الروحانيات فى الإسلام: ج2: رسالة ليلة الجن - من أي البلاد ينتمي الجن الذي استمع للنبي وهو يصلي ويقرأ القرآن - هل كان أشراف الجن هم الذين سمعوا القرآن من النبي وكان هؤلاء الأشراف من بني الشيصبان من جنود إبليس - ماذا كانت ديانة الذين استمعوا للقرآن من النبي - كم كان عدد الجن الذين سمعوا النبي وهو يقرأ القرآن في الزيارة الأولى والثانية - ما هي أسماء الجن الذين استمعوا لقراءة النبي للقرآن في الزيارة الأولى - ما هي القصص التي قيلت عن الجن الذين سمعوا القرآن من النبي ولم يتم التصريح بأسمائهم ودفنهم الصحابة .

بحث في المدونة من خلال جوجل

الأحد، 19 مارس 2023

Textual description of firstImageUrl

ج2: رسالة ليلة الجن - من أي البلاد ينتمي الجن الذي استمع للنبي وهو يصلي ويقرأ القرآن - هل كان أشراف الجن هم الذين سمعوا القرآن من النبي وكان هؤلاء الأشراف من بني الشيصبان من جنود إبليس - ماذا كانت ديانة الذين استمعوا للقرآن من النبي - كم كان عدد الجن الذين سمعوا النبي وهو يقرأ القرآن في الزيارة الأولى والثانية - ما هي أسماء الجن الذين استمعوا لقراءة النبي للقرآن في الزيارة الأولى - ما هي القصص التي قيلت عن الجن الذين سمعوا القرآن من النبي ولم يتم التصريح بأسمائهم ودفنهم الصحابة .

 بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

ليلة الجن
في سماع الجن من النبي واجتماع النبي بالجن


(الجزء الثاني)

#- فهرس:
:: الفصل الثاني :: عن التعريف بأشراف الجن الذين سمعوا القرآن من النبي في ليلة الجن الأولى التي ذكرها القرآن والبلد التي أتوا منها وأعدادهم وأسمائهم ومن دفنهم من الصحابة ::
1- س5: من أي البلاد ينتمي الجن الذي استمع للنبي وهو يصلي ويقرأ القرآن ؟
2- س6: هل كان أشراف الجن هم الذين سمعوا القرآن من النبي وكان هؤلاء الأشراف من بني الشيصبان من جنود إبليس ؟
3- س7: ماذا كانت ديانة الذين استمعوا للقرآن من النبي ؟
4- س8: كم كان عدد الجن الذين سمعوا النبي وهو يقرأ القرآن في الزيارة الأولى والثانية ؟
5- س9: ما هي أسماء الجن الذين استمعوا لقراءة النبي للقرآن في الزيارة الأولى ؟
6- س10: ما هي القصص التي قيلت عن الجن الذين سمعوا القرآن من النبي ولم يتم التصريح بأسمائهم ودفنهم الصحابة ؟
**********************
:: الفصل الثاني ::
:: عن التعريف بأشراف الجن الذين سمعوا القرآن من النبي في ليلة الجن الأولى التي ذكرها القرآن والبلد التي أتوا منها وأعدادهم وأسمائهم ومن دفنهم من الصحابة ::
*************************

..:: س5: من أي البلاد ينتمي الجن الذي استمع للنبي وهو يصلي ويقرأ القرآن ؟ ::..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- اختلفت الروايات في توضيح المكان الذي أتى منه الجن .. فروايات قالت أنه جن نصيبين وهذا هو الصحيح من الروايات .. وهناك روايات قالت هو جن نيْنَوى .. وروايات قالت بعضهم كان من جن نيْنَوى وبعضهم كانوا من جن نصيبين .. وروايات أنهم من جن جزيرة الموصل .. وإليك الإشارة إلى بعض هذه الروايات .
 
#- أولا: جن من نصيبين ..
1- (حديث صحيح) .. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّهُ أَتَانِي وَفْدُ جِنِّ نَصِيبِينَ، وَنِعْمَ الجِنُّ، فَسَأَلُونِي الزَّادَ، فَدَعَوْتُ اللَّهَ لَهُمْ أَنْ لاَ يَمُرُّوا بِعَظْمٍ، وَلاَ بِرَوْثَةٍ إِلَّا وَجَدُوا عَلَيْهَا طَعَامًا) صحيح البخاري.
 

- انتبه أخي الحبيب: فالمقصد في الحديث وهو محتملا أن يكون العَظْم هو طعام للجن أنفسهم ويتكون عليه لحما ليكون طعاما لهم كلما وجوده .. والروث يكون علفا لدواب الجن ..

 
- وهذا الإحتمال يظهر من رواية أخرى (مرسلة فيها ضعف) قيل فيها عن النبي: (لَكُمْ كُلُّ عَظْمٍ ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ يَقَعُ فِي أَيْدِيكُمْ أَوْفَرَ مَا يَكُونُ لَحْمًا وَكُلُّ بَعْرَةٍ عَلَفٌ لِدَوَابِّكُمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَلَا تَسْتَنْجُوا بِهِمَا فَإِنَّهُمَا طَعَامُ إِخْوَانِكُمْ) رواه مسلم.. قلت (خالد صاحب الرسالة): وهذا الجزء من رواية مسلم هو مرسل فيه ضعف .. لأن قائله عن النبي هو (عامر الشعبي) كما قال علماء الحديث وليس الصحابي بن مسعود فيكون الحديث حينئذ منقطع (بين عامر الشعبي والنبي) وفيه ضعف .. وسيأتي تفصيل ذلك في الفصل التاسع من هذه الرسالة إن شاء الله تعالى.
 

2- ملحوظة: لم أجد حديث صحيح غير حديث البخاري الذي ثبت فيه جن نصيبين .. وباقي الروايات التي أتى فيها ذكر جن نصيبين وقد رواها الطبراني أو أحمد أو الفاكهي وأبو نعيم في دلائل النبوة .. فهي ضعيفة .. وبعضها ضعيف في دلائل النبوة للبيهقي .. إلا ما كان مثل رواية البخاري السابقة .. والله أعلم .

 
- نموذج من الروايات الضعيفة - عن خَلَّادٌ الْجُعْفِيُّ قَالَ: حدثنا زُهَيْرٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: (أَنَّ النَّفَرَ الَّذِينَ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جِنُّ نَصِيبِينَ، أَتَوْهُ بِنَخْلَةَ) رواه الطبراني في الأوسط.

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعليقا على الرواية السابقة:

- وفي السند (خلاد بن يزيد الجعفي) .. ضعيف الحديث .
- وفي السند (جابر بن يزيد بن الحارث) .. متروك الحديث والبعض ضعفه والبعض وثقه ..!!
 
3- أما عن منطقة (نصيبين): قيل هي مدينة عامرة من بلاد الجزيرة على جادة القوافل من الموصل إلى الشام، وبينها وبين الموصل ستة أيام . (معجم البلدان" 5/ 288) .. قيل منطقة باليمن وقد ذكر ذلك القرطبي في تفسيره ...
- وأظن أنها المدينة الواقعة حاليا في تركيا على الحدود مع سوريا .. والله أعلم.
 
- ملحوظة عن معلومة: وجدت على الإنترنت على موقع ويكيبيديا أن معنى كلمة (نصيبين): منطقة زراعية أو قريب من هذا المعنى .. أي هذه البلدة قائمة على الزراعة .. والله أعلم .
 
#- ثانيا: جن من الجزيرة  "جزيرة الموصل" .. (لا يوجد رواية صحيحة تثبت ذلك).
1- (حديث بعضه صحيح – وبعضه مرسل فيه ضعف) .. عن إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: قُلْتُ لاِبْنِ مَسْعُودٍ: (هَلْ صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الجِنِّ مِنْكُمْ أَحَدٌ؟ قَالَ: مَا صَحِبَهُ مِنَّا أَحَدٌ وَلَكِنْ قَدْ افْتَقَدْنَاهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَهُوَ بِمَكَّةَ، فَقُلْنَا اغْتِيلَ أَوْ اسْتُطِيرَ مَا فُعِلَ بِهِ؟ فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ، حَتَّى إِذَا أَصْبَحْنَا أَوْ كَانَ فِي وَجْهِ الصُّبْحِ، إِذَا نَحْنُ بِهِ يَجِيءُ مِنْ قِبَلِ حِرَاءَ، قَالَ: فَذَكَرُوا لَهُ الَّذِي كَانُوا فِيهِ، فَقَالَ: أَتَانِي دَاعِي الجِنِّ، فَأَتَيْتُهُمْ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِمْ قَالَ: فَانْطَلَقَ فَأَرَانَا آثَارَهُمْ وَآثَارَ نِيرَانِهِمْ.
- قَالَ الشَّعْبِيُّ، وَسَأَلُوهُ الزَّادَ وَكَانُوا مِنْ جِنِّ الجَزِيرَةِ، فَقَالَ: كُلُّ عَظْمٍ يُذْكَرُ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ يَقَعُ فِي أَيْدِيكُمْ أَوْفَرَ مَا كَانَ لَحْمًا، وَكُلُّ بَعْرَةٍ أَوْ رَوْثَةٍ عَلَفٌ لِدَوَابِّكُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَلاَ تَسْتَنْجُوا بِهِمَا فَإِنَّهُمَا زَادُ إِخْوَانِكُمُ مِنَ الْجِنِّ) رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح.. وهذه الرواية أيضا ذكرها الإمام مسلم ..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعليقا على الرواية السابقة:
- الجزء الضعيف من الحديث هو ما قاله عامر الشعبي .. ولا يوجد شاهد يشهد له في حديث صحيح .. .. فكلام التابعي (عامر الشعبي) قد سمع باقي الرواية من صحابي آخر لا نعلمه ولم يظهر في الرواية .. وبالتالي فالرواية في جزئها الأخير الخاص بعامر الشعبي يعتبر رواية مرسلة فيها انقطاع بين عامر الشعبي والنبي ..!!
- وسيأتي مزيد تحقيق من هذه الرواية بالتفصيل في الفصل التاسع من هذه الرسالة ..
 
2- (حديث ضعيف) .. عبد الله بن نافع مولى بن عمر عن أبيه عن عبد الله بن مسعود بلفظ: (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَتْهُ وُفُودُ الْجِنِّ مِنَ الْجَزِيرَةِ، فَأَقَامُوا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ بَدَا لَهُمْ .. فَأَرَادُوا الرُّجُوعَ إِلَى بِلَادِهِمْ .. فَسَأَلُوهُ أَنْ يُزَوِّدَهُمْ، فَقَالَ: (مَا عِنْدِي مَا أُزَوِّدُكُمْ بِهِ، وَلَكِنِ ادْنُوا "أي اقتربوا"  لِكُلِّ عَظْمٍ مَرَرْتُمْ بِهِ، فَهُوَ لَكُمْ لَحْمٌ عَرِيضٌ، وَكُلُّ رَوْثٍ مَرَرْتُمْ بِهِ فَهُوَ لَكُمْ ثَمَرٌ، فَلِذَلِكَ نَهَى أَنْ يُتَمَسَّحَ بِالْبَعْرِ وَالرِّمَّةِ "أي العظم") رواه أبو يعلى وذكره عنه بن حجر في المطالب العليا ج2 ص194 برقم51 ...
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعليقا على الرواية السابقة:
- وفي السند (عبد الله بن نافع مولى بن عمر) – ضعفه أهل الحديث لأن في حديثه نكارة لمخالفته لروايات الثقات فتركوا حديثه ..
 
3- (أثر تابعي ضعيف جدا أو موضوع والمتن منكر جدا) .. عن حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْعَدْنِيُّ، حَدَّثَنَا الحكم ابن أَبَانِ عَنْ عِكْرَمَةَ: (فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: "وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ" قَالَ: هُمُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا جَاءُوا مِنْ جِزِيرَةِ الْمَوْصِلِ، فَقَالَ النَّبِيُّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِابْنِ مَسْعُودٍ كَادَ أَنْ يَذْهَبَ، فَذَكَرَ قَوْلَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلَمْ يَبْرَحْ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ ذَهَبْتَ مَا الْتَقَيْنَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ) رواه أبو حاتم في تفسيره .. وعنه ذكره السيوطي في الدر المنثور .
 
- (جزيرة الموصل): هي بالعراق ..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعليقا على الرواية السابقة:
- وفي السند (حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْعَدْنِيُّ) وهو ضعيف ..
- والرواية فيها انقطاع بين عكرمة والنبي صلى الله عليه وسلم ..
 
- والمتن فيه غرابة ونكارة شديدة لمخالفتها القرآن وكل الروايات .. وكأنه متن ملفق من روايتين مختلفتين .. لأنه خلط بين زيارة الجن في آية القرآن وزيارة الجن التي رواها بن مسعود في ليلة أخرى .. ومن قال بأن الأشراف كانوا تسعة او سبعة ولكن الاتباع كانوا اثنا عشر ألفا .. فقد أخطأ .. لأن القرآن قال: (نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ) الجن:1 .. أي جماعة أقل من عشرة ..!!
 
#- ثالثا: جن من نيْنَوى .. (لا يوجد أثر صحيح يثبت ذلك).
1- (أثر تابعي – ضعيف) عن بشر بن معاذ قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: (قوله (أَنَّهُ قَرَأَ {قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ} [الأحقاف: 30] فَقَالَ: مَا أَسْرَعَ مَا عَقَلَ الْقَوْمُ، ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُمْ صُرِفُوا إِلَيْهِ مِنْ نِينَوَى) رواه الطبري في تفسيره.
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) .. تعقيبا على الرواية السابقة:
- والسند صحيح إلى قتادة .. ولكن الرواية ضعيفة لأنها مرسلة ولم يذكر قتادة من الذي ذكر له هذه المعلومة حيث قالها بصيغة الغائب ..!!
 
2- (أثر تابعي ضعيف) - قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ  عن عبد العزيز بن عمر أنه قال: (أَمَّا الْجِنُّ الَّذِينَ لَقُوهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَخْلَةَ فَجِنُّ نِينَوَى، وَأَمَّا الْجِنُّ الَّذِي لَقُوهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ فَجِنُّ نُصَيْبِينَ) رواه الفاكهي في أخبار مكة .. وذكره أبو حاتم في تفسيره.
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) .. تعقيبا على الرواية السابقة:
- والرواية مقطوعة على قول التابعي (عبد العزيز بن عمر) ولا نعلم عمن أخذ هذه المعلومة . فهي مجرد قول مرسل حيث يوجد انقطاع بين (عبد العزيز بن عمر) وزمن النبي صلى الله عليه وسلم .
 
3- منطقة (نِينَوَى): منطقة في شمال العراق .. تابعة لمدينة الموصل .. ولعل سبب تسميتها بذلك تبعا لمؤسسها القائد (نينوس) .. والله أعلم .
 
#- رابعا: جن من حرَّان .. (لا يوجد أثر صحيح يثبت ذلك).
1- (أثر تابعي ضعيف جدا ومتن غريب) .. عن عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا رَجُلٌ سَمَّاهُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ قَالَ: كَانُوا سَبْعَةَ نَفَرٍ .. ثَلاثَةً مِنْ أَهْلِ حِرَّانَ، وَأَرْبَعَةً مِنْ أَهْلِ نَصِيبِينَ .. وَكَانَتْ أَسْمَاؤُهُمْ حَيٌّ وَحَسِّيٌّ وَمَسِّيٌّ، وَشَاصِرٌ وَنَاصِرٌ، وَالْأَرْدُ وَإِبْيَانُ وَالْأَحْقَمُ) رواه أبو حاتم في تفسيره.. وعنه ذكره السيوطي في الدر المنثور .
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعليقا على الرواية السابقة:
- وفي السند (سويد بن عبد العزيز) وهو ضعيف الحديث ..
- وفيه (رَجُلٌ) مجهول لنا معرفه هذا الرجل ..
- وفيه (بن جريج) قد دلس عن مجاهد ..
- وفي السند انقطاع بين مجاهد والنبي صلى الله عليه وسلم ..
- فضلا عن غرابة المتن الذي ذُكر فيه أن الجن من مكانين مختلفين وهذا مخالف لما عليه الروايات من أنهم جن نصيبين ..!!
 
2- منطقة (حران): تقع في تركيا على الحدود مع سوريا .
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- ذكر الإمام القرطبي في تفسيره: وَقَالَ قَتَادَةُ: إِنَّهُمْ مِنْ أَهْلِ نِينَوَى. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: مِنْ أَهْلِ حَرَّانَ. وَقَالَ عِكْرِمَةُ: مِنْ جَزِيرَةِ الْمَوْصِلِ. (تفسير القرطبي ج16- ص213).
 
- وهذه الأقوال قد ذكرتها لك منذ قليل وتتبعت أحوال روايتها وهي كما ترى مجرد أقوال لا صحة فيها ولا دليل عليها فضلا عن تلف إسناد رواية مجاهد وعكرمة ..!!
 
#- وخلاصة القول أخي الحبيب ..
1- إذا كانت الروايات كلها .. تشير إلى أن المنطقة التي خرج منها الجن تكاد تكون قريبة من بعضها سواء (حران أو جزيرة الموصل أو نينوى أو نصيبين) .. إلا أن المكان الصحيح من القول الوحيد الذي صح عن المكان الذي أتى منه الجن .. إنما هو منطقة نصيبين .. وبعض العلماء قال هي منطقة بين الشام والعراق .. وأعتقد المقصد منها التي على الحدود بين تركيا وسوريا وتقع في تركيا .. وبعض العلماء قال هي منطقة باليمن .. والله أعلم .
 
2- وهذا لا يمنع أن يكون أتاه الجن من كل مكان على كوكب الأرض .. ولكن نقصد أن الثابت الصحيح من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أنه قابل جن وكانوا من منطقة نصيبين ..

*************************
..:: س6: هل كان أشراف الجن هم الذين سمعوا القرآن من النبي وكان هؤلاء الأشراف من بني الشيصبان من جنود إبليس ؟ ::..
 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- (أثر صحابي ضعيف) - جاء في رواية عن عفير عن قتادة عن عكرمة عن بن عباس قال: (صُرِفَتِ الْجِنُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتَيْنِ، وَكَانَ أَشْرَافُ الْجِنِّ بِنَصِيبِينَ) رواه الطبراني في الأوسط.

- وفي رواية بنفس السند أتت بلفظ عن بن عباس في قوله: ({وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ} [الأحقاف: 29] قَالَ: كَانَتْ مِنْ أَشْرَافِ الْجِنِّ بِالْمَوْصِلِ) رواه الهيثمي في كشف الأستار عن زوائد البزار ..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعليقا على الرواية السابقة:
- ولكن في الرواية يوجد (عُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ) وقد ضعفه علماء الحديث.. وقال عنه الهيثمي في المجمع: متروك.
 
2- ذكر أبو حمزة الثمالي: (أن هذا الحي من الجن كان يقال لهم بنو الشيصبان وكانوا أكثر الجن عددا، وأشرفهم نسبا، وهم كانوا عامة جنود إبليس) ذكره بن كثير في تفسيره ..
 
- قوله (هذا الحي من الجن): أي جماعة الجن التي استمعت للقرآن من النبي .
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) .. تعقيبا على الرواية السابقة:
- (أبو حمزة الثمالي – تابعي) هو ضعيف الحديث وقال عنه النسائي ليس بثقة .. فضلا عن أن كلامه مجرد كلام مرسل مقطوع عليه ومنقطع عن زمن النبوة .. ولا نعرف عمن أخذ هذا الكلام ..
 
#- ملحوظة ومعلومة:
- لفظ (الشيصبان) لقب يقال لذكر النمل ..
- من الجدير بالذكر أن لقب (الشيصبان) مذكور في كتاب شمس المعارف المنحرف عن الحق وفيه تحضير للشياطين .. ولقب الشيصبان هو لأحد الشياطين الذين يتم تحضيرهم من ذلك الكتاب ..
 
#- خلاصة القول:
1- لا يوجد ما يثبت أن الذين استمعوا القرآن من النبي أنهم كانوا من أشراف الجن ورتبتهم ومكانتهم في قومهم .. وإن كان هناك ما يدل من القرآن أنهم من ذوي الشأن والمسموع لهم وإلا ما كانوا ذهبوا لدعوة قومهم بكل جرأة ونادوا فيهم (قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى) الأحقاف:30 .. وما كانوا شتموا إبليس جهرا وقالوا فيه (وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا) الجن:4 .. والله أعلم .
 
2- والذي يدل على كونهم من أصحاب المكانة العقلية والحكمة .. أن كونهم استمعوا للقرآن وأنصتوا له وآمنوا به فهذا يدل على كونهم من العقلاء والحكماء وهذا لا يكون إلا فيمن له مكانة وشرف في الغالب .. وليس سفيها ولا أحمقا وإلا ما كانوا استمعوا من البداية وتجاهلوا الأمر ورحلوا ..
 
3- ولا يخفى أن الإيمان قد ارتقى بهم إلى شرف الدنيا والآخرة .. فشرف الدنيا بالإيمان والمعرفة وجعل الله لهم ذكرا في القرآن يتلى إلى يوم القيامة .. وشرف الآخرة برضا الله عليهم ولقاءه ومشاهدته ثم الجنة بإذن الله .
 
4- نعم أقول: هم أشراف من الجن قد استمعوا للقرآن وآمنوا به .. وازدادوا شرفا من إيمانهم والتحقق به .. ثم ازدادوا بشرف الأبد بذكرهم في قرآن يتلى إلى يوم القيامة.
 
5- أما عن مسألة أن هؤلاء الجن كانوا من بني الشيصبان الذين كانوا من جنود إبليس .. فهذا كلام فارغ ولا يمكن تصديقه .. لأنه لا دليل عليه .. فضلا عن أن لقب الشيطان هو لقب للشيطان في كتب السحر يتم استحضاره .. ولا علاقة للجن الذين أسلموا بذلك .. والله أعلم .
 
********************
 
..:: س7: ماذا كانت ديانة الذين استمعوا للقرآن من النبي ؟ ::..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- يغلب على الظن أن الذين آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم .. كانوا من أهل الكتاب لقوله تعالى في حكايته عن هؤلاء الجن : (قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ) الأحقاف:30.
 
#- أما قولهم (مِنْ بَعْدِ مُوسَى) فهذا لأحد سببين:
- الأول: لأن عيسى في الأصل يهوديا وأمه مريم .. وقد أتى مرسلا إلى اليهود ليكمل شريعة التوراة بتصحيح ما فيها من تحريف وبمزيد من السماحة والرحمة والتخفيف ..
 
- الثاني: وهو أن القرآن فيه من الشريعة والأحكام .. مثلما في توراة موسى عليه السلام وهذا ما لم يكن في إنجيل عيسى . (هذا رأي خطر ببالي فذكرته) .
 
#- وخلاصة القول:
- أن هؤلاء الجن كانوا من أهل الكتاب .. وما كانوا مشركين بالله .. إلا أنه من الواضح أنه حدث خلل في عقيدتهم دون قصد أو عمد منهم .. وانحازوا لإبليس وكانوا ينفذون أوامره في التسمع لأخبار السماء .. بدليل قولهم: (وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا) الجن:4-5.
 
- وقولهم (ظننا) يدل على وجود الشك في أنفسهم مما كان يقال لهم .. إلا أنهم لم يكن لهم دليل يقين ليحسموا الأمر حتى استمعوا للقرآن ..
 
- وفي ذلك دلالة على أنه قد حدث تحريف في التوراة والإنجيل حتى في عالم الجن .. ولم يعد فيهما عقيدة صحيحة في حق الله لدرجة أن الشيطان استطاع أن يستدرجهم ليكونوا من أتباعه .. إلى أن استمعوا للقرآن فأبصروا الحق واتبعوه وتركوا إبليس ..
 - والله أعلم .
 
********************
 
..:: س8: كم كان عدد الجن الذين سمعوا النبي وهو يقرأ القرآن في الزيارة الأولى والثانية ؟ ::..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- يمكن تقسيم عدد الجن حسب الزيارات ..
- حيث أن الزيارة الأولى كانوا مجرد نفرا من الجن أقل من عشرة أفراد ..
- ولكن في الزيارة الثانية كانوا وفودا من الجن جاءوا مع أصحاب الزيارة الأولى ..
- وإليك ما جاءت به الروايات:
 
#- أولا: عدد الجن الذي ظهر من الروايات فيما يتعلق بالزيارة الأولى التي أتى ذكرها في القرآن ..
#- ما جاء منسوبا روايته للصحابة ..
1- (أثر صحابي صحيح) .. عن عاصم عَنْ زِرٍّ ابْنَ حُبَيْشٍ عن عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ: (هَبَطُوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ بِبَطْنِ نَخْلَةَ فَلَمَّا سَمِعُوهُ قَالُوا: أَنْصِتُوا. قَالُوا: صَهٍ . وَكَانُوا تِسْعَةً أَحَدُهُمْ زَوْبَعَةُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ، فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا} [الأحقاف: 29] الْآيَةُ إِلَى {ضَلَالٍ مُبِينٍ}) رواه الحاكم وقال: صَحِيحُ الْإِسْنَادِ .. وقال الذهبي: صحيح ..
 
#- من معاني المفردات:
- قوله (ببطن نخلة): أي وادي نخلة وهو مكان بين الطائف ومكة ويبعد عن مكة بنحو ثلاثين كيلو متر تقريبا ..
 
- قوله (صَهٍ): أي اسكتوا حتى تنصتوا جيدا لما يتم تلاوته ..
 
- قوله (تِسْعَةً أَحَدُهُمْ زَوْبَعَةُ): أي أن النفر من الجن الذين استمعوا لقراءة النبي كان عددهم (تسعة) وكان اسم أحد هؤلاء التسعة كان اسمه (زَوْبَعَةُ).
 
2- (أثر صحابي ضعيف جدا) .. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ({وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ} [الأحقاف: 29] الْآيَةَ، قَالَ: كَانُوا تِسْعَةَ نَفَرٍ مِنْ أَهْلِ نَصِيبِينَ، فَجَعَلَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ) رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ في الكبير .. وقال الهيثمي: فيه (النَّضْرُ أَبُو عُمَرَ) وهو متروك..
 
 
3- (أثر صحابي ضعيف جدا) .. عن عُمَرُ بْنُ نَبْهَانَ، حَدَّثَنَا سَلَّامٌ أَبُو عِيسَى، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ قَالَ: (خَرَجْنَا حُجَّاجًا، فَلَمَّا كُنَّا بِالْعَرْجِ إِذَا نَحْنُ بِحَيَّةٍ تَضْطَرِبُ، فَلَمْ تَلْبَثْ أَنْ مَاتَتْ، فَأَخْرَجَ لَهَا رَجُلٌ خِرْقَةً مِنْ عَيْبَتِهِ فَلَفَّهَا فِيهَا، وَدَفَنَهَا وَخَذَّ لَهَا فِي الْأَرْضِ، فَلَمَّا أَتَيْنَا مَكَّةَ، فَإِنَّا لَبِالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِذْ وَقَفَ عَلَيْنَا شَخْصٌ فَقَالَ: أَيُّكُمْ صَاحِبُ عَمْرِو بْنِ جَابِرٍ؟ قُلْنَا: مَا نَعْرِفُهُ .. قَالَ: أَيُّكُمْ صَاحِبُ الْجَانِّ؟ قَالُوا: هَذَا .. قَالَ: أَمَا إِنَّهُ جَزَاكَ اللهُ خَيْرًا. أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَانَ مِنْ آخِرِ التِّسْعَةِ مَوْتًا الَّذِينَ أَتَوْا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ) رواه الطبراني في الكبير وأحمد واللفظ له .. وقال محققو المسند: إسناده ضعيف جداً، عمر بن نبهان -وهو العبدي- ضعيف، وسلام أبو عيسى مجهول.
 
#- من معاني المفردات:
- قوله (العرج): مكان بين مكة والمدينة.
 
- قوله (عيبته): صندوق أو شوال فيه ثياب له.
 
- قوله (وخد لها في الأرض): أي حفر لها حفرة ودفنها فيها.
 
- قوله (أَيُّكُمْ صاحب عَمْرُو بْنُ جَابِرٍ): يقصد من الذي دفن عمرو بن جابر . وهو "اسم الجني الذي كان في هيئة حية".
- قوله (صاحب الجان): الجان هي الحية .. ويقصد الذي قام بدفن الحية.
 
4- (أثر صحابي ضعيف جدا) .. قال الطبراني: حَدَّثَنَا الْمِقْدَامُ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيه، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: (اسْتَتْبَعَنْي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً، فَقَالَ: «إِنَّ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ خَمْسَةَ عَشَرَ بَنُو إِخْوَةٍ وَبَنُو عَمٍّ يَأْتُونِي اللَّيْلَةَ فَأَقْرَأُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي أَرَادَ، فَجَعَلَ لِي خَطًّا ثُمَّ أَجْلَسَنِي فِيهِ» ، وَقَالَ: «لَا تَخْرُجَنَّ مِنْ هَذَا» ، فَبِتُّ فِيهِ حَتَّى أَتَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ السَّحَر، وَفِي يَدِهِ عَظْمُ حَائِلٍ، وَرَوْثَةٌ، وَحُمَمَةٌ، فَقَالَ: «إِذَا أَتَيْتَ الْخَلَاءَ فَلَا تَسْتَنْجِيَنَّ بِشَيْءٍ مِنْ هَذَا» ، قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحْتُ قُلْتُ: لَأَعْلَمَنَّ حَيْثُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَهَبْتُ فَرَأَيْتُ مَوْضِعَ سَبْعِينَ بَعِيرًا) رواه الطبراني في الأوسط .
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعليقا على الرواية السابقة:
- وفي السند (المقدام بن داود بن عيسى) شيخ الطبراني .. قال النسائي في الكنى: ليس بثقة، وقال الدارقطني: ضعيف. قال الحافظ: ضعفه الدارقطني في غرائب مالك. وقال ابن أبي حاتم وابن يونس: تكلموا فيه. وقال أبو عمر الكندي: لم يكن بالمحمود في روايته (راجع  إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني ترجمة برقم 1069)..
- وفي السند (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ) مختلف عليه بين أئمة الحديث بين الضعف والتوثيق .. ولكن الغالب عليه هو أنه مقبول والله أعلم ..
- وفي السند انقطاع بين (علي بن رباح) وبين (بن مسعود) لأن علي بن رباح لم يسمع من بن مسعود كما ذكر البيهقي والدارقطني ..
 
- ملحوظة: على هذا الحديث ذكر الهيثمي في مجمع الزوائد أن مشكلة الحديث في (عبد الله بن صالح) وباقي رجال السند هم رجال الصحيح .. وهذا خطأ منه رحمه الله .. فهو لم ينتبه لما ذكرته سابقا .. والله أعلم .
 
#- ما جاء منسوبا للتابعين ..
1- (أثر تابعي ضعيف) .. عن عاصم عَنْ زِرٍّ ابْنَ حُبَيْشٍ قال : ({وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا} [الأحقاف: 29] ، قَالَ: «صَهٍ» ، قَالَ: فَكَانُوا سَبْعَةً أَكْبَرُهُمْ زَوْبَعَةُ) رواه البزار ..
 

- وفي رواية َأخرى عن عاصم عَنْ زِرٍّ ابْنَ حُبَيْشٍ بلفظ: (أنزل على النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم وهو ببطن نخلة، (فَلَمَّا حَضَرُوهُ) قال: كانوا تسعة أحدهم زَوْبَعَة) رواه الطبراني في تفسيره.


#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعليقا على الرواية السابقة:

- في الروايتين السند صحيح حتى (زر بن حبيش) .. ولكنها رواية ضعيفة لانقطاعها بين زر بن حبيش والنبي .. ولم يصرح عمن أخذ هذه المعلومة من الصحابة ..!!

- فضلا عن وجود اضطراب بين ألفاظ الروايتين لاختلاف في عدد الذين حضروا..!!

- ملحوظة: هذه الرواية موصولة في حديث آخر صحيح من رواية الحاكم وقد سبق ذكره في أول إجابة هذا السؤال عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود..

 
2- (أثر تابعي ضعيف) .. عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: (ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْصَرَفَ رَاجِعًا مِنَ الطَّائِفِ إِلَى مَكَّةَ حِينَ يَئِسَ مِنْ خَيْرِ ثَقِيفٍ حَتَّى إِذَا كَانَ بِنَخْلَةَ قَامَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ يُصَلِّي فَمَرَّ بِهِ النَّفَرُ مِنَ الْجِنِّ الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللَّهُ، وَهُمْ فِيمَا ذُكِرَ لِي سَبْعَةُ نَفَرٍ مِنْ أَهْلِ نَصِيبِينَ أَسْمَاؤُهُمْ فِيمَا بَلَغَنِي: حَسًا، وَمَسًا، وَشَاصِرَةُ، وَنَاصِرَةُ، وَابْنا الْأَرَبِ، وَأَبْيَنُ، وَأَخْضَمُ، فَاسْتَمَعُوا لَهُ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ قَدْ آمَنُوا وَأَجَابُوا إِلَى مَا سَمِعُوا فَقَصَّ اللَّهُ عَلَيْهِ خَبَرَهُمْ فِي الْقُرْآنِ {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ} [الأحقاف: 29] إِلَى قَوْلِهِ: {وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الأحقاف: 31] وَقَالَ: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا} [الجن: 1] إِلَى آخِرِ هَذِهِ السُّورَةِ) رواه أبو نعيم في دلائل النبوة ..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعليقا على الرواية السابقة:
- السند صحيح حتى (بن اسحاق) .. ولكن الرواية ضعيفة لانقطاعها بين بن اسحاق والنبي صلى الله عليه وسلم ..!!
 
3- (أثر تابعي ضعيف جدا ومتن غريب) .. عن عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا رَجُلٌ سَمَّاهُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ قَالَ: كَانُوا سَبْعَةَ نَفَرٍ .. ثَلاثَةً مِنْ أَهْلِ حِرَّانَ، وَأَرْبَعَةً مِنْ أَهْلِ نَصِيبِينَ .. وَكَانَتْ أَسْمَاؤُهُمْ حَيٌّ وَحَسِّيٌّ وَمَسِّيٌّ، وَشَاصِرٌ وَنَاصِرٌ، وَالْأَرْدُ وَإِبْيَانُ وَالْأَحْقَمُ) رواه أبو حاتم في تفسيره.. وعنه ذكره السيوطي في الدر المنثور .
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعليقا على الرواية السابقة:
- وفي السند (سويد بن عبد العزيز) وهو ضعيف الحديث ..
- وفيه (رَجُلٌ) مجهول لنا معرفه هذا الرجل ..
- وفيه (بن جريج) قد دلس عن مجاهد ..
- وفي السند انقطاع بين مجاهد والنبي صلى الله عليه وسلم .. فضلا عن غرابة المتن التي ذكرت أن الجن من مكانين مختلفين وهذا مخالف لما عليه الروايات من أنهم جن نصيبين..!!
 
#- ثانيا: ما قيل في عدد الجن الذين أتوا بعد الزيارة الأولى:
1- (أثر تابعي ضعيف جدا) .. عن يَعْقُوبُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ قَالَ: (لَمَّا انْصَرَفَ النَّفَرُ السَّبْعَةُ مِنْ أَهْلِ نَصِيبِينَ مِنْ بَطْنِ نَخْلَةَ وهُمْ فُلَانٌ وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ وَالْأَرْدِيبَانُ وَالْأَحْقَبُ .. جَاءُوا قَوْمَهُمْ مُنْذِرِينَ فَخَرَجُوا وَافِدِينَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمْ ثَلَاثُمِائَةٍ فَانْتَهَوْا إِلَى الْحَجُونِ فَجَاءَ الْأَحْقَبُ فَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: إِنَّ قَوْمَنَا قَدْ حَضَرُوا الْحَجُونَ يَلْقَوْنَكَ فَوَاعَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ بِالْحَجُونِ) رواه أبو نعيم في دلائل النبوة عن الواقدي.. وعنهما ذكره السيوطي في الدر المنثور .
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعليقا على الرواية السابقة:
- وفي السند (محمد بن عمر الواقدي) وهو راوي الحديث ضعيف جدا والبعض اتهمه بالكذب والبعض ترك حديثه والبعض أيضا وثقه ..
- وفي السند (يَعْقُوبَ بْنِ سَلَمَةَ الليثي) قال عنه الذهبي هو ليس بحجة .. وقال عنه بن حجر: مجهول الحال ..
- وفي الرواية انقطاع بين كعب الأحبار والنبي صلى الله عليه وسلم .
- ويظهر من الرواية أن هؤلاء الثلاثمائة هم الذين أتوا في الزيارة الثانية .. ولكن الرواية ضعيفة جدا.
2- (أثر تابعي ضعيف جدا أو موضوع والمتن منكر جدا) .. عن حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْعَدْنِيُّ، حَدَّثَنَا الحكم ابن أَبَانِ عَنْ عِكْرَمَةَ: (فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: "وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ" قَالَ: هُمُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا جَاءُوا مِنْ جِزِيرَةِ الْمَوْصِلِ، فَقَالَ النَّبِيُّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِابْنِ مَسْعُودٍ .. كَادَ أَنْ يَذْهَبَ، فَذَكَرَ قَوْلَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلَمْ يَبْرَحْ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ ذَهَبْتَ مَا الْتَقَيْنَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ) رواه لأبو حاتم في تفسيره .. وعنه ذكره السيوطي في الدر المنثور .
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعليقا على الرواية السابقة:
- وفي السند (حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْعَدْنِيُّ) وهو ضعيف ..
- والرواية فيها انقطاع بين عكرمة والنبي صلى الله عليه وسلم ..
- والمتن فيه غرابة ونكارة شديدة لمخالفتها القرآن وكل الروايات .. وكأنه متن ملفق من روايتين مختلفتين .. لأنه خلط بين زيارة الجن في آية القرآن وزيارة الجن التي رواها بن مسعود في ليلة أخرى .. فضلا عن أن تركيبة الرواية غير صحيحة كما أتى في لفظ (فَقَالَ النَّبِيُّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِابْنِ مَسْعُودٍ .. كَادَ أَنْ يَذْهَبَ) .. فالرواية فيها أجزاء ساقطة بين الجمل .. ولا أشك في تركيبها وتلفيقها .
 
- وإذا كان من قال بأن الجن كانوا تسعة أو سبعة فقد اقترب من الصواب .. ولكن من يقل أنهم كانوا اثنا عشر ألفا .. فقد أخطأ .. لأن القرآن قال: (نفر من الجن) أي جماعة أقل من عشرة ..!!
 
- وهناك من قال أن الاثنا عشرة ألف هؤلاء الأتباع .. ولعل هذا في الزيارة الثانية وليس في الزيارة الأولى .. وهذا غلط لأن الآيات القرآنية تتكلم عن السماع الأول للجن .. وحتى لو كان هؤلاء أهل الزيارة الثانية فالرواية لازالت ضعيفة جدا.
 
#- خلاصة القول:
- أن الرواية الوحيدة التي صحت في عدد الجن في الزيارة الأولى هي ما رواها بن مسعود وأخبرنا فيها أن عدد الجن كانوا تسعة ..
- أما عدد الجن في الزيارة الثانية فلا نعلم فيه شيء قد أتانا بسند صحيح .
- والله أعلم .
 
**********************
 
..:: س9: ما هي أسماء الجن الذين استمعوا لقراءة النبي للقرآن في الزيارة الأولى ؟ ::..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- العلماء ذكروا أسماء للجن الذين حضروا الجن وهو يقرأ القرآن في الزيارة الأولى ..
 
#- من الروايات التي تم ذكر أسماء الجن فيها الذين حضروا قراءة النبي للقرآن:
 
1- (أثر صحابي صحيح) .. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ: (هَبَطُوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ بِبَطْنِ نَخْلَةَ فَلَمَّا سَمِعُوهُ قَالُوا: أَنْصِتُوا. قَالُوا: صَهٍ . وَكَانُوا تِسْعَةً أَحَدُهُمْ زَوْبَعَةُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ، فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا} [الأحقاف: 29] الْآيَةُ إِلَى {ضَلَالٍ مُبِينٍ}) رواه الحاكم وقال: صَحِيحُ الْإِسْنَادِ .. وقال الذهبي: صحيح ..
 
#- من معاني المفردات:
- قوله (ببطن نخلة): أي وادي نخلة وهو مكان بين الطائف ومكة ويبعد عن مكة بنحو ثلاثين كيلو متر تقريبا ..
 
- قوله (صَهٍ): أي اسكتوا حتى تنصتوا جيدا لما يتم تلاوته ..
 
- قوله (تِسْعَةً أَحَدُهُمْ زَوْبَعَةُ): أي أن النفر من الجن الذين استمعوا لقراءة النبي كان عددهم (تسعة) وكان اسم أحد هؤلاء التسعة كان اسمه (زَوْبَعَةُ).
 
2- (أثر صحابي ضعيف) .. عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ (وهو أوس بن عبد الله الربعي) عن عبد الله بن مسعود قال: (انْطَلَقْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْجِنِّ حَتَّى إِذَا أَتَى الْحَجُونَ (أي عند جبل بمكة)، فَخَطَّ عَلَيَّ خَطًّا، ثُمَّ تَقَدَّمَ إِلَيْهِمْ فَازْدَحَمُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ: سَيِّدٌ لَهُمْ يُقَالُ لَهُ: وَرْدَانُ: إِنِّي أَنَا أُرَحِّلُهُمْ عَنْكَ، فَقَالَ: «إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللهِ أَحَدٌ) رواه البيهقي في دلائل النبوة ..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعليقا على الرواية السابقة:
- السند فيه انقطاع لأن أبي الجوزاء لم يسمع من بن مسعود ولكنه سمع عن (عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمرو وعائشة وأبو هريرة "راجع تهذيب الكمال برقم580" ..
 
- بالإضافة إلى أن الرواية منكرة المتن جدا لأنها معارضة للحديث الصحيح عند مسلم .. وفيه نكارة أخرى وهي أن بن مسعود لم يكن مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى يعلم أن سيد من الجن اسمه "وردان" قال للنبي: أنا أرحلهم عنك ..!! إلا أن يقال أن النبي اخبره بذلك وهذا يحتاج لدليل آخر لثبوت ذلك ..!!
 
3- (أثر صحابي ضعيف جدا) .. عن عُمَرُ بْنُ نَبْهَانَ، حَدَّثَنَا سَلَّامٌ أَبُو عِيسَى، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ قَالَ: (خَرَجْنَا حُجَّاجًا، فَلَمَّا كُنَّا بِالْعَرْجِ إِذَا نَحْنُ بِحَيَّةٍ تَضْطَرِبُ، فَلَمْ تَلْبَثْ أَنْ مَاتَتْ، فَأَخْرَجَ لَهَا رَجُلٌ خِرْقَةً مِنْ عَيْبَتِهِ فَلَفَّهَا فِيهَا، وَدَفَنَهَا وَخَذَّ لَهَا فِي الْأَرْضِ، فَلَمَّا أَتَيْنَا مَكَّةَ، فَإِنَّا لَبِالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِذْ وَقَفَ عَلَيْنَا شَخْصٌ فَقَالَ: أَيُّكُمْ صَاحِبُ عَمْرِو بْنِ جَابِرٍ؟ قُلْنَا: مَا نَعْرِفُهُ .. قَالَ: أَيُّكُمْ صَاحِبُ الْجَانِّ؟ قَالُوا: هَذَا .. قَالَ: أَمَا إِنَّهُ جَزَاكَ اللهُ خَيْرًا. أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَانَ مِنْ آخِرِ التِّسْعَةِ مَوْتًا الَّذِينَ أَتَوْا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ) رواه الطبراني في الكبير وأحمد واللفظ له .. وقال محققو المسند: إسناده ضعيف جداً، عمر بن نبهان -وهو العبدي- ضعيف، وسلام أبو عيسى مجهول.
 
- سبق شرح مفرادت غريب الألفاظ لهذه الرواية في السؤال السابق.
 
#- رواية ثانية بلفظ آخر عن: (أثر صحابي ضعيف) – وقيلت هذه القصة دون أن يتم ذكر (أن صفوان بن المعطل هو الذي كفن الحية) .. رواها ابن سلام من طريق أبي إسحاق عمرو بن عبد الله بن علي السبيعي عن أشياخه عن ابن مسعود: (أَنّهُ كَانَ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يَمْشُونَ فَرُفِعَ لَهُمْ إعْصَارٌ، ثُمّ جَاءَ إعْصَارٌ أَعْظَمُ مِنْهُ، ثُمّ انْقَشَعَ، فَإِذَا حَيّةٌ قَتِيلٌ، فَعَمَدَ رَجُلٌ مِنّا إلَى رِدَائِهِ فَشَقّهُ، وَكَفّنَ الْحَيّةَ بِبَعْضِهِ وَدَفَنَهَا، فَلَمّا جَنّ اللّيْلُ إذَا امْرَأَتَانِ تُتَسَاءَلَانِ: أَيّكُمْ دَفَنَ عَمْرَو بْنَ جَابِرٍ؟ فَقُلْنَا: مَا نَدْرِي مَنْ عَمْرُو بْنُ جَابِرٍ؟ فقالنا: إنْ كُنْتُمْ ابْتَغَيْتُمْ الْأَجْرَ فَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ. إنّ فَسَقَةَ الْجِنّ اقْتَتَلُوا مَعَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُمْ، فَقُتِلَ عَمْرٌو، وَهُوَ الْحَيّةُ الّتِي رَأَيْتُمْ، وَهُوَ مِنْ النّفَرِ الّذِينَ اسْتَمَعُوا الْقُرْآنَ مِنْ مُحَمّدٍ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمّ وَلّوْا إلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ) ذكرها السهيلي في الروض الآنف نقلا من تفسير بن سلام ..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعليقا على الرواية السابقة:
- الرواية الثانية: فيها مجهولية أشياخ (أبي اسحاق السبيعي) حيث لم يذكرهم لنا لنعرف حالهم ..!! ولم أقف على إسناد كامل لهذه القصة ولم أجد دليل أو أثر لهؤلاء المشايخ الذين نقل عنهم ابو اسحاق السبيعي.
 
#- وفي رواية ثالثة بلفظ آخر عن: (أثر ضعيف جدا) .. الْوَلِيدُ بْنُ بَكْرٍ التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدٌ الْمُكْتِبُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ "النخعي" قَالَ: (خَرَجَ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ "بن مسعود" رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ .. يُرِيدُونَ الْحَجَّ حَتَّى إِذَا كَانُوا فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ إِذَا هُمْ بِحَيَّةٍ بيضاء تَتَثَنَّى عَلَى الطَّرِيقِ يُنْفَخُ مِنْهُ رِيحُ الْمِسْكِ، فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي: امْضُوا فَلَسْتُ بِبَارِحٍ حَتَّى أَنْظُرَ إِلَى مَا يَصِيرُ أَمْرُ هَذِهِ الْحَيَّةِ قَالَ: فَمَا لَبِثَتْ أَنْ مَاتَتْ فَعَمَدْتُ إِلَى خِرْقَةٍ بَيْضَاءَ فَلَفَفْتُهَا فِيهَا، ثُمَّ نَحَيَّتُهَا عَنِ الطَّرِيقِ فَدَفَنْتُهَا وَأَدْرَكْتُ أَصْحَابِي فِي الْمُتَعَشَّى، قَالَ فَوَاللَّهِ إِنَّا لَقُعُودٌ إِذْ أَقْبَلَ أَرْبَعُ نِسْوَةٍ مِنْ قِبَلِ الْمَغْرِبِ فَقَالَتْ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ: أَيُّكُمْ دَفَنَ عَمْرًا ؟ قُلْنَا: وَمَنْ عَمْرٌو؟ قَالَتْ: أَيُّكُمْ دَفَنَ الْحَيَّةَ؟ قَالَ: قُلْتُ: أَنَا، قَالَتْ: أَمَا وَاللَّهُ لَقَدْ دَفَنْتَهُ صَوَّامًا قَوَّامًا يَأْمُرُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَقَدْ آمَنَ بِنَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَمِعَ صِفَتَهُ فِي السَّمَاءِ قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ بِأَرْبَعِمِائَةِ سَنَةٍ .. قَالَ الرَّجُلُ: فَحَمِدْنَا اللَّهَ تَعَالَى ثُمَّ قَضَيْنَا حَجَّنَا، ثُمَّ مَرَرْتُ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْمَدِينَةِ فَأَنْبَأْتُهُ بِأَمْرِ الْحَيَّةِ، فَقَالَ: صَدَقَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَقَدْ آمَنَ بِي قَبْلَ أَنْ أُبْعَثَ بِأَرْبَعِمِائَةِ سَنَةٍ») رواه أبو الشيخ في العظمة.. وذكر القصة الدميري في كتاب الحيوان .
 
- قوله (تتثني): أي تلتوي على بعضها وكأن أصابها شيء..
- قوله (المتعشى): أي مكان الطعام في وقت العشاء.
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعليقا على الرواية السابقة:
- وفي السند (حصين بن عمر الأحمسي) وهو منكر الحديث وضعيف جدا واتهمه أحمد بالكذب .. (راجع ترجمته في تهذيب الكمال برقم 1363).
- وفي السند (الوليد بن بكير التميمي) مختلف عليه بين الضعف والتوثيق .. قال العراقي في ذيل ميزان الإعتدال ترجمة برقم 729: قال الدارقطني في المؤتلف والمختلف: متروك الحديث ..، واعلم أن الوليد هذا ذكره صاحب الميزان ولم يذكر فيه غير توثيق ابن حبان وقول أبي حاتم الرازي فيه شيخ . (انتهى النقل) .
 
- والرواية مرسلة لوجود انقطاع بين (ابراهيم النخعي) وعبد الله بن مسعود .. لأن ابراهيم النخعي لم يرى بن مسعود وإنما هو يروي عن ابنه عبيد الله بن عبد الله بن مسعود .
 
#- ملاحظة هامة على هذه القصة:
- يلاحظ اختلاف أعداد الأشخاص الذين حضروا ليسألوا عمن دفن عمرو بن جابر ..!! فمرة كان السائل هو شخص واحد .. ومرة امرأتان .. ومرة أربعة نسوة ..!! وهذا كله يدل على نكارة هذا القصة ..!!
 
4- (أثر صحابي – ضعيف) .. ووجدت في كتاب (من اسمه عمرو من الشعراء) لمحمد بن داود بن الجراح (المتوفى:296هـ) .. في الصفحة الأولى أنه قال: روى عفيف بن سالم الموصلي عن مجالد عن الشعبي عن تميم الداري: (إن عمرو بن حَوْمانة الجنّي أحد جنِّ نصيبين الذين أسلموا على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وعلى آله وسلّم) وروى هو وغيره له شعراً.. (انتهى النقل). 
 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعليقا على الرواية السابقة:

- وفي السند (مجالد بن سعيد بن عمير) وهو ضعيف الحديث .. (راجع تهذيب الكمال ترجمة رقم 5780).

- ولم أجد أي خبر عن (عمرو بن حومانه) إلا ما ذكره بن الجراح .. وقد أشار إليه الإمام بدر الدين الشبلي في كتابه أحكام الجان ص74 وقال: وَاخْبَرْ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِعَمْرو بن الحومانة الَّذِي دَفنه حاطب بن أبي بلتعه . (انتهى النقل).

- ولكن ما ذكره الإمام بدر الدين هو كلام خطأ .. لأن الذي ذكره النبي هو عمرو بن جابر .. كما جاء في رواية أبو الشيخ الأصبهاني السابق ذكرها عن (صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ) .. والذي دفنه كان صفوان بن المعطل وليس حاطب بن أبي بلتعه ..!! والله أعلم.

 
5- (أثر تابعي ضعيف) .. عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: (ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْصَرَفَ رَاجِعًا مِنَ الطَّائِفِ إِلَى مَكَّةَ حِينَ يَئِسَ مِنْ خَيْرِ ثَقِيفٍ حَتَّى إِذَا كَانَ بِنَخْلَةَ قَامَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ يُصَلِّي فَمَرَّ بِهِ النَّفَرُ مِنَ الْجِنِّ الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللَّهُ، وَهُمْ فِيمَا ذُكِرَ لِي سَبْعَةُ نَفَرٍ مِنْ أَهْلِ نَصِيبِينَ أَسْمَاؤُهُمْ فِيمَا بَلَغَنِي: حَسًا، وَمَسًا، وَشَاصِرَةُ، وَنَاصِرَةُ، وَابْنا الْأَرَبِ، وَأَبْيَنُ، وَأَخْضَمُ، فَاسْتَمَعُوا لَهُ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ قَدْ آمَنُوا وَأَجَابُوا إِلَى مَا سَمِعُوا فَقَصَّ اللَّهُ عَلَيْهِ خَبَرَهُمْ فِي الْقُرْآنِ {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ} [الأحقاف: 29] إِلَى قَوْلِهِ: {وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الأحقاف: 31] وَقَالَ: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا} [الجن: 1] إِلَى آخِرِ هَذِهِ السُّورَةِ) رواه أبو نعيم في دلائل النبوة ..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعليقا على الرواية السابقة:
- السند صحيح حتى (بن اسحاق) .. ولكن الرواية ضعيفة لانقطاعها بين بن اسحاق والنبي صلى الله عليه وسلم ..!!
 
6- (أثر تابعي ضعيف جدا ومتن غريب) .. عن عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا رَجُلٌ سَمَّاهُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ قَالَ: كَانُوا سَبْعَةَ نَفَرٍ .. ثَلاثَةً مِنْ أَهْلِ حِرَّانَ، وَأَرْبَعَةً مِنْ أَهْلِ نَصِيبِينَ .. وَكَانَتْ أَسْمَاؤُهُمْ حَيٌّ وَحَسِّيٌّ وَمَسِّيٌّ، وَشَاصِرٌ وَنَاصِرٌ، وَالْأَرْدُ وَإِبْيَانُ وَالْأَحْقَمُ) رواه أبو حاتم في تفسيره.. وعنه ذكره السيوطي في الدر المنثور .
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعليقا على الرواية السابقة:
- سبق تحقيق هذه الرواية في الأسئلة السابقة فارجع إليها.
- ولكن الغريب أيضا في متن الرواية أنه قال كانوا سبعة ولكنه ذكر ثمانية أسماء .. إلا لو كان (الأردبيان) هو اسم واحد كما في رواية كعب الأحبار التالية .. والله أعلم .!!
 
7- (أثر تابعي ضعيف جدا) .. عن يَعْقُوبُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ قَالَ: (لَمَّا انْصَرَفَ النَّفَرُ السَّبْعَةُ مِنْ أَهْلِ نَصِيبِينَ مِنْ بَطْنِ نَخْلَةَ وهُمْ فُلَانٌ وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ وَالْأَرْدِيبَانُ وَالْأَحْقَبُ .. جَاءُوا قَوْمَهُمْ مُنْذِرِينَ فَخَرَجُوا وَافِدِينَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمْ ثَلَاثُمِائَةٍ فَانْتَهَوْا إِلَى الْحَجُونِ فَجَاءَ الْأَحْقَبُ فَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: إِنَّ قَوْمَنَا قَدْ حَضَرُوا الْحَجُونَ يَلْقَوْنَكَ فَوَاعَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ بِالْحَجُونِ) رواه أبو نعيم في دلائل النبوة عن الواقدي.. وعنهما ذكره السيوطي في الدر المنثور .
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعليقا على الرواية السابقة:
- سبق تحقيق هذه الرواية في الأسئلة السابقة فارجع إليها.
 
8- قال الإمام السهيلي (المتوفى: 581هـ): وَجَدْت فِي خَبَرٍ حَدّثَنِي بِهِ أَبُو بَكْرِ بْنُ طَاهِرٍ الْإِشْبِيلِيّ الْقَيْسِيّ عَنْ أَبِي عَلِيّ الْغَسّانِيّ فِي فَضْلِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: (بَيْنَمَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَمْشِي فِي أَرْضٍ فَلَاةٍ فَإِذَا حَيّةٌ مَيّتَةٌ فَكَفّنَهَا بِفَضْلَةِ مِنْ رِدَائِهِ، وَدَفَنَهَا فَإِذَا قَائِلٌ يَقُولُ: يَا سُرّقُ اشْهَدْ، لَسَمِعْت رَسُولَ اللهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ لَك: سَتَمُوتُ بِأَرْضِ فَلَاةٍ، فَيُكَفّنُك وَيَدْفِنُك رَجُلٌ صَالِحٌ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ- يَرْحَمُك اللهُ- فَقَالَ: رَجُلٌ مِنْ الْجِنّ الّذِينَ تَسَمّعُوا الْقُرْآنَ مِنْ رَسُولِ اللهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ إلّا أَنَا وَسُرّقٌ، وَهَذَا سُرّقٌ قَدْ مَاتَ).
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعليقا على الرواية السابقة:
- وهذه الرواية السابقة المروية عن عمر بن عبد العزيز لا يوجد سند لها .. وأقدم من وجدته تكلم عنها هو الإمام السهيلي وأقرب سند لها هو الحافظ (أبو علي الغساني- المتوفى:498 ه) ولا نعلم عمن أخذ هذه القصة التي تحتاج لستة مشايخ يكونوا نقلوا عن بعضهم للوصول إلى عمر بن عبد العزيز ..!!
 
#- رواية بلفظ آخر دون ذكر اسم الجني الذي مات: وروى أبو بكر بن أبي الدنيا: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ الْحَكَمِ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنِي فَيَّاضُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقِّيُّ: (أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، بَيْنَمَا هُوَ يَسِيرُ عَلَى بَغْلَةٍ وَمَعَهُ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ إِذَا هُوَ بِجَانٍّ مَيِّتٍ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ فَنَزَلَ عُمَرُ فَأَمَرَ بِهِ فَعُدِلَ بِهِ عَنِ الطَّرِيقِ ثُمَّ حَفَرَ لَهُ فَدَفَنَهُ وَوَارَاهُ ثُمَّ مَضَى فَإِذَا هُوَ بِصَوْتٍ عَالٍ يَسْمَعُونَهُ وَلَا يَرَوْنَ أَحَدًا وَهُوَ يَقُولُ: لِيَهْنِكَ الْبِشَارَةُ مِنَ اللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَنَا وَصَاحِبِي هَذَا الَّذِي دَفَنْتَهُ آنِفًا مِنَ النَّفْرِ مِنَ الْجِنِّ الَّذِي قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ} [الأحقاف: 29] وَإِنَّا لَمَّا أَسْلَمْنَا وَآمَنَّا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِصَاحِبِي هَذَا: «أَمَا إِنَّكَ سَتَمُوتُ فِي أَرْضِ غُرْبَةَ يَدْفِنُكَ فِيهَا يَوْمَئِذٍ خَيْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ) رواه بن أبي الدنيا في الهواتف.
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعليقا على الرواية السابقة:
- وفي السند (يُوسُفُ بْنُ الْحَكَمِ الرَّقِّيُّ) .. لم أجده في كتب التراجم ..!!
- وفي السند يوجد انقطاع بين (فَيَّاضُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقِّيُّ) لم يقابل عمر بن عبد العزيز ..!!
 
9- قال الإمام السهيلي (المتوفى: 581هـ) في الروض الآنف (2/304): قد ذكروا بأسمائهم في التفاسير والمسندات وهم: "شَاصِرٌ، وَمَاصِرٌ، وَمُنْشَى، ولاشى، وَالْأَحْقَبُ" .. وهؤلاء الخمسة ذكرهم ابن دُرَيْدٍ. (انتهى النقل).
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعليقا على الرواية السابقة:
- لا يوجد دليل على الأسماء السابقة التي ذكرها الإمام السهيلي عن بن دريد .. أو التي ذكرها المفسرين في تفاسيرهم ..
 
- ويوجد أسماء كثيرة ذكرها أهل التفسير لأسماء الجن .. ولم يصح منهم إلا اسم واحد فقط وهو (زوبعة) كما في رواية بن مسعود التي ذكرناها أول رواية وهي الرواية الوحيدة الصحيحة .. وما عدا ذلك .. فلم يصح شيئا .. والله أعلم .
 
#- وأذكر لك أخي الحبيب ملخص الأسماء السابقة التي قيلت في أسماء الجن الذين زاروا النبي أول مرة .. فيقال عنهم أن أسمائهم هي:
- (كَانُوا تِسْعَةً أَحَدُهُمْ زَوْبَعَةُ) ذكره بن مسعود – بسند صحيح.
- (سَيِّدٌ لَهُمْ يُقَالُ لَهُ: وَرْدَانُ) روي عن بن مسعود – بسند ضعيف
- (عمرو بن جابر) روي عن بن مسعود غيره – بسند ضعيف.
- (عمرو بن الحومانة) روي عن تميم الداري – بسند ضعيف.
- (الْأَرْدِيبَانُ وَالْأَحْقَبُ) روي عن كعب الأحبار – بسند ضعيف جدا.
- (سُرَّق) ذكره أبو على الغساني بلا سند عن عمر بن عبد العزيز ..!!
- (حَيٌّ وَحَسِّيٌّ وَمَسِّيٌّ، وَشَاصِرٌ وَنَاصِرٌ، وَالْأَرْدُ وَإِبْيَانُ وَالْأَحْقَمُ) ذكرهم مجاهد بن جبر.. بسند ضعيف جدا.
- (حَسًا، وَمَسًا، وَشَاصِرَةُ، وَنَاصِرَةُ، وَابْنا الْأَرَبِ، وَأَبْيَنُ، وَأَخْضَمُ) ذكرهم بن اسحاق.. بسند ضعيف.
- (شَاصِرٌ، وَمَاصِرٌ، وَمُنْشَى، ولاشى، وَالْأَحْقَبُ) ذكرهم السهيلي بلا أي سند .. عن بن دُرَيْدٍ (المتوفى:321 هـ) "وهو أبو بكر محمد بن دريد من علماء اللغة العربية"..
 
- وإذا جمعنا الأسماء السابقة .. بعد حذف ما تشابه اسمه في بعض الروايات مثل (حسا – حسي) و (شاصر – شاصرة) .. فسنجد عدد هؤلاء عشرون أسما .. وهم أزيد عن الأعداد التسعة المفترض أن يكونوا هم فقط .. ولكن غالب الظن أنه دخلت يد التحريف بالحذف والإضافة خاصة وأن تلك الروايات لم يصح منها إلا رواية واحدة فقط وهي الخاصة باسم (زوبعة) .. والله أعلم .
 
- وأظن أن اسم (الأرديبان) الذي ذكره كعب الأحبار هو اسم واحد .. وليس اسمين كما ظهر في رواية مجاهد (الْأَرْدُ وَإِبْيَانُ) ,, وهو ما جاء في رواية بن اسحاق (ابْنا الْأَرَبِ، وَأَبْيَنُ) .. والله أعلم .
 
#- ملحوظة هامة جدا:
- بعض الأسماء السابقة في الروايات تم كتابتها محرفة في كتاب آكام الجان في أحكام القرآن .. فمثلا:
- إِبْيَانُ - تم كتابته خطأ بلفظ (أنين) في آكام المرجان.
- ابن الأرب - تم كتابته خطأ بلفظ (الأزب) في آكام المرجان.
- الأخضم – تم كتابته خطأ بلفظ (الأخصم) في آكام المرجان.
- منشى ولاشي- تم كتابتهما خطأ بلفظ (منشني وماشي) في آكام المرجان.
 
#- خلاصة القول :
- لا يوجد اسم صحيح قيل في أسماء الجن الذين حضروا مع النبي صلى الله عليه وسلم وقت سماعهم للقرآن .. إلا اسم واحد فقط وهو (زوبعة) .. وهذا هو الذي ذكره عبد الله بن مسعود بسند صحيح .. والله أعلم .
 
- ورضي الله عن أولئك النفر من الجن الذين آمنوا بالله ورسوله والقرآن .. مهما كانت أسمائهم .. ونرجو لهم من الله الحسنى وزيادة .
 
*****************************
 
..:: س10: ما هي القصص التي قيلت عن الجن الذين سمعوا القرآن من النبي ولم يتم التصريح بأسمائهم ودفنهم الصحابة ؟ ::..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة)
- هناك قصص قيلت عن بعض الجن الذين سمعوا القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم .. ولكن دون ذكر أسماء لهم .. وفي هذه القصص يظهر أن بعص الصحابة من الإنس قد دفنوهم لأن الجن كان متجسدا في صورة حيات .. هذا بخلاف القصص السابقة التي تم ذكرها في السؤال السابق .. فمن هذه القصص:
 
1- (أثر تابعي ضعيف) .. عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ قَالَ: (عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بَيْنَا أَنَا بِفَلَاةِ كَذَا وَكَذَا إِذَا إِعْصَارَانِ قَدْ أَقْبَلَا أَحَدُهُمَا مِنْ مَكَانٍ وَالْآخَرُ مِنْ مَكَانٍ فَالْتَقَيَا فَاعْتَرَكَا ثُمَّ تَفَرَّقَا وَأَحَدُهُمَا أَقَلُّ مِنْهُ حِينَ جَاءَ فَذَهَبْتُ حَتَّى جِئْتُ مُعْتَرَكَهُمَا فَإِذَا مِنَ الْحَيَّاتِ شَيْءٌ مَا رَأَيْتُ قَطُّ غَيْرَهُ وَإِذَا رِيحُ الْمِسْكِ مِنْ بَعْضِهَا فَجَعَلْتُ أُقَلِّبُ الْحَيَّاتِ أَنْظُرُ مِنْ أَيِّهَا هَذَا الرِّيحُ فَإِذَا ذَلِكَ الرِّيحُ مِنْ حَيَّةٍ صَفْرَاءَ دَقِيقَةٍ فَظَنَنْتُ أَنَّ ذَلِكَ لِخَيْرٍ فِيهَا فَلَفَفْتُهَا فِي عِمَامَتِي ثُمَّ دَفَنْتُهَا .. فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي إِذْ نَادَانِي مُنَادٍ وَلَا أَرَاهُ فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ مَا هَذَا الَّذِي صَنَعْتَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي رَأَيْتُ فَقَالَ: إِنَّكَ قَدْ هُدِيتَ هَذَانِ حَيَّانِ مِنَ الْجِنِّ مِنْ بَنِي شِعَيْبَانَ وَبَنِي أُقَيْسٍ الْتَقَوْا فَكَانَ بَيْنَهُمْ مِنَ الْقَتْلِ مَا رَأَيْتَ وَاسْتُشْهِدَ الَّذِي أَخَذْتَهُ وَكَانَ مِنَ الَّذِينَ اسْتَمَعُوا الْوَحْيَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .. فَقَالَ عُثْمَانُ: إِنْ كُنْتَ صَادِقًا فَقَدْ رَأَيْتَ عَجَبًا وَإِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَعَلَيْكَ كَذِبُكَ) رواه أبو الشيخ في العظمة ورواه بن أبي الدنيا في الهواتف.
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعليقا على الرواية السابقة:
أ- الرواية السابقة فيها انقطاع بين (معاذ بن عبيد الله) وعثمان بن عفان .. إذ أنه لم يروى عن عثمان مباشرة وإنما يروي عن حمران بْن أبان مولى عثمان بْن عفان .. (راجع تهذيب الكمال ترجمة رقم 6032).
- وإذا ثبت لمعاذ بن عبيد الله سماع من عثمان .. فالسند حسن.
 
ب- وتزيد رواية بن أبي الدنيا أن فيها (الحسن بن جمهور) وهو شيخ أبو نعيم .. ويعتبر مجهول الحال .  
 
2- (أثر تابعي – ضعيف جدا) .. عن كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو هَاشِمٍ النَّاجِيُّ، قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: (دَخَلْنَا عَلَى أَبِي الرَّجَاءِ الْعُطَارِدِيِّ، فَسَأَلْنَاهُ هَلْ عِنْدَكَ عِلْمٌ بِالْجِنِّ مِمَّنْ بَايَعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَتَبَسَّمَ وَقَالَ: «أُخْبِرُكُمْ بِالَّذِي رَأَيْتُ وَبِالَّذِيَ سَمِعْتُ كُنَّا فِي سَفَرٍ حَتَّى إِذَا نَزَلْنَا عَلَى الْمَاءِ وَضَرَبْنَا أَخْبِيَتَنَا وَذَهَبْتُ أَقِيلُ إِذَا بِحَيَّةٍ دَخَلَتِ الْخِبَاءَ وَهِيَ تَضْطَرِبُ فَعَمَدْتُ إِلَى إِدَاوَتِي فَنَضَحْتُ عَلَيْهَا مِنَ الْمَاءِ فَلَمَّا نَضَحْتُ عَلَيْهَا سَكَنَتْ وَكُلَّمَا حَبَسْتُ عَنْهَا الْمَاءَ اضْطَرَبَتْ حَتَّى أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ بِالرَّحِيلِ فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي: انْتَظِرُونِي حَتَّى أَعْلَمَ عِلْمَ هَذِهِ الْحَيَّةِ إِلَى مَا يَصِيرُ فَلَمَّا مَكَثْنَا لِلْعَصْرِ مَاتَتْ فَعُدْتُ إِلَى عَيْبَتِي (أي صندوق ملابس) فَأَخْرَجَتْ مِنْهَا خِرْقَةً بَيْضَاءَ فَلَفَفْتُهَا وَحَفَرْتُ لَهَا فَدَفَنْتُهَا .. وَسِرْنَا بَقِيَّةَ يَوْمِنَا هَذَا وَلَيْلَتِنَا حَتَّى إِذَا أَصْبَحْنَا وَنَزَلْنَا عَلَى الْمَاءِ وَضَرَبْنَا أَخْبِيَتَنَا وَذَهَبْتُ أَقِيلُ (أي أنام) .. فَإِذَا أَنَا بِأَصْوَاتٍ: سَلَامٌ عَلَيْكَ لَا وَاحِدٌ وَلَا عَشَرَةٌ وَلَا مِائَةٌ وَلَا أَلْفٌ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ .. فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتُمْ؟ .. قَالُوا: نَحْنُ الْجِنُّ بَارَكَ اللَّهُ عَلَيْكَ قَدِ اصْطَنَعْتَ إِلَيْنَا مَا لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نُجَازِيَكَ .. قُلْتُ: وَمَا اصْطَنَعْتُ إِلَيْكُمْ؟ .. قَالُوا: إِنَّ الْحَيَّةَ الَّتِي مَاتَتْ عِنْدَكَ كَانَ ذَلِكَ آخِرَ مَنْ بَقِيَ مِمَّنْ بَايَعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْجِنِّ) رواه بن أبي الدنيا في الهواتف.. ورواه أبو الشيخ في العظمة.. ورواه أبو نعيم في دلائل النبوة.
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعليقا على الرواية السابقة:
أ- في السند (كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو هَاشِمٍ النَّاجِيُّ) .. هو منكر الحديث ومتروك .. قال البخاري وابو حاتم منكر الحديث .. وقال النسائي متروك .. (راجع تهذيب الكمال ترجمة 4944).
 
ب- ملحوظة: يوجد تحريف في السند عند أبو نعيم في الدلائل حيث تمت كتابة (بشر بن عبد الله الناجي) بدلا من (كثير بن عبد الله الناجي) وهو الصحيح .. والله أعلم .
 
3- (أثر صحابي موقوف ضعيف – ومتن منكر جدا) .. عن وهب بن جَابر عَن أبي بن كَعْب قَالَ: (خَرَجَ قَوْمٌ يُرِيدُونَ مَكَّةَ فَضَلُّوا الطَّرِيقَ فَلَمَّا عَايَنُوا الْمَوْتَ أَوْ كَادُوا أَنْ يَمُوتُوا لَبِسُوا أَكْفَانَهُمْ وَاضْطَجَعُوا لِلْمَوْتِ فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ جِنِّيٌّ يَتَخَلَّلُ الشَّجَرَ وَقَالَ: أَنَا بَقِيَّةُ النَّفَرِ الَّذِينَ اسْتَمَعُوا عَلَى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .. سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "الْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ عَيْنُهُ وَدَلِيلُهُ لَا يَخْذُلُهُ" .. هَذَا الْمَاءُ وَهَذَا الطَّرِيقُ ثُمَّ دَلَّهُمْ عَلَى الْمَاءِ وَأَرْشَدَهُمْ إِلَى الطَّرِيقِ) رواه أبو نعيم في الدلائل وعنه الشبلي في آكام المرجان .
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- أولا: من حيث السند ..
أ- السند فيه (وهب بن جابر) مجهول .. وأظن أنه ليس هو (وهب بن بيان بن جابر الخيواني) .. لأنه لو كان هو الخيواني فهذا لم يروى إلا عن عبد الله بن عمرو بن العاص .. ولم يروي عنه إلا أبو إسحاق الهمداني .. والحديث الذي معناه ليس فيه هذا ولا ذاك ..!!
- ولو كان هو وهب الخيواني .. قال عنه الذهبيُّ: وثقه ابن معين والعجلي، وقال ابن المديني والنسائي: مجهول .. (راجع تهذيب تهذيب الكمال ترجمة 7515).
 
ب- والسند فيه انقطاع بين (وهب بن جابر – لو كان هو الخيواني) و بين (أبي بن كعب) .. حيث لم يثبت سماع من وهب لأبي بن كعب .. فضلا عن أن وهب من أهل الطبقة الرابعة (كما قال بن حجر في تحرير التقريب ترجمة 7471) .. فكيف يروي عن أبي بن كعب ؟!!
 
ج- لا نعرف حال من أبلغ "أبي بن كعب" هذه القصة .. لأنه ليس هو من عاش أحوالها .. فضلا عن أن الظاهر من القصة أنها حدثت بعد زمن النبي صلى الله عليه وسلم وإلا كان أخبرنا بها النبي صلى الله عليه وسلم .. أو انتشر خبرها بين الصحابة .. بل ولكان هذا الجني طلب منهم أن ينقلوا سلامه إلى النبي حينما يقابلوه .. وحينئذ فهؤلاء ليسوا بصحابة  حتى نأمن ما ينقلونه من الخبر ..
 
د- ومن غريب المتن .. لا يوجد حديث للنبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ .. وإنما يروى بلفظ: (المؤمنُ مرآةُ المؤمنِ ، والمؤمنُ أخُو المؤمنِ يكُفُّ عليه ضيْعتَه ، ويَحوطُه من ورائِه) صحيح أبي داود ..
هـ- من غريب المتن .. أن نجد قوم يسافرون ومعهم أكفانهم ..!!
- وعموما يكفينا فساد سند الرواية ..
 
- والله أعلم .

*****************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 15 تعليقًا:

  1. وسلام على من اهتدى
    وكفى بهدي النبي هدى
    صلى الله عليه وسلما
    وافاض بالخير على استاذنا
    آمين يارب العالمين آمينا

    ردحذف
  2. السلام عليكم
    ماهي فوائد رقية حزب الاغاثه والمدد؟ وهل تنفع في كشف الكرب وتيسير الامور
    والشفاء من الأذى الروحاني بشتى أشكاله ؟
    وشكرا
    اللهم صل على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم

    ردحذف
    الردود
    1. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      حزب الإغاثة والمدد هو مجرد دعاء وتوسل إلى الله .. وبقدر الغخلاص في العلاقة مع الله وصدق التوجه إليه والإتكسار إليه ... كلما كانت الغجابة قريبة إن شاء الله تعالى حسب نيتك التي تتوسل بها إلى الله ..

      - والحزب عموما هو لدفع أي مشكلة روحانية بإذن الله .. وفيه جزي خاص بإصلاح القلب ..
      ************************************
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

      حذف
    2. شكرا جزيلا استاذ خالد انا اتابع مواضيع المدونة كلما سنحت لي الفرصة
      واني أمر واهلي بكرب شديد وانا لا اثق الا بهذه المدونه فوقع عيني على هذا الحزب
      وصرت اقرءه ووجدت به راحه وانسا ولاني من عامة المسلمين لا اتبع طريقه ولا شيخا
      وليس لي علم بهذه الامور فلا اتبع المجربات التي تعج بها وسائل التواصل فقط ألجأ إلى الله من خلال هذه المدونه وهذا العلم الغزير فقدم لي نصيحه
      وجزاك الله عنا كل خير وأدعو لي بضهر الغيب
      تقوى من الاردن

      حذف
    3. اخي الفاضل تقى من الأردن ..
      ربنا يفك عنك وعن أهل بيتك كل كرب وضيق وهم وغم .. ويبسط لكم الحال .. آمين يارب
      - وإذا أردت نصيحتي ..
      - فاعلم يقينا أن ما خاب عبد قال: يارب ..
      ولكن اصبر صبرا جملا .. أي بدون سخط واعتراض على قدر الله ولا تظلم احد .. وكن موقنا انك في معَّية الله أي أن الله معك كلما دعوته أو ذكرته .
      *********************************
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

      حذف
    4. يارب يارب يارب لاحول ولاقوة الابالله
      جزاك الله خيرا

      حذف
  3. جزاك الله خيرا يا أستاذ الحبيب وأنار الله بصيرتك {. اللّھمَّ .. ‏بلِّغنا رمضان وأهله علينا بالأمن والإيمان ، وأعنّا على الصيام والصلاة والقيام وقراءة القرآن ، اللّھمَّ عطّر أيامنا بالايمان وأنر قلُوبنا بالقرأن ، وبارك لنَا فى أعمارنا وذرياتِنا ووفقنا للطاعة ، وأكرمنا بالعفو والغفران ، اللّھمَّ عطّر أوقاتنا بذكرك وشكرك وحسن عبادتك ، اللّھمَّ عطّر أنفاسنا بالاستغفار واغسل قلُوبنا بالتوبة ، وارزُقنا العفو والعافية والنجاة من النار ..// رجيح الله

    ردحذف
  4. جزاك الله عنا كل خير أستاذنا الفاضل وزادك الله من فضله
    يا رب يا معين عين أستاذنا وقويه ومده بمدد منك يالله وبارك لنا فيه
    درس ممتع جدا وشيق وأعجبني جدا تفسير حضرتك بخصوص تحريف التوراة والإنجيل في عالم الجن كما حدث في عالم الإنس وأنه لا يوجد عقيدة صحيحة غير الإسلام وأن القرأن هو الوحيد المحفوظ من التحريف ولم يحدث له كما حدث للتوراه والإنجيل
    *******************************
    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

    ردحذف
  5. طبت وطاب سعيك استاذ خالد
    كلما قرأت فى رسائل التى تكتبها حضرتك المتعلقة بالجن أجد اغلب الأحاديث التى اعتمد عليها السابقون فى كتاباتهم ومعتقداتهم ضعيفة او موضوعة ، فسبحان الله تركت هكذا على مدى مئات السنين ، ليتهئ لها فذا ، فى فكره ، ومنهجه، وتحقيقه ، ليقوم بهذا الدور ، الذى يشرف اى مخلوق ان تستبين له رسالته التى استعمل فيها ، هنيئا لك استاذ خالد. هذا الشرف ،
    تعلمنا قديما ، ان علماء السلف لم يتركوا لعلماء الخلف شيئا ، وإلا تناولوه، حتى رأيت الاستاذ خالد، فعلمت أنه استثني من هذه القاعدة ، حقا اغبطك، اغبطك، اغبطك .هههههه

    ردحذف
  6. إلى جميع خطباء المساجد الافاضل بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك
    بعد التحية والاحترام
    نرجوا أن يكون خطابكم لهذا العام مميزاً عن سابقات. فلا داعي لتكرار الحديث عن أهمية الشهر الفضيل و انه شهر الصيام ، فالكل يعرف ذلك.
    ولا داعي لتكرار الحديث عن المسلسلات الرمضانية و الفوازير التلفزيونية، فالذي ناوي على الحج يحج و اللي ناوي على الهج يهج.

    .لا تكرروا على الصائمين الحديث عن مقدار زكاة الفطر وهل يجب إخراجها طعاماً أو نقداً
    بل أخبروهم أن من يصوم في بيت اغتصبه فلا صيام ولا زكاة له .اخبروهم أن من يفطر بعد صيامه بمال منهوب لا صيام له ولا زكاة له
    .أخبروهم أن من عليه مظلمة فعليه ردها الى اهلها و التوبة قبل أن يزكي ويتصدق.
    . أخبروهم أن من يمنع أخواته من الميراث ويأكل حقهم لاصيام ولا زكاة له... أخبروهم أن المال الحرام لا تخرج منه زكاة ولا صدقة .
    .أخبروهم بصلة الأرحام وببر الوالدين
    أخبروهم بحقوق الجار وحارس العمارة و الخادم.
    .وأخبروهم بحرمة المال العام و حرمة الطريق

    .وأخبروهم بمسؤولياتهم تجاه أولادهم و مسؤوليتهم عن تصرفات هؤلاء الأولاد.

    .أخبروهم بحرمة إحتكار السلع

    .اخبروهم أن الدين معاملة

    .أخبروهم أن مابينك وبين الله هين فهو الرحيم العظيم يغفر الذنوب جميعاً وأن مظالم العباد لا فكاك منها الا بالتوبة و اعادة الحقوق الى أهلها

    . أخبروهم بأن إماطة الأذى عن الطريق صدقة

    .وأخبروهم وأخبروهم فالقائمة تطول وتطول بالأهم ثم المهم لكي يصلح المجتمع و يهنأ الناس و تتحقق الغاية من الصيام
    { لعلكم تتقون }


    ردحذف
  7. بارك الله فيك اخى ماجد
    كلامك صحيح لحالك ومقامك ، ولكن هناك من هو فى البدايات فيحتاج إلى ما احتجت إليه انت فى البدايات
    ولا اقول الخطباء على قدر من البلاغة والوعى البلاغى ، ولكن اقول ان هذا بإذن الله ليستفيد من يستفيد وان كان ذلك عن عقلك بعيد ، تحياتى اخ ماجد
    و

    ردحذف
  8. جزاك الله كل خير واحسن إليك وتقبل منك بالقبول الحسن قلت وقولك حق
    شرف المؤمن في الدنيا بالإيمان والمعرفة وشفته في الآخرة برضا الله عليه ولقاءه ومشاهدته ثم الجنة بإذن الله .
    أسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يزيدا شرفا وقربا و مددا ونورا وإيمانا ومعرفة في دنيا و يشرفك في الآخرة بالنظر إلى وجهه الكريم وهو راض عنك كل الرضا يا رب العالمين

    ردحذف
  9. يارب
    رحمتك ولطفك وغوثك ومددك وعافيتك ورزقك وكرمك

    يارب
    ألطف بنا فيما جرت به المقادير يارب

    يارب أرشدنا لصراطك المستقيم يارب

    ردحذف
  10. آيات الفتح في القرآن الكريم
    ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﻓﺘﻮﺡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﻼ‌ﻣﺎﻡ ﺍﻟﻐﺰﺍﻟﻲ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ...
    ﺍﻥ ﻣﻦ ﻗﺮﺃ ﺍﻻ‌ﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ...
    ﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﻓﻲ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﻭﻳﺴﺮ ﻭﻓﺮح - ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻟﺤﻮﺍﺋﺞ - ﺣﺘﻲ ﻳﻤﺴﻲ ﻭﺍﻻ‌ﻳﺎﺕ ﻫﻲ :
    * ( ﻓﻌﺴﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻥ ﻳﺎﺗﻲ ﺑﺎﻟﻔﺘﺢ ﺍﻭ ﺍﻣﺮ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ) .
    * ( ﻭﻋﻨﺪﻩ ﻣﻔﺎﺗﺢ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻻ‌ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ ﺍﻻ‌ﻫﻮ ) .
    * ( ﺭﺑﻨﺎ ﺍﻓﺘﺢ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﻗﻮﻣﻨﺎ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻭﺃﻧﺖ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﻴﻦ) .
    * ( ﻭﻟﻮ ﺍﻥ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻭﺍﺗﻘﻮﺍ ﻟﻔﺘﺤﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺮﻛﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺍﻻ‌ﺭﺽ ) .
    * ( ﺍﻥ ﺗﺴﺘﻔﺘﺤﻮﺍ ﻓﻘﺪ ﺟﺎﺀﻛﻢ ﺍﻟﻔﺘﺢ ) .
    * ( ﻭﻟﻤﺎ ﻓﺘﺤﻮﺍ ﻣﺘﺎﻋﻬﻢ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺑﻀﺎﻋﺘﻬﻢ ﺭﺩﺕ ﺍﻟﻴﻬﻢ ) .
    * ( ﻭﺍﺳﺘﻔﺘﺤﻮﺍ ﻭﺧﺎﺏ ﻛﻞ ﺟﺒﺎﺭ ﻋﻨﻴﺪ ) .
    * ( ﻭﻟﻮ ﻓﺘﺤﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﺑﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﻈﻠﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﻳﻌﺮﺟﻮﻥ ) .
    * ( ﺭﺏ ﺍﻥ ﻗﻮﻣﻲ ﻛﺬﺑﻮﻥ . ﻓﺎﻓﺘﺢ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ ﻓﺘﺤﺎ ﻭﻧﺠﻨﻲ ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆ ﻣﻨﻴﻦ ) .
    * ( ﻣﺎ ﻳﻔﺘﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺭﺣﻤﺔ ﻓﻼ‌ ﻣﻤﺴﻚ ﻟﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﻳﻤﺴﻚ ﻓﻼ‌ ﻣﺮﺳﻞ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌزيز ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ) .
    * ( ﺣﺘﻲ ﺍﺫﺍ ﺟﺎﺀﻭﻫﺎ ﻭﻓﺘﺤﺖ ﺍﺑﻮﺍﺑﻬﺎ ) .
    * ( ﻭﺃﺛﺎﺑﻬﻢ ﻓﺘﺤﺎ ﻗﺮﻳﺒﺎ . ﻭﻣﻐﺎﻧﻢ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻳﺎﺧﺬﻭﻧﻬﺎ ) .
    * ( ﻓﻔﺘﺤﻨﺎ ﺍﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺑﻤﺎﺀ ﻣﻨﻬﻤﺮ ) .
    * ( ﻧﺼﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻓﺘﺢ ﻗﺮﻳﺐ ) .
    * ( ﻭﻓﺘﺤﺖ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﺑﻮﺍﺑﺎ ) .
    * ( ﺍﺫﺍ ﺟﺎﺀ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻔﺘﺢ ) ﺻﺪﻕ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ

    للهم افتح لنا ابواب رحمتك بها ترحمنا وبها ترشدنا وبها تجعلنا من عبادك الصالحين يا مولاى
    وصل اللهم على سيدنا ومولانا محمد وعلى ال بيته

    ردحذف
  11. ما شاء الله استاذنا الحبيب أ/خالد
    جزاكم الله كل خير علي هذه الرساله العطرة وامدكم بمدده واعانكم علي تحقيقها ورضي الله عنك استاذنا الحبيب وعن أولئك النفر من الجن الذين امنوا بالله ورسوله والقرأن وغفر الله لكم ولهم ولكل المؤمنين في كل زمان ومكان .. فاللهم امين يارب العالمين
    اللهم صل علي سيدنا محمد النبي الأمي وعلي اله وسلم

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف