بحث في المدونة من خلال جوجل

الأربعاء، 3 يونيو 2020

Textual description of firstImageUrl

ج5: رسالة النفحات في مفهوم الحديث النبوي عن نسيان حفظ القرآن والتغني بالآيات - ما هو مفهوم حديث النبي (ليسَ مِنَّا مَن لَمْ يَتَغَنَّ بالقُرْآنِ) - ما هو مفهوم (كَأَذَنِهِ لِنَبِيٍّ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ) - هل المقصود بالتغني هو النبي صلى الله عليه وسلم أم الأنبياء عموما - هل الأنبياء مخصوص لهم التغني بكلام الله دون غيرهم - كيف يكون الحديث يتكلم عن عموم الأنبياء في حين يتكلم عن التغني بالقرآن وهو نزل على النبي صلى الله عليه وسلم - هل هذا الحديث صحيح (زَينُوا الْأَصْوَات بِالْقُرْآنِ) أو (زينوا أصواتكم بالقرآن) - ما هو معنى حديث (أحَسِّنوا القُرآنَ بأصواتِكم) أو (زَيِّنوا القُرآنَ بأصواتِكم) - كيف يطلب النبي من المؤمنين تحسين الصوت في قرائتهم للقرآن في حين أن ذلك خصوصية عطاء للبعض دون الآخر.

بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة النفحات
في مفهوم الحديث النبوي
عن نسيان حفظ القرآن والتغني بالآيات
(مع التعريف بأهل القرآن وبعض من خسروا أجر عبادتهم عند الله)

(الجزء الخامس)
* فهرس:
:: الفصل السادس :: عن مفهوم التغني بالقرآن ::
1- س22: ما هو مفهوم حديث النبي (ليسَ مِنَّا مَن لَمْ يَتَغَنَّ بالقُرْآنِ) ؟
2- س23: ما هو مفهوم (كَأَذَنِهِ لِنَبِيٍّ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ) ؟
3- س24: هل المقصود بالتغني هو النبي صلى الله عليه وسلم أم الأنبياء عموما ؟
4- س25: كيف يكون الحديث يتكلم عن عموم الأنبياء في حين يتكلم عن التغني بالقرآن وهو نزل على النبي صلى الله عليه وسلم ؟
5- س26: هل الأنبياء مخصوص لهم التغني بكلام الله دون غيرهم ؟ 
6- س27: هل هذا الحديث صحيح (أحسنوا الْأَصْوَات بِالْقُرْآنِ) أو (زينوا أصواتكم بالقرآن) ؟
7- س28: ما هو معنى حديث حَسِّنوا القُرآنَ بأصواتِكم) أو (زَيِّنوا القُرآنَ بأصواتِكم) ؟
8- س29: كيف يطلب النبي من المؤمنين تحسين الصوت في قرائتهم للقرآن في حين أن ذلك خصوصية عطاء للبعض دون الآخر ؟

***************************
..:: الفصل السادس ::..
:: عن التغني بالقرآن ::
**************************
..:: س22: ما هو مفهوم حديث النبي (ليسَ مِنَّا مَن لَمْ يَتَغَنَّ بالقُرْآنِ) ؟ ::..

- قال النبي صلى اله عليه وسلم : (ليسَ مِنَّا مَن لَمْ يَتَغَنَّ بالقُرْآنِ) صحيح البخاري ..

- معنى (ليس منا): أي ليس من طريقنا ولا هدينا ولا منهجنا .. أي مخالف لما نحن عليه من الحق .

* قال الإمام السيوطي رحمه الله (المتوفى:911 هـ):
- حديث (ليس منّا من لم يتغنّ بالقرآن) .. قال الخطّابي: يتأوّل على وجوه؛
- أحدها: تحسين الصوت.
- والثاني: الاستغناء بالقرآن عن غيره، وإليه ذهب سفيان بن عيينة، يقال تغنّى بمعنى استغنى .
- والثالث: سئل ابن الأعرابي عن هذا فقال. إن العرب كانت تتغنّى بالركبان إذا ركبت الإبل وإذا جلست في الأفنية وعلى أكثر أحوالها، فلمّا نزل القرآن أحبّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يكون القرآن هجيراهم مكان التّغنّي بالرّكبان.
مرقاة الصعود إلى سنن أبي داود ج1 ص432

* قلت (خالد صاحب الرسالة):
- نرى أن الحديث الشريف قد حث على التغني بالقرآن .. بل والحديث يحمل معنى الوعيد لمن لم يفعل ذلك .. ومفهوم التغني في هذا الحديث بالذات قد اختلف العلماء في معناه .. بخلاف الأحاديث الأخرى الخاصة بالتغني وتزيين وتحسين الصوت بالقرآن .. وإليك تفصيل ما نقله الإمام السيوطي عن الإمام الخطابي عن معاني هذا الحديث ..

- القول الأول: فمن العلماء من جعل التغني بمعنى تحسين الصوت من خلال إتقان أدائه مرتلا كما كان ينطقه النبي صلى الله عليه وسلم .. وذلك لقوله تعالى (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا) المزمل4 .. والترتيل هو القرآءه بتدبر وعلى مهل من اتقان حروفه .
- واستدلوا على معنى التغني من خلال احاديث أخرى للنبي منها :
- (حَسِّنوا القُرآنَ بأصواتِكم .. فإنَّ الصوتَ الحسَنَ يَزيدُ القُرآنَ حُسنًا) رواه الحاكم .. وذكره الالباني في الصحيحة وصحيح الجامع .
- (مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ بِالقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ) صحيح البخاري
- (مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ، كَأَذْنِهِ لِنَبِيٍّ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ، يَجْهَرُ بِهِ) صحيح مسلم .

- القول الثاني: ومنهم من جعل التغني بمعنى الجهر وتعلية الصوت به .. وهو أن العرب كانت تجهر بالأغاني فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يبدل حالهم من طرب الأذان إلى طرب الإيمان .
- ودليلهم ما جاء في رواية البخاري ومسلم .. (مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ، كَأَذْنِهِ لِنَبِيٍّ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ، يَجْهَرُ بِهِ) صحيح مسلم .

- القول الثالث: ومنهم من جعل التغني بمعنى الإستغناء فكان المعنى الإستغناء بالقرآن عن غيره مرشدا للإيمان والحق .. وقالوا أن الحديث فيه وعيد للذي لا يتغني بالقرآن .. وليس لكل الناس المقدرة على التغني بالقرآن .. ولذلك يتم حمل الحديث على ما يستطيعه كل المؤمنين .. فيكون المعنى هو الإكتفاء بالقرآن عن غيره .. ولذلك مال البخاري لهذا الرأي فذكر قبل روايته لهذا الحديث قوله تعالى (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) العنكبوت51 .

- ودليلهم : هو أن قارئ القرآن مثاب على قراءته مأجور من غير تحسين منه صوته فكيف يكون مستحقا للوعيد وهو مثاب مأجور ..؟!!
- ولذلك هذا الحديث إما أن يحمل على الاستغناء بالقرآن عن غيره من الكتب كما فسره سفيان بن عيينه .. أو يحمل على الجهر بالقرآن والإعلان به .. كما جاء في رواية الصحيحين (يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ، يَجْهَرُ بِهِ) صحيح مسلم .

- وقال أصحاب هذا الرأي .. بأن تحسين القرآن بالصوت لا مشكلة فيه ولكن المشكلة في تأثيم من لم يحسن الصوت بالقرآن .. وهذا ما أنكروه في حديث (ليس منّا من لم يتغنّ بالقرآن) .. ان يتم حمل لفظ التغني فيه على تحسين الصوت .. لأن هذا ليس عند كل مؤمن هذه الخاصية .. على افتراض أن التغني هو تحسين الصوت مع وجود نغم فيه حتى ولو لم يخل بضوابط القرآن .. !!

* قال الإمام شهاب الدين التُّورِبِشْتِي (المتوفى: 661 هـ):
- حديث سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - عن النبي (- صلى الله عليه وسلم -): (ليس منا من لم يتغن بالقرآن).
- قلت: قد ذهب بعضهم في معناه إلى ترديد الصوت وتزيينه بالنغمات، وهذا - وإن اقتضاه اللفظ - فإن أول الحديث يمنع عنه لأن قوله: (ليس منا) من باب الوعيد أي ليس من أهل سنتنا وممن يتبعنا في أمرنا، ولا خلاف بين الأمة أن قارئ القرآن مثاب على قراءته مأجور من غير تحسين منه صوته فكيف نعلمه مستحقا للوعيد وهو مثاب مأجور ..!!
- فأحسن ما يذهب إليه في المعنى إما الإعلان والإفصاح به ونجعله تبعا للإقرار بتوحيد الله تعالى ونبوة أنبيائه ويجعل الجهر به والإشادة بذكره في شعار الإسلام وإقامته كالإعلان بالشهادتين في صحة الإيمان .
- وإما الاستغناء قال الأعشى:
وكنت امرأ زمنا بالعرا .... ق عقيف المناخ طويل التغني
- وقال ابن الأعرابي: إن العرب كانت تتغنى بالركباني إذا ركبت الإبل وإذا جلست في الأفنية وعلى أكثر أحوالها فلما نزل القرآن أحب النبي ( صلى الله عليه وسلم): أن يكون هجيراهم القرآن مكان الركباني وهذا الوجه راجع أيضا إلى أحد المعنين: إما رفع الصوت به وإما الاستغناء به عما يخالفه ويتعداه من الأحاديث.
- فإن قيل: أو ليس في الحديث (زينوا أصواتكم بالقرآن).
- قلنا: نعم ونحن لا ننكر تحسين الصوت بالقراءة والترديد فيه على وجه لا يخل بنظام الكلام ولا يقطع اللفظ ولا يزيل الحروف عن أماكنها وقد حمد النبي - صلى الله عليه وسلم - قراءة أبي موسى فقال: (أوتي مزمارا من مزامير آل داود) وروي عن أبي موسى أنه قال: (لو علمت أنك تستمع إلى قراءتي لحبرتها لك تحبيرا) أو كما قال.
- وإنما عدلنا عن هذا الوجه في تأويل حديث سعد للعلة التي ذكرناها .. فأما في حديث أبي موسى (كإذنه لنبي يتغنى بالقرآن) فإنه يحتمل أن يأول على رفع الصوت به للإعلان وعلى تحسين الصوت وترديده وحمله في حديث أبي موسى على الاستغناء غير مناسب لنظم الحديث.
الميسر في شرح مصابيح السنة ج2 ص507-508 .. مختصرا.

* وما هو القول الراجح من الأقوال الثلاثة ..؟
1- الذي عليه غالب العلماء هو أن التغني بمعنى تحسين الصوت وتجويده مع عدم الإنحراف فيه إلى ألحان أهل الغناء .. وهذا المعنى يتفق مع احاديث أخرى مثل (زينوا القرآن بأصواتكم) .. ولكن هذا المعنى فقط سيدخلنا في تأثيم من ليس بحسن الصوت من المؤمنين لحديث (ليس منا من لم يتغن بالقرآن) .. ومعنى التحسين حينئذ لا يصح بل مخالف لغيره من النصوص التي فيها أن القاريء مأجور ولو كان يتتعتع ..!! وراجع ما قاله أصحاب الرأي الثالث ..

2- ولكن ما أميل إليه - والله أعلم – أن التغني بمعنى الجهر بالقرآن والإعلان به .. كما يقول تعالى (فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا) مريم97 .. ومعنى (لدا): أي شديدي الخصومة ..
- ولا يخفى أن التبشير والإنذار يجب أن يكونا جهرا ومعلن بهما ..

3- بل ولا مانع لو جمع بين الآراء الثلاثة في مفهوم التغني .. فيقال هو يجهر به - مع تحسين الصوت بإتقان أداءه كما كان يقرأ النبي (اتباعا له) كلما تيسر لك ذلك بتعلم التجويد - مع الإكتفاء به عن غيره مرشدا للحق ..  والله أعلم .

**********************

..:: س23: ما هو مفهوم (كَأَذَنِهِ لِنَبِيٍّ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ) ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة):
- قد يكون للوهلة الأولى تظن أن الحديث واضح بالنسبة إليك .. ولكن جاء في روايات هذا الحديث لفظين اختلفوا عليه بعض العلماء وهو لفظ (كإذنه) ، وجملة (يجهر به) .. !!

- وإليك الروايات ثم أوضح لك الإختلاف فيها :
1- عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَمْ يَأْذَنِ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِلنَّبِيِّ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ) - "وَقَالَ صَاحِبٌ لَهُ: يُرِيدُ يَجْهَرُ بِهِ" ) صحيح البخاري .

- معنى (قال صاحب له): أي لأبي سلمة (وهو احد رواه الحديث قد أخبره صاحب له واسمه "هو عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب" .. أن مفهوم التغني هو "الجهر بالقرآن" ..
- فهذا ليس تفسير نبوي .. وإنما تفسير أحد رواة الحديث .. فانتبه .

2- وفي رواية بلفظ: (مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ بِالقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ) صحيح البخاري .

3- وفي رواية بلفظ: (ما أذِنَ اللَّهُ لِشيءٍ ما أذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ يَتَغَنَّى بالقُرْآنِ يَجْهَرُ بهِ) صحيح مسلم.

4- وفي رواية بلفظ:  (مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ، كَأَذَنِهِ لِنَبِيٍّ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ، يَجْهَرُ بِهِ) صحيح مسلم .

- وهذه الرواية فيها لفظ (كَأَذَنِهِ): بفتح الهمزة وفتح الذال .

5- وفي رواية بلفظ:  (مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ، كَأَذْنِهِ لِنَبِيٍّ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ، يَجْهَرُ بِهِ) صحيح مسلم .
- وهذه الرواية فيها لفظ (كَإذَنِهِ): بكسر الهمزة وسكون الذال .

- التعليق على الروايات .. في ثلاث تعليقات :
- التعليق الأول: أن التغني في الحديث قال بعض أهل العلم قد يقصد به تحسين الصوت وإتقان أدائه كأن الملائكة تقرأه .. وقال بعض أهل العلم أنه قد يقصد به الإعلان به والجهر بدلالة لفظ (يجهر به) .. والله أعلم .

- التعليق الثاني: جملة (يجهر به) عموم العلماء على أنها ليست من كلام النبي صلى الله عليه وسلم .. وإنما تم إدراجها في الحديث بالخطأ .. والشاهد على ذلك رواية البخاري التي فصلت هذا الأمر ويوجد روايات منفصلة توضح أن هذا خاص بتفسير أحد الرواة وليست من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ..، ولكن بعض أهل الحديث قال بل هي مرفوعة عند الإمام مسلم ومن كلام النبي .. والله أعلم .

- التعليق الثالث: الإختلاف يظهر في رواية مسلم حيث جاءت كلمة (كَأَذَنِهِ) بتشكيل مختلف .. وبالتالي يختلف المعنى كالآتي ..

أولا- فلو قلنا أن اللفظ هو (كَأَذَنِهِ): بفتح الهمزة وفتح الذال .. فهو يكون بمعنى سمع .. يُقالُ: أَذِنَ يَأْذَنُ أَذَنًا: إِذا سَمِعَ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعالَى: (وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ) الإنشقاق2 .. بمعنى سمعت لربها وحق لها ذلك.

- ويكون قوله (ما أَذِنَ اللهُ لِشَيْىءٍ): بمعنى ما اسْتَمَعَ اللهُ لِشَيْىءٍ من الحق مثل كلامه .. لأن كلامه هو الحق .

ثانيا- لو قلنا أن اللفظ هو (كَإذَنِهِ): بكسر الهمزة وسكون الذال .. فهو يكون بمعنى السماح بهذا الأمر لحدوثه ..

- ويكون قوله (ما أَذِنَ اللهُ لِشَيْىءٍ): أي وما سمح الله بشيء على مر الأزمنه مثلما سمح لنبي أن يجهر بكلام الله .. لأنه الحق .. وكأن هذا الأمر بالتغني بالقرآن لم يتغير حكمه في كل أزمان الأنبياء .. لأن كلام الله هو الحق ..!! والله اعلم ..

- ولكن عموم أهل الحديث على أن المعتمد في الحديث هي رواية (كَأَذَنِهِ): بفتح الهمزة وفتح الذال .. والتي بمعنى السماع .. ولعل الرواية الأخرى قيلت بمعنى فهمه أحد الراوة وليس باللفظ فكان هذا من مفهوم الراوي للفظ .. ولعل أحد الرواة سمعها خطأ .. والله أعلم .

* والآن ما هو مفهوم الأذِن الإلهي للنبي المتغني بالقرآن ؟
- مقصد الحديث هو أن الله ما استمع لشيء سماع قبول يترتب عليه رضا من الله وجزيل الثواب والإكرام مثلما يكون ذلك مع نبي يجهر بالقرآن مصحوبا بحسن الصوت منه ..

****************************

..:: س24: هل المقصود بالتغني هو النبي صلى الله عليه وسلم أم الأنبياء عموما ؟ ::..

- قد تقول ما المشار إليه في لفظ (النبي) الوارد في الحديث : (ما أذِنَ اللَّهُ لِشيءٍ ما أذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ يَتَغَنَّى بالقُرْآنِ يَجْهَرُ بهِ) صحيح مسلم.
- وفي رواية أخرى بلفظ: (لَمْ يَأْذَنِ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِلنَّبِيِّ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ) صحيح البخاري ؟

- فهل هو (لنبي) بصيغة العموم أم (للنبي) يقصد بها سيدنا محمد ؟

- قلت لك : أن الذي يتضح من عموم الروايات هو أن اللفظ عام للجنس أي لجنس الأنبياء .. أي المقصود به كل نبي ..

- فلفظ (للنبي) أي لكل نبي جاء في كل الأزمنة .. وليس المخصوص به النبي صلى الله عليه وسلم .. وقد جانبه الصواب من قال بهذا التخصيص .. ليه ؟

- لأن كل ألفاظ الروايات بلفظ (لنبي) .. فيكون المقصد هو الجنس أي جنس الأنبياء وليس نبي بعينه .. ولذلك أنكر الحافظ بن حجر العسقلاني في فتح الباري على من جعل أن لفظ (لنبي) هو خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم ..!!

- وعموما فإن غالب العلماء يجعلون لفظ (لنبي) ، ولفظ (للنبي) .. هو للعموم لتوحيد مفهوم الرويات .. ويستدل البعض منهم مستأنسا بحديث ضعيف جاء عند الترمذي في الشمائل من حديث أنس بلفظ: (ما بعثَ اللَّهُ نبيًّا قطُّ إلا حَسنَ الوجهِ حسنَ الصَّوتِ وَكانَ نبيُّكم حسنَ الوجهِ حسنَ الصَّوتِ) أخرجه الترمذي في الشمائل وبن عدي في الضعفاء .. وقال بن عدي: وهذا لا أعلم أحدا جوّد إسناده ويوصله غير عباس البحراني وغيره أرسله ..، وضعفه الألباني في مختصر الشمائل .

*************************

..:: س25: كيف يكون الحديث يتكلم عن عموم الأنبياء في حين يتكلم عن التغني بالقرآن وهو نزل على النبي صلى الله عليه وسلم ؟ ::..

- قد تتسائل فتقول: كيف يكون المقصود به عموم الأنبياء والقرآن نزل على النبي صلى الله عليه وسلم ؟

- قلت لك .. أنت فهمت لفظ القرآن هنا خطأ يا صديقي .. لأن القرآن ليس المقصود به كلام الله المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم .. وإنما يقصد به عموم الوحي الإلهي المنزل في كل الأزمان .. فالتوراة والإنجيل ومزامير داوود تسمى قرآن .. من حيث كونها في أصلها كلام الله المتلو والمقروء تعبدا لله .. كقوله تعالى: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ) البقرة121 .. فتم وصف كلام الله المنزل عليهم عن طريق أنبيائهم بالكتاب المتلو .. كما أن القرآن كتاب متلو ..

- فكلمة القرآن هنا في الحديث بمعناها اللغوي أي كلام الله المقروء .. وليس بمعناها المعهود لك .

********************

..:: س26: هل الأنبياء مخصوص لهم التغني بكلام الله دون غيرهم ؟ ::..

* قد تتسائل قائلا .. أن حديث التغني يتكلم عن الأنبياء وقد يكون خاص بهم .. فما علاقة هذا بعموم المؤمنين ؟

- الجواب على ذلك:
1- قد يكون كلامك صحيحا لو لم يكن هناك حديث النبي صلى الله عليه وسلم القائل (ليسَ مِنَّا مَن لَمْ يَتَغَنَّ بالقُرْآنِ) صحيح البخاري.. فدل ذلك على أن التغني أمر مطلوب من الأمة .. سواء كان المراد به تحسين الصوت حين قرائته أو الجهر والإعلان به أو الإستغناء به عن غيره .. او المراد به جميع ما سبق .. كما سبق وشرحنا .

2- وقد وجدت (صاحب الرسالة): رواية في الصحيح تؤكد عمومية التغني .. وهي رواية لم أجد أحد من سادتنا العلماء استدل بها فيما توافر عندي من مراجع .. وهي بلفظ :(مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ كَأَذَنِهِ لِلَّذِي يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ، يَجْهَرُ بِهِ) صحيح بن حبان .. وقال الألباني: حسن صحيح ، وقال الأرنؤوط: إسناده حسن .

- فتأمل لفظ (للذي يتغنى): فهو لفظ عام لكل من يتغنى بالقرآن ..

3- هناك روايات تزكي مفهوم التغني .. مثل حديث (حَسِّنوا القُرآنَ بأصواتِكم؛ فإنَّ الصوتَ الحسَنَ يَزيدُ القُرآنَ حُسنًا) رواه الدارامي والحاكم .. وقال حسين أسد في تحقيق سنن الدارامي: إسناده صحيح ..، وذكره الالباني في الصحيحة وصحيح الجامع .

- وفي رواية بلفظ (زَيِّنوا القُرآنَ بأصواتِكم) صحيح أبي داوود . وقال الألباني: إسناده صحيح .
- معنى (زينوا القرآن): أي أحسنوا في قرائتكم للقرآن من تجويد وترتيل وتجميل للصوت عند قرائته .

4- وهناك روايات ضعيفة جاءت بلفظ: (ما أَذِنَ اللهُ لشيءٍ كأَذَنِه لرجلٍ حسنِ التَّرنُّمِ بالقرآنِ) رواه بن عدي في الضعفاء .. وكل روايات هذه الرواية ضعفها الألباني وأنكر لفظ الترنم .

- وهناك رواية بلفظ :(لَلَّهُ أشدُّ أَذَنًا للرجلِ الحسنِ الصوتِ بالقرآنِ من صاحبِ القَيْنةِ إلى قَيْنَتِه) ضعيف بن ماجه .. وضعفه الارنؤوط في تخريج مسند أحمد .

- وخلاصة ما سبق .. أن التغني في حديث الأنبياء ليس المقصود به الأنبياء فقط كما تتصور من قرائتك لهذا الحديث .. وإنما هو عام للجميع .. كما أوضحت لك .. طبعا مع اختلاف العلماء على مفهوم التغني ..!!

***************************

..:: س27: هل هذا الحديث صحيح (زَينُوا الْأَصْوَات بِالْقُرْآنِ) أو (زينوا أصواتكم بالقرآن) ؟ ::..

- هناك حديث يستدل به بعض العلماء على جواز تحسين الصوت بالقرآن وهو حديث (زَينُوا الْأَصْوَات بِالْقُرْآنِ) رواه بن عدي في الضعفاء ..، ويروى بلفظ (زينوا أصواتكم بالقرآن) رواه الطبراني في الكبير  ..، ويروى بلفظ (أَحْسِنُوا الْأَصْوَاتَ بِالْقُرْآنِ) رواه الطبراني في الكبير ..

- ومعنى (زينوا أو أحسنوا) : هو أن كلام الله بكل تأكيد يزيد من صوت المؤمن جمالا بجريان كلام الله على لسانه .. حيث أنه الحق من الله ..  

- ولكن هذا الحديث غير صحيح السند عند غالب علماء الحديث .. حتى وإن كان معناه صحيح ولكنه لم يصح كرواية (زينوا القرآن بأصواتكم) .. والله أعلم.

- قال الإمام بن القيسراني رحمه الله (المتوفى: 507هـ):
 - حَدِيث: (زَينُوا الْأَصْوَات بِالْقُرْآنِ). رَوَاهُ سعيد بن الْمَرْزُبَان أَبُو سعد الْبَقَّال: عَن الضَّحَّاك، عَن ابْن عَبَّاس. وَسَعِيد هَذَا لَيْسَ بِشَيْء فِي الحَدِيث.
- وَقد رَوَاهُ غير وَاحِد: عَن أبي سعد - فَقَالَ: (زَينُوا أَصْوَاتكُم بِالْقُرْآنِ) - مِنْهُم: مرجى بن رَجَاء الْحَافِظ .. رَوَاهُ عَن أبي سعد كَذَلِك .. ومرجى بن رَجَاء ضعفه يحيى بن معِين مرّة، وَقَالَ مرّة: هُوَ صُوَيْلِح .. وَأوردهُ فِي ذكر عبد الله بن خرَاش: عَن الْعَوام، عَن مُجَاهِد، عَن ابْن عَبَّاس. وَعبد الله بن خرَاش مُنكر الحَدِيث.
ذخيرة الحفاظ ج3 ص1422

- وقد ضعف الشيخ الألباني كل طرق الحديث الخاصة بحيث (زينوا (أحسنوا) أصواتكم بالقرآن) .. وقال منكر مقلوب ..!!

- ولكن الحديث الصحيح هو بلفظ (زَيِّنوا القُرآنَ بأصواتِكم) صحيح أبي داوود . وقال الألباني: إسناده صحيح .

- وأيضا الصحيح بلفظ حَسِّنوا القُرآنَ بأصواتِكم .. فإنَّ الصوتَ الحسَنَ يَزيدُ القُرآنَ حُسنًا) رواه الدارامي والحاكم .. وقال حسين أسد في تحقيق سنن الدارامي: إسناده صحيح ..، وذكره الالباني في الصحيحة وصحيح الجامع .

*****************************

..:: س28: ما هو معنى حديث حَسِّنوا القُرآنَ بأصواتِكم) أو (زَيِّنوا القُرآنَ بأصواتِكم) ؟ ::..

1- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (زَيِّنوا القُرآنَ بأصواتِكم) صحيح أبي داوود . وقال الألباني: إسناده صحيح .

2- وفي رواية لفظ: حَسِّنوا القُرآنَ بأصواتِكم .. فإنَّ الصوتَ الحسَنَ يَزيدُ القُرآنَ حُسنًا) رواه الدارامي والحاكم .. وقال حسين أسد في تحقيق سنن الدارامي: إسناده صحيح ..، وذكره الالباني في الصحيحة وصحيح الجامع .

- معنى (أحَسِّنوا أو زينوا القُرآنَ بأصواتِكم):
1- قوله (زينوا القرآن) يدل على ما يزين به من حسن الصوت مع الترتيل والتدبر ومراعاة الإعراب.. فكأن الزينة للقاريء لا للقرآن .. وهو مثل قوله تعالى (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا) المزمل4 ..
- ويؤكد المعنى السابق الرواية الأخرى عن البراءبن عازب والتي جاء فيها: (زينوا القرآن بأصواتكم فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً)
- وعلى هذا الرأي كثير من شارحي الأحاديث ..

2- وقيل بل الحديث معناه بالمقلوب ويفهم هكذا (زينوا أصواتكم بالقرآن) وهذا مثل قولك (أدخلت رأسي في القلنسوة) أي (أدخلت القلنسوة في رأسي ) ..
- وعلى هذا الرأي بعض شارحي الأحاديث ..

- والله أعلم ..

************************
..:: س29: كيف يطلب النبي من المؤمنين تحسين الصوت في قرائتهم للقرآن في حين أن ذلك خصوصية عطاء للبعض دون الآخر ؟ ::..

- قد تتسائل صديقي المؤمن فتقول .. كيف يحسن البعض صوته في قراءة القرآن وهو لا يمتلك هذه الخصوصية .. وبذلك يكون عاجز على تنفيذ التوجيه النبوي ؟!! بل ويكون في ذلك تحميل أنفسنا بما لا نطيق فعله لأن أكثرنا لا نملكه ؟ فكيف نفهم كلام النبي صلى الله عليه وسلم حينما يقول (زينوا القرآن بأصواتكم فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً) ؟

- قلت لك :
- اطمئن أخي الحبيب .. يقول تعالى (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا) البقرة286.

- وتحسين الصوت عند عموم العلماء هو الإجتهاد في الوصول  لتحقيق ترتيل القرآن وذلك لقوله تعالى (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا) المزمل4 .. والترتيل هو قراءة القرآن على مهل مع إتقان أدائه قدر استطاعتك ..

- ولا تنسى أن المتتعتع في القرآءة أي الذي يقرأه ويتلعثم فيه أو يقرأه لأنه ضعيف في القرآءة أو نظره ضعيف أو غير ذلك .. فهو مأجور بفضل الله تعالى ..

- أما ما تجده من كلام العلماء من أن الصوت الحسن هو ما يكون فيه لحن مؤثر في القلوب .. وما شابه ذلك .. فهذه خصوصية صوت يكون من الجمال أن يستخدمها المؤمن لو أكرمه الله بها .. ولكنها أظن وأتيقن ليست هي مراد النبي صلى الله عليه وسلم .. لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يكلف أمته بما خارج طاقتها .. والله أعلم .

- أما عن قراءة القرآن بالألحان وبالتحزين وبالتحبير .. فهذا سيأتي بيانه .. فتمهل في تحصيل العلم واحدة واحدة حتى تستوعب المسائل .. ولا تتعجل فتخطيء ويختلط عليك الأمر ..!!
 ***********************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 12 تعليقًا:

  1. صباح الخير. استاذ خالد. كم اتشوق. لكل موضوع تكتبه في هذه المدونه. واكيد كل كلمه تكتبها مهمه جدا وفيها خير ونفع كبير. لنا /لك كل الحب والتقدير استاذي وكتب الله اجرك. اللم صلي علي النبي. تسليما كثيرا. نزول الملائكة والسكينة والرحمة للقرآن وأهله
    حديث أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده).
    (صحيح مسلم. فضل الماهر بالقرآن والذي يتتعتع فيه
    حديث عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام ، ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده ، وهو عليه شديد فله أجران) .
    (البخاري ومسلم.

    ردحذف
  2. اللهم لك الحمد والمن والفضل يالله
    لقد اجبت على سؤال كنت دائما أسأله لنفسى وأتعجب كثيرا داخلى كلما قرأت القرءان الكريم
    أين نحن ممن تعلم تجويده وأحسن تلاوته..وهل لنا نصيب فى هذا الفضل لانا لم نحسن حتى الآن فى نطق حروفه او تلاوته الصحيحه..فالحمد لله ان الله من علينا بما شاء جل فى علاه أن يمن به عليك من فضله يا استاذنا الكريم..ونحن فى انتظار ماسبأتى من درر قرآنيه ونبويه باذن الله
    متعكم الله بالصحه والعافيه واسبغ عليكم دائما وابدا بفضله وكرمه آمين يارب العالمين
    اللهم صل على سيدنا محمد أبد الأبد .مادام المدد وعلى آله وسلم

    ردحذف

  3. ما شاء الله ..
    لقد أغدقت علينا في المعاني والنفحات

    ولقد أعجبني ما جيء في معنى ( أذنه ) .. وهو السمع .. فإن القرآن الكريم كلام الله تعالى .. ويقينا أن الله تعالى يحب ان يسمع كلامه يتغنى به ويجود وينطق على أحسن وجه ..
    واستحضار سماع الله لنا ونحن نقرؤ كتابه .. يخلق احساس جميل بحيث نحاول ان تكون قراءتنا - من الحسن والجمال - على الوجه الذي يرضى الله به عنا .. فتنشأ علاقة روحية بين القاريء والقرآن .. وبين القاريء وبين منزل القرآن ..

    وهذا يأخذنا الى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .. النبي الأمي .. المتلقي عن ربه .. والمتخلق بأخلاق ربه .. صاحب المحبة الكاملة واقوى رابطة روحية بينه وبين كلام الله تعالى .. الى درجة انه يحب أيضا أن يسمعه من غيره .. كما جاء في الحديث :
    " قالَ النبيُّ ﷺ لِعَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ: اقْرَأْ عَلَيَّ، قالَ: أَقْرَأُ عَلَيْكَ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟ قالَ: إنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمعهُ مِن غيرِي، "

    فالله تعالى يحب ان يسمع كلامه
    والنبي صلى الله عليه وسلم يحب ان يسمع كلام الله تعالى
    وعليه فنحن لابد ان نتربى على الاستماع للقرآن .. لما في الاستماع الاثر العميق في تقوية الرابطة الروحية .. والله اعلم

    زادكم الله من فضله وأحاطكم بنوره

    ردحذف
  4. أستاذي الحبيب خالد:
    متّعكم الله بالفهم، وأغرقكم في بحار قربه، وجعلكم للقاصدين إليه إماما، اللهم آمين آمين آمين يا ربّ العالمين.

    ردحذف
  5. قال الاستاذ خالد ابوعوف:
    *لا تطلب ما حجب عنك حتى لا تحجب به عن الله .. واطلب من الله ولا تطلب من نفسك .. فانت لا تعلم هل ما تطلبه نفسك هو خير ام شر .. فاترك الله يدبر لك .. !!*
    ....
    طيب
    ماهو شرح هذه العبارة مع مثالا مثالين للتوضيح. ودمتم سالمين.
    ..

    ردحذف
    الردود
    1. دعني ارد عليك من خلال تجربة مررت بها يا مجد لعلي افيدك بما تعلمت .
      -في بداية معرفتي بالمدونة ، كنت ملتحقة بمجموعة على الواتس لحفظ القرءان بشرط تلاوة جزئين يوميا والكثير من الفروض الخاصة بالقرءان ..كنت قد دعوت الله قبلها ان يمكني من حفظ كتاب الله فيسر لي تلك المجموعة قبل معرفتي المدونة بسنة تقريبا ..
      بعد ان طلبت التعلم من ا.خالد ونصحه وارشادي ، بمجرد طلبي ذلك واني اريد الله بصدق ، توقف كل شيء ..كل شيء طلبته في هذا طريق الحفظ قد توقف ، الذي يبدو لنفسي وللجميع انه طريق الخير ..( حجب الله عني سيري في طريق الحفظ بهذه الطريقة بل وخرجت من المجموعة بعد الاستخارة ) -طلبت أمرا ما لم يرده الله لي ومهما سعيت فيه وجدت قبضا في ذاك الطريق..طلبت الحفظ ولكن بسببه ظهرت ذنوبا في النفس كالعجب والغرور ورؤية انني خير من غيري ممن لم يوفق للحفظ .. ولما طلبت الله بصدق حجب عني ما طلبته نفسي ..فكان ما طلبته ( وهو الحفظ ) سببا (لحجبي عن رحمة الله) بسبب ما اقترفته نفسي .

      ●اما طلبك من الله وليس من نفسك ، يعني مثلا انت تتمنى ان تكون موفقا في طريق خير ما ( بر والدين او صلة رحم او ذكر لله او تلاوة قرءان وتعلمه ...الخ ) هذه النية داخلك تحتاج لقوة وارادة ، تلك القوة تستمدها مِن مَن ؟؟ من نفسك فتقوم بسرعه متوكلا على ذاتك وقراراتك( كما يدعي بتوغ التنمية البشرية ) ام من الله فتقول توكلت على الله واستعنت بالله فوفقني لما اتمنى يا ألله واختر لي الخير ..فهنا انت تدعو لتعمل صالحات لكن قد تتوقف لحكمة يعلمها الله ويفتح لك باب خير ايسر ، فليس امامك إلا ان ترضى بباب الخير هذا .لأنك استعنت بالله واستخرته فليس لك إلا الرضا والسير فيما يسره الله لك .

      هي عبارة صغيرة لكن تحتاج لكلام كثير لشرحها جزا الله استاذنا خيرا فيما يسعى لنتعلمه منه .
      ============

      اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا حتى ترضى سبحانك.

      حذف
    2. أزال المؤلف هذا التعليق.

      حذف
    3. فتكون العبارة كمثال على تجربتي : لا تطلب من الله ما حُجب عنك( حفظ القرءان ..وقد تكون سفرية او زواج او انجاب ذكر او انثى..الخ ) حتى لا تُحجب به عن الله ( لأنه شغلك عن الله وشغلك برؤية نفسك عن رؤية افضال الله وحكمته فيما يقدر لك ) واطلب من الله ( اي قل اللهم اختر لي الخير واعني عليه وارضني به ) ولا تطلب من نفسك ( اي لا تظن ان نفسك وصلت لشيء حتى تعطيك إياه) والله اعلم .

      وتأمل اننا نقول عند كل عمل بسم الله ..وكأنها إشارة للاستعانة به والتبرك باسمه سبحانه في كل حياتنا .


      ============

      اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا حتى ترضى سبحانك.

      حذف
    4. أزال المؤلف هذا التعليق.

      حذف
    5. اما عن تجربتي الشخصيه
      حكون شويه جريئه وصريحه ده معروف عني لكن بقالب ادبي شويه احاول جاهد اتحلى باخلاق الكلام الصريح المتزن

      كنت معرفش مريم كانثى كنت دايم ببكي اسخط ليش انا هيك دون عن غيري يوم مارحت فتحت عليا هذا الباب وجدتني لااستطيع تحملها صعبت عليا كثيرا اذ حظرتها استحظرتها طلعتها عشان صعبت عليا مرتين
      مره لما جعلتها حيه المره التانيه لما بموتها اختقها بكلتا يديا
      كانت تسالني ليه طلعتني ليه الان بتحاولي توموتني ضلمتين مرتين كنت رضيت بيا وبيك زي مكنا زمان


      من يومها بحاول اثبت اتزن ارجع زي زمان زي مريم القديمه بس لي امل في رب ان يعيدني كما اوجدني فهو اعلم بحالي مني

      حاولت اكون صادقه لابعد الحدود بعتذر لو ربما هي النفس خدعتني زينت لي البوح فاحسبني على خير انا من المفسدين

      لاحول ولاقوه الا بالله 🌸

      حذف
  6. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  7. بارك الله فيك فيكم استاذنا الكريم .. تشرح أحاديث وتوضح معاني عشنا دهرا نفهما خطأ ...حديث "أذن" هذا حديث اول مرة اتعلمه ،، ومعنى التغني بالقرءان وتحسين الصوت كنت لا افهمه...جزاك الله خيرا.

    =============
    اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا حتى ترضى سبحانك.

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف