الروحانيات فى الإسلام: ج2: رسالة حقيقة الأولياء وأخبار القطب والأوتاد والنقباء والأبدال والنجباء - من هم الأولياء كما وصفهم القرآن والحديث النبوي - كيف تشرق فيك روح الإيمان وتتذوق حلاوته لترتقي إلى أحوال المحبين - روح الإيمان – روح المحبة – روح الغفران - ومن هو الولي الكامل - ما هي الكرامة الحقيقية التي في الأولياء والتي يرجوها كل مؤمن يحب الله ورسوله - ومن هو صاحب الكرامة - كيف تكون قلوب الأولياء في إيمانهم وتقواهم .

بحث في المدونة من خلال جوجل

الاثنين، 18 يوليو 2022

Textual description of firstImageUrl

ج2: رسالة حقيقة الأولياء وأخبار القطب والأوتاد والنقباء والأبدال والنجباء - من هم الأولياء كما وصفهم القرآن والحديث النبوي - كيف تشرق فيك روح الإيمان وتتذوق حلاوته لترتقي إلى أحوال المحبين - روح الإيمان – روح المحبة – روح الغفران - ومن هو الولي الكامل - ما هي الكرامة الحقيقية التي في الأولياء والتي يرجوها كل مؤمن يحب الله ورسوله - ومن هو صاحب الكرامة - كيف تكون قلوب الأولياء في إيمانهم وتقواهم .

  بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

حقيقة الأولياء

وتحقيق أخبار القطب والأوتاد والنقباء والأبدال والنجباء

 (الجزء الثاني)

#- فهرس:

:: الفصل الثاني :: عن التعريف بالأولياء في القرآن والسنة  ::

1- س3: من هم الأولياء كما وصفهم القرآن والحديث النبوي ؟

2- س4: كيف تشرق فيك روح الإيمان وتتذوق حلاوته لترتقي إلى أحوال المحبين ؟

- روح الإيمان – روح المحبة – روح الغفران

ومن هو الولي الكامل ؟ 

3- س5: ما هي الكرامة الحقيقية التي في الأولياء والتي يرجوها كل مؤمن يحب الله ورسوله ؟
- ومن هو صاحب الكرامة ؟
4- س6: كيف تكون قلوب الأولياء في إيمانهم وتقواهم ؟

********************* 

..:: س3: من هم الأولياء كما وصفهم القرآن والحديث النبوي ؟ ::..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- المؤمن الولي لله .. يقصد به المؤمن القريب من الله بصدق التوجه إليه حتى تمكن روح الإيمان والتقوى بقلبه فأحبه الله وتجلى عليه من فضله حتى بات باطنه مشغولا بالحق وظاهره لا يسعى إلا للحق .. وله دعوة مستجابة في نفسه وغيره .. وله مدد خاص من الله بإغاثته في نفسه وفي غيره.
 
- وبمعنى آخر .. هو الذي جاهد نفسه في الله حتى توالت طاعته لله دون ملل وبمنتهى الرضا .. ملتزما بأدب العبودية التي هي خضوع القلب لما طلبه منه مولاه ويكون مخلصا فيه، مع الرضا بما قسمه الله له، واليقين بأن الله عدل في قضاءه .. غير غافلا عن مجاهدة نفسه وشيطانه بالله .. متقربا إلى الله بكل نافلة يمكنه فعلها في العبادات والمعاملات إعلانا منه عن حب ما يحبه الله.
 
- حتى تولاه الله بعناية خاصة متجليا عليه بتوفيقه إلى ما يحب ويرضى .. فرزقه سلامة القلب وطهارة الباطن حتى جعله ظاهرا في معاملاته بالحق .. ويثبته على ذلك .
 
2- والولاية .. درجات ومقامات لا يعلمها إلا الله .. وبقدر ارتقاءك يكن مقامك .. الولاية لمن آمن واتقى .. فكلما ارتقيت في إيمانك التعبدي والعملي واتقيت الله في قولك وفعلك .. كلما ارتقيت في درجات الولاية ..
 
 - فالولاية .. وصف لمن توالت وتتابعت طاعته لله بإخلاص وصدق توجه .. وبقدر الطاعة في العبادات والمعاملات مع سلامة القلب تكن درجة الولاية .. والتي لا يعلمها إلا الله وحده.
 
3- والولاية لا تكون بالنسب ولا بالوراثة .. وإنما تكون لمن صدق في إيمانه واتقى الله حتى ختام حياته .. والمؤمنون في ذلك درجات حيث كل إنسان بقدر عمله بإيمانه وتقواه مع الله يكن حاله مع الله ومقامه عند الله .
 
#- وحتى نعلم متى تظهر الولاية على المؤمن .. فلابد أن نعرف حاله مع الله .. وهذا يجعلنا نبحث عن حال الأولياء كيف يكون في القرآن وكلام النبي صلى الله عليه وسلم ..
 
#- أولا: معرفة حال الأولياء مع الله من خلال القرآن .
- يقول تعالى: (ألا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) يونس62-63.
 
#- والمعنى من تفسير المنتخب:
-  تنبهوا - أيها الناس - واعلموا أن الموالين لله بالإيمان والطاعة يحبهم ويحبونه، لا خوف عليهم من الخزي في الدنيا، ولا من العذاب في الآخرة، وهم لا يحزنون على ما فاتهم من عرض الدنيا؛ لأن لهم عند الله ما هو أعظم من ذلك وأكثر.
- وهم الذين صدَّقوا بكل ما جاء من عند الله، وأذعنوا للحق، واجتنبوا المعاصي، وخافوا الله في كل أعمالهم. (انتهى النقل من التفسير).
 
#- والمعنى من التفسير الوسيط للشيخ طنطاوي رحمه الله:
- ألا إن أولياء الله الذين صدق إيمانهم، وحسن عملهم، لا خوف عليهم من أهوال الموقف وعذاب الآخرة، ولا هم يحزنون على ما تركوا وراءهم من الدنيا، لأن مقصدهم الأسمى رضا الله- سبحانه-، فمتى فعلوا ما يؤدى إلى ذلك هان كل ما سواه.
 
- وقوله: (الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ) استئناف مسوق لتوضيح حقيقتهم فكأن سائلا قال: ومن هم أولياء الله؟ فكان الجواب هم الذين توفر فيهم الإيمان الصادق، والبعد التام عن كل ما نهى الله- تعالى- عنه.
- وعبر عن إيمانهم بالفعل الماضي .. للإشارة إلى أنه إيمان ثابت راسخ .. لا تزلزله الشكوك، ولا تؤثر فيه الشبهات.
- وعبر عن تقواهم بالفعل الدال على الحال والاستقبال .. للإيذان بأن اتقاءهم وابتعادهم عن كل ما يغضب الله من الأقوال والأفعال، يتجدد ويستمر دون أن يصرفهم عن تقواهم وخوفهم منه- سبحانه- ترغيب أو ترهيب .
 
- وقوله- سبحانه- (لهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ)
زيادة تكريم وتشريف لهم.
- والبشرى والبشارة: الخبر السار، فهو أخص من الخبر، وسمى بذلك لأن أثره يظهر على البشرة وهي ظاهر جلد الإنسان، فيجعله متهلل الوجه، منبسط الأسارير، مبتهج النفس.
- أي: لهم ما يسرهم ويسعدهم في الدنيا من حياة آمنة طيبة، ولهم- أيضا- في الآخرة ما يسرهم من فوز برضوان الله، ومن دخول جنته.
(التفسير الوسيط ج7 ص95-96)
 
#- جاء في الأحاديث النبوية ما يشير إلى تعريف البشرى للمؤمن في الدنيا:
- عن حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْيَزَنِيُّ: (أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ عَنْ قَوْلِ اللهِ: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [يونس: 64] فَقَالَ: عُبَادَةُ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ أَمْرٍ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِي، تِلْكَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُؤْمِنُ أَوْ تُرَى لَهُ) وقال محققو المسند: صحيح لغيره .
 
#- ثانيا: معرفة حال الأولياء مع الله من خلال الحديث النبوي .
- الحديث الأول:
- يقول صلى الله عليه وسلم: (إنَّ مِن عبادِ اللهِ لَأُناسًا ما هم بأنبياءَ ولا شُهداءَ، يغبِطُهم الأنبياءُ والشُّهداءُ يومَ القيامةِ بمكانِهم مِن اللهِ تعالى، قالوا: يا رسولَ اللهِ، تُخبِرُنا مَن هم؟ قال: هم قومٌ تحابُّوا برُوحِ اللهِ على غيرِ أرحامٍ بَيْنَهم، ولا أموالٍ يتعاطَوْنَها، فواللهِ إنَّ وجوهَهم لَنُورٌ، وإنَّهم على نُورٍ، لا يخافونَ إذا خاف النَّاسُ، ولا يحزَنونَ إذا حزِن النَّاسُ، وقرَأ هذه الآيةَ: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس: 62]) صحيح أبي داود.

- وفي رواية بلفظ: (قيل: مَن هم لعلَّنا نُحِبُّهم ؟ قال: هم قومٌ تحابُّوا بنورِ اللهِ مِن غيرِ أرحامٍ ولا انتسابٍ، وجوهُهم نورٌ، على منابرَ مِن نورٍ ) رواه بن حبان في صحيحه .. وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح.

1- تأمل قول الصحابة (لعلنا نحبهم) .. أي أن الأولياء إليهم تنجذب القلوب المؤمنة الصادقة بالمحبة .. أما الذين في قلوبهم جفاء وكأن عليها جبل جليد .. لا تتحرك قلوبهم بمحبة الأولياء .. لوجود حجاب في باطنهم يمنعهم من ذلك .. وهو حجاب البغض والكراهية حتى غلبوا على باطنه ..!!

2- وتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم (تحابوا بنور الله) .. ولفظ (تحابوا) يدل على التفاعل بهذا الحب .. أي أن هؤلاء الأولياء من أخص أعمالهم أنهم يتفاعلون بالحب الذي في قلوبهم مع الآخرين بدون مقابل ولا يريدون منهم مصلحة بل يريدون لهم الخير عن حب فيهم يحركهم .. فكانوا مخلصين في حبهم له .. لأن ما يحركهم هو روح الحب ونوره الذي سكن في قلوبهم .. فمثل هؤلاء لطهارة باطنهم وصفائها يأتون يوم القيامة ويظهر هذا الصفاء الباطني بالحب على وجوههم بالنور ويكسوهم نور لأن النور تمكن منهم كما في الرواية (وإنَّهم على نُورٍ) .. ويجلسون على منابر من نور تنساب حالة النورانية التي فيهم ..
- والله أعلم .

- الحديث الثاني الذي تكلم عن أحوال الأولياء:
- النبي صلى الله عليه وسلم يصف كيف يكون حال الولي لله فيقول صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ) صحيح البخاري.
 
#- أولا: من معاني الحديث:
- قوله (آذنته): أي أعلنت عليه الحرب والهلاك .. والمقصد به هنا التهديد الشديد ..
 
- قوله (وليا): هو الذي توالت طاعته لله حبا لله ..
 
- قوله (النوافل): أي كل ما فيه زيادة عن المطلوب منك شرعا .. في العبادات والمعاملات .. أي كل طاعة يفعلها المؤمن زيادة عن الفرض الواجب عليه ..
 
- قوله (حتى أحبه): دلالة على استمرارية فعل المؤمن في العبودية مع الله بلا انقطاع وبمزيد إحسان منه على ما هو مفروض عليه وبحب منه في فعل ذلك لله .. حتى يتجلى الله عليه بنعمة المحبة الإلهية التي يجعله بها من خاصته واهل عنايته.
 
- قوله (سمعه - بصره - يده - رجله): أي كنت مؤيدا له بالحق في كل حركاته وسكناته .. وكأن الله يقول: كنت موفقه إلى ما أحبه لأنني أحببته فكان بي وليس بنفسه .. ومن كان بي فهو ممدود مني بالحق ويسعى بالحق على الأرض بين الناس .. والله أعلم .
 
- قوله (استعاذني): أي لجأ إلي لأحميه مما يخاف منه .. فسوف أحميه بقدرتي واجعله في عنايتي.
 
#- ثانيا: خاطرة قلبية حول قوله في الحديث (حتى أحبه):
- أولا: طالما المحبة من الله على العبد تكسبه كرامات وتجعله من أهل العناية والخصوصية .. فنظرت في القرآن لمن يحبهم الله .. فوجدت صفات معينة مخصوصة لمن يحبهم الله .. فوجدت فيمن أحبهم الله في القرآن:

1- يقول تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) البقرة195.

2- يقول تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) البقرة222..

3- يقول تعالى: (وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) آل عمران146.

4- يقول تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) آل عمران159.

5- يقول تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) المائدة42.. ومعنى المقسط هو العادل في حكمه.

6- يقول تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) التوبة4.

7- يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) التوبة119..، وقال تعالى: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23) لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ) الأحزاب24.

8- يقول تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ) الصف4.

 

- ثانيا: إذن ولي الله طالما هو من أحبه الله .. ويكون قد اجتمعت فيه صفات الإيمان والتقوى والإحسان والصبر والقسط والتوكل والصدق والمجاهدة في سبيله وكثرة التوبة وكثرة التطهر .. وترتفع درجات الأولياء وتكن درجة ولايتهم ومقامهم عند الله بقدر اكتسابهم من هذه الصفات فيهم وتحققهم بها ..
- فهذا هو ما جال بخاطري من قوله (حتى أحبه).. والله أعلم .
 
#- ثالثا: لطائف إشارية في فهم الحديث (نقلا عن رسالتي "الحق والنور الجزء الثاني والأربعون):
1 - معنى الحديث: أن العبد إذا أخلص في العلاقة مع الله حتى غلبته المحبة فزاد بفعل النوافل على المفروض عليه حبا لله .. فكان جزاء الإحسان هو الإحسان .. فيتجلى الله عليه بعصمة جوارحه من المعاصي وتصير أفعاله كلها لله عز وجل .. وتتبدل أوصافه من مراد نفسه إلى مراد ربه ..
- فلا يسمع إلا بما أمر الله به في سماعه .. ولا يبصر إلا بما أمر الله به في إبصاره .. ولا يبطش ولا يمشي إلا في طاعة الله عز وجل .. فيكون سعيه في الأرض إلى ما أحب الله وأراده الله منه ..
- وكأنه أصبح مسيرا بإرادة الله إلى ما يحب الله .. تكريما له على دوام إحسانه إلى مولاه في السر والعلن.
 
2 - خاطرة قلبيه في قوله (فإذا أحببته):
- كأن الله يريد أن يقول لنا: فإذا أحببته لأنه أحبني حتى غلبه حبه لي فلم يعد يفعل إلا ما يرضيني فقط .. فله الإحسان مني بأن أبدل أوصافه وأحواله فيكون كذا وكذا وكذا .. والله أعلم.
 
3 - خاطرة قلبيه في قوله (مَن عادَى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ):
- إذا كان الله يعادي من يعادي أولياؤه .. فمن باب أولى فإن الله يحب من أحب أولياؤه ..
- ومن هذا المفهوم ظهرت محبة الأولياء والصالحين ليس لذاتهم .. لا .. ولكن لأن المحبين للأولياء وجدوا محبة الله في أولياءه .. ووجدوا أن محبة الله لهم من أسبابها هو حبهم لأولياءه .. فكان حبهم هذا سبب وصال لهم مع الله لأن الله يحبهم بسبب هذا الحب .. لأنهم أحبوا من أحبه الله ..
- فما بالك بمن يغلب على قلبه حب رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ؟!!
 
4- فافهم وأبصر وتذوق قبل أن تتهم أحوال المحبين بأنهم يعبدون مشايخ أو يقدسونهم .. فتكون اتهمتهم بالباطل .. فاعرف من أين أتوا بحبهم للأولياء .. ولماذا يحبونهم .. لأن الحب من الله .. ولا غلو في الحب طالما في الله .. فافهم .. !! (انتهى النقل من رسالة الحق والنور).
 
#- رابعا: لطائف إشارية في فهم الحديث (نقلا من رسالتي - التعريف بطريق الإيمان ص444):
1- والحديث السابق يوضح .. أن العمل الصادق مع الله .. بمزيد إحسان منك (النوافل) .. يترتب عليه مزيد رابطة من الله إليك بالمحبة الكاملة لأن الإحسان جزاءه الإحسان .. حتى يجعل ظاهرك وباطنك في حالة تسليم كامل لله .. فلا تنحرف عن مراد الله منك .. وتبقى مع الله في كل حركاتك وسكناتك .. فلا تفعل فعل ولا تنطق بقول إلا بما يحبه الله.
 
- فالذي يسمع بالله ويبصر بالله .. بكل تأكيد لن يكون له كشف باطل سواء في عالم المادة أو عالم الخيال .. مش كده ولا إيه ؟!!
 
2- وهذا العطاء الرباني والكرامة من الله للولي .. إنما هي عن محبة الله له .. لأنه أحب الله وعمل مع الله في عبوديته لله عن حب لله .. لأن الله هو طريقه وقبلته ووجهته ومراده .. فكان هو أيضا محل عناية الله ورعايته وتوفيقه .. ويستخدم هذا المدد فيما أراده الله منه .. ولأنهم رضوا عن الله بطاعته .. فأرضاهم في الدنيا بأن يكونوا أسباب الله في أرضه يجري الكرامة على أيديهم لينفعوا الناس بكرامة الله التي أعطاها لهم أو ليكونوا شهداء على الناس بأن الله يكرم من يحبه .. (انتهى النقل باختصار) .
 
#- وخلاصة القول أخي الحبيب:
- إذا نزلت عليك محبة الله فأنت أصبحت عبدا طاهرا في باطنك (قلبك) .. فتوصف بكونك عبدا ربانيا وليا لله حقا .. مؤيدا من الحق بالحق في باطنك وظاهرك ..
 
- فتكون كل جوارحك تعمل بالحق .. لأنك أصبحت لا تلتفت لغير الحق .. فأكرمك الحق سبحانه بالتوفيق الدائم لفعل ما يحبه الحق سبحانه .. لأن قلبك بات مشغول بالحق ..
- والله أعلم.
 
3- وإذا انتبهت إلى الرابط بين الحديث الأول (الأولياء الذين تحابوا في الله) والحديث الثاني (الأولياء الذين عملوا مع الله بالإحسان) .. فستجد أن المحبة هي طريق الولاية .. والمحبة لا تظهر في النفس إلا لو تذوقت الإيمان وعملت به في ظاهرك وباطنك .. ولكن كيف ذلك ؟
- ستجد معرفة ذلك في السؤال التالي إن شاء الله ..
 
******************
 
..:: س4: كيف تشرق فيك روح الإيمان وتتذوق حلاوته لترتقي إلى أحوال المحبين ؟ ::..
(روح الإيمان – روح المحبة – روح الغفران)

( ومن هو الولي الكامل ؟ )
 
 #- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- مما سبق قد يخطر على بالك كيف تشرق فينا روح الإيمان ونتذوق حلاوته حتى نرتقي إلى مقامات المحبين الذين يحبهم الله ؟!!
- إليك الجواب ..
 
1- يقول تعالى: (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) المجادلة22.
 
#- والمعنى من التفسير الميسر:
- لا تجد -أيها الرسول- قومًا يصدِّقون بالله واليوم الآخر، ويعملون بما شرع الله لهم، يحبون ويوالون مَن عادى الله ورسوله وخالف أمرهما، ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو أقرباءهم، أولئك الموالون في الله والمعادون فيه ثَبَّتَ في قلوبهم الإيمان، وقوَّاهم بنصر منه وتأييد على عدوهم في الدنيا، ويدخلهم في الآخرة جنات تجري من تحت قصورها وأشجارها الأنهار، ماكثين فيها زمانًا ممتدًا لا ينقطع، أحلَّ الله عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم، ورضوا عن ربهم بما أعطاهم من الكرامات ورفيع الدرجات، أولئك حزب الله وأولياؤه، وأولئك هم الفائزون بسعادة الدنيا والآخرة. (انتهى النقل من التفسير).
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- نفهم من الآية .. بأن الحياة قرار عليك أن تتخذه في طريق الإيمان .. فإذا أردت أن يقذف روح الأيمان في قلبك ويثبته الله في قبلك وتجد حلاوته .. فعليك أن تقطع كل الروابط التي تكون سببا في معصيتك لله وبالتالي تحجب نور الإيمان عن قلبك .. وتلتزم بعبوديتك لله كما أمرك واتباع النبي صلى الله عليه وسلم حتى تنال محبة الله لك والتأييد بروح الإيمان ..
 
2- ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ذاقَ طَعْمَ الإيمانِ مَن رَضِيَ باللَّهِ رَبًّا، وبالإسْلامِ دِينًا، وبِمُحَمَّدٍ رَسولًا) صحيح مسلم.
 
3- يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ثَلَاثٌ مَن كُنَّ فيه وجَدَ حَلَاوَةَ الإيمَانِ: أنْ يَكونَ اللَّهُ ورَسولُهُ أحَبَّ إلَيْهِ ممَّا سِوَاهُمَا، وأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لا يُحِبُّهُ إلَّا لِلَّهِ، وأَنْ يَكْرَهَ أنْ يَعُودَ في الكُفْرِ كما يَكْرَهُ أنْ يُقْذَفَ في النَّارِ) صحيح البخاري.
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- نفهم من الأحاديث السابقة .. أنه لو أنت تريد أن يشرق روح الإيمان في قلبك ويظهر أثر ذلك في نفسك فتجد حلاوة الإيمان وتتذوقها فهذا يكون بثلاث أشياء :
أ- أن ترضى عن الله بأنه الإله الحق المولى الحي القيوم .. وأن لا تسخط على ما قدره عليك .. وتعمل بما طلبه منك قدر استطاعتك .. وأن ترضى بالإسلام دينا لك ولا ترضى بغيره دينا لك فلا تعترض على أحكام الشريعة .. وأن ترضى بأن تتبع النبي صلى الله عليه وسلم وأنه المرشد لك دون أن يكون في داخلك استكبار عن اتباعه ..
 
ب- أن تكون محبتك للناس في علاقتك بهم صادقة وليست لمصلحة .. مثل قضاء حاجة أحد أو ستره أو سداد دينه أو تفرج كربه أو تجبر بخاطره أو ما شابه ذلك .. فاجعل ذلك عن محبة وليس لمصلحة تعود عليك بالنفع بعد ذلك .
 
ج- أن لا تحب الكفر ولا ما يؤدي للكفر .. وبالتالي لا تحب المعصية .. حتى وأن فعلتها فلا تحبها .. بل قد تحدث عن غلبة نفسك ولكن لا يكون فيك رغبة محبة في فعلها كأنها حقا لك ان تفعلها ..
 
#- أخي الحبيب هل تريد ان يؤيدك الله بروح الإيمان ؟
- يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إلى صُوَرِكُمْ وأَمْوالِكُمْ، ولَكِنْ يَنْظُرُ إلى قُلُوبِكُمْ وأَعْمالِكُمْ) صحيح مسلم.
- من وسائل تحقيق الإيمان في قلبك .. هو أن تكن رقيبا على قلبك ومعاملاتك .. أي كن يقظ وانتبه لما هو يحبه الله وما لا يحبه الله .. وإياك وطلب الشهرة والرياء أمام الناس بأنك من المنفقين أو من المتعبدين أو من المحسنين بأي صورة من الصور .. لأنك لو خدعت الناس بما تفعل .. فالله مطلع على قلبك .
- فاعبد الله كأنك تراه .. فإن لم تكن تراه فإنه يراك ..
- والله أعلم.
 
#- أخي الحبيب هل تريد أن يؤيدك الله بروح المحبة ؟
- عليك اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وأن تتخذه لك مرشدا إلى طريق الله ..
- لأنه من أسباب إشراق نور الإيمان في قلب المؤمن وتأييده بروح المحبة .. هو باتباع النبي صلى الله عليه وسلم ..
- ثم يكون الإرتقاء للإيمان الكامل من خلال محو نفسك لتكون تصرفاتك وأفعالك وأقوالك تبعا لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم ..
 
1- يقول تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) آل عمران31.
 
#- والمعنى من تفسير المنتخب:
- قل: إن كنتم صادقين في دعواكم أنكم تحبون الله وتريدون أن يحبكم الله فاتبعوني فيما آمركم به وأنهاكم عنه، لأنني مبلغ عن الله، فإن ذلك يحبكم الله به، ويثيبكم الله عليه بالإحسان إليكم والتجاوز عن خطاياكم، والله كثير الغفران والرحمة لعباده. (انتهى النقل من التفسير).
 
- أخي الحبيب:
- روح المحبة تدخل في قلب المؤمن من خلال اتباعك للنبي صلى الله عليه وسلم في ظاهرك وباطنك .. أي تستخدم إرشاداته وتعاليمه وتوجيهاته في مجاهدتك لنفسك لتزكيها وترتقي بها في مراتب العبودية مع الله .
 
- بل أن روح الغفران يتجلى بها عليك ويمدك بها حتى تطوف بك فتحررك من ذل الغفلة القلبية التي تعيش فيها إلى عز اليقظة القلبية التي ترتقي بها .. حتى أنك تجد نفسك وكأنها محاطة بمن يلومها كلما أخطأت لتنتبه .. فهذا اللوم لا يظهر إلا إذا روح الغفران قد تجلى الله بنسماتها عليك حتى اصبحت تستقبل التنبيه والملامة على الأخطاء ... وهذا يجعلك تفهم أن هناك تزكية تحدث لك في نفسك ..  
 
2- يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ) صحيح البخاري.
 
- أي لا يكتمل إيمان أحدكم إلا بأن يغلب حب النبي صلى الله عليه وسلم عليه .. فيتبعه في كل ما يقول ويفعل وكأنه أراد أن يمحو نفسه لتكون كما أراد النبي صلى الله عليه وسلم.
- وهذا ما يسمى بالولي الكامل ..
- فالولي الكامل: هو الذي أصبح النبي صلى الله عليه وسلم (أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ) واتبعه في تصرفاته وأقواله وأفعاله وهو محبا له وخاضعا له وراضيا به مرشدا له إلى صراط الله المستقيم .. 
 
- والله أعلم
********************

 ..:: س5: ما هي الكرامة الحقيقية التي في الأولياء والتي يرجوها كل مؤمن يحب الله ورسوله ؟ ::..
 
من هو صاحب الكرامة ؟)

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- الكثيرين يسعون وراء كرامات تكسبهم شهرة بين الناس .. حتى يحمدوهم الناس عليها ويعتقدوا فيهم أنهم أهل كرامة ..
 
- ولكن الكرامة الحقيقية التي يسعى إليها كل مؤمن محب لله ورسوله .. هو أن يتقي الله بدوام الإستقامة على طاعة الله ورسوله ليكون في معية الله مع أهل الكرامة المكرمين من الله ..
 
- ما هي الكرامة الحقيقة لكل مؤمن كما نجدها في القرآن ؟
1- يقول تعالى: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات13.
 
#- والمعنى من تفسير المنتخب:
إن أرفعكم منزلة عند الله في الدنيا والآخرة أتقاكم له .. إن الله محيط علمه بكل شيء، خبير لا تخفى عليه دقائق كل شأن. (انتهى النقل من التفسير).
 
- إذن صاحب الكرامة عند الله في الدنيا والآخرة هو من اتقى الله في الدنيا بطاعة الله ورسوله وداوم على ذلك حتى أصبحت التقوى صفة لازمة فيه ..
 
- ولذلك صفة التقوى هي حال الأولياء كما أخبرنا الله حين قال عن الأولياء (الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) يونس63.
 
- وهذا شيء طبيعي ومنطقي أن يكون ولي الله من المتقين وأن يكون مكرما عند الله بهذه الصفة التي إلتزم وعمل بها وهي صفة التقوى ..
 
- فالكرامة هي استقامة .. والإستقامة هي دوام الحال مع الله كما يحب الله .. وذلك بطاعة الله ورسوله وتعمل بذلك في ظاهرك بحسن الخلق وحسن المعاملة  وفي باطنك بسلامة القلب والنية.
 
2- يقول تعالى: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا) النساء69-70.
 
#- المعنى من تفسير المنتخب:
- ومن يطع الله والرسول بالتسليم لأمرهما والرضا بحكمهما، فهو مع الذين أنعم الله عليهم بالهداية والتوفيق في الدنيا والآخرة من أنبيائه وأتباعهم الذين صدقوهم واتبعوا مناهجهم والشهداء في سبيل الله، والصالحين الذين صلحت سريرتهم وعلانيتهم، وما أحسن هؤلاء من رفقاء لا يشقى جليسهم، ولا يُمَلُّ حَدِيثُهُم.
-  تلك المنزلة العظيمة لمن أطاع الله ورسوله هي الفضل الكبير من الله، وهو عليم بالأعمال ومثيب عليها، ويكفى المؤمن علم الله بحاله، وهو يقوم بطاعته ويطلب مرضاته. (انتهى النقل من التفسير).
 
#- واعلم أخي الحبيب:
- الاولياء لا يلتفتون لكرامة ظاهرة منهم .. فإن لم تكن هذه الكرامة مصروفة في العمل مع الله كما يحب الله .. فلا حاجة لهم بها .. لأن المنشغل بالكرامة هو منشغل عن الله .. والباحث عن الكرامة فهو لم يطلب الله وإنما طلب حظوظ نفسه وشهرتها .. وإنما الكرامة كل الكرامة هو أن يستقيم حالك ظاهرك وباطناك بطاعة الله ورسوله حبا لهما .. فتفعل ما هو مطلوبا منك بحب ورضى ملتزما بعبوديتك مع الله دون سخط ولا اعتراض ..
 

********************

..:: س6: كيف تكون قلوب الأولياء في إيمانهم وتقواهم ؟ ::..
 
- قال الله تعالى في وصف أولياءه: (الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) يونس63.
 
- وإذا كان الأولياء هم الذين استقام حالهم مع الله بدوام طاعتهم لله ورسوله .. فكيف وصل هؤلاء الأولياء إلى هذه الدرجة من الإستقامة في قلوبهم مع الله في الإيمان والتقوى ؟!!
 
#- الرسول صلى الله عليه وسلم يشرح لنا كيف حدث ذلك:
- أولا: عن الإيمان .. يشرح النبي صلى الله عليه وسلم كيف تحدث استقامة الإيمان .. فيقول صلى الله عليه وسلم: (لا يَسْتَقِيمُ إِيمانُ عبدٍ حتى يَسْتَقِيمَ قلبُهُ ، ولا يَسْتَقِيمُ قلبُهُ حتى يَسْتَقِيمَ لسانُهُ ، ولا يدخلُ الجنةَ رجلٌ لا يَأْمَنُ جارُهُ بَوَائِقَهُ) رواه أحمد وغيره .. وقال محققو المسند: إسناده ضعيف لضعف علي بن مسعدة الباهلي ..، وقال الألباني في الصحيحة: ورجاله ثقات رجال مسلم غير الباهلي هذا، وهو مختلف فيه، وقال الحافظ في " التقريب ": " صدوق له أوهام ". قلت: فهو حسن الحديث إن شاء الله تعالى، إذ لا يخلو أحد من أوهام، فما لم يثبت أنه وهم فهو حجة. (الصحيحة رقم 2841 ج6 ص822)..، (قلت خالد صاحب الرسالة): والحق مع الألباني لأنه حسنه بشواهده .. ولا أدري لماذا لم يحسنه محققو المسند لشواهده بالرغم من ذكرهم لها مع العلم بأن من منهجهم الإرتقاء بالحديث الضعيف للحسن لغيره طالما توافرت شروط ذلك ..!!  

- من معاني الحديث:
- معنى (بوائقه): جمع بائقة وهي الشر .. والمقصد لا يصيب جاره بأي شر .. أي لا يظلمه ولا يعتدي عليه.
 
#- فتأمل أخي الحبيب حديث النبي ..
- كيف أن استقامة الإيمان أتت من استقامة القلب .. واستقامة القلب من أخص شروطها استقامة اللسان لأن هذا هو الغالب على فساد الناس من خلال ألسنتهم بالكذب والغيبة وما شابه ذلك .. لأن أفعال اللسان الغير طيبة تسبب حجاب على القلب وتفسده.
 
- وهذا يجعلك تنتبه إلى أن أفعال الظاهر لها تأثير قوي في الباطن أي القلب .. وكلما قلل الإنسان التواصل مع الناس بالكلام إلا بقدر الحاجة كلما صفا قلبه وهدأت نفسيته وشعر بسكينة .
 
- أما عن مسألة الجار .. فالمقصد منها كل من يكون في جوار معك ولي فقط من يسكن بجوارك .. بل جارك في العمل والمدرسة والمسكن والمواصلات وغير ذلك .. وإن كان يغلب الوصف على من هو جارك في السكن لأن أكثر الأذى يكون منه .. والله أعلم .
 
- معلومة مهمة:
- أحاديث نفي دخول الجنة للمؤمن بسبب ذنب فعله (دون الكفر والشرك) .. فالمقصد منها عدم دخول الجنة بدون حساب على هذه الذنوب .. أو بمعنى لا يدخلون الجنة مع أول من سيدخل الجنة من المؤمنين حتى يستوفوا حسابهم .. والله أعلم.
 
#- ثانيا: وعن التقوى .. يصف النبي صلى الله عليه وسلم القلوب التقيه بوصف دقيق .. بأنه قلب مخموم .. حيث يقول عبد الله بن عمرو: (قيل لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ أيُّ الناسِ أفضلُ ؟ قال كلُّ مخمومِ القلبِ صدوقِ اللسانِ .. قالوا صدوقُ اللسانِ نعرفُه فما مخمومُ القلبِ ؟ قال: هو التقيُّ النقيُّ لا إثمَ فيه ولا بغيَ ولا غِلَّ ولا حسدَ) صحيح بن ماجه.
 
- وفي رواية بلفظ: (خيرُ الناسِ ذُو القلبِ المخمُومِ واللسانِ الصَّادِقِ ، قِيلَ : ما القلبُ المخمُومِ ؟ قال : هو التَّقِيُّ النَّقِيُّ الذي لا إِثْمَ فيه ولا بَغْيَ ولا حَسَدَ . قِيلَ : فَمَنْ على أثَرِهِ ؟ قال : الَّذي يَشْنَأُ الدُّنيا ، ويُحِبُّ الآخِرةَ . قِيلَ : فمَنْ على أثَرِهِ ؟ قال : مُؤمِنٌ في خُلُقٍ حَسَنٍ) رواه الطبراني في مسند الشاميين .. وذكره الألباني في صحيح الجامع وصحيح الترغيب.
 
#- من معاني الحديث:
- معنى (مخموم القلب): أي قلب تم تزكيته وتطهيره من سيء الأخلاق كالظن السيء والشكوك وتطهيره من الصفات المذمومة كالغل والحسد والنفاق والتعصب الجاهلي وما شابه ذلك .. فرجع سليما طاهرا.
- واللفظ أتى من "تخميم البيت" .. أي كنسه وتنظيفه.
  
- ومعنى قوله (يشنأ): أي ينفر من فتنتها فلا يميل إليها .. والمقصد لا يجعل الدنيا همه ويزهد فيها .. والله أعلم.
 
#- في الحديث السابق .. يرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى نماذج من أهل الولاية الذين يحبهم الله لأن فيهم أصحاب القلب التقي .. ووصف قلبهم بأنه قلب مخموم .. أي طاهر وسليم وتم تزكيته .. وكأنهم اجتهدوا في تزكية أنفسهم مستعينين بالله مولاهم .. حتى مكنهم الله من ذلك وزكَّى لهم أنفسهم فهو جل شأنه خير من يزكي النفوس كما يحب ويرضى ..
 
#- وخلاصة القول:
- كلما استقام القلب وتطهر وتزكى .. كلما ارتقى في منازل ودرجات الأولياء .. وبقدر الإجتهاد يكن الإمداد .

*****************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 22 تعليقًا:

  1. اللهم أشرق في قلوبنا روح الايمان والمحبة والغفران
    وأشرق في قلب استاذنا نور الرضا عنه بحق
    " الله نور السموات والأرض "
    بجاه النبي الامي الحبيب المحبوب
    صلى الله عليه وسلم

    ردحذف
    الردود
    1. السادة الاعضاء :
      تم إضافة سؤال جديد للموضوع:
      س5: ما هي الكرامة الحقيقية التي في الأولياء والتي يرجوها كل مؤمن يحب الله ورسوله ؟
      - ومن هو صاحب الكرامة ؟

      ***********************************
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

      حذف
    2. السادة الأعضاء:
      تم إضافة سؤال جديد للموضوع:
      س6: كيف تكون قلوب الأولياء في إيمانهم وتقواهم ؟
      ***************************
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

      حذف
  2. ماشاء الله تبارك الرحمان
    بقرأ الموضوع وقلبي بطير من فرح
    من جماله و كمية الحب التي كتبت به
    زادك الله نورا ومددا و نفعنا بك و جعلنا من أهل ولايته ومحبته وخاصته
    في جزئية حب أهل الله تذكرت الحديث الذي يقول في ما معناه إذا أحب عبدا نادى جبريل, يا جبريل إني أحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض فيحبه كل أهل الأرض
    فماهذا الحب إلا رزق من الله و أمره منه عز وجل فرمان إلاهي إن أحبك الرب أحبك كل المخلوقات ليس الانس فقط حتى الحجر
    وما هذا الحب إلا تجلي من تجليات الله لنا في خلقه
    كحب الله لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أحبه الله فأحبه الجذع والشجر و الحجر .......
    اللهم حب وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا إلى حبك ،
    ربنا يتجلى عليك بحبه ويغمسك في بحر حبه يارب العالمين بجاه حبيبه و حبيبي وحبيبك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

    ردحذف
  3. جزاك الله كل خير استاذ
    ربنا ينفعنا بيك يارب
    اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

    ردحذف
  4. بارك الله لك واحسنت النشر..
    نفهم من المقال ...ان الحب لله هو حب التقديس ..وحب النبى حب اتباع وموالا واشد من حب الولد الذى جبل الله الاباء عليها وعن الوالد الذى وصى الله الابناء عليها .اما حب الاولياء او بمعنى ادق الصالحين بتفاوت درجات صلاحهم وتقاهم ورفعتهم عند الله يكون حب لا عداوه ولا بغضاء ولا ان يكون افراط حب يرتَقى بدرجته الى حب الله .وان محبتهم تكون لدرجه صلاحهم ولا تتعدى محبة الرسول ..بل الرسول اشد حبا لنا منهم .وان كان من الايه التى ذكرتها ..ةن كنتم تحبون الله ..فالله ذكر على لسان نبيه فاتبعونى ولن يقل فاحبونى يحببكم الله ...ولا ايه استاذنا ؟؟

    ردحذف
    الردود
    1. أخي الفاضل كليم ..
      كلام مظبوط اكرمك الله .. ولا اختللف معك ..
      - وتعليقك الطيب وكلامك الحلو .. جعلني أحب أن اشاركك في إشارتين .. إذا سمحت:
      - الأولى: عن روح الحب .. وماذا يحدث لمن يغلبه حب النبي صلى الله عليه وسلم وكيف يكون حاله.
      - الثانية: لماذا قال تعالى عن توجيه النبي بلفظ (فاتبعوني) ولم يقل (فأحبوني) ..

      *****************************

      #- النقطة الأول: عن روح الحب .. وماذا يحدث لمن يغلبه حب النبي صلى الله عليه وسلم وكيف يكون حاله.:

      1- الحب في القلب لا يحتاج لتوصيف (مثل حب تقديس أو عبودية) .. لأن الحب لو سلك في القلب فهو له ممراته الخاصة التي يسكنها بامر من الله فيدرك بها القلب حقيقة ماهية حب الله وماهية حب الرسول وماهية حب الصالحين .. يعطي كل ي حق حقه .. وكأن روح الحب الذتي يسلكها الله في قلوب المحبين فيها خاصية إدراك لهذه الحقائق دون إفراط ولا تفريط .. (وهذا لمن كان حاله صادق مع الله فهو يدرك ذلك) ..

      2- بل أن أصل الحب لا يكون في القلب إلا عن محبة لله سبقت .. فأحب المؤمن بهذه المحبة النبي والصالحين .. ولذلك قال تعالى: (فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) المائدة54 .. فأتى بلفظ المحبة منه أولا لتعلم أن مددها من الله .. ولما كانت المحبة مددها من الله .. فلذلك صلى الله عليه وسلم كان يدعو فيقول: (وأسألُكَ حبَّكَ وحبَّ من يحبُّكَ، وحبَّ عملٍ يقرِّبُ إلى حُبِّكَ) صحيح الترمذي.

      3- فالحب أخي الحبيب .. هو وصال يدوم في القلب لا يستطيع الإنسان دفعه عنه وكأن روح الحب في القلب تحرك حنين الشوق في النفس فتصبح النفس وكأنها لا ترغب إلا فيما تشتاق إليه .. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مِنْ أشَدِّ أُمَّتي لي حُبًّا، ناسٌ يَكونُونَ بَعْدِي، يَوَدُّ أحَدُهُمْ لو رَآنِي بأَهْلِهِ ومالِهِ) صحيح مسلم.. أي يتمنى المحب للنبي صلى الله عليه وسلم لو يفتدي باهل بيته من أجل رؤية النبي صلى الله عليه وسلم .. وهذا تعلق شديد بقلب المحبين للنبي صلى الله عليه وسلم .. وهؤلاء لهم منزلة بقدر حبهم للنبي صلى الله عليه وسلم .. ويكفي فيهم قول النبي صلى الله عليه وسلم (المَرْءُ مع مَن أحَبَّ) صحيح البخاري.

      4- ففرط المحبة للنبي صلى الله عليه وسلم معناها انشغال القلب بالشوق لرؤية النبي صلى الله عليه وسلم من شدة المحبة له ..
      - ولذلك قال بعض من لم يتذوق نعمة حب النبي في قلبه .. أن الإفراط في حب النبي هو غلو .. !!
      - لا .. فهم قد فهموا الغلو خطأ .. فالغلو إنما يكون بأن تنسب لإنسان ما هو خاص بذات الله وقدرته أو تجعل منه إله .. ولذلك قال الله للنصارى: (يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ) النساء171 .
      - وهذا لا يقول به أحد من المحبين للنبي صلى الله عليه وسلم .. لأن الإفراط في محبة النبي ليس فيها غلو .. وإلا كان في ذلك اتهام للنبي صلى الله عليه وسلم بأنه حرض أمته على الغلو فيه بالحب حينما قال: (لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ) صحيح البخاري.

      - وبمنطق هؤلاء فتعليق الإيمان الكامل على حب النبي على كل مخلوق في الدنيا فهو غلو .. ولكن هذا ليس غلو وإنما محبة فيها تعلق شديد بالنبي صلى الله عليه وسلم .. وهذا شيء قد سمح به الله .. وإلا ما كان قاله النبي صلى الله عليه وسلم..

      #- ودعني أصارحك أخي الحبيب:
      - من غلبه حب رسوله ومولاه .. لا تقهره فتنة ولا يستعبده هواه .. وحبه لهما نجاه .. ويبقى الإله إله والنبي عبده ومصطفاه .
      ********************************
      يتبع إن شاء الله ...........

      حذف
    2. #- النقطة الثانية: وهي عن اتباع النبي ومحبة النبي .. ولماذا تعلقت محبة الله للمؤمن بالإتباع ولم تتعلق بالمحبة كما في قوله (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) آل عمران31 ..؟!!

      #- قلت لك أخي الحبيب:
      1- ما هو الحب ؟
      - الحب معناه ميل القلب إلى شيء لتحقيق منفعة من وراء هذه المحبة .. سواء تعلقت بهذا الشيء أم لم تتعلق به ..
      - فمثلا كثير من المسلمين يحبون الله ورسوله لأنهم يريدون الجنة وأن يبعدهم الله عن النار .. وهذه درجة من درجات أهل الإيمان وحق لهم ..

      - وهناك من يحبون الله ورسوله لأنهما يستحقان هذا الحب .. فالله يستحق الحب لأنه الحنان المنان الودود .. والنبي يستحق الحب لأنه رؤوف رحيم كما وصفه الله .. فالمحب هنا جعل محبته نابعة منه لما ظهر له من معاني الجمال .. فكان حبه غير مشروط بعطاء منه ..

      - فظهر من وراء ذلك .. حب الإتباع هو الذي عليه التكليف والحساب .. وحب الشوق وهو الذي له كرامة نورانية في الآخرة لا نعرف من حقيقتها أكثر من ذلك .

      - ولذلك حينما قال تعالى: (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) التوبة24.

      - فالمحبة هنا يقصد بها محبة الإتباع وليس محبة الشوق لأن محبة الإتباع هي مما تستطيع فعله .. ولذلك أتى بالأحكام التي يستطيع أن يفعلها العبد .. وقام بتفصيل ذلك في قوله (فاتبعوني يحببكم الله) حتى تعلم أنه يقصد بالمحبة التكليفية هو الاتباع في أفعل ولا تفعل .. والله أعلم .

      2- وبالعودة إلى الآية التي نتكلم عنها في سؤالنا وهي قوله (فاتبعوني يحببكم الله) .. سبب تعلق محبة الله في هذه الآية بالإتباع – والله أعلم – هو أن الإتباع يقدر عليه كل إنسان .. ولكن محبة الشوق لا يستطيعها كل إنسان لأنها مما يهبه الله في قلب المؤمن .. وقد يهبها نتيجة محبة الإتباع ..

      - وقد تأتي وهبا من الله بلا أسباب لأن الله نظر في قلب هذا العبد فوجد قلبه خاليا من الأحقاد والغل والحسد والمشاحنات والتعصبات .. فكان أحق بنزول محبة الشوق في قلب هذا العبد .. والله أعلم .

      3- وتبقى أن أقول لك أن لمحبة الإتباع كرامة ولمحبة الشوق كرامة ..
      أ- فحب الإتباع له محبة من الله لها كرامة خاصة وهي أن الله يحب العبد ويغفر له .. كما قال تعالى: (فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) ومحبة الله لها ثمرات تظهر في باطن الإنسان كالسكينة والطمأنينة والمحبة والرأفة بالناس .. وغير ذلك مما قد يكون فيه كرامات ظاهره فيها نفع للناس ..

      ب- وحب الشوق هو حال يسكن قلب المحب حتى يغلبه فيصبح حاله وكأنه لا يريد شيئا من الدنيا إلا أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم .. وهذه لها كرامة خاصة لا يعمها إلا الله لأن صفات القلوب ترتقي بالعبد إلى ما لا يعلمه إلا الله كما هو حال الإيمان والتقوى التي ارتقت بالعبد إلى أن يكون من أولياء الله الصالحين .

      #- وفي كل ما سبق في تعليقي عليك هو اجتهاد مني – وأرجو من الله أن يكون وفقني فيه .. الله أعلم .

      ************************
      - وجزاك الله خيرا أخي الحبيب كليم .. فقد كان تعليقك سببا في تحريك إحساس بداخلي أحسبه طيب .. وأردت أن أشاركك به في تعليق معك ..
      - وآسف إن أطلت عليك في التعليق.
      *********************
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم.

      حذف
    3. الله الله الله ... ربنا يرضي عنكوا يارب وعن اهل المدونة خاصة والمسلمين والمسلمات عموما في كل زمان ومكان احياء واموات يارب العالمين

      حذف
    4. الله الله الله مدد يا حب مدد يا رب مدد
      سلم الله قلبك وخواطرك يا رب

      قلوب المحبين لها عيون ترى ما لا يراه الناظرون
      و أفئدة تطير بلا جناح ولا حدود
      قلوب المحبين لها مراسيل بلا رسول
      بكى الجذع حنينا وشوقا حين فارقه فكيف لا تبكي عين لم تكحل يوما برؤياه
      إهتز جبل شوقا وحبا للقياه فكيف بقلب ذاب حبا لرؤياه
      إذا إهتزت الروح شوقا إلى لقياه فاضت دموع العين خجلا من محياه

      حب طه نار في القلب تشتعل لا يطفئ حرها إلا رؤياه
      حب طه لهب شوق تؤججه كل نسمة باحت بذكراه
      لا وصول دون حب الرسول
      اللهم صل على سيدنا محمد صلاة تجعلنا بها من أهل الوصل والمحبة وعلى آله وسلم
      السلام عليك يا سيدي يا حبيبي يا رسول الله
      السلام عليك يا سيدي يا شفيعي يارسول الله
      السلام عليك يا سيدي يا خير خلق الله

      حذف
    5. جزى الله عنا السائل والمجيب
      وما نبع من القلب حتما يصل الى القلب
      كلام يرقق القلب .. ويحن لمذاق الحب
      ربي يفيض عليك بالمزيد استاذنا
      ويجعل قلبك قِبلة لأهل المحبة والصفا
      آمين آمين آمين يارب العالمين

      حذف
  5. 1- عندما تمسك سبحتك = أجعل همك المدد لا العدد.

    2- أجعل همك الأُنس لا مطالب النفس.

    3- أجعل همك الرضا لا رفع ما أنزل القضا.

    4- فإن رضيت ... رأيت البلايا هدايا ، وإياك أن تقول : أنا ذاكر حتى لو بينك وبين نفسك.
    بل قل : الحمد والشكر لله الذي أطلق لساني بذكره.

    وإن توقفت فترة من الأيام عن الذكر فأعلم أنه من ذنوبك = فتُب وأستغفر = سيقبلك مرة تانية ويجعلك من الذاكرين.
    5- ثم تُناديك هواتف الحق (ولقد مننا عليك مرة أُخرى)

    ردحذف
    الردود
    1. أهل الصفاء = هم من تجد قلوبهم عامرة برب الناس،خالية من التعلق بالناس ، محبوبين عند كل الناس وليس في قلوبهم طمع مما في أيدي الناس ، أستوى عندهم الخادم والمخدوم من الناس = ففازوا بالأُنس والإيناس.

      يارب أجعلنا منهم بجاه النبي خير الناس

      حذف
    2. بل لا تجعل همك مدد .. ولا أنس ..
      خليها لوجه الله او ابتغاء مرضات الله ..
      فحسبنا طلب رضاه
      ولطلب عفوه عنا أرجى
      فكلنا سواءات وعورات !!
      ذنوب وتقصير .. !!
      وليس لنا جاه نرتجيه !!
      ولا عمل صالح نتوسل به اليه !!
      ولولا الأمل ..
      والفأل الحسن
      وظن بالله جميل ..
      وقلب بحب متواضع لحبيبه يميل
      اللهم اجعلنا أهلا لذكرك

      حذف
  6. استاذنا الحبيب أ/ خالد
    احبكم الله ورسوله وملأ الله قلبك بحبه وبحب اتباع رسوله الكريم والشوق له .. وافاض عليكم الله من جماله ونور محبته وكرامته وايدكم وولاكم .. وجزاكم الله عنا كل خير في الدنيا والاخرة وجعلنا الله لكم ولرسوله من المحبين المشتاقين ووالمتصلين علي الدوام .. ولله منيبين محبين ومحبوبين .. فاللهم أمين يارب العالمين

    ردحذف
  7. جزاك الله عنا كل خير أستاذنا الحبيب الغالي جمعنا الله مع نبيه الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الدنيا والأخره.... اللهم آمين يارب العالمين
    ......................................................
    اللهم صل على سيدنا محمدٍ النبي الأمي نور الأنوار وسر الأسرار ومفتاح باب اليسار وعلى آله وسلم

    ردحذف
  8. سبحان الله أنا كنت تايه في التفكير في جزئية الحب والغلو وحضرتك شرحتها في التعليق ربنا يجزيك خير يا أستاذنا ويرضى عنك

    ردحذف
  9. 🕊عطر الجنة✍....من وصايا #أ_خالد_أبوعوف:

    إستقامة القلب = دوام الحال مع الله

    وسيلة إستقامة القلب= إتباع منهج الله

    معنى دوام الحال أو الوصل مع الله= تعلق القلب والعقل بالله

    كيف نوجد تعلق القلب بالله : بالاجتهاد في شحن القلب ب5 صفات التالية:

    1- 🍀 دوام توبة إلى الله: أن تعترف دائما إلى الله بمعصيتك و الاعتذار عنها و عقد نية بعدم العودة إليها فأنت تجدد إيمانك مع الله يوميا و تجدد التوبة برجوعك إليه بأنك عاص وأنه غفور رحيم بيقين بذلك و عاقد نية على عدم عودة إلى المعاصي وطلب المعونة والمدد منه ويكون هذا يوميا

    2- 🍀 دوام توكل على الله: ( أن يكون حال قلبك أنك تعتمد عليه في كل يوم على انه مدبر للكون وأنه القيوم على تدبير شؤون ملكه فأنت معتمد عليه فهو الرزاق المعطي المانع توكلك كله عليه وموقن بأن كل شيء أسباب وأنه هو المسبب لها وأنك مفوض الأمر له ومعتمد عليه ،وراض بحكمه

    3- 🍀 دوام الاخلاص:( خلوص القلب من الأنا أي التخلص من أي رغبة نفسية وحب الظهور في الأعمال الخاصة مع الله فلا لا تنتظر مدح الآخر أو تنتظر حظوظ نفسك من أعمالك ....
    وإحذر فقد تكون مخلص في بداية عملك ثم تصاب بالعجب فيترتب الرياء فهذا يعني أنك طالب لتعظيم نفسك لذاك احرص على الإخلاص في عملك لله لا تنتظر حتى شكرا عليه من أحد ،فلو دخل العجب لقلبك أصبح دافع العمل هو رياء)
    أن يكون عملك تعظيما لله وليس لتعظيم نفسك فلا تبحث عن المدح والثناء

    4- 🍀 دوام الرضا : الرضا بالله وعن الله (الرضا بما يجري عليك به من احكام في الدنيا أن لا تعترض على حكم وقضاء الله معك قد تشكو لله ضرك وترجوه ولكن بأدب
    الرضا بأحكام الله ومن جملة احكام الله الشريعة تنفذ ما أمر وتبتعد عن من نهى وإن حصل لك ضرر من الخلق ترضى بما يجريه عليك من أحكام في باطنك وتحمد الله عليه و تستعين به على دفع الأذى و دفع الضرر بالعمل في الظاهر على ابعاد الأذى عنك

    5- 🍀 دوام اليقين: اليقين بالاسماء والصفات (اليقين هو اطمئنان القلب بما أخبرك الله به أن توقن بأسمائه كلها دون شك
    مثلا الله غفور رحيم = توقن بأنه يغفر ويرحم دون أي شك ..
    الله مجيب الدعاء إن دعوته = توقن بالإستجابة
    (لا توجد إحتمالية في علاقتك مع الله أي يكون اليقين متمكنا من قلبك فتطمئن لما أخبرك به الله عن أسمائه وصفاته فهو الغفور ،الرحيم،الرزاق،الكريم،المعطي..)

    🍀وتوقن أنه لا حول ولا قوة إلا بالله( الله المدبر والخالق والمسير بالأسباب أنت فقط تختارهو يدبر ويخلق لك الأمور التي يسيرها لك بالأسباب أن توقن بأنه لا حول ولا قوة إلا بالله )

    🍀نشحنهم في القلب بالطلب من الله و نقرأ عن هذه الصفات لمعرفتها

    #أ_خالد_أبوعوف

    ردحذف
  10. جزاك الله خرا كثيرا..
    اسأل سؤالا هاهنا..
    نحن نؤمن بحب الأولياء بل ونحيا بهم .. واكيد الصحابة هم الأولياء المشهود لهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخصوصا الخلفاء الأربعة، ثم العشرة المبشرين بالجنة، ثم اهل بدر ، ثم اهل بيعة الرضوان ..
    فإذا توقفنا على هذا الحد فى التعيين ، واحببنا الآخرين على حسب علمهم واحوالهم دون تعيين بالولاية، ، فهل نكون مخطئين
    احسن الله إليك، ورفع قدرك وغفر لوالديك..

    ردحذف
    الردود
    1. أخي الحبيب عصام عزوز ..
      - لو على قدر سؤالك بتعيين الولاية في أفراد بأعينهم .. فهذا معناه تعطيل النصوص الشرعية سواء في القرآن أو الحديث النبوي .. ليه ؟

      1- لأنه قال تعالى: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) يونس:62-63.
      - ولم يحدد الله خصوصية زمن بهذه الولاية .. بل جعلها مطلقة لمن تحققت فيه هاتين الصفتين .

      2- قال تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) التوبة: 100 ..
      - فالإتباع يدخلك في مراتب الولاية كما دخلوها من اتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم .

      3- قال تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) آل عمران:31.
      - فالذي يتبع النبي له محبة الله وغفرانه .. ولم يختصها الله بصحابة النبي .. وإنما بكل أمته التي تتبعه .. ولا يخفى أن من يحبه الله ويغفر له فهو في مقام الولاية ..!!

      4- وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن رب العزة قال: (مَن عادَى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ) صحيح البخاري.

      - ولا تخصيص للولاية هنا بزمن أو بمكان أو بنسب أو بذوات محددة .. وإنما مرهونة باتباع الله في فروضه لينال محبته وغفرانه .. فإن زاد العبد عن الفرض عن محبة نال مزيد من كرامة الله وإحسانه ..

      5- وقال عبد الله بن عمرو بن العاص: (قيل لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ أيُّ الناسِ أفضلُ قال كلُّ مخمومِ القلبِ صدوقِ اللسانِ قالوا صدوقُ اللسانِ نعرفُه فما مخمومُ القلبِ قال هو التقيُّ النقيُّ لا إثمَ فيه ولا بغيَ ولا غِلَّ ولا حسدَ) رواه بن ماجة .. وسنده صحيح ..
      - بل والولاية تختلف باختلاف المقامات القلبية .. ففي رواية أخرى جاء فيها: (قُلنا: يا نَبيَّ اللهِ، مَن خَيرُ الناسِ؟ قال: ذو القَلبِ المَخْمومِ، واللِّسانِ الصَّادِقِ. قال: يا نَبيَّ اللهِ، قد عَرَفْنا اللِّسانَ الصَّادِقَ، فما القَلبُ المَخْمومُ؟ قال: التَّقيُّ، النَّقيُّ، الذي لا إثْمَ فيه، ولا بَغيَ، ولا حسَدَ. قال: قُلْنا: يا رسولَ اللهِ، فمَن على أثَرِه (أي فمن يليه في الدرجة) ؟ قال: الذي يَشنَأُ (أي يكره الميل إلى) الدُّنيا، ويُحِبُّ الآخِرةَ (أي يغلب عليه حب الآخرة) . قُلْنا: ما نَعرِفُ هذا فينا إلَّا رافِع مَولى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فمَن على أثَرِه (أي فمن يليه في الدرجة)؟ قال: مُؤمِنٌ في خُلُقٍ حَسَنٍ. قُلْنا: أمَّا هذه ففينا) رواه البيهقي في شعب الإيمان .. بسند صحيح.

      - ومعنى (مخموم): أي قلبه نظيف لا سوء فيه في اداء المعاملات مع الخالق أو المخلوق .. وهذا ما يظهر لي من شرح النبي في الحديث نفسه .. والله أعلم .
      - والشاهد من الحديث أن صاحب هذا القلب هو من تنطبق عليه أوصاف الآية من أنه مؤمن تقي .. فكانت له ولاية من الله ..

      #- وغير ذلك كثير من النصوص كثيرة جدا .. ستجد فيها أن والولاية مطلقة في كل زمان ومكان بتحقيق شرطين .. الإيمان والتقوى .. ولو لم تكن الولاية مفتوح بابها فمن هم المقربين وأهل اليمين والمتقين والمحسنين .. هل هم فقط بعض الصحابة !! أكيد .. لأ ..
      - مش كده ولا إيه ؟!! فما بال أويس القرني مثلا وليس ممن ذكرتهم في سؤالك ..

      - تبقى أن أقول لك: حينما نظن الولاية في أحد أي أنه من أولياء الله أي الطائفة المقربة من الله والذين اختصهم الله بكرامة منه وفضلا .. فهذا من باب الظن والظاهر لنا .. أما الحقيقة فلا يعلمها إلا الله .. ولا نزكي على الله أحد وإنما نحسبهم كذلك ..

      - والله أعلم .
      =============================
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

      حذف
    2. جزاك الله خيرا ،،

      حذف
    3. جزى الله السائل والموجيب خير الجزاء أحسن الله إليكم ورفع قدركم وزادكم من فضله وكرمه

      حذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف