الروحانيات فى الإسلام: ج2 : رسالة الزُّوهَريِّين وخرافة أبناء الجن وأصحاب القدرات الروحانية الخاصة - هل ليس من حق أحد أن يسأل أين الدليل الشرعي على وجود هؤلاء الزوهريين - هل الشخص الزوهري من جماعة المغربين الذين اشترك فيهم الجن وأتى ذكرهم في أحد نصوص الحديث النبوي - كيف فهم مفسري الأحاديث وصف (الْمُغَرِّبُينَ) الذي أتى في حديث (الْمُغَرِّبُونَ: الَّذِينَ يَشْتَرِكُ فِيهِمُ الْجِنُّ) - هل هذا حديث نبوي (هَلْ تُحِسُّ مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ أَنَّ الْجِنَّ تُجَامِعُهَا) ؟!!

بحث في المدونة من خلال جوجل

السبت، 21 أبريل 2018

Textual description of firstImageUrl

ج2 : رسالة الزُّوهَريِّين وخرافة أبناء الجن وأصحاب القدرات الروحانية الخاصة - هل ليس من حق أحد أن يسأل أين الدليل الشرعي على وجود هؤلاء الزوهريين - هل الشخص الزوهري من جماعة المغربين الذين اشترك فيهم الجن وأتى ذكرهم في أحد نصوص الحديث النبوي - كيف فهم مفسري الأحاديث وصف (الْمُغَرِّبُينَ) الذي أتى في حديث (الْمُغَرِّبُونَ: الَّذِينَ يَشْتَرِكُ فِيهِمُ الْجِنُّ) - هل هذا حديث نبوي (هَلْ تُحِسُّ مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ أَنَّ الْجِنَّ تُجَامِعُهَا) ؟!!

بسم الله الرحمن الرحيم

(الجزء الثامن عشر)
..:: زمن أولياء الجن ::..

رسالة

(الزُّوهَريِّين وخرافة أبناء الجن وأصحاب القدرات الروحانية الخاصة)

.. من هو الشيخ والطفل الزوهري ؟..

مناقشة ما يقوله بعض الرقاة والروحانيين عن الزُّوهَريِّين

( بطريقة شرعية وعقلية وروحانية )

 (الجزء الثاني)



#- فهرس:

:: الفصل الثاني :: عن مناقشة أدلة من يزعمون وجود الطفل الزوهري ::

1- س6: هل ليس من حق أحد أن يسأل أين الدليل الشرعي على وجود هؤلاء الزوهريين ؟

2- س7: هل الشخص الزوهري من جماعة المُغَرَّبين الذين اشترك فيهم الجن وأتى ذكرهم في أحد نصوص الحديث النبوي ؟

3- س8: كيف فهم مفسري الأحاديث وصف (الْمُغَرِّبُينَ) الذي أتى في حديث (الْمُغَرِّبُونَ: الَّذِينَ يَشْتَرِكُ فِيهِمُ الْجِنُّ) ؟

***************************
:: الفصل الثاني ::
:: مناقشة الأدلة والنصوص الشرعية التي استدل بها البعض على وجود الشخص الزوهري ::
*********************
(المناقشة الاولى)
..:: س6: هل ليس من حق أحد أن يسأل أين الدليل الشرعي على وجود هؤلاء الزوهريين ؟ ::..
 
- بعض الرقاة والروحانيين تجدهم يظهر على اليوتيوب مدافعا عن عقيدة وجود الشخص الزوهري أو الطفل الزوهري .. ليثبت لك أن هذا الكائن الإنساني بهذه المواصفات الروحانية الخارقة التي يذكرها عنه هو كائن إنساني موجود فعلا .
 
- فتجده يقول: أن الشخص الزوهري موجود وله مواصفات خاصة وأنه يكون طفل مبارك منذ الصغر ويهابه الجن وغير ذلك من مواصفات ..
 
- ثم يفاجئك بأن أقواله هذه أتى بها من خلال التجربة والملاحظة والمتابعة .. وليس من حق أحد أن يسأل عن الدليل الشرعي على وجود هؤلاء الزوهريين ..!!
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- ليس من حق أحد أن يمنع مؤمن عاقل من السؤال عن الدليل الشرعي في مسألة غيبية لم يأتي بها الوحي .. خاصة لو صبغها بأوصاف شرعية .. فالذي يصبغ هذا الشخص الزوهري بصبغة شرعية وجعله من الأولياء والصالحين والمباركين في الأرض .. بل ويزعم أنه له قدرات روحانية خاصة في التعامل مع العالم الناري أي عالم الجن .. فكيف حينئذ لا يتم سؤال هذه المشايخ عن الدليل الشرعي على وجود من يصفهم بهذه الأوصاف الشرعية التي لا تقال إلا في صفوة من اختصهم الله بالولاية ؟!!
 
- نعم قد يقال: أنه لا يتم السؤال عن الدليل الشرعي مثلا في كيفية علاجية معينة .. لأن العلاج هو عن تجربة وملاحظة ثبت وتبين نفعها .. ولكن أيضا من ناحية أخرى يتم السؤال في التجربة العلاجية من حيث كونها هل فيها مخالفة شرعية أم لا .
 
2- الذي لا يسأل عن الدليل الشرعي في مسألة غيبية تم صباغتها بأوصاف شرعية إنما هو شخص غير مهتم بدينه وقد يكون جاهل .. بل ولا يصح أن يكون من جملة العقلاء إذ أن العقل لابد أن يتسائل يتحقق مما يسمعه من أين لك بهذه الأوصاف لهذا الشخص الذي تصفه بأنه زوهري .. لأنه لو كان موجودا لكان العلماء والفقهاء والمفكرين والفلاسفة وغيرهم من علماء أهل الأرض قد أشاروا إلى وجود من هذه مواصفاته .. وبالتالي لابد من سؤالك من أين لك بهذه الأوصاف ؟!!
 
- بل أن الروحانيين في مشارق الأرض ومغاربها لم يظهر لنا عنهم أنهم تكلموا عن هذا الكائن الزوهري المخلوط بهذه الأوصاف العجيبة التي ذكرتموها فيه .. إلا عند جماعة زوهر الروحانية اليهودية .. والتي سبق الكلام عنها .. ويزعمون أنهم أصحاب حكمة روحانية ومعرفة غيبية وعلم بالسحر ولهم علاقات مع الجن والشيطان الذين يسمونهم ملائكة في عقيدتهم ..!!  
 
3- ونقول لهذا الراقي أو الروحاني: أنت لا يحق لك أن تختبيء وراء جملة "التجربة والملاحظة" .. لأن التجربة والملاحظة إنما تكون عن واقع فعلي مدرك يشهد له العقل .. فأي عقل هذا يشهد لكلامك حتى تقول ثبت بالتجربة والملاحظة ؟!! خاصة وأن دليلك في الغالب هو سماعك لحواديت من بعض الروحانيين والرقاة الذين يتلاعب بهم الشيطان في نفوسهم حول هذا الموضوع ..!!
 
- ولو كان كلامك صحيح لكان هناك اتفاق بين جماعة الروحانيين والعقلاء على وجود مثل ما تتكلمون عنه حول أوصاف هذا الشخص الزوهري .. الذي أخذتم وصفه من اليهود والذي تدل حقيقته على أنه شخص روحاني وليس في أصله طفل مبارك ولا من الأولياء ..!!
 
#- خلاصة القول:
1- يكون كلام هذا الراقي أو الروحاني هو كلام صحيح من حيث عدم طلب الدليل الشرعي .. لو كان قال أنه تم ملاحظة أن بعض الناس التي تظهر عليها بعض العلامات التي قد تكون مؤشر إلى وجود خاصية روحانية فيه ..
- فهذا كلام لا يحتاج إلى دليل شرعي لأن هذه العلامات أصلا هي مجرد ظنون لأنه قد توجد هذه العلامات عند آخرين ولا علاقة لهم بالروحاني من أساسه ..!!
 
2- ولكن حينما يختلط الأمر بأوصاف دينية شرعية .. مثل من قال أنهم من الأولياء ، ويحيطهم الجن النوراني المؤمن ، ومن جنود المهدي .. وغير ذلك .. يبقى الكلام حينئذ يجب السؤال فيه من أين لك بهذه المسألة الغيبية وهذا الوصف الشرعي وأين نجد هذا الشخص في الشريعة .. ؟!!
 
* يبقى المسألة ليست هنا ملاحظة روحانية فحسب .. وإنما المسألة هنا تم خلطها بالدين وصبغها بأوصاف دينية مما يستدعي الطلب بوجود الدليل الشرعي على ما زعمته ..
- ويبقى كده لازم نسأل دليلك إيه ؟
- مش كده ولا إيه ..؟!!
 
#- ومن الطريف أن هذا الشخص على اليوتيوب بعد أن قال لا تسألني عن الدليل الشرعي في مسألة وجود الشخص أو الطفل الزوهري لأن هذه مسألة غير شرعية .. قام برفع فيديو آخر ليظهر الأدلة الشرعية على وجود ما يزعمه وهو الشخص الزوهري .. والظاهر الفيديو الأول لم يلقى قبولا .. فرفع فيديو آخر ليلقى قبولا أكثر .. وليته ما فعل .. حيث أتى بأدلة ونصوص من الكتب الدينية فيها ما لم يصح منه شيء .. وفيها ما لا دليل فيه على ما يزعمه من أساسه .. وهذا هو حال من يتكلم في هذه المسألة حيث سبقه آخرين وأتى بعده آخرين .. والمحزن أنهم ينشرون هذه الأدلة دون تحقيق منهم وينشرونها للناس على أنها حقائق دينية في حين لم يصح منها شيئا ..!!
 
- وعموما سأذكر لك أخي الحبيب .. بعض الأدلة التي قال بها بعض المشايخ من الرقاة والروحانيين في محاولة منهم لإثبات وجود هذا الطفل أو الشخص الزوهري الذي يزعمون وجوده ..
 
********************
 
(المناقشة الثانية)
..:: س7: هل الشخص الزوهري هم جماعة المغربين الذين أتى ذكرهم في أحد نصوص الحديث النبوي ؟ ::..
 
- قد استدل جماعة من الذين يزعمون وجود الطفل الزوهري .. بدليل شرعي يظنون أنه يخدم عقيدتهم الخاصة في هذه المسألة .. ودون تحقيق لما ذكروه .. إلا مجرد النقل فقط من الكتب ..
 
#- قالوا أن الزوهريين هم الموصوفين في الحديث النبوي بوصف (المغربين) .. ودليل ذلك:
- عن السيدة عائشة قالت: (قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلْ رُئِيَ فِيكُمُ الْمُغَرِّبُونَ؟» قُلْتُ: وَمَا الْمُغَرِّبُونَ؟ قَالَ: «الَّذِينَ يَشْتَرِكُ فِيهِمُ الْجِنُّ») رواه أبو داود .. وضعفه الألباني .. وقال الأرنؤوط في تخريج سنن أبي داود: إسناده ضعيف، لتدليس ابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز-، وضعف أبيه عبد العزيز بن جريج، وأم حميد لا يعرف حالها.
 
- وفي رواية عن عائشة بلفظ: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن فيكم المغربين .. قلت: يا رسول الله وما المغربون ؟ قال: الذي يشرك فيهم الجن) رواه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول.. والحديث ضعفه الشيخ الألباني في تخريج "مشكاة المصابيح" (برقم 4564)..، وفي السند يوجد "أم حميد" وهي مجهولة لا يعرف حالها، وفيه عبد العزيز بن جريج وهو ضعيف الحديث .
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- يتبين لك من الرواية التي استدل بها البعض أنها رواية ضعيفة
 جدا ولا يصح الإستدلال بها في إثبات مسألة غيبية.
 
2- الغريب أن الذين استدلوا بهذا الحديث على وجود الزوهريين .. لماذا لم نجدهم يصفونهم "بالمغربين" من باب أولى طالما هذا الحديث كان حجتهم ؟!!
- أم لأن وصف الزوهريين فيه عنصر جذب أكثر من لفظ المغربين الذي يدل معناه على أن بهم عرق من الجن ظهر فيهم نتيجة مشاركة الجن الشيطاني مع أمهاتهم .. فلذلك تجنبوا استخدام هذا اللفظ ؟!!
 
3- هذا الحديث الذي استدلوا به وبالرغم من ضعفه الشديد .. إلا أنه حجة عليهم وليس حجة لهم في إثبات الكرامات الخاصة التي ينسبوها للشخص الزوهري .. حيث أن الحديث الذي استدلوا به شير إلى أن هؤلاء المغربين ليسوا من مباركين ولا محاطين بالأنوار ولا هم أولياء ولا يمكن أن تكون هذه أوصافهم .. لأنه كيف تكون هذه أوصافهم وهم قد أتوا نتيجة علاقة محرمة بين الجن والإنس .. حيث قد زني الجن بامرأة من الإنس ..!!
 
****************************
 
..:: س8: كيف فهم مفسري الأحاديث وصف (الْمُغَرِّبُينَ) الذي أتى في حديث (الْمُغَرِّبُونَ: الَّذِينَ يَشْتَرِكُ فِيهِمُ الْجِنُّ) ؟ ::..
 
#- أولا: قد يسأل البعض فيقول: لماذا العلماء يشرحون حديث ضعيف ..؟
- لأنه ببساطة .. قد لا يعلم أنه ضعيف أو لم يبلغه ضعفه .. أو يكون هذا الحديث له شاهد من رواية أخرى فيتقوى بها هذا الحديث حينئذ وبذلك ممكن الانتفاع به .. والله أعلم .
 
#- ثانيا: من أقوال العلماء في شرح حديث المغربين ..
- قال الإمام الطيبي رحمه الله (المتوفى:743هـ) في شرح كلمة "المغربون" في حديث (الْمُغَرِّبُونَ: الَّذِينَ يَشْتَرِكُ فِيهِمُ الْجِنُّ):
- و(الْمُغَرِّبُونَ) بتشديد الراء وكسرها:
1- المبعدون عن ذكر الله تعالى عند الوقاع، حتى شارك فيهم الشيطان .
2- وقيل: سموا مغربين ؛ لأنه دخل فيهم عرق غريب أو جاء من نسب بعيد .
3- وقيل: أراد بمشاركة الجن فيهم .. أمرهم إياهم بالزنا وتحسينه لهم ، فجاء أولادهم من غير رَشْدَة . ومنه قوله تعالى: { وشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ والأَوْلادِ } .
4- وقيل: ويحتمل أن يراد به من كان له قرين من الجن يلقي إليه الأخبار وأصناف الكهانة .
شرح الطيبي على مشكاة المصابيح ج9 ص2973 ..
- وراجع ما قاله الشيخ المناوي في كشف المنهاج والتناقيح في تخريج احاديث المصابيح ج4 ص110 .. ، وما قاله القاضي البيضاوي في تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة ج3ص183 ..، وما قاله بن القيم في اعلام الموقعين عن رب العالمين ج4 ص310 ..، وما قاله الشيخ بن مفلح في الفروع وتصحيح الفروع ج8 ص391 .
 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعليقا على حديث المغربين وما قيل في شرحه:
1- الآراء الذي ذكرها الإمام الطيبي هي جامعة لكل ما قاله مفسري كلمة (الْمُغَرِّبُينَ) .. وكل رأي من هؤلاء لا يصح حين مناقشته ..
- لأن الرأي الأول: مبني على رأي فاسد وهو رواية انطواء الجن على إحليل الرجل .. وهذا ليس دين ولا شرع وإنما مأخوذ من رواية فاسدة وباطلة تم روايتها عن مجاهد بن جبر التابعي .. وقلنا تالفة جدا سندا ومتنا وعقلا.
- والرأي الثاني: لا يصح عقلا وعلما لأن الجن من جنس مختلف ..
- والرأي الثالث: وهو المشاركة بالزنا فهذا كان موجود في زمن النبي وقبله ويحدث فعلا ..
- والرأي الرابع: لو كان المقصود هم الكهان وأصحاب القدرات الروحانية الخاصية .. فهذا كان موجود في زمن النبي وقبله .. ولكان أشار النبي لهؤلاء بأنهم من المغربين .. حيث كان يوجد الكهان والعرافين ومدعي النبوة وغيرهم ..  
 
- فلا يوجد أي رأي من هؤلاء يصح .. لأن الرواية فيها غموض في معناها .. بالإضافة إلى الفساد الذي في سندها أصلا ..!!
 
2- الحقيقة الإسلامية بمدلول علم الحديث تقول بعدم صحة الحديث .. وبالتالي لا يصح وصف (المُغَرَّبِين) .. لأن الإستدلال عليه باطل .. وما بُنِيَ على باطل فهو باطل ..
 
- وبُناءً على ما سبق .. فلا وجود لوصف المغربين .. حتى يثبت صحة هذا الحديث ..
 
3- حتى في شرح العلماء للحديث .. لم يقل أحد منهم أن المغربين هم أولاد للجن .. وإنما فيهم عرق من الجن كما قال البعض حسب ما تم ذكره في الحديث .. وعموما الرواية غير صحيحة وضعيفة جدا .. ولا يؤخذ منها معتقد غيبي ..
 
4- وإذا كان المقصد من المغربين هو ما يقال عن الروحانيين الذين لديهم قدرات روحانية خاصة .. فهؤلاء كانوا موجودين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مثل الكهان وكما قابل النبي صلى الله عليه وسلم بن صياد بنفسه .. وكما كان ذلك في مسيلمة الكذاب .. بل كان هذا حال بعض العرب المشهور عنهم العرافة والتعامل مع الجن .. ولو كانوا هؤلاء من المغربين لكان أشار إليهم النبي صلى الله عليه وسلم.
- والله أعلم .
 
5- ولو كانت رواية الحديث صحيحة .. فأحسب أن وصف المغربون سيكون شيئا آخر خلاف الآراء الأربعة التي ذكرها العلماء سابقا ..
 
6- لا يصح نشر هذا الحديث إلا من باب التنبيه على أنه حديث لا يصح العمل به ولا الإعتقاد فيه .. فضلا عن أن هناك ناس كثيرة تتحطم نفسيا من هذه الأوصاف التي لم تصح .. بل وما يصاحبها من تفاسير يظنها البعض ويزعم أن مشاركة الجن هي وطء الجن للمرأة الإنسية فيأت منها بما يصفه بعض زماننا "الطفل الزوهري" أو قد يقال عنه "الإنسان الجني" لأنه أصبح جنس مختلط حينئذ ..!!
 
7- وما سبق أتى من حديث لم يصح فهو عقيدة باطلة .. وإذا قيلت بين الناس وخاصة المصابين روحانيا وتم وهمه أنه مخلوط بنطفة من الجن والشيطان .. فهو يدخلهم في حالة نفسية سيئة جدا ويتوهمون أنه لا حيلة لهم في التخلص من الشيطان الذي اختلط بدمهم .. والذي هو في الحقيقة لا وجود لهذا الكلام ..!!
 
#- رواية أخرى احترس منها:
1- قد ذكر بعض مفسري الأحاديث رواية غريبة جدا عند شرحه للفظ المغربين .. حيث أتى برواية وقال فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (هَلْ تُحِسُّ مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ أَنَّ الْجِنَّ تُجَامِعُهَا) رواه الشيخ شرف الحق الصديقي في عون المعبود شرح سنن أبي داود ج14 ص8).
 
2- وهذه الرواية بحثت عنها كثيرا ولم أجد لها أي أثر في كتب الأحاديث بل ولم أجدها حتى كأثر رواه صحابي أو تابعي ..!! ولا أدري من أين تم الإتيان بهذه الرواية التي نسبها للنبي صلى الله عليه وسلم والتي هي مجهولة المصدر وبالتالي هي رواية باطلة حيث لا سند لها ولا يوجد مصدر يدل على روايتها ..!!
 
3- ولعل هذه الرواية التي ذكرها الشيخ "شرف الحق الصديقي.. " هي من كلام أحد شراح الأحاديث ولكن قد اختلط عليه الأمر وظنه حديث نبوي .. وهذا هو يغلب على ظني والله أعلم .. وقد لزم التنويه والإشارة إلى هذه الرواية حتى لا تظن أنها حديث نبوي فعلا .. فانتبه .
 
#- وبهذا يكون ختام المناقشة الثانية والكلام حول حديث المغربين الغير صحيح .. وبعده ننتقل إلى مناقشة أخرى لدليل آخر قد استدل به البعض على وجود الطفل الزوهري وهي رواية مجاهد بن جبير . 

 
*************************

يتبع إن شاء الله تعالى

*************************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..

هناك 31 تعليقًا:

  1. ماشاء الله لاقوة الا بالله

    ردحذف
  2. أثلجت صدري يا استاذي و جبرت خاطري أسأل الله الله ان يجبر خاطرك و يجمعك بالحبييب محمد عليه افضل الصلاة و السلام في الدنيا و الاخرة... شعرت ببعض الالم في الحزء الاول و كاني لا اريد ان اقرا في هذا الموضوع خشية ان تؤكد انه الزوهري بالمفهوم المتداول شيء ممكن... كنت على أشد اليقين انه شيء المستحيل و لكن لا ادري كيف استدل... كنت اسال نفسي فعلى حساب ما يروجونه ٩٠℅ من الكرة الارضية مغربون الملحدون و الديانات الاخرى و المسلمون الغير الملتزمون و الذين نسوا... مستحيل...الحمد لله.. نطق الحق و سكت الباطل!

    ردحذف
  3. جزاكم الله كلّ خير أستاذنا الأكرم خالد وأحسن إليكم كما يحسن للمحسنين من عباده، اللهم آمين آمين آمين يا ربّ العالمين.
    لو تتكرّمون أستاذي، لديّ بعض الإستيضاحات:
    بارك الله في ردّكم، فهو يهوّن على الكثير ممّن يريدون سلوك الطّريق ويعتقدون - لكثرة المفاهيم الباطلة التّي ذكرتموها آنفا -أنّ بهم نطفةً من الشّيطان، فقد أرحتموهم من هذا العناء أدام الله لكم وصله وقربه بلا إنقطاع منه إلى أبد الآبدين؛ لكنّ الذّي يلفت إنتباهي، وهي أيضا أدلّةُ الذّين يرون (أتحدّث عن الروحانيين أو العامّة وليس العلماء) وجود علامات مميّزة للمغرّبين كالتّي توجد بالعين من نقط سوداء، أو الخطّ المستقيم بالكف أو بكلا الكفّين أو كالتشقّق في اللّسان وكأنّه مقسوم قسمين وغيرها من العلامات، فهذه - في نظرهم - أوصافٌ جينيّة يتميّز بها المغرّبون، وإلّا لماذا نجد اغلب هؤولاء لديهم الكشف من دون طلب منهم للتّواصل مع عالم الرّوحانيّات. هذا إذن رأيهم، وسؤالي هو الآتي أستاذي خالد:
    1-لماذا تكون هذه العلاماتُ مجلبةً للكشف عندهم هم بالذّات منذ نعومة أظفارهم؟ أي ماهي خاصيّتهم التّي يراها فيهم عالم الروحانيّات أنّها مفيدة لهم بإكتسابهم هذه العلامات؟
    2-وكيف نفهم هذه الخاصيّة البشريّة الجينيّة بلا شك(هذه الأوصاف الظّاهرة التّي ذكرتُها لهم هي أوصاف بشريّة منتقلة لهم من أجدادهم القدامى من فجر الإنسانيّة ربّما أو أكثر)، كيف نفهم تأثيرها في عالم الرّوحانيّات حتّى يطلُب الجنُّ قتلهم في صغرهم إنتقاما منهم وخوفا؟
    3-إذا كان الجن هم الذّين يمكّنونهم أصلا من الكشف منذ الصّغر، فلماذا يطلبون قتلهم وهم لم يبلغوا بعد، إذ حسب ما أفهم أنّهم (أي المغرّبين) إذا صلحوا أصبحوا من أعدى أعداء الجن ولذلك الجن يحاربهم أو يواليهم لمعرفتهم بأحوال وتفاصيل الجن، فلماذا يطلب الجن قتلهم وهم صغار(حين فتح الكنوز مثلا أو القيام بأسحار إلخ...) وهم الذّي أعطوهم هذا الكشف لمزيد تضليل خلق الله وكانوا يستطيعون منعهم منه؟ لماذا قتلهم وهم لم يعلموا إن كانوا سيكونون لهم اعداءا أم لا؟ لماذا القتل وهم من قاموا بفتح هذا الكشف لهم اصلا منذ البداية؟ لماذا القتل وهم يعتقدون أنّهم (حسب إعتقاد الجن وهو ليس صحيح كما تعلّمنا منكم سابقا في بعض التّعاليق) إمّا أبناء ملوك جن مثلهم أو أمراء جن مثلهم أي من صلب جن له مكانة، إذ الوارد عقلا أنّهم يخشون قتلهم خوفا من إنتقام آبائهم( على الاقل حسب إعتقادهم هم)؟
    4- كيف تردّون على من يرون أنّ صفاتهم التّي ذكرتها آنفا هي صفات جينيّة متوارَثة من الجن بدليل التّجربة وهي خير دليل، ولذلك نرى (يرون اقصد) أنّ أصحاب هذه الصّفات لديهم من الكشف ما ليس لغيرهم؟
    بارك الله لكم وفيكم وعليكم وجعلكم مباركين أينما حللتم وزادكم علما ونورا، اللهم آمين آمين آمين يا ربّ العالمين

    ردحذف
    الردود
    1. ستجد اجابة على هذا في اجزاء الرسالة .. فهي لم تنتهي ..!!

      حذف
    2. في إنتظاركم دائما سيّدي وأستاذي خالد، بارك الله لكم في علمكم ونفعنا به وجميع أمّة محمّد صلّى الله وبارك عليه وعلى آله وسلّم تسليما، وأسأل الله لكم السّداد والتّوفيق وحسن القبول دائما ابدا، اللهم آمين آمين آمين يا ربّ العالمين.

      حذف
    3. نزار سرق مني تساؤلاتي .. ارجو ا ان تعيد نسخها في كل جزء يانزار حتى لاتضيع فكرة منها

      حذف
    4. أخي الكريم نزار
      ردا على اسئلتك وحتى يجيبك استاذ خالد
      1 الكشف الناري لا يتطلب وجود علامات جسدية لأنه قد يحدث لكل الأطفال سواء عندهم تلك العلامات المزعومه أم لا. فلما ثبت حدوث كشف عند كثير من الاطفال , ثبت كذب من يقول بوجود خاصية لديه الزوهريين.

      2 إذا كانت هذه الخاصية كما تفضلت تنتقل من الأجداد بالوراثه من فجر الإنسانيه (لا أعلم المقصود بفجر الإنسانيه) ... فوجود تلك الخاصية المزعومه يعني أننا نتحدث عن سلاله أخرى تختلف عن باقي البشريه...وهذا يعني ان سيدنا آدم كان زوهريا (حاشاه) , فهل توافق على هذا؟؟؟ وإلا فهؤلاء يريدون قوانين وراثيه على مزاجهم الخاص , فالمعروف في علم الوراثة ان الطفرات لا تورث, بمعنى أنه إذا حصل لاحد من الناس تغيير في جسمه نتيجة حادث أو ظروف بيئية معينه , فهذه التغييرات لا تورث لأبناؤه , بل يتم توريث الصفات الجينيه الأصليه.

      3 لماذا يطلب الجن قتلهم؟؟؟
      "وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ" الأنعام 137

      4 وراثة الروحانيات تكون وراثة مصاحبه كانتقال المس من الأم إلى البنت وليست وراثة جينات... وحتى تستريح فاسأل نفسك من خلق هذه العلامات المزعومه ؟؟؟ ومن الذي أظهرها في عباد الله؟؟؟

      نحن امام احتمالين , الأول أن الله خلقها فيهم, وهذا لايقبله عقل فكيف يخلق الله إنساناً ويضع فيه علامه للشيطان ؟؟؟

      الاحتمال الثاني أن الشيطان هو من وضعها وهذا أيضا لا قبله عقل , لان خلق الإنسان إختصاص إلهي لا يتدخل فيه أحد...

      واكبر دليل على أن هذه الروحانية ليست جينيه متوارثه هو تعافي الكثير من هؤلاء الذين وقعوا تحت تاثير الوهم وتم غلق ذلك الكشف عندهم... فلو كانت هذه الروحانية جينيه لما كان لاحد أن يغلق هذا الكشف أبداً, فهل تستطيع مثلا أن توقف إحساسك بالحرارة والبروده؟ بالطبع لا... فهكذا الأشياء الجينية لا دخل للإنسان فيها.

      تحياتي

      حذف
    5. أخي الكريم أصيل،
      أشكر مرورك وبارك الله فيك، وكتبك من الصدّيقين إنشاء الله. اللهم آمين آمين آمين يا ربّ العالمين.

      حذف
    6. أخي الكريم محمود،
      شكرا لوقتك يا صديقي ولكلّ هذه التّوضيحات. لا أستطيع مجاراتك في إستدلالاتك ولا مجارات الأستاذ خالد، فأنتما أعلم منّي بكثير جدّا وفعلا جلّ كلامك أخي محمود يقنعني، وأختلف معك فقط في بعض النّقاط التّي لعلّي أسأت التعبير عنها:
      تعلّمت من الأستاذ خالد أنّ الروحانيّات لا تورّث جينيّل إلّا كما ذكرت أنت في تلك الحالة، ولا أعتقد أصلا أنّها تورّث منذ البداية، لكنّ الخاصيّة المُورّثة التّي تحدّثت عنها هي خاصيّة جينيّة، أي خاصّة بجينات الإنسان، فمثلا لو كان كلا الأبوين له خاصيّة تشقّق اللّسان فالغالب أنّ أولادهما سيكونون لهم مثل هذه الخاصيّة الجينيّة بغضّ النّظر عن علاقتها بالروحانيّات الآن أنا أتكلّم، وأقصد بفجر الإنسانيّة بدايتها مع أبينا آدم، فالأكيد أنّه منذ ذلك العهد الجينات الخاصّة مثلا بأصحاب البشرة الدّاكنة أو الفاتحة أو خاصيّة لون العين أو الشّعر أو غيرها من صفات الطّول أو وجود الشّعر من عدمه أو... فالأكيد أنّها لا تظهر مع أبينا آدم كلّها، بل أتت متتالية مع أبنائه وهو يحملها كمورّثات عنده غير ظاهرة، لذلك النّقاط السّوداء في العين أو تشقق اللسان أو غيرها ممّن تعتبر أنّها صفات المغرّبين هي صفات جينيّة و ليست طفرات، ولست متأكّدا تماما من أنّ الطّفرات لا تورّث إذ طال بي العهد فلم أعد أذكر إلّا رسوما في مخيّلتي؛ ولكنّي كنت أعتقد أنّه حتّى لو حدثت طفرات جينيّة فهي تورّث أيضا، ولذلك ينصح الأطبّاء بعدم الإنقطاع عن الدّواء اثناء فترة العلاج لأنّ الفيروس يتأقلم مع المرض ويصبح لديه قشرة حامية يورّثها لبقيّة الفيروسات المتكاثرة بالجسم، أو أيضا التأقلم الطّبيعي الذّي نراه عند الفراشات مثلا من إكتساب لأوان تساعدها على التّأقلم مع محيطها المتغيّر: عموما لا أجاريك في علمك كما قلت لك من قبل، فأنت أدرى منّي ولا أخالفك أبدا أخي محمود في أنّ الروحانيّات لا تورّث جينيّا، فهذا ليس فيه إختلاف، ولكن الذّي أراه أنّ الإنسان لديه خاصيّات عاديّة جدّا يرثها من أجداده (كلون الشعر وليونة إنحناء الجسد وتشقق اللّسان إلخ)، بعض هذه الخاصيّات ( كالتّي نراها تعتبر من ميزات المغرّبين) نرى من كانت لديه يختلف الأشخاص العاديين في الكشف، لا تفهم من ذلك أنّي أقول أنّها جينات جنّيّة قد إنتقلت له، لا، بل إنّي لا أفهم لماذا هم بالذّات يتسلّط عليهم الكشف أكثر من غيرهم، هذا فقط ما أردت قوله. ولا أخالفك في الباقي، بل في كلّ ما ذكرت غير هذه الجزئيّة التّي لم أستسغها، وكلامك فعلا مقنع جدّا ولا يمكن للخلق أن يكون إلّا من الله ولا أحد غيره سبحانه يتدخّل في التكوين الخلقي. أشكرك أخي محمود جدّاأ وأستفيد من رأيك كثيرا، ومن تعليقاتك السّابقة التّي ذكرت فيها بعض المراجع العلميّة وإسترسالك في الشّرح، وهذا إن دلّ فإنّما يدلّ على باعك العلمي الذّي لا أجاريك فيه. نغعنا الله بك، وبارك لك وعليك وفيك وكتبك من المخلَصين المخلِصين ,جعل لك من كلّ ضيق مخرجا، اللهم آمين آمين آمين.
      نسيت أن أقول لك لا تفارقني كثيرا، فإنّي أتتبّع تعليقاتك الماتعة، فلا تحرمنا منها أرجوك، في كلّ تعليق لك أجده أجد معه حسنا للفهم، زادك الله علما ونورا في الفهم، متّعك الله بقربه دائما أبدا، اللهم آمين آمين آمين يا ربّ العالمين.

      حذف
    7. أخي الكريم نزار

      شكرا لك على حسن ظنك الذى لا أرتقي له... دعك من الصفات الجسديه التي يسترك فيها كثير من الناس ولا يمكن إثبات إشتراكهم في وجود خصائص روحانيه, ونركز على كيفيه توارث الروحانيه... حسب ما أعرف يجب أن نفرق بين نوعين من التغييرات والطفرات ... طفرات جينيه (تغير بها الحمض النووي), وبين نتيجة مؤثرات خارجيه... وإليك مثال حتى تتضح الصورة
      حالياً تمكن الإنسان من فك شفرة الحمض النووي للكلب , فيمكن لك أن تختار كلبا ذو سيقان طويله أو له شعر طويل حسب ما تريد... وأيضا كما يحدث في الهندسة الوراثيه في النباتات بتعديل صفاتها وتغييرها حتى تعطي إنتاج أفضل وأحسن... النوع الثاني وهو تغير عارض كأن نأتي برجل أبيض ونتركه على خط الإستواء 20 سنه ثم ننظر لأولاده فسنجدهم بيض , لماذا؟ لان هذا تغير عارض لا يؤثر في جينات الإنسان ...

      وعليه فإن القول بتدخل الشيطان في عمليه الجماع وإختلاط نسبه بنسب الإنس و بتوارث الروحانيه عن طريق الجينات لا يكون إلا بتغيير الحمض النووي الخاص بالإنسان, فالسؤال الفاصل الآن , هل يستطيع الشيطان تغيير خلق الإنسان بتغيير أحماضه النوويه حتى يرث خصائص روحانيه؟؟؟

      الإجابه بالطبع لا, والدليل من القرآن " وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ" , فلو كان الشيطان يستطيع احداث تغيير في الخلق سواء بالوطء أو المشاركه أو بأي وسيله أخرى , لما قال هذه المقوله, بل لفعلها وانتهى الأمر ...

      ومن جهه أخرى فحين يقول رب العالمين " وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ" فكيف تم توريث هذه الخصائص النبوية؟؟؟ سؤال آخر بخصوص الصحابي الجليل الذي لم يستمع لنصيحة النبي صلى الله عليه وسلم بتغيير اسمه وكان اسمه "حزن" , فقال حفيده "فمازالت فينا الحزونه" من آثر رد دعوة النبي صلى الله عليه وسلم... فكيف انتقلت هذه الصفه النفسيه من الجد للحفيد ؟؟؟ هل كانت بتدخل الشيطان وبتغيير جينات العائله ؟؟؟ أم هي بشؤم رد نصيحة النبي صلى الله عليه وسلم...

      الخلاصة , أنه لا يوجد إشتراك وتناسل بين الإنسان والجان, وأن فرضيه وجود خصائص روحانيه لوجود علامات جسديه هي فرضية لا تثبت علمياً وعقلياً...

      جزاك الله كل خير
      تحياتي

      حذف
    8. أخي محمود الفاضل،
      كفّيتَ ووفّيت فعلا، إجابتك جدّ جميلةٍ ورائعةٍ ومشفوعةٌ ببراهينَ من القرآن والسنّة والعقل. أفاض الله عليك من العلم بحرا مديد، ومن حسن الأخلاق مزيدا ومزيدا، وإنّ نفسي قد طابت بجوابك أخي محمود، ولا أرى غير الذّي قلته من الحق غيره، فبارك الله فيك ولك وعليك وأورثك علم النبيّين، وكتبك من الصدّيقين، وأراح بالك وبلّغك وصال نبيّة يقظة ومناما، اللهم آمين آمين آمين يا ربّ العالمين.

      حذف
  4. تزاحم الأفكار بعضها بعضاً في ذهني .. ربما لو طرحتها هنا لذهب الإضطراب الذي بدأ يتسلل لقلبي ..

    - كيف يكون للشياطين أبناء من بني البشر و قد نفخ الله فينا من روحه .. مجرد سماع كلام الله يخنقهم فما بالكم بنفخة من روح الله .. أيولد معها طفل شيطاني؟! كيف يتفق هذا مع قوله جل جلاله " إن عبادي ليس لك عليهم سلطان"؟

    - إذا كان المغرّبين من أبناء الشياطين .. فكيف يستقيم هذا مع قوله تعالى " و لقد كرمنا بني آدم" .. أليس المغرّب من بني آدم ؟ كيف يكرم و فيه قدر من الشيطانيه؟


    - لو كان المغرّب من أبناء الشياطين .. لماذا لا تتجه الشياطين مباشرة إليه بالإغراءات و الوعود الكاذبة ؟ لماذا أغلبهم يقعون ضحية شيوخ أفاكين كاذبين مجرمين يغرونهم بالنور و المدد و الإشراقات ؟

    - لماذا يتصفون غالباً (المغرّبين أقصد) بالحساسية الشديدة و العصبية و الإنفعالية .. كلها أعراض تحميل روحاني و ليست سمات شياطين .. من رأيت لهم صفات شيطانية فعلاً هم أصحاب العهود من الروحانيين الضالين .. كان الأولى أن يتصف المغرّبين بتلك الصفات لو صح أنهم من أبناء الشياطين..

    الكثير من الأفكار تتلاكم في ذهني .. و أرجو من الله أن تأتي بقية الرسالة بالخير ..

    اللهم إرضنا بما أنت أهله و زُد عن من أنت سنده.

    ردحذف
    الردود
    1. تساؤلاتك مهمه جدا انجي وصحيحه وخاصه التساؤل الاخير .. كرريها حتى يجيبنا الاستاذ عليها

      حذف
    2. التساؤلات التي لا يجيب عنها ا/ خالد مباشرة أخي / أصيل تكون غالباً الإجابة عنها ستأتي في بقية أجزاء الرسالة .. و حضرته يسكت عن الإجابة حتى نتعلم الصبر على العلم ( ربما هذا مأخوذ من تصرف العبد الصالح مع سيدنا موسى.. لا أدري) لأنه بالفعل رد على البعض طالباً منهم الصبر حتى تنتهي الرسالة و ألا يتعجلوا .. لذلك لن يكرر الطلب تحت كل تعليق متسائل .. و إنما طرحي للأسئلة و الأفكار يكون حتى لا أنساها و لأن ذهني للأسف دائماً مشتعل ووجود الأفكار المتعددة فيه يسبب لي أرق شديد.. أرجو أن أكون أوضحت مقصدي .. إخلاصك و حماسك في ردودك جميل أخي أرجو ألا تنقطع ☺☺ .. حياك الله.

      حذف
  5. لك مني استاذنا الغالي كل الاحترام والتقدير وجزيل الشكر على سردك للدليل من الكتاب والسنة والحمد لله ربي العالمين ،في انتظار الاجزاء الاخرى حتى نفهم جيدا منك فرايك استاذي يهمنا

    ردحذف
  6. بارك الله فيك سيدى واستاذى ا/خالد عوف
    وزادك الله معرفة ومحبة وقرب وامدنا بمددك امين
    سوف اترك استفساراتى حتى انتهى من باقى الاجزاء
    اذا بقى لى استفسار نفعنا الله بعلمك
    اسأل الله ان يفتح علينا جميعا فتوح العارفين
    ويزقنا وصاله امين
    بارك الله فى جميع اعضاء المدونه الحاضرين والغائبين والصامتين وصلح الله جميعا احولنا
    وبلغنا رمضان معافين مغفورين فهو عليه هين
    ولا حول ولا قوة الا بالله

    ردحذف
  7. السلام عليكم اهل المدونه جميعا.جزاك الله خيرا ا.خالد بانتظار المقال القادم ان شاء الله

    ردحذف
  8. جزاك الله عنا كل خير استاذنا الفاضل لهذا المجهود الجبار في إظهار الحق من الباطل ، فقد كنت اسمع عن الزوهريين زمان و ان السحرة يستعملونهم لإخراج الكنوز من الارض، وان لديهم علامة في أيديهم و لم أكن اعلم بأنهم مجرد مرضى روحانيين. الحمد لله الذي هذا لنغترف من علمك استاذنا ، اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يسعد قلبك كما أسعدتنا و يرزقك العفو والعافيه و يحفظك من كل شر اللهم أمين

    ردحذف
  9. جزاك الله خيرا أ خالد على توضيح هذا الموضوع

    فبالفعل حتى العقل لا يقبل وجود مثل هذه الطائفة المزعومه, فلو افترضنا صحة وجود المخالطه وأن مشاركة الشيطان فيهم كانت بسبب عدم تسمية الوالد المسلم الموحد التي هي ليست كبيرة من الكبائر, فمن باب أولى ان تكون مشاركته الكامله لاطفال الكفار الذين لا يذكرون أصلا, فليس بعد الكفرذنب, ولما كان أطفال الكفار مخاطبين بذات الخطاب الإلهي ومنهم من صار إلى أعلى درجات الإيمان , فلا حجة لاحد ان يقول ان ابي لم يسمي أو ان الشيطان منعني من السير في طريق الله.

    واشكرك جدا على هذه النية التي علمتنا اياها , نفعنا الله بك وزادك الله من فضله
    تحياتي

    ردحذف
    الردود
    1. بوركت اخي محمود ... افتقدنا خواطرك واراءك معنا فترة غيابك وكنا انوي السؤال عنك اليوم ..

      الحمد لله انك بخير .

      تحياتي لك .

      حذف
    2. عودا حميدا استاذ محمود :) ..أحمد الجبالى

      حذف
    3. بارك الله فيكم وجزاكم خيرا على سؤالكم

      فرغم الغياب فلله الحمد اتابع المدونه والتعليقات بفضل الله, مررت الفترة الماضيه ببعض الأحداث من ترك للعمل والسفر لبلد آخر, وقد تعلمت كثيرا من هذه التغيرات , واهم ما تعلمته هو جمله ذكرها استاذ خالد في تعليقه ذات يوم... قال "البعض يعتبرني سلبي" ,,, حقيقة ساعتها لم استوعب هذه الجمله , ولكن خلال ما مررت به من احداث فهمت ما كان يقصده , أيقنت أن الامور تسير بتدبير الحي القيوم, وايقنت أن مجرد الرغبه النفسيه في حدوث شئ أو مجرد الظن في خيرية حدوثه سيفسد كل شئ... مررت بهذه الاحداث التي يصفها من حولى بانها كارثه , وكانني اشاهد فيلم سينما حيث تتشابك الأحداث وتتداخل بشكل لا نستطيع تفسيره, وكأن يداً خفيه تحرك المدير والزميل والعميل وشركة الطيران , بل وحتى حارس العقار....

      ولا أخفيكم أن ما تعلمته من المدونه ومن الأستاذ خالد كان عونا لي بفضل الله سبحانه وتعالى على تخطي هذه المرحله, وخاصة مقالات " الله مولانا" التي شعرت فيها بمدى حب الله لنا , ومدى كرمه وفضله علينا...

      أسأل الله أن يجزي أ خالد خير الجزاء وأن يعمنا جميعا بفضله وكرمه

      حذف
    4. أخي محمود،
      أرجو أن تكون وعائلتك بخير وسلامة، وأرجو أن تكون تجاوزت ما مررت به، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل لك من كلّ ضيق مخرجا وأن يقرّ عينيك بما يشرح به صدرك وجميع العائلة، اللهم آمين آمين آمين يل ربّ العالمين.
      تحيّاتي الصّادقة لك

      حذف
    5. آمين ولك بمثل أخي نزار

      حذف
  10. ***السلام عليكم ***بارك الله فيك يا استاذ
    موضوع الزوهريين موضوع تكلم فيه الكثير وكل شخص يغني بغناه حتي اوهموا الناس بافكار شيطانية
    نشكرك يا استاذ علي هذه المجهود التي يثلج الصدر ويريح القلب

    ردحذف
  11. التعرض للاذى موقف غير طيب نسأل الله السلامه، يشعر فيه الإنسان بالألم والضيق, ولكن هذا الضيق قد يتضاعف وتسوء حالتنا النفسيه بسبب التصورات والقناعات الخاطئة... لهذا فلابد من إعادة النظر للامور وأن نتعلم كيف نتعايش مع حصول الاذى ومع الخوف من حصوله...

    بداية أحب أن اذكر أننا محاطون بالكثير من الأشياء الأشد فتكاً وضرراً كالأمراض و حوادث المواصلات, ومع هذا فنحن لا نلقي لها بالاً , بل ونمارس حياتنا بتلقائيه, متوكلين أننا إذا تعرضنا لها فسيحمينا الله سبحانه منها بل ونحن نوقن أن هذه الامور لا تحدث إلا بإذن الله وايضاً أن الشفاء منها لا يكون إلا بإذن الله, فنفوض أمورنا لله راضين بقضاؤه وقدره, فنعيش متنعمين رغم إحاطتها بنا...

    لكن عندما يتعلق الأمر بفعل أحد الناس تجاهنا, فسرعان ما يتبخر هذا التوكل, وكأن هؤلاء المؤذين يتصرفون في كون الله بغير إرادته, فلا نجد من أنفسنا إلا الخوف والقلق من التعرض لهذا النوع من الأذى, لاننا حجبنا بوجود الناس عن الله , وعليه فمن المهم الإنتباه للقناعات التالية:

    القناعة الاولى : إنشغل بالإذن ولا تنشغل بالفعل
    أغلب الناس يسأل لماذا تعرضت لهذا الموقف؟ والقليل يتسائل لماذا أذن الله لهذا الموقف أن يحصل؟ مشكلتنا ليست في المؤذي , مشكلتنا في وجود الاذن الالهي بوقوع الاذى ووصول أثره لنا ..."وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (آل عمران 166), مشكلتنا في إرتفاع الحفظ الإلهي وخروجنا من تحت سقف العناية الإلهيه...

    تعرضنا للأذى يكون إحدى ثلاث , إما تنبيه أو تأديب أو إثابه... لهذا فإهتمام الصالحين دائما بسؤال الله أن يكون إبتلاء رضا وتهذيب لا إبتلاء عقوبه وتأديب, كقوله صلى الله عليه وسلم حين تعرض لأذى المشركين " إن لم يكن بك علي غضب فلا ابالي"... وهذا يقودنا للقناعة الثانيه.

    القناعة الثانيه : السلامة من الأذى ليست دليل القرب من الله
    الكثير يتضاعف خوفه وألمه لإعتقاده أن تعرضه للأذى يدل على بعده وغضب الله عليه, وهذا خطأ كبير في العلاقه مع الله... ولنتذكر أن افضل الخلق صلى الله عليه وسلم أصيب في بدنه وسبه المشركين وقذف في عرضه وهو أحب الخلق إلى الله , فالعافية من الله لا تعني العصمة من حدوث الأذى ولكن هذا الأذى لا يحصل منه ضرر في العلاقة مع الله " وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ" ... لهذا فلابد ان نغير ميزان العلاقه بيننا وبين الله , فنزن علاقتنا بالإستقامه بدلا من وزنها بوجدان السلامه... فقربنا وبعدنا من الله يدلنا عليه مقدار استقامتنا على أوامره والحضور القلبي بين يديه.

    يتبع

    ردحذف
  12. القناعة الثالثه: لا تتمنوا لقاء العدو، فالبلاء موكل بالمنطق
    الكثير من الناس يعلن عنتريته, وأنه سيفعل ويفعل إذا تعرض لهذا الموقف , ولا يدري أن البلاء موكل بالمنطق, وقد نخاف عليه ان أعلن هذه العنتريه مغتراً بقوته أو بشجاعته أو بإيمانه وأعماله التي يفترض قبولها, فيبتلى من الله حتى تقوم الحجه عليه, ولكن كان الأولى له أن يقول كما قال صلى الله عليه وسلم " "لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية" لأنه صلى الله عليه وسلم يعلم ما قد يبطن تحت هذا التمني من أمراض نفسيه واغترار بالقوة وافتراض الأهليه لحدوث النصر, فنصحنا بأن نسأل الله العافيه لأننا لا نعلم المستقبل ولم نحط بتقدير الله...

    القناعة الرابعة: المؤمن واثق من لطف الله ومنته خائف مما بطن في غيب مشيئته
    الإيمان والعبادات هي حق ربوبيته والوهيته, لهذا فلا يستحق عليها أحد جزاءا ولا نصرا, فإن كان هناك جزاء ودفاع عنك فهو محض فضله ومنته... وهذا الفضل والمنه يجري وفق قدر الله وإرادته وحسب علمه وحكمته... فمن الخطأ أن يظن الإنسان أن صدق إيمانه بالله وصدق توجهه له سيجعل منه الرجل الذي لا يقهر كافلام الكرتون , فالله نصر رسوله بالرعب تارة وبالريح تارة وبالملائكه تاره, وأيضا قدر سبحانه وقوع الأذى له تاره " لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى", لأن هذا من جملة الإختبار حتى يتبين من يعبد الله ويحبه في كل الأحوال , ممن يعبده على حرف في حال الإطمئنان فقط... فالخوف مما بطن في غيب مشيئته أمر حتمي حتى يستقيم السير على طريقه, وحتى لا تستعلي النفس وتغتر على خلقه حتى وإن كان هذا الآخر على غير ما نعتقد, فدائما غيب المشيئه سوط تتهذب به النفس, والتفضيل والدفع والنصر هنا يكون بالإنتساب لا بالإكتساب.

    القناعة الخامسه: المؤمن ينتصر بالإنتساب لا بالأسباب
    المؤمن الحق يتعلق بانتسابه لا بأسبابه, فمن تعلق بالأسباب فلا يخلو من الإعتماد عليها فيفوته التوفيق, ولا يخلو من الثقه بالنفس في تقديرها فيعتمد على عجز وضعف، أما من اعتمد على ربه فقد آوى الي ركن شديد... فهذه نقطه دقيقه قد تفوت الكثيرين, فالإنتساب يرعاه الله "إن الله يدافع عن الذين آمنوا" , والأسباب لا تغني شيئاً إن لم تكن مدعومه بالإنتساب إليه " وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ".

    لهذا بين صلى الله عليه وسلم أن مشية الفخر مكروهه إلا في موضع المقابله والجهاد , فنحن نبذل الجهد ونعد الأسباب ونفوض الأمر لله ثم يقضي فيها ما يشاء سبحانه. فالأولَى أن نسأل الله العافيه دائما , فإن شاء سبحانه وقدر أن نتعرض لموقف فيه مواجهه فعندها لابد من الصبر على حدوث الإبتلاء , والتذلل لله ان لا يكون هذا من عاجل العقاب, مع الرضا بمجريات الأقدار, والتصرف حسبما يقتضي المقام

    يتبع

    ردحذف
  13. القناعة السادسه : لكل مقام مقال
    نحن هنا أمام توجيهان للنبي الكريم, توجيه بسؤال الله العافيه والتسامح, وتوجيه آخر بالمواجهه والغلظه في المقابله, ومعظم المشاكل تأتي من الخلط بين هذين التوجيهين, فلكل مقام مقال, فمقام الدعوة يختلف عن مقام الجهاد, وهذا في كل الكتب السماويه, فنجد خطاب التسامح بجانب خطاب القوه والغلظه... والله مطلع على كل نفس, فمن يستخدم العنف والغلظه متعللا بالدفاع عن الدين في موقف يتطلب السماحه فهو خائن للأمانه وهو مسؤول عن فعله هذا امام الله , والعكس صحيح, فمن يخذِّل الناس حين يتعرضوا لموقف يتطلب الوقوف بشجاعة والدفاع عن النفس والعرض متعللاً بسماحة الدين وإظهار الخلق الحسن فهو خائن أيضاً , وإلا فماذا سنفعل في قوله صلى الله عليه وسلم "من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد"... ويبقى الميزان بين المقامين سرا بين الإنسان وربه يحاسبه عليه , لماذا اقدمت ولماذا احجمت ؟؟؟

    القناعة السابعه : إحفظ الله يحفظك
    المؤمن التقي بعين الله , يحفظه من الأخطار والأكدار , فإن قدر عليه وقوع الضرر , جعل له سبحانه من اللطف ما يزيل عنه الهم والغم , وأنار له من البصيره ما يجعله يحمد الله على وقوع الاذى , ويتمنى أن يتكرر هذا الاذى كما تمنى الشهيد أن يعود فيقتل مرة أخرى لما يرى من الكرامه ... فهم مشغولون بالمقدر سبحانه عن التقدير, أعطاهم سابق الفضل منه يقيناً يجتازون به ما يواجههم من عقبات ... فهم في أوقات عافيتهم يتجهزون لهذه المواقف, يلتمسون الحفظ من الله بالإستقامه في أوقات الرخاء " وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا" , فمن حفظ الله بحق وجد الله بصدق كما قال صلى الله عليه وسلم"إحفظ الله تجده تجاهك"...

    القناعة الثامنه: كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك
    الكل ممدود بأسباب الحياة والرزق سواء المؤمن أو الكافر , فلا تتسائل لماذا يمد الله هذا الكافر من رزقه ؟ او لماذا لم ينتقم منه؟ فلنفهم أن الراعي لابد له من كلاب يرد بها الغنم الشارده، وحكمته سبحانه لا يحيط بها إنسان, فقد يكون إبقاء هذا المؤذي وعدم الإنتقام منه لأنه سيخرج من صلبه من يؤمن برسالة السماء... فلا يكون عدم الفهم وعدم إدراك الحكمة من إبقائه وإمدادُه حائلا بيننا وبين الإيمان بقدرة الله عليه وهيمنته على مجريات الامور.

    القناعة التاسعه: الفاقات بسط المواهب
    أوقات الإبتلاء والتعرض للأذى هي أوقات سعاده وفرح الصادقين, لأنها إشارة من الله للقيام ونشر أعلام الإفتقار , فهو ميعاد الزياده " الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا" فكان هذا التجمع والمواجهه مع الأعداء سببا في زيادة الإيمان, وزيادة الإيمان حصلت عندما خرج أولئك المؤمنين من المعتاد من خشية قوة العدو وزيادة عدده, فمجرد عدم الخوف منهم كانت سببا في زيادة الإيمان... لهذا سارع أغلب الصالحين باستغلال هذه المواقف وإعلان الإنتساب كما قال موسى عليه السلام " إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ " , وكما قالت مريم الصديقه " قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا" , وكما أشار صلى الله عليه وسلم للصحابه بأن يجيبوا المشركين في احد "الله مولانا ولا مولى لكم".

    فالفاقه (الفقر والأزمات) كالبساط الذي يفرش ليجلس عليه الناس ليأكلوا على موائد الكريم سبحانه, لأنهم يعرفون فيها حجمهم الحقيقي , ويدركون فيها مدى عجزهم واحتياجهم لربهم, فمن تحقق بوصف الإفتقار تصدق عليه الله من واسع فضله وكرمه " إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ"...

    أسأل الله العلي الكبير أن يحفظنا بحفظه وأن يشملنا بعنايته وأن يعفوا عنا وأن يعافينا في الدنيا والآخره

    وللحديث بقيه إن شاء الله ,,,

    ردحذف
    الردود
    1. 🌹 صدقت اخي محمود ما اجملها من قناعات نسال الله ان يرزقناها، فرج الله كل كربك واجرك عليه اجرا عظيما ..وفتح عليك من حيث لا تحتسب بمشيئته العظيمة "انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون " هذه هي الدنيا دار ابتلاء واختبار واوجدنا الله فيها لحكمته الالهية فينا وفيها ..نسال الله النجاة من فتن الدنيا واهوالها ..لاطفالنا وشبابنا وكهولنا وشيوخنا ..نسال الله العفو والعافية في الدنيا والاخرة ..وما متاع الدنيا الا قليل وما هي الا دار غرور ولهو وتفاخر وزينة..وفتن وابتلاءات..مؤقتة كل شيء فيها مؤقت متغير ..لا ثبات فيها والشيء الوحيد الثابت في هذا الكون هو التغير ..نسال الله الثبات على الصراط المستقيم في الدنيا والاخرة "..اهدنا الصراط المستقيم.. "
      "اللهم اجعل خير عمرنا اخره وخير عملنا خواتيمه وخير ايامنا يوم نلقاك يا رب امين.."

      حذف
    2. أخي محمود .. كنت سوف أسأل ا/خالد عنك .. ربما لا تعلم و لكنك أنقذتني ٣ مرات .. مرتين بالكلمات و مرة بتوجيه مباشر .. لم أحكهم لأني لم أرد أن يسيء مديحي لإخلاصك .. لكني أُشهد الله أن لك عليّ فضل أتمنى أن يجزيك الله به خيراً و يُكرمك به بما هو أهله..

      نعم أخي .. قرأت من قبل مقولة " أن السالك هو من يُسعده إقتراب موعد الحزن".. فهو موعد الإرتقاء .

      أرى أن تجمع خواطرك في حلقات منتظمة أخي محمود.. بارك الله لك و فيك و نفع بك آمين.

      حذف
    3. جزاكم الله خيرا وبارك فيكم وجزى الله الاستاذ خالد عنا خير الجزاء

      حذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف