بحث في المدونة من خلال جوجل

الأربعاء، 30 أبريل 2025

Textual description of firstImageUrl

ج8: قصص صحيحة عن زواج النبي محمد من زينب - القصة الصحيحة لطلاق زيد بن حارثة من زينب – والقصة الحقيقية لزواج النبي محمد من زينب - لماذا أرسل النبي زيد يخطب له زينب - لماذا استخارت زينب في زواج النبي منها.

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

قصص غير صحيحة عن النبي مع المرأة الأجنبية

قيلت عن إعجاب النبي ببعض النساء لما رآهن

وقصة زواجة بالسيدة زينب بنت جحش   

(الفصل  الثامن)
القصة الصحيحة لطلاق زيد بن حارثة من زينب – والقصة الحقيقية لزواج النبي محمد من زينب – ومسائل متفرقة تتعلق بزواج النبي من زينب

#- فهرس:

:: الفصل الثامن :: عن القصة الصحيحة لطلاق زيد بن حارثة من زينب – والقصة الحقيقية لزواج النبي محمد من زينب – ومسائل متفرقة تتعلق بزواج النبي من زينب ::

1- س13: ما هي القصة الصحيحة التي رواها الصحابة عن طلاق زيد من زينب ثم القصة الصحيحة في زواج النبي من زينب ؟

2- س14: لماذا أرسل النبي زيد يخطب له زينب بعد مرور عدتها ؟

3- س15: أليس في طلب النبي من زيد أن يطلب منه الزواج بطليقته فيه وجع نفسي لزيد ؟

4- س16: ما المقصد من كلام أنس بن مالك أن دخول النبي على زينب كان (بلا إذن) – وهل زواج النبي من زينب كان بغير ولي ولا شهود ولا إعلان ؟

@- جاء في سيرة ابن هشام (المتوفى: 213 هـ) خبر غريب في تزويج زينب.

5- س17: لماذا قبلت زينب بزواج النبي ولم تنتظر نتيجة الإستخارة في الزواج بالنبي ؟

@- أولا: لماذا استخارت زينب في زواج النبي منها وهو الذي تتمناه أي امرأة ؟

@- ثانيا: هل جاءت لزينب إجابة من الله على استخارتها ؟

**********************

:: الفصل الثامن ::

**********************

..:: س13: ما هي القصة الصحيحة التي رواها الصحابة عن طلاق زيد من زينب ثم القصة الصحيحة في زواج النبي من زينب ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- توجد رواية صحيحة .. أتت في قصة سبب طلاق زيد بن حارثة لزينب بنت جحش .. ورواية أخرى صحيحة في زواج النبي بالسيدة زينب بنت جحش .. وإليك بيان ذلك:

 

1- (حديث صحيح) .. حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: (جَاءَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ يَشْكُو، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «اتَّقِ اللَّهَ، وَأَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ»، قَالَ أَنَسٌ: لَوْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَاتِمًا شَيْئًا لَكَتَمَ هَذِهِ، قَالَ: فَكَانَتْ زَيْنَبُ تَفْخَرُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ص:125] تَقُولُ: زَوَّجَكُنَّ أَهَالِيكُنَّ، وَزَوَّجَنِي اللَّهُ تَعَالَى مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ، وَعَنْ ثَابِتٍ: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ} [الأحزاب: 37] .. نَزَلَتْ فِي شَأْنِ زَيْنَبَ وَزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ) صحيح البخاري.

 

- هذه هي القصة الصحيحة في طلاق زيد لزينب .. وهو أن زيد أتى يشكو من زوجته زينب .. لوجود نفور منها بسبب تعاليها عليه بنسبها وشرفها وكانها تشعره بأنها أعلى منه مكانة .. كما جاء في بعض الآثار.

 

2- سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: (لَمَّا انْقَضَتْ عِدَّةُ زَيْنَبَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِزَيْدٍ: «فَاذْكُرْهَا عَلَيَّ.

- قَالَ: فَانْطَلَقَ زَيْدٌ حَتَّى أَتَاهَا وَهِيَ تُخَمِّرُ عَجِينَهَا.

- قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْتُهَا عَظُمَتْ فِي صَدْرِي (أي أصابتني هيبة وإجلال) .. حَتَّى مَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَنْظُرَ إِلَيْهَا .. أَنَّ (أي لأن) رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَهَا (أي طلبها للزواج) .. فَوَلَّيْتُهَا ظَهْرِي، وَنَكَصْتُ عَلَى عَقِبِي (أي حين قدمت إليها أعطيتها ظهري ورجعت إليها بظهري لاقترب منها لتسمع كلامي إليها ).

- فَقُلْتُ: يَا زَيْنَبُ: أَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُكِ (أي يطلبك للزواج).

- قَالَتْ: مَا أَنَا بِصَانِعَةٍ شَيْئًا حَتَّى أُوَامِرَ (أي أستخير) رَبِّي.

- فَقَامَتْ إِلَى مَسْجِدِهَا (أي إلى موضع صلاتها "سجادة الصلاة") .. وَنَزَلَ الْقُرْآنُ (أي قوله تعالى: " فَلَمَّا قَضَى زَيدٌ مِنهَا وَطَرًا زَوَّجنَاكَهَا").

- وَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ عَلَيْهَا بِغَيْرِ إِذْنٍ (أي لا ولي ولا شهود).

- قَالَ .. فَقَالَ: وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَطْعَمَنَا الْخُبْزَ وَاللَّحْمَ حِينَ امْتَدَّ النَّهَارُ ....) رواه مسلم في صحيحه.

 

#- وهذه هي القصة الصحيحة في زواج النبي من زينب .

 

@- وإليك أخي الحبيب .. القصة كاملة مكتوبة بأسلوب جميل وبسيط قد ذكره الدكتور موسى شاهين لاشين رحمه الله .. وفي نفس الوقت هو شرح لحديث مسلم السابق ذكره.

 

#- قال الدكتور موسى لاشين رحمه الله (المتوفى: 1430 هـ):

- (لما انقضت عدة زينب) بنت جحش .. وأمها أميمة بنت عبد المطلب .. عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

- وتبدأ هذه القصة .. بزيد بن حارثة الصبي الذي كان عبداً لخديجة رضي الله عنها .. فوهبته لزوجها محمد صلى الله عليه وسلم .. فجاءه أهله يفدونه .. فقال لهم صلى الله عليه وسلم: إن اختاركم فهو لكم بدون فداء .. فاختار رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهله ..فأشهدهم صلى الله عليه وسلم أنه عتيق .. وأنه حر .. وأنه منذ اللحظة ابن لمحمد .. وليس عبداً لمحمد.

 

- وكان من تبنَّى رجلاً في الجاهلية .. دعاه الناس إليه .. وورث ميراثه .. فأصبح يدعى زيد بن محمد ..حتى نزل قوله تعالى من سورة الأحزاب (وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4) ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ) الأحزاب:4-5 ..، فأصبح يدعى زيد بن حارثة.

 

- وشب الصبي .. وبلغ سن الزواج .. فاختار له رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش ابنة عمته صلى الله عليه وسلم لتكون زوجة له .. وترفعت زينب بنت الحسب والنسب وابنة عمة الرسول صلى الله عليه وسلم .. والتي تتيه بجمالها على قريناتها .. ترفعت أن تتزوج من كان عبداً. فنزل قوله تعالى (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا) الأحزاب:36.

 

- وخضعت زينب لأمر الله وأمر رسوله .. وتزوجت زيداً .. لكنها بحكم طبيعة المرأة ظلت نافرة من زيد .. متعاظمة عليه .. وجاء زيد مراراً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكوها إليه .. ويستأذن في طلاقها.

 

- وأخبر الله رسوله صلى الله عليه وسلم .. أن زينب ستكون من أزواجه.

- لكن كيف؟

- وماذا يقول الناس؟

- يقولون: إن محمداً تزوج امرأة من كان ابنه؟

- ليكن يا محمد .. وليقل الناس ما يقولون، فهذه هي الوسيلة القوية الأكيدة لإبطال عقيدة التبني عملياً بعد إبطالها نظرياً -وأخفى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الأمر الإلهي في نفسه حتى يحكم الله بنفاذه.

 

- وقال لزيد: (أمسك عليك زوجك واتق الله) ولما استحالت العشرة بين زينب وزيد .. وأراد الله تنفيذ ما قضاه طلقها زيد .. واعتدَّت ..

- ولما انتهت العِدَّة .. صدر الأمر الإلهي بتزويجها لمحمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: (فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا) الأحزاب:37.

 

- (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد: فاذكرها علي): أي اخطبها لي من نفسها ..  واذكرني راغباً في زواجها .. واذكر اسمها زوجة لي .. داخلة علي.

 

- (قال: فلما رأيتها عظمت في صدري، حتى ما أستطيع أن أنظر إليها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرها): أي خطبها أو طلبها .. و(أن رسول الله) مجرور بحرف جر محذوف .. أي لأن رسول الله طلبها .. والمعنى أنه هابها وقدسها وعظمها من أجل إرادة النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها، فعاملها معاملة أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في الإعظام والمهابة والإجلال.

 

- (فوليتها ظهري، ونكصت على عقبي): أي التفت عنها .. ووليتها ظهري لئلا أراها .. وبعدت عنها قليلاً .. احتراماً وتقديراً .. وفي رواية (فقلت: يا زينب. أبشري. أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرك).

 

- (ما أنا بصانعة شيئاً حتى أوَامر ربي): أي ما أنا بمجيبة على هذا المطلب بنعم أو بلا .. حتى أطلب أمر ربي وانشراحي للأمر أو عدمه .. عن طريق صلاة الاستخارة التي علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

- (ونزل القرآن): بقوله تعالى (فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا).

 

- (فدخل عليها بغير إذن): لأن الله تعالى زوجه إياها بهذه الآية.

 

- (ولقد رأيتنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أطعمنا الخبز واللحم حين امتد النهار): أي ارتفع .. وفي رواية (فدعا الناس للطعام بعد ارتفاع النهار)  (فتح المنعم شرح صحيح مسلم ج5 ص561-562 – مع الإختصار في بعض كلامه)

 

@- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على ما سبق:

1- السيدة زينب بنت جحش .. كان اسمها (برَّة) أي عظيمة البر والكرم .. ولكن النبي هو من أسماها (زينب) .. ولعل سبب التغيير للإسم هو أن فيه تزكية للنفس يكسبها زهوا وعُجبا يفسد حالها بمناداتها به .. خاصة وأن هذا الإسم (برة) كان اسم على مسمى لأن زينب بنت جحش كانت من الكرماء جدا .. والله أعلم.

 

2- في حديث رواية مسلم السابق شرحها .. توجد مسائل على هذا الحديث الخاص بزواج النبي من زينب .. وتتعلق بجزئية (بلا إذن) وجزئية (طلب من زيد أن يكون مرساله في طلب زينب للزواج) و جزئية (استخارة زينب) .. وأحببت ان أفردهم في أسئلة منفردة .. حيث رأيت أنها مسائل قد تغلق أي وسوسة في تلك القصة يمكن أن تصيب أي مؤمن بسبب شياطين الإنترنت.

 

*************************

 

..:: س14: لماذا أرسل النبي زيد يخطب له زينب بعد مرور عدتها ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- سؤال ملفت للنظر .. وهو لماذا طلب النبي من زيد أن يطلب يدها لتكون زوجة للنبي صلى الله عليه وسلم ؟

 

#- الذي أجده هو سببين – والله أعلم:

1- ليعرف الناس بأن النبي طلب يد زينب للزواج .. بل وأن من خطبها له هو طليقها زيد بن حارثة.

 

2- ليعلم الناس أن زيد بن حارثة لم يكن في نفسه غضاضة أو إشكالية من هذا الطلب.

- والله أعلم.

 

**********************

 

..:: س15: أليس في طلب النبي من زيد أن يطلب منه الزواج بطليقته فيه وجع نفسي لزيد ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- قد تظن يا صديقي أن طلب النبي من زيد أن يكون سببا في خطبة زينب .. فيه وجع نفسي لزيد ... لا ... أنت فاهم المسألة غلط يا صديقي .. لأن زيد كان قد تخلص من الألم النفسي بتطليقه زينب .. لأن زيد بنفسه كان كارها لزينب وهو الذي ظل يكرر طلب الطلاق منها لنفوره منها .. فإذا شعر الرجل بتعالي من زوجته فلا مجال لاستكمال الحياة حينئذ مع تلك المرأة أبدا .. !!

 

- فكان ذهاب زيد لزينب ليطلب خطبتها للنبي .. إنما هو فعل ليس فيه أذى أو ضيق نفسي لزيد .. لأن الاذى الحقيقي لزيد إنما كان حين وجوده معها .. وهذا شيء قد تخلص منه بطلاقها.. فافهم.

 

**************************

 

..:: س16: ما المقصد من كلام أنس بن مالك أن دخول النبي على زينب كان (بلا إذن) – وهل زواج النبي من زينب كان بغير ولي ولا شهود ولا إعلان ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

#- أولا: جزئية (وَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ عَلَيْهَا بِغَيْرِ إِذْنٍ):

- هذا من كلام الصحابي أنس بن مالك وليس من كلام النبي ..

 

#- ثانيا: المقصد من قول أنس (بلا إذن):

ليس معناه أن النبي ذهب لبيتها وفتحت له الباب فدخل عليها وأغلق الباب .. وهذا تصور بني عليه بعض من في قلبه مرض وزعم أن النبي ذهب ليتهجم على زينب ..!!

 

1- قوله (بلا إذن): أي بلا إذن بلا عقد فيه إذن ولي وحضور شهود ولا إذن من زينب بالقبول لأنها قد استخارت الله فاختار الله لها النبي .. فالله ارتضى لزينب بالزواج من النبي كما أذن للنبي بالزواج من زينب ..

- وهذه مسألة قد لا ينتبه لها البعض ..

 

2- وقد يثار هنا تساؤل: لماذا ليس بولي ولا شهود ولا إعلام ؟

- أقول لك: أنت لم تنتبه .. للمقصد من وراء (بلا إذن) أي بدون إذن أرضي بما تعارف عليه الناس من عقود الزواج .. ولكن بإذن سماوي من الذي أوجد تشريع الزواج .. وحتى يطمئن قلبك .. ولا اترك ثغرة للوسواس في نفسك .. فأقول لك:

 

- ألم يقل الله: (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا) البقرة:257 ..؟

- ألم ينزل جبريل بالوحي على النبي بتزويجه من زينب ؟

- ألم يكن زيد بن حارثة هو أول من عرف بالخبر وذهب ليطلب يدها للنبي ؟

- ألم يُظهر الله للناس ما كان أخفاه النبي في نفسه من تزويجه بزينب .. وقرأ عليهم قوله: (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا) الأحزاب:37.

 

3- إذن: قد قرأ القرآن وأعلن به وشهد الحضور بسماع ذلك.

 

- فإذا كان الله هو الولي .. والملائكة شهود بتبليغ الآية جبريل ومن حضر معه من الملائكة .. والإنس شهود بسماع الآية .. فأي إذن بعد ذلك وإي إعلام أكثر من ذلك ..؟!!

- ولذلك لما بلغ زينب خبر السماء .. ذهب إليها النبي ودخل بها بعد أن بلغها خبر القرآن .. فكان دخوله عليها بلا "إذن إرضي – أي بلا من عقد وسؤال ولي أمرها" .. ولكن "بإذن سماوي – من الله".

 

- وليس المقصود كما ظن بعض الحمقى والمغفلين .. بأن النبي دخل على زينب بلا إذن يعني ذهب فجأة من نفسه وفتح عليها الباب ودخل ..!! فهذا كلام جاهل أحمق من يتصور ذلك في حق النبي.

 

#- ثالثا: جاء في سيرة ابن هشام (المتوفى: 213 هـ) خبر غريب في تزويج زينب:

- وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش بن رئاب الأسدية.

- زوَّجه إياها أخوها أبو أحمد بن جحش .. وأصدقها رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع مائة درهم .. وكانت قبله عند زيد بن حارثة .. مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. (سيرة ابن هشام ج2 ص544).

 

@- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على كلام بن هشام:

- هذا القول الذي ذكره ابن هشام رحمه الله من تزويج أخو زينب للنبي .. لا دليل عليه .. ولا وجود له في في كتب أهل العلم إلا نادرا جدا كما في كتاب صاحب الروض الآنف نقلا عن ابن هشام.

 

- بل الدليل على أن الله هو من زوج زينب للنبي بدلالة قوله (زوجناكها) .. وهذه خصوصية عطاء من الله .. ودخل عليها بلا إذن كما قال أنس بن مالك.

 

- بل وجاء في الصحيح عن أنس بن مالك قال: (فَكَانَتْ زَيْنَبُ تَفْخَرُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقُولُ: زَوَّجَكُنَّ أَهَالِيكُنَّ .. وَزَوَّجَنِي اللَّهُ تَعَالَى مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ) صحيح البخاري.

 

- وقيل في أثر ضعيف عن ابن عباس جاء فيه: (لَمَّا أُخْبِرَتْ زَيْنَبُ بِتَزْوِيجِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَهَا سَجَدَتْ) رواه ابن سعد في الطبقات.

 

@- ملحوظة هامة:

- لا يصح القول: أن معنى (زوجناكها) بمعنى أن الله زوجها للنبي بتيسير أسباب الزواج من زينب وكان من هذا التيسير هو سهولة قبول أخو زينب بمباركته أن يكون النبي زوجا لأخته .. فهذا وإن كان محتمل إلا أن قول أنس بن مالك وقول السيدة زينب نفسها ينفيان وجود تدخل بشري في موضوع زواجها..

- والله أعلم.

 

*************************

 

..:: س17: لماذا قبلت زينب بزواج النبي ولم تنتظر نتيجة الإستخارة في الزواج بالنبي ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

@- أولا: لماذا استخارت زينب في زواج النبي منها وهو الذي تتمناه أي امرأة ؟

#- قال النووي: ولعلها استخارت لخوفها من تقصير في حقه صلى الله عليه وسلم. (فتح المنعم شرح صحيح مسلم ج5 ص564).

 

@- ثانيا: هل جاءت لزينب إجابة من الله على استخارتها ؟

#- قال الإمام أبو العباس القرطبي رحمه الله:

- (حتى أؤامر ربي) أي: أستخيره .. وأنظر أمره علي على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم فلمَّا وَكَلَت أمرَها إلى الله .. وصحَّ تفويضُها إليه .. تولّى الله تعالى إنكاحها منه صلى الله عليه وسلم ولم يحوجها إلى وليٍّ يتولى عقد نكاحها .. ولذلك قال تعالى: (فَلَمَّا قَضَى زَيدٌ مِنهَا وَطَرًا زَوَّجنَاكَهَا) ولما أعلمه الله تعالى بذلك .. دخل عليها بغير وليٍّ .. ولا تجديد عقد .. ولا تقرير صداق .. ولا شيء مما يكون شرطًا في حقوقنا .. ومشروعًا لنا .. وهذا من خصوصياته صلى الله عليه وسلم اللاتي لا يشاركه فيها أحدٌ بإجماع المسلمين. (المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم ج4 ص174).


*****************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 5 تعليقات:

  1. اللهم صل على سيدنا محمد وازواجه وأصحابه وآله وسلم

    تولاك الله في كل شأنك وكفاك كل ما أهمك ورفع قدرك وأعزك واكرمك استاذنا الفاضل بحق { الله وليّ الذين آمنوا } .. آمين يارب العالمين

    ردحذف
  2. يا من لا يُنالُ فضلُه إلا بفضله !
    ولا تُعطَى رحمتُه إلا برحمته !
    ها نحن نتوسلُ بفضلك إلى فضلك، ونسألك المزيدَ من فضلك،ونسألك ما يليقُ بفضلك،
    ياذا الفضل العظيم !

    ردحذف
  3. ( إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكم أنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً)
    اليهود لو ذبحوا أي بقرة لنفذوا الأمر الإلهي وصار سهلًا عليهم
    هي كدا
    التقرب الى الله سبحانه سهل أنت اللي بتصعبها على نفسك !!!
    تظن انك إن لم تكن بصورة الانسان المثالي لن يقبلك ؟!!!
    نحن نُقبل بفضل الله و ليس بعملنا !!!
    فإن الله يعطى على النية أكثر مما يعطى على العمل حتى تفهم أن الفضل كله لله ومن الله .

    ردحذف
  4. (إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة)
    لو اليهود نفذوا الأمر ببساطة من البداية، كانت الحكاية خلصت من غير كل التعقيد ده.
    بس هما اللي عقدوها على نفسهم، زي ما إحنا ساعات بنعقّد علاقتنا مع ربنا...
    مع إن القرب من الله سهل وبسيط !!!!

    المشكلة ؟!!! إننا ساعات نظن إن لازم نكون في صورة الإنسان المثالي علشان نقُبل
    لكن الحقيقة ؟
    إحنا ما بنتقبلش بعملنا... إحنا بنتقبل بفضل الله.
    لأن الله بينظر من العمل على النية ، وبيعطي على النية أضعاف مما يعطي على العمل.
    علشان كده، ما تخليش وساوس النقص تبعدك عن الله...
    الفضل كله منه ، والقرب دايمًا متاح... اجعل النية لله لا أكثر .

    والله اعلى واعلم

    ملحوظة : ارسلت تعليق قبل دا بنفس الفكرة ولا ادرى طار ولا نُشر لأن النت فصل فجاءة

    ردحذف
  5. فعلا صدق من قال .. (العلم نقطة كَثٌَرَها الجاهلون) ..

    والنقطة هي (ابطال عقيدة التبنى) .. وخلص الموضوع ..

    ولكن هناك طبعا صناع الحبكة الدرامية .. والآراء الخزعبلية .. والأصنام الفكرية .. والرمى بالبهتان لصاحب المقامات العلية .. سيد الكونين بلا منازع في الاراضين والسموات العلية.

    وكل ما حدث من أحداث هو للوصول لهذه النقطة .. كما يلى من أحداث

    1.. خُير زيد أن يكون مع النبي عبدا أو يكون مع أهله حرا .. فاختار أن يكون بجوار النبي عبدا .. ثم أشهد أهله أنه أعتقه واسماه زيد بن محمد

    2.. من تبنى رجلا في الجاهلية .. فلهذا الابن حق الميراث .. لذلك وجب إلغاء هذا الحق بنص القرآن .. ليُصبح اسمه زيد بن حارثه .. بدلا من زيد بن محمد

    3.. لما بلغ زيد سن الزواج .. اختار له رسول الله أن يتزوج زينب بنت جحش ابنة عمته .. ((وهنا وقفة للعلم)) .. إن كان النبي يريدها للزواج وكانت أعجبته .. كما قال من لم يتق الله ويتحقق قبل أن يتكلم .. فبدلا من أن يزوجها لزيد كان الأحرى والأولى أن يتزوجها النبي .. فالعقل يقول هذا .. ولكن الأمر لم يكن كذلك .. فزينب أمام النبي طيلة عمرها .. ففهم..!!

    4.. تَرفُع زينب بحسبها ونسبها على زيد بعد الزواج .. قد سبب ضيق لزيد .. مما جعله يذهب للنبي عدة مرات ليطلقها لنفورها منه (إستعلاءً) ونفوره منها (للخلاص من هذا الاستعلاء) .. وهذا الأمر أجد فيه رحمة كبيرة من الله بزيد .. لأن نفوره منها سوف يكون سببا كافيا بالرضا حين صدور الأمر الإلهي بزواج النبي منها .. والله يحكم لا معقب لأمره.

    5.. زواج النبي من زينب ما هو إلا إبطال عقيدة التبنى عمليا .. بعد ابطالها نظرياً .. وأخفي رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الأمر الإلهي في نفسه حتى يحكم الله بنفاذه .. إذ قال لزيد (امسك عليك زوجك واتق الله) .

    6.. والذي نلاحظه .. كفي بزيد تشريفا .. أن يظل اسمه يُتلى في القرآن إلى يوم القيامة .. ولم تحدث لصحابي أن ذُكِر اسمه في القرآن .. وذلك لأنه كان سبباً لحكم ثابت إلى يوم القيامة (إبطال التبني) .. فأراد الله أن يُطَيب خاطره .. بذكر اسمه في القرآن ..

    ما سبق كان مقتطفات استنباطية مما كتبه الأستاذ خالد في هذا الجزء .. جزاه الله خيرا ووفقه لما فيه الخير والصلاح والإصلاح.

    والله ولي التوفيق
    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف