بحث في المدونة من خلال جوجل

الأربعاء، 8 مايو 2019

Textual description of firstImageUrl

ج4: رسالة علم الرقية الشرعية - ما هو فعل النبي مع آيات القرآن - هل النبي كان يستخدم رقية من القرآن كتحصين وعلاج - هل يجوز التوسل بالقرآن للإستشفاء - ما هي أدله مشروعية الرقية بالقرآن من كل مرض ظاهرا وباطنا - هل الحديث النبوي أنكر الشفاء بالقرآن - هل هذه أوهام أم تخبطات فكريه .

بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة 
- علم الرقية الشرعية -
( من القرآن والسنة النبوية )

الجزء الرابع -




* فهرس :
..:: تابع الفصل الثالث :: مشروعية الرقية بالقرآن في الشريعة الإسلامية ::
1- س17: ما هي أدله مشروعية الرقية بالقرآن من كل مرض ظاهرا وباطنا ؟
2- س18: ما هو فعل النبي مع آيات القرآن من حيث الدعاء به إلى الله ؟
3- س19: هل يجوز التوسل بالقرآن للإستشفاء ؟
4- س20: هل النبي كان يستخدم رقية من القرآن كتحصين وعلاج ؟
5- س21: هل هذه أوهام أم تخبطات فكريه ؟
6- س22: هل الحديث النبوي أنكر الشفاء بالقرآن ؟

***********************
..:: تابع الفصل الثالث ::..
:: مشروعية الرقية بالقرآن في الشريعة الإسلامية ::
*****************************

..:: س17: ما هي أدله مشروعية الرقية بالقرآن من كل مرض ظاهرا وباطنا ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..
- القرآن لا خلاف عليه كونه شفاء لباطن الإنسان .. وإنما أثبت لك هنا أنه شفاء أيضا لظاهر الإنسان (أمراض عضوية) ..


- وبمجموع هذه الأدلة مع ما سبقها من أدلة عامة للرقية من كل الأمراض بالدعاء والأذكار .. يكون قد اتضح لك .. أن العمل مع الله بالدعاء والاذكار والقرآن فيه كرامة الشفاء بإذن الله ..


- من الأدلة على مشروعية الرقية بالقرآن ..  
- أولا: من القرآن ..
1- وقوله تعالى : (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ) الإسراء82 ..

- والآيه فيها دلالة على مطلق الشفاء بالقرآن .. فمن آمن بيقين في القرآن كان له شفاء في ظاهره وباطنه .. أي شفاء لأمراضه الجسدية والقلبية ..

- ثانيا : من الأحاديث ..

1- عن السيدة عائشة قالت : ( كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا مَرِضَ أَحَدٌ مِن أَهْلِهِ ، نَفَثَ عليه بالمُعَوِّذَاتِ ، فَلَمَّا مَرِضَ مَرَضَهُ الذي مَاتَ فِيهِ ، جَعَلْتُ أَنْفُثُ عليه وَأَمْسَحُهُ بيَدِ نَفْسِهِ ، لأنَّهَا كَانَتْ أَعْظَمَ بَرَكَةً مِن يَدِي ) صحيح مسلم ..

2- عن السيدة عائشة قالت : ( أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ علَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذَاتِ ، وَيَنْفُثُ ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عليه ، وَأَمْسَحُ عنْه بيَدِهِ ، رَجَاءَ بَرَكَتِهَا . وفي روايةٍ : أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اشْتَكَى نَفَثَ علَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذَاتِ وَمَسَحَ عنْه بيَدِهِ ) صحيح مسلم .

3- عن أبي سعيد الخدري قال (أن نفرًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مروا بماءٍ، فيهم لديغٌ أو سليمٌ، فعرض لهم رجُلٌ من أهل الماء، فقال: هل فيكم من راقٍ؟ إن في الماء رجُلًا لديغًا أو سليمًا، فانطلق رجُلٌ منهم، فقرأ بفاتحة الكتاب على شاءٍ ، فبرأ ، فجاء بالشاء إلى أصحابه ، فكرهوا ذلك وقالوا: أخذتَ على كتاب الله أجرًا! حتى قدموا المدينةَ ، فقالوا: يا رسول الله، أخذ على كتاب الله أجرًا ! فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ أحق ما أخذتُم عليه أجرًا كتابُ الله) صحيح البخاري ..

- وفي رواية بن ماجه والدارقطني (ولكنْ لا أفعَلُ حتى تُعطونا، فقالوا: فإنَّا نُعطيكم ثَلاثينَ شاءً، قال: فقرَأتُ عليه: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، سَبعَ مَرَّاتٍ؛ فبَرَأَ) صحيح بن ماجه ، ورواه الدارقطني – وقال الأرنؤوط : صحيح ..

- وفي رواية أخرى بلفظ : (أنَّ رَهْطًا من أصحابِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ انطلَقوا في سَفرةٍ سافَروها فنزلوا بحيٍّ من أحياءِ العربِ فاستضافوهم فأبوا أن يضيِّفوهم ، قالَ : فلُدِغَ سيِّدُ ذلِكَ الحيِّ فشَفوا لَهُ بِكُلِّ شيءٍ لا ينفعُهُ شيءٌ ، فقالَ بعضُهُم : لو أتيتُمْ هؤلاءِ الرَّهطَ الَّذينَ نزلوا بِكُم لعلَّ أن يَكونَ عندَ بعضِهِم شيءٌ ينفعُ صاحبَكُم ، فقالَ بعضُهُم : إنَّ سيِّدَنا لُدِغَ فشفَينا لَهُ بِكُلِّ شيءٍ ، فلا ينفعُهُ شيءٌ ، فَهَل عندَ أحدٍ منكم شيءٌ يشفي صاحبَنا ؟ ، يَعني رقيةً ، فقالَ رجلٌ : منَ القومِ إنِّي لأرقي ولَكِنِ استضفناكُم فأبيتُمْ أن تضيِّفونا ما أَنا براقٍ حتَّى تجعَلوا لي جعلًا فجَعلوا لَهُ قطيعًا منَ الشَّاءِ ، فأتاهُ فقرأَ علَيهِ بأمِّ الكتابِ ، ويتفلُ حتَّى برأ كأنَّما أُنْشِطَ من عقالٍ ، فأوفاهم جُعلَهُمُ الَّذي صالحوهُ علَيهِ ، فقالوا : اقتسِموا ، فقالَ الَّذي رقي : لا تفعَلوا حتَّى نأتيَ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فنستأمرَهُ ، فغدوا على رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فذَكَروا لَهُ ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ : من أينَ عَلِمْتُم أنَّها رُقيةٌ ؟ أحسَنتُمْ واضربوا لي معَكُم بسَهْمٍ) صحيح أبي داوود .. وأصله في البخاري ومسلم ..

4- وَعَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: (لَدَغَتِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَقْرَبٌ وَهُوَ يُصَلِّي ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: (لَعَنَ اللَّهُ الْعَقْرَبَ لَا تَدَعُ مُصَلِّيًا وَلَا غَيْرَهُ " ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ وَمِلْحٍ ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ عَلَيْهَا" وَيَقْرَأُ: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ - وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ - وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الصَّغِيرِ .. قال الهيثمي : وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ .. وذكره الألباني في الصحيحة (548)..

5- عن خارجةَ بنِ الصَّلْتِ التميميِّ عن عمه: (أنه أتى النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلم – فأسلم ، ثم أقبلَ راجعاً مِنْ عنده، فمرَّ على قومِ عندَهم رَجُلٌ مجنونٌ مُوثَقٌ بالحديدِ، فقال أهلُه: إنَّا حُدِّثْنا أن صاحبَكم هذا قد جاء بخيرٍ، فهلْ عندكم شيءٌ نُداويه ؟ فرقَيتُه بفاتحةِ الكتابِ ، فبرأ، فأعطَوني مئة شاةٍ ، فأتيتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلم - فاخبرتُه، فقال: "هلْ إلا هذا؟ " - وقال مُسَدَّدٌ: في موضعٍ آخر: "هل قلت غير هذا؟ " قلت: لا، قال: "خُذها، فَلَعَمْرِي لَمَن أكلَ برقيَةِ باطلِ لقد أكلتَ برُقْيَةِ حَقٍّ) صحيح أبي داوود – وذكره الألباني أيضا في الصحيحة .. وقال الأرنؤوط : اسناده حسن .


**************************

..:: س18: ما هو فعل النبي مع آيات القرآن من حيث الدعاء به إلى الله ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..
- اعلم يرحمك الله : أنه كان من فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع آيات القرآن .. أربعة أوجه من حيث انفعاله مع الآيات والتوجه بها إلى الله سائله من فضله .. كما يتبين ويظهر لي من تتبع الأحاديث (عن اجتهادي شخصي) :

1- الوجه الأول : أنه يتأوَّل القرآن .. أي يأخذ من القرآن مراد الله ويدعو به ..
ودليل ذلك .. ما جاء في الحديث الصحيح عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت (  كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُكْثِرُ أنْ يقولَ في رُكوعِهِ وسُجودِهِ : سُبحانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنا وبِحَمدِكَ، اللَّهُمَّ اغفِر لي . يَتأوَّلُ القُرآنَ) صحيح البخاري .
- أي يستنبط من القرآن ما يدعو به الله : من قولِه تعالى: (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ) النَّصْر3 .

2- الوجه الثاني : أنه يتعوذ بالله ويسأل الله .. راجيا فضل ما يقرأه من آيات الرحمة .. أو مستعيذا من شر ما يقرأه من آيات العذاب .. ودليل ذلك .. ما جاء في الحديث الصحيح عن عوف بن مالك الأشجعي قال (  قُمتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ليلةً فقامَ فقرأ " بسورَةَ البقَرَةِ " لا يمُرُّ بآيةِ رَحمَةٍ إلا وقفَ فسألَ ، ولا يمُرُّ بآيةِ عَذابٍ إلا وقفَ فتعوَّذَ ...) صحيح أبي داوود .

3- الوجه الثالث : أنه كان يتضرع إلى الله بتكرار آية واحدة كما جاء في الصحيح عن أبي ذر الغفاري قال : ( قام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بنا ليلةً فقام بآيةٍ يُردِّدُها وهي : إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) صحيح بن ماجه .

4- الوجه الرابع : أنه كان يعوذ نفسه ويرقيها بالقرآن .. كما في فعله مع المعوذتين .. حيث قالت السيدة عائشة : ( كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا أوَى إلى فِرَاشِهِ ، نَفَثَ في كَفَّيْهِ بقُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ وبِالْمُعَوِّذَتَيْنِ جَمِيعًا ، ثُمَّ يَمْسَحُ بهِما وجْهَهُ ، وما بَلَغَتْ يَدَاهُ مِن جَسَدِهِ ..
- قَالَتْ عَائِشَةُ : فَلَمَّا اشْتَكَى كانَ يَأْمُرُنِي أنْ أفْعَلَ ذلكَ به) صحيح البخاري .

- مما سبق نتبين الآتي :
- إذا كان فعل النبي مع القرآن هو الإستمداد من معانيه ليدعو به إلى الله .. أو تكرار آية لاستشعارها في قلبه متوسلا بها إلا الله .. أو متعوذا من جلال بطشه وسائله من جمال رحمته .. أو متبركا من فضل سور القرآن كما فعل مع المعوذتين ..

- وإذا كان المرض ابتلاء من الله .. والشفاء من رحمة الله .. والقرآن كلام الله أثبت فيه المرض والشفاء ..

- فلماذا لا نأخذ من فضل كلام الله .. ما نسأل به الله الشفاء .. ليدفع به عنا شر ما نجد من الإبتلاء في كل شيء وليس المرض فقط ..!!
- فكيف يظن متوهم أن القرآن ليس فيه كرامة الشفاء من كل شيء ظاهرا وباطنا ..؟!

- فحينما يمر المؤمن على آية مثل (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ) الإسراء82 ..
فينفعل معها بقلبه لرؤيته كرامة الله في كتابه .. ثم ينفعل بها بقلبه ولسانه إلى الله ليسأله من فضله .. !!

- لماذا يحرمون المؤمنين من الإنفعال مع كلام الله في التوجه إلى الله  .. ويضيقون رحمة الله على العباد .. بدون علم ولا كتاب منير ؟!

- أليس هذا مثل فعل النبي صلى الله عليه وسلم .. من الإنفعال بكلام الله والتوجه به إلى الله ..!!

- فالذي يظن أن القرآن ليس رقية للشفاء من الظاهر والباطن .. فقد خانه التوفيق بلا ريب .. وعليه أن يراجع الأدلة جيدا ويبصر كرامة الله فيها ..!!

* انتبه جيدا :
- ومن الأدلة السابقة عن فعل النبي .. يتضح لك أيضا لماذا صاحب هذه الرسالة يتوسل كثيرا بآيات الله إلى الله في العلاجات وغيرها .. ويسأله من فضل كرامة آياته قائلا .. بحق قولك ( كذا وكذا) ..
*********************************

..:: س19: هل يجوز التوسل بالقرآن للإستشفاء ؟ ::..


* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- نعم يجوز التوسل إلى الله بالقرآن .. وبخلاف فعل النبي صلى الله عليه وسلم السابق ذكره في السؤال رقم(17) ، ورقم (18) .. فإليك أدلة صريحة زيادة على ما سبق بيانه :

1- قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) المائدة35 ..
- والقرآن وسيلة قرب إلى الله ، بل وهي من أكرم الوسائل التي نتوسل بها إلى الله ..!!

2- قوله تعالى : (وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ) النساء32 .. والقرآن من فضل الله علينا .. فكان أحق ما نتوسل به إلى الله .. فنتخذه وسيله ندعو به إلى الله ونسأله به من فضله .. ويكفيك فعل النبي في ذلك كما جاء في الحديث (لا يمُرُّ بآيةِ رَحمَةٍ إلا وقفَ فسألَ ، ولا يمُرُّ بآيةِ عَذابٍ إلا وقفَ فتعوَّذَ) صحيح أبي داوود ..

- ويمكنك بعد قراءة أي قرآن في أي وقت .. تقول بعد الختام .. اللهم إني أسألك بحق ما قرأت من القرآن أن " ..... وتطلب ما تريد ....." ..

3- جاء في الحديث عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: (مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فليسأل الله بِهِ .. فَإِنَّهُ سَيَجِيءُ أَقوام يقرؤون الْقُرْآنَ يَسْأَلُونَ بِهِ النَّاسَ) صحيح َالتِّرْمِذِيُّ .. وذكره الألباني في صحيح الجامع وقال : حسن ..
- وفي رواية بلفظ (اقْرَءُوا الْقُرْآنَ ، وَاسْأَلُوا اللهَ بِهِ...) رواه أحمد .. وقال شعيب الأرنؤوط : حسن لغيره وهذا اسناده ضعيف .

* وانتبه للكلام الآتي جيدا وأعد قرائته :
1- وبما أن الرقية غالبا هي دعاء ، والدعاء هو طلب من الله ، والطلب ما هو إلا سؤال الله من فضله .. (وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ) النساء32  .. وقال النبي صلى الله عليه وسلم (من قرأ القرآن فليسأل الله به) صحيح الترغيب ..

- فكان سؤالك الله بالقرآن طلبا للشفاء هو سؤال الله من فضله .. لأن النبي صلى الله عليه وسلم أطلق السؤال بالقرآن (فليسأل الله به) من فضل الله دون تخصيص عطاء دون عطاء طالما تطلب شيء مباح .. فكان طلب الشفاء من كل داء تبركا بالقرآن هو حق ثابت لكرامة القرآن ..

2- إذا كان الدعاء هو مجرد كلام من نفسك تنطق به .. والقرآن هو كلام ربك .. فهل تعتقد أن كلامك أنت أشفع عند الله من كلام الله .. ؟! فهذا أمر لا يقول به إلا غير مؤمن بكلام الله ..!!

فالتوسل إلى الله بالآيات هو دعاء إلى الله بكلامه طلبا للشفاء .. فلا تشك في كرامة القرآن بالعطاء لك في ظاهرك وفي باطنك .. وكن من الموقنين .

- وبهذا السؤال يكون قد اكتمل لك حوالي إثنى عشر دليل على مشروعية استخدام القرآن كشفاء ظاهرا وباطنا .. من خلال أدلة الأسئلة (17-18-19) ..

***********************
..:: س20: هل النبي كان يستخدم رقية من القرآن كتحصين وعلاج ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..
* نعم يوجد في الشريعة ما يدل على ذلك .. أين الدليل ؟
نجد الدليل على ذلك في فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع المعوذات .. حيث استخدمها تبركا بها تحصينا قبل أن ينام .. وحينما أصابه المرض استخدمها كعلاج ..

- ودليل ذلك :
1- في حال الصحة (تقرأ كتحصين) :
- عن السيدة عائشة قالت : ( كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا أوَى إلى فِرَاشِهِ ، نَفَثَ في كَفَّيْهِ بقُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ وبِالْمُعَوِّذَتَيْنِ جَمِيعًا ، ثُمَّ يَمْسَحُ بهِما وجْهَهُ ، وما بَلَغَتْ يَدَاهُ مِن جَسَدِهِ ..
- قَالَتْ عَائِشَةُ : فَلَمَّا اشْتَكَى كانَ يَأْمُرُنِي أنْ أفْعَلَ ذلكَ به) صحيح البخاري .

2- في حال المرض ( تقرأ كعلاج) :
- عن السيدة عائشة قالت : ( أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ علَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذَاتِ ، وَيَنْفُثُ ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عليه ، وَأَمْسَحُ عنْه بيَدِهِ ، رَجَاءَ بَرَكَتِهَا . وفي روايةٍ : أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اشْتَكَى نَفَثَ علَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذَاتِ وَمَسَحَ عنْه بيَدِهِ ) صحيح مسلم .

************************

..:: س21: هل هذه أوهام أم تخبطات فكريه ؟ ::..

* قيل من البعض : أن السنة النبوية في الرقية هي فقط .. بسورتي الفلق والناس .. أما باقي القرآن لا يصح وبدعه .. وسورة الفاتحة ليست رقية .. وحديث أبي سعيد الخدري ليس من كلام النبي وإنما فعل صحابي ..؟!!


* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..
1- كل السنة ما هي إلا نتيجة أحداث ترتب عليها أقوال أو أفعال أو تقرير ... ؟!! فكيف تنكر السنة التقريرية وتقول كلام لا وجود له في الشريعة وتجعل من السنة التقريرية لا وجود لها .. ثم تزعم أنك داعيه ..؟!!

2- أما زعمك أن هذا اجتهاد صحابي .. مع تجاهلك لقول النبي في الحديث (وما يدريك أنها رقية) .. فهذا يدل على جهالة بالحديث .. أو منكر للحديث .. أو تدعو إلى بدعة لم نسمع عنها بعد .. وفي كل الأحوال كلامك فاسد ..!!

3- هل الحديث فيه بيان بإباحة الرقية بالفاتحة أم لا ؟ فإن كان فيه بيان بذلك .. وأنت أنكرت .. فقد جحدت .. !!
- وإن أقررت بأن النبي أجازها رقية .. فقد أثبت كلام النبي .. فلماذا تنكر أن الفاتحة شفاء للظاهر والباطن .. بل وكل القرآن شفاء .. ؟!!

4- وعجبا لك تثبت أن الرقية تكون بالفلق والناس فقط .. وتنكر ما عدا ذلك .. ؟!!
- أليس الفلق والناس من القرآن .. ؟!!
- أليس النبي رقى بهما من مرضه الذي ليس روحاني ولا نفسي ؟!! بل كان ألم ظاهرا أي عضوي ..!!
- يبقى القرآن فيه شفاء للناس ظاهرا وباطنا .. فلماذا تنكر أن يكون هناك رقية من القرآن لغير سورتي الفلق والناس .. ؟

5- فإن لم تأتي بالدليل على تخصيصك لسورتي الفلق والناس أنهما رقية دون باقي القرآن .. فستكون متهم في علمك بلا ريب .. لأن الدليل خلاف ما زعمته .. وكلام الله وقصة أبا سعيد الخدري شاهدين على خلاف ما زعمته ..!!

6- بل ولماذا تنكر أن يكون كل القرآن شفاء ظاهرا وباطنا .. وتزعم أنه فقط لسورتي الفلق والناس ..!! وتتجاهل قول النبي (لا بَأْسَ بالرُّقَى ما لَمْ يَكُنْ فيه شِرْكٌ) صحيح مسلم .. فهل القرآن فيه شركا حتى لا نتخذ منه رقية ..!!

7- وأخيرا أين دليل النهي عن استخدام القرآن كرقية في الإستشفاء به ؟!!

***********************
..:: س22: هل الحديث النبوي أنكر الشفاء بالقرآن ؟ ::..

- قال البعض منكرا كرامة القرآن في كونه شفاء للظاهر من الأمراض .. وقد أثبت فقط للقرآن أنه شفاء لما في الصدور وذكر آية ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ) يونس57 .
- وكذلك استدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم (إنما الشِّفاء في شيئَينِ : العسلُ شفاءٌ للناسِ ، والقرآنُ شفاءٌ لما في الصُّدورِ) رواه الطبراني – وذكره الألباني في الصحيحة .


* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..
- أولا : ثبت الدليل من القرآن والسنة والعقل .. كرامة شفاء القرآن للأمراض الظاهرة الباطنه .. وراجع الأدلة كاملة فيما سبق من أسئلة ..

- ثانيا : جحودك وإنكارك لكرامة القرآن .. لابد أن يكون بدليل (قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) البقرة111 .
- فأين الدليل والبرهان لتنكر كرامة القرآن ظاهرا وباطنا .. ؟!

- ثالثا : ما استدللتم به .. ليس فيه دليل مخالف لكون القرآن فيه مطلق الشفاء .. ومن العيب أن تستدل بآيه وتحجب آية أخرى تدل على مطلق الشفاء (الإسراء82) .. من أجل أن تثبت ما تهواه نفسك .. فضلا عن أن هذا يسمى تدليس في العلم ..!!

رابعا: الحديث الذي استدللت به .. ليس فيه إنكار لكون القرآن فيه شفاء مطلق .. وإنما أثبت خصوصية عطاء معينة للقرآن ..
ومن العيب أن تستدل بحديث وتحجب خمسة أحاديث وأزيد من ذلك أثبتت فعل النبي في الرقية تحصينا وعلاجا بالقرآن .. !!
أليس هذا تزوير في العلم .. وخيانة في الأمانة العلمية ..؟!!

خامسا: ما وجه التخصيص في الحديث (شفاء لما في الصدور) أنه للمرض النفسي أو القلبي فقط .. ؟ فهل ما في الصدور لا يدخل فيه فيروسات تمرض الإنسان ؟!!
فمن أين جئتم بالتخصيص ؟!

سادسا : العلاج الطبي بالأعشاب أو بالعسل أو بمكونات طبيعية كالملح .. أو بالأدوات كالحجامة .. قد استخدمها النبي صلى الله عليه وسلم .. وكذلك استخدم القرآن ..
فلماذا أثبتم العلاج الطبي المادي وأنكرتم فعل وتقرير النبي في استخدام القرآن للعلاجات العضوية .. ؟!!

سابعا :  واذا كان الإنكار فى بركة القرآن للشفاء .. فلماذا تدعون ربكم ليشفيكم ..؟ أليس الدعاء علاج رباني .. تطلبون استخدامه فى العلاج العضوي ؟
- فإذا كان الدعاء هو كلام نفسك .. والقرآن هو كلام ربك .. فلماذا اثبت كلامك نفسك أن له كرامة الاستجابة عند الله .. وحجبت أن يكون التوسل بكلام الله إلى الله فيه كرامة إجابة ؟!! أفلا تعقلون ؟!!
- أجعلت كلامك أنت اشفع عند الله من كلام الله .. ؟! فهذا أمر لا يقول به إلا مسلوب العقل أو غير مؤمن بكلام الله ..!!
فالتوسل إلى الله بالآيات هو دعاء إلى الله بكلامه طلبا للشفاء .. فلماذا أنتم منكرون ؟

ثامنا : يقول تعالى على لسان سيدنا إبراهيم (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) الشعراء80 .. والمعروف أن المرض هنا عام .. والشفاء طلبا من الله هو عام .. أي كل مرض فالله هو الشافي منه .. فلماذا لا نطلب الشفاء بكرم الله ؟ وهل هناك معترض لو دعونا الله طلبا للشفاء لأنه الشافي من كل الأمراض ظاهرا وباطنا .. ؟
أليس طلب الشفاء في هذه الحالة هو رقية في ذاتها ؟
أفلا تعقلون ؟
* وختام هذه المسألة :
- نساندكم الرأي .. فى وجوب الأخذ بالأسباب والعمل على ايجاد الدواء النافع للناس .. لأن العلاج سواء رباني أو عضوي .. فكله من فضل الله على الناس .. فلا نترك هذا وأيضا لا نترك ذاك .. لأن الله خلق قانون الأسباب لنعمل به سواء ظاهرا أو باطنا .. وكل الأسباب متاحه .. ومن جمع بين الأسباب الظاهرة والباطنة فقد جمع الله له من واسع فضله ..

* ولكن لا نساندكم الرأي في جحود كرامة القرآن كونه فيه مطلق الشفاء ظاهرا وباطنا .. لأن القرآن والحديث والعقل .. يقرون بذلك .. ولا ينكره إلا مكابر أو جاهل أو لم يبلغه الأدلة الكثيرة التي ذكرناها سابقا ..!!

- وبهذه المسائل نكون قد ختمنا الكلام على مشروعية الرقية للأمراض العضوية الظاهرة بصفة عامة ، ومشروعية الرقية بالقرآن بصفة خاصة .. ونبدأ في الكلام إن شاء الله تعالى .. على مشروعية الرقية للأمراض النفسية والروحانية ..


**********************
..:: الفصل الرابع ::..
:: مشروعية الرقية للأمراض النفسية والروحانية ::
*********************

.:: س23: ما الدليل على مشروعية الرقية في الشريعة الإسلامية للأمراض النفسية ؟ ::..


يتبع إن شاء الله تعالى
*****************

والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..

هناك 10 تعليقات:

  1. ماشاء الله لاقوة الا بالله

    يارب أغثنا يامغيث ياالله

    ردحذف
  2. السلام عليكم سيدى
    الحمد لله على كرم الله لك بهذه الرساله التى اعاننا الله بها على فهم الكثير عن الرقيه الشرعيه بعد جهلنا بها
    سيدى عندى سؤال؟
    ما تأثير تلك الرقيه الشرعيه على غيرنا من أهل الكتاب اذا كانوا لا يؤمنون بقرآننا الكريم ولا بنبينا الهادى الآمين وسنته الشريفه
    واسال الله لى ولكم ولاهل المدونه الصلاح والفلاح فى الدنيا والعافيه فى الدنيا والآخره آمين آمين
    تحياتى لك

    ردحذف
    الردود
    1. - الرقية تأثيرها على أي حد حتى لو بيعبد الأصنام ..!!

      - ودليل ذلك رقية أبي سعيد الخدري على رئيس أحد قبائل العرب وكانوا لازالوا على الكفر .. ولم ينكر النبي عليه ذلك ..

      - وسيأتي سؤال خاص بهذا في فصول متأخرة من الرسالة ..

      تحياتي لك

      حذف
    2. شكرا لرد حضرتك ا/خالد
      وبالتوفيق باذن الله فى كتابه باقى الرساله وإنهائها على خير امين يارب العالمين

      حذف
  3. ماشاء الله يا ا.خالد اجبت علي كثير من التساؤلات التي تدور في العقول انار الله بصيرتك ورفع الله قدرك
    اخلاص....يقين....توكل
    #الملثم

    ردحذف
  4. بارك الله لنا فيكم سيّدي الأكرم خالد على مجهوداتكم المتواصلة، ورزقكم أعلى مقامات الصدّيقيّة، اللهم آمين آمين آمين يا ربّ العالمين.

    ردحذف
  5. جزاك الله عنا كل خير امين يارب العالمين

    ردحذف
  6. إخواني أخواتي لا تنسوني من دعاءكم فانا في حاجة إلى دعوات قلوب و ارواح و نفوس طيبة مثلكم
    (ليس لها من دون الله كاشفة)

    ردحذف
  7. تناول جميل لأوجه انفعال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع القرآن الكريم كلام رب العالمين وخاصة واننا في شهر رمضان شهر القرآن .. اللهم اجعله ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء احزاننا وذهاب همومنا وغمومنا ؛ وجميع المسلمين بالمثل آمين آمين آمين

    وزادك الله علما وحكمة ومعرفة استاذنا الفاضل .. وعافاك من كل أذية وبلية .. وكف عنك كل شر وسوء .. آمين آمين آمين

    ردحذف
  8. يقول سيدي خالد:
    إعلم يرحمك الله... انه كان من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ٤ أوجه من حيث انفعال مع الآيات والتوجه بها إلى الله سائله من فضله...

    الوجه الأول:
    يتأول القرآن ويدعو به ( فسبح بحمد ربك واستغفره) ٣ النصر

    الوجه الثاني:
    يتعوذ بالله وسأله ( لا يمر بآية رحمة إلا وقف وسأل ولا يمر بآية عذاب إلا وقف وتعوذ)

    الوجه الثالث:
    يتصارع إلى الله بتكرار آية واحدة({إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} المائدة ١١٧

    الوجه الرابع:
    يعوذ نفسه ويرقيها بالقرآن( المعوذتين)

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف