الروحانيات فى الإسلام: ج18: رسالة الزواج والجماع والإنجاب بين الجن والإنس - هل قوله تعالى (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ) فيه أي دلالة على إمكانية وطء وجماع الجن للإنس - مناقشة الرواية المنقولة عن رأي الحسن البصري والتي تتعلق بمفهومه عن الحور العين أنهن الآدميات - بيان فساد التفسير القائل بأن الحور العين هن الآدميات فقط - بعض التفاسير التي قالت بأن الجن للجنيات والإنس للإنسيات.

بحث في المدونة من خلال جوجل

الخميس، 9 فبراير 2023

Textual description of firstImageUrl

ج18: رسالة الزواج والجماع والإنجاب بين الجن والإنس - هل قوله تعالى (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ) فيه أي دلالة على إمكانية وطء وجماع الجن للإنس - مناقشة الرواية المنقولة عن رأي الحسن البصري والتي تتعلق بمفهومه عن الحور العين أنهن الآدميات - بيان فساد التفسير القائل بأن الحور العين هن الآدميات فقط - بعض التفاسير التي قالت بأن الجن للجنيات والإنس للإنسيات.

   بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الزواج والجماع والإنجاب

بين الجن و الإنس

حقيقة شرعية أم خرافة تراثية

وتحقيق خرافة جماع الملائكة للإنس

 (الجزء الثاني)

(الفصل الثامن عشر)

#- فهرس:

:: الفصل الثامن عشر :: عن مناقشة الدليل بقوله تعالى (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ) لمن استدل به في إثبات مسألة الجماع بين الجن والإنس::
1- س64: هل قوله تعالى (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ) فيه أي دلالة على إمكانية وطء وجماع الجن للإنس ؟
#- أولا: مناقشة الرواية المنقولة عن رأي الحسن البصري والتي تتعلق بمفهومه عن الحور العين أنهن الآدميات ..
#- ثانيا: بيان فساد التفسير القائل بأن الحور العين هن الآدميات فقط.
#- ثالثا: ختام هذه المناقشة .. بعض التفاسير التي قالت بأن الجن للجنيات والإنس للإنسيات ..
*************************
:: الفصل الثامن عشر ::
:: عن مناقشة الدليل بقوله تعالى (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ) لمن استدل به في إثبات مسألة الجماع بين الجن والإنس ::
**************************
..:: س64: هل في قوله تعالى (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ) أي دلالة على إمكانية وطء وجماع الجن للإنس ؟ ::..
 
- ذهب بعض العلماء .. إلى أنه يوجد دليل على إمكانية حدوث جماع بين الجن والإنس وذلك من خلال قوله تعالى (فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ) الرحمن56..، وكذلك في قوله تعالى من نفس السورة: (حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (73) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ) الرحمن74.
 
- والشاهد فيما سبق هو الآتي:
1- قال بعض العلماء .. مستدلا بقول التابعي الحسن البصري .. أن المقصود بالحور العين هن الآدميات .. وإذا كانت الحور العين وقاصرات الطرف هن من الإنسيات .. وقد ثبت القدرة للجن على الطمث بنص الآية أي له قدرة على جماعهن ووطئهن .. فهذا فيه دلالة على إمكانية حدوث جماع بين رجال الجن ونساء الإنس .. بدليل أنه سيحدث في الآخرة ..
- وهذا الرأي وجدت بعض المعاصرين .. ينتصر له بشدة وكأنه وجد ضآلته ودليله الذي لا غبار عليه .. !!
- في حين هذا الرأي كله غبار ..!!
 
2- أما عن بعض علماء المسلمين .. فقد اغتر برواية أخرى منقولة عن أحد التابعين وبسببها قد ظن إمكانية وطء الجن للإنسيات من خلال هذه الآية .. ولكن ليس بسبب تفسير الآية نفسها .. وإنما بسبب ما تم روايته عن التابعي مجاهد بن جبر حيث قال: (إذا جامع الرجل ولم يسم .. انطوى الجان على إحليله، فجامع معه، فذلك قوله عز وجل: {لم يطمثهن إنسٌ قبلهم ولا جانٌ}) رواه الطبري في تفسيره والحكيم الترمذي في نوادر الأصول .. وقال الشيخ الألباني: وهذا إسناد مقطوع ضعيف مظلم .
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- الطمث المقصود به: في الآية هو الجماع والوطء مع القدرة على فض البكارة .
 
2- المناقشة حول هذه الآية ستكون على جهتين ..
- الأولى: مناقشة الرأي الذي استدل بكلام التابعي الحسن البصري ..
- الثانية: مناقشة رواية التابعي مجاهد بن جبر .. وسأذكرها في سؤال منفرد إن شاء الله تعالى.
######################
 
#- المناقشة الأولى -#
#- أولا: مناقشة الرواية المنقولة عن رأي الحسن البصري والتي تتعلق بمفهومه عن الحور العين أنهن الآدميات ..
 
- هناك من افترض أن الحور العين هن من نساء الدنيا .. ثم افترض أن نساء الدنيا هن الإنسيات فقط .. والغريب أنه بنى افتراضاته على باطل أصلا .. وما لا يمكن أن يصح عقلا .. بل ولم يصح نقلا ونصا فيمن أخذ عنه .. !!
- تعال نناقش هذه الإفتراضات وعلى أي أساس بني عليها حكمه اليقيني والقطعي الدلالة بأن الآية دليل على أن الجن يجامع الإنس ..!!
 
#- أولا: مناقشة سند الرواية التي اعتمدوا عليها في كلام الحسن البصري ..
1- (أثر مكذوب وباطل ومتن منكر لا يصح عن الحسن البصري) .. عن الحسن بن عرفة، قال: ثنا إبراهيم بن محمد الأسلميّ، عن عباد بن منصور الباجيّ، أنه سمع الحسن البصريّ يقول: (الحُور: صوالح نساء بني آدم) رواه الطبري في تفسيره عند قوله تعالى (وَحُورٌ عِينٌ) الواقعة:22..
 
2- وبالرغم من أن أقوال التابعين ليست حجة ولا دليل شرعي حتى يحتج بها .. وإنما مجرد رأي تفسيري .. إلا أن البعض في زماننا هذا يهوى له أن يجعل من آرائهم حجة شرعية في إثبات معتقده الخاص .. وهذا شيء غريب جدا ممن يفعل ذلك خاصة في زماننا هذا .. وكأن من يفعل هذا هو يشهد على نفسه أنه جاهل بكل ما تحمله الكلمة من معاني ..!!
 
3- بالرجوع إلى سند الرواية المنسوبة لقول الحسن البصري .. يتبين لنا الآتي:
أ- يوجد في سند الرواية (إبراهيم بن محمد الأسلميّ) .. وقال عنه العلماء أنه متروك الحديث ومتهم من أكثر العلماء بالكذب .. وكان يدلس في الحديث .. أي ينقل الأخبار دون أن يسمعها وكأنه سمعها ..!! (راجع ترجمته وما قاله العلماء فيه بالتفصيل للإمام الذهبي في تاريخ الإسلام ج4 ص805 ، وفي سير أعلام النبلاء ج8 ص450) ..
 
ب- ويوجد في سند الرواية (عباد بن منصور الباجيّ) .. وهو ضعيف الحديث عند علماء الحديث (راجع ترجمته عند الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء ج7 ص105).
 
#- وخلاصة القول في الأثر المروي عن الحسن البصري .. أنه غالبا ليس من كلامه .. وإنما قول مدسوس عليه وتم تلفيقه له .. إذ كيف يتم قبول خبر من كذاب يا مؤمن ..؟!!
- هذا بالإضافة إلى أنه حتى لو صح هذا الأثر عن الحسن البصري فهو ليس دليل ولا حجة شرعية من أساسه ليحتج به ..!!
 
- وإذا كان في زماننا هذا من يجزم بأن الجن يجامع الإنسيات بدلالة قول الحسن البصري المرتبط بتفسير الآية .. فهذا قول فاسد وباطل ومنحرف عن الحق .. وما بني على باطل فهو باطل ..
 
#- وفي ختام الكلام على رواية الحسن البصري .. أنقل لك بعضا من كلام العلماء ..
#- قال الشيخ أبو المظفر السمعاني رحمه الله (المتوفى: 489هـ):
- عَن الْحسن الْبَصْرِيّ: أَن المراد من قوله: (فِيهِنَّ قاصرات الطّرف) هن المؤمنات من الآدميات . فعلى هَذَا قال بعضهم: يجوز أَن يطَأ الجني الإنسية .. واستدل بظاهر الآية .. وأما الأكثرون أنكروا هذا .. وقالوا: معنى الآية (لم يطمثهن) الجنية جني .. ولا الإنسية إنسي .. وقوله: (فِيهِنَّ قاصرات الطّرف) يتناول الإنسيات والجنيات . (تفسير السمعاني ج5 ص336).
 
#- قال بن عادل الحنبلي الدمشقي النعماني (المتوفى: 775هـ):
- دلّت هذه الآية على أن الجن تغشى كالإنس، وتدخل الجنة، ويكون لهم فيها جنيّات.
- قال ضَمْرَة: للمؤمنين منهم أزواج من الحُور، فالإنسيَّات للإنس، والجنّيات للجن. (اللباب في علوم الكتاب ج18 ص352) .
 
#- وقال الإمام الألوسي رحمه الله (المتوفى: 1270هـ):
- إن دعوى أن الجن تجامع نساء البشر جماعا حقيقيا مع أزواجهم إذا لم يذكروا اسم الله تعالى غير مسلمة عند جميع العلماء .. وقوله تعالى: (وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ) [الإسراء: 64] غير نص في المراد كما لا يخفى .. وقال ضمرة بن حبيب: الجن في الجنة لهم قاصرات الطرف من الجن نوعهم، فالمعنى لم يطمث الإنسيات أحد من الإنس، ولا الجنيات أحد من الجن قبل أزواجهن .
- والذي يغلب على الظن أن الإنسي يعطي من الإنسيات والحور والجني يعطى من الجنيات والحور .. ولا يعطى إنسي جنية، ولا جني إنسية .. وما يعطاه المؤمن إنسيا كان أو جنيا من الحور شيء يليق به وتشتهيه نفسه .. وحقيقة تلك النشأة وراء ما يخطر بالبال .(تفسير الألوسي ج14 ص118 .. مختصرا) .
 
#- وقال الشيخ أبو بكر الجزائري من المعاصرين:
- قوله (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ) أي لم يجامعهن فيفتضهن قبل أزواجهن (إِنْسٌ وَلا جَانٌّ) أي لم يجامع الإنسية قبل زوجها الإنسي إنسي ولم يجامع الجنية قبل زوجها الجني جان . (أيسر التفاسير ج5 ص234).
 
################
 
#- ثانيا: بيان فساد التفسير القائل بأن الحور العين هن الآدميات فقط.
 
1- الإفتراض بأن الحور العين وقاصرات الطرف بأنهن من الإنسيات .. هو افتراض ظني ولا يقين فيه ولا دليل عليه .. حتى نجعل منه دليلا وحجة لنستدل بها .. إذ أن العلماء في تفسير الآية على رأيين كما هو معلوم:

أ- الرأي الأول: أنهن من عطاءات الآخرة مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .. والإنسيات لسن كذلك .. وإن كان لهن مكانتهن عند الله .

- وللعلماء أصحاب هذا الرأي شاهد في ذلك .. وهو أن هؤلاء المذكورات في الآيات لم يطمثهن لا إنس ولا جن من قبل .. وهذا معناه نساء الآخرة لسن من نساء الدنيا .. لأن نساء الدنيا أغلبهن مطموثات من قبل في الدنيا .. فكيف يقال أنهن من نساء أهل الدنيا ؟!
 
ب- الرأي الثاني: وهو يقول أن الحور العين وقاصرات الطرف هن من نساء أهل الدنيا .. وقد أبدلهن الله وأنشأهن خلقا آخر .. وكل امرأة بقدر أعمالها يكن مقامها وما يترتب عليه من اكتساب جمال يبهرها ويدهشها في نفسها ..
 
- وهذا الرأي يرد على الرأي الأول في جزئية (لم يطمثهن من قبل) فيقول: بأن الله سينشأهن خلقا آخر مرة أخرى .. ولا علاقة له بما كانوا عليه في الدنيا ولا قياس عليه ..
 
- وأقول (خالد صاحب الرسالة): تزكية لهذا الرأي بأن الله يقول: (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ) إبراهيم48..
- فإذا كانت الأرض ستبدل غير الأرض والسماوات .. أفلا يغير خلق المرأة لخلقا آخر يتوافق مع طبعها من حب الجمال في نفسها بما يبهرها به ؟!!
- والله أعلم .
 
2- ومن ناحية أخرى .. الظن الراجح أن نساء الآخرة هن نساء الدنيا .. كما أظن ذلك من كثرة ما قرأت في هذه الجزئية في كتب التفاسير .. حيث أن هذا هو غالب ما يميل إليه علماء التفسير من عصر التابعين إلى عصرنا هذا .. بل ويميلون إلى أن نساء الدنيا هن من الإنس والجن .. فالإنسيات للإنس والجنيات للجن ..
 
- وآنسوا في ذلك بالأثر الصحيح في هذه المسألة .. وهو ما جاء أَرْطَاةُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: (سَأَلْتُ ضَمْرَةَ بْنَ حَبِيبٍ: هَلْ لِلْجِنِّ مِنْ ثَوَابٍ؟ قَالَ: «نَعَمْ، ثُمَّ نَزَعَ بِهَذِهِ الْآيَةِ» {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ} [الرحمن: 56] «فَالْإِنْسِيَّاتُ لِلْإِنْسِ، وَالْجِنِّيَّاتُ لِلْجِنِّ») رواه الطبري في تفسيره .. وسند الرواية صحيح. 
 
- وكلام التابعي هو كلام محترم جدا .. من حيث إثبات الثواب للجن .. ولكن من حيث قوله (فَالْإِنْسِيَّاتُ لِلْإِنْسِ، وَالْجِنِّيَّاتُ لِلْجِنِّ) فهنا قد افترض أن الحور العين حينئذ من "الإنسيات والجنيات" .. وهذا يحتاج إلى دليل .. ولكنه مجرد ظن غلب على أكثر العلماء ومالوا إليه .. والله أعلم .
 
3- بل نقول لمن يزعم أن الحور العين من الإنسيات فقط .. فماذا هو حال الجنيات في الآخرة .. ؟!! أم أنه ظن في الله أن قدرته في الآخرة توقفت على إنشاء الإنسيات دون الجنيات ؟ أم أن الجنيات ليس لهن حق الكرامة والتكريم في الآخرة مثل الإنسيات ؟ ولماذا أباح في الآخرة لذكور الجن متعة لهم دون إناثهن ؟!!
 
- يعني باختصار: طالما الإنس والجن سيتزوج الحور العين اللاتي على حسب قوله هن الإنسيات .. فمن الذي سيتزوج الجنيات ؟!!
- وأرجو من أصحاب هذا الرأي العقلاء أن يجيبوا على هذا السؤال ؟!!
 
4- والذين قالوا بأن الجن يمكن أن يطأ الإنسيات وأتوا على ذلك بدليل من الآخرة .. على حكم في الدنيا .. وهذا لا يصح عقلا ولا شرعا لأنك لم تذهب للآخرة فعاينتها لتجعلها قياسا لك في حال دنيوي ..!!
- ولكن بناء على ذلك فلنا أن نسألك: لماذا لم تأتي من القرآن أو بحديث نبوي صحيح يقول بأن الجن في الدنيا له القدرة على جماع الإنس ؟!!
- أم أنك متخصص أدلة من عالم الآخرة فقط ونسيت أنك من عالم الدنيا فتأتي بأدلة قرآنية لأهل الدنيا ؟!!
- ولا إيه الكلام ؟!!
 
#- مما سبق يتبين لك أخي الحبيب أن الإستدلال بآية (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ) .. لإثبات أن الجن يجامع الإنسيات .. هو مجرد وهم ممن استدل به .. وقد اغتر برأي تفسيري للحسن البصري وهو غالبا بريء منه لأن في سند الرواية كذاب ..!!
 
- كل ما سبق أخي الحبيب .. على افتراض أن الحور العين من نساء الدنيا .. ولكن هناك رأي آخر مشهور يقول بأنهن جنس آخر غير نساء الدنيا ..
 
######################
 
#- ثالثا: ختام هذه المناقشة .. أذكر لك أخي الحبيب جمعا من علماء التفسير الذين قالوا بأن الحور العين من النساء وهذا يشمل الجنيات والإنسيات وليس الإنسيات فقط كما زعم من زعم ..!!
 
#- أسبق رأي في هذه المسألة حسب ما أظن .. هو رأي التابعي "ضمرة بن حبيب" الذي جاء فيه أن الإنسيات للإنس والجنيات للجن "على افتراض أن الحور العين من نساء الدنيا" ..
 
#- وهذا الرأي كان اختيار جمعا من المفسرين .. فكان منهم:
1- الإمام أبو المظفر السمعاني رحمه الله (المتوفى: 489هـ) .. في تفسيره ج5 ص336.
2- قال بن عادل الحنبلي الدمشقي النعماني (المتوفى: 775هـ) في تفسيره اللباب في علوم الكتاب ج18 ص352 .
3- والإمام الخازن (المتوفى: 741هـ) رحمه الله في تفسيره ج4 ص137.
4- والإمام بن كثير رحمه الله (المتوفى: 774هـ)  في تفسيره ج4 ص504.
5- والإمام الألوسي رحمه الله (المتوفى: 1270هـ) في تفسيره روح المعاني ج14 ص118 .
6- والإمام الزمخشري رحمه الله (المتوفى: 538هـ) في تفسير الكشاف ج4 ص453.
7- والإمام أبو السعود رحمه الله (المتوفى: 982هـ) .. في تفسيره ارشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم ج8 ص185.
8- والشيخ أسماعيل حقي النازلي رحمه الله (المتوفى: 1127هـ) في تفسيره روح البيان ج9 ص308.
9- والشيخ محمد بن عمر التناري رحمه الله (المتوفى: 1316هـ)  في تفسيره مراح لبيد لكشف معاني القرآن المجيد ج2 ص479.
10- وقال الشيخ أبو بكر الجزائري من المعاصرين .. في تفسيره أيسر التفاسير ج5 ص234.
 
#- وما سبق فهو فيه الكفاية لمن كان بصيرا ..

#- تبقى أن أقول لك أخي الحبيب .. أن بعض المفسرين كالإمام الفخر الرازي .. قد يذكرون سؤالا عند تفسير هذه الآية (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ) .. وهذا السؤال هو: هل ممكن جماع الجن للإنسيات أم لا ؟ وذلك كسؤال فرعي قد يخطر على البال .. وليس عن تفسير للآية أو لأن الآية تقول بذلك .. لا .. وإنما مجرد مسألة فرعية يتم ذكرها لأنها متداولة في بعض كتب التفاسير .. وليس أكثر من ذلك .. والرد على السؤال يكون اجتهاد بالرأي ظنا منهم وليس بنص قطعي الدلالة في ذلك .. فانتبه.

 
#- وبهذا يكون ختام المناقشة الأولى .. للرأي الأول الذي استدل بقوله (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ) في أنها دليل على أن الجن يمكن أن يجامع الإنسيات .. لأنه فسرها أن الحور العين هن الإنسيات فقط لا غير .. معتمدا على رأي التابعي الحسن البصري الذي أصلا هو رأي مكذوبا عليه ..!!
 
- أما عن رأي العلماء الذي استندوا لرواية مجاهد بن جبر .. فهذا نذكر الرد عليه بتوسع في السؤال التالي .. في الفصل القادم إن شاء الله .. لأن هذه الرواية عن نفسي اعتبرها من الخرافات المدسوسة في كتب التفسير .. والتي تسببت في انتشار عقيدة فاسدة لا وجود لها في الشريعة الإسلامية لا من قريب ولا من بعيد ..!!
 *****************

يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 6 تعليقات:

  1. اكرمك الله استاذنا الفاضل
    وزادك من فضله الواااااسع
    حقا تحقيقك في الروايات ازال عنا غشاوة الجهل .. وكل يوم يتبين لنا اكثر واكثر ان قصص الجن المزخرفة ماهي إلا اتباع لخطوات الشيطان بعد ان استولت الشهوة ؛ أيا كانت نوعها ؛ على نفس الإنسان !!

    ردحذف
  2. الرجاء من الأخوة الأفاضل:
    من يأتي برأي في مسألة ما .. مرتبطة بآية قرآنية .. فليأت بدليل لما أشار إليه ..
    ولا مانع من استعمال العقل في التدبر .. ولكن عن تدبر وتفكر .. موضحا أسبابه المنطقية "من وجهة نظرة" التي جعلته يقول بما قال .. فلعل يكون له بصيرة فيما تفكر فيه .. فننتفع به .. أو يتم توجيهه إلى ما قد يكون قد غاب عنه حين تدبره وتفكره ..
    - وجزاكم الله خيرا
    *********************************
    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

    ردحذف
  3. جزاكم الله عنا كل خير أستاذنا الحبيب خالد وزادكم الله من فضله و من علمه الواسع
    اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا
    ***********
    في التحذير من هوى النفس، قال الإمام البوصيري:

    وَالنَّفَسُ كَالطِّفْلِ إِنْ تُهْمِلْهُ شَبَّ عَلَى ... حُبِّ الرِّضَاعِ وَإنْ تَفْطِمْهُ يَنْفَطِــمِ
    فَاصْرِفْ هَوَاهَا وَحَاذِرْ أنْ تُوَلِّيَــهُ ... إِنَّ الهَوَى مَا تَوَلَّى يُصْمِ أو يَصِـمِ
    وَرَاعِهَا وَهْيَ فِيْ الأعْمَالِ سَــائِمَةٌ ... وَإنْ هِيَ اسْتَحَلْتِ الْمَرْعَى فَلا تُسِمِ
    كَمْ حَسنَتْ لَذَّةً لِلْمَرْءِ قَاْتِلَــةً ... مِـنْ حَيْثُ لَمْ يَدْرِ أنَّ السُّمَّ فِي الدَّسَـمِ

    ردحذف
  4. جزاك الله عنا كل خير أستاذنا الفاضل
    جعلك الله من أهل الحسنى وزيادة
    من خير إلى خير يسوقه إلينا رب الخير
    اللهم أصلحنا وإجعلنا من عبادك الصالحين المصلحين في الأرض
    اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا وردنا إليك رداً جميلاً واربط على قلوبنا
    اللهم إغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات في كل زمان ومكان يارب العالمين
    **************************
    اللهم صل على سيدنا محمدٍ النبي الأمي وعلى آله وسلم

    ردحذف
  5. جزاك الله عنا كل خير يارب
    بالنسبة للحور العين مال قلبي للرأي الثاني الذي يقول بان حور العين وقاصرات الطرف هن من نساء دنيا

    خطر على بالي الآيات التي وردت في سورة الواقعة وأظنها والله أعلم تدل على صحة هذا القول
    يقول تعالى
    (وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ * جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ........
    إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا)
    وفي بحثي عن تفسير وجدت
    تفسير الطبري : معنى الآية 35 من سورة الواقعة

    وقوله: ( إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا ) يقول تعالى ذكره: إنا خلقناهن خلقا فأوجدناهنّ؛ قال أبو عبيدة: يعني بذلك: الحور العين اللاتي ذكرهنّ قبل، فقال ( وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً ) ، وقال الأخفش: أضمرهنّ ولم يذكرهنّ قبل ذلك.
    وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
    * ذكر من قال ذلك:حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة (إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً ) قال: خلقناهنّ خَلقا.
    حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا معاوية بن هشام، عن شيبان، عن جابر الجُعفي، عن يزيد بن مرّة، عن سلمة بن يزيد، عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم في هذه الآية (إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً ) قال: " مِنَ الثَّيِّب والأبكارِ".
    تفسير الجلالين
    ﴿فجعلناهن أبكارا﴾ عذارى كلما أتاهن أزواجهن وجدوهن عذارى ولا وجع.
    تفسير الميسر
    إنا أنشأنا نساء أهل الجنة نشأة غير النشأة التي كانت في الدنيا، نشأة كاملة لا تقبل الفناء، فجعلناهن أبكارًا، متحببات إلى أزواجهن، في سنٍّ واحدة، خلقناهن لأصحاب اليمين.
    والله اعلم

    ردحذف
  6. #عاش عمره كله بضحكة من النبي...
    اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

    ١- [عن زيد بن أرقم:] غَزَوْنا مع رسولِ اللهِ ﷺ وكان معنا أناسٌ مِن الأعرابِ فكنا نَبْتَدِرُ الماءَ- وكان الأعرابُ يَسْبِقونا إليه، فسبَقَ أعرابيٌّ أصحابَه، فيَسْبِقُ الأعرابيُّ فيَمْلَأُ الحَوْضَ، ويَجْعَلُ حولَه حجارةً، ويَجْعَلُ النِّطْعَ عليه حتى يَجِيءَ أصحابُه. قال: فأتى رجل ٌمِن الأنصارِ أعرابيًّا فأَرْخى زِمامَ ناقتِه لتِشْرَبَ، فأبى أن يَدَعَه، فانتَزَع َقِباضَ الماءِ فرَفَعَ الأعرابيُّ خشَبَتَه، فضَرَبَ بها رأسَ الأنصاريِّ، فشَجَّه فأَتى عبدُ اللهِ بنُ أُبَيٍّ رأسُ المنافقين، فأَخْبَرَه وكان مِن أصحابِه، فغَضِبَ عبدُ اللهِ بنُ أُبَيٍّ ثم قال: لا تُنْفِقوا على مِن عندَ رسولِ اللهِ حتى يَنْفَضُّوا مِن حولِه، يعني: الأعرابَ. وكانوا يَحْضُرون رسولَ اللهِ ﷺ عندَ الطعامِ، فقال عبدُ اللهِ إذا انفَضُّوا مِن عند محمدٍ فأتوا محمدًا بالطعامِ، فلْيَأْكُلْ هو ومَن عندَه، ثم قال لأصحابِه: لئِنْ رجَعْنا إلى المدينةِ ليُخْرِجَنَّ الأعزُّ منها الأذلَّ. قال زيدٌ: وأنا رِدْفُ رسولِ الله ﷺ فسَمِعْتُ عبدَ اللهِ بن أُبَيٍّ، فأَخْبَرْتُ عمِّي، فانطَلَقَ، فأَخَبَرَ رسولَ اللهِ ﷺ فأرَسَلَ إليه رسولُ اللهِ ﷺ، فحَلَفَ وجَحَدَ قال: فصَدَّقَه رسولُ اللهِ ﷺ وكَذَّبَني، قال: فجاءَ عمِّي إليَّ، فقال: ما أرَدْتُ إلى أن مَقَتَك رسولُ اللهِ ﷺ، وكذَّبَك والمسلمون! قال: فوَقَعَ عليَّ مِن الهمِّ ما لم يَقَعْ على أحدٍ، قال: فبينما أنا أسِيرُ مع رسولِ الله ﷺ في سَفَرٍ قد خَفَقْتُ برأسي مِن الهمِّ إذ أتاني رسولُ اللهِ ﷺ فعَرَكَ أُذُني، وضَحِكَ في وجهي، فما كان يَسُرُّني أن لي بها الخلدَ في الدنيا، ثم إن أبا بكرٍ لَحِقَني فقال: ما قال لك رسولُ اللهِ ﷺ؟! قلتُ: ما قال لي شيئًا إلا أنه عَرَكَ أُذُني، وضَحِكَ في وجهي! فقال: أبْشِرْ. ثم لَحِقَني عمرُ، فقُلْتُ له: مثلَ قولي لأبي بكرٍ. فلما أصْبَحْنا قرَأَ رسولُ اللهِ ﷺ سورةَ المُنافقين..
    الترمذي (ت ٢٧٩)، سنن الترمذي ٣٣١٣ • حسن صحيح •

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف