة فمرة يتم قرائتها بنية دفع البلاء  ومرة بنية الاستغناء عن الناس ومرة بنية أن المحو من ديوان أهل الشقاوة ويدعون بدعاء معين مخصص لذلك يكون أوله (اللهم إن كنت كتبتني شقيا فامحني ... إلى آخر الدعاء) ..

 

- وهذه الفضيلة الخاصة بهذه العبادة المخصوصة بها الوقت المخصوص .. ليست مثبته لسورة يس في تلك الليلة على وجه الخصوص وبهذه النوايا الثلاثة .. فهذه بدعة أيضا .. ولكن مجرد الإجتماع على ذكر الله وقراءة القرآن والدعاء ليست بدعة .. لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا حَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ) صحيح مسلم .. ، وفي رواية أخرة بلفظ: (ما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ؛ إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ) صحيح مسلم..

 

- ولكن دون تخصيص عبادات واختراع فضائل لها وربطها بأوقات مخصوصة وليالي مخصوصة دون دليل عليها .. فهذه هي البدعة .. والله أعلم . 


#- انتبه أخي الحبيب إلى الآتي:
- (حديث موضوع – أي مكذوب) .. ولعل بعض من يقرأون سورة يس بعد المغرب أو العشاء .. أو الذي يصلون بالألفية .. قد ظنوا في صحة حديث تم روايته عنْ عَليِّ بْنِ أَبِي طَالِب - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: (إذَا كَانَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَقُومُوا لَيْلَهَا، وَصُومُوا نَهَارَهَا، فَإنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ، إلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: أَلاَ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلاَ مُسْتَرْزِقٌ، فَأَرْزِقَهُ؟ أَلاَ مُبْتَلى فَأُعَافِيهُ؟ أَلاَ كَذَا؟ أَلاَ كَذَا؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ) رواه بن ماجه والبيهقي في شعب الإيمان .. وأشار الألباني للحديث في ضعيف الجامع بأنه "حديث موضوع" ..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- في السند يوجد من هو متهم بالكذب .. وهو (ابن أبي بسرة، واسمه "أَبُو بكر بن عَبد الله بْن مُحَمَّد بْن أَبي سبرة") .. قال فيه أحمد بن حنبل وابن معين: يضع الحديث .. وقال النسائي: متروك الحديث .. وقال البخاري: منكر الحديث .. وقال عنه بن عدي: هو في جملة من يضع الحديث .. وضعفه يحيى بن معين وعلي المديني. (راجع تهذيب الكمال ترجمة رقم 7240).
 
- فالحديث كما يظهر لك أخي الحبيب هو حديث لم يصح وهو مكذوب على النبي بسبب أحد رواة الحديث المتهم بأنه يكذب ويضع الحديث .. وبالتالي لا حكم يؤخذ منه للعمل به .. فانتبه .
  

- أخي الحبيب:

- في الأيام التي تجد لها فضل ..

- اجعل العبادة الغالبة عليك هي أن تكون منفردا لله مخلصا له في عبادتك .. أو قد تجتمع بمن تحب من أخوتك المؤمنين فتصلون قياما لليل بما تيسر من القرآن من باب فضيلة قيام الليل حبا في الله وليس أكثر من ذلك .. أو تذكرون الله وتدعونه كوسيلة تقرب إلى الله .. فكل هذا مباح دون أن تعتقد أنها عبادات مرتبطة بفضيلة مخصوصة لو فعلتها في ليلة النصف من شعبان أو أنها عبادات مخصصة فيها فقط دون غيرها .. وإنما قد تصادفك الهمة والعزيمة في فعل أي عبادة في تلك الليلة فضلا من الله عليك .. ولذلك أن تعبدت بتلك العبادة لله تقربا إلى الله ولا علاقة لهذه العبادة بتلك الليلة ..

 

- وكذلك من البدع هو الاحتفالات المبهرجة والمكلفة التي يتم دفع الأموال فيها تحت مسمى احتفال بليلة النصف من شعبان .. فهذه ليست ليلة احتفال وإنما ليلة تجليات لله على خلقه بالغفران .. فافعل ما يحبه الله ويقربك إليه ويكون وسيلة وسبب في أن تكون من أهل الغفران في هذه الليلة .   

 

- ولا مانع من الإجتماع للموعظة الحسنة وفعل الخيرات والحث على ترك المنكرات .. والله أعلم .

 

#- واعلم أخي الحبيب .. أنه لا يصح أن يقال أن صيامك وصلاتك وصدقتك وصلة رحمك في هذا اليوم بدعة .. لأن هذا لا دليل عليه ولا مخالفة له للأصول الدينية .. وكذلك لا يصح الافتراء بأن الصوم هو بدعة وإلا كنت متهما النبي صلى الله عليه وسلم بأنه مبتدع (وهذه وقاحة وقلة أدب منك واتهام صريح منك للنبي بأنه آثم – وحاشاه) .. لأنه صلى الله عليه وسلم قد صامه في جملة الأيام التي صامها في شهر شعبان .

 

- والذي يقول أن الصيام والصلاة والصدقة وقراءة القرآن في ذلك اليوم أو غيره (دون نص يمنع ذلك) أن هذه بدع .. فهو المبتدع في الدين بدعة يقوم من خلالها بتحريض الناس على منعها من طاعة الله واتخاذ وسائل القرب إلى الله .. وجزاءه عند ربه نتيجة بدعته هذه .

- والله أعلم .

***********************
 
..:: س14: هل يصح صيام النصف أو الربع الأخير من شهر شعبان إذا لم أكن صمت النصف الأول ؟ ::..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- يصح صيامك لله أخي الحبيب في شهر شعبان في أي جزء منه سواء في بدايته أو منتصفه أو نهايته .. وذلك في محاولة منك لاتباع النبي صلى الله عليه وسلم .. لأنه كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم الشهر كله .. فلا مانع لك إن جائتك الهمة والعزيمة أن تصوم النصف الثاني من شهر شعبان أو حتى الربع الأخير .. أو حتى آخر أيام .. لأنك تحاول في ذلك أن تكون متبعا للنبي صلى الله عليه وسلم قدر ما في وسعك واستطاعتك وما تيسر لك في أن تصوم .
 
- وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما مِن عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا في سَبيلِ اللهِ، إِلَّا بَاعَدَ اللَّهُ، بذلكَ اليَومِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا) صحيح مسلم.
 
- وقال الصحابي أبو أمامه الباهلي: (قلتُ يا رسولَ اللَّهِ مُرني بأمرٍ ينفعُني اللَّهُ بِهِ .. قالَ "النبي": عليْكَ بالصِّيامِ ، فإنَّهُ لا مثلَ لَه) رواه النسائي .. وذكره الألباني في صحيح النسائي.
 
- والله أعلم .
********************
 
..:: س15: إذا كانت الأعمال ترفع في شعبان فما فائدة رفع الأعمال يوميا وأسبوعيا ؟ ::..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- رفع الأعمال على أربعة درجات:
- الدرجة الأولى: رفع يومي للأعمال ويكون ذلك في صلاة الصبح وصلاة العصر ..
- عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ باللَّيْلِ ومَلَائِكَةٌ بالنَّهَارِ، ويَجْتَمِعُونَ في صَلَاةِ الفَجْرِ وصَلَاةِ العَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ وهو أعْلَمُ بهِمْ: كيفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فيَقولونَ: تَرَكْنَاهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ، وأَتَيْنَاهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ) صحيح البخاري.
 
- الدرجة الثانية: رفع أسبوعي ويكون في يوم الإثنين والخميس ..
- عن أبي هريرة ، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إنَّ أعمالَ بَني آدمَ تُعْرَضُ كلَّ خميسٍ ليلةَ الجمعةِ ، فلا يُقْبَلُ عملُ قاطعِ رحمٍ) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: إسناده صحيح .. وذكره الألباني في صحيح الترغيب .
 
- وعن أسامة بن زيد قال: (إنَّ نبيَّ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ كانَ يصومُ يومَ الاثنينِ ويومَ الخميسِ ، وسُئِلَ عن ذلِكَ ، فقالَ: إنَّ أعمالَ العبادِ تُعرَضُ يومَ الاثنينِ ويومَ الخميسِ) صحيح أبي داود.
 
- الدرجة الثالثة: رفع سنوي ويكون ذلك في شهر شعبان ..
- وذلك لما رواه النسائي عن أسامة بن زيد ، قال : (يا رسولَ اللَّهِ ! لم ارك تَصومُ شَهْرًا منَ الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ؟ .. قالَ: ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ) رواه النسائي .. وذكره الألباني في صحيح النسائي بأنه حسن.
 
- الدرجة الرابعة: يوم يموت العبد وترفع صحيفة أعماله .. ويتم عرضها على العبد يوم القيامة ..
 
#- وقد يخطر ببالك سؤال فتقول: ما فائدة عرض الأعمال يوميا وأسبوعيا وسنويا ؟
- الغرض من ذلك هو أن تعرف أنك مراقب .. وأن يكون هذا محل اهتمام لك لفعل الخير الذي يحبه الله لأنك تريد أن تدخل على مولاك بما يحبه ..
- واعلم أن أعمالك لها انعكاس على مرآة قلبك .. فإن وجدت القبول عند الله وجدت أثر ذلك في قلبك بمزيد إيمان وسكينة وحمد لله ورضا في قلبك .. وإن لم تجد أثر لأعمالك في قلبك بمزيد إيمان وسكينة وحمد لله ورضا فاعمل على أن تصلح ما في نفسك من خلل .. والله أعلم .
 
***********************
 
..:: س16: هل شهر المحرم أفضل أم شهر شعبان أفضل ؟ ::..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- البعض يظن أن شهر المحرم أفضل من شهر شعبان .. واستدلوا على ذلك بحديث عن أبي هريرة  قال: (سُئِلَ "أي النبي صلى الله عليه وسلم": أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ بَعْدَ المَكْتُوبَةِ؟ وَأَيُّ الصِّيَامِ أَفْضَلُ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ؟ فَقالَ: أَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ، وَأَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ صِيَامُ شَهْرِ اللهِ المُحَرَّمِ) صحيح مسلم.
 
- ولكن الحقيقة أن هذا لا يتعارض مع صيام شهر شعبان ولا فضيلة شهر شعبان .. لأن الحديث هنا متجه لما بعد صيام رمضان واستفتاح أول العام .. وليس المقصد هو الأعلى درجة في الفضيلة بعد شهر رمضان .. وفي كلا الشهرين فضل من الله كما في كل يوم وكل ساعة وكل لحظة يوجد فضل من الله .. ولكن المهم أن تعمل مع الله بإخلاص واتركه يدبر لك وأنت راضي ..
- والله أعلم ..
 
***************************
 
..:: س17: ماذا لو فاتك شهر شعبان أو بعضه ؟ ::..

(فوائد تتعلق بالدعاء مهمة جدا- فانتبه لها)
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- إذا فاتك شهر شعبان أو بعضه .. فاجتهد ولو في أن تلحق يوم فتصومه لله وافعل أفعالا صالحة  .. وإن شعرت بأنك لم تفعل شيئا مع الله أو أنك مقصر .. فأحسن الظن بالله واطلبه في كل الأوقات لأنه ينتظرك في كل الأوقات .. فلا تحزن ..
 
1- يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ: إنَّ في اللَّيْلِ لَسَاعَةً لا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ، يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا مِن أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، إلَّا أَعْطَاهُ إيَّاهُ، وَذلكَ كُلَّ لَيْلَةٍ) صحيح مسلم.
 
2- ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إِذَا بَقِيَ ثُلُثُ اللَّيْلِ يَنْزِلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَرْزِقُنِي فَأَرْزُقَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَكْشِفُ الضُّرَّ فَأَكْشِفَهُ عَنْهُ؟ حَتَّى يَنْفَجِرَ الْفَجْرُ) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: حديث صحيح.
 
- وفي رواية بلفظ: (إِذَا مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ هَبَطَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ يَقُولُ: أَلَا تَائِبٌ؟ أَلَا سَائِلٌ يُعْطَى؟ أَلَا دَاعٍ يُجَابُ؟ أَلَا مُذْنِبٌ يَسْتَغْفِرُ فَيُغْفَرُ لَهُ؟ أَلَا سَقِيمٌ يَسْتَشْفِي فَيُشْفَى؟) رواه الدارمي .. وقال محققه حسين أسد: إسناده صحيح .
 
- وفي رواية بلفظ: (تُفْتَحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ نِصْفَ اللَّيْلِ فَيُنَادِي مُنَادٍ: هَلْ مِنْ دَاعٍ فَيُسْتَجَابُ لَهُ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَيُعْطَى؟ هَلْ مِنْ مَكْرُوبٍ فَيُفَرَّجُ عَنْهُ؟ فَلَا يَبْقَى مُسْلِمٌ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ إِلَّا زَانِيَةً تَسْعَى بِفَرْجِهَا أَوْ عَشَّارًا) رواه الطبراني .. وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.
 
- وقوله (عشارا): الذي يأخذ ضريبة على أموال الناس وحاجاتهم ظلماً وباطلاً .. فيأخذ منهم عشر أموالهم بالباطل لكل من يمر في طريق التجارة والأسواق وغيرها ..
 
#- وأكثر من هذا الدعاء النبوي الجميل:
- عن عبد الله بن مسعود قال: (أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَقُولُ: " اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ") رواه البزار .. وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير "عمرو بن عبد الله الأودي" وهو ثقة.
 
- وهذا الدعاء يقال في كل الأوقات كما يظهر ذلك من الحديث السابق .. فكن داعيا لله به ليعينك على ذكره وطاعته وشكره وحسن عبادته.. لأنك من نفسك لا تستطيع فعل شيء .. وإنما الله هو الذي يمدك بالمعونة على فعل كل شيء .. فاطلب ذلك من الله .
 
- ويستحب أيضا قوله بعد كل صلاة أن تقوله حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل: (أوصيكَ يا معاذُ لا تدَعنَّ في دُبُرَ كلِّ صلاةٍ تقولُ: اللَّهمَّ أعنِّي على ذِكْرِكَ، وشُكْرِكَ، وحُسنِ عبادتِكَ) صحيح أبي داود.
 
#- وانتبه أخي الحبيب في جزئية إجابة الدعاء لأمرين:
- الأول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يُستَجابُ لأحدِكم ما لم يعجَلْ .. قيل وكيف يعجَلُ يا رسولَ اللهِ ؟ قال: يقولُ قد دعوتُ اللهَ فلم يستجِبِ اللهُ لي) رواه بن ماجه .. وذكره الألباني في صحيح بن ماجه.
 
- الثاني: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلِمٍ يَدعو ، ليسَ بإثمٍ و لا بِقطيعةِ رَحِمٍ إلَّا أَعطَاه إِحدَى ثلاثٍ: إمَّا أن يُعَجِّلَ لهُ دَعوَتَهُ ، و إمَّا أن يَدَّخِرَها لهُ في الآخرةِ ، و إمَّا أن يَدْفَعَ عنهُ من السُّوءِ مِثْلَها قال : إذًا نُكثِرَ .. قالَ : اللهُ أَكثَرُ) صحيح الأدب المفرد.
 
- قوله (إذًا نُكثِرَ .. قالَ : اللهُ أَكثَرُ): أي كلما أكثرتم من الدعاء طلبا للفضل من الله بأحد هذه العطاءات الثلاثة المذكورة في الحديث .. فالله أكثر فضلا وكرما عليكم بمزيد كرامة منه وإحسانا ..
 
- إذن الدعاء ليس بالضرورة أن يستجاب لك كما أنت طلبت وتريد بالضبط .. ولكن قد يستجيب الله لك بطرق مختلفة قد ذكرها الحديث .. ولن يضيع الله لك عبودية دعاءك لله ..
 
- وأيضا قد يستجيب الله لدعاءك فعلا كما أنت طلبت .. ولكن الغرض مما سبق هو أن تتعلم الأدب والحكمة في الدعاء .. وتكون مطمئنا عند الدعاء بأن الله لن يضيع دعاءك .
 
#- خلاصة القول أخي الحبيب:
- أبواب الله مفتوحة في كل وقت .. وربنا جميل وطيب ويحبك ويريد لك الخير .. ولكن اغتنم اللحظة التي تعيشها الآن .. فلعلك لا تلحق اللحظة التي تليها .. والله رؤوف بالعباد .. وهو الغفور الرحيم ..
 
- وبهذا يكون ختام الرسالة .. والحمد لله رب العالمين .

***********************

 

:: ختام " رسالة ليلة النصف من شعبان وفضيلة شهر شعبان " ::

 

- الحمد لله رب العالمين .. على ما أمدني به من العزيمة والقوة والعقل في الرد على ما سخرني فيه وأعانني عليه بمدد منه في يوم وليلة .. وأسأله القبول .. وأسأله الرضا عني وأن يغفر لي ويرحمني ويعفو عني .. وأن يرزقني القلب السليم ودوام معيته حتى يقبضني إليه وهو راض عني .. فاللهم أرزقني القلب السليم ودوام معيتك يا رب العالمين يا أرحم الراحمين.

 

- اللهم اغفر لوالداي وارحمهما واعفو عنهما واجعلهما نورا .. واغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات ..  في كل زمان ومكان .. آمين يارب العالمين . 

 

اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

اللهم عفوك ورضاك

وأسألك القبول

ولا حول ولا قوة إلا بالله

 

وبهذا يكون ختام "ليلة النصف من شعبان وفضيلة شهر شعبان" بتاريخ 7/3/2023 .. وقد تم بداية رفعها على مدونة الروحانيات في الإسلام بتاريخ 7/3/2023 .. والحمد لله على ما أكرمني به من كتابة .. ولا حول ولا قوة إلا بالله ..

****************************

 - ( سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ . وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ .  وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) الصافات 180-182 ..

- سبحان الله وبحمده سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .. والحمد لله رب العالمين .

- اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وأبلغه مني السلام .. السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته.

وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته .. والحمد لله رب العالمين

اللهم كما أعنتني .. فتقبل مني يا أرحم الراحمين

آمين يارب العالمين

*****************
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 8 تعليقات:

  1. { رَبَّنَاۤ أَتۡمِمۡ لَنَا نُورَنَا وَٱغۡفِرۡ لَنَاۤۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ }
    بارك الله في عمرك استاذنا الفاضل بالصحة والعافية وكل خير .. واعاد عليك وعلينا وعلى جميع المخلصين المحبين ليلة النصف من شعبان مجتمعين متحابين اعواما عديدة وازمنة مديدة .. بحق النبي الأمي صلى الله عليه وسلم .. آمين امين امين يارب العالمين

    ردحذف
  2. من أجمل الرساىل و اروع المعاني سبحان من من عليك وعلمك وفهمك
    الحمد لله الذي دلنا عليك وعرفنا بك أستاذنا ووالدنا الفاضل
    جزاك الله كل خير وتقبل منك بالقبول الحسن وغفر لوالديك ورحمهما ورزقهما النظر إلى وجهه يارب العالمين
    كل نفس جديد هو فرصة من الله لنعود إليه
    كل نفس جديد هو منحة ربانية يمهلنا الله فيها لنعود إليه
    اللهم ردنا إليك مردا جميلا ورضى عنا وعن أحبابنا فيك
    الله جميل ،الله رحيم،الله قريب ،الله لطيف،الله رؤوف
    لا أحد يحبنا كربنا،لا أحد يقبلنا بعيوبنا كربنا،لا أحد يسترنا رغم قلة أدبنا معه كربنا،لا أحد ينادي علينا رغم إدبارنا عنه غير ربنا
    لا حب كحب الله لنا ،الله هو الحب ومنه الحب وإليه الحب
    سبحان ربي ما أجمله،ما أعظمه ،ما أرحمه ،ما ألطفه
    نعم الرب ربي نعم الرب ربي نعم الرب ربي
    الحمد لله رب العالمين
    -----------------
    من أجمل ما قال الأستاذ خالد أبو عوف:

    قوله (لا يمل حتى تملوا): أي لا ينقطع عنكم بوصالكم حتى تنقطعوا عنه بغفلتكم .. أي لا يمنع دوام الوصل حتى تمنعوا أسباب الوصال .. أو لا ينقطع عنكم بفضله وكرمه وثوابه .. حتى تنقطعوا عن أسباب الكرم والفضل والثواب .. والله أعلم .
    - واعلم أن أعمالك لها انعكاس على مرآة قلبك .. فإن وجدت القبول عند الله وجدت أثر ذلك في قلبك بمزيد إيمان وسكينة وحمد لله ورضا في قلبك .. وإن لم تجد أثر لأعمالك في قلبك بمزيد إيمان وسكينة وحمد لله ورضا فاعمل على أن تصلح ما في نفسك من خلل .. والله أعلم .

    ردحذف
  3. يارب رحمتك وغفرانك يارب
    يامن يغيث المستغيث إن لم تغيث فمن يغيث. ومالنا رب مغيث سواك يارب العباد

    ردحذف
  4. الله يزيدك يا أستاذنا و يارب ديما تاخد بأيدينا للنور والحق والحب.... الله طيب جميل رحيم غفور ودود....
    الحمد لله رب العالمين...... الحمد لله رب العالمين...... الحمد لله رب العالمين
    اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا ولك الحمد في كل وقت وحين ولك الحمد عدد ما خلقت من خلق في الأرض والسماء من بداية الخلق إلى يوم العرض عليك يا أرحم الراحمين يا الله
    *******************************
    اللهم صل على سيدنا محمدٍ النبي الأمي وعلى آله وسلم

    ردحذف
  5. اللهم اغفر لنا ما مضى وأحسن لنا فيما بقى ..
    اللهم بلغنا رمضان وأنت راضي عنا جابرا لقلوبنا يا حنان يا منان ..
    يارب اشفي مرضانا ومرضى المسلمين ..
    بحق إسمك العظيم الأعظم وبحق سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

    ردحذف
    الردود
    1. اللهم آمين يارب العالمين

      حذف
    2. آمين آمين آمين يارب العالمين
      وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد النبيي الأمي وآله

      حذف
  6. تعالي اكلمك بالعاميه عن نُص شعبان،
    ‏علشان تحكيها لولادك تفهمهم دينهم ♥️!

    ‏نُص شعبان هي مناسبة تحويل القبله من بيت المقدس
    ‏إلى بيت الله الحرام الكعبه المشرفه!

    ‏المسلمون كانوا بيصلوا باتجاه بيت المقدس،
    ‏وسيدنا النبي ماكانش عنده ارتياح للصلاة باتجاه بيت المقدس..

    وكان نفسه أوي يصلي باتجاه الكعبة حُباً وتعلقاً بسيدنا إبراهيم
    ‏فكان قبل كل صلاه ينظر للسماء ويلتفت يمينا ويسارا،
    ‏ بيدعي ربنا يستجيب لرغبته!

    ‏وف يوم كان سيدنا النبي قاعد في المسجد النبوي بعد صلاة الظهر،
    ‏ نزل عليه وحي السماء سيدنا جبريل بقرءان يُتلى إلى يوم القيامه

    ‏"قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فولّ وجهك شطر المسجد الحرام.."

    ‏سيدنا النبي فرح جدا بالبشاره، وأول صلاة يصليها باتجاه الكعبة
    ‏كانت صلاة العصر في المسجد النبوي الشريف

    ‏كان في واحد من الصحابة بعد ما صلى العصر مع النبي وعرف موضوع تحويل القبله، كان له مشوار على أطراف المدينة فلما وصل لقى الناس بيصلوا العصر في مسجد بني سلمه وكانوا في التشهد الأوسط!

    ‏فوقف على باب المسجد وقال لهم إنه صلى مع سيدنا النبي
    ‏والوحي أمر بالصلاه باتجاه بيت الله الحرام.. ‏‏

    ‏فوقف المصلون للركعة الثالثه وقاموا بتحويل قبلتهم نحو الكعبة وأتموا الصلاه،

    ‏ فكانت الصلاه دي الوحيده اللي صلوها ركعتين باتجاه بيت المقدس
    ‏ وركعتين باتجاه الكعبة!

    ‏سابوا القبلة القديمه زي ما هي وبنوا قبلة جديدة باتجاه الكعبة،
    ‏والمسجد اتسمى بمسجد ذو القبلتين،

    ‏وهو حاليا من أشهر مساجد المدينة المنورة بعد المسجد النبوي ومسجد قباء!

    ‏علموا ولادكم وعرفوهم قصة كل مناسبة ف دينهم 💙

    ‏-منقول ‏..

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف