الروحانيات فى الإسلام: ج4: رسالة لا تلتفت عن الله - ما هو الرضا - الفرق بين رضى الله عن العبد ، ورضى العبد عن الله - كيف يكون الرضا عن مجريات القضاء والقدر وفيه الشر لنا - هل الرضا يمنعك عن سؤال الله - ما هو الحب - المحبة العقلية والقلبية - المحبة الذاتية والتعبدية والعملية - حب حي باقي بدوام الحي الباقي - المعصية وفعل الكبائر لا تسلبك الإيمان ولاتسقط عنك محبتك لله - لا تلتفت لكلام مشايخ الظلام حتى لا تيأس .

بحث في المدونة من خلال جوجل

السبت، 1 سبتمبر 2018

Textual description of firstImageUrl

ج4: رسالة لا تلتفت عن الله - ما هو الرضا - الفرق بين رضى الله عن العبد ، ورضى العبد عن الله - كيف يكون الرضا عن مجريات القضاء والقدر وفيه الشر لنا - هل الرضا يمنعك عن سؤال الله - ما هو الحب - المحبة العقلية والقلبية - المحبة الذاتية والتعبدية والعملية - حب حي باقي بدوام الحي الباقي - المعصية وفعل الكبائر لا تسلبك الإيمان ولاتسقط عنك محبتك لله - لا تلتفت لكلام مشايخ الظلام حتى لا تيأس .

بسم الله الرحمن الرحيم
تنبيهات في الطريق إلى الله
حتى لا تسقط نفسيا وتنحرف عن الطريق
(الرسالة الثانية)
لا تلتفت .. عن الله
إذا أردت الوصول لرضوان الله
" الجزء الرابع"

* فهرس :
..:: الفصل الرابع ::..
:: من الصفات القلبية اللازمة لطالب طريق الله ::
1- ما هو الرضا ؟
2- ما الفرق بين رضى الله عن العبد ، ورضى العبد عن الله ؟
3- كيف يكون الرضا عن مجريات القضاء والقدر وفيه الشر لنا ؟
4- هل الرضا يمنعك عن سؤال الله وإلا بذلك كنت غير راضي لأنك طلبت من الله ما لم يعطيه لك ؟
5- المحبة بين الإدراك العقلي والشوق القلبي (المحبة القلبية والعقلية) ؟
6- المحبة الذاتية والتعبدية والعملية ؟
7- لماذا الصحابة كان الموت هينا عليهم في سبيل مولاهم ؟
8- حب حي باقي بدوام الحي الباقي ؟
9- كيف تصل للمحبة ؟
10- من كلام صوفية السلف عن المحبة ؟
11- المعصية وفعل الكبائر لا يسلبك الإيمان ولايسقط عنك محبتك لله ؟
12- لا تلتفت لكلام مشايخ الظلام حتى لا تسقط فعلا في متاهة اليأس ؟

*****************************
* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. مع فصل جديد نكمل فيه الصفات قلبية التي يحتاج إليها طالب الله بحق .. ولا غنى له عنها .. ولا يصح أن يلتفت عنها .. بل يجتهد في تحصيلها قدر استطاعته .. !!

* وفي هذا الجزء نتكلم عن الرضا والمحبة .. وستجد فيهما كلام يطيب له قلبك وعقلك إن شاء الله تعالى ..!!

* بسم الله .. توكلت على الله ..

*********************************
..:: الفصل الرابع ::..
******************************
..:: 7- الرضا ::..

7- الرضا : دليل على قبولك للشريعة (خضوع طاعة) وقبولك لمجريات القضاء والقدر عليك (كابتلاء وليس كخضوع)  .. قال تعالى ( أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ ..) التوبة109 ، وقال الله تعالى: (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) المائدة119 ..


* والرضا : هو تشبع النفس وامتلائها قناعة وقبولا نحو شيءٍ ..



* ورِضَا العبد عن الله : تشبع النفس وامتلائها قناعة وقبولا نحو ما أمره به الله شرعا وما جرى به عليه قدرا (كابتلاء) ..
جاء في الحديث ( ذاقَ طعمَ الإيمانِ ، من رضيَ باللَّهِ ربًّا ، وبالإسلامِ دينًا ، وبمحمَّدٍ رسولًا ) ..


* ومعنى الحديث كما جاء في موقع الدرر السنية :
"ذاقَ"، أي: وجد ونَالَ وَأَدْرَكَ ..
"طَعمَ الإيمانِ"، أي: حلاوتَه ولذَّتَه ..
"مَن رَضِيَ" أي: قَنِعَ نَفْسَهُ ، وَطَابَ قَلْبُهُ ، وَانْشَرَحَ صَدْرُهُ ..
وَاكْتَفَى"باللهِ ربًّا"، أي: مالِكًا وواليًا وسيِّدًا ومُتصرِّفًا ومعبودًا ..
 واكتفى "بالإسلامِ دِينًا"، أي: مَذْهبًا وطريقًا وسوكا ومنهجا يتعبد به إلى الله ..
واكتفى "بِمحمَّدٍ رَسولًا"، أي: مرشدا وإمامًا له ومُقتدًى به في شريعة الله ..


#- ما الفرق بين رضى الله عن العبد ، ورضى العبد عن الله ؟
ورِضَا الله عن العبد : هو أن يقبل منه عمله قبولا  مصحوبا بعفو وغفران .. لأن العبد رضي بالعمل الذي فيه رضا الله وابتعد عن الشيء الذي يكرهه الله .. فكان جزاء الإحسان هو الإحسان .. والجزاء من جنس العمل ..

جاء في الحديث ( إنَّ اللهَ يرضى لكم ثلاثًا ، ويسخَطُ لكم ثلاثًا ؛ يرضى لكم أن تعبُدوه ، ولا تشركوا به شيئًا ، وأن تعتَصِموا بحبل اللهِ جميعًا ، وأن تُناصِحوا من ولَّاهُ اللهِ أمرَكم ، ويكره لكم : قيلَ و قالَ ، وكثرةَ السؤالِ ، وإضاعةَ المالِ ) .. صحيح الأدب المفرد .
والله أعلم .



# مسألة : كيف يكون الرضا عن مجريات القضاء والقدر وفيه الشر لنا ؟
نحن لا نرضى عن أفعال الشر كالكفر والمعاصي والظلم .. بل نغضب ونسعى لدفع هذا الشر عنا .. كما قال تعالى ( اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ) الحجرات7 .. وقال تعالى ( إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ) الزمر7 ..


* وحينما تقرأ لبعض العارفين أنه يرشدك أن ترضى بقضاء الله .. فيقصد به أن ترضى به من حيث أن الله هو من أذن به وقدره عليك .. حتى يطمئن قلبك أنه طالما أن الله قد أذن بهذا الفعل .. فهو له حكمة .. وحكمته فيها عدل .. فلا تسخط ولكن اسأله اللطف في القضاء والقدر وأن يحسن إليك .. !!


* ولكن لا ترضى بالقضاء لو كان فيه ظلما لك وشرا عليك ( وإلا كان ذلك وهن نفسي !! ) .. فإن الله قد فعله معك ليختبرك ماذا ستفعل .. هل سترضى بالذل والمهانة أم ستسعى للعزة والكرامة .. فهذا اختيارك أنت ..!!
بل عليك أن تسعى بأن تدفع عنك الظلم والشر قدر استطاعتك ..، ( فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ ) البقرة191 ..، ( وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ) البقرة251 .


* يبقى أنت ترضى بفعل الله حال كونه مقدرا عليك .. ولكن تجاهده وتدفعه عنك لو كان ظلما لك او شرا عليك .. فهذا لا يخالف الرضى بل موافق لمراد الله منك وهذا من الرضى أيضا .. لأن من الرضى أن تفعله ما طلبه منك .. وقد طلب منك مجاهدة الشر والكفر والظلم .. !!


* فإذا غلبك مجريات القدر .. ولم توفق .. فأنت تعود إلى الحكم القلبي في نفسك مفوضا الأمر لمولاك .. لأنك سعيت واجتهدت ولم توفق .. فعليك أن ترضى قلبيا .. لأن فعله له حكمه .. وحكمته عدل .. ولا يظلم ربك أحدا ..!!


* ولذلك يقول لك أهل الله من البداية ارضى قلبيا (خاصة في حالات المرض وضيق الرزق) .. حتى إذا سعيت ولم توفق .. فتكون خسرت توفيق الظاهر ولكن يظل ملازم لك توفيق الباطن ..!! فافهم .


* من أقوال صوفية السلف في الرضا :
* روي عن البعض قال : (الرضا نظر القلب إلى قديم اختيار الله للعبد فإنه اختار له الأفضل)


* والبعض قال : (ليس الرضا ألا تحس بالبلاء، إنما الرضا ألا تعترض على الحكم والقضاء)


#- مسألة مهمة : هل الرضا يمنعك عن سؤال الله وإلا بذلك كنت غير راضي لأنك طلبت من الله ما لم يعطيه لك ؟
قال الشيخ أبو طالب المكي الصوفي السلفي رحمه الله (المتوفى: 386هـ) في كتاب (قوت القلوب 2/72) .. باختصار في نقل كلامه .. : (ولا ينقص الراضي من مقام الرضا، مسئلة مولاه ، ومزيد الآخرة ، وصلاح الدنيا تعبدا بذلك وافتقارا إليه في كل شيء .. لأن في ذلك رضاه ، فإن صرف مسائله إلى طلب النصيب من المولى ، وابتغاء القرب منه حبا له، وآثره على ما سواه ، كان فاضلا في ذلك ، لأنه قد رد قلبه إليه وجمع همه بذلك ، وهذا على قدر مشاهدة الراضي عن معرفته وهو مقام المقربين ، وهذا أصل فاعرفه فهو طريق الصوفيين وعليه عمل العارفين من السلف فلم يكن يضرهم عندهم خلاف من خالف) ..


* قلت (خالد صاحب الرسالة) : وكأن الشيخ أبو طالب يشير لقوله تعالى ( وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) القصص77 .. ، ولقوله تعالى ( وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ ) النساء32


* نعود فنقول :
فإذا اكتملت الصفات السابقة في قلبك وخضعت لها وانفعلت بها .. وجدت المحبة القلبية والرابطة الروحية في العلاقة مع الله ..


***************************
..:: 8- المحبة ::..


8- المحبة : دليل على فراغ القلب من غير الله وانشغاله بالله ..  وتبدأ بالإدراك العقلي حتى تنتهي بالشوق القلبي ..

* فالمحبة من حيث الإدراك نوعين :
1- إدراك عقلي (محل التكليف) : وهو أن تعقل أن الله واجب عليك أن تحبه لأنه المنعم والمتفضل عليك .. ويكفي أنه خالقك ومربيك .. وهذا الإدراك هو المطلوب منك إيمانيا .. وهو محل التكليف .. لأن هذا هو ما يستطيعه الإنسان ..!!

2- شوق قلبي : وهو أن تجد قلبك مشغول بالله شوقا .. حتى لا تجد أنيسا غيره في الحياة .. فلا تلتفت لغيره ولا تتعلق بسواه .. فترى الجميع أموات بالرغم من رؤيتهم بين يديك ، وترى أنه هو الحي الذي لا يموت بالرغم من غياب رؤيتك له ..!!
حتى تشعر وكأنك تريد أن تنسلخ من جسدك وتطير بروحك لرؤية مولاك ..!!


* إشارة لطيفة : ولذلك كان الصحابة الموت هينا عليهم .. ليس من أجل الموت .. وإنما لملاقاة من حيوا لأجله وعملوا لأجله .. وهو الله .. 
وكأنهم وجدوا أن في موتهم من أجل محبوبهم .. هو عين لقاء محبوبهم .. فباعوا أجسادهم ليحرروا أرواحهم لملاقاة محبوبهم .. فكانوا رجال صدقوا ما عاهدو الله عليه في حبهم له ..!!


* كيف تصل للمحبة ؟
اعلم أن المحبة تنفعل في قلبك بدوام الرضا عن فعل الله لك .. واليقين في حسن الظن به .. والإخلاص في العمل معه .. والتوكل في السعي عليه .. وصدق التوجه بأن لا ترجو غيره ..!!

* وقد تأتيك المحبة في قلبك دون فعل منك .. بل محض فضل من مولاك (وألقيت عليك محبة مني) .. فاكتم حالك ولا تخبر أحد ..!!

* من معاني حروف كلمة "حب" = حي باقي ..!!
وقد لجأ المحبين لمولاهم يحبونه حتى لا تنكسر قلوبهم .. لأنهم في اطمئنان دائما وهم في معيَّة مولاهم يتنعمون بقربهم ..!!


* إشارة لطيفة : فلما نظروا إلى كلمة الحب .. وجدوها من حرفين .. الحرف الأول يشير إلى الحي ، والحرف الثاني يشير إلى الباقي .. 
فعلموا أن الحب الحقيقي الباقي .. ليس حب فاني بل يجب أن يكون حي باقي .. ولا يكون ذلك إلا بدوام المعية مع الحي الباقي الذي لا يموت .. فأحبوه .. حتى يظل حبهم باقي لا يموت ..
  
* حتى لو ماتوا .. لأن الحب نور في القلوب .. والنور يظل موصول حتى مقام الوصول يسعى بين أيديهم وبأيمانهم .. حتى يجلسهم على منابر من نور .. ثم يكرمهم بأن يرون نوره سبحانه .. لأنهم أحبوه فلم يروا غيره .. فكان حبهم باقي بدوام المعيَّة مع الحي الباقي  ..!!


* ولعل تكرار محن الحياة مع الإنسان .. هي لحكمة جليلة أراد بها الخير لهذا الإنسان .. وهي أن لا يتعلق قلبه بالموجودات ويتوجه بقلبه إلى الحي الذي لا يموت حتى يجد الحب الذي لا يموت .. والطمأنينة التي لا تنتهي .. ولا يكون ذلك إلا مع الله ..!!



* أنواع عمل المحبة في رحاب الله :

1- محبة ذاتية (لأنه يستحق ذلك) : ( وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ  ) البقرة165 ..


2- ومحبة تعبدية ( لأنه طلب ذلك لنفسه ) : ( لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ .. فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ) التوبة108 ..


* قال الشيخ الطاهر بن عاشور رحمه الله : (رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ ) .. قَصَدَ التَّنْوِيهَ بِهِمْ بِأَنَّهُمْ يَتَطَهَّرُونَ تَقَرُّبًا إِلَى اللَّهِ بِالطَّهَارَةِ وَإِرْضَاءً لِمَحَبَّةِ نُفُوسِهِمْ إِيَّاهَا ، بِحَيْثُ صَارَتِ الطِّهَارَةُ خُلُقًا لَهُمْ فَلَوْ لَمْ تَجِبْ عَلَيْهِمْ لَفَعَلُوهَا مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِهِمْ .
وَجُمْلَةُ: (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) تَذْيِيلٌ . وَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ نُفُوسَهُمْ وَافَقَتْ خُلُقًا يُحِبُّهُ اللَّهُ تَعَالَى . وَكَفَى بِذَلِكَ تَنْوِيهًا بزكاء أنفسهم . (التحرير والتنوير 11/33) .


3- ومحبة عملية (لأنه طلب ذلك من خلقه) : ( وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) الحشر9


* أي محبة ذاتية لذاته الشريفة لأن ذاته الكمالية تستحق ذلك .. ومحبة اتباع لمنهجه (عبادات ومعاملات) لأنه طلب منك ذلك ..


* وبداية المحبة هي صدق الإتباع وتكون عن إدراك عقلي حتى تفعل .. ثم حينما ترتقي في معاملتك باليقين والاخلاص والرضا .. تبدأ مرحلة المحبة القلبية تنفعل معك لأنك تكون دخلت في مرحلة الإيمان الحق ..
والله أعلم .


* من أقوال صوفية السلف في المحبة :
1- عن يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ يَقُولُ: " حَقِيقَةُ الْمَحَبَّةِ أَلَّا تَرَى شَيْئًا سِوَى مَحْبُوبِكَ، وَلَا تَرَى سِوَاهُ لَكَ نَاصِرًا وَلَا مُعِينًا، وَلَا تَسْتَغْنِي بِغَيْرِهِ عَنْهُ " شعب الايمان ج2 ص19


2- عن ذَا النُّونِ، وَسُئِلَ عَنِ الْمَحَبَّةِ قَالَ: " أَنْ تُحِبَّ مَا أَحَبَّ اللهُ، وَتُبْغِضَ مَا أَبْغَضَ اللهُ، وَتَفْعَلَ الْخَيْرَ لِلَّهِ، وَتَرُفُضَ كُلَّ مَا يَشْغَلُ عَنِ اللهِ، وَأَنْ لَا تَخَافَ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ مَعَ الْعَطْفِ لِلْمُؤْمِنِينَ، وَالْغِلْظَةِ عَلَى الْكَافِرِينَ، وَاتِّبَاعِ سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدِّينِ " شعب الايمان ج2 ص16


3- عن أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ: " عَلَامَةُ حُبِّ اللهِ حُبُّ طَاعَةِ اللهِ - وَقِيلَ حُبُّ ذِكْرِ اللهِ - فَإِذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَبْدَ أَحَبَّهُ، وَلَا يَسْتَطِيعُ الْعَبْدُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ حَتَّى يَكُونَ الِابْتِدَاءُ مِنَ اللهِ بِالْحُبِّ لَهُ، وَذَلِكَ حِينَ عَرَفَ مِنْهُ الِاجْتِهَادَ فِي مَرْضَاتِهِ " شعب الايمان ج2 ص17


4- عن إِبْرَاهِيمَ بْنَ عَلِيٍّ الْمَرْثَدِيَّ يَقُولُ : " مَنِ الْمُحَالِ أَنْ تَعْرِفَهُ ثُمَّ لَا تُحِبُّهُ، وَمِنَ الْمُحَالِ أَنْ تُحِبَّهُ ثُمَّ لَا تَذْكُرُهُ، وَمِنَ الْمُحَالِ أَنْ تَذْكُرَهُ ثُمَّ لَا يُوجِدُكَ طَعْمَ ذِكْرِهِ، وَمِنَ الْمُحَالِ أَنْ يُوجِدَكَ طَعْمَ ذِكْرِهِ ثُمَّ لَا يُشْغِلُكَ بِهِ عَمَّا سِوَاهُ " شعب الايمان ج2 ص18


5- عن ذَا النُّونِ يَقُولُ : " مِنْ عَلَامَةِ الْحَبِّ تَرْكُ كُلِّ مَا شَغَلَهُ عَنِ اللهِ حَتَّى يَكُونَ الشُّغْلُ كُلُّهُ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَحْدَهُ " شعب الايمان ج2 ص18


6- دَخَلَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَلَى رَابِعَةَ الْعَدَوِيَّةِ فَقَالَتْ لَهُ: يَا سُفْيَانُ، مَا تَعُدُّونَ السَّخَاءَ فِيكُمْ؟ قَالَ: أَمَّا عِنْدَ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا فَالَّذِي يَجُودُ بِمَالِهِ، وَأَمَّا عِنْدَ أَبْنَاءِ الْآخِرَةِ فَهُوَ الَّذِي يَجُودُ بِنَفْسِهِ، فَقَالَتْ: يَا سُفْيَانُ أَخْطَأْتُمْ فِيهَا ..
فَقَالَ سُفْيَانُ: فَمَا السَّخَاءِ عِنْدَكِ رَحِمَكَ اللهُ؟ قَالَتْ:" أَنْ تَعْبُدُوهُ حُبًّا لَهُ لَا لِطَلَبِ جَزَاءٍ وَلَا مُكَافَأَةٍ، ثُمَّ أَنْشَأَتْ تَقُولُ:
لَوْلَاكَ مَا طَابَتِ الْجِنَانُ ... وَلَا نَعِيمٌ لِجَنَّةِ الْخُلُدِ
قَوْمٌ أَرَادُوكَ لِلْجِنَانِ ... وَقَلْبِي سِوَاكَ لَمْ يُرِدِ" . شعب الايمان ج2 ص24


7- قَالَ ضَيْغَمٌ الْحَلَّابُ : " إِنَّ حُبَّهُ شَغْلُ قُلُوبِ مُرِيدِيهِ عَنِ التَّلَذُّذِ بِمُحِبٍّ غَيْرِهِ ، فَلَيْسَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا مَعَ حُبِّهِ لَذَّةٌ، وَلَا يَأْمَلُونَ فِي الْآخِرِ مِنْ كَرَامَتِهِ الثَّوَابَ أَكْثَرَ عِنْدَهُمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِهِ الْكَرِيمِ " شعب الايمان ج2 ص24

********************************
(لا تلتفت لكلام مشايخ الظلام الذين كذبوا في الدين)
..:: انتبه : المعصية لا تسلبك الإيمان ولاتسقط عنك محبتك لله ورسوله !! ::..

* ذكرنا من قبل في الفصل الأول أن المعصية لا ترفع عنك صفة الإيمان .. وهنا نؤكد لك أن المعصية لا تسقط عنك كونك محبا لله ورسوله إن كنت كذلك .. فلا تجعل أحد يتهمك أنك غير محب لله ورسوله نتيجة معاصي أنت فعلتها .. لأنه بالفعل إنسان جاهل ..!! 


* اعلم أن المعصية حتى لو كانت من الكبائر لا تسقط عنك محبتك لله .. 
ولكن بشرطين : 
1- أن لا تستبيحها (لا تقل على الحرام أنه حلال) .. فإن هذا يخرجك من الدين تماما ..!!
2- وتنكسر وتندم بعد فعل المعصية .. بصدق انكسار مع الله .. 

* والدليل على أن المعصية لا تسقط عن العبد محبة الله ولا تسلب العبد محبته لله .. تجد ذلك في حديث البخاري .. عن عمر بن الخطاب قال( أن رجلًا على عهدِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان اسمُه عبدَ اللهِ ، وكان يُضحِكُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، وكان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قدْ جلَدَه في الشَّرابِ ، فأُتيَ بهِ يومًا فأمَرَ بِهِ فجُلِدَ ، فقال رجلٌ مِنَ القَومِ : اللَّهُمَّ العَنْهُ ، ما أكثَرَ ما يُؤتَى بهِ ؟
فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( لا تَلْعَنُوه ، فواللهِ ما عَلِمْتُ إلَّا أنه يُحِبُّ اللهَ ورسولَه ) .


* فلا تجعل أحد يسلب منك محبتك لله في قلبك لو أنت عصيت .. فلا تلتفت لكلام أحد يقول لك أنت غير محب لله لأنك فعلت معصية كبيرة .. فهذا إنسان معتدي على الشرع ، مخالف لكلام الله ورسوله ..!!

* فكن مؤمنا قويا .. وكلما عصيت .. قم مرة أخرى مع الله وجاهد نفسك .. وقف بقلب رجل وقل : أنت حبيبي يارب .. فأعني على نفسي ..!!

* وكلما عصيت ورجعت لنفس الذنب .. فجاهد وقف مرة أخرى وقل يارب ساعدني وخد بيدي فإني ضعيف ..!!

* وهكذا طوال حياتك لا تتوقف عن مجاهدة نفسك وإن غلبتك وإن غلبتك وإن غلبتك .. فارجع إلى الله وارجع إلى الله وارجع إلى الله .. هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ..!! وإليك حديث النبي ليطيب قلبك بكلامه :

* جاء في الحديث الصحيح : ( أنَّ رجُلًا أذنَب ذنبًا فقال : أيْ ربِّ أذنَبْتُ ذنبًا - أو قال : عمِلْتُ عمَلًا - فاغفِرْ لي فقال تبارَك وتعالى : عبدي عمِل ذنبًا فعلِم أنَّ له ربًّا يغفِرُ الذَّنبَ ويأخُذُ به قد غفَرْتُ لعبدي .. 
ثمَّ أذنَب ذنبًا آخَرَ - أو قال : عمِل ذنبًا آخَرَ - قال : ربِّ إنِّي عمِلْتُ ذنبًا فاغفِرْ لي فقال تبارَك وتعالى : علِم عبدي أنَّ له ربًّا يغفِرُ الذَّنبَ ويأخُذُ به قد غفَرْتُ لعبدي ..
ثمَّ عمِل ذنبًا آخَرَ أو أذنَب ذنبًا آخَرَ فقال : ربِّ إنِّي عمِلْتُ ذنبًا فاغفِرْ لي فقال اللهُ تبارَك وتعالى : علِم عبدي أنَّ له ربًّا يغفِرُ الذَّنبَ ويأخُذُ به ..
أُشهِدُكم أنِّي قد غفَرْتُ لعبدي .. فلْيعمَلْ ما شاءرواه بن حبان صحيحا .


* معنى (فليعمل ما شاء) : أي طالما يعترف بأنه مذنب وينكسر بقلبه لي نادما .. ويرجع نادما راجيا عفوي وغفراني .. فمهما عمل من عصيان ورجاني وهو ندمان وسألني الغفران .. فسيجدني رحيم رحمن .. فكن لي كما أحب .. أكن لك كما تحب  ..!! 
والله أعلم .

* لا تلتفت لكلام مشايخ الظلام حتى لا تسقط فعلا في متاهة اليأس ..!!
إياك أن تلتفت لمن يحتقرك لمعصيتك .. أو لمن يقول لك أنت لست مؤمنا ولا محبا طالما أنت عصيت وارتكبت كبيرة .. فهذا كلام جماعات الظلام الذين أُظلمت قلوبهم غلا على المؤمنين ليظهروا محاسن أنفسهم استحقارا للمؤمنين .. بل هم من الأخسرين أعمالا بلا ريب لكذبهم على الله ورسوله ..!!

* برجاء مراجعة رسالة الغفران .. ولها جزء ثاني إن شاء الله  .. أسأل الله سبحانه أن يعين ويرزقني كتابتها كما يحب ويرضى .. آمين . 

********************************
..:: الفصل الخامس ::..
*******************************
..:: ما هي العلامات التي تعرف بها وجود الصفات القلبية ؟ ::..
..:: أحوال الصفات القلبية ::..

* هناك أحوال تصاحب الصفات القلبية السابقة كدليل على تمكنها في القلب .. حتى تعرف هل هذه الصفات القلبية كاليقين والرضا والتوكل .. منفعلة معك فعلا أم لا .. فنجد علامات على ذلك .. مثل (الفرار والافتقار والإخبات والوجل والخشوع والانابة .. وغيرهم)  .. ونبدأ بالتعريف بالفرار إلى الله ..

..:: 1- الفرار إلى الله  ::..

يتبع إن شاء الله تعالى

**********************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..

هناك 19 تعليقًا:

  1. غير معرف1/9/18 10:40 م

    نور على نور

    زادك الله من علمه وفهمه ونوره يامنارة النور

    💚🌷🍀🌹

    ردحذف
  2. غير معرف1/9/18 10:58 م

    وطرق الحب التي يقذفها محبوبك ويلقيها امامك كثيره ومتنوعه كلها تادب فالنهايه لك اليه
    عبد صالح صحبه طيبه صدفه ما آيه تصرف لو بسيط من احدهم على غفله منك
    💚💕 سبل الحب ممدوده 🌷🌷🌷والوصال حبله ممدود مادمت تشهد بقلبك ولسانك انه هناك رب معبود 💚💚مهما كثرت الزلات وعظمت الذنوب 💚💚

    اللهم صل على محمد وال محمد
    يارب بالمصطفى بلغ مقاصدنا

    ردحذف
  3. اللّهمّ يا منْ لا يصفه نعْت الْواصفين، ويا منْ لا يجاوزه رجاء الرّاجين، ويا منْ لا يضيع لديْه أجْر الْمحْسنين، ويا منْ هو منْتهى خوْف الْعابدين، ويا منْ هو غاية خشْية الْمتّقين،

    هذا مقام منْ تداولتْه أيْدي الذّنوب وقادتْه أزمّة الْخطايا، واسْتحْوذ عليْه الشّيْطان، فقصّر عمّا أمرْت به تفْريطا، وتعاطى ما نهيْت عنْه تعْزيزا،

    كالْجاهل بقدْرتك عليْه، أوْ كالْمنْكر فضْل إحْسانك إليْه،

    حتّى إذا انْفتح له بصر الْهدى، وتقشّعت عنْه سحائب الْعمى، أحْصى ما ظلم به نفْسه، وفكّر فيما خالف به ربّه، فرأى كبير عصْيانه كبيرا، وجليل مخالفته جليلا،

    فأقْبل نحْوك مؤملا لك، مسْتحْييا منْك، ووجّه رغْبته إليْك ثقة بك، فأمّك بطمعه يقينا، وقصدك بخوْفه إخْلاصا، قدْ خلا طمعه منْ كلّ مطْموعٍ فيه غيْرك، وأفْرج روْعه منْ كلّ محْذورٍ منْه سواك،

    فمثل بيْن يديْك متضرّعا، وغمّض بصره إلى الْأرْض متخشّعا، وطأْطأ رأْسه لعزّتك متذلّلا، وأبثّك منْ سرّه ما أنْت أعْلم به منْه خضوعا، وعدّد منْ ذنوبه ما أنْت أحْصى لها خشوعا،

    واسْتغاث بك منْ عظيم ما وقع به في علْمك، وقبيح ما فضحه في حكْمك، منْ ذنوبٍ أدْبرتْ لذّاتها فذهبتْ وأقامتْ تبعاتها فلزمتْ، لا ينْكر يا إلهي عدْلك إنْ عاقبْته، ولا يسْتعْظم عفْوك إنْ عفوْت عنْه ورحمْته، لأنّك الرّبّ الْكريم الّذي لا يتعاظمه غفْران الذّنْب الْعظيم؛

    اللّهمّ فها أنا ذا قدْ جئْتك مطيعا لأمْرك فيما أمرْت به من الدّعاء، متنجّزا وعْدك فيما وعدْت به من الْإجابة، إذْ تقول [ادْعوني أسْتجبْ لكمْ]، اللّهمّ فصلّ على محمّدٍ والْقني بمغْفرتك كما لقيْتك بإقْراري، وارْفعْني عنْ مصارع الذّنوب كما وضعْت لك نفْسي، واسْترْني بستْرك كما تأنّيْتني عن الْانْتقام منّي،

    اللّهمّ وثبّتْ في طاعتك نيّتي وأحْكمْ في عبادتك بصيرتي، ووفّقْني من الْأعْمال لما تغْسل به دنس الْخطايا عنّي، وتوفّني على ملّتك وملّة نبيّك محمّدٍ عليْه و على آله الصلاة والسّلام إذا توفّيْتني،

    ردحذف
  4. اللّهمّ إنّي أتوب إليْك في مقامي هذا منْ كبائر ذنوبي وصغائرها، وبواطن سيّئاتي وظواهرها، وسوالف زلاّتي وحوادثها، توْبة منْ لا يحدّث نفْسه بمعْصيةٍ، ولا يضْمر أنْ يعود في خطيئةٍ،

    وقدْ قلْت يا إلهي في محْكم كتابك إنّك تقْبل التّوْبة عنْ عبادك، وتعْفو عن السّيّئات، وتحبّ التّوّابين، فاقْبلْ الهي توْبتي كما وعدْت، واعْف عنْ سيّئاتي كما ضمنْت وأوْجبْ لي محبّتك كما شرطْت،

    ولك يا ربّ شرْطي ألاّ أعود في مكْروهك، وضماني ألاّ أرْجع في مذْمومك، وعهْدي أنْ أهْجر جميع معاصيك، اللّهمّ إنّك أعْلم بما عملْت، فاغْفرْ لي ما علمْت واصْرفْني بقدْرتك إلى ما أحْببْت،

    اللّهمّ وعليّ تبعاتٌ قدْ حفظْتهنّ وتبعاتٌ قدْ نسيْتهنّ، وكلّهنّ بعيْنك الّتي لا تنام، وعلْمك الّذي لا ينْسى، فعوّضْ منْها أهْلها واحْططْ عنّي وزْرها، وخفّفْ عنّي ثقْلها، واعْصمْني منْ أنْ أقارف مثْلها، اللّهمّ وإنّه لا وفاء لي بالتّوْبة إلاّ بعصْمتك، ولا اسْتمْساك بي عن الْخطايا إلاّ عنْ قوّتك، فقوّني بقوّةٍ كافيةٍ، وتولّني بعصْمةٍ مانعةٍ، اللّهمّ أيّما عبْدٍ تاب إليْك وهو في علْم الْغيْب عنْدك فاسخٌ لتوْبته وعائدٌ في ذنْبه وخطيئته، فإنّي أعوذ بك أنْ أكون كذلك،

    فاجْعلْ توْبتي هذه لا أحْتاج بعْدها إلى توْبةٍ، توْبة موْجبة لمحْو ما سلف والسّلامة فيما بقي،

    اللّهمّ إنّي أعْتذر إليْك منْ جهْلي وأسْتوْهبك سوء فعْلي فاضْممْني إلى كنف رحْمتك تطوّلا، واسْترْني بستْر عافيتك تفضّلا،

    اللّهمّ وإنّي أتوب إليْك منْ كلّ ما خالف إرادتك أوْ زال عنْ محبّتك منْ خطرات قلْبي ولحظات عيْني وحكايات لساني، توْبة تسْلم بها كلّ جارحةٍ على حيالها منْ تبعاتك وتأْمن ممّا يخاف الْمعْتدون منْ أليم سطواتك،

    اللّهمّ فارْحمْ وحْدتي بيْن يديْك ووجيب قلْبي منْ خشْيتك، واضْطراب أرْكاني منْ هيْبتك، فقدْ أقامتْني يا ربّ ذنوبي مقام الْخزْي بفنائك فإنْ سكتّ لمْ ينْطقْ عنّي أحدٌ وإنْ شفعْت فلسْت بأهْل الشّفاعة،

    اللّهمّ صلّ على محمّدٍ وا‏له وشفّعْ في خطاياي كرمك، وعدْ على سيّئاتي بعفْوك، ولا تجْزني جزائي منْ عقوبتك وابْسطْ عليّ طوْلك، وجلّلْني بستْرك، وافْعلْ بي فعْل عزيزٍ تضرّع إليْه عبْدٌ ذليلٌ فرحمه، أوْ غنيٌّ تعرّض له عبْدٌ فقيرٌ فنعشه،

    اللّهمّ لا خفير لي منْك فلْيخْفرْني عزّك ولا شفيع لي إليْك فلْيشْفعْ لي فضْلك، وقدْ أوْجلتْني خطاياي فلْيؤْمنّي عفْوك، فما كلّ ما نطقْت به عنْ جهْلٍ منّي بسوء أثري ولا نسْيانٍ لما سبق منْ ذميم فعْلي لكنْ لتسْمع سماؤك ومنْ فيها وأرْضك ومنْ عليْها، ما أظْهرْت لك من النّدم ولجأْت إليْك فيه من التّوْبة،

    فلعلّ بعْضهمْ برحْمتك يرْحمني لسوء موْقفي أوْ تدْركه الرّقّة عليّ لسوء حالي فينالني منْه بدعْوةٍ هي أسْمع لديْك منْ دعائي، أوْ شفاعةٍ أوكد عنْدك منْ شفاعتي تكون بها نجاتي منْ غضبك وفوْزي برضاك،

    اللّهمّ إنْ يكنْ النّدم توْبة إليْك فأنا أنْدم النّادمين، وإنْ يكن التّرْك لمعْصيتك إنابة فأنا أوّل الْمنيبين، وإنْ يكن الْاسْتغْفار حطّة للذّنوب فإنّي لك من الْمسْتغْفرين، اللّهمّ فكما أمرْت بالتّوْبة وضمنْت الْقبول، وحثثْت على الدّعاء ووعدْت الْإجابة فصلّ على محمّدٍ وآ‏ل محمّدٍ، واقْبلْ توْبتي ولا ترْجعْني مرْجع الْخيْبة منْ رحْمتك، إنّك أنْت التّوّاب على الْمذْنبين، والرّحيم للْخاطئين الْمنيبين،

    اللّهمّ صلّ على محمّدٍ وآ‏له كما هديْتنا به، وصلّ على محمّدٍ وآله كما اسْتنْقذْتنا به وصلّ على محمّدٍ وآله صلاة تشْفع لنا يوْم الْقيامة ويوْم الْفاقة إليْك، إنّك على كلّ شيْءٍ قديرٌ وهو عليْك يسيرٌ.

    ردحذف
  5. الكلام في المحبة والرضا من اجمل الكلام ( اللهم حققنا به ) .. ولكن المؤثر اكثر حين انتقلت الى تنبيه العاصي ؛ حتى لا يلتفت الى كلام مشايخ الظلام القاسي .. !! .. والتي تجلى فيها تلك الشفقة والرحمة - النبوية - الشبه مفقودة !!
    وكأن المحبة اذا تمكنت في قلب المؤمن فإنه لا يستأثرها لنفسه بل يرجو ان يذوقها كل خلق الله ؛ محققا قوله صلوات ربي وسلامه عليه سيد المحبين : " لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " .. فيحثه ويدفعه لتلك المحبة التي هي منشأ ومنتهى الخليقة ..

    امدك الله بمدد لا يعد ولا يحد جزاء ما تمد قلوبنا وتغيثها بمعاني الصبر والثبات والمحبة واليقين .. دمت في نعيم المحبة والرضا دنيا وآخرة .. آمين

    ردحذف
    الردود
    1. الحلقة (30)

      يلا صلوا على النبي ..
      وفاة عبد المطلب وسيدنا محمد ﷺ يعيش مع عمه أبو طالب ..

      يَتيتم النبي صلى الله عليه وسلم للمرة الثالثة ، وعبد المطلب يوصى أبنه أبو طالب : استوصي بأبن أخيك خيراً .. ويموت عبد المطلب ، ويعيش النبي مع عمه حياة كريمة و يبدأ صلى الله عليه وسلم يشوف حنان ربنا في عطف أبو طالب عليه ..

      أبو طالب حب النبي قوي ، وكمان زوجة أبو طالب " فاطمة بنت أسد " حبته لدرجة إنها كانت بتقول والله أنا بحب محمد أكتر من ولادي ( وحتسلم بعد كده على فكرة ) ..

      فاطمة بتقول : والله كان لما محمد يدخل علينا البيت كانت تحل علينا البركة ..
      كنت زمان لما أحط الأكل لأولادي كانوا ياكلوا ويخلصوا الأكل ويفضلوا جعانين .. لكن دلوقتى بمجرد إن محمد يوصل البيت ويحط كفه الشريف فى الأكل فيكتر الأكل ، وولادي ياكلوا ويشبعوا ويقوموا ويفضل أكل في الطبق ..

      وفي أيام كان محمد يتأخر والولاد تجوع فكنت أحط لهم الأكل فيقول أبو طالب : محدش يمد إيده للأكل لحد ما يجي ابنى .. ( يقصد النبي عليه الصلاة والسلام ) .. عشان بيبارك الأكل فبيكتر ..

      ويبدأ سيدنا مُحمد يكبر في بيت أبو طالب وبقى عنده 12 سنة ..
      هيحصل إيه وأبو طالب ساعتها بدأ يفكر فى إيه ؟

      هنعرف سوا بكرة ان شاء الله ❤

      حذف
    2. الحلقة (31)

      يلا صلو على النبى
      بحيرة الراهب يشهد أن محمد ﷺ نبي آخر الزمان (ج1)

      النبي عليه الصلاه والسلام بقى عنده ١٢ سنة فأبو طالب فكر إنه يعلمه ﷺ صنعة عشان لو مات يقدر سيدنا محمد ﷺ يعتمد على نفسه ، فقرر أبو طالب ياخد النبى معاه فى شغله فى التجارة ..
      وفى يوم كان فى قافلة خارجه من مكه للتجارة فى بلاد الشام ، فأبو طالب قال : تعال معي يا محمد عشان يتفرج وياخد خبرة .. طيب ومين كمان هيروح ؟ أبو بكر .. ( أصل سيدنا أبو بكر كان صاحب النبي ﷺ من زمان )
      وفى طريقهم للشام كان فى صومعة قاعد فيها راهب نصرانى .. الراهب ده اسمه بَحيرَة ، وفي ناس تقراها بُحَيْرَة ..
      المهم بحيرة الراهب كان مش بيخرج أبداً من صومعته اللى قاعد فيها .. كان بيقعد يتعبد لربنا وبس ..

      وكانت القوافل بتعدى عليه أكتر من مره وهى فى طريقها للشام ، وبَحيرَة عمره ما طلع سلم على حد ولا كلم حد ..
      لكن المره دى حصل حاجه محدش كان متخيلها خالص ..أيه هيه ؟ التجار لقوا بَحيرَه طالع يجري عليهم ..
      أصل بَحيرَة كان واقف ، فلاحظ حاجه فى القوافل هى اللى خلته يطلع يجرى ويكلم التجار ..

      بَحيرَة شاف إيه ؟

      هنعرف سوا بكره إن شاء الله ❤

      حذف
  6. أنت حبيبى يارب.فأعنى على نفسى
    سلمت يمينك يا شيخى وسيدى ومعلمى أ/خالد
    ربنا يمدك بمدده ويزيدك من فضله وينعم عليك بحبه ورضاه
    آمين آمين آمين يارب العالمين
    تحياتى لاهل المدونه وبارك الله فيكم وعليكم جميعا آمين

    ردحذف
  7. حكمــــــة
    إن الدين كلمة تقال وسلوك يفعل ٬ فإذا انفصلت الكلمة عن السلوك ضاعت الدعوة ٬ فالله سبحانه وتعالى يقول : يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِندَ ٱللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لاَ تَفْعَلُونَ - لأن من يراك تفعل ما تنهاه عنه يعرف أنك مخادع وغشاش ٬ وما لم ترتضه أنت كسلوك لنفسك لا يمكن أن تبشر به غيرك.

    حكمــــــة
    إن الانسان المؤمن لا يخاف الغد ٬ وكيف يخافه والله رب العالمين ٬ اذا لم يكن عنده طعام فهو واثق ان الله سيرزقه لأنه رب العالمين واذا صادفته ازمة فقلبه مطمئن الي ان الله سيفرج الازمة ويزيل الكرب لأنه رب العالمين واذا اصابته نعمة ذكر الله فشكره عليها لانه رب العالمين الذي انعم عليه

    ردحذف
  8. لو سمحت استاذ خالد او الاخوة المتابعين لم اجد الفصل الذي يتكلم عن الفرار الى الله ارجو ارشادي ولكم جزيل الشكر

    ردحذف
    الردود
    1. اخي / اختي حبذا تعرفنا على نفسك !!
      انتظر الموضوع القادم
      فالاستاذ خالد فقط اشار اليه ولم ينشره بعد
      بالتوفيق للجميع يارب

      حذف
    2. أهلا و مرحبا بكل من ينضم إلينا و يشاركنا التعليقات ..

      تنويه مهم ..
      ========

      رجاءا أن يذكر صاحب التعليق اسم له حتى ولو اسما وهميا .. ليسهل متابعته و الرد على استفسارارته .

      تحياتى للجميع 🌹

      حذف
  9. *** باب التوبة ***

    اذا التمس الانسان رضا الناس بسخط الله فالامر بالعكس ، يسخط الله عليه و يسخط عليه الناس ، ولما تولى معاوية (ض) الخلافة ، كتبت له عائشة (ض) قالت : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس ، ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله الى الناس "
    * ومن اكثر الذين يطلبون رضا الناس بسخط الخالق عز و جل و العياذ بالله .. هؤلاء هم في سخط الله و لو رضي عنهم الناس ، فلا ينفعهم رضا الناس
    قال تعالى :" فان رضوا عنهم فان الله لا يرضى عن القوم الفاسقين " (96) التوبة
    حتى لو رضي عنهم النبي صلى الله عليه وسلم اشرف الخلق ، ما نفعهم ، لان الله لا يرضى عن القوم الفاسقين ..
    * و في هذه الاية تحذير من الفسق ، وهو ارتكاب المعاصي التي اعظمها الكفر ، وكل فسق فانه ينقص من رضا الله عن الانسان بحسب درجاته .. ، و الفسق سبب من اسباب عدم رضا الله ..
    * والفسق انواع كثيرة و مراتب عظيمة ، فعقوق الوالدين من الفسوق ، و قطيعة الرحم من الفسوق ، و غش الناس من الفسوق والغدر بالعهد من الفسوق والكذب من الفسوق .. لكن صغائر الذنوب تكفرها حسنات الاعمال
    يقول تعالى :" ان الحسنات يذهبن السيئات " (114) هود ،
    * فاذا فعل الانسان حسنة اذهبت السيئة اذا كانت صغيرة ، اما الكبائر فلا ينصح فيها الا بالتوبة ..

    **********************

    الموعظة :
    عن مضر القارئ قال: قال لي عبد الواحد بن زيد : ما أحسب شيئاً من الأعمال يتقدم الصبر ، إلا الرضا ، ولا أعلم درجة أرفع ولا أشرف من الرضا ، وهي رأس المحبة
    المرجع ⏪ حلية الأولياء

    **********************

    اقتطاف (12) من :
    شرح رياض الصالحين
    من كلام سيد المرسلين
    لفضيلة الشيخ العلامة
    محمد بن صالح العثيمين
    المجلد الاول
    يتبع باذن الله ..
    تحياتي اليكم 🌷💕

    ردحذف
  10. 🌺 قال الحسن البصري رحمه الله : " إن أحباء الله هم الذين ورثوا الحياة الطيبة وذاقوا نعيمها بما وصلوا إليه من مناجاة حبيبهم، وبما وجدوا من حلاوة حبه في قلوبهم

    ردحذف
  11. 🌺 قال الإمام ابن القيم رحمه الله : من أعجب الأشياء أن تعرف ربك ثم لا تحبه وأن تسمع داعيه ثم تتأخر عن الاجابة وأن تعرف قدر الربح في معاملته ثم تعمل غيره وان تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تطلب الأنس بطاعته ..

    ردحذف
  12. 🌺 عن سليمان الخواص قال: مات ابن رجل، فحضره عمر بن عبد العزيز، فكان الرجل حسن العزاء؛ فقال رجل من القوم: هذا والله الرضا فقال عمر بن عبد العزيز : أو الصبر ، فقال سليمان : الصبر دون الرضا ، الرضا: أن يكون الرجل قبل نزول المصيبة راضياً بأي ذلك كان ، والصبر : أن يكون بعد نزول المصيبة يصبر
    ⏪ حلية الأولياء

    ردحذف
  13. *** قصة الراعي الصالح وتدبير الله له..***

    باذن الله احببت الا ان اشيد الى بعض العبر التي نستخلصها من واقع حياتنا ..و التي نستخلصها من واقع قلوب سلمت بالرضا والشكر لربها في كل الاحوال ..وتركت احوالها لمدبر الكون و لقضاء و تقدير ربها و تواضعت لخالقها ..وادركت ان كل رزقها هو من عند الله و كما امنت انه هو المعطي امنت انه هو المانع ..وتحققت بتلك الصفات فلم تسخط ولم تتضايق ولم تتشائم.. فكافاها الله بالمحبة و العناية و الرفعة في الدنيا والاخرة ..⏪ وهذه القصة مثال لما سبق..

    * يحكى هنالك عن رجل متزن و دائما ما يردد كلمة " خير " وعسى في الأمر خير ..
    مع كل مصاب يحدث له يقول هذه الكلمة لدرجة أن من حوله ذهلوا منه..
    * وفي يوم من الايام اتفق اهالي قريته بأن يخفوا عنه حلاله من الانعام وقد كان يملك الكثير منها ليتأكدوا من مدى صدق هذه الكلمة التي يرددها بلسانه"
    اتفقوا على إخفائها كأمانة عند أهالي القرية المجاورة , ثم يعودون اليه ليخبروه بأن لصوصا قد سرقوها , و بأنهم لم يستطيعوا ردعهم عن ذلك..
    عادوا اليه يصرخون لقد سرقوا حلالك ولم يبقوا منه شيء فقفز من مكانه و قال كيف حدث ذلك فأخبروه بالخطة المتفق عليها ..
    حزن الرجل و قال لعل في الامر خير لا يعلم المرء ماذا يكتب الله له " لعل في الامر خيره " جن جنونهم وقالوا مستحيل سيبكي بالمساء ..
    اتفقوا على أن تكون ليلة سمر عند صاحبنا و ذلك ليروا ما اذا كان سيحزن ويقنط و يبكي و يسخط ..
    وبالفعل قضوا المساء عنده ولا جديد بأمره ..
    كلما ذكروه بها قال : خيره .. انسوا الامر لقد نسيت .. فإذا بها نابعة من القلب و ليست من اللسان .. فاذا بهذا الاعتقاد هو ايمان حقيقي في قلبه"
    وليست مجرد كلمات يرددها .. فلما سهروا عنده ذهبوا للنوم فغار عليهم لصوص حقيقيون و سرقوا حلال كل أهالي تلك القرية وهم نائمون ..
    فلما اتى الصباح اذا بالعويل و النحيب و الكل يصرخ سرقونا
    و السخط واللعن واللطم , فقال لهم صاحبنا لا يصح فعل ذلك وقد سرقت قبلكم ..
    فقالوا لا والله إن قطيعك في القرية المجاورة قد دسسناه عنك لنختبر كلمة الخيرة التي يرددها لسانك دائما مع كل مصاب حلالك هنالك بالحفظ و الصون" فأتوا له بحلاله..
    و كانت الخيره بأن يختبروه في هذه الكلمة فحفظه الله من لصوص حقيقيون قادمون..

    ****************

    * اللهم اخرج ظلمات التدبير من قلوبنا ، واشرق نور التفويض في اسرارنا ، واشهدنا حسن اختيارك لنا ، حتى يكون ما تقتضيه فينا وت ختاره لنا احب الينا من مختارنا لانفسنا ..ولا تشغلنا بما ضمنت لنا عما امرتنا ،ولا بشيء انت ضامنه لنا عن شيء انت طالبه منا..اللهم امين
    * اللهم اشرق علينا من انوار الاستسلام اليك ، والاقبال عليك ، ما تبتهج به اسرارنا ، وتكتمل به انوارنا ، وادخلنا رياض التفويض و جنات التسليم ونعمنا بها وفيها واجعل اسرارنا معك لا مع نعيمها ولذتها ، ومتعنا بك لا بزينتها
    و بهجتها الللهم امين ..


    ***************

    القصة منقولة..
    تحياتي اليكم🌷💕


    ردحذف
  14. كلام صوفية السلف عن المحبة أكثر من رائع .. جميل جداً و مؤثر .. و أعتقد أن هذه المرة الأولى التي يكتب فيها أحدهم عن أحوال الصفات القلبية .. جعلك الله من السباقين إلى الخير دائماً أستاذنا ..

    ردحذف
  15. تأثرت من هذا الجزء خاصةً الخاص بالمحبة ..وربطك بتوبة العبد من ذنوبه ب المحبة..

    جزاك الله خيرا أستاذنا. 🌷

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف