ج31: رسالة الغيب والعرافين والمنجمين - ما هو سبب استخدام العراف لبعض الوسائط والأدوات مثل أوراق التاروت - ما هي طرق وأدوات العرافة - ما هو مفهوم الجِبت والطاغوت - ما هي العِيافة وعلاقتها بالكهانة والجِبت.

          بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

"الغيب والعرافة والكهانة"

(الجزء الثالث من الرسالة)

تعريفات – مناقشات – طرق العرافة قديما وحديثا

(الجزء الحادي والثلاثون)

* فهرس:
:: الفصل الحادي والثلاثون :: طرق العرافة وعلاقتها بالتشاؤم - وما هي العِيافة  ::
1- س176: ما هو سبب استخدام العراف لبعض الوسائط والأدوات مثل أوراق التاروت ؟
2- س177: ما هي طرق وأدوات العرافة ؟

3- س178: ما هو مفهوم الجِبت والطاغوت ؟ 
4- س179: ما هي العِيافة وعلاقتها بالكهانة والجِبت ؟

*********************

:: الفصل الحادي والثلاثون ::

:: طرق العرافة وعلاقتها بالتشاؤم - وما هي العِيافة ::

********************

..:: س176: ما هو سبب استخدام العراف لبعض الوسائط والأدوات مثل أوراق التاروت ؟ ::..

#- قلت (خالد صاحب الرسالة): 
- سبق وذكرنا أن العرافة بأنواعها بما في ذلك الكهانة .. في مجملها إما تكون تلقينا بواسطة الجن .. أو تفهيما من خلال توضيح الرموز الظاهرة أمام الشخص .. أو قد تكون نصبا على الناس .. وقد سبق الإشارة لذلك في السؤال رقم (162) تحت عنوان: (ما هي أصناف العرافين الذين يبحثون في الغيب ؟) ..
 
#- ولكن استخدام العراف لأدوات العرافة هو لأحد أمور:
- الأول: لأنه لا قدرة له على التواصل السماعي المباشر مع عالم الجن .. فوجد طريق آخر لهذا التواصل كالذي يتواصل بلوحة الويجا والتاروت والفنجان .. أي من خلال الرموز يتم تفهيمها في نفسه من خلال الوسوسة في النفس ..
 
- الثاني: الإستعانة بأدوات ووسائط للتمويه على الناس بأنهم لا يتعاملون مع الجن والشياطين .. وإنما هذه موهبة كنوع من الفراسة ..
 
- الثالث: محاولة إثبات أن هذا نوع من الفراسة في فك الرموز كما هو حال مفسر الأحلام .. وكما يجوز تفسير الأحلام فيجوز تفسير رموز الفنجان والكف والتاروت ..!!
 
#- وخلاصة القول:
- أن هذه الأدوات الخاصة بالعرافة لها غرض في نفوس من يستخدمها .. وله مبررات يبررها لنفسه ليستحل ما يفعله ..
 
- وسيتم مناقشة العرافين في أفكارهم التي قد تخطر ببالهم والتي قد لا تخطر ببالهم .. حتى لا يكون لهم حجة على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون ..
 
- ولكن هذه المناقشة ستتم بإذن الله .. بعد شرح طرق العرافة قديما وحديثا .. والله المستعان ..
  

************************

 

..:: س177: ما هي طرق وأدوات العرافة ؟ ::..

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- الذي أقصده هنا بطرق العرافة هو ما يكون سبب من وراءه تتنبأ به بأن ما أنت ستقدم عليه هو شر لك .. ولذلك تتراجع عن الإقدام عليه .. 
 
#- وجدت في كتب بعض أهل العلم أنه يعتبر بعض التصرفات في الجاهلية أنها نوع من العرافة .. ولكن في الحقيقة هي إشارة إلى التشاؤم .. وليست عرافة بالمعنى الحقيقي وإنما إشارة يعتقد منها الإنسان أن ما سيحدث بعد ذلك لا يبشر بالخير ..
 
- ولكن لعل سبب قول بعض العلماء بأن طرق التشاؤم نوع من التكهن هو أنه على أساسها يتخذ الإنسان قراره بأن يكمل ما عزم عليه أم يتراجع .. متوكلا بذلك على ما لا عقل له من تصرفات الأشياء من حوله كالحيوانات والأحجار .. بل وقد يعتقد في تصرفات وأحوال هذه الحيوانات والأحجار أنها تحمل له علامات الشر أو الخير .. !!
 
- ولذلك يقول تعالى: (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) هود123.
 
- فانتبه للآية .. حيث أولها ثبوت الغيب كله لله .. وأنه المتصرف في الوجود .. ولذلك هو المستحق وحده أن تعبده والإعتماد عليه في تدبير أمورك .. وأعلم أنه عليما بما تعمل .. 
 
- ولذلك فإن الإعتماد على بعض الأحجار والتراب وتصرفات الحيوانات أو ما شابه ذلك .. لمعرفة ما قد يشير إليه ما سيحدث إنما هو مخالف لما طلبه الله منك أن تعتقده أنه العالم بالغيب والمتصرف في الوجود والإعتماد إنما يكون عليه وليس على تصرف حيواني أو خطوط على رمل وأحجار وما شابه ذلك ..!!
 
#- وطرق العرافة كلها تشترك في أساس واحد .. وهو تعمد الإعتقاد في الشيء الذي جعلته وسيلة ليعرفك ما تريد معرفته .. وقد تتخذ عليه قرار بعدم السعي .. أي تتوكل على هذا الشيء ولا تتوكل على الله ..

- وهناك تصرفات يتشائم البعض منها .. تدل على قلة عقل منك وجهل .. كالذي يسمع صوت كلب أو صوت بومة أو تجد رائحة كريهة تشمها .. ثم تتراجع بسبب ذلك .. فأنت مسيء في تصورك وجاهل بتدبير الله .. بأن تظن أن هذه علامات لك وإشارة بان لا تسعى .. وهذه حالة غفلة منك وعليك تصحيح هذا المعتقد الغريب في نفسك ...

- واعتمادك على الأشياء الغير منطقية والغير عقلانية لتكون سببا في منعك عن السعي .. تجعلك محسن الظن بهذه الأشياء ومسيء الظن بربك .. لأنك لم تتوكل عليه بالسعي أخذا بالأسباب .. ولو جعلت من هذه الإشارات أنها أشياء تدل على حقائق واتخذتها منهجا وعقيدة في حياتك بأنها حقيقة وطرق صحيحة بيقين .. فأنت بذلك تكون جعلت من هذه الأشياء تصرفا في أحوالك وحياتك .. وتكون بذلك قد دخلت في دائرة الشرك .. لأنك تكون نسبت لهذه الأشياء صفة هي لله .. حيث تكون نسبت لها ما هو لله من قدرة على معرفة ما قد يصيبك من الشر قبل أن يحدث وكأن هذه الأشياء تعلم من الغيب شيئا ..!!

#- وهذا أوان الشروع في التعريف ببعض الطرق التي تبحث في الغيبيات بأساليب مختلفة ..

***********************

 

..:: س178: ما هو مفهوم الجِبت والطاغوت ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- طالما أن الأساليب التي يظن الإنسان منها أنها تشير لما قد يحدث مستقبلا .. هي نوعا من الجبت .. فما هو مفهوم الجبت .. الذي جاء في القرآن وفي الحديث ..

 

#- أولا: مصدر كلمة الجبت في النصوص الشرعية ..

1- يقول تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ) النساء51.

 

- والطاغوت .. هو يتخذ من الباطل عقيدة له ويعادي الحق  بهذا الباطل ويتبعه الناس فيكون طاغيا .. وهذا الطاغوت يوصف به الشيطان أو الإنسان المؤذي الذي يرضى بالباطل في نفسه وغيره ويعين عليه .. والله أعلم .

 

- وكأن الإيمان بالجبت والطاغوت .. يرشدنا لقوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ) الحج3.. والله أعلم .

 

2- وفي الحديث .. جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (العِيافةُ وَالطِّيَرَةَ والطَّرْقُ من الجِبْتِ) رواه أبي داود وأحمد وبن حبان وغيرهم .. وحسنه المنذري في الترغيب والنووي في الرياض وبن حجر في المشكاة .. ولكن قال الأرنؤوط في تخريج المسند:  إسناده ضعيف لجهالة حيان أبي العلاء .. وذكره الألباني في ضعيف الجامع وضعيف أبي داود ..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة): وأرى الحق مع المتأخرين في تضعيف هذا الحديث .. وقد يكون رأي من قاموا بتحسنه لأن هذا الضعف ليس بالذي يجرح الحديث .. والله أعلم .

 

#- ثانيا: ما هو مفهوم الجبت ؟

1- الجبت: هو ما لا خير فيه والرديء من الأفكار والخرافات والدجل ..

- أي أن لفظ (الجبت) هو إشارة إلى معتقدات الجاهلية الباطلة ..  وأصله "الجبس" قلبت السين تاء .. وهو الرديء من الأشياء التي لا خير فيها ..

- يراجع فيما سبق (التحرير والتنوير 5/85) (المراغي5/62) (المنار5/128) (زهرة التفاسير1/159) (الفائق في غريب الحديث 2/372).

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة): وهذا الرأي هو الأرجح بالنسبة لي ويتوافق مع لفظ الحديث ولفظ القرآن .. ومال إليه كثير من المتأخرين من أهل التفسير .. والله أعلم .

 

2- وقال البعض عن الجبت أنه: كل من يدعو لغير الله .. سواء كان شيطان أو ساحر أو كاهن . (الشعراوي 4/2314) ..

- وأظن أن معنى كلام الشيخ الشعراوي رحمه الله .. هو أن الجبت لفظ يقال لمن ينسب صفة من صفات الله لشيء من الأشياء .. والله أعلم .

 

3- وقيل معنى الجبت هو:  هُوَ السحر وَالْكهَانَة .. وَقيل: هُوَ كل مَا عبد من دون الله .. وَقيل: هُوَ السَّاحر. (الفائق في غريب الحديث 2/372).

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة): أعتقد أن أصحاب الرأي الثاني والثالث .. شرحوا لفظ (الجبت) .. باعتبار أنه لفظ غير عربي في الأصل وتم تداوله بين العرب حتى أصبح مفهوما لديهم .. ويشير معناه إلى ما فيه انحراف عن العقيدة الصحيحة مائلا للباطل .. والله أعلم .

 

#- وهذا أوان الشروع في التعريف ببعض الطرق التي تشير أو تبحث في الغيبيات بأساليب مختلفة .. وهي في مجملها لونا من الجبت أي لونا من الدجل والباطل الذي يجب على المؤمن أن لا يعتقده ..

 

**********************

(1)

 

..:: س179: ما هي العِيافة وعلاقتها بالكهانة والجِبت ؟ ::..

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- العيافة: هي الأسباب الغير معقولة التي لو اتخذتها أو اعتقدتها .. تشائمت منها .. فمنعتك عن السعي .

 

- فهي وسيلة من وسائل التكهن أو التوقع بما قد يحدث من سوء .. مما يترتب عليه عدم السعي نتيجة هذا التكهن أو التوقع .. بدون أسباب معقولة أو منطقية .. كالذي يسمع نباح كلب أو صوت بومة أو يرى جنازة أو ما شابه ذلك .. فيتشائم معتقدا في ذلك أنه علامة على عدم السعي ..!!

#- جاء لفظ العيافة في ألفاظ رواية الحديث .. في (حديث مختلف على تحسينه وضعفه) ..

- حيث جاء في الرواية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (العِيافةُ وَالطِّيَرَةَ والطَّرْقُ من الجِبْتِ) رواه أبي داود وأحمد وبن حبان وغيرهم .. وسبق الكلام على هذا الحديث ..

 

#- وسواء كان الحديث حسن أو ضعيف ضعفا مقبولا عند البعض .. فما يهمنا هنا هو التعريف بهذه الطرق التي كان العرب يستخدمونها .. ومن هذه الطرق هي العيافة والطِّيَرة والطَرْق ..

 

#- أولا: ما هي العِيافة من حيث اللغة ؟

- لفظ العِيافَةُ من حيث اللغة له عدة معان .. منها:

1- كَراهَةُ الشَّيْءِ .. يُقال: عافَ الطَّعامَ يَعِيفُهُ عَيْفًا وعِيافًا وعِيافَةً، أيْ: كَرِهَهُ.

2- ويأتي بمعنى زجر الطير والتفاؤل بأسمائها وأصواتها.. من عاف يعيف عيفًا .. إذا زجر وحدس وظن .. وزجر الطير يكون من خلال تحريكه بالصوت أو بالخبط بالعصا على المكان الذي يجلس فيه حتى يجعله ينفر من مكان ويرسله في الهواء .. يقال: عاف الطير .. أي: زجره وأرسله .

3- ويأتي بِمعنى التشاؤم والتفاؤل بالطير ..

4- ويأتي بِمعنى التكهن والقول بالظن .. ومنه العائف وهو المتكهن بالطير ..

 

#- ثانيا: ما هي (العيافة) من حيث تفسير علماء الحديث لها:

- وجدت آراء لعلماء تفسير الأحاديث في شرح العيافة منها:

1- غالب العلماء قالوا: هي زجر الطير للتعرف من خلال طيرانه بما فيه فال خير أو شر .. فلو طارت يمينا كانت فال خير ولو طارت يسارا كانت فال شر .. والعيافة أيضا تكون من خلال أسماء الطير .. فطائر العُقاب رؤيته تشير إلى نزول عِقاب وطائر الهدهد إشارة إلى الهداية إلى الخير لأنه يرى الماء تحت الأرض .. وهكذا ..

- وعلى هذه المعاني هو كثير من أهل تفسير الحديث .

 

2- وقال أبو داود أن (العيافة) هي الخط في الأرض ..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة): والذي أحسبه من تعريف العيافة .. أنها نوع من الكراهة التي تدخل في نفس الشخص نتيجة حدث ما .. أنت فعلته أو تعتقده .. فيتوقع الشخص بسببها السوء .. فيتخذ الشخص بسبب ذلك قرار بعدم السعي .. متوكلا على ما حدث من أسباب غير معقولة وغير مفهومة سوى أنه رأى ما يكره .. سواء كان ذلك رآه في حيوانا أو طيرا أو فعلا ..

 

- أو ببساطة تستطيع أن تقول: هي الأسباب الغير معقولة التي لو اتخذتها أو اعتقدتها .. تشائمت منها .. فمنعتك عن السعي .

 

#- وسبب تعريفي عن العيافة فيما سبق بمعنى الكراهة والأسباب الغير معقولة .. هو أن لفظ (العيافة) و (الطيرة) قد اجتمعا في الحديث .. فلو كانت العيافة هي زجر الطير فقط .. فما هو مفهوم (الطِّيرة) حينئذ ؟!! لأن مفهوم الطيرة هو زجر الطير أيضا ..!!

 

- ولذلك الذي أحسبه هو أن (العِيافة) مفهوم عام يشمل زجر الطير (طريقة الطَّيرة) .. وغير ذلك من الطرق التي تمنعك من السعي لو تشائمت منها وكرهت السعي بسببها لغير أسباب معقوله ..

 

- فمثلا .. من يتخذ من العملة المعدنية دليلا له .. فيقول سألقيها في الهواء ولو ظهر وجه الصورة سأسعى إلى ما كنت سأسعى إليه وإن ظهر الوجه الآخر فلن أسعى ..!!

 

- أو من يرى كلبا أسودا أو يسمع صوت بومة أو ما شابه ذلك وله معتقد سابق في ذلك أن هذا فال سيء يجلب الشر لمن يحدث له ذلك .. فيقول لن أنزل من البيت ..!!

 

- أو من يقرأ "حظك اليوم" .. فيتشائم مما قرأه ويعتقد فعلا أن كلام هذا العراف المكتوب هو فعلا ما سيحدث له .. ويتخذ على ذلك قرار بالسعي أم عدم السعي بناء على ما قراه في "حظك اليوم" ..!!

 

- أو من يجد وفاة أحد يسكن في منطقته .. أو من يرى جنازة تمر من أمامه وله معتقد في ذلك أن رؤية هذه الأمور هي فال شر له .. فيتشائم ويرجع عما كان سيفعله لأنه يعتقد فعلا أنه دليل على عدم خير سيحدث له .. 

- وما شابه ذلك من القياس على ما سبق من أمثلة على سبيل الاعتقاد الجازم والمؤكد ..

 

- فكل ما سبق هو أنواع من العيافة .. التي سببت نفورا في النفس منعها من السعي نتيجة أسباب غير معلومة ومجهولة وغير منطقية .. فكأنك توكلت على هذه الخرافات العقلية التي أنت اعتقدتها بدون وجه حق .. لأنها باطل ولا علم منها يجعلك لا تسعى .. !!

 

- فهذه العيافة .. هي لون من التكهن أي التنبوء بما سيحدث لك على أساس باطل لأنه لا عقلانية ولا منطقية أسباب لك في ذلك إلا الخرافة الوراثية نتيجة البيئة التي نشأت فيها أو نتيجة قرائتك لما هو غير صحيح ..

 

- والعيافة لو اتخذها الإنسان منهجا في حياته بأنها حقيقة مرشدة له في حياته ويعتقد في هذه العيافة بيقين .. فحينئذ يكون قد فعل أفعال الجبت .. التي لا يرضى الله عن فاعلها .. لأنه لا يصح أن تبني سعيك في الحياة على باطل ..!!

 

#- ثالثا: علاقة العيافة بالكهانة والجبت:

1- العيافة قد تكون لون من ألوان التكهن .. لو اتخذت عمدا من الأسباب وسيلة لمعرفة ما قد يحدث سواء كانت هذه الأسباب شخص يعيف لك أو أدوات تعيف بها وتعتقد فيها .. ولكن لا تسمى كهانة فعلية بالمعنى الحقيقي لأنها لا تشترك مع الكهانة في الأسلوب .. لأن الكهانة تلقين من شيطان في أذن الكاهن ..

 

2- والعيافة هي لونا من ألوان الجبت كما جاءت في الحديث .. أي من أولان الباطل والدجل والخرافات التي لا يصح للمؤمن أن يتبعها .. لأن المؤمن من المفترض فيه انه متوكلا على الله ..

 

#- رابعا: ملحوظة هامة جدا حتى لا يختلط عليك الأمر:

- لا يصح أن تعتقد في هذه الأفعال الآتي ذكرها بأنها عيافة .. لأن

العيافة لا تكون إلا عن قصد وعمد أو عقيدة بذلك في نفسك تمنعك من السعي لو حدث ما تعتقده .. ولكن هناك تصرفات تفعلها لا تسمى عيافة لأنك تعتقدها في الأصل وإنما مجرد حالة نفسية أو إشارة نتيجة حدث ما .. مثلا:

- لو امتنعت عن الذهاب لعملك نتيجة وفاة جارك مما سبب لك حزن في نفسك .. فهذا سبب نفسي منعك .

 

- وقد لا تذهب لعملك نتيجة كلب يعترض طريقك فتخاف من أذيته .. وقد لا تسعى من طريق تظن أن فيه ما قد يؤذيك فتخاف من ذلك .. فهذا أسباب نفسية منطقية منعتك ..

 

- أو قد تجد إشارات وعلامات متكررة تحدث أمامك بصورة ملفتة للنظر .. فتفهم منها ظنا أنها علامات فيها إشارة لك بعدم استكمال السعي .. فهذه ليست عيافة لأنها ليست عن عقيدة بأن هذه أمور تسبب تشاؤم ولا فعل أنت فعلته لتعرف هل تسعى أم لا .. ولكن التصرفات من حولك جعلتك تنتبه ظنا منك إلى أن هذه إشارات فيها دلالة بأن لا تستمر فيما تسعى إليه .. وهذا كثيرا ما يحدث خاصة حينما تكون مستخيرا الله في شيء وتطلب منه إشارة ثم تسعى إليه وتجد عراقيل تظهر لك .. فتفهم أنها علامات على عدم إكمال السعي فيما طلبت الإستخارة فيه ..

 

- فكل ما سبق ليس عيافة وإنما أسباب منطقية لك في عقلك وعقل الناس .. ترتب عليها عدم سعيك أو اتخاذ موقف منعك من فعل شيء نتيجة خوف أو حزن أو استخارة .. وهذا حق نفسك بالمنع حينئذ لدفع ضرر أو لحدوث ما يؤلمها بالحزن أو تظن من خلال كثرة العراقيل أنها نتيجة استخارتك لله ..

 

- وظنك بحدوث ضرر يؤذيك من مكان ما لو مررت به لوجود سابق تجربة لك في ذلك .. فهذه ليست عيافة لأنه يوجد علم مسبق بحدوث ضرر لك في هذا المكان من قبل أو لأنك سمعت أنه يحدث فيه ضرر لكثير من الناس ..

 

#- خامسا: من عجيب بعض الناس ..

- بعض الناس قابلتها في حياتي .. وتعتمد على الإشارات في حياتها .. وتفسر كل ما يحدث أمامها على إنها إشارات سلبية أو إيجابية وتتخذ على هذا الأساس قرارتها في الحياة .. وهذه لا تسمى عيافة .. وإنما هو وسواس استولى على هذه النفس حتى أصابها بتصورات غير صحيحة وزين ذلك في عقلها حتى ظنت هذه النفس أن الأرواح ترشدها في كل حركات حياتها من خلال هذه الإشارات .. !!

- ولا حول ولا قوة إلا بالله ..

 

#- خلاصة القول:

1- العيافة لا تكون عيافة إلا بأحد أمرين أو كلاهما:

- الأول: التعمد في اتخاذ وسيلة غير عقلانية ولا مفهومة .. لتكون مرشدة لك في أن تسعى أم لا تسعى ذلك اليوم أو في مسألة معينة .. فأنت اتخذت من الباطل وسيلة إرشاد لك ..

 

- الثاني: الاعتقاد في الأشياء (سواء حيوانات أو جماد أو نبات أو طير أو إنسان) بعقيدة مسبقة في نفسك اعتقدتها أنها وسيلة تشاؤم نتيجة ما يصدر من هذه الأشياء .. فتتخذ قرار بعدم السعي عند رؤية أو سماع شيء نتيجة لما كنت تعتقده في هذه الأشياء.

 

2- وعلاج التشاؤم بهذه الأشياء .. هو التوكل على الله ومخالفة هذا التشاؤم وتقول .. خيرا إن شاء الله ..

 

- أما لو كنت مستعينا عمدا بشخص ليعيف لك أو بوسائل تستخدمها للعيافة وتعتقد فيها .. فاستغفر الله كثيرا لأنك اتبعت أسلوب من اساليب أهل الجبت ونسبت لهذه الأشياء ما ليس لها في كونها تعرف القدر المسبق .. فانتبه لأن هذا يدخلك إلى دائرة الشرك .

- والله أعلم .

 *****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .