الروحانيات فى الإسلام: ج2: رسالة الزواج والجماع والإنجاب بين الجن والإنس - ما السبب وراء إنكار أو توقف بعض العلماء في الحكم على مسألة زواج الجن بالإنس بأنها حلال أم حرام - ما الذي نفهمه من الرأي القائل بعدم إمكانية زواج الجن من الإنس - هل يمكن الاستدلال بقوله تعالى: (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ) لأصحاب الرأي القائل بعدم إمكانية زواج الجن من الإنس - هل يمكن الاستدلال بقوله تعالى (خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا) لأصحاب الرأي القائل بعدم إمكانية زواج الجن من الإنس - هل يمكن الإستدلال بقوله (لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان) لأصحاب الرأي القائل بعدم إمكانية زواج الجن بالإنس - لماذا لم يتزوج سليمان عليه السلام من الجن طالما يوجد إمكانية لتحقيق ذلك - هل رأي القائلين بعدم إمكانية الزواج من الجن هو رأي صائب على الإطلاق لقوة حجتهم.

بحث في المدونة من خلال جوجل

السبت، 14 يناير 2023

Textual description of firstImageUrl

ج2: رسالة الزواج والجماع والإنجاب بين الجن والإنس - ما السبب وراء إنكار أو توقف بعض العلماء في الحكم على مسألة زواج الجن بالإنس بأنها حلال أم حرام - ما الذي نفهمه من الرأي القائل بعدم إمكانية زواج الجن من الإنس - هل يمكن الاستدلال بقوله تعالى: (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ) لأصحاب الرأي القائل بعدم إمكانية زواج الجن من الإنس - هل يمكن الاستدلال بقوله تعالى (خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا) لأصحاب الرأي القائل بعدم إمكانية زواج الجن من الإنس - هل يمكن الإستدلال بقوله (لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان) لأصحاب الرأي القائل بعدم إمكانية زواج الجن بالإنس - لماذا لم يتزوج سليمان عليه السلام من الجن طالما يوجد إمكانية لتحقيق ذلك - هل رأي القائلين بعدم إمكانية الزواج من الجن هو رأي صائب على الإطلاق لقوة حجتهم.

 بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الزواج والجماع والإنجاب

بين الجن و الإنس

حقيقة شرعية أم خرافة تراثية


 (الجزء الأول)

(الفصل الثاني)

#- فهرس:
:: الفصل الثاني :: تحقيق المذهب أو الرأي القائل بعدم إمكانية زواج الجن من الإنس ::
1- س6: ما السبب وراء إنكار أو توقف بعض العلماء في الحكم على مسألة زواج الجن بالإنس بأنها حلال أم حرام ؟
#- مناقشة اعتراض الإمام الشبلي .
2- س7: ما الذي نفهمه من الرأي القائل بعدم إمكانية زواج الجن من الإنس ؟
3- س8: هل يمكن الاستدلال بقوله تعالى: (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ) لأصحاب الرأي القائل بعدم إمكانية زواج الجن من الإنس ؟
4- س9: هل يمكن الاستدلال بقوله تعالى (خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا) لأصحاب الرأي القائل بعدم إمكانية زواج الجن من الإنس ؟
5- س10: هل يمكن الإستدلال بقوله (لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان) لأصحاب الرأي القائل بعدم إمكانية زواج الجن بالإنس ؟
6- س11: لماذا لم يتزوج سليمان عليه السلام من الجن طالما يوجد إمكانية لتحقيق ذلك ؟ 
7- س12: هل رأي القائلين بعدم إمكانية الزواج من الجن هو رأي صائب على الإطلاق لقوة حجتهم ؟
*********************
:: الفصل الثاني ::
:: تحقيق المذهب أو الرأي القائل بعدم إمكانية زواج الجن من الإنس ::
*********************
..:: س6: ما السبب وراء إنكار أو توقف بعض العلماء في الحكم على مسألة زواج الجن بالإنس بأنها حلال أم حرام ؟ ::..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- كثير من العلماء امتنعوا عن إظهار حكم في مسألة زواج الجن بالإنس هل هو حلال أم حرام ؟ .. بل لم يخوضوا في هذه المسألة أصلا .. 

2- وهناك من العلماء العلماء الذين استنكروا إمكانية حدوث هذا الزواج من أساسه ..
 
#- أولا: فالذي أظنه أن سبب امتناع بعض العلماء من الخوض في مسألة زواج الجن من الإنس :
1- فلعل امتناعهم عن ذلك هو دفعا للفتنة .. حتى لا ينشغل الناس لا نفع فيه لهم .. بل قد يكون فيه من المفاسد ما فيه لو تكلموا عنه .. حيث سيسعى البعض للبحث عن الزواج بالجن وما يتبع ذلك من نشر الخرافات .. 
- ثم يأتي البعض ويبحثون لها عن أدلة شرعية ليصبغونها بصبغة شرعية ليصدقها العوام ويجعلوا منها حقيقة واقعية .. في حين أن حقيقتها مجرد كذب أو تضليل .. كما حدث في قصص هاروت وماروت المكذوبة على الملائكة .. والقصة المكذوبة على سليمان عليه السلام مع الشيطان الذي زعموا أنه سرق ملك سليمان .. وحتى يقنعوا الناس بها فوضعوا هذه القصص في صورة أحاديث شرعية في حين هي مجرد أحاديث باطلة وكذب في مجملها .. وغير ذلك كثير !!
- ولذلك امتنع هؤلاء العلماء من الخوض في مسألة زواج الجن مع الإنس .. 

2- فضلا عن أن هذه المسألة بالنسبة لمن امتنع عن الحكم فيها أنه لا دليل عليها بالنسبة إليهم .. فكيف يحكمون على ما لا تصور له في عقولهم .. لأن الحكم على الشيء فرعا عن تصوره .. ؟!!
- ولكن بعض العلماء لم يكتفي بالصمت والإمتناع فقط .. بل أثبتوا الإنكار لمن يزعم إمكانية حدوث هذا الزواج .. 

#- ثانيا: أما عن الذين أنكروا حدوث هذا الزواج من أساسه فبعضهم كان له وجهة نظر زيادة على ما سبق ..
 
- وهو أن اختلاف الجنسين يمنع حدوث هذا الزواج .. بحكم طبيعة كلا منهما .. فالآدمي جسماني والجني روحاني ..  
#- ولذلك الإمام الماوردي رحمه الله (المتوفى: 450هـ) في تعليقه على حديث أن بلقيس ملكة سبأ كانت أمها من الجن .. قال رحمه الله:
- وهذا القول بأن أمها جنية مستنكر في العقول لتباين الجنسين واختلاف الطبعين وتفاوت الجسمين، لأن الآدمي جسماني، والجني روحاني .. وخلق الله الآدمي من صلصال كالفخار، وخلق الجني من مارج من نار .. ويمتنع الإمتزاج من هذا التباين .. ويستحيل التناسل مع هذا الاختلاف. (تفسير الماوردي ج4 ص216).
 
#- ذكر الإمام بن حجر العسقلاني (المتوفى: 852هـ) قصة نقلها عن كتاب ميزان الاعتدال للإمام الذهبي (المتوفى: 748هـ) وجاء فيها:
- قال الإمام تقي الدين بن دقيق العيد سمعت شيخنا أبا محمد بن عبد السلام (أي العز بن عبد السلام) .. وجرى ذكر أبي عبد الله بن العربي الطائي فقال: هو شيخ سوء كذاب .. فقلت له: وكذاب أيضًا ؟ قال: نعم ..
- تذاكرنا بدمشق التزويج بالجن فقال: هذا محال لأن الإنس جسم كثيف والجن روح لطيف ولن يعلو الجسم الكثيف الروح اللطيف. ثم بعد قليل رأيته وبه شجة فقال: تزوجت جنية ورزقت منها ثلاثة أولاد فاتفق يوما أني أغضبتها فضربتني بعظم حصلت منه هذه الشجة وانصرفت فلم أرها بعد هذا , أو معناه".
- وما عندي "أي الإمام الذهبي" أن المحيي يتعمد كذبا .. لكن أثرت فيه تلك الخلوات والجوع فساد خيال وطرف جنون) لسان الميزان ج7 ص391.
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- والذي يظهر من القصة .. أن الإمام الذهبي والإمام بن حجر .. لم يعترضا على قول الإمام العز بن عبد السلام في مسالة إمكانية الزواج بين الإنس والجن .. وإنما اعترضا على اتهام بن عربي بأنه شيخ كذاب ..!!
 
- فأنصار الرأي بعدم إمكانية زواج الجن من الإنس نجد منهم الإمام الماوردي والعز بن عبد السلام وغيرهم كثيرا خاصة في زماننا .. ومنهم أيضا الشيخ الألباني رحمه الله ..
 
#- نعم من أنصار هذا الرأي الشيخ الألباني رحمه الله .. حتى أنه ذكر قصة العز بن عبد السلام مع الشيخ بن عربي .. وقال معلقا عليها:  
- والغرض من ذكر هذه الفائدة " يقصد القصة" إنما هو تذكير القراء بأن العلماء يستنكرون أشد الاستنكار إمكانية التزاوج بين الإنس والجن؛ لاختلاف طبيعة خلقهما، حتى اتهموا من ادعى ذلك بالكذب أو بنوع من الجنون، وأحلاهما مر.
- فما نسمعه في هذا الزمان من أن بعض النسوة يشعرن وهن في فراش الزوجية بالمجامعة ممن لا يرينه، إن هو إلا من وسوسة الشيطان، وتلاعبه ببني الإنسان. (سلسلة الاحاديث الضعيفة ج12 ص601).
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- من ناحية أخرى .. نجد الفريق أو المذهب الذي يرى إمكانية زواج الجن من الإنس .. ردا على مسألة اختلاف الجنسية حيث أن الجن عنصر ناري والإنس عنصر ترابي فكيف يجتمع هذا مع ذاك ؟!!
 
#- فقد ذكر الإمام الشبلي (المتوفى: 769هـ) تعقيبا على الرأي القائل بعدم امكانية الزواج من الجن لاختلاف الجنسية بحكم عنصر الجن الناري وعنصر الإنسان الترابي .. فقال:
- أنهم وإن خلقوا من نار فليسوا بباقين على عنصرهم الناري .. بل قد استحالوا عنه بالأكل والشرب والتوالد والتناسل كما استحال بنو آدم عن عنصرهم الترابي بذلك .. على أنا نقول إن الذي خلق من نار هو أبو الجن .. كما خلق آدم أبو الإنس من تراب .. وأما كل واحد من الجن غير أبيهم فليس مخلوقا من النار كما أن كل واحد من بني آدم ليس مخلوقا من تراب ..
- وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه وجد برد لسان الشيطان الذي عرض له في صلاته على يده لما خنقه .. وفي رواية قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "فما زلت أخنقه حتى برد لعابه" .. فبرد لسان الشيطان ولعابه دليل على أنه انتقل عن العنصر الناري إذ لو كان باقيا على حاله فمن أين جاء البرد ؟ (نقلا من آكام المرجان ص79)..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على قول الإمام الشبلي:
- تعقيب الإمام الشبلي .. وإن كان له وجهة نظر .. ولكنه لم يجيب على كيفية حدوث الجماع وهم عالم غير مرئي عنصره لا يسمح واقعيا الشعور بقذف منيه وإلا كان ظهر له أثر في على بطون النساء بالحمل ..!!
 
- فليس مقصد الذين أنكروا إمكانية حدوث زواج لأن الجن عنصر ناري بمعنى أنه لازال ناري .. لا .. ولذلك حينما تكلم الإمام الماوردي قال (فالآدمي جسماني والجني روحاني) ولم يتكلم عن أصل العنصر الخاص بكل جنس ..!!
 
- ولذلك مقصد من أنكر إمكانية حدوث هذا الزواج .. إنما هو لأن الجن جنس روحاني لطيف أي غير مرئي بحكم طبيعته النارية التي خلقه الله منها .. ونطفته تبعا لهذا التكوين .. فكيف يجتمع بالجنس المادي ويحدث تزاوج حينئذ أو تناسل ؟!! ولذلك قال الإمام الماوردي"ويمتنع الإمتزاج من هذا التباين .. ويستحيل التناسل مع هذا الاختلاف" .  
 
- بل والشاهد على بقاء خصائص عنصرهم الناري فيهم أمرين:
- الأول: أنه باتفاق المسلمين إن تمثل الجن في أي صورة كانت فإنه يظل على عنصره الناري لأنه لا ينقلب لطبيعة الشيء وإنما لصورته فقط ..!!

- الثاني: أنه لم ينتج عنهم أولاد في جماعهم بالإنسيات اللاتي يقلن بجماع الجن لهن .. في أي زمن من أزمان الحياة .. بل ولم يظهر أثر ذلك على بطونهن بالحمل من الجن حتى ولو الإحساس بذلك ؟!!
 
- فإما أن يقال أن الجن عقيم .. وهذا لا يمكن حدوثه في كل جنسه .. وإما أن يقال أن نطفته مخالفة لما يتفق مع جنس الإنسان ..؟

- وحينئذ نرجع للرأي القائل كيف يحدث هذا الزواج إذا كان الجن باق على طبيعته الروحانية والمخالفة للطبيعة المادية .. ؟!
 
#- وهذا ما لم يجيب عليه الإمام الشبلي أصلا ..!! وإنما اكتفى بتوضيح أن خلق الجن من النار ليس معناه أنه لازال نار .. !! أوكيه هذا مفهوم يا شيخنا.. وبعدين ؟ أليس مازال على طبيعته الروحانية .. ؟ فكيف يحدث الزواج مع الكائن المادي حينئذ ؟!!
 
#- وخلاصة القول في التعقيب على رأي من أنكر إمكانية حدوث هذا الزواج من أساسه:
- الذي أراه أن أصحاب هذا الرأي .. الذين توقفوا عن الحكم في مسالة زواج الجن من الإنس أو من أنكروها .. لهم حجة قوية جدا .. من ناحيتين:
- الأولى: من حيث أنه لا يوجد نص شرعي صحيح وقطعي يقول بوجود إمكانية حدوث هذا الزواج من أساسه ..
 
- الثانية: ومن حيث استحالة اجتماع الحالة الروحانية والمادية ليتحقق مفهوم الزواج .. ولذلك أغلب الكتب تجدها تنقل رأي الإمام الشبلي .. ولكن هل تفكروا في كلام أصحاب الرأي المنكر وفهموا مقصدهم قبل أن ينقلوا كلام الإمام الشبلي الذي رد في منطق آخر تماما مخالفا لما قصده أصحاب هذا الرأي ؟!!
 
***************************
..:: س7: ما الذي نفهمه من الرأي القائل بعدم إمكانية زواج الجن من الإنس ؟ ::..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- معنى أن يقال أن الجن لا يمكن أن يتزوج من الإنس .. لأنه لا يمكن عقلا عندهم اجتماع الخفي بالمادي في علاقة حميمة مادية .. وإنما قد تربطهم علاقة خفية كالوسوسة مثلا فهذا ممكن ..!!
- ولذلك القائلون بعدم إمكانية حدوث زواج بين الجن والإنس .. فهذا معناه عندهم: أن رجال الجن غير قادرون على وطء الإنسيات لأنهم جنس مخفي .. وكذلك رجال الإنس غير قادرون على وطء الجنيات لأنهن جنس مخفي ..
 
2- وبالتالي إذا كان لا يمكن حدوث هذا الزواج .. فكيف يمكن الحكم عليه بأنه حلال أو حرام إذا كان لا يمكن تصور حدوث الفعل من أساسه .. !!
- فمسألة الحكم على هذا الزواج لا وجود لها لأنه لا يمكن أصلا تصور حدوث هذا الزواج في مذهب هؤلاء ..!!
 
2- وبالتالي فكل النصوص .. التي يمكن أن يشير بها أي باحث إلى أن فيها إمكانية وطء الجن للإنسيات مثلا .. فهي قد تكون باطلة أو لها تأويل آخر عندهم ..
- مثل قوله تعالى: (وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا) الإسراء64 ..
 
- ومثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: (أَمَا لو أنَّ أحَدَهُمْ يَقولُ حِينَ يَأْتي أهْلَهُ: باسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنِي الشَّيْطانَ، وجَنِّبِ الشَّيْطانَ ما رَزَقْتَنا، ثُمَّ قُدِّرَ بيْنَهُما في ذلكَ، أوْ قُضِيَ ولَدٌ؛ لَمْ يَضُرَّهُ شَيطانٌ أبَدًا) صحيح البخاري.
 
- ومثل قول التابعي مجاهد بن جبر: (إذا جامعَ الرَّجلُ ولم يُسمِّ ؛ انطوى الجانُّ على إحليلِهِ ، فجامعَ معَهُ ، فذلكَ قولُه : "لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ") رواه الطبري في تفسيره والحكيم الترمذي في نوادر الأصول .. وقال الشيخ الألباني: وهذا إسناد مقطوع ضعيف مظلم..
 
#- وغير ذلك من الأدلة .. التي يحلو للبعض "من غير العلماء" الإستدلال بها لإثبات وطء الجن للإنسيات .. والتي غالبا هي روايات فاسدة وباطلة ومنكرة.. كما سيتضح لك في هذه الرسالة ..
 
#- وما سبق يقوي أكثر هذا المذهب القائل .. بأنه لا يوجد إمكانية لزواج الجن من الإنس ..
 
**********************
..:: س8: هل يمكن الاستدلال بقوله تعالى: (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ) لأصحاب الرأي القائل بعدم إمكانية زواج الجن من الإنس ؟ ::..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
#- قد خطر ببالي سؤال فقلت:
- ألا يمكن في قوله تعالى: (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ) الأعراف27.. أن حجة لمنكر أنكر إمكانية حدوث هذا الزواج بين الجن والإنس .. حيث أن الله أثبت لهم الرؤية ولا نراهم .. فكيف يتم الزواج حينئذ ؟!!
 
#- وأجبت على نفسي: هذا كلام صحيح فعلا من حيث حالته الروحانية .. ولكن ماذا ستقول في حالة تمثيلة ماديا ؟!!
- ولذلك لا يمكن لمن يعتقد في تمثيل الجن بصور مادية أن يستدل بهذه الآية .. وأصحاب الرأي بعدم إمكانية زواج الجن من الإنس يقولون بإمكانية تمثيل الجن في صور مادية .. ولذلك أعتقد أنهم لم يستدلوا بهذه الآية لذلك السبب .. والله أعلم .
 
#- وإنما يحتج ويستدل بهذه الآية .. من ينكر إمكانية تمثيل الجن والشيطان في صور مادية ..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) .. تعقيبا معترضا به على قولي: "ولكن ماذا ستقول في حالة تمثيلة ماديا ؟!!":
 
- قولي هذا يمكن أن يتم الإعتراض عليه فيقال:
- كونه ماديا .. لا يسمح له بالزواج من الإنس لأنه يكون بصورة مادية حيوانية كما أثبتها النبي صلى الله عليه وسلم .. وليس منها صور إنسانية سوية أبدا كما توهم وظن بعض العلماء ذلك من خلال نصوص ضعيفة أو باطلة .. فكيف حينئذ يتم زواج إنسان لمن هيئته بصورة كلب أو أفعى مثلا ؟!! أهذا كلام يعقل ؟!!
 
#- ولا تستغرب كلامي أخي الحبيب .. ليه ؟
- لأن بعض العلماء أجاز الزواج من الجن .. ووطئه بصورة كلب وحمار وما شابه ذلك ..!!
- علما بأنني لا أهزر معك أخي الحبيب .. فيمن أجاز وطء الجن بصورة كلب وحمار .. فقد جاء في كتاب تحفة المنهاج لمن أباح زواج الجن: (فيجوز له وطؤها إذا غلب على ظنه أنها زوجته وإن جاءت في صورة نحو حمارة أو كلبة) تحفة المحتاج في شرح المنهاج ج7 ص296 ..
 
- وبغض النظر عن أن هذا لغو فقهي "من وجهة نظري" .. وإنما هذا ما ذكره بعض العلماء وهم مجبرين على قوله تبريرا لمن أباح الزواج من الجن .. ولعل السبب الداعي لذلك هو علمهم يقينا بأنه لا يتمثل في صورة إنسانا سويا .. ولذلك قالوا بالتمثيل في هيئة حيوانية ..!!
 
#- وبعد ما سبق أخي الحبيب يرجع السؤال مرة أخرى:
- كيف يتم الزواج من جن خفي أو حتى متمثل في صورة مادية حيوانية على الأغلب ..!! كيف ؟
 
**********************
 
..:: س9: هل يمكن الاستدلال بقوله تعالى (خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا) لأصحاب الرأي القائل بعدم إمكانية زواج الجن من الإنس ؟ ::..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- مما خطر ببالي حينما تذكرت قوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الروم21..
 
#- فقلت متسائلا: ما المانع بأن تكون هذه الآية كاشفة لعدم إمكانية الزواج بالجن من أساسه .. لأسباب:
1- لأن الجن ليس من أنفسنا .. فكيف يتم الزواج به وهو جنس مخفي عنا لأنه ليس من أنفسنا ؟!!
 
2- كيف تحدث السكينة وهي الأُنس بالآخر .. والمودة والرحمة (سواء بمعنى المحبة والرأفة أو بمعنى الجماع وإنجاب الولد) .. كيف يحدث ذلك وأنت تتعامل مع جنس مخفي عنك .. وبكل تأكيد لن تظهر السكينة والمودة والرحمة مع الجن المتمثل في صورة الكلبة والحمار ..!!
- مش كده ولا إيه يا مؤمن ؟
 
3- إذا كانت الآية ختمت بقوله (فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) فكيف نتفكر فيما هو ليس من جنسي ولا وجود له معي حسي حتى أشعر معه بالسكينة والمودة ..!!
 
#- ملحوظة هامة:
- بعض العلماء استدلوا بهذه الآية على تحريم نكاح الجن .. ولكن هنا لا أتكلم عن حكم هذا النكاح .. بل أتكلم عن أن الآية تشير بوضوح أنه لو كان هناك إمكانية للزواج بغير أنفسنا لكان ظهر ذلك ..!!
 
#- وكذلك الحال في قوله تعالى: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ) النحل72.
 
#- فهذه الآية شاهده على أن الأبناء والأحفاد إنما يكونوا عن الأزواج الذين من أنفسنا .. وهذه آية قاصمة ومثل طلقة الرصاص لمن يزعم الإنجاب من الجن والشياطين .. لأن الله جعل لنا الأولاد والأحفاد من أنفسنا ..!!
- والله أعلم .
 
#- وما سبق يجعلنا نقول:
- إذا كان الجن ليس من أنفسنا فكيف يكون هناك إمكانية زواج به ؟!! ولماذا لم يخبرنا الله بإمكانية حدوث ذلك ؟
 
************************
 
..:: س10: هل يمكن الإستدلال بقوله (لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان) لأصحاب الرأي القائل بعدم إمكانية زواج الجن بالإنس ؟ ::..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- جال بخاطري قوله تعالى: (فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ) الرحمن56 ..
 
#- فتسائلت قائلا: ما المانع أن تكون هذه الآية تشير أيضا لعدم إمكانية حدوث زواج بين الجن والإنس ..  ليه ؟
- لأنه لا يعقل في الآية أن يكون المقصد أن الجن سيتزوج الإنسيات في الآخرة .. لأن إذا كان الإنسيين والجنيين كلاهما سيتزوج الإنسيات كما زعم بعض أهل زماننا هذا .. فمن الذي سيتزوج الجنيات ؟!!
 
- والمقصد من الكلام .. هو إذا كان في الآخرة أن الجن للجنيات والإنس للإنسيات .. فكيف يمكن حدوث هذا في الدنيا إذا كان في جنات النعيم لا يحدث ؟!!
 
#- (أثر تابعي) جاء في رواية بسند صحيح.. عن قول "ضمرة بن حبيب" التابعي .. وقد رواه الطبري بسنده عن أَرْطَاةُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: (سَأَلْتُ ضَمْرَةَ بْنَ حَبِيبٍ: هَلْ لِلْجِنِّ مِنْ ثَوَابٍ؟ قَالَ: «نَعَمْ، ثُمَّ نَزَعَ بِهَذِهِ الْآيَةِ» {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ} [الرحمن: 56] «فَالْإِنْسِيَّاتُ لِلْإِنْسِ، وَالْجِنِّيَّاتُ لِلْجِنِّ») رواه الطبري في تفسيره. 
 
- وكلام التابعي هذا كلام محترم جدا .. من حيث إثبات الثواب للجن .. ولكن من حيث قوله (فَالْإِنْسِيَّاتُ لِلْإِنْسِ، وَالْجِنِّيَّاتُ لِلْجِنِّ) فهنا قد افترض أن الحور العين حينئذ من "الإنسيات والجنيات" .. وهذا يحتاج إلى دليل .. ولم أجد دليل على ذلك ..!!

- وعلى رأي ضمرة بن حبيب قد اعتمد عليه بعض المفسرين ..

#- قال بن عادل الحنبلي الدمشقي النعماني (المتوفى: 775هـ):
- دلّت هذه الآية على أن الجن تغشى كالإنس، وتدخل الجنة، ويكون لهم فيها جنيّات.
- قال ضَمْرَة: للمؤمنين منهم أزواج من الحُور، فالإنسيَّات للإنس، والجنّيات للجن. (اللباب في علوم الكتاب ج18 ص352) .
 
#- وقال علاء الدين أبو الحسن المعروف بالخازن (المتوفى: 741هـ):
- والمعنى لم يطأهن ولم يغشهن (إِنْسٌ قَبْلَهُمْ) أي قبل أزواجهن من أهل الجنة، وَلا جَانٌّ .. قيل إنما نفي الجن لأن لهم أزواجا في الجنة منهم .. وفي الآية دليل على أن الجني يغشى كما يغشى الإنسي وسئل ضمرة بن حبيب هل للجن ثواب؟ فقال نعم وقرأ هذه الآية ثم قال الإنسيات للإنس والجنيات للجن. ( تفسير الخازن ج4 ص231).
 
#- ملحوظة هامة:
- قاصرات الطرف والحور العين قيل عنهن أنهن نساء الدنيا .. وقيل لسن من نساء الدنيا .. لأن الله عز وجل يقول: (لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان) ونساء الدنيا أكثرهن مطموثا .. والله أعلم.
 
#- وخلاصة ما سبق:
- هو أن الإحتجاج بقوله (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ) للدلالة على أن الإنسيات للإنس والجنيات للجن .. هو قول يحتاج إلى دليل فيه إلى أن المقصود من الحور العين هم الإنسيات والجنيات .. وهذا لا دليل عليه إلا الظن ..!! والله أعلم .
 
#- وبعد ما سبق أخي الحبيب يرجع السؤال مرة أخرى:
- كيف يتم الزواج من جن خفي أو حتى متمثل في صورة مادية حيوانية على الأغلب .. بل وليس من أنفسنا .. وإذا كان حاله في الآخرة أنه متزوج من بني جنسه .. فكيف يكون في الدنيا يمكن أن يتزوج من جنس آخر ؟!! 

 
*********************
..:: س11: لماذا لم يتزوج سليمان عليه السلام من الجن طالما يوجد إمكانية لتحقيق ذلك ؟ ::..


#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- ما يثير الشك في إمكانية تحقيق هذا الزواج .. هو لماذا لا يوجد أحد من الأنبياء أو الرسل قد فعل ذلك ؟!!
 
#- ولو قيل: حتى لا يكون تهمة لهم بأنهم يستخدمون الجن .. !!
- فنقول: ولماذا لم يخبرونا بإمكانية حدوثه وإن حدث هل هو حلال أم حرام ؟!!
- وماذا تقول في سليمان عليه السلام الذي استخدم الجن بل كانوا مسخرين له ..؟!!  
 
2- فإن قيل: سليمان قد تزوج من بلقيس ملكة سبأ وكانت أمها جنية .. والمتزوج من ابنة جنية فهو قد أقر بإمكانية وإباحة الزواج من الجن ..
- فنقول: هذا كلام غير صحيح .. فيوجد حديث واحد عن النبي تم روايته عنه وهو حديث ضعيف لا يعتد به .. وباقي روايات القصة تجمع بين الكذب والخرافة .. وسيأتي بيان ذلك في الفصول القادمة إن شاء الله .
 
#- وبالتالي يعود السؤال مرة أخرى .. إذا كان سليمان عليه السلام لم يفعل ذلك وهو المسخر له كل هذا العالم الروحاني .. فلماذا لم يتزوج منهم ؟!! ولماذا لم يفعل أحد من الأنبياء ذلك ؟ ولماذا لم يخبرونا عنها ؟
- أليس ذلك مؤشر على عدم إمكانية حدوثه أصلا .. ولذلك لم يفعلوه ولم يتكلموا فيه .. وخاصة سليمان عليه السلام ؟!!
- والله أعلم .
 

*********************
..:: س12: هل رأي القائلين بعدم إمكانية الزواج من الجن هو رأي صائب على الإطلاق لقوة حجتهم ؟ ::..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- قد تتصور مما سبق بيانه من بيان قوة حجة أصحاب هذا الرأي .. بل وتصوري بعض الأدلة التي انتصرت بها لهذا الرأي .. هو أن قولهم صائب على الإطلاق .. أو أنني أؤيد هذا الرأي على الإطلاق .. وهذا كلام غير صحيح .. لأنه وإن كان لهم حجة قوية .. إلا أنهم فاتهم شيئا وهو النظر في ضوابط وأحكام الزواج المؤهلة لإمكانية حدوث هذا الزواج ..
- وهذا الرأي أو المذهب القائل بعدم إمكانية زواج الجن بالإنس .. وإن كنت أميل إليه .. فهو من حيث استحالة تحقيق ضوابط الشرع مع الجن في حالته الروحانية أو المادية الحيوانية .. ولكن لا أؤيده مطلقا لإمكانية حدوثه نظريا وفق ضوابط الشرع من الناحية النظرية ..
 
#- وعموما فإن هذا المذهب أو الرأي يتم الرد عليهم في الآتي:

- أولا: إذا كان لا يوجد نص شرعي يثبت إمكانية هذا الزواج .. إلا أنه لا يوجد نص شرعي يشير بنفي إمكانية حدوث هذا الزواج ..

 

- ولكن قد يقال ردا على ذلك: إذا كان قد ثبت إمكانية الزواج بين رجال ونساء الإنس بنص قرآني صريح وواضح .. فعليك أن تأتي أيضا بدليل إثبات تثبت به إمكانية الزواج بين الإنس والجن .. فإن لم تأت بالدليل فلا حجة لك فيما ذهبت إليه .. !!

 
- ثانيا: هناك ضوابط شرعية تؤهل لإمكانية حدوث هذا الزواج منها:
1- أن منهم رجالا ونساء .
2- وأنه جنس عاقل مكلَّف مثلنا بأحكام الشريعة .
3- وأنهم إخواننا في الدين "المسلمون منهم".. وقد وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم إخواننا .. كما في الحديث: (كُلُّ عَظْمٍ ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ، يَقَعُ فِي أَيْدِيكُمْ أَوْفَرَ مَا كَانَ عَلَيْهِ لَحْمًا، وَكُلُّ بَعْرَةٍ، أَوْ رَوْثَةٍ عَلَفٌ لِدَوَابِّكُمْ، فَلَا تَسْتَنْجُوا بِهِمَا، فَإِنَّهُمَا زَادُ إِخْوَانِكُمْ مِنَ الْجِنِّ) رواه أحمد .. وقال محققو المسند صحيح على شرط مسلم.
4- وإذا كان من شروط عقد الزواج الإيجاب والقبول مع تحقيق الكفاءة الدينية بحضور شاهدي عدل وولي الأمر .. فهذا شيء يمكن تحقيقه مع الجن .
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعليقا على ما سبق:
- ما سبق هو كلام نظريا صحيح من الناحية الشرعية .. ويظهر منه الظن لإمكانية زواج الجن من الإنس.  
 

- ولكن يتبقى سؤال هنا للذين يقولون بإمكانية الزواج من الجن:

- كيف يتم هذا تطبيقيا في الواقع إذا كانوا جنس خفي .. ولو تمثلوا ماديا فإنما يكونوا على غير هيئة الإنس والجن ويكونوا غالبا على هيئة حيوانات .. فكيف يتم الزواج حينئذ بعقد زواج على حيوان "على افتراض تمثل في شكل حيوان وظهر من أساسه" ؟!!
 
#- مع التنويه على أنه لا يمكن للجن التشكل في صورة إنسانا سويا وإنما قد يخيل للرائي ذلك كخيال وليس كمثال ملموس .. (وقد أوضحنا ذلك في رسالة التمثيل الروحاني فارجع إليها) ..
 
#- ولكن يمكن أن يقال ردا على ما سبق:
- بأنه إذا كانت كيفية هذا التطبيق واقعيا بالضوابط الشرعية صعبة جدا .. ولكن لازال نظريا حسب ضوابط الشرع يمكن حدوث الزواج..
 
- وطالما يوجد إمكانية حدوث ذلك .. فقد أمكن تصور حدوث المسألة .. وإذا أمكن تصور حدوث المسألة فقد لزم لها ظهور حكم شرعي يبين هل هذا حلال أم حرام أم مكروه.
 
#- وخلاصة هذا الكلام كله في هذا الفصل ..
- هو أنه قد يمكن حدوث هذا الزواج نظريا من الناحية الشرعية .. ولكن ما هي كيفية تحقيق في الواقع ؟!! وإن تحقق ذلك فهل هو حلال أم حرام أم مكروه ؟!!
- وهذا محل بحث الفصول القادمة .. إن شاء الله.
 
#- وبهذا يكون ختام الكلام على مناقشة أصحاب الرأي الذين أنكروا إمكانية الزواج بالجن .. وبعد ذلك ننتقل إلى مناقشة المذاهب التي تكلمت على أحكام الزواج من الجن من حيث تحليله وتحريمه .. في الفصل القادم والذي يليه إن شاء الله تعالى .. والله الموفق.
 

*****************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 14 تعليقًا:

  1. جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل
    ونفعنا بك وزادك من فضله
    امين يارب العالمين

    استاذنا الفاضل
    ولعل من اهم موانع ان يكون هناك زواج بين الجن والإنس هو قوله تعالى { لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِی رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةࣱ لِّمَن كَانَ یَرۡجُوا۟ ٱللَّهَ وَٱلۡیَوۡمَ ٱلۡـَٔاخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِیرࣰا }[سُورَةُ الأَحۡزَابِ: ٢١] ...

    فلو أجيز الزواج من الجن لكان على الاقل عُرض على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .. فكلنا نعلم ان الزواج يعتبر اقوى الروابط في توثيق العلاقات بين الشعوب والقبائل .. وانه عليه الصلاة والسلام تزوج اكثر من اربع نساء على غير ما هو مباح لغيره من الرجال وكل زواج له حكمة .. سواء من بكر او ثيب او ابنة عدو .. ومن حكمة الحكم كانت نشر الاسلام وتوثيق العلاقات بين مختلف البلدان وربطهم بالدين الاسلامي ..

    فلو كان في الزواج من الجن امكانية او خير او نفع او تحقيق لهذه الحكمة لكان دلنا اليه صلى الله عليه وسلم ولو توجيها من غير ان يفعله .. حتى وإن عاف الشيء .

    فلو أحلّ الله لأحد ان يفعله لكان صلى الله عليه وسلم وهو الأولى بالبشر كلهم ان يكون له تواصل بينه وبين الجن من اجل الدين من خلال الزواج ؛ لكنه لم يفعل !! ولا حتى اشار اليه بإشارة .. بل إن علاقته بالجن لم تتجاوز الأمر الإلهي ؛ إذ انه دُعي الى الجن ؛ ولم يذهب من نفسه ليقرأ عليهم ..

    فمن كان يرجو الله واليوم الآخر فله في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة واسوة حسنة .

    حتى وإن سلمنا بالقول بامكانية حدوث هذا الزواج نظريا من الناحية الشرعية .. فإنه بذلك يكون الانسان قد استحضر ما حرمه الله ووقع في المحظور { وَیَوۡمَ یَحۡشُرُهُمۡ جَمِیعࣰا یَـٰمَعۡشَرَ ٱلۡجِنِّ قَدِ ٱسۡتَكۡثَرۡتُم مِّنَ ٱلۡإِنسِۖ وَقَالَ أَوۡلِیَاۤؤُهُم مِّنَ ٱلۡإِنسِ رَبَّنَا ٱسۡتَمۡتَعَ بَعۡضُنَا بِبَعۡضࣲ وَبَلَغۡنَاۤ أَجَلَنَا ٱلَّذِیۤ أَجَّلۡتَ لَنَاۚ قَالَ ٱلنَّارُ مَثۡوَىٰكُمۡ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۤ إِلَّا مَا شَاۤءَ ٱللَّهُۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِیمٌ عَلِیمࣱ }[سُورَةُ الأَنۡعَامِ: ١٢٨]

    هذا والله اعلم

    ردحذف
    الردود
    1. اما فيما لو الشخص حضره الجن من دون ان يطلبهم
      فيتوقف الامر على ما يطلبه الجن منه ؛ هل هو خير ام شر ؟! وفي نفس الوقت ليس ملزما بالتنفيذ .. فهو ان قهر على التواصل لكنه ليس مقهورا على الموافقة وعلى تنفيذ الطلب .. فالامر الان اصبح منوطا بصحة قلبه وايمانه وثباته !! .. وعليه ان يحذر من تدخل النفس والرغبة فذلك سوف يقلب حاله ويصبح مستمتعا .. ومن مطلوب الى طالب ؛ حينها فهو حكم على نفسه بالذل للجن ..

      وعليه تقاس المسألة ( امكانية حدوث الزواج نظريا ) .. فالشخص ان عُرض عليه الزواج من الجن قهرا .. فاعتقد انه ليس ملزما ان يوافق و يقبل .. لكن ان توافرت الضوابط الشرعية ووافق .. فقد حكم على نفسه بالذل للجن .. لانه اصبح مستمتعا .. لانه يعلم ان الزواج لن يتعدى كونه نظريا ولن يكون هناك زواج فعلي او وطء ... هذا .. والله اعلم ان كنت اخطأت او اصبت .

      حذف
  2. السلام عليكم ورحمه الله وبركاته جزاكم الله خيرا وامدكم الله سبحانه وتعالى بمداده ورفع قدركم في أرضه وسمواته بعد قراءتي للرسالة استشعرت بقوة داخلية هائلة والتمكين لكن وقفت في طرح سؤال لحضرتك وهو كالاتي يقال بأن الإنسان يتصف بطباع أربعة وهي المائي والهوائي والناري وترابي وذلك ما دفعني في التفكر في الآية القرآنية عن خلق الجان فقال سبحانه وتعالى مارج من نار هل هناك علاقة ما بين وصف الطباع بالنسبة لعملية وطء الجن للإنسان وهل يمكن أن نقول بأن الإنسان الذي يتصف بالصفات النارية يكون معرض أكثر من غيره لهذه الحالة؟ اللهم صل على سيدنا محمد النبي الامي وعلى اله وصحبه وسلم

    ردحذف
    الردود
    1. لا علاقة للطبائع .. بالعلاقة مع الجن .. وإلا فالجن ليس فيه الطابع الترابي فكيف يتواصل مع الإنس ..!!
      - ملحوظة: وصف الطبع الناري ليس لأن فيه نار .. وإنما لكونه شخص يغلب عليه الإنفعال ..
      ********************************
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

      حذف
  3. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ..
    استاذي ...كانت هناك قصه مع صديقه لي تقول أنها التقت بشيخ روحاني وهي متزوجه وعرض عليها الزواج بقوله قولي لي زوجتك نفسي ...وبعد رفضها قالت لي انها اصبحت تشعر بحالة الجماع اثناء النوم والوصول الي النشوة الجنسيه ...لاكن لاترى صوره لشيخ الروحاني بأنه هو الفاعل ..
    هل من الممكن أن يكون هو جني اصلا تمثل بصورة شيخ ويدخل لتمتع مع الأنسيات.
    ...بس الزواج بين الجن والانس لابد من تبادل حاله من القبول بين الطرفين وذاك لمصلحه بين الطرفين والا سمي لبست شيطاني ...
    ما رأيكم استاذي بهذا الكلام

    ردحذف
    الردود
    1. بالوصف الذي حكتيه .. فهو شخص ساحر ..
      وكيف يتزوجها وهي أصلا متزوجة !!
      اما ما تشعر به فهو تسليط لأنه أكيد مسك أيديها حتى ولو بالتسليم عليها ..
      - وطبعا هو ليس جن .!!
      ******************************
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

      حذف
  4. أسأل الله حفظك استاذنا

    هناك تشويق
    فى الانتظار

    ردحذف
  5. ياممد الوجود بالجود يارب
    أمد وأكرم وأمنح يارب

    ردحذف
  6. جزاك الله عنا كل خير أستاذنا الفاضل
    ننتظر المزيد والمزيد من هذه الرسالة الممتعه والشيقة التي ستحل لنا ألغاز كثيرة وقصص نسمع عنها كثيرا في زمننا هذا
    بل وأظن بعد إنتهاء حضرتك من هذه الرساله سيقوم أغلب الناس وأنا منهم قرأتها أكثر من مره حتى يغتنم العقل من هذا الفيض الممتع ونزع أي خرافه وقصص وهميه بداخل العقل وتستقيم النفس بهذا العلم النفيس القيم..... دمت لنا معلمنا ومرشدا أستاذي الحبيب
    ********************************************
    اللهم صل على سيدنا محمدٍ النبي الأمي وعلى آله وسلم

    ردحذف
    الردود
    1. قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا
      سورة الإسراء- آية (88)

      يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ
      سورة الأعراف- آية (27)


      أستاذي الحبيب أريدك أن توضح لنا معنى هذه الأيه رقم ٨٨ من سورة الإسراء من حيث الظهور وكيفيه الربط بنها وبين الأيه رقم ٢٧ من سورة الأعراف بعدم رؤيتنا للجن والحجاب الذي أوجده الله لنا ؟؟؟؟؟؟؟

      إرتبي شيء من الوسواس في هيئة سؤال حول الأياتين أنهم يتعارضون مع بعضهم البعض وأن لفظ الظهور في الأيه مطلق وليس مقيد بتجسيد أو خيال ..... فأحببت أن توضح لنا هذه المسألة .... وجزاك الله عنا كل خير أستاذنا الفاضل

      حذف
    2. اخي الفاضل محمد
      كلمة ( ظهيرا ) في آية سورة الاسراء معناها - معينا - وليس الظهور كما ظننت .. واعتقد بذلك يزول اللبس ولن تجد تعارضا .. هذا .. والله اعلم .. ودمت فيه خير

      حذف
    3. ظهيرا = سند وتعاون ومساعدة
      أي
      لو تعاون وتساعد وتظافر وتوافق الإنس والجن لن يأتوا بمثل القرآن العزيز.

      حتى
      بكرة القدم = يقولوا الظهير بمعنى المساعد والمساند.

      حتى بالواقع = يقولوا غطي ظهري وأنا باأتقدم للمعركة.= انا بأهجم وأنت أحمينا وساعدنا وساندنا من الخلف.
      بمعنى
      أن لو الجن والإنس =تحالفوا وتعاضدوا وتساندوا وكل مجموعة وقفت وساعدت الأخرى =برضوا لن يأتوا بمثل القرآن.
      يعني
      لو
      علماء الإنس +علماء الجن = تساندوا وتحالفوا وكل مجموعة ساندت المجموعة الأخرى.
      برضوا لن يأتوا بمثل القرآن العزيز

      حذف
    4. طيب
      حتى في حالات الموت = الزوجة تولول على أبوها أو أخوها أو زوجها أو ابنها وتقول:
      سبتنا لمين ياظهري؟!
      ياكسرة ظهري من بعدك!!!
      فهل
      المقصود بالظهر هو ظهرها الحقيقي العمود الفقري ؟!!
      طبعا لا
      فالمقصود هو أنه غادر المساعد والمساند إللي كان يعاونها في الدنيا وتحتاج لمساعدته .....

      .والله أعلم.
      .....

      ظهيرا =تعاون تساعد

      بمعنى لو تعاون وتأزر الجن والإنس فلن يأتوا بمثل القرآن العزيز.

      والله أعلم

      حذف
    5. جزاكم الله خير الجزاء على مروركم الكريم وتوضيحكم أستاذه أسما وأخي العزيز نجم المدونه ماجد
      اللهم إجعلنا عونا وسندا لبعضنا البعض وجزى الله عنا كل خير أستاذنا الحبيب الغالي خالد وبارك الله لنا في المدونه وأهلها جميعا ويارب ديما على الخير متجمعين وقرب إلينا الخير و أهل الخير وإصرف عنا الشر وأهل الشر... اللهم آمين يارب العالمين
      **************************
      اللهم صل على سيدنا محمدٍ النبي الأمي وعلى آله وسلم

      حذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف