بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة التوضيح والبيان
في قصة هاروت وماروت وخاتم سليمان
وما تلته الشياطين في مملكة سليمان
والتعريف بالتفريق الذي أثبته القرآن
(الجزء الثالث والعشرون)
#- فهرس:
:: الفصل الثاني والعشرون
:: حكايات عن رؤية بعض التابعين وعموم
الناس لهاروت وماروت بعد وفاة النبي محمد – وحديث منسوب باباطل للسيدة عائشة في
قصة هاروت وماروت ::
1- س64: هل التابعي مجاهد بن جبر رأى
هاروت وماروت وهما يعذبان في كهف بمدينة بابل بالعراق ؟
@- بخصوص
أدلة بطلان هذه القصة.
2- س65: هل جاء في قصة أن شاب مسلم ذهب إلى الكهف المحبوس فيه
هاروت وماروت ورآهما وتكلم معهما ؟
@- بخصوص
أدلة بطلان هذه القصة.
3- س66: هل حكت السيدة عائشة عن امرأة
زارتها بعد وفاة النبي وقالت لها أنها زارت هاروت وماروت وعلماها السحر ؟
@- بخصوص
أدلة بطلان هذه القصة.. وما يثبت أنها ملفقة للسيدة عائشة.
@- بخصوص بطلان من يستدل بهذه الرواية على أن الساحر والسحر فيه إمكانية قلب الأعيان المادية من صورة لصورة أخرى.
********************
:: الفصل الثاني والعشرون ::
********************
..:: س64: هل التابعي مجاهد بن جبر رأى
هاروت وماروت وهما يعذبان في كهف بمدينة بابل بالعراق ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
#- القصة
الأولى: جاء في (خبر باطل – متنه منكر جدا) .. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ يَحْيَى بْنِ مَنْدَهْ، قَالَ: ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، ثَنَا عَبْدُ
اللهِ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ، عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: (كَانَ مُجَاهِدٌ لَا يَسْمَعُ بِأُعْجُوبَةٍ إِلَّا ذَهَبَ
يَنْظُرُ إِلَيْهَا.
- قَالَ: وَذَهَبَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ
"أي اليمن" إِلَى بِئْرِ بَرَهُوتَ . (لأنه يقال في الخرافة أن هذا البئر محل أرواح
الكفار).
- قَالَ: وَذَهَبَ إِلَى بَابِلَ .. قَالَ:
وَعَلَيْهَا وَالٍ (أي حاكم) صَدِيقٌ لِمُجَاهِدٍ
..
- قَالَ: فَقَالَ مُجَاهِدٌ: تَعْرِضُ
عَلَيَّ (أي أيمكنك أن تريني مقر) هَارُوتَ وَمَارُوتَ ..
- قَالَ: فَدَعَا رَجُلًا مِنَ السَّحَرَةِ .. فَقَالَ:
اذْهَبْ بِهَذَا وَاعْرِضْ عَلَيْهِ هَارُوتَ وَمَارُوتَ.
- فَقَالَ: الْيَهُودِيُّ بِشَرْطِ أَنْ لَا
يَدْعُوَ اللهَ عِنْدَهُمَا.
- قَالَ مُجَاهِدٌ: فَذَهَبَ بِي إِلَى قَلْعَةٍ
فَقَلَعَ مِنْهَا حَجَرًا.
- قَالَ (أي الأعمش): ثُمَّ
قَالَ (أي مجاهد): خُذْ بِرِجْلِي .. فَهَوَى بِي
حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهِمَا .. فَإِذَا هُمَا مُتَعَلِّقَيْنِ مُنَكَّسَيْنِ
كَالْجَبَلَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ ..
- فَلَمَّا رَأَيْتُهُمَا .. قُلْتُ: سُبْحَانَ اللهِ
خَالِقكُمَا فَاضْطَرَبَا ..
- قَالَ: فَكَأَنَّ جِبَالَ الدُّنْيَا قَدْ
تَدَكْدَكَتْ ..
- قَالَ: فَغُشِيَ عَلَيَّ وَعَلَى
الْيَهُودِيِّ .
- قَالَ: ثُمَّ أَفَاقَ الْيَهُودِيُّ
قَبْلِي .. فَقَالَ: قُمْ قَدْ أَهْلَكْتَ نَفْسَكَ وَأَهْلَكْتَنِي) رواه أبو نعيم في حلية
الأولياء..، (قلت خالد صاحب الرسالة): فيه (محمد بن حميد الرازي) وهو ضعيف جدا
ومتهم بالكذب .. وفيه (عبد الله بن عبد القدوس) وهو ضعيف .. (راجع أقوال العلماء فيه في
تهذيب التهذيب ج5 ص303) ، فضلا عن تدليس الأعمش في الرواية عن مجاهد إذ أن
هذا ليس من الأحاديث القليلة التي سمعها من مجاهد نفسه .. وكان من أقوال العلماء
في ذلك .. أن قال يعقوب بن شيبة فى " مسنده
": ليس يصح للأعمش عن مجاهد إلا أحاديث يسيرة ، قلت لعلى ابن المدينى : كم سمع الأعمش من
مجاهد ؟ قال :
لا يثبت منها إلا ما قال سمعت ، هى نحو من عشرة . (راجع تهذيب التهذيب ج4 ص224).
#- وجاءت
الرواية بسياق آخر عن مجاهد ..
-
إذ جاء في (خبر باطل – متنه منكر جدا) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ
الطَّبَّاعِ ، عَنْ عَبْدِ الْقُدُّوسِ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: (كَانَ مُجَاهِدٌ لَا يَسْمَعُ بِأُعْجُوبَةٍ
فِي الدُّنْيَا إِلَّا طَلَبَهَا حَتَّى يَصِلَ إِلَيْهَا ..
-
فَطَلَبَ مَوْضِعَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ .. فَقَدِمَ الْكُوفَةَ .
-
قَالَ: فَرَآنِي صَدِيقٌ لِي مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ .. لَمَّا قَدِمْتُ بَابِلَ ..
فَقَالَ لِي: أَبَا الْحَجَّاجِ (أي مجاهد) ، فِيمَ
قَدِمْتَ وَقَدْ كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أَرَاكَ بِأَرْضِي (أي في مكة) ؟
-
قُلْتُ: قَدِمْتُ لِأَرَى هَارُوتَ وَمَارُوتَ .. فَدَعَا رَأْسَ الْجَالُوتِ (أي طلب استدعاء رئيس الجالية أو الطائفة
اليهودية في العراق).
-
فَقَالَ لَهُمْ: يُدْخِلُونَ هَذَا بِئْرَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ..
-
(فيحكي مجاهد): فَمَضَى بِي رَجُلٌ إِلَى
الصَّحَرَاءِ .. فَرَفَعَ صَخْرَةً عَظِيمَةً .. وَنَزَلَ فِيهَا وَأَنْزَلَنِي ..
-
فَقَالَ (أي اليهودي): إِيَّاكَ أَنْ تَذْكُرَ اللَّهَ ..
-
وَنَزَلْنَا حَتَّى أَفْضَيْنَا إِلَى هَذَا وَإِذَا هُمَا مُعَلَّقَانِ
بَأَرْجُلِهِمَا (أي أرجلهما معلقة في سقف هذه الحفرة ورأسهما لأسفل) .. تَخْفِقُ (أي تتحرك)
أَجْنِحَتُهُمَا .. قَدْ جُعِلَ مِنْ لَدُنِّ كِعَابِهِمَا إِلَى أُصُولِ
أَفْخَاذِهِمَا مِثْلُ أَعْنَاقِ الْبُخْتِ مِنَ الْحَدِيدِ (أي تم ربطهما
بالحديد الغليظ الذي سمكه بحجم رقبة الناقة وهذا الحديد ملتف من أول كعوب الرجل
إلى آخر الفخذين) ..
-
قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ هَالَنِي (أي أصابني رهبة وخوف)..
فَقُلْتُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ .. فَاضْطَّرَبَا .. فَاضْطَرَبَ الْحَدِيدُ
الَّذِي عَلَيْهِمِا .. وَأُظْلِمَتْ عَلَيْنَا (أي لم نعد نرى شيئا) ..
-
فَسَقَطْتُ مَغْشِيًّا عَلَيَّ .. وَسَقَطَ الْيَهُودِيُّ الَّذِي كَانَ مَعِي
مَغْشِيًّا عَلَيْهِ .. حَتَّى أَفَقْنَا بَعْدَ مُدَّةٍ ..
-
فَقَالَ لِي: قُمْ قَدْ أَهْلَكْتَنِي .. وَأَهْلَكْتَ نَفْسَكَ.
-
فَقُمْنَا فَلَمْ نَرَ حَتَّى صَعَدْنَا) رواه صدر الدين الأصبهاني أبو طاهر السلفي في
الجزء العشرون من المشيخة البغدادية.
#-
أولا: يوجد خلل في كتابة هذا السند ..
- إذ كيف يقال (عن مجاهد قال: " كان مجاهد
...) .. فأظن أن السند هو (عن الأعمش قال: "كان مجاهد ...) .. كما هو حال
الرواية الأولى.
-
وعموما سند هذه الرواية ضعيف جدا .. لأن فيه (عبد القدوس) ، وتدليس الأعمش الذي
لم يسمع هذه القصة من مجاهد .. مثل الرواية الأولى ..
#- ثانيا: بخصوص بطلان متن هذه القصة.
1-
هذه القصة تعتبر مخالفة للقرآن من حيث رؤية الملائكة .. إذ أن رؤية الملائكة تسقط الإختبار الإلهي
للإيمان .. ولذلك منع الله نزول الملائكة بصورتها الحقيقية السماوية المجنحة أي بأجنحتها
.. حينما طلب المشركون ذلك .. لأن ذلك يحدث عند انقضاء الأجل بالموت لأفراد فقط فيتم
الكشف له عن حقيقة الملائكة .. واقرأ معي قوله تعالى: (وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا
لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ (8) وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا
لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ) الأنعام:8-9.
-
أي على افتراض جعلنا من الملائكة رسلا للناس .. فسيكون أيضا في هيئة بشرية في صورة رجل ولكان
حدث لهم نفس الإلتباس والشك في كونه رسولا كما شكوا في النبي كونه رسولا.
-
فالآية توضح بجلاء تام أن ظهور الملائكة بهيئتها للناس لا يحدث .. وإنما يمكن رؤيتهم فقط في حالة بشرية كما
جاءوا لزيارة إبراهيم عليه السلام .. وكما جاء جبريل لمريم عليها السلام .. وكما
كان جبريل يأتي للنبي في صورة الصحابي دِحية الكلبي .. ولكن رؤية الملائكة في
صورتهم التي خلقها الله عليها .. فلن يحدث لبشر .. إلا لمن خصه الله بذلك من
الأنبياء والرسل فقط كما رأى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل في صورته التي خلقه
الله عليها مرتين فقط .
#-
ملحوظة: ما سبق يتعلق بالرؤية البصرية .. إلا أنه محتمل رؤية صور للملائكة بحق وذلك في
مجال الرؤيا المنامية .. إذ أن الرؤية هنا محل إدراكها الروح وليس البصر .. ولكن
يعيب هذه المرائي أنها تحتمل الحق والتضليل لعوام الناس .. أما للأنبياء والرسل
فهي رؤية حق.
2-
ومن أدلة بطلان القصة .. وبمنطقية العقل البسيط أقول: إذا كانت الجن الذي منهم الشيطان مخلوقا من
النار .. وهو يرانا من حيث لا نراه إذ قال تعالى: (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ) الأعراف:27 ..، لأنهم
يروننا من خلف حجاب المادة ..، فكيف يمكن أن نرى الملائكة وهم من عالم النور في
هيئتهم الملائكية ؟!!
- ولذلك ما جاء في القصة .. من أن مجاهد بن جبر التابعي قد رأي الملكين وهما بأجنحتهما . هو كلام كذب
واضح جدا لمن له أدنى عقل .. لأنه بذلك يكون قد رآهم على خلقتهم الملائكية
النورانية وهذا من الباطل الذي لا يذكره القرآن بل خلافه .. فإذا كان عموم
الأنبياء والرسل لم يبلغنا عنهم رؤيتهم للملائكة بصورتهم الحقيقية .. أيكون ذلك
جائزا لرئيس طائفة اليهود .. أو للتابعي مجاهد بن جبر .. !!
- أهذا كلام يُعقل يا ناس ؟!!
3- ومن أدلة بطلان القصة أيضا .. أن مكان هاروت وماروت لو كان معلوما حتى
خلافة الدولة الإسلامية بالعراق لكان هذا أصبح علما ومزارا لجميع المسلمين آنذاك
.. ولكان ذهب إليه كافة علماء المسلمين بالعراق وغيرها .. ولكان هذا دليلا كافيا
لإيمان اليهود أنفسهم بصدق القرآن ..!!
4-
وأخيرا .. (وحسب ما جاء في هذه القصة الخرافية)
.. فقول اليهودي لمجاهد أن لا يذكر الله .. وكأن هذين الملكين كانا شيطانين
وليسا ملكين .. وإلا فلماذا لا يذكر الله
؟!!
-
وهذا دليل آخر على كذب هذه القصة .. لأن من المفترض أن هاروت وماروت ملكين وليس
شيطانين.
#- ولا أعلم من الذي يصدق هذه
القصص أو يقوم بتلفيقها للتابعي مجاهد بن جبر ..!!
-
ولكن لماذا قال سليمان بن مهران الأعمش بهذه الحكايات عن مجاهد وهو لم يسمعها منه .. ؟!! فهل يكون
سمعها من شخص كذاب قال بهذه القصة عن مجاهد وظن صدقها فحكاها ؟!! أم أن سليمان
الأعمش هو أيضا بريء وتم وضع اسمه في الرواية بالكذب ؟!! ..
- الله أعلم.
*********************
..:: س65: هل جاء في قصة أن شاب مسلم ذهب إلى الكهف المحبوس فيه هاروت وماروت ورآهما وتكلم معهما ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
#- القصة الثانية: جاء في (خبر باطل – ومتنه منكر جدا) .. عن
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا رَجُلٌ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ
عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ قَالَ: (لَمَّا قَدِمَ
مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ هَا هُنَا أَمِيرًا .. قِيلَ لَهُ: إِنَّ هَا هُنَا رَجُلٌ
دَخَلَ عَلَى هَارُوتَ وَمَارُوتَ .. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ .. فَإِذَا شَيْخٌ
جَلِيلٌ .. فَثَنَيْتُ لَهُ وِسَادَةً بَيْنَ السِّمَاطَيْنِ (أي وسادة بين
الجانبين ليستند عليهما) ..
- فَقَالَ
لَهُ مَسْلَمَةُ: أَنْتَ الَّذِي دَخَلْتَ عَلَى هَارُوتَ وَمَارُوتَ؟
- فَأَرْسَلَ
عَيْنَيْهِ .. فَبَكَى .. ثُمَّ نَشَّفَ دُمُوعَهُ ..
-
فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ غُلَامًا يَافِعًا فِي حِجْرِ أُمِّي .. وَكُنْتُ لَا
أَدْعُو بِشَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا أُوتِيتُ بِهِ.
-
فَلَمَّا أَدْرَكْتُ وَعَقَلْتُ قُلْتُ: يَا أُمَّهْ مِنْ أَيْنَ لَكُمْ
هَذَا الْمَالُ ؟
-
قَالَتْ: يَا بُنَيَّ كُلْ حَلَالًا وَلَا تَسْأَلْ .. فَأَبَيْتُ عَلَيْهَا (أي أنكرت عليها عدم أخباري) .. فَأَبَتْ عَلَيَّ (أي رفضت أخباري).
-
فَقُلْتُ: إِنْ لَمْ تُخْبِرِينِي فَجَعْتُكَ بِنَفْسِي (أي قتلت نفسي) ..
-
فَلَمَّا رَأَتِ الْجَدَّ (أي العزيمة مني على معرفة الخبر الذي أسأل عنه) ..
-
قَالَتْ: فَإِنَّ أَبَاكَ كَانَ سَاحِرًا .. وَإِنَّهُ جَمَعَ هَذَا الْمَالَ مِنَ
السَّحَرِ.
-
قُلْتُ: فَمِنْ أَيْنَ تَعَلَّمَهُ؟
-
فَأَبَتْ عَلِيَّ .. وَأَبَيْتُ عَلَيْهَا .
-
فَقَالَتْ: مَا تُرِيدُ إِلَى هَذَا .. !! فَأَخْبَرَتْنِي أَنَّهُ
كَانَ يَخْتَلِفُ إِلَى نَصْرَانِيٍّ بِبَابِلَ.
-
فَارْتَحَلْتُ إِلَيْهِ ... حَتَّى قَدِمْتُ عَلَيْهِ.
-
فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيَّ قَالَ: مَا أَقْدَمَكَ ؟
-
مَا أَظُنَّ أَبَاكَ إِلَّا قَدْ تَرَكَ لَكَ مِنَ الْمَالِ مَا لَا يَحْتَاجُ
إِلَى أَحَدٍ ؟
-
فَقُلْتُ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ تُدْخِلَنِيَ عَلَى هَارُوتَ
وَمَارُوتَ أَنْظُرُ إِلَيْهِمَا .. فَوَاعَدَنِي لِشَهْرِ كَذَا فِي يَوْمِ
كَذَا.
-
فَقَالَ: إِذَا دَخَلْتَ عَلَيْهِمَا فَلَا تَذْكُرَنَّ لِلَّهِ اسْمًا.
-
قَالَ: فَذَهَبَ بِي فَرَقَّانِي (أي فنزل بي على السلالم) فِي الْأَرْضِ ثَلَاثَمِائَةٍ وَسِتِّينَ مَرْقَاةً (أي
سُلَّمَة أو درجة) .. مَا أُنْكِرُ مِنْ ضَوْءِ النَّهَارِ
شَيْئًا (أي وكنت أرى النور).
-
ثُمَّ قَالَ: لَا تَذْكُرَنَّ لِلَّهِ اسْمًا .. فَذَهَبَ فَرَقَّانِي
ثَلَاثَمِائَةٍ وَسِتِّينَ مَرْقَاةً .. مَا أُنْكِرُ مِنْ ضَوْءِ النَّهَارِ
شَيْئًا.
- فَنَظَرْتُ إِلَيْهِمَا فَإِذَا هُمَا مُعَلَّقَيْنِ مِنَ
السَّمَاءِ مَنْكُوسَيْنِ مُكَبَّلَيْنِ فِي الْحَدِيدِ ..، أَعْيُنُهُمَا مِثْلُ
التُّرْسَةِ ..، وَلَهُمَا أَجْنِحَةٌ ..
-
فَلَمَّا رَأَيْتُهُمَا .. قُلْتُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ .. فَانْتَفَضَا فِي
أَجْنِحَتِهِمَا .. وَجَالَا جَوَلَانَ الثَّوْرِ (أي أصابهما حالة من الهياج التي تصيب الثور) .. فَعُدْتُ ثَلَاثًا (أي كررت لا إله إلا الله) .. ثُمَّ سَكَتُّ فَسَكَنَا.
-
فَقَالَا: مِمَّنِ الرَّجُلُ ؟
-
قُلْتُ: مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
-
قَالَا: فَتَلْبَسُونَ الْحَرِيرَ وَالدِّيبَاجَ فِي
الْمَغَازِي.
-
قُلْتُ: نَعَمْ .
-
فَنَظَرَ أَحَدُهُمَا إِلَى صَاحِبِهِ فَسُرَّا بِذَلِكَ ..
- وَقَدْ بُعِثَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟
-
قُلْتُ: نَعَمْ فَسَاءَهُمَا ذَلِكَ.
-
قَالَا: بِذَلِكَ.
-
قُلْتُ: إِنَّكُمَا قَدْ سَأَلْتُمَانِي فَأَنَا سَائِلُكُمَا.
-
قَالَا: سَلْ.
-
قُلْتُ: أَرَأَيْتُ جَزَعَكُمَا مِنْ قَوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مَا هُوَ؟
-
قَالَا: كَلِمَةٌ لَمْ نَسْمَعْهَا مُنْذُ فَارَقْنَا الْعَرْشَ.
-
قُلْتُ: أَرَأَيْتُ مُسَاءَتَكُمَا مِنْ قُولِي: اجْتِمَاعُ الْأُمَّةِ عَلَى
رَجُلٍ مَا هُوَ؟
-
قَالَا: إِنَّ السَّاعَةَ لَا تَقُومُ مَا اجْتَمَعَتِ
الْأُمَّةُ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ.
-
قُلْتُ: أَرَأَيْتُ سُرُورَكُمَا بِلُبْسِ الْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ .. مَا هُوَ؟
-
قَالَا: مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ.
-
قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرَانِي ؟
-
قَالَا: إِنِ اسْتَطَعْتَ أَلَّا تَنَامَ وَلَا تُنِيمَ
فَافْعَلْ فَإِنَّ الْأَمْرَ جَدٌّ.
-
قَالَ عَبْدِ اللَّهِ (أي بن المبارك أحد رواة السند):
طُمِسَ ذَلِكَ الْمَكَانُ فَلَا يُعْرَفُ الْيَوْمَ) رواه بن أبي الدنيا في الإشراف بمنازل الأشراف .. (قلت خالد صاحب الرسالة): خبر باطل والسند معلل بالمجاهيل
"رجل عن رجل" .. ولا نعرف من هؤلاء الذين رووا عن "رويم" هذه
القصة الباطلة ؟!!
#- وجاءت القصة السابقة بسند آخر .. إذ جاء في (خبر باطل – ومتن منكر جدا) .. عن
عبد الله بن المبارك، عَنِ عبد الرحمن الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ هَارُونَ بْنِ
رِئَابٍ، قَالَ: (دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ
الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ ..... فَذَكَرَ
نَحْوَ هَذِهِ الْقِصَّةِ) رواه بن أبي الدنيا في
الإشراف بمنازل الأشراف .. (قلت
خالد صاحب الرسالة): الخبر باطل .. لأن
هارون بن الرئاب لم يذكر عنه أنه دخل يوما على خليفة المسلمين حينئذ عبد الملك بن
مروان .. ولا أخذ عنه علما .. لأن هارون من العباد الزهاد ..، فضلا عن معارضة هذا
المتن للمتن السابق للرواية بأن الذي دخل عليه كان مسلمة بن عبد الملك ابن عبد
الملك بن مروان ..!!
@-
ملحوظة: قوله (فذكر نحو هذه القصة): أي أن هارون بن الرئاب .. لما دخل على عبد
الملك بن مروان ووجد عنده رجل يقال أنه رأي هاروت وماروت .. وأخذ يحكى للموجودين
حينئذ قصته التي هي كذا وكذا ..
#- أما عن بطلان متن هذه القصة:
1-
فلا يمكن حدوث هذه القصة للأسباب التي سبق وذكرتها في بطلان قصة
التابعي مجاهد بن جبر .. إذ أن رؤية الملكين بصريا على هيئتهما الملائكية بأجنحتهم
هو أمر مخالف لظاهر القرآن .. بل ومخالف للمنطق العقلي المفهوم من خلال نصوص
القرآن .. لأن رؤية الملائكة بهيئتها إنما تكون عند انتهاء الأجل لعموم الناس ..
أو عندما يريد الله لأحد من خاصته الموحى إليهم من أنبياءه ورسله أن يراهم .. وما
عدا ذلك .. فلا ..
2-
ومن أدلة بطلان القصة نفسها .. هو قول الرواية .. أن الملكين سألا (الشاب)
هل بعث محمد فيهم ؟!! فأجابهم بنعم .. فسائهم سماع ذلك ..
-
والسؤال الآن: ألم يكن أبو هذا (الشاب) والساحر النصراني من قبل قد ذهبا
إلى الملكين وتكلما مع الملكين .. وأكيد سألاه هل بعث محمد ؟!! وبالتالي كان عند الملكين
معرفة بخبر بعثة النبي .. وبالتالي سؤالهما للشاب عن بعثة النبي هو كذب ممن كتب
الرواية أصلا .. إذ لماذا يسألا فيحزنا .. وكأنهما أول مرة يسمعا من أحد هذا الخبر
أو هذه المعلومة الخاصة ببعثة النبي ؟!!
3-
وأخيرا من أدلة بطلان هذه القصة .. أن هيجان الملكين كالثور الهائج بسبب سماع
ذكر لا إله إلا الله .. فهذا دليل على أنهما شيطانين وليس ملكين .. إذ أن الذكر
يكسب الملائكة مدد نور من الله .. لأن الذكر هو طعامهم وشرابهم .. فكيف يحدث لهم
هذا الهياج ؟!!
-
وما سبق من أدلة كافي جدا .. لمن كان له عقل بسيط .. ليفهم أن هذه قصة باطلة بكل
يقين.
- والله أعلم.
************************
..:: س66: هل حكت السيدة عائشة عن امرأة
زارتها بعد وفاة النبي وقالت لها أنها زارت هاروت وماروت وعلماها السحر ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
-
من أغرب ما يمكن أن يصادفك في كتب أهل العلم .. ذكرهم لحكاية تم ذكرها عن السيدة عائشة .. ويستدلون
بها سواء في وجود هاروت وماروت .. أو في أن للسحر أثر قلب وتغيير الأشياء عن
حقيقتها .. وهذا يجعلنا نبحث حقيقة هذه الرواية .. ليحيا من حيا عن بينة .. لمن
كان له قلب سليم وعقل رشيد .. خاصة أن البعض ينظر لصحة هذه الرواية من حيث أن
إسنادها صحيح .. وكالعادة يتعامي ويتجاهل عن تحقيق متن القصة ..!!
-
ثم أتي بعض أهل زماننا ويتجرأ ويقول: الحديث صحيح .. ولا يكتفي
بقوله أن السند صحيح ..!!
-
وكأنه بقوله (الحديث صحيح) .. يريد أن يوهمك بأن القصة عليك أن تعتقد
ما فيها لأن السند والمتن صحيح .. في حين هذا كلام باطل .. لأن صحة السند لا تعني
صحة المتن كما قلنا مرات عديدة .. والله من ورائهم محيط على ما يفعلوه بدين الله.
#- وإليك تحقيق القصة:
#- القصة الثالثة: (حديث باطل ومتن منكر جدا) .. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ
بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ:
(قَدِمَتِ امْرَأَةٌ
مِنْ أَهْلِ دُومَةِ الْجَنْدَلِ عَلَيَّ .. جَاءَتْ تَبْتَغِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ مَوْتِهِ حَدَاثَةَ ذَلِكَ (أي أتت في وقت قريب جدا من حدوث وفاة النبي بقليل وأرادت أن) .. تَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ دَخَلَتْ فِيهِ مِنْ أَمْرِ السَّحَرَةِ
لَمْ تَعْمَلْ بِهِ ..
- قَالَتْ عَائِشَةُ لِعُرْوَةَ:
يَا ابْنَ أُخْتِي
فَرَأَيْتُهَا تَبْكِي حِينَ لَمْ تَجِدْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَيَشْفِيَهَا ..
- حَتَّى إِنِّي لَأَرْحَمُهَا (أي أي أشفق عليها من الحالة التي هي عليها) .. وَهِيَ
تَقُولُ: إِنِّي لَأَخَافُ أَنْ أَكُونَ قَدْ هَلَكْتُ ..!!
- (ثم قالت المرأة تحكي): كَانَ لِي زَوْجٌ فَغَابَ عَنِّي
.. فَدَخَلَتْ عَلَيَّ عَجُوزٌ .. فَشَكَوْتُ إِلَيْهَا.
- فَقَالَتْ (أي العجوز): إِنْ فَعَلْتِ مَا آمُرُكِ فَلَعَلَّهُ يَأْتِيكِ.
- فَلَمَّا أَنْ كَانَ اللَّيْلُ جَاءَتْنِي بِكَلْبَيْنِ أَسْوَدَيْنِ
.. فَرَكِبْتُ أَحَدَهُمَا وَرَكِبَتِ الْآخَرَ .. فَلَمْ يَكُنْ مُكْثِي (أي لم يمضي وقتا) .. حَتَّى وَقَفْنَا بِبَابِلَ ..
- فَإِذَا أَنَا بِرَجُلَيْنِ مُعَلَّقَيْنِ
بِأَرْجُلِهِمَا فَقَالَا: مَا
جَاءَ بِكِ ؟
- فَقُلْتُ: أَتَعَلَّمُ السِّحْرَ.
- فَقَالَا: إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ
فَلَا تَكْفُرِي .. وَارْجِعِي .. فَأَبَيْتُ (أي رفضت الرجوع) .. وَقُلْتُ: لَا.
- (فلما أصرت على موقفها) .. قَالَا: فَاذْهَبِي إِلَى
ذَلِكَ التَّنُّورِ (أي فرن مصنوع من الطين بداخله نار وهو يستخدم فيه خبر
العيش والفطير) .. فَبُولِي فِيهِ (أي تبولي فيه) ..
- فَذَهَبْتُ .. وَفَزِعْتُ .. فَلَمْ
أَفْعَلْ .. فَرَجَعْتُ إِلَيْهِمَا .
- فَقَالَا لِي: فَعَلْتِ ؟
- قُلْتُ: نَعَمْ (أي قد تبولت).
- قَالَا: هَلْ رَأَيْتِ شَيْئًا؟
- فَقُلْتُ: لَمْ أَرَ شَيْئًا.
- فَقَالَا: لَمْ تَفْعَلِي (أي لم تتبولي كما طلبنا منك) ... ارْجِعِي إِلَى بِلَادِكِ
وَلَا تَكْفُرِي (أي هذه فرصتك لازالت متاحة أن تتراجعي عما تريدين فعله
وعودي لبلدك) ..
- فَأَبَيْتُ (أي رفضت) ..
- فَقَالَا: اذْهَبِي إِلَى ذَلِكَ التَّنُّورِ فَبُولِي فِيهِ .. فَذَهَبْتُ
فَاقْشَعَرَّ جِلْدِي .. وَخِفْتُ ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَيْهِمَا ..
- فَقَالَا: مَا رَأَيْتِ؟
- فَقُلْتُ: لَمْ أَرَ شَيْئًا.
- فَقَالَا: كَذَبْتِ لَمْ تَفْعَلِي .. ارْجِعِي إِلَى بِلَادِكِ وَلَا
تَكْفُرِي فَإِنَّكِ عَلَى رَأْسِ أَمْرِكِ (أي مازلتي تملكين الإختيار في الرجوع عما تريدين فعله من تعلم السحر) ..
- فَأَبَيْتُ ..
- فَقَالَا: اذْهَبِي إِلَى ذَلِكَ التَّنُّورِ فَبُولِي فِيهِ .. فَذَهَبْتُ
.. فَبُلْتُ فِيهِ .. فَرَأَيْتُ فَارِسًا مُتَقَنِّعًا بِحَدِيدٍ خَرَجَ مِنِّي حَتَّى
ذَهَبَ فِي السَّمَاءِ فَغَابَ عَنِّي حَتَّى مَا أُرَاهُ.
- فَأَتَيْتُهُمَا فَقُلْتُ: قَدْ
فَعَلْتُ ..
- فَقَالَا: فَمَا رَأَيْتِ؟
- قُلْتُ: رَأَيْتُ فَارِسًا مُتَقَنِّعًا
بِحَدِيدٍ خَرَجَ مِنِّي فَذَهَبَ فِي السَّمَاءِ فَغَابَ عَنِّي حَتَّى مَا أَرَى
شَيْئًا.
- قَالَا: صَدَقْتِ .. ذَلِكَ إِيمَانُكِ خَرَجَ مِنْكِ ..
اذْهَبِي.
- فَقُلْتُ لِلْمَرْأَةِ (أي العجوز): وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ شَيْئًا وَمَا
قَالَا لِي شَيْئًا.. (أي ما تعلمت منهما شيئا وما قالا لي أي شيء
خلاف ما حدث) ..
- فَقَالت (أي العجوز): بَلَى إِنْ تُرِيدِينَ شَيْئًا إِلَّا كَانَ .. خُذِي هَذَا
الْقَمْحَ فَابْذُرِي (أي فألقي بذور القمح)
فَبَذَرْتُ ..
فَقُلْتُ: اطْلُعِي فَطَلَعَتْ ..، وَقُلْتُ: أَحْقِلِي (أي كوني زرعا) فَحَقَلَتْ ..، ثُمَّ قُلْتُ: أَفْرِخِي
(أي كوني ثمرة نهائية تسقط) فَأَفْرَخَتْ ..، ثُمَّ
قُلْتُ: إِيبِسِي (أي عودي زرعة يابسة) فَيَبِسَتْ
..، ثُمَّ قُلْتُ: اطْحَنِي فَطَحَنَتْ ..، ثُمَّ قُلْتُ: اخْبِزِي فَخَبَزَتْ ..!!
- فَلَمَّا رَأَيْتُ أَنِّي لَا أُرِيدُ
شَيْئًا (أي ما أتمناه في نفسي) .. إِلَّا كَانَ سَقَطَ فِي يَدِي وَنَدِمْتُ ..
- وَاللَّهِ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ
مَا فَعَلْتُ شَيْئًا قَطُّ وَلَا أَفْعَلُهُ أَبَدًا ..
- فَسَأَلْتُ (أي السيدة عائشة سألت) أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
حَدَاثَةَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .. وَهُمْ يَوْمَئِذٍ
مُتَوَافِرُونَ .. فَمَا دَرَوْا مَا يَقُولُونَ لَهَا .. وَكُلُّهُمْ هَابَ وَخَافَ
أَنْ يُفْتِيَهَا بِمَا لَا يَعْلَمُ .. إِلَّا أَنَّهُمْ قَالُوا: لَوْ كَانَ أَبَوَاكِ
حَيَّيْنِ أَوْ أَحَدُهُمَا لَكَانَا يَكْفِيَانِكِ) رواه الحاكم واللفظ له، ورواه الطبري في تفسيره "محذوف
الجزء الأخير من مشورة الصحابة"، ورواه البيهقي في السنن الكبرى، "ورواه
ابن أبي حاتم في تفسيره محذوف قصة المرأة العجوز"..، وقال الحاكم صحيح
الإسناد ووافقه الذهبي وقال صحيح..، وقال ابن كثير في تفسيره ج1 ص246-247: أثر غريب وسياق عجيب .. ثم قال بعد كتابته للقصة: فهذا إسناد
جيد إلى عائشة رضي الله عنها. (انتهى النقل)..، وقال الإمام محمد أبو شهبة في كتابه الإسرائيليات
والموضوعات ص161 بعد أن ذكر عدة أحاديث منها حديث السيدة عائشة فقال رحمه الله: وكل هذا من خرفات بني إسرائيل،
وأكاذيبهم التي لا يشهد لها عقل، ولا نقل، ولا شرع، ولم يقف بعض رواة هذا القصص
الباطل عند روايته عن بعض الصحابة والتابعين ولكنهم أوغلوا باب الإثم، والتجني
الفاضح، فألصقوا هذا الزور إلى النبي صلى الله عليه وسلم ورفعوه إليه. (انتهى النقل)..، وقال
الإمام محمد أبو شهبه تعليقا على تصحيح الحاكم في كتاب الإسرائيليات والموضوعات
ص161 في الفهرس: تصحيح الحاكم غير معتدٍّ به؛ لأنه معروف أنه متساهل في الحكم
بالتصحيح كما قال ابن الصلاح وغيره، وقد صحح أحاديث تعقبها الإمام الذهبي وحكم
عليها بالوضع. (انتهى النقل).
@- (دومة الجندل): هي منطقة كانت من مناطق الجزيرة العربية .. وهي حاليا مدينة داخل السعودية ..
والمسافة بين دومة الجندل وبابل في العراق أكثر من خمسمائة كيلو متر .. والمسافة
بين دومة الجندل والمدينة المنورة التي كانت فيها السيدة عائشة أكثر من ستمائة
كيلو متر.
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
@-
أولا: بخصوص سند الحديث ..
1-
فهو فيه (عبد الرحمن بن أبي الزناد) .. هو وإن كان
حسن الحديث وروايته عن هشان بن عروة جيدة جدا .. إلا أنه ممن لا يحتمل تفرده
بالرواية ولا يحتج بحديث له قد انفرد به .. مثل هذا الحديث المروي عن السيدة عائشة
.. ولذلك قال عنه يحيى بن معين
: ليس ممن يحتج به أصحاب الحديث، ليس بشىء ..، وقال عنه أبي حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به ..، وقال على ابن المدينى : كان عند أصحابنا ضعيفا ..، وقال
النسائى : لا يحتج بحديثه ..، وقال أبو أحمد بن عدي: وبعض ما يرويه لا يُتابع عليه
..، وقال أحمد بن حنبل مضطرب الحديث ..، و قال الحاكم أبو أحمد : ليس بالحافظ عندهم ..، ووثقه الساجي والترمذي
والعجلي .. (راجع الجرح
والتعديل لابن أبي حاتم ترجمة رقم 1201 ..، وتهذيب الكمال ترجمة رقم 3816 ..،
وتهذيب التهذيب ج6 ص155 ترجمة رقم 365).
- باختصار .. لا يمكن تصح رواية مثل هذه قد انفرد بروايتها
عبد الرحمن بن أبي الزناد دون متابع له .. ولا متابع له هنا.
-
ويكفيك من كلام أكابر العلماء أن حديثه ليس بحجة .. ويقصدون بذلك لو انفرد بالرواية.
2-
من هذه المرأة التي أتت لتحكي هذه القصة أصلا للسيدة عائشة .. حتى يمكن تصديق كلامها وكأنه حق وقد حدث فعلا
؟!!
-
وما سبق كافي لإسقاط القصة المذكورة .. وإن كان بن كثير ومحمد بن أبي شهبة كلاهما
أسقطا الرواية بسبب متن القصة الغريبة جدا .. والتي لا يصدفها قلب سليم ولا عقل
رشيد ..!!
#- ثانيا: أما عن متن القصة .. فإليك ما يثبت أنها قصة ملفقة للسيدة عائشة دون أدني
شك:
1-
في بداية القصة مع المرأة التي تحكي للسيدة عائشة ما حدث
لها .. فأخبرتها أن امرأة عجوز أتت لها وأخبرتها أنها يمكن أن ترجع لها زوجها الغائب
.. على أن تأتي معها لمكان ما ..
-
السؤال الآن: هل أتى ذكر هذا الزوج الغائب في القصة بعد ذلك ؟ لا
-
هل لما وصلت لهاروت وماروت سألتهما عن زوجها أين هو ؟ لا
-
فما فعلت المرأة ؟ طلبت منهما أن تتعلم السحر ..!!
-
إذن: ما الرابط بين طلب المرأة لمعرفة حال زوجها الغائب في بداية القصة .. وبين
أنها تريد أن تتعلم السحر ؟!! أليس من المفترض أن تسأل عن حال زوجها الغائب ؟!!
-
لا يوجد رابط يجمع بين جزئية البحث عن الزوج وبين أنها ذهبت لتعلم
السحر ؟!!
- لأن هذا الجزء فيه خلط كبير .. ولذلك لما تنبه ابن أبي حاتم لذلك .. حذف
جزئية المرأة العجوز والكلبين السود من القصة تماما .. لأنه علم أنه يستحيل أن
تكون من القصة أصلا .. على افتراض حدوثها ..!!
2-
أما عن جزئية الكلبين الأسودين الذين ركبتا عليهما المرأة العجوز والمرأة
الغائب زوجها .. فهذه جزئية تستوجب الإنتباه لذوي العقول
والبصائر ..
-
وهنا نسأل فأقول:
- منذ متى
والكلاب السوداء أو أي نوع كلاب .. يتم الركوب عليه والسفر به ؟!!
- أم أن هذا
تخريف في القصة ؟!!
- أكيد تخريف
واضح ومفضوح .
3-
أما عن مسألة السفر ركوبا على الكلبين لمسافة تقدر باكثر من
خمسمائة كيلو متر بين دومة الجندل وباب في العراق .. في وقت لا يذكر لسرعة توصيل الكلبين لهما .. فهذا
مما يستحيل تصديقه.
-
وأظن أنه قد يقول قال لعلهما كلبين من الشياطين .. فأقول له: لعلك لا تعلم أن التحول للمادة يكسب طبيعة
المتحول لطبيعة المادة .. أي لا يكون بطبيعته الروحانية في صورة مادية .. لأن هذا
من أوصاف الملائكة وليس الجن .. ولذلك لو تحول شيطان في صورة حيوان فهو حيوان جينئذ
يسهل قتله وليس شيطان ..!! (هذا كان مجرد تنبيه لم تختلط عليه الأمور) ..!!
-
وبالتالي طالما هما كلبين .. فكيف ركبتا على الكلبين وكيف سافرتا على الكلبين كل هذه
المسافة .. وفي وقت ليس بشيء يذكر وكأن الوقت كان بسيط جدا ؟!!
- فما هذه
الكلاب الصاروخية ذات المقاعد خمسة نجوم ؟!!
4-
وفجأة تقول الرواية: أنهما وصلتا لبابل .. دون تحديد أي مكان هذا
الذي ذهبتا إليه في بابل .. وفجأة وجدتا رجلين معلقين من أرجلهما ..
- ثم سألاها
لماذا أتيتي .. فقالت: لأتعلم السحر ؟!!
- كيف ذهبت إليهما لتعلم السحر وهي أصلا تبحث عن زوجها
الغائب ؟!!
5-
ومن عجيب الرواية أنهما يخبراها .. أنهما لا يعلمان السحر ختى يقولا أن هذا فيه فتنة فلا
تتعلمه يا هذا ..!! ولكنها كانت ترفض وتصر على أن يعلماها السحر .. وطلبا منها شرط
لتعلم السحر وهو أن تبول في تنور وهو تجويف فيه نار .
-
والسؤال الآن: هل كان يوجد من يخبز للرجلين خبزا في هذا التنور ؟!!
- أكيد .. لا
..
-
إذن: فمن أين أتى هذا التَّنور ؟!!
-
أو لعل المقصد بالتنور هو حفرة في الأرض تحيط بنار .. وهنا نسأل: وإن كان هذا ممكن للرجل فيكف ممكن للمرأة أن
تفعله ؟!! أكان لديها عضوا ذكريا كالرجال ولكن القصة لم تخبرنا به ؟!!
- أكيد .. لا..
وطالما هو لا .. فكيف بالت في هذا التنور ؟!!
6-
ما علاقة أن تبول في تنور مثل حفرة فيها نار .. بتعليم السحر ؟!!
- فأين التعليم
في ذلك ؟!!
-
علما بأن التبول على الجسم الحار .. يفقد السحر قوته ويضعفها ويخمدها .. وليس يعززها ويقويها
ويكسبها ..!! ولذلك من طرق علاج فك الثقاف والربط هو التبول على جسم حار مثل
الحديد أو الفحم .. وجعل الدخان الخارج يصيب جسم المتبول .. أو طمس الجسم الحار في
الماء العادي وجعل الدخان يصيب جسم المصاب.
7-
من المضحك في الرواية .. أنه المفترض أن الرجلين في حالة عقاب شديد من
الله لما حدث لهما بسبب الفتنة من كوكب الزهرة "القصة المزورة التي سبق
الكلام عليها" ..
-
وهنا نسأل: هل في عقابهما معلقان منكوسي الرأس إلى يوم القيامة يعلمان
الناس السحر ؟!!
- بقى ده
كلام يقول به مؤمن عاقل يا ناس ؟!!
8-
لا يخفى على مؤمن بصير .. أن القول بأن الرجلين الذين من المفترض فيهما
أنهما هاروت وماروت .. لو كانا يعلمان السحر فعلا .. فهذا بامر من الله لهما في
فعل ذلك (طبعا على رأي تفسيري ممن يقول أنهما كانا ملكين كانا يعلمان الناس السحر)
.. فكيف حينئذ يكونا معلقان الرأس بهذا الوضع المهين لهما ؟!! فما فعلا ليتم
عقابهما إذا كان قصة كوكب الزهرة قصة مزورة ومكذوبة ..!!
9-
أيضا لا يخفى على مؤمن .. أن القرآن لما تحدث عن هاروت وماروت فهو تكلم عن زمن
ماضي حدثت فيه قصة .. وليس حدث متجدد لازال يتجدد فيه فعل الملكين .. لأنه كان كلام
عن يهود في زمن السبي البابلي قد اتبعوا هذا السحر .. وتوارثوه ..
- فكيف كانا
هذين الملكين موجودين في زمن بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ؟!!
-
ممكن حد يفهمنا .. ممن يحلو لهم تصحيح هذه الخرافات ؟!!
- إذ أنه بين
أحد أمرين إما ان يكذب القرآن أو يكذب القصة .. ولا ثالث بينهما ..!!
10-
أما عن مسألة .. أنها لما تبولت على التَّنُّور.. قد خرج الإيمان منها
في صورة فارس ..
- فهنا نسأل: أكانت نارا مقدسة تبولت عليها ولذلك ترتب على
ذلك عقابها بسلب الإيمان منها ؟!!
-
أم أن هذا مجرد خرافة من خرافات القصة ؟
-
أكيد خرافة من خرافات القصة.
11-
وإذا كان قد تم سلب الإيمان منها .. فكيف ذهبت بحثا عن النبي لتطمئن على نفسها
وفيها كل هذا الندم والمصحوب ببكاء مفرط وتوبة .. ؟!!
- فهل من
يتم سلب الإيمان منه .. تتنزل عليه
سحائب الندم والتوبة .. حتى يذهب لمسافة أكثر من ستمائة كيلو بين دومة الجندل
والمدينة المنورة ليطمئن من النبي بنفسه على حاله ؟!!
- بقى ده
كلام يعقله العاقلون يا ناس ؟!!
- أكيد .. لا
..
12- أما عن خرافة أن المرأة
أمرت حبة من البذور .. لتكون زرعا ثم تكون ثمرة تخرج من الزرع .. ثم تسقط
وتتحول إلى حبوب .. ثم تأمرها أن يتم طحنها .. ثم تأمرها لتكون خبزا .. !!
-
ثم نحن بعد ذلك من المفترض نصدق هذه الخرافة ..!!
-
حسنا .. من لدية هذه القدرة على تحويل الأشياء بكلمة أو بالرغبة
.. ما كان سلك كل هذه الخطوات .. بل لكان قال للبذرة أن تكون خبزا .. وانتهى الأمر
لو كان فعلا يستطيع فعل ذلك ..!! مش كده ولا إيه يا ناس يا عقلاء ؟!!
-
ولكن لما ظهرت الرواية بالتنقل بين المراحل المختلفة من البذرة للخبز .. فهذا
للدلالة على أن قائل هذه الرواية يروج لخرافة الساحر الذي يفرقع بأصبعه فتتحول
الأشياء لما يريد بسرعة ..!!
-
وهذا تصور ساذج جدا لمن يتصور ذلك .. أو بمعنى أدق هو مغفل كبير ولا مؤاخذة .. لأنه
لم يظهر في تاريخ البشر من يستطيع تحويل مادة من طبيعتها الحالية لطبيعة أخرى بغير
قانون الأسباب ..!! ولو كان للساحر القدرة على ذلك لكان ظهر ذلك في كل زمان .. لأن
كل زمان لا يخلو من السحرة ..
13-
أما عن خرافة أن السيدة عائشة سألت الصحابة عن حال المرأة .. فلم يفتيها أكابر الصحابة .. فهذا من الباطل الذي
لا باطل بعده .. إذ أن الله يقول: (إِنَّ رَبَّكَ
لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ
وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) النحل:119 ..، ويقول تعالى: (الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ
أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) البقرة:160 ..، وغير ذلك كثير في كتاب الله ..
-
فهل نسى الصحابة كلام الله بعد وفاة النبي .. حتى عجزوا عن أن يفتوها ؟!!
-
ما هذا التخريف والكذب على صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم ..!!
-
ثم ما علاقة إن كانا والدين المرأة حيين أم ميتين في هذه المسألة ؟!!
كما قالت آخر ألفاظ الرواية ؟!!
-
كله تخريف في كذب في تخليط .. حاجة قرف.
14-
وختاما أقول: لماذا تظهر الرواية أن السيدة عائشة مستقبلة
القصة من امرأة دون أن تتبين كل جزئية مما سبق ذكرها .. خاصة وهي امرأة لا تعرفها
أصلا ..!!..، ولماذا تظهر الرواية الصحابة الكبار وكأنهم جهلاء بكلام الله وعندهم
عجز في الفتوى ؟!!
-
فهذا سبب كافي جدا لبطلان الرواية .. وأن من رواها في نفسه غرض للنيل من السيدة
عائشة وبعض الصحابة الكبار ..
#- ثالثا: بخصوص مسألة من يستدل بهذه الرواية على إمكانية قلب الأعيان ..
-
بغض النظر على بطلان القصة سندا ومتنا .. فهذا شخص مسلوب الفهم من أساسه .. لأن الرواية لم يظهر منها قلب
أعيان .. وأنما تطور لنفس العين بصورة مخالفة لقانون الأسباب .. فهو لم تقل
للبذرة الخاصة بالشعير أن تكون تفاحة أو بطيخة ..!! بل حدث تطوير سريع في النمو
لنفس المادة حتى تحولت لخبز ..
-
فأين قلب الأعيان الذي هو تحويل مادة من شيء إلى شيء آخر مخالف لنوعه
وطبيعته .. مثل قلب الإنسان لحمار وقلب الحمار لإنسان ؟!!
- أفلا
يعقلون هؤلاء القوم ؟!!
@-
ولو كان يوجد ساحر على كوكب الأرض أو شيطان .. يستطيع قلب الأعيان من صورة لصورة أخرى .. لكان
سحرة فرعون استطاعوا تحويل العصى والحبال لحيات فعلا كما فعل موسى بقدرة الله .. وهم
أعلم أهل الأرض في ذلك الزمان بلا نظير على مر الأزمنة حتى أرسل الله لهم نبيا
يتحداهم.
#-
فثبت بذلك أن مسألة قلب الأعيان أو الماديات عن حقيقتها كقلب الإنسان لحيوان أو العكس
مثلا .. إنما هي أكذوبة من جماعة السحرة لتخويف الناس ليظلوا في حالة خوف شديد من
السحرة ويدفعوا لهم الأموال .. والله من ورائهم محيط ..
#- وخلاصة
القول:
1-
أن قصة المرأة التي ذهبت للسيدة عائشة لتحكي لها .. أنها ذهبت لبابل وركبت على كلب أسود ووصلت به
لبابل .. ورأت رجلين معلقين من أرجلهما وطلبت منهما يعلماها السحر .. والمقصد بالرجلين
هما هاروت وماروت .. فإنما هذه خرافة أو قصة خرافية وأكذوبة طافحة ومفضوحة من أول
القصة لنهايتها .. والغرض من هذه القصة هو الإستهزاء بصحابة رسول الله صلى الله
عليه وسلم .. والذي يؤمن بها (بالرغم مما تبين له من بطلانها) .. فهو حينئذ له
نوايا بالنيل من السيدة عائشة وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. بأنه يريد
أن يظهرهم وكأنهم جهلاء .. وإلا فلماذا يصدق هذه القصة بعدما تبين له الحق من
الباطل فيها ؟!!
2-
وكذلك من يزعم أن هذه القصة فيها دليل على قلب الأعيان عن حقيقتها ..
فهو شخص عقله مقلوب وفيه حاجة غلط .. لأنه من الواضح أنه لا يفهم أصلا معنى قلب
الأعيان .. وربنا يهدي الجميع للحق.
#-
ملحوظة هامة: القصة التي قيلت عن السيدة عائشة .. لم يات
فيها ذكر هاروت وماروت وإنما (رجلين) ومعلقان منكوسين الرأس ويعلمان السحر .. ففهم
المفسرين ان المقصود من الرجلين هما هاروت وماروت .. ولذلك قال الإمام الطبري في
تفسيره .. عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ
هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: (فِي قِصَّةٍ ذَكَرَتْهَا عَنِ امْرَأَةٍ، قَدِمَتِ
الْمَدِينَةَ، فَذَكَرَتْ أَنَّهَا صَارَتْ فِي الْعِرَاقِ بِبَابِلَ .. فَأَتَتْ
بِهَا هَارُوتَ وَمَارُوتَ .. فَتَعَلَّمَتْ مِنْهُمَا السِّحْرَ ..) تفسير الطبري ج2 ص350.
الحمد لله الذي جعل لديننا رجالا اتقياء اوفياء فأمدهم في قلوبهم فرقانا وبرهانا لا يحيدون ولا يزيغون
ردحذفثبتك الله استاذنا الفاضل
وجعل لك من لدنه وليا ونصيرا
آمين يارب العالمين
ليطمئن قلبك ❤️
ردحذفركز كده شوية، هتكتشف إن إبليس في حرب يومية ضدك، مش بيهدى ولا بيرتاح.. كل يوم بيحاول يزرع في قلبك قلق جديد، ويوسوس لك بخوف جديد، ويقنعك إن اللي جاي كله ظلام ومصايب ومفيش أمل!
الشيطان فاهم كويس أوي إنك لما تسيب نفسك للقلق، وسوء الظن بربنا، انت كده بتسلمه مفاتيح مستقبلك بإيدك!
عارف إن الخوف لما يتمكن منك، بيعطلك .. بيكسر عزيمتك .. وبيخليك تمشي ١٠٠ خطوة لورا وانت مش واخد بالك ..
ولما يلاقيك بتحاول تقوم وتثبت، يبدأ يهاجمك من برّه..
يكلّم الناس حواليك بلسانه، يزرع فيهم كلام يكسرك .. يخليهم ينقلوا ليك مخاوفه بدل ما يوصلها ليك مباشرة ..
بس انت قدّها، ولو عايز فعلاً تنتصر، واجه مخاوفك بحسن ظن بالله ..
حوّل القلق لتوكل .. حوّل الحزن لقيام .. حوّل الخوف لسجود ودعاء واستغفار ..
طول ما انت قريب من القرآن، قلبك عمره ما هيخاف..
طول ما انت بتصلي وتستغفر، عمرك ما هتضيع في وهم اسمه "اللي جاي أسوأ".
يارب يارب يارب
ردحذفمع الله لا تلتفت
مع الله قلبك ثابت
قلبك جامد
اوعى تبص لغيره
اوعى تفتن بغيره
خليك قوي بيه
خليك فاكر :
من اكتفى بالله كفاه
اوعى ثقتك تنهز
الفتن كثير .. كلها اختبارات ..
اوعى تنسى ( يارب ) من جواك
#أ_خالد_أبوعوف
السلام عليكم استاذ قصة الزهراء(Venus) لها اصل في الخرافات الاغريقية و التي تقول انها كانت امرأة جميلة ثم مسخت الى الكوكب الذي نعرفه باسمها شانها شان عدة خرافات مثل زهرة النرجس التي تقول الخرافة انها كانت شاب جميل لا يحب الا نفسه فمسخ الى الزهرة المعروفة باسمه. واذا نظرنا عن قرب نجد ان هؤلاء يريدون ان يسقطوا الدين باعتبار اصله خرافي.
ردحذف