الروحانيات فى الإسلام: ج3: رسالة حقيقة الأولياء وأخبار القطب والأوتاد والنقباء والنجباء والأبدال - هل ارتكاب الكبائر سابقا يمنعك من الوصول لمقام أولياء الله من خلال الإيمان والتقوي - ما هو مقياس الحكم على الشخص بأنه من الأولياء سواء كان من الأحياء أو من الأموات - (ما هي قصة الذين يصلون بأرواحهم في مكة) - هل الأولياء يعلمون أنهم أولياء وكيف نفهم من يحكم لنفسه بالولاية - هل يصح الحكم على أحد بأنه من الأولياء - لماذا الأولياء لا يقدمون شيئا للأمة وهم أصحاب الولاية الكبرى - (الإذن الإلهي – والتصريف بالكرامة)هل كل كرامة عن كافر أو عاصي تكون من الشيطان أو الجن.

بحث في المدونة من خلال جوجل

الثلاثاء، 19 يوليو 2022

Textual description of firstImageUrl

ج3: رسالة حقيقة الأولياء وأخبار القطب والأوتاد والنقباء والنجباء والأبدال - هل ارتكاب الكبائر سابقا يمنعك من الوصول لمقام أولياء الله من خلال الإيمان والتقوي - ما هو مقياس الحكم على الشخص بأنه من الأولياء سواء كان من الأحياء أو من الأموات - (ما هي قصة الذين يصلون بأرواحهم في مكة) - هل الأولياء يعلمون أنهم أولياء وكيف نفهم من يحكم لنفسه بالولاية - هل يصح الحكم على أحد بأنه من الأولياء - لماذا الأولياء لا يقدمون شيئا للأمة وهم أصحاب الولاية الكبرى - (الإذن الإلهي – والتصريف بالكرامة)هل كل كرامة عن كافر أو عاصي تكون من الشيطان أو الجن.

   بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

حقيقة الأولياء

وأخبار القطب والأوتاد والنقباء والأبدال والنجباء 

 (الجزء الثالث)

#- فهرس:
:: الفصل الثالث :: الأولياء من كبائر الذنوب إلى مقام الولاية ::
1- س7: هل ارتكاب الكبائر سابقا يمنعك من الوصول لمقام أولياء الله من خلال الإيمان والتقوي ؟
2- س8: ما هو مقياس الحكم على الشخص بأنه من الأولياء سواء كان من الأحياء أو من الأموات ؟
- (ما هي قصة الذين يصلون بأرواحهم في مكة ؟).
3- س9: هل الأولياء يعلمون أنهم أولياء وكيف نفهم من يحكم لنفسه بالولاية ؟
4- س10: هل يصح الحكم على أحد بأنه من الأولياء ؟
5- س11: لماذا الأولياء لا يقدمون شيئا للأمة وهم أصحاب الولاية الكبرى ؟
- (الإذن الإلهي – والتصريف بالكرامة).
6- س12: هل كل كرامة عن كافر أو عاصي تكون من الشيطان أو الجن ؟
************************
 ..:: س7: هل ارتكاب الكبائر سابقا يمنعك من الوصول لمقام أولياء الله من خلال الإيمان والتقوي ؟ ::..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- بعض المؤمنين يظن أنه طالما قد ارتكب معاصي تصل إلى كونها كبيرة من كبائر الذنوب .. فإنه بذلك أصبح محروم من الوصول إلى كرامة الله ليكون من أولياء الله وخاصته .. وهذا كلام خطأ .. ومخالف للقرآن وكلام النبي صلى الله عليه وسلم .. ليه ؟
 
1- يقول تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ) الزمر53-54.
 
#- والمعنى من التفسير الميسر:
- قل -أيها الرسول- لعبادي الذين تمادَوا في المعاصي، وأسرفوا على أنفسهم بإتيان ما تدعوهم إليه نفوسهم من الذنوب: لا تَيْأسوا من رحمة الله لكثرة ذنوبكم، إن الله يغفر الذنوب جميعًا لمن تاب منها ورجع عنها مهما كانت، إنه هو الغفور لذنوب التائبين من عباده، الرحيم بهم.
- وارجعوا إلى ربكم -أيها الناس- بالطاعة والتوبة، واخضعوا له من قبل أن يقع بكم عقابه، ثم لا ينصركم أحد من دون الله. (انتهى النقل من التفسير).
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- فغفران الذنوب كلها جائز في حق كل من تجاوز حدود العصيان وغلبت عليه حال الغفلة والبعد عن الله .. ومن أصبح حاله أنه مغفورا له فقد دخل باب الولاية الكبرى وله مقام عند مولاه جل جلاله .. بشرط أن ينيب أي يرجع إلى الله ويخضع له قبل أن يأتيه الموت .
 
2- يقول تعالى: (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (34) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ) الزمر33-35.
 
#- والمعنى من التفسير الميسر:
- والذي جاء بالصدق في قوله وعمله من الأنبياء وأتباعهم، وصدَّق به إيمانًا وعملا أولئك هم الذين جمعوا خصال التقوى، وفي مقدمة هؤلاء خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم والمؤمنون به، العاملون بشريعته من الصحابة، رضي الله عنهم، فمَن بعدهم إلى يوم الدين.
- لهم ما يشاؤون عند ربهم من أصناف اللذات والمشتهيات؛ ذلك جزاء مَن أطاع ربه حق الطاعة، وعبده حق العبادة.
- ليكفِّر الله عنهم أسوأ الذي عملوا في الدنيا من الأعمال؛ بسبب ما كان منهم مِن توبة وإنابة مما اجترحوا من السيئات فيها، ويثيبهم الله على طاعتهم في الدنيا بأحسن ما كانوا يعملون، وهو الجنة. (انتهى النقل من التفسير).
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- فالله أثبت حال التقوى التي هي أحد أركان الولاية الكبرى مع الله .. مع الذي ارتكبوا أسوأ الأعمال قبل ان يتوبوا .. إلا انهم لما تابوا ورجعوا إلى الله غفر الله لهم وارتقى بهم إلى درجات الولاية والتي من شروط تحقيقها هي التقوى ..
 
- فلا تظن أن الله يحرمك كرامة الإرتقاء والوصول إليه لأنك عصيته وارتكبت معاصي كبير ومن أسوأ ما يكون .. لا .. فانت مخطيء .. بل الله قد يرتقي بك إلى أعلى درجات الولاية طالما أنت تبت إلى الله والتزمت بعبوديتك مع الله وارتضيت بأن تعيش في منهج الله كما طلب الله منك .
 
- واعلم أخي الحبيب .. طالما يوجد نفس فيك .. فيوجد أمل .. ويوجد مدد من الله .. ولكن حتى يأتيك المدد .. فقل بصوتك وقلبك .. أغثني يا أحد يا صمد فليس لي بابا غيرك ألجأ ليه يارب يارب يارب ..
 
- ولا تيأس .. لأنه طالما هناك نفس فهناك أمل ويوجد مدد. 
 
3- يقول تعالى: (وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) التوبة118.
 
#- والمعنى من تفسير المنتخب:
- وتفضل - سبحانه - بالعفو عن الرجال الثلاثة الذين تخلفوا عن الخروج في غزوة تبوك - لا عن نفاق منهم - وكان أمرهم مرجأ إلى أن يبين اللَّه حكمه فيهم، فلما كانت توبتهم خالصة، وندمهم شديدا؛ حتى شعروا بأن الأرض قد ضاقت عليهم على رحبها وسعتها، وضاقت عليهم نفوسهم هما وحزنا، وعلموا أنه لا ملجأ من غضب اللَّه إلا باستغفاره والرجوع إليه، حينئذ هداهم اللَّه إلى التوبة، وعفا عنهم، ليظلوا عليها، إن اللَّه كثير القبول لتوبة التائبين، عظيم الرحمة بعباده. (انتهى النقل من التفسير).
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- التخلف عن الجاهد في سبيل الله هو كبيرة من كبائر الذنوب .. وقد فعلها ثلاثة من الصحابة المشهود له بالإيمان وهم (وهم كعب بن مالك وهلال بن أُميَّة ومُرَارة بن الربيع) .. ولكن حدثت لهم حالة غفلة فسقطوا في هذا الذنب الكبير وظلوا يتوسلون إلى الله طوال خمسون يوما ليغفر الله لهم ويتوب عليهم دون أن ييأسوا من رحمة الله .. بل وتعرضوا لفتن أثناء فترة الخمسين يوما وكانت كافية لتفتنهم في دينهم مرة أخرى ومن أهمها أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى جميع المسلمين من الكلام معهم وأن يجتنبوهم حتى يأتي أمر الله فيهم .. فتجنبهم المؤمنين خمسون يوما وكأنهم لا يعرفونهم .. ولكن الثلاثة ارتضوا بهذا العقاب وثبتوا مع الله وارتضوا بالمواصلة في التوسل إلى الله ليغفر لهم .. حتى تاب الله عليهم وغفر لهم بل ونزل فيهم قرآن يتلى إلى يوم القيامة للدلالة على صدق إيمانهم وإخلاصهم في توبتهم .. وليس بعد نزول القرآن فيهم بقبول توبتهم كرامة بعد ذلك .. بالرغم من بداية القصة كانت كبيرة من الكبائر إلا أن نهاية القصة كانت فيها كرامة من الله بقبول التوبة منهم والغفران لهم ..
 
4- يقول تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) البقرة222..
 
#- والمعنى من التفسير الوسيط للشيخ طنطاوي رحمه الله:
- إن الله- تعالى- يحب عباده الذين يكثرون الرجوع إليه إذا ما ظلموا أنفسهم بسيئة من السيئات، والذين يصونون أنفسهم وينزهونها عن المعاصي والآثام. (نقلا من التفسير الوسيط لطنطاوي ج1 ص497).
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- تأمل أنه يوجد محبة لمن يتوب ويرجع إلى الله حتى ولو عصى وغلبته نفسه ولكن يجاهد نفسه ويرجع إلى الله وهكذا .. فلو كانت الذنوب حاجبة عن نزول محبة الله للعبد في حال توبته فما فائدة هذه الآية حينئذ ؟!! فتأمل كلام الله الجميل ..
 
5- ومن جميل الأحاديث التي ممكن أن تقرأها لقبول التوبة والغفران حتى ولو كانت من الكبائر .. هو ما جاء عن رجل أتي النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: (أرأيتَ مَن عمل الذنوبَ كلَّها ولم يتركْ منها شيئًا وهو في ذلك لم يترك حاجةً ولا داجةً إلا أتاها ، فهل لذلك من توبةٍ ؟
- قال : فهل أسلمتَ ؟
- قال: أما أنا فأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ ، وأنك رسولُ اللهِ .
- قال: تفعل الخيراتِ ، وتترك السيئاتِ .. فيجعلهنَّ اللهُ لك خيراتٍ كلِّهنَّ.
- قال وغَدَراتي وفَجَراتي ؟ قال : نعم .
- قال : اللهُ أكبرُ ، فما زال يُكبِّرُ حتى تَوارَى) رواه الطبراني والبزار .. قال الهيثمي: رواه البزار بنحوه ورجال البزار رجال الصحيح غير محمد بن هرون أبي نشيط وهو ثقة ، وقال المنذري: إسناده جيد قوي ، وقال بن حجر في الأمالى المطلقة: حسن صحيح غريب ، وذكره الألباني في صحيح الترغيب .
 
#- من معاني الحديث:
- معنى (حاجة) : أي وَهوَ الَّذي يقطعُ الطَّريقَ على الحاجِّ إذا توجَّهوا ..
- ومعنى (داجة) : أي وَهوَ الَّذي يقطعُ عليهم إذا رجَعوا ..
وقيل معناهما : لا صغيرة ولا كبيرة إلا فعلها ..
 
- معنى (غدراتي): أي كثرة غدري .. وهو خيانة الناس ونقض العهود معهم وعدم الوفاء بها .
- معنى (فجراتي): أي كثرة فجوري .. والفجور هو ارتكاب المعاصي وهو لا يبالي حتى تجاوز حدود العصيان بما لا يتخيله العقل وليس بعده عصيان أوسع منه ..
- معنى (توارى): اختفى عن الأنظار.
 
6- ويقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: (قالَ اللَّهُ تبارَكَ وتعالى يا ابنَ آدمَ إنَّكَ ما دعوتَني ورجوتَني غفَرتُ لَكَ على ما كانَ فيكَ ولا أبالي، يا ابنَ آدمَ لو بلغت ذنوبُكَ عَنانَ السَّماءِ ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لَكَ، ولا أبالي، يا ابنَ آدمَ إنَّكَ لو أتيتَني بقرابِ الأرضِ خطايا ثمَّ لقيتَني لا تشرِكُ بي شيئًا لأتيتُكَ بقرابِها مغفرةً) صحيح الترمذي.
 
- ومعنى (بقراب الأرض): أي بمليء الأرض كلها ..
 
#- خلاصة القول أخي الحبيب:
1- الذنوب حتى ولو كانت كبائر فهي لا تمنعك من الوصول إلى باب الولاية الكبرى .. ولا تحرمك من الدخول في معية أهل الإيمان والتقوى التي هي أحوال الأولياء كما وصفها الله في القرآن .. طالما رجعت إلى الله والتزمت مع الله .
 
2- ليست المشكلة في كونك فعلت كبائر الذنوب .. ولكن المشكلة فعلا في استمرار تجاهلك وغفلتك عن طريق الإيمان .. فلم تعمل مع الله لتمحو هذه الذنوب فتتوب وتستغفر وتتوسل إلى الله وتدوم على فعل ذلك مع المواظبة على الأعمال الصالحة ..!!
 
#- ولا تتعجب أخي الحبيب من أحد كان يفعل كبائر الذنوب .. ثم تجده بعد زمن قد يجري الله على يديه كرامة .. طالما ظاهر حاله قد تغير وظاهره الصلاح .. فرحمة الله ومغفرته أوسع من أن يدركها أي مخلوق حتى ولو كانوا الملائكة ..
- والله أعلم .
 
*********************
 
..:: س8: ما هو مقياس الحكم على الشخص بأنه من الأولياء سواء كان من الأحياء أو من الأموات ؟ ::..

(ما هي قصة الذين يصلون بأرواحهم في مكة ؟)
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- مقياس الحكم عند كثير من الناس على الأولياء إنما يكون بما يظهر عليه من كرامة خارقة للعادة .. فينبهر بها الحاضرون .. ويعتقدون فيه أنه إنسان صالح وولي .. ولكن هذا خطأ .. لأن الكرامة تظهر حينما يكون حال الإنسان هو الصلاح .. وليس الكرامة هي دليل الصلاح ..!!
 
#- أولا: وإنما مقياس الولاية هو ما أثبته الله ورسوله ..
- فيقول تعالى: (ألا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) يونس62-63.
 
- ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ) صحيح البخاري.
 
- ويقول صلى الله عليه وسلم عن أفضل الناس: (قال كلُّ مخمومِ القلبِ صدوقِ اللسانِ .. قالوا صدوقُ اللسانِ نعرفُه فما مخمومُ القلبِ ؟ قال: هو التقيُّ النقيُّ لا إثمَ فيه ولا بغيَ ولا غِلَّ ولا حسدَ) صحيح بن ماجه.
 
- فهذه هي مقاييس الحكم على الإنسان .. هو أن يظهر منه في سلوكياته وحياته في المجتمع ما يدل على أنه شخص يظهر من سلوكه التقوى وحب الإيمان وروح المحبة وقد صفا قلبه عن سيء الأخلاق من اتهامات وشكوك وغل وحقد وما شابه ذلك .. وبالتالي ما قد يظهر منه بعد ذلك من خصوصية عطاء فهي أمر غير مستغرب عليه حينئذ ..
 
- ولكن لا يأتينا شخص بكرامة ولا نعرف حاله أو نلاحظ في سلوكه انحراف وخلل في المعاملة مع الله سواء في عباداته بترك الصلاة أو الصوم .. أو في معاملاته بأن يكون مسيء مع الناس .. ثم بعد ذلك ننظر لما يقال عما يفعله بأنه كرامة ونجعل منه وليا لله ..!! فكيف يعقل هذا ؟!! وكيف نصدق أن هذه كرامة حينئذ ؟!!
 
- ولا ننكر أنه قد يكون في وقت ما من حياة البعض أنه في حالة غفلة وابتعاد عن الله تماما .. ولكنه قد يتوب وينصلح حاله ويتقي الله فيما بقى من عمره .. ويقبله الله ويجري على يديه كرامة .. ولكن بعد صلاح حاله وثباته على ذلك .
 
- ولو لم يكن مقياس الكرامة هو الإيمان والتقوى والمحبة والتحلي بالصفات الحميدة .. التي ذكرها الله مثل الصدق والعدل وغير ذلك .. لكان كل شخص من العقائد الأخرى من الأولياء هو أيضا لأنه تحدث على يديه كرامات ينفع بها الناس وخوارق عادات ..، بل ولكان أهل الغرب من أصحاب الكرامات العظمى بسبب ما هم فيه من كرامة العلم الذي بلغوا فيه ما يلغوا ..!!
 
- ولكن كرامة الأولياء في أصلها تتعلق بقلوبهم من حيث أن الله أكرمهم بتزكية أنفسهم وطهارة قلوبهم .. فهذه هي الكرامة الخاصة بهم .. فصلاحهم هو كراماتهم ..
 
#- ثانيا: وقد تسأل أخي الحبيب فتقول: وما هو مقياس الحكم عن الذين توفاهم الله وقيل عنهم أنهم أولياء الله ؟
 
- قلت لك: أحسن الظن بهم .. ولا تملك سوى ذلك .. لأن لهم شواهد أعمال تدل على ذلك .. ولا يمكنك أن تتهمهم بشيء لأنك تكون حكمت عليهم بما لا علم لك فيه فضلا عن كونك تكون قد أسات الظن عمدا .. لأنك تجاهلت ما قيل عنهم مما يشهد لهم من صلاح الحال ..
 
- وإذا غلبك الشك .. فلا تصدق ولا تكذب .. وقل: أمرهم إلى الله وصلاحهم لأنفسهم وإن كانوا أولياء لله فنحبهم في الله .. وأمرهم إلى الله .
 
#- ثالثا: انتبه أخي الحبيب من هؤلاء:
 - قد يصادفك في حياتك .. من لا يصلى ويقول لك: أصلي بروحي في مكة ولكنك لا تراني ..، أو من يقول لك: رأيت الله في المنام وأخبرني أنه يحبني وقد رفع عني فرض الصلاة .. أو ما شابه ذلك ..
 
- وهذا شخص منفوخ في صدره من الشيطان .. حتى جعله يصدق الباطل على أنه كرامة .. وما تجرأ الشيطان على ذلك إلا حينما أدرك أنه شخص جاهل في دينه ويطمع في ثوب الولاية المزيف الذي أراد أن يرتديه للشهرة بين الناس ..!! (وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ) النمل 24 .
 
- ولو كان في هؤلاء خيرا أو بقية من عقل لقالوا: لو كان أحد أحق برفع فرض الصلاة عنه لكان النبي صلى الله عليه وسلم ..، ولو كان أحد تطوف روحه للصلاة في الأماكن المقدسة ولا يصلي بجسمه .. لكان فعل هذا النبي صلى الله عليه وسلم أثناء وجوده في المدينة وفي سفرياته وغزواته فكان امتنع عن الصلاة بالصحابة ولقال إني أصلي بروحي في مكة ولكنكم لا ترون ..!! ولكن هذا لم يحدث ..!!
 
#- بل نخشى على هؤلاء المنفوخ في صدورهم بثوب الولاية المزيف فامتنعوا عن أداء حقوق الله وفروضه .. أن يدخلوا تحت قوله تعالى: (فَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ) الأعراف 30..
 
**********************
..:: س9: هل الأولياء يعلمون أنهم أولياء وكيف نفهم من يحكم لنفسه بالولاية ؟ ::..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- يظن بعض الناس أن الأولياء يعلمون أنهم أولياء لله وخاصته المقربين .. وهذا خطأ .. ولا يصح أن يظن إنسان هذا في نفسه .. ليه ؟
 
1- لأنه كيف يصف مؤمن نفسه بهذا ويزكي نفسه على الله وقد نهانا عن ذلك ..؟!!
- حيث يقول تعالى: (هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى) النجم32.
 
#- المعنى من التفسير الميسر:
- هو أعلم بأحوالكم حين خلق أباكم آدم من تراب، وحين أنتم أجنَّة في بطون أمهاتكم، فلا تزكُّوا أنفسكم فتمدحوها وتَصِفُوها بالتقوى، هو أعلم بمن اتقى عقابه فاجتنب معاصيه من عباده. (انتهى النقل من التفسير).
 
2- الاعتقاد في النفس بالولاية فيه اتباع لمنهجية النفوس التي تمدح نفسها وتزكي نفسها لأنها ترى ذلك دون أن يظهر حكم الله فيهم بهذه التزكية .. وهذا فساد وخلل في نفوسهم ولا يمكن أن يكون دليل على ولايتهم ..!! وفي ذلك يقول تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا . انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا) النساء50-49.
 
#- والمعنى من "أيسر التفاسير" :
- (يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ): يمدحونها بالبراءة من الذنوب.
- (الفَتِيلُ): الخيط الرفيع في شق نواة التمرة.
- نزلت هذه الآية في اليهود والنصارى حين قالوا: (نَحْنُ أَبْنَاءُ اللهِ وَأحِبَّاؤُهُ) وحين قالوا: (لَنْ يَدْخُلَ الجَنَّةَ إلاَّ مَنْ كَانَ هُوداً أوْ نَصَارَى).
- (وقيل إنها نزلت في ذم مدح النفس، وتزكية الإنسان نفسه بصورة عامة).
- فقال تعالى: ألا تعجب يا محمد من هؤلاء الكافرين الذين نبين لهم سوء عملهم فيرونه حسنا، ويثنون على انفسهم مزكين إياها، فإن الله تعالى هو المرجع في تقدير أفعال العباد، لأنه العالم بحقائق الأمور وغوامضها، وهو يعلم ما يكتمه الناس ومل يعلنونه، وهو لا يترك لأحد شيئا من العمل، ولو كان مقدار الفتيل في شق نواة التمرة إلا ويحتسبه له.
- انظر يا محمد كيف يفتري هؤلاء الكذب على الله في تزكية أنفسهم وادعائهم أنهم أبناء الله وأحباؤه، وأنهم لن تمسهم النار إلا أياما معدودات، وكفى بهذا الذي يقولونه ويفعلونه كذبا ظاهرا.
أيسر التفاسير لأسعد حومد ج1 ص542-534
 
3- ولأن من صفات الأولياء هو اتهام النفس بالتقصير .. فكما قلنا سابقا أن من صفات الأولياء هي صفة التقوى .. والتي يلازمها الخوف من الله حتى لا يعصوه والوجل من أن لا تقبل أعمالهم ..
- ولذلك يقول تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ) المؤمنون60-61.
 
#- المعنى من التفسير الميسر:
- والذين يجتهدون في أعمال الخير والبر، وقلوبهم خائفة ألا تُقبل أعمالهم، وألا تنجيهم من عذاب ربهم إذا رجعوا إليه للحساب.
- أولئك المجتهدون في الطاعة، دأبهم المسارعة إلى كل عمل صالح، وهم إلى الخيرات سابقون. (انتهى النقل من التفسير).
 
- وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: (سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} [المؤمنون:60]: أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون ؟! قال: لا يا ابنة الصديق .. ولكنهم الذين يصومون ويصلّون ويتصدقون، وهم يخافون أن لا يقبل منهم، أولئك الذين يسارعون في الخيرات) رواه وأحمد والحاكم وقال صحيح الإسناد .. وذكره الألباني في الصحيحة بأنه حسنه لشواهده .. وضعفه محققو المسند .. (قلت خالد): هو فعلا حديث ضعيف ولكن قد يرتقي ليكون حسن لغيره بشاهد له كما قال الشيخ الألباني .. والله أعلم.
 
4- ولا يخفى أن تزكية النفس هي صفة إبليسية المنشأ واول من استخدمها هو إبليس .. حينما أراد أن يزكي نفسه بالخيرية على آدم فقال لله: (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) الأعراف12.
 
5- من صفات الصديقين أن يتهموا أنفسهم وينظروا إليها بعين النقص وليس بعين الكمال .. فها أبو بكر الصديق قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (عَلِّمْنِي دُعَاءً، أدْعُو به في صَلَاتِي؟ قَالَ: " قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّيِ ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمَاً كَثِيراً، ولَا يَغْفِرُ الذُّنوبَ إلَّا أنْتَ، فاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةَ مِنْ عِنْدِكَ، وارْحَمْنِي إنكَ أنتَ الْغَفُورُ الرَّحيمُ) صحيح البخاري ..
 
- فإذا كان أبو بكر الصديق علمه النبي صلى الله عليه وسلم ان يتهم نفسه بالظلم الكثير .. فمن هذا الذي يأتي ويزكي نفسه على الله وعلى المؤمنين ويحكم لنفسه من علم الغيب بأنه من الأولياء ؟!!
 

#- وخلاصة القول أخي الحبيب:

1- من زعم أنه وليا لله .. أو الذي لا مثيل له في الولاية على أنه ولي الأولياء .. فهذا دليل على الشهرة .. والشهرة ومدح النفس ليست من صفات الأولياء ..!! ولنا أن نسأله:

- كيف يزكي نفسه وقد نهاه الله عنه ذلك ؟

- ولماذا أعتقد في نفسه الخيرية على غيره ؟!!

- ومن قال له أن الله قد قبل عمله ورفعه به لدرجة الولاية ؟!!

- بل ولماذا لم يتواضع لله ويتهم نفسه بالتقصير بدلا من أن يرى في نفسه كمال الحال مع الله ؟!!

2- ثم من أين أتى بهذه المعلومة الغيبية ؟
- وهنا إجابتان:

- الأولى: فإن قال أنه قد علم بذلك من الكشف الروحاني .. فهذا دليل باطل وفاسد .. لأن الكشف الروحاني ليس بحجة لأنه ليس بوحي معصوم .. فضلا عن أن المجال الروحاني كله مجال للتلاعب الشيطاني إلا من رحم ربي .
 
- الثانية: وإن قال أنه علم بذلك من الرؤيا الصالحة .. فهذا دليل على بشارته بالخير .. ولا مانع من التحدث بالبشرى فرحا بنعمة الله عليك .. ولكن من يضمن لك أنه لن ينقلب حالك بعد ذلك .. ؟!!

- وهذا على افتراض أنها رؤيا صالحة وليس تلاعب من الشيطان وتزيين منه إليك لتعتقد في نفسك هذا الإعتقاد وتنشره بين الناس ليعتقدوا فيك أنك وليا لله ..!! وأيضا على افتراض أنك لم تكذب وتزعم أنك رأيت شيئا في حين انك لم ترى شيئا ..!! 

- والله أعلم .

*********************
 
 ..:: س10: هل يصح الحكم على أحد بأنه من الأولياء ؟ ::..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- لم أجد دليل على أنه يمكن معرفة الولي لله بأنه وليا لله .. إلا من خلال الوحي مثل معرفة مقام أويس القرني رضي الله عنه .. أو البراء بن مالك وهو أخو أنس بن مالك .. أو عمر بن الخطاب .. ونجد أن الذي أخبر عن حال أويس القرني والبراء بن مالك بأن دعوتهما مستجابة .. وأن عمر بن الخطاب من الملهمون بالحق .. هو النبي صلى الله عليه وسلم ..
 
- ولذلك الله يقول: (هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى) النجم32.
 
2- ولكن لا مانع .. من أن تحسن الظن بأحد وتظن فيه أنه قد يكون من الأولياء لشواهد تشهد وتدل على ذلك .. ولكن دون أن تجزم بذلك .. ليه ؟
أ- لأن تحقيق الإيمان والتقوى هي أمور قلبية خفية .. فكيف ستتحقق منها لتجزم أنه وليا لله ؟!!
ب- معرفة أن فلان وليا لله هذه مسألة غيبية تتوقف على معرفة أن الله أحب فلان وجعله من خاصة أولياءه ؟!!
 
#- ولكن قد يحدث لك الآتي:
- قد يلهمك الله في خاطرك بيقين يؤكد لك بأن فلان على درجة ولاية ..
- أو قد ترى رؤية يقينية ترشدك إلى أن فلان من الأولياء ..
- أو قد تظن من خلال متابعتك لسلوكيات هذا الشخص بأنه من الأولياء.
 
- والله أعلم.
 
**********************
..:: س11: لماذا الأولياء لا يقدمون شيئا للأمة وهم أصحاب الولاية الكبرى ؟ ::..

(الإذن الإلهي – والتصريف بالكرامة)
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- أحيانا ممكن أن يخطر ببالك فتقول: لماذا هؤلاء الأولياء لم نجد أحدا منهم قد قدم شيئا للأمة الإسلامية لتكون سببا في ارتقائها ولو خطوة للأمام في العلم .. ؟!!
 
- وللجواب على ذلك:
- أنت فهمت كرامة الأولياء غلط .. وكذلك أنت فهمت أنهم يتصرفون من أنفسهم وهذا غلط آخر .. وكذلك أنت فهمت مهمتهم غلط .. ليه ؟
 
1- كرامة الأولياء .. في أصلها تتعلق بقلوبهم من حيث أن الله أكرمهم بتزكية أنفسهم وطهارة قلوبهم .. فهذه هي الكرامة الخاصة بهم .. فصلاحهم هو كراماتهم ..
 
2- ولكن قد يظهر من وراء ذلك كرامة أخرى في عالم الظاهر لمنفعة البعض .. أي قد يتصرفون بمواهب وقدرات خاصة في عالم الظاهر .. وهذا لا يكون بمزاجه ولا برغبته .. لأن أفعاله محكومة بالله .. لأنه يتصرف بالله وليس من نفسه .. فإذا وجد من الحق إذنا في نفسه أن يتصرف بما أعطاه الله فسيتصرف بهذه الموهبة .. وإن لم يجد إذنا من الحق في التصرف فكأن شيئا لم يكن .. وإلا إذا كان يتصرف من نفسه فما فائدة قوله تعالى في الحديث القدسي: (فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها) صحيح البخاري .. ؟!!
 
- إذن تصرفات الأولياء الأتقياء محكومة بالله وليس بأنفسهم وبما يرغبون .. وإنما بما يشعرون أن الله يأذن به لهم فهم يتصرفون حينئذ في حدود هذا الإذن الذي شعر به في قلبه .
 
- حتى في دعائهم لأنفسهم أو لغيرهم .. فهم يشعرون بإجابة الدعاء حينما يجدون الإذن في أنفسهم بعزيمة الدعاء فيدركون أن هذا وقت إجابة للدعاء فيدعون .. لأن ينطقون بالله وليس بأنفسهم .. وفي غير هذه العزيمة فهم يدعون تعبدا واتباعا .. ولكن أحببت أن أوضح لك الفرق بين التعبد بالدعاء وعزيمة الدعاء ..
- فانتبه لما ذكرته لك ..
 
3- وإذا انتبهت لمهمة الأولياء ستجدها قائمة على طاعة الله ورسوله .. وبالتالي فهم مرشدون إلى الله ورسوله بقدر ما أعطى لكل وليا من فضل علمه .. وحسب المكان الموجود فيه.
- فحالهم مرتبط بالله وليس بعمل اختراعات غير مسبوقة ..!!
- علما بان هذا لا يمنع أن يكون المؤمن وليا لله وله كرامة علمية يكرمه الله بها في تخصصه الذي هو يعمل فيه سواء كان مجال الهندسة أو الطب أو غير ذلك ..
- والله أعلم .
 
**********************
 
..:: س12: هل كل كرامة عن كافر أو عاصي تكون من الشيطان أو الجن ؟ ::..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- من غريب ما يمكن أن تقرأه للبعض .. هو تصوره بأن أي كرامة تظهر على يد مسلم عاصي أو كافر .. فهي نتيجة اتصاله بالجن والشيطان .. !! ولكن هذا غير صحيح .. ليه ؟
 
- لأن هناك كرامات هي محض فضل من الله قد اختص بها بعض خلقه .. وهي من مدد الله .. مثل كرامة العلم وكرامة الحكمة .. وهذه كرامات لا علاقة للجن والشيطان بها .. خاصة وأن العلم في زمننا يأتي بخوارق العادات .. ومن السخيف أن نعتقد بأن هذا من الجن والشيطان ..!!
- والعلم والحكمة في مجملهما نوعا من الرزق الرباني المباح للجميع وأيضا نوعا من الكرامة الخاصة لبعض الخلق.
 
- ولكن قد نجد مع بعض من لا حال له مع الله ويظهر على يديه أمور في ظاهرها لا تفسير لها .. ويغلب هنا على الظن أنها من فعل الشياطين ..
 
- لكن ما أريدك أن تدركه .. هو أن لا تجعل كل شيء خارق للعادة هو من الجن والشياطين وتنساق وراء من أخطأ في ذلك وجعل كل شيء غريب وخارق للعادة من غير من يظنهم أولياء بأنها من فعل الجن والشياطين ..!!

- والله أعلم .
 *****************

يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 9 تعليقات:

  1. موضوع شيق جدا وجميل جدا

    ردحذف
  2. { یَـٰعِبَادِیَ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِنَّ أَرۡضِی وَ ٰ⁠سِعَةࣱ فَإِیَّـٰیَ فَٱعۡبُدُونِ }[سُورَةُ العَنكَبُوتِ: ٥٦]

    { ۞ قُلۡ یَـٰعِبَادِیَ ٱلَّذِینَ أَسۡرَفُوا۟ عَلَىٰۤ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُوا۟ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ یَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِیعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِیمُ }[سُورَةُ الزُّمَرِ: ٥٣]

    " يا عبادي " .. لو لمست حروفها قلبك .. لذقت لذة تغنيك عن كل حبيب .. ولعلمت انه نداء محب مشفق عليك .. اختصك برحمته وعطفه وحنانه .. !! ..

    " يا عبادي " ولو لاحظت كتابتها في المصحف بين يديك .. فإن ياء النداء ملصقة بعبادي .. وكأن مراده من النداء تقريبك اليه .. إلصاقك به .. فأنت محبوبه من قبل ان تحبه !!

    رب اشرح صدورنا ..
    ولنداءك اجذب قلوبنا ..
    وأحيها بنور محبتك ..

    جددت فينا الايمان استاذنا ..
    كلماتك نور يشرق في القلب ..
    يلين له من جفا وقسا ..
    ربي يجعل حروفك مددا لك موصولا الى يوم ان نلقاه .. فيظلنا تحت ظله .. اخوة متحابين بنور الله .. آمين آمين آمين

    ردحذف
    الردود
    1. يا احباب اقرؤوا بحب
      اقبلوا بقلوبكم ..

      عيون الراس لا ترى الا الرسم !!
      وعيون القلب تقرأ بفهم ..

      فرغوا العقل .. ولا تشغلوه
      آن اوان الحب ان تشعلوه

      العمر يمضي ومابقي الا القليل
      فمتى يعمر الفؤاد بحب الجليل

      يقول { یَـٰعِبَادِیَ } ..
      فاين انت يا فؤادي .. من ذا الودادي !!؟

      يقول { یَـٰعِبَادِیَ } ..
      وكل قوم يهيم في وادي !!

      يقول { یَـٰعِبَادِیَ } ..
      فهل من ملبي ..
      لبيك لبيك ربي خذ بتلك الأيادي 😭😭

      حذف
  3. ماشاء الله تبارك الرحمان
    لا يسعني إلا أن أقول سبحان من ألهمك بما جال في خاطرك و خطته يداك
    هذه رسالة بذات مملوؤة بالحب و الأمل تأخذ بيد غريق لتدله على طريق
    ما أرحم ربي وما أحلمه بنا
    نعم الرب ربي نعم الرب ربي نعم الرب ربي

    ردحذف
  4. الآية التي تطرق إليها الأستاذ الخاصة بالثلاثة الذين خلفوا من أجمل الآيات التي تبعث الأمل في القلوب
    تمر على العبد حالات تضيق به الأرض بما رحبت بل وتضيق به نفسه أيضا بسبب ذنوب و المعاصي بسبب الإبتلاءات وماهذا الضيق إلا إستدعاء ونداء من الله عز والجل للعبد لأن يعود إليه ويرتمي في حضنه يأتي هذا الشعور لنعرف أنه ليس لنا إلا الله وأنه لا ملجأ لنا إلا الله ولا حضن لنا إلا حضن الله ولا سند ولا ركن ولا حبيب ولا صاحب ولا رفيق إلا الله يأتي هذا شعور ليقول لنا نحن ملك لله ولا حول ولا قوة لنا إلا بالله يأتي هذا شعور ليقول لك انطرح بين يدي الله ذلا و إعترافا بنقص وتقصير و ضعف وذل حتى يأخذ الله بيدك ويدخلك في حضرة رحمته ويغسلك من دنس ذنوبك ويلبسك من حلل عطفه ولطفه و عفوه ويعرفك أن كل حبيب زائل وكل رفيق راحل وأنه وحده الحب الباقي حتى لو إبتعدت عنه بابه مفتوح لا يغلق
    سبحان ربي ما أرحمه بعبده من لم يذهب إليه طواعية يأتي به جبرا وقهرا بطريقة والكيفية التي يريد
    اللهم ٱجعلنا ممن يأتي طواعية فلا طاقة لنا على الإبتلاءات وعلى على الهجر والبعد

    ردحذف
  5. جزاكم الله خيرا

    ردحذف
  6. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه

    بارك الله فيكم

    ردحذف
  7. مخموم القلب دي صعبه قوي عايزه رضا وصبر وإخلاص ومراقبة النفس

    ردحذف
  8. جزاك الله عنا كل خير أستاذنا الفاضل وزادك الله من فضله وعلمه وكرمه
    ..............................................
    اللهم صل على سيدنا محمدٍ النبي الأمي نور الأنوار وسر الأسرار ومفتاح باب اليسار وعلى آله وسلم

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف