الروحانيات فى الإسلام: ج6: رسالة النفحات في مفهوم الحديث النبوي عن نسيان حفظ القرآن والتغني بالآيات - هل التغني يصح القراءة معه بالألحان - ما هي لحون العرب ولحون أهل الفسق - هل اللحن المقصود به ما يدرس في علم التجويد.

بحث في المدونة من خلال جوجل

الأربعاء، 10 يونيو 2020

Textual description of firstImageUrl

ج6: رسالة النفحات في مفهوم الحديث النبوي عن نسيان حفظ القرآن والتغني بالآيات - هل التغني يصح القراءة معه بالألحان - ما هي لحون العرب ولحون أهل الفسق - هل اللحن المقصود به ما يدرس في علم التجويد.


بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة النفحات
في مفهوم الحديث النبوي
عن نسيان حفظ القرآن والتغني بالآيات
(مع التعريف بأهل القرآن وبعض من خسروا أجر عبادتهم عند الله)

(الجزء السادس)

* فهرس:
::الفصل السابع :: المراد باللحن في مفهوم التغني بالقرآن ::
1- س30: هل التغني يصح القراءة معه بالألحان ؟
2- س31: ما هي لحون العرب ولحون أهل الفسق ؟
3- س32: هل اللحن المقصود به ما يدرس في علم التجويد ؟

  **************************
..:: الفصل السابع ::..
:: المراد باللحن في مفهوم التغني بالقرآن ::
**************************

..:: س38: هل التغني يصح القراءة معه بالألحان ؟ ::..

- عليك أن تعرف أن الألحان المقصود بها هنا .. هو ما يحدثه اللسان من نغم أثناء القراءة .. وليس المقصد بالآلحان استخدام الآلات مع القراءة .. فهذا شيء منكر ومحرم لما يترتب عليه من انحراف في تلاوة القرآن .. فضلا عن أنه ليس فعل النبي صلى الله عليه وسلم.

- وعن نفسي أعتبر من يريد قراءة القرآن بالآلات الموسيقية .. فهذا نوع من أنواع الإلحاد في القرآن من خلال التحريف في طريقة تبليغ القرآن التي بلغتنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فهو لم يبلغ القرآن بقراءة مصحوبة بآلات موسيقية .. ولم يفعل صحابته ذلك ولا تابعيه ولا تابعيهم ..!!
  
- أما عن سؤالنا الخاص بمفهوم التغني هل يصاحبه لحن أم لا .. فقد قلنا أن التغني معناه الجهر بقراءة القرآن أو الاستغناء به عن غيره أو تحسين الصوت وترتيله كما أمرنا الله تعالى .. ويغلب على ظن بعض مفسري الأحاديث .. أن المراد به تحسين الصوت لأن كلام الله يزداد حسنا وجمالا كلما قرأته كما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم .. وترتيلك للقرآن إنما يكون قدر استطاعتك في تحصيل علم التجويد (وهو في الأصل علم تلقين يحتاج إلى سماع) .. وفائدة هذا العلم حتى تتعلم كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن .. وحتى ترتقي إلى قراءة جيدة ومتقنة .. وذلك حبا في كلام الله واتباعا للنبي صلى الله عليه وسلم .

- ولكن ظهرت مسألة خلافية بين العلماء بسبب لفظ (التغني) .. حيث أن الغناء يصاحبه ألحان .. فهل يصح أن يصاحب قراءة القرآن ألحان كما يصاحب ذلك أغاني أهل الهوى والغرام .

- فهناك من العلماء من أنكر ذلك .. وهناك من أجاز ذلك .. ومن الذين أنكروا هم الذين تأولوا لفظ التغني على أنه بمعنى (الاستغناء – أو - الجهر به) .. فضلا عن أن الألحان يدخل بها هوى النفس مما يؤدي إلى فساد في قدسية القرآن .. !!

- ولكن في الحقيقة لو رجعنا لكلام الفريقين .. فلا يوجد اختلاف وإن كان في ظاهره يظهر الخلاف .. لأن كلاهما متفق على أن القرآن تكون قرائته كما روي إلينا بالسند المتصل عن النبي صلى الله عليه وسلم .. ولذلك يمتنع أي لحن يخرج القرآن عن أصول قرائته .. وأيضا لا يكون بتلحين الأغاني المعهودة لأنه يفسد المعنى ويخرجه عن قدسيته .. ولكن لو كان اللحن فيه توافق مع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم .. فلا مانع .. لأن اللحن يقصد به هنا تجميل قراءة القرآن بصوت جميل يجذب سماع المستمع ليتذوقه في قلبه وعقله .. واستدلوا أهل الجواز بما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لأبي موسى الأشعري: (لَقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ " فَقَالَ: لَوْ عَلِمْتُ لَحَبَّرْتُهُ لَكَ تَحْبِيرًا) صحيح مسلم ..، وبحديث (ليسَ مِنَّا مَن لَمْ يَتَغَنَّ بالقُرْآنِ) صحيح البخاري ..، وبحديث (مَا أَذِنَ الله لِشَيءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوتِ، يَتَغَنَّى بِالقُرآنِ يَجهَرُ بِهِ) صحيح مسلم ..، وهذا الحديث وسابقه تم شرحه في الجزء السابق فارجع إليه لتعرف معناه .

* وإليك مجمل ما قاله العلماء في مسألة اللحن مع الترتيل .. وقد لخصة الإمام أبو العباس القرطبي ..

* قال أبو العباس القرطبي رحمه الله (المتوفى 656 هـ):
- عند شرحه لحديث (مَا أَذِنَ الله لِشَيءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوتِ، يَتَغَنَّى بِالقُرآنِ يَجهَرُ بِهِ) صحيح مسلم.

-  وفائدة هذا الخبر حث القارئ على إعطاء القراءة حقها من: ترتيلها، وتحسينها، وتطييبها بالصوت الحسن ما أمكن.

- فأما قوله: (يتغنى بالقرآن) فتمسك به من يجوّز القرآن بالألحان، وهو أبو حنيفة وجماعة من السلف، وقال به الشافعي في التحزين، وكرهه مالك وأكثر العلماء، ولا أشك أن موضع الخلاف في هذه المسألة إنما هو إذا لم يغيّر لفظ القرآن بزيادة أو نقصان، أو يبهم معناه بترديد الأصوات، فلا يُفهم معنى القرآن، فإن هذا مما لا شك في تحريمه.
- فأما إذا سلم من ذلك، وحذى به حذو أساليب الغناء والتطريب والتحزين فقط .. فقد قال مالك: ينبغي أن ننَزِّه أذكار الله، وقراءة القرآن عن التشبه بأحوال المجون والباطل؛ فإنها " أي الأذكار والقرآن" حق، وجد، وصدق..، والغناء: هزل، ولهو، ولعب.

- وهذا الذي قاله مالك وجمهور العلماء هو الصحيح .. بدليل ما ذُكِر ، وبأدلة أُخَرى:

1- منها: أن كيفية قراءة القرآن قد بلغتنا متواترة عن كافة المشايخ جيلا فجيلا إلى العصر الكريم؛ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وليس فيها تلحين ولا تطريب، مع كثرة المتعمِّقين والمتنطِّعين في مخارج الحروف، وفي المدِّ، والإدغام، والإظهار، وغير ذلك من كيفية القراءات، وهذا قاطع.

2- ومنها: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد قال: (مَا أَنَا مِنْ دَدٍ وَلاَ الدَّدُ مِنِّي) .. والدَّدُ: هو اللعب، واللهو، ومعنى ذلك: أن اللعب لا يليق بأحواله، فكيف بقرآنه وقراءته؟ !

- تعليق من (صاحب الرسالة خالد أبوعوف): الحديث السابق (لَسْتُ مِنْ دَدٍ، وَلَا الدّدُ مِنِّي بِشَيْءٍ) رواه البخاري في الأدب المفرد وضعفه الألباني في ضعيف الأدب المفرد والسلسلة الضعيفه وضعيف الجامع .. ومعنى الحديث: لست من أهل الباطل .. ولا الباطل يصدر مني .. والله أعلم .

3- ومنها: أنّ التطريب والترجيع يؤدي إلى الزيادة في القرآن، والنقص منه، وهما ممنوعان، فالمؤدِّي إليهما ممنوع؛ وبيانه: أن التطريب، والتلحين يحتاج من ضروراته أن يمد في غير موضع المدّ، وينقص؛ مراعاة للوزن؛ كما هو معلوم عند أهله.

4- ومنها: أنه يؤدي إلى تشبيه القرآن بالشعر، وقد نزهه الله عن الشعر وأحواله، حيث قال تعالى: (إِنَّهُ لَقَولُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * وَمَا هُوَ بِقَولِ شَاعِرٍ) الحاقة40-41.

* وقد تأوّل من منع من تلحين القرآن .. قوله - صلى الله عليه وسلم -: يتغنى به. وقوله: (ليس منا من لم يتغن بالقرآن) .. على تأويلات:

- أحدها: أن معناه أنه يستغني به، يقال: تغنّيت، وتغانيت، بمعنى: استغنيت، قاله سفيان.

- وثانيها: أن معناه يجعله مكان الغناء، وبدلا منه .. فيستديم تلاوته ، ويستطيبه كما يستطيب الغناء.

- وثالثها: أن معناه: يجهر به. كما فسّره الصحابي راوي الحديث، وهذا أشبه؛ لأن العرب تسمي كل من رفع صوته ووالى به: غانيًا، وفعله ذلك: غناء، وإن لم يلحنه تلحين الغناء، وعلى هذا فسّره الصحابي، وهو أعلم بالمقال، وأقصد بالحال. والله تعالى أعلم.
المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم ج2 ص421-423

* قلت (خالد صاحب الرسالة):
- ما ذكره الإمام القرطبي من رأي الإمام مالك وكراهيته للحن .. فإنما ذلك لما يترتب عليه انحراف في اللفظ القرآني بأي صورة من الصور التي ذكرها القرطبي ..، ولكن لو كان اللحن الصوتي ليس فيه مخالفة عن قواعد الترتيل وما رواه الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم .. فلا مانع حينئذ ولا يوجد سبب للكراهة .. وذلك لأن اللحن المنضبط  والمحكم بقواعد الترتيل له تأثير جيد على المستمع له .. ولعل هذا هو ما جاء عن الإمام الشافعي في أنه كرهه مرة وأجازه مره .. فيكون الكراهة لما فيه مخالفة والجواز لما ليس فيه مخالفة .. والله اعلم .

- ولعل الإمام مالك كره اللحن .. تخوفا من هوى النفس من بعض النفوس فيستغل ذلك في التلاعب بكلام الله وإخراجه عن ترتيله الصحيح وما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم .. والله أعلم .

* قال الإمام بن القيم رحمه الله (المتوفى: 751هـ):
- وَفَصْلُ النِّزَاعِ، أَنْ يُقَالَ: التَّطْرِيبُ وَالتَّغَنِّي عَلَى وَجْهَيْنِ ..
- أَحَدُهُمَا: مَا اقْتَضَتْهُ الطَّبِيعَةُ وَسَمَحَتْ بِهِ مِنْ غَيْرِ تَكَلُّفٍ وَلَا تَمْرِينٍ وَلَا تَعْلِيمٍ، بَلْ إِذَا خُلِّيَ وَطَبْعَهُ، وَاسْتَرْسَلَتْ طَبِيعَتُهُ جَاءَتْ بِذَلِكَ التَّطْرِيبِ وَالتَّلْحِينِ فَذَلِكَ جَائِزٌ، وَإِنْ أَعَانَ طَبِيعَتَهُ بِفَضْلِ تَزْيِينٍ وَتَحْسِينٍ كَمَا قَالَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَسْمَعُ لَحَبَّرْتُهُ لَكَ تَحْبِيرًا) .. وَالْحَزِينُ وَمَنْ هَاجَهُ الطَّرَبُ وَالْحُبُّ وَالشَّوْقُ لَا يَمْلِكُ مِنْ نَفْسِهِ دَفْعَ التَّحْزِينِ وَالتَّطْرِيبِ فِي الْقِرَاءَةِ، وَلَكِنَّ النُّفُوسَ تَقْبَلُهُ وَتَسْتَحْلِيهِ لِمُوَافَقَتِهِ الطَّبْعَ، وَعَدَمِ التَّكَلُّفِ وَالتَّصَنُّعِ فِيهِ فَهُوَ مَطْبُوعٌ لَا مُتَطَبَّعٌ، وَكَلَفٌ لَا مُتَكَلَّفٌ، فَهَذَا هُوَ الَّذِي كَانَ السَّلَفُ يَفْعَلُونَهُ وَيَسْتَمِعُونَهُ، وَهُوَ التَّغَنِّي الْمَمْدُوحُ الْمَحْمُودُ، وَهُوَ الَّذِي يَتَأَثَّرُ بِهِ التَّالِي وَالسَّامِعُ، وَعَلَى هَذَا الْوَجْهِ تُحْمَلُ أَدِلَّةُ أَرْبَابِ هَذَا الْقَوْلِ كُلُّهَا.

- الْوَجْهُ الثَّانِي: مَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ صِنَاعَةً مِنَ الصَّنَائِعِ، وَلَيْسَ فِي الطَّبْعِ السَّمَاحَةُ بِهِ، بَلْ لَا يَحْصُلُ إِلَّا بِتَكَلُّفٍ وَتَصَنُّعٍ وَتَمَرُّنٍ، كَمَا يُتَعَلَّمُ أَصْوَاتُ الْغِنَاءِ بِأَنْوَاعِ الْأَلْحَانِ الْبَسِيطَةِ، وَالْمُرَكَّبَةِ عَلَى إِيقَاعَاتٍ مَخْصُوصَةٍ، وَأَوْزَانٍ مُخْتَرَعَةٍ، لَا تَحْصُلُ إِلَّا بِالتَّعَلُّمِ وَالتَّكَلُّفِ، فَهَذِهِ هِيَ الَّتِي كَرِهَهَا السَّلَفُ وَعَابُوهَا وَذَمُّوهَا وَمَنَعُوا الْقِرَاءَةَ بِهَا وَأَنْكَرُوا عَلَى مَنْ قَرَأَ بِهَا، وَأَدِلَّةُ أَرْبَابِ هَذَا الْقَوْلِ إِنَّمَا تَتَنَاوَلُ هَذَا الْوَجْهَ ..

- وَبِهَذَا التَّفْصِيلِ يَزُولُ الِاشْتِبَاهُ، وَيَتَبَيَّنُ الصَّوَابُ مَنْ غَيْرِهِ.

- وَكُلُّ مَنْ لَهُ عِلْمٌ بِأَحْوَالِ السَّلَفِ يَعْلَمُ قَطْعًا أَنَّهُمْ بُرَآءُ مِنَ الْقِرَاءَةِ بِأَلْحَانِ الْمُوسِيقَى الْمُتَكَلَّفَةِ، الَّتِي هِيَ إِيقَاعَاتٌ وَحَرَكَاتٌ مَوْزُونَةٌ مَعْدُودَةٌ مَحْدُودَةٌ، وَأَنَّهُمْ أَتْقَى لِلَّهِ مِنْ أَنْ يَقْرَءُوا بِهَا وَيُسَوِّغُوهَا.

-  وَيُعْلَمُ قَطْعًا أَنَّهُمْ كَانُوا يَقْرَءُونَ بِالتَّحْزِينِ وَالتَّطْرِيبِ وَيُحَسِّنُونَ أَصْوَاتَهُمْ بِالْقُرْآنِ، وَيَقْرَءُونَهُ بِشَجًى تَارَةً، وَبِطَرَبٍ تَارَةً، وَبِشَوْقٍ تَارَةً، وَهَذَا أَمْرٌ مَرْكُوزٌ فِي الطِّبَاعِ تَقَاضِيهِ وَلَمْ يَنْهَ عَنْهُ الشَّارِعُ مَعَ شِدَّةِ تَقَاضِي الطِّبَاعِ لَهُ، بَلْ أَرْشَدَ إِلَيْهِ وَنَدَبَ إِلَيْهِ وَأَخْبَرَ عَنِ اسْتِمَاعِ اللَّهِ لِمَنْ قَرَأَ بِهِ، وَقَالَ: (لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ) وَفِيهِ وَجْهَانِ:
- أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ إِخْبَارٌ بِالْوَاقِعِ الَّذِي كُلُّنَا نَفْعَلُهُ.
- وَالثَّانِي: أَنَّهُ نَفْيٌ لِهَدْيِ مَنْ لَمْ يَفْعَلْهُ عَنْ هَدْيِهِ وَطَرِيقَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
زاد المعاد في هذي خير العباد ج1 ص474

* قال الإمام بن كثير رحمه الله (المتوفى: 774هـ):
- المطلوب شرعا، إنما هو التحسين بالصوت الباعث على تَدَبُّرِ القرآن وتفهمه، والخشوع والخضوع والإنقياد للطاعة .
- فأما الأصوات بالنغمات المحدثة، المركبة على الأوزان، والأوضاع الملهية والقانون الموسيقائى، فالقرآن يُنَزَّه عن هذا ويجل ويعظم أن يسلك فى أدائه هذا المذهب.
فضائل القرآن ص195

* وقال الإمام بن حجر العسقلاني رحمه الله (المتوفى: 852 هـ):
­- وَلَا شَكَّ أَنَّ النُّفُوسَ تَمِيلُ إِلَى سَمَاعِ الْقِرَاءَةِ بِالتَّرَنُّمِ أَكْثَرَ مِنْ مَيْلِهَا لِمَنْ لَا يَتَرَنَّمُ لِأَنَّ لِلتَّطْرِيبِ تَأْثِيرًا فِي رِقَّةِ الْقَلْبِ وَإِجْرَاءِ الدَّمْعِ وَكَانَ بَيْنَ السَّلَفِ اخْتِلَافٌ فِي جَوَازِ الْقُرْآنِ بِالْأَلْحَانِ.
فتح الباري ج9 ص72

* ثم قال الإمام بن حجر بعد كلام  له:
- وَالَّذِي يَتَحَصَّلُ مِنَ الْأَدِلَّةِ أَنَّ حُسْنَ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ مَطْلُوبٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ حسنا فليحسنه مَا اسْتَطَاعَ كَمَا قَالَ بن أَبِي مُلَيْكَةَ أَحَدُ رُوَاةِ الْحَدِيثِ وَقَدْ أَخْرَجَ ذَلِكَ عَنْهُ أَبُو دَاوُدَ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ .. وَمِنْ جُمْلَةِ تَحْسِينِهِ أَنْ يُرَاعِيَ فِيهِ قَوَانِينَ النَّغَمِ فَإِنَّ الْحَسَنَ الصَّوْتِ يَزْدَادُ حُسْنًا بِذَلِكَ وَإِنْ خَرَجَ عَنْهَا أَثَّرَ ذَلِكَ فِي حُسْنِهِ وَغَيْرُ الْحَسَنِ رُبَّمَا انْجَبَرَ بِمُرَاعَاتِهَا مَا لَمْ يَخْرُجْ عَنْ شَرْطِ الْأَدَاءِ الْمُعْتَبَرِ عِنْدَ أَهْلِ الْقِرَاءَاتِ فَإِنْ خَرَجَ عَنْهَا لَمْ يَفِ تَحْسِينُ الصَّوْتِ بِقُبْحِ الْأَدَاءِ وَلَعَلَّ هَذَا مُسْتَنَدُ مَنْ كَرِهَ الْقِرَاءَةَ بِالْأَنْغَامِ لِأَنَّ الْغَالِبَ عَلَى مَنْ رَاعَى الْأَنْغَامَ أَنْ لَا يُرَاعِيَ الْأَدَاءَ فَإِنْ وُجِدَ مَنْ يُرَاعِيهِمَا مَعًا فَلَا شَكَّ فِي أَنَّهُ أَرْجَحُ مِنْ غَيْرِهِ لِأَنَّهُ يَأْتِي بِالْمَطْلُوبِ مِنْ تَحْسِينِ الصَّوْتِ وَيَجْتَنِبُ الْمَمْنُوعَ مِنْ حُرْمَةِ الْأَدَاءِ وَالله أعلم.
فتح الباري ج9 ص72

* قال الإمام السيوطي رحمه الله (المتوفى: 911هـ):
- مَسْأَلَةٌ: قُرَّاءٌ يَقْرَأُونَ الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتٍ حَسَنَةٍ مُحْتَرِزِينَ مِنَ الزِّيَادَةِ وَالنَّقْصِ فِيهِ، عَالِمِينَ بِأَحْكَامِ الْقِرَاءَةِ فَهَلْ يُمْنَعُونَ مِنْ ذَلِكَ؟ .
- الْجَوَابُ: قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ بِالْأَلْحَانِ وَالْأَصْوَاتِ الْحَسَنَةِ وَالتَّرْجِيعِ إِنْ لَمْ تُخْرِجْهُ عَنْ هَيْئَتِهِ الْمُعْتَبَرَةِ سُنَّةٌ حَسَنَةٌ، وَإِنْ أَخْرَجَتْهُ فَحَرَامٌ فَاحْشٌ - هَذَا مَنْقُولُ الْمَذْهَبِ - صَرَّحَ بِهِ النووي فِي الرَّوْضَةِ وَالتِّبْيَانِ ....
الحاوي للفتاوي ج1 ص296 .. وباقي الفتوى قائمة على سرد الأدلة على جواب ما قاله الإمام رحمه الله .. فارجع إليها لو أحببت .

* قال الشيخ محمد بن قاسم جسّوس الفاسي رحمه الله (المتوفى:1182هـ) في شرحه على رسالة القيرواني :
- ويتحصل من كلام الأئمة: أن تلحينه بمراعاة قوانين النغم مع المحافظة على الأداء هو محل النزاع .
- فمن العلماء من رأى أن النفس تميل إلى سماع القراءة بالترنم أكثر من ميلها لمن لم يترنم ، لأن للتطريب تأثيرا في رقة القلب وإجراء الدمع، فقال بجوازه بل بطلبه واستحبابه .
- ومن العلماء من رأى أنه خلاف ما عليه السلف وأن القاريء على هذا الوجه ربما غفل عن وجه الأداء ، فقال بعدم الجواز سدا للذريعة ..
- أما تحسين الصوت بالقرآن من غير مراعاة قوانين النغم فهو مطلوب بلا نزاع.
نقلا عن كتاب مواهب الأرب المبرئة من الجرب في السماع وآلات الطرب ج1 ص188

* قلت (خالد صاحب الرسالة):
- وخلاصة الجمع بين أدلة المنع والجواز في حالة وجود لحن مع التلاوة .. في الآتي:

1- أن تحريم اللحن إنما يكون فيما يخرج عن مقتضى التلاوة الصحيحة ، زيادة أو نقصاً ، أو إخلالاً بحكم واجب ، أو مخالفة التواتر في الأداء .
- وجواز اللحن إنما يكون فيما يوافق صحة التلاوة والأداء المنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم .. 

2- ويحرم في اللحن أيضا ما كان بآلة موسيقية لما يترتب على ذلك إلحاد في التلاوة وانحراف في ألفاظ القرآن ، فضلا عن مخالفته لفعل النبي صلى الله عليه وسلم .. 
- ويجوز في اللحن ما فيه تطريب السامع واستمالة قلبه وخشوعة مع سماع كلام الله .. ما لم يخل بمعنى ولا مبني للكلمة ولا يخالف قواعد الترتيل المتعارف عليها عند أهل التجويد .
- والله أعلم .
**********************
  
 **********************
  
..:: س39: ما هي لحون العرب ولحون أهل الفسق ؟ ::..

- روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اقرؤوا القُرآنَ بِلُحُونِ العَرَبِ وأصواتِها، وإيَّاكم ولُحون أَهْلِ العِشْق، ولُحُون أهْلِ الكتابيْنِ، وسيجيءُ بعدي أقْوَامٌ يُرَجِّعُونَ بالقرآن تَرْجِيعَ الغِناءِ والنَّوْح، لا يُجَاوِزُ حَناجِرَهم، مَفتونةٌ قلوبُهم، وقلوبُ الَّذين يُعجِبُهم شأنُهم) رواه الطبراني..، قال بن حجر في نتائج الأفكار عن بقية بن الوليد "أحد رواة الحديث": وهو مشهور بالتدليس عن الضعفاء والمجهولين، وما روى عن شيخه حصين أحد غيره، وشيخه "أبو محمد" لا يعرف اسمه، ولا له إلا هذا الحديث..، قال ابن الجوزي في العلل المتناهية: هذا حديث لا يصح، و"أبو محمد" مجهول، و"بقية" يروي الضعفاء ويدلسهم .. وذكره بن عدي في الكامل في الضعفاء ..، وقال الهيثمي في المجمع: فيه راو لم يسم ..!! وذكره الألباني في ضعيف الجامع ..، وقال الأرنؤوط في تخريج زاد المعاد: لا يصح.

- وفي رواية بلفظ (ترجيعَ الغناءِ والرهبانِيَّةِ والنَّوْحِ) رواه الطبراني ..

- وهذا الحديث ذكرته لك لسببين :
الأول: حتى تعرف أنه حديث ضعيف .. لأنه متداول في الكتب وعلى النت .
الثاني: بالرغم من ضعفه .. إلا أن معناه صحيح .. ولكن ليس حجة لمن يحتج به .. إلا إن أتي ما يؤيده بطريق صحيح.. وقد تركت لك شاهد يدل على صحة معناه .. ثم أحببت أن أشرحه لك .. لأن مجمل معناه جاء في الصحيح .. ولكن لا يصح أن تقول هذا الحديث إلا بصيغة التضعيف مثل أن تقول (رُوي – قيل في الحديث) .. وتوضح أنه ضعيف .. إلا لو أكرمك الله بسند صحيح يؤكده ..

- ومعنى (لحون العرب): اللحن هو الغناء والتطريب .. وَقَدْ لَحَنَ فِى قِراءَتِهِ: إِذَا طَرَّبَ بِها وَغَرَّدَ .. والمقصد هو ما كانت العرب تسرده من الشعر بطبيعتها ويكون ممزوجا بلحن طبيعي بالفطرة دون تكلف وكأنه يتذوق هذا الشعر الذي يقوله دون تكلف أو تصنع منه .

- (لحون أهل العشق): يقصد به عدم قراءة القرآن كغناء أهل الهوى المرافق لنغمات الآلات الموسيقية ..

- (لحون الكتابيين): وهو أصوات التحزين المتصنعة منهم حين قراءة كتبهم .

- (يرجعون القرآن): يقصد به ترديد الآيات كما يردد الغناء أهل المغنى والطرب .. بما في هذا الترديد من انحراف عن طريقة أداء القرآن بغير ضوابط في قرائته الواجب وجودها أثناء الترتيل.

- (ترجيع الغناء والرهبانية والنوح): وهذا وصف لطريقة أداء هؤلاء في تكرارهم آيات القرآن .. فهم يقرأون القرآن بترديد آياته كالذي يغني بها بألحان أهل الهوى ، ويكسر بها في أداءه  كالذي يتصنع الخشوع بها ، ويتحزن بها كالذي ينوح بتكرار ابيات الشعر في أغاني الفراق وهجر الأحباب  .. وهذا الترجيع يكون مخالف لطرق الترتيل التي يعرفها أهل القراءات .

- (لا يجاوز حناجرهم): أي لا تعيه قلوبهم .. أو لا تقبل قرائتهم عند رب العالمين لما في هذه القراءة من انحراف في الأداء والألفاظ والمعاني بل وتكون مصحوبة غالبا بالرياء .

- (مفتونة قلوبهم): أي مبتلين بحب الدنيا، وتحسين الناس لهم.

- (وقلوبُ الَّذين يُعجِبُهم شأنُهم): وسامعيهم قد فتنوا بهم .. فكان سماعهم للقرآن سماع طرب وليس سماع عبادة .. كأنهم في حجاب عن تأثير القرآن في قلوبهم .. وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا !!

- وما يؤيد هذا الحديث السابق في المعنى:
- من علامات الساعة الصغري.. جاء في الحديث: (ونَشئًا يتَّخِذونَ القُرْآنَ مَزاميرَ، يُقدِّمونَ أحدَهم لِيُغنِّيَهم، وإنْ كان أقَلَّهم فِقهًا) رواه الطبراني .. قال الأرنؤوط في تخريج مشكل الأثار: صحيح بطرقه وشواهده .. وذكره الألباني في صحيح الجامع.

- معنى (نشئا): أي صغار السن .. يتخذوا من القرآن قرائته كطريقة أهل الغناء والطرب .. ولكنهم معجبون بألحانهم وصوتهم ..
- معنى (الرجل): يقصد به الشاب الذي يتغني بالقرآن .
- (يقدمونه): أي الناس يقدمونه ليكون إماما بهم ليستمعوا لقرائته التي على طريقة أهل الغناء ..!!

- وفي رواية بلفظ: (ونشوٌّ يتخذون القرآنَ مزاميرَ يُقدِّمون الرجلَ ليس بأفقَهِهم ولا بأفضلِهم يُغنِّيهم غناءً) رواه الطبراني .. قال الهيثمي:أحد إسنادي رجاله رجال الصحيح.

- وفي رواية بلفظ: (وَنَشْوٌ يَنْشَأُ يَتَّخِذُونَ الْقُرْآنَ مَزَامِيرَ يُقَدِّمُونَ الرَّجُلَ لَيْسَ بِأَفْقَهِهِمْ فِي الدِّينِ، وَلَا بِأَعْلَمِهِمْ، وَفِيهِمْ مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُمْ وَأَعْلَمُ يُقَدِّمُونَهُمْ لِيُغَنِّيَهُمْ غِنَاءً) رواه الطبراني .

- وفي رواية بلفظ: (ونَشْوٌ يَتَّخِذُونَ القرآنَ مَزَامِيَرًا ، يُقَدِّمُونَ الرجلَ ليس بأفقهِهِمْ و لا أعْلَمِهِمْ ، مايُقَدِّمُونَهُ إلَّا لِيُغَنِّيَهُمْ) رواه الطبراني .. ذكره الألباني في الصحيحة .
- وقد ذكر الألباني في ختام تحقيقه لهذا الحديث بأن قال:والحديث أشار إلى صحته الحافظ في ترجمة الحكم من " الإصابة " (1 / 346) ، وهو حري بذلك لطرقه التي ذكرنا.

- وفي رواية بلفظ: (وَالرَّجُلُ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَزَامِيرَ يُغْنِّي بِهِ الْقَوْمَ، وَالْقَوْمُ يُقَدِّمُونَ الرَّجُلَ لَيْسَ بِخَيْرِهِمْ وَلَا بِأَفْقَهِهِمْ يُغَنِّيهِمْ بِالْقُرْآنِ) رواه أبي عاصم في الآحاد والمثاني ورواه المروزي في قيام الليل .. قلت خالد صاحب الرسالة: وسنده حسن لأن فيه عبيد الله بن زحر الضمري وهو صدوق يخطيء .. وأرى أن هذا الحديث أفضل حالا في السند من غيره .. (ولم يشير الألباني أو الأرنؤوط لهذه الرواية) .. والله أعلم .

************************
..:: س40: هل اللحن المقصود به ما يدرس في علم التجويد ؟ ::..

- حينما يتكلم العلماء عن اللحن في التغني .. فيقصد به نغمة طيبة أثناء القراءة مصحوبة بحسن صوت وحضور قلب .. طبعا مع عدم إخراج القراءة عن ضوابطها وأحكامها .

- ولكن اللحن في علم التجويد يقصد به .. الخطأ في التلاوة ..

1- يقال فلان لحَّنَ (بالتشديد على الحاء) في قرائته: أي غرد بها وطرَّب فيها ..

2- يقال فلان لَحَنَ(بفتح الحاء) في قرائته : أي أخطأ فيها لفظيا أو إعرابيا .

* واللحن في علم التجويد ينقسم إلى: لحن جلي ولحن خفي ..

1- اللحن الجلي هو: الخطأ في تلاوة اللفظ فيخل بالمعنى أو بالإعراب .. وهذا أمر قد يعلمه أو ينتبه له عموم الناس المتعلمين .

2- اللحن الخفي هو: الخطأ في تلاوة الآية مخالفا قواعد وضوابط وأحكام التلاوة المنقولة إلينا من قراءة النبي صلى الله عليه وسلم .. وهذا اللحن الخفي لا يعلمه إلا الذي يعرف علم التجويد ..

* والخلاصة: أن مقصد اللحن في التغني هو أمر جيد وحميد .. وهو غير مقصد اللحن في التجويد الذي هو أمر خاطيء وغير حميد .

- والغرض من التنبيه على هذا الجزء .. حتى لا يختلط الأمر على متعلم القرآن ويتلخبط بين إجازة بعض العلماء باللحن في التلاوة .. في حين أن اللحن قد درس عنه في علم التجويد أنه أمر خطأ وغير طيب ..!! لا .. فشتان بين المقصد هنا والمقصد هناك ..!! فانتبه .

************************
***********************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 18 تعليقًا:

  1. جزاك الله خيرا كثييرا استاذنا الفاضل
    وأسأله تعالى ان يرزقنا تلاوة كتابه على الوجه الذي يرضيه عنا .. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. آمين يارب العالمين

    ردحذف
  2. اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا هَادِينَ مُهْتَدِينَ ، غَيْرَ ضَالِّيْنَ وَلا مُضِلِّينَ ، سِلْماً لأَوْلِيائِكَ ، وَحَرْباً على أَعْدَائِكَ ، نُحِبُّ بِحُبِّكَ مَنْ أَحَبَّكَ ، وَنُعَادِي بِعَدَاوَتِكَ مَنْ خَالَفَكَ.اللَّهُمَّ هَذَا الدُّعَاءُ وَمِنْكَ الإِجَابَةُ ، اللَّهُمَّ هَذَا الجُهْدُ وَعَلَيْكَ التُّكْلانُ. جزاك الله خيرا استاذ خالد ابو عوف اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا ‏محمد وعلى آله وصحبه أجمعي

    ردحذف
  3. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  4. طيب

    هل يجوز قرأة القرأن بالمقامات الموسيقية، زي السيكا ، الصبا ، الحجاز ، نهاوند ، عجم ، كرد ، رست ، بيات ؟
    قصدي المقامات الموسيقية هل يجوز قرأتها بالقرأن الكريم ؟

    ردحذف
    الردود
    1. أزال المؤلف هذا التعليق.

      حذف
    2. طيب

      باليمن زمان كان القُراء للقرأن الكريم تمام = يقرأون من القلب للقلب
      لكن
      الآن بزمن العجائب والغرائب والألاعيب = الناس تحب المقامات الموسيقية زي الأغاني.والعياذ بالله.
      أصبحت الناس تروح للمسجد الذي صوت إمامه زي المغنيين = قصدي يروحوا علشان الطرب الصوتي = علشان يهيصو ويكيفو وينطربوا بالأصوات.
      لكن
      إمام المسجد اللي صوته من القلب إلى القلب = منور بنور الله ورسوله = الناس متعجبهمش !!
      نسأل الله العفو والعافية

      حذف
    3. من الغريب ان اشاهد في التلفاز إمام في صلاة الفجر في شهر رمضان يتغنى بالقرآن و يجود في المقامات الموسيقية بطريقة مستفزة لمدة ربع ساعة تقريبا .. وما كان ذلك من فعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
      *******************

      عن عبد الرحمن بن عبدٍ القاري قال: سمعت عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يقول: سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها، وكِدت أن أعجل عليه، ثم أمهلته حتى انصرف، ثم لبَّبْته بردائه، فجئت به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إني سمعت هذا يقرأ على غير ما أقرأتنيها! فقال لي: «أرسله»، ثم قال له: «اقرأ»، فقرأ، قال: «هكذا أنزلت»، ثم قال لي: «اقرأ»، فقرأت، فقال: «هَكَذَا أُنْزِلَتْ؛ إِنَّ القُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَاقْرَؤُوا مِنْهُ مَا تَيَسَّرَ».

      يتضح من الحديث أن القرآن أنزل للتعبد لا للطرب .. و على القاريء أن لا يخل بأحكام التلاوة و يتلو القرآن كما أنزل من عند رب العالمين ، و يلتزم بمقام (كتاب أنزلناه إليك مبارك "ليدبروا آياته") .. كما أن على المستمع أن يلتزم بمقام (فاستمعوا له و انصتوا)

      الشاهد : ان يكون تحسين الصوت خادما للنطق القرآني ؛ فلا يتصادم مع علم احكام التجويد مع علم آخر لأنه كلام رب العالمين .. و الله اعلم

      *********************
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي و على آله وسلم

      حذف
  5. جزاك الله خيرا استاذ

    ردحذف
  6. الانتساب العظيم :
    عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن لله أهلين من الناس))، قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: ((أهل القرآن هم أهل الله وخاصته)) [رواه النسائي وابن ماجة والحاكم]

    ردحذف
  7. الرفعة و علو في درجات الجنة :

    عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يُقال لصاحب القرآن: اقرأ وارْقَ، ورتِّل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها)) [رواه الترمذي وقال: "حديث حسن صحيح" وأبو داود وابن ماجة].

    ردحذف
  8. جزاك الله خيرا كثيرا استاذنا الكريم.


    اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا حتى ترضى سبحانك.

    ردحذف
  9. جازاك الله خيرا استاذنا

    ردحذف
  10. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي في الله سررت مهجة قلبي بالتعرف لسمو شخصكم الكريم البارك سائل الله عز وجل أن يجمعنا بكم تحت ظل محبته ويجعل جمعنا جمعا مرحوما وتفرقنا تفرقا معصوما اللهم صل وسلم على نبينا وسيدنا وحبيبنا وقدوتنا في الأولين والآخرين

    ردحذف
    الردود
    1. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

      اهلا و مرحبا بك أخي الفاضل هشام .. نفعنا الله بك و استجاب لك .. آمبن

      تحياتي لك
      **************
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي و على آله وسلم

      حذف
    2. متى تصل العطاس إلى ارتواء.. اذا استسقت من البحر الركايا.. ومن يثني الاصاغر عن مراد.. اذا جلس الاكابر في الزوايا.
      الفضل من بعد الله ونبيه يشار إليكم ولجهودكم النيره المثمره انتم دليل الحائر وعين الأعمى وطريق الظال رزقنا الله علمكم واخلاقكم

      حذف
  11. أين استاذنا الفاضل وقدوتنا في العلم والسلوك الأستاذ خالد اشتقنا إليك شوق الفلاة لماء المطر

    ردحذف
  12. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
    جزاك الله خيرا استاذ خالد وزدكم علما

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف