بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة
قصص غير صحيحة عن النبي مع المرأة الأجنبية
قيلت عن إعجاب النبي ببعض النساء لما رآهن
وقصة زواجة بالسيدة زينب بنت جحش
#- فهرس:
:: الفصل
السابع :: عن الآراء والروايات التي قيلت عن التابعين
وتابعي التابعين في سبب زواج النبي
محمد من زينب – وما صاحب ذلك من خرافات ::
1- س12: ما هي الآراء والروايات التي
قيلت عن التابعبن وتابعي
التابعين في سبب زواج النبي محمد من زينب بنت جحش ؟
#- حقيقة واحدة وثمانية خرافات ..!!
#- الحقيقة تقول: "النبي
أخفى في نفسه أن الله سيزوجه بزينب لتشريع جواز الزواج من امرأة الابن المتبني لو
طلقها أو ماتت عنه".
أ-
الخرافة تقول: "النبي رأى زينب ولا خمار على رأسها فيرحل وهو يقول
تبارك مصرف القلوب".
ب-
الخرافة تقول: "النبي رأى زينب فقال: سبحان الله مقلب
القلوب".
ج-
الخرافة تقول: "النبي زار بيت زيد فرأى زينب فوقعت في نفسه"
.
د- الخرافة تقول: "النبي
يرغب ويحب لو كان زيد طلق زينب ولكنه يخاف مقالة الناس فيه ..!!".
هـ-
الخرافة تقول: "زينب تفتح للنبي الباب فيعجب بها النبي ويقول
سبحان مصرف القلوب ..!!
و-
الخرافة تقول: "النبي أتى لزيد في بيته فرأى زينب فأعجبته وقال
سبحان مقلب القلوب".
ز- الخرافة
تقول: "الريح تكشف عن جمال زينب فيقع النبي في
حبها".
ح- الخرافة تقول: "النبي يخفي في نفسه حب طلاق زينب وحب نكاحها" ..!!
**********************
:: الفصل السابع ::
**********************
..:: س12: ما هي الآراء والروايات التي
قيلت عن التابعين وتابعي
التابعين في سبب زواج النبي محمد من زينب بنت جحش ؟ :..
#- قال تعالى: (وَإِذْ
تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ
عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ
وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ
مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ
فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ
اللَّهِ مَفْعُولًا (37) مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ
اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ
اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا (38) الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ
وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ
حَسِيبًا (39) مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ
رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) الأحزاب:37-40.
#- قلت (خالد
صاحب الرسالة):
- هناك روايات قيلت في حق النبي صلى الله عليه وسلم .. قد
رواها بعض التابعين وتابعي التابعين .. وفي مجملها لا تقل سفالة كما ذكرناه سابقا
.. لأنه لا دليل عليها .. مجرد قصة كل راوي يخترعها على حسب مزاجه وخياله المريض
.. وبعد ذلك يدخل في ضمير النبي ليخبرنا ماذا كان يدور بداخله في تلك اللحظة .. ثم
يخرج إلينا بنتيجة وهي أن النبي سكن في قلبه حب زينب..!!
- وكأنهم يتكلمون عن قلب صبي وليس قلب نبي
.. وكأن النبي كان من الذين في قلوبهم مرض ولذلك لما تكلمت
معه زينب فحركت قلبه وتعلق بها ..!!
- روايات وآراء باطلة في حق النبي صلى الله عليه
وسلم .. ولكن كان من المهم بيان ما تحمله هذه الروايات من مفاسد لتكون على علم بها
..!!
@- وإليك بيان ذلك:
=====================
#- الرواية الأولى:
عن التابعي علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (المتوفى:
93 هـ).
#- الحقيقة تقول: "النبي
أخفى في نفسه أن الله سيزوجه بزينب لتشريع جواز الزواج من امرأة الابن المتبني لو
طلقها أو ماتت عنه".
#- (أثر تفسيري موافق للقرآن) .. عن سُفْيَانُ بْنُ
عُيَيْنَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ
حُسَيْنٍ، قَالَ: (كَانَ اللَّهُ تَبَارَكَ
وَتَعَالَى أَعْلَمَ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ زَيْنَبَ
سَتَكُونُ مِنْ أَزْوَاجِهِ، فَلَمَّا أَتَاهُ زَيْدٌ يَشْكُوهَا قَالَ: "
اتَّقِ اللَّهَ وَأَمْسَكَ عَلَيْكَ زَوْجَكَ، قَالَ اللَّهُ: {وَتُخْفِي فِي
نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ} [الأحزاب: 37]) رواه الطبري في تفسيره.
#- وفي لفظ آخر: عن سفيان بن عيينة قال: سمعناه
من علي بن زيد بن زيد بن جدعان يبديه ويعيده قال: (سألني علي بن الحسين: ما يقول
الحسن (أي الحسن البصري) .. في قوله عزّ وجلّ: (وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ
وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ) ؟
- فقلت .. يقول: لما جاء زيد إلى النبي
صلّى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله إنّي أريد أن أطلّق زينب .. فأعجبه ذلك ..
قال: (أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ).
- قال علي بن الحسين: ليس كذلك .. كان الله عزّ وجلّ قد
أعلمه أنّها ستكون من أزواجه فإنّ زيدا سيطلّقها ..، فلمّا جاء زيد قال: إنّي أريد
أن أطلّق زينب .. فقال: أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ .. يقول: فلم
قلت: أمسك عليك زوجك، وقد أعلمتك أنّها ستكون من أزواجك) رواه الثعلبي في تفسيره الكشف
والبيان ج8 ص48.
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- هذا رأي تفسيري وليس حديث .. حتى نقول أن (علي بن زيد بن جدعان) هو ضعيف
الحديث ..!! لا .. هذا مجرد رأي وأخذه (علي بن زيد) من (علي بن الحسين) بالتلقي
المباشر .
- وهذا الرأي عليه علماء المسلمين حتى الآن .. وهو المأخوذ
به عند عامة أهل العلم بلا استثناء ..
#- ورحم الله الإمام أبو العباس القرطبي (المتوفى:656 هـ)
إذ قال:
- وقد اجترأ بعض المفسرين في تفسير هذه
الآية .. ونسب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لا يليق
به ويستحيل عليه، إذ قد
عصمه الله منه ونزهه عن مثله، وهذا القول إنما يصدر عن جاهلٍ بعصمته عليه
الصلاة والسلام، عن مثل هذا، أو مُسْتَخِفٍّ بحرمته، والذي عليه أهل التحقيق من
المفسرين والعلماء الراسخين: أنَّ ذلك القول الشنيع ليس بصحيح، ولا يليق بذوي المروءات،
فأحرى بخير البريات.
- وأن تلك الآية إنما
تفسيرها ما حكي عن علي بن حسين:
(أن الله تعالى أعلم نبيه بكونها زوجةً له، فلما شكاها زيدٌ له وأراد أن يطلقها، قال
له: أمسك عليك زوجَك واتَّقِ الله) .. وأخفى في نفسه ما أعلمه الله به مما هو مبديه
بطلاق زيدٍ لها وتزويج النبي - صلى الله عليه وسلم - لها..، ونحوه عن الزهري والقاضي
بكر بن العلاء القشيري وغيرهم.
- والذي خشيه النبي - صلى الله عليه وسلم -
إنما هو إرجاف المنافقين .. وأنه نَهى عن تزويج نساء الأبناء وتزوج بزوجة ابنه .. ومساق
الآية يدل على صحة هذا الوجه بقوله تعالى: (مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِن حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ
لَهُ) ولو كان ما
ذكر أولئك .. لكان فيه أعظم الحرج ولقوله: (لِكَي لَا يَكُونَ عَلَى المُؤمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزوَاجِ
أَدعِيَائِهِم إِذَا قَضَوا مِنهُنَّ وَطَرًا) وبالله التوفيق. (المفهم
من تلخيص صحيح مسلم ج1 ص406).
#- ملحوظة: من الرواية السابقة يظهر رأي الحسن
البصري وهو أنه يظن ان الذي أخفاه النبي هو أنه أعجبه طلب زيد الطلاق من زينب ..
وهو نفس رأي قتادة بن دعامة .. وهذا ما ناقشناه في الرواية السابقة .. ولذلك لم
أذكر رأي الحسن البصري منفردا ..
=======================
#- الرواية الثانية: عن التابعي أبو بكر بن سليمان بن أبي
حثمة (المتوفى: بين سنة 91-100 هـ)..
#-
الخرافة تقول: "النبي رأى زينب ولا خمار على رأسها فيرحل وهو يقول
تبارك مصرف القلوب".
#- (حديث باطل) .. مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُنِيبِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي
حَثْمَةَ: (أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
جَاءَ بَيْتَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ فَاسْتَأْذَنَ .. فَأَذِنَتْ لَهُ زَيْنَبَ ..
وَلَا خِمَارَ عَلَيْهَا (أي لا حجاب على رأسها) .. فَأَلْقَتْ كُمَّ دِرْعِهَا
عَلَى رَأْسِهَا .. فَسَأَلَهَا عَنْ زَيْدٍ .. فَقَالَتْ: ذَهَبَ قَرِيبًا يَا
رَسُولَ اللهِ .. فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَهُ
هَمْهَمَةٌ (أي يحرك شفتيه بصوت خافت جدا) .. قَالَتْ زَيْنَبُ:
فَاتَّبَعْتُهُ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "تَبَارَكَ مُصَرِّفُ الْقُلُوبِ"
فَمَا زَالَ يَقُولُهَا حَتَّى تَغَيَّبَ) رواه الطبراني في الكبير، وأبي عاصم في
الآحاد والمثاني، وأبو نعيم في معرفة الصحابة.
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- الحديث باطل لوجود علل فيه:
#- أولا: بخصوص السند:
1- فيه (موسى بن يعقوب) مختلف عليه بين القبول
والضعف بسبب سوء حفظه .. (تهذيب
التهذيب ج10 ص378).
2- فيه (عبد الرحمن بن المسيب) .. وهو
مجهول الحال .. (وقد انفرد ابن حبان بتوثيقه).
-
ملحوظة: (تم كتابة اسم (عبد الرحمن بن المنيب)
بالخطا في سند الحديث .. والصحيح هو (عبد الرحمن بن المسيب) .. والله اعلم.
3- الحديث فيه انقطاع بين أبي بكر بن حتمة
وبين النبي صلى الله عليه وسلم.
#- ثانيا: بخصوص المتن ..
1- وجملة (لا خمار على رأسها) لتفهم أن النبي رآها بشعرها
فأعجب بها .. وقد نسى مخترعي هذه القصة أن زينب ابنة عمتة النبي ولطالما كانت أمام
عينه بل هو من زوجها لزيد بنفسه..، فكان محتمل جدا حينما يزور عمته أميمة أنه كان يرى
زينب بشعرها بصورة عادية حتى بلغت عمر الرابعة والثلاثين أي حتى تزوجها زيد .. لأن آيات الحجاب نزلت بعد زواج النبي
بزينب ..!!
2- كيف يعقل أن زينب ظلت تتبع النبي وتسير
خلفه فترة وهو لا يشعر بها .. وكيف سمعته إذا كان النبي يهمهم أي يحرك شفته بصوت
خافت لا يسمعها غير من يفعلها ..؟!!
@- وأظن أن هذه الرواية منسوبة بالباطل
لأبي بكر بن أبي حثمة .. والله أعلم.
===================
#- الرواية الثالثة: عن التابعي عامر بن شراحبيل
الشعبي (المتوفى: بعد 100 هـ)..
-
الخرافة تقول: "النبي رأى زينب فقال: سبحان الله مقلب
القلوب".
#- (حديث باطل) .. علي بن نوح ثنا محمد بن كثير ثنا سليم
مولى الشعبي عن عامر الشعبي: (أن رسول الله رأى زينب بنت جحش فقال: سبحان
الله مقلب القلوب .. فقال زيد بن حارثة: ألا أطلقها يا رسول الله ؟ فقال: أمسك
عليك زوجك ؛ فأنزل الله عز وجل: ( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ
عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ ... الآية) رواه بن عدي في الكامل في
ضعفاء الرجال .. عند ترجمته (سليم مولى الشعبي برقم 775).
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
-
هذه الحديث باطل لأسباب:
#- أولا: من حيث السند:
1- فيه (على بن نوح) ، (محمد بن كثير)
كلاهما مجهول .. ولم أعرفهما .. ولو كان (على ابن نوح هو علي بن احمد بن نوح) فهو
ضعيف الحديث ..!!
2- فيه (سليم مولى الشعبي) وهو ضعيف ..
ضعفه ابن عدي عند ترجمته (سليم مولى الشعبي برقم 775) في الكامل في الضعفاء ج3
ص316.
3- الحديث منقطع بين الشعبي وبين النبي ..
ولم نعرف من أي مصدر أخذ الشعبي روايته هذه ..!!
#- ثانيا: من حيث المتن:
- لا يخفى على مؤمن عاقل ما في الرواية من قبح .. وكانهم
يظهرون النبي كصبي أعجبته امرأة .. وجعلوا من زيدا مضحيا بزوجته من أجل النبي لأنه
شعر أن النبي أعجب بزوجته ..!!!
- فأي قلب سليم يصدق هذا الكلام ؟!!
- بل هذه قصص الكذابين .. وعامر الشعبي بريء منها ..
======================
#- الرواية الرابعة: عن التابعي عكرمة مولى بن عباس
(المتوفى:104 هـ)..
- الخرافة
تقول: "النبي زار بيت زيد فرأى زينب فوقعت في نفسه" .
#- (حديث باطل) .. أخرج عبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر عَن
عِكْرِمَة رَضِي الله عَنهُ: (أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اشْترى
زيد بن حَارِثَة فِي الْجَاهِلِيَّة من عكاظ بحلى امْرَأَته خَدِيجَة فاتخذه ولدان
فَلَمَّا بعث الله نبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مكث مَا شَاءَ الله أَن يمكثن
ثمَّ أَرَادَ أَن يزوّجه زَيْنَب بنت جحش فَكرِهت ذَلِك فَأنْزل الله {وَمَا كَانَ
لمُؤْمِن وَلَا مُؤمنَة إِذا قضى الله وَرَسُوله أمرا أَن يكون لَهُم الْخيرَة من
أَمرهم} فَقيل لَهَا: إِن شِئْت الله وَرَسُوله وان شِئْت ضلالا مُبينًا فقالتك بل
الله وَرَسُول
فزوّجه رَسُول الله إِيَّاهَا فَمَكثت مَا
شَاءَ الله أَن تمكث .
- ثمَّ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
دخل يَوْمًا بَيت زيد فرآها وَهِي بنت عمته فَكَأَنَّهَا وَقعت فِي نَفسه) ذكره السيوطي في الدر المنثور
ج6 ص616.
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- لا نعلم إن كان فعلا قال هذه الرواية
عكرمة أم أم هي مكذوبة عليه .. لأن هذه الرواية بلا سند .. وبحثت عن سند لها فلم
أجده .. ولكن هذه الرواية بهذا الحال ففيها علل:
1- الرواية معلقة إذ لم يذكر السيوطي سندا لها من
أولها.
2- الرواية منقطعة السند في آخره بين عكرمة وبين
النبي .. فمن اين أتى عكرمة بهذه القصة الخيالية ؟!!
3- القصة لم تحدث أصلا حتى يقال فكأنها
وقعت في نفسه ..!! وقول (فكأنها وقعت في نفسه) هذه الجزئية من خيال الراوي
كما هي كل القصة.
- فأي جرأة في نفوس هؤلاء الرواة ليختلقوا قصص لا وجود لها بل
ويتصورون ما الذي كان يدور في نفس النبي ..!!
========================
#- الرواية الخامسة: عن التابعي قتادة بن دعامة (المتوفى 110 هـ).
#- الخرافة تقول: "النبي يرغب
ويحب لو كان زيد طلق زينب ولكنه يخاف مقالة الناس فيه ..!!".
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- جاء عن قتادة رواية .. ذكر فيها أن زيد لما قدم عليه يريد تطليق زينب .. والنبي طلب منه أن
يمسك عليه زوجه .. في حين أن النبي يحب أو يود أو يرغب لو طلقها .. إلا أنه يخشى مقالة
الناس أنه طلب منه أن يطلب امراته ليتزوجها هو ..
@- وهذه هي الرواية:
#- جاء في (أثر لرأي تفسيري – باطل)
.. عن معمر قَالَ قَتَادَةُ: (جَاءَ زَيْدٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ: إِنَّ زَيْنَبَ اشْتَدَّ عَلَيَّ لِسَانُهَا .. وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُطَلِّقَهَا
.. قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ
وَاتَّقِ اللَّهَ} [الأحزاب: 37] .. وَالنَّبِيُّ يُحِبُّ أَنْ يُطَلِّقَهَا وَيَخْشَى قَالَةَ النَّاسِ إِنْ أَمَرَهُ
أَنْ يُطَلِّقَهَا .. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ
مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا
قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا} [الأحزاب: 37] قَالَ قَتَادَةُ: لَمَّا طَلَّقَهَا زَيْدٌ
{زَوَّجْنَاكَهَا} [الأحزاب: 37]) رواه عبد الرزاق في تفسيره برقم2346..، وكذلك رواه
الطبراني في الكبير قريبا من نفس الألفاظ.
#- وفي رواية بلفظ آخر .. عن سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: ({وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي
أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ} [الأحزاب: 37] " وَهُوَ زَيْدٌ أَنْعَمَ اللَّهُ
عَلَيْهِ بِالْإِسْلَامِ، وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَعْتَقَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {أَمْسِكَ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ
وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ} [الأحزاب: 37] قَالَ: «وَكَانَ
يُخْفِي فِي نَفْسِهِ وَدَّ أَنَّهُ طَلَّقَهَا (أي كان يخفي النبي محبته
ورغبته في طلاق زينب من زيد)) رواه الطبري في تفسيره.
#- وفي رواية بلفظ آخر .. عن سَعِيدُ بْنُ أَبِي
عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ: (فِي قَوْلِهِ: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي
أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ} [الأحزاب: 37] «وَهُوَ زَيْدُ
بْنُ حَارِثَةَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ بِالْإِسْلَامِ، وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ
أَعْتَقَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» ، {أَمْسِكْ عَلَيْكَ
زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى
النَّاسَ} [الأحزاب: 37] ، قَالَ: كَانَ يُخْفِي فِي نَفْسِهِ وَدَّ أَنَّهُ
طَلَّقَهَا "(أي كان يخفي النبي محبته
ورغبته في طلاق زينب من زيد) ".
- قَالَ (أي قتادة): قَالَ الْحَسَنُ (أي الحسن البصري): مَا أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ آيَةٌ
أَشَدَّ مِنْهَا قَوْلُهُ: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ} [الأحزاب: 37] وَلَوْ كَانَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَاتِمًا شَيْئًا مِنَ الْوَحْيِ
لَكَتَمَهَا ....) رواه الطبراني في الكبير.
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- ما ذكره قتاده هو مجرد رأي تفسيري .. وليس حديث حتى نقول أنه معلول
بانقطاعه بينه وبين النبي .. فهو لم ينسب شيئا للنبي .. وإنما ذكر فهمه الخاص
وتابعه بقول الحسن البصري وكأن الحسن البصري يشاركه الرأي بل ويظهر ذلك بوضوح أن
هذا راى البصري من خلال رواية (علي بن جدعان عن علي بن الحسين) وستأتي في هذا
الفصل قريبا ..
@- ولكن ما المقصد من قول قتادة من محبة
النبي لطلاق زيد ؟!!
#- أولا: عن نفسي فهمت كلام قتادة بطريقتين:
- الطريقة الأولى: فهمت كلام قتادة
على أنه يقصد أن النبي كان يرغب في حدوث هذا الطلاق لهوى في نفسه .. "وسبب هذا التفكير هو أن الإمام
أبو جعفر الطبري يرى أن النبي وقع هوى في نفسه لما رأى زينب .. ثم استدل على رأيه
بما قاله قتاده وبعض التابعين.
- ولو كان هذا مقصد قتادة فعلا .. أن محبة النبي للطلاق لهوى في نفسه .. فهذا حينئذ تفسير باطل وفاسد
جدا .. لأن لما قال تعالى (ما الله مبديه) ..
أي مُظهره .. فهل قال تعالى فيما أبداه لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخفى
رغبته وحبه في تطليق زيد لزينب زوجته لأن كان يهواها ووقع في قلبه حبها ؟!!
- أكيد .. هذا لم يذكره الله..، فيكون هذا التفسير اذي
ذكره قتاده حينئذ هو تفسير باطل وخرافة من خرافات المفسرين في تفسير هذه الآية..
وشاركه الحسن البصري نفس المنطق حينئذ ..
- الطريقة الثانية:
التي فهمت بها كلام قتادة .. وهو أنه ربما يقصد بجملة (النبي
يحب أن يطلقها) ليس بمعنى لأنه يهواها .. لا .. وإنما بمعنى أحب النبي أن يكون
زيد هو الذي سبق بفعل الطلاق وبذلك يكون رفع عن النبي حرج طلب ذلك من زيد .. وذلك
لأن الوحي أخبره أنه سيتزوج من زينب .. وهذا الزواج يتطلب حدوث طلاق .. فإذا كان
الطلاق حدث من زيد فهو سيكون أخف من أن يطلبه النبي منه .. حتى لا يقول الناس أن
النبي أمر زيد بتطليق زينب ليتزوجها هو.
- وحتى لو كان ما سبق مقصد قتاده ..
إلا أنه مردود عليه .. لأن لو كان هذا هو الذي أخفاه النبي هو محبته أو رغبته من
زيد في تطليق زينب .. فلماذا قال له أمسك عليك زوجك وقد أتاه بنفسه طالبا للطلاق
؟!!
- ولكن الفهم الأول لكلام
قتادة هو المقصود لأن الحسن البصري شاركه فيه .. وعلى هذه التفسيرات أخذ
منها الطبري تفسيره ..
#- ثانيا: قال الإمام الطبري رحمه الله (المتوفى: 310هـ):
- يقول تعالى ذكره لنبيه صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّم عتابا من الله له: (و) اذكر يا محمد (إذْ تَقُولُ لِلَّذِي أنْعَمَ
اللهُ عَلَيْهِ) بالهداية (وَأنْعَمْتَ عَلَيْهِ) بالعتق، يعني زيد بن حارثة
مولى رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم .
- (أمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ
وَاتَّقِ اللَّهَ): وذلك أن زينب بنت جحش فيما ذكر
رآها رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم فأعجبته، وهي في حبال مولاه .. فألقِي في نفس زيد
كراهتها .. لما علم الله مما
وقع في نفس نبيه ما وقع ،. فأراد فراقها ..
- فذكر ذلك لرسول الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّم زيد .. فقال له رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّم: (أمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ) وهو صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّم يحب أن تكون قد
بانت منه لينكحها (وَاتَّقِ اللَّهَ) وخَفِ الله في الواجب له عليك
في زوجتك.
- (وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا
اللَّهُ مُبْدِيهِ) يقول: وتخفي في نفسك محبة فراقه إياها لتتزوجها إن هو
فارقها .. والله مبد ما تخفي في نفسك من ذلك.
- (وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ
أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ) يقول تعالى ذكره: وتخاف أن يقول الناس:
أمر رجلا بطلاق امرأته ونكحها حين طلقها .. والله أحق أن تخشاه من الناس. (تفسير الطبري ج20 ص273).
#- قلت خالد صاحب
الرسالة تعقيبا على ما ذكره الطبري: هذا الذي ذكره الطبري في تفسيره للآية عن النبي ما هو
إلا لونا من التخريف وليس لونا من التفسير .. ليه
؟
- لأنه رحمه الله قد ذكر أن النبي أعجب بزينب .. فألقى الله
الكراهة في نفس زيد لزينب حتى يطلقها وذلك لما رأى الله ما وقع في نفس النبي من
إعجابه بزينب ..!!
#- والطبري جاب الكلام ده منين ؟
- أتى به من تفسير قتادة السابق ذكره .. وتفسير عبد
الرحمن ابن زيد بن أسلم .. وسيأتي ذكره بعد قليل وفيه يقول كلام حقير في روايته
..!!
- وأظن أن الطبري
فهم كلام قتادة بان النبي أحب من زيد تطليق زينب لهوى في نفسه .. ولعل ما سبب هذا
التصور الفاسد من الطبري هو رواية التابعي
"عبد الرحمن بن زيد" فهي التي خربت عليه تفسيره وأفسدته .. إذ
جاء في تلك الرواية الخاصة عبد الرحمن بن زيد: ( ..فَرَفَعَتِ الرِّيحُ السِّتْرَ فَانْكَشَفَ .. وَهِيَ فِي حُجْرَتِهَا
حَاسِرَةٌ (أي لا غطاء على
رأسها).. فَوَقَعَ
إِعْجَابُهَا فِي قَلْبِ النَّبِيِّ ) .. وحاشاه صلى الله عليه وسلم .. وسيأتي
الكلام عن رواية عبد الرحمن بن زيد بعد قليل إن شاء الله.
- وهنا سؤال مهم: لماذا يتم بناء التفسير على قصة لا دليل عليها ومن تأليف
بعض التابعين أو تابعي التابعين ؟!!
======================
#- الرواية السادسة: عن التابعي محمد بن يحيى بن حبان
(المتوفى:121 هـ).
#- الخرافة
تقول: "زينب
تفتح للنبي الباب فيعجب بها النبي ويقول سبحان مصرف القلوب ..!!
#- (حديث باطل مكذوب) .. عن مُحَمَّدُ
بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الأَسْلَمِيُّ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ قَالَ: (جَاءَ
رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْتَ زَيْدِ بْنِ
حَارِثَةَ يَطْلُبُهُ وَكَانَ زَيْدٌ إِنَّمَا يُقَالُ لَهُ زَيْدُ بْنُ
مُحَمَّدٍ. فَرُبَّمَا فَقْدَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ - السَّاعَةَ فَيَقُولُ: أَيْنَ زَيْدٌ؟
- فَجَاءَ مَنْزِلَهُ يَطْلُبُهُ فَلَمْ
يَجِدْهُ ..، وَتَقُومُ إِلَيْهِ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ زَوْجَتُهُ فَضْلا (أي بملابس المنزل وهي تنظف
البيت)..
- فَأَعْرَضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – عَنْهَا.
- فَقَالَتْ: لَيْسَ هُوَ هَاهُنَا يَا
رَسُولَ اللَّهِ .. فَادْخُلْ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي.
- فَأَبَى رَسُولُ اللَّهِ أَنْ يَدْخُلَ ..
-
وَإِنَّمَا عَجَّلَتْ (أي
أسرعت) زَيْنَبُ أَنْ
تَلْبَسَ لَمَّا قِيلَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
- عَلَى الْبَابِ .. فَوَثَبَتْ عَجْلَى (أي قفزت بسرعة) ..
-
فَأَعْجَبَتْ رَسُولَ اللَّهِ (أي
لما رآها النبي فأعجب بها) ..
-
فَوَلَّى (أي ذهب) وَهُوَ يُهَمْهِمُ بِشَيْءٍ لا يَكَادُ يُفْهَمُ مِنْهُ إِلا رُبَّمَا
أَعْلَنَ: "سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ سُبْحَانَ مُصَرِّفِ
الْقُلُوبِ".
- فَجَاءَ زَيْدٌ إِلَى مَنْزِلِهِ فَأَخْبَرَتْهُ
امْرَأَتُهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ أَتَى مَنْزِلَهُ.
- فَقَالَ زَيْدٌ: أَلا قُلْتِ لَهُ أَنْ
يَدْخُلَ؟
- قَالَتْ: قَدْ عَرَضْتُ ذَلِكَ عَلَيْهِ
فَأَبَى.
- قَالَ: فَسَمِعْتِ شَيْئًا؟
- قَالَتْ: سَمِعْتُهُ حِينَ وَلَّى
تَكَلَّمَ بِكَلامٍ وَلا أَفْهَمُهُ. وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "سُبْحَانَ
اللَّهِ الْعَظِيمِ سُبْحَانَ مُصَرِّفِ الْقُلُوبِ".
- فَجَاءَ زَيْدٌ حَتَّى أَتَى رَسُولَ
اللَّهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بَلَغَنِي أَنَّكَ جِئْتَ مَنْزِلِي فَهَلا
دَخَلْتَ؟
- بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يا رسول الله لَعَلَّ زَيْنَبَ
أَعْجَبَتْكَ فَأُفَارِقُهَا.
- فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ: أَمْسِكْ
عَلَيْكَ زَوْجَكَ.
- فَمَا اسْتَطَاعَ زَيْدٌ إِلَيْهَا سَبِيلا
بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ .. فَيَأْتِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَيُخْبِرُهُ.
- فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ: أَمْسِكْ
عَلَيْكَ زَوْجَكَ.
- فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ
أُفَارِقُهَا. فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ: احْبِسْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ.
- فَفَارَقَهَا زَيْدٌ وَاعْتَزَلَهَا وَحَلَّتْ.
يَعْنِي انْقَضَتْ عِدَّتُهَا.
- قَالَ: فَبَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ جَالِسٌ
يَتَحَدَّثُ مَعَ عَائِشَةَ إِلَى أَنْ أَخَذَتْ رَسُولَ اللَّهِ غَشْيَةٌ
فَسُرِّيَ عَنْهُ (أي نزل عليه الوحي ثم لما انتهى وابتعد
عنه الوحي فكان حاله) وَهُوَ يَتَبَسَّمُ وَهُوَ يَقُولُ: مَنْ
يَذْهَبُ إِلَى زَيْنَبَ يُبَشِّرُهَا أَنَّ اللَّهَ قَدْ زَوَّجَنِيهَا مِنَ
السماء؟ وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ
اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ) الأحزاب:37) رواه ابن سعد في الطبقات في
ترجمة زينب بنت جحش ترجمة رقم 4132.
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- هذا الحديث مكذوب سندا وباطل متنا ..
@- ففي
السند:
1- فيه (محمد بن عمر الواقدي) وهو متروك الحديث
ومتهم بالكذب من كثير من العلماء .. (تهذيب التهذيب ج9 ص366).
2- وفيه (عبد الله بن عامر الأسلمي) وهو ضعيف الحديث
جدا .. ضعفه الدارقطني والحاكم وغيرهما وقال عنه البخاري ذاهب الحديث (تهذيب التهذيب ج5 ص275).
3- وفيه أن الحديث منقطع بين التابعي (محمد بن يحيى
بن حبان) وبين النبي صلى الله عليه وسلم ..
@- أما
عن المتن:
- فيكفي أن تلاحظ من أول جملة (وإِنَّمَا عَجَّلَتْ
زَيْنَبُ ... وجملة (فَأَعْجَبَتْ رَسُولَ اللَّهِ) فهذا من قول
الراوي واختراعه من نفسه وخياله
المريض وإملاء الشيطان عليه لما يمكن أن يكون قد حدث .. ولا نعلم من أي
مصدر حقير نقل (محمد بن يحيى) تفسيره هذا .. وإن كان هذا من قوله الخاص فلله أمره
..!!
- والعجب في هؤلاء المفسرين .. كيف يتجرأون على رسول الله وينسبون له ما لم
يقل به .. ولا دليل عليه أصلا ؟!!
- هل أنت متخيل يا مؤمن .. أنهم
اخترعوا قصة على النبي لا وجود لها على الإطلاق في أي رواية منسوبة للنبي .. ثم اخترعوا ماذا كانت حالة
النبي النفسية في تلك القصة ؟!! ثم
اخترعوا ماذا يمكن ان يكون النبي قد قاله في ذلك الموقف ؟!!
- ما هذه الجرأة .. وما هذا الخيال المريض في فهم كلام الله ..!!
======================
#- الرواية السابعة: عن
أتباع التابعين محمد بن السائب الكلبي (المتوفى:146 هـ)..
- الخرافة تقول: "النبي أتى لزيد في بيته فرأى زينب فاعجبته وقال سبحان مقلب
القلوب".
#- (حديث مكذوب) .. قال
الكلبي: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى
زينب زائرا، فأبصرها قائمة
فأعجبته .. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحان الله مقلب القلوب، فرأى زيد أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قد هويها فقال: يا رسول الله ائذن لي في طلاقها، فإن فيها
كبرا وإنها تؤذيني بلسانها، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتق الله وأمسك
عليك زوجك، فأمسكها زيد ما شاء الله ثم طلقها.
- فلما انقضت عدتها أنزل الله نكاحها
رسول الله صلى الله عليه وسلم من السماء فقال: (وإذ تقول للذي أنعم الله عليه
وأنعمت عليه) [الأحزاب: 37] إلى قوله: (فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها)
[الأحزاب: 37] .
- فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند
ذلك زيدا .. فقال: أئت زينب فأخبرها أن الله قد زوجنيها ..
- فانطلق زيد فاستفتح الباب ..
- فقيل: من هذا ؟
- قال: زيد.
- قالت: وما حاجة زيد إلي وقد طلقني؟
- فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أرسلني.
- فقالت: مرحبا برسول رسول الله صلى الله
عليه وسلم .. ففتح له الباب .. فدخل عليها وهي تبكي .. فقال زيد: لا يبك الله عينك
.. قد كنت نعمت المرأة أو قال: الزوجة .. إن كنت لتبرين قسمي وتطيعين أمري..
وتتبعين مسرتي .. فقد أبدلك الله خيرا مني ..
- قالت: من ؟ .. لا أبا لك.
- فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
فخرت ساجدة) ذكره يحيى بن سلام (المتوفى: 200هـ) في تفسيره ج2 ص721-722.
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
-
هذه الرواية باطلة ومكذوبة ..
1- رواها يحيى بن سلام معلقة أي مقطوعة
السند من أوله.
2- الرواية معضلة لأنها مقطوعة السند من آخر
فسقط التابعي والصحابي.
3- الكلبي راوي هذه القصة هو (محمد بن
السائب الكلبي – المتوفى:146 هـ): متهم بالكذب .. وقال عنه الحاكم: روى عن أبى
صالح أحاديث موضوعة. (تهذيب
التهذيب ج9 ص437).
4- أما عن قصة النبي بأنه ذهب لبيت زيد
يزوره .. ولما رأى زوجته زينب فأعجبته وقال سبحان مقلب القلوب ..،
فهذا من الكذب الصريح على النبي .. لأن هذه القصة لم تحدث أصلا حتى يقال أن النبي
قال كذا وكذا ..!!
- عجبا لهؤلاء ..!!
========================
#- الرواية الثامنة:
عن تابعي التابعين عبد الرحمن بن زيد بن أسلم
(المتوفى: 182 هـ).
#- الخرافة تقول: "الريح تكشف عن جمال زينب فيقع النبي في حبها " ..!!
#- (حديث باطل) .. عن عبد الله بن وهب عن عبد الرحمن بن زيد بن
أسلم قال: (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَدْ زَوَّجَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ، ابْنَةَ
عَمَّتِهِ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا
يُرِيدُهُ .
- وَعَلَى الْبَابِ سَتْرٌ مِنْ شَعْرٍ (أي ستارة خفيفة جدا) ..،
فَرَفَعَتِ الرِّيحُ السِّتْرَ فَانْكَشَفَ .. وَهِيَ فِي حُجْرَتِهَا حَاسِرَةٌ (أي لا غطاء على رأسها)..
فَوَقَعَ إِعْجَابُهَا فِي قَلْبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ..
فَلَمَّا وَقَعَ ذَلِكَ كُرِّهَتْ إِلَى الْآخَرِ (أي لما حدث ذلك الموقف نزلت الكراهة في قلب زينب ناحية زيد)..
- فَجَاءَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُفَارِقَ صَاحِبَتِي.
- قَالَ: «مَا لَكَ، أَرَابَكَ (أي أتشك فيها) مِنْهَا شَيْءٌ؟ ..
- قَالَ: لَا، وَاللَّهِ مَا رَابَنِي
مِنْهَا شَيْءٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَا رَأَيْتُ إِلَّا خَيْرًا.
- فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَمْسِكَ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ» فَذَلِكَ
قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ
وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكَ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي
نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ} [الأحزاب: 37] تُخْفِي فِي نَفْسِكَ إِنْ
فَارَقَهَا تَزَوَّجْتَهَا) رواه الطبري في تفسيره.
#- ولعل هذه الرواية السابقة هي ما قال عنها الإمام شمس الدين القرطبي رحمه الله
(المتوفى: 671هـ):
- وقيل: إن الله بعث ريحا فرفعت الستر
وزينب متفضلة (أي مرتدية ثياب تستخدمها أثناء تنظيف البيت) في منزلها .. فرأى زينب فوقعت
في نفسه، ووقع في نفس زينب أنها وقعت في نفس النبي صلى الله عليه وسلم وذلك لما
جاء يطلب زيدا، فأخبرته بذلك، فوقع في نفس زيد أن يطلقها. (تفسير
القرطبي ج14 ص190).
#- ولعل هذه الرواية تذكرك بقصة داود في التوراة حينما رأى امرأة
وهي تستحم فأعجبته وطمع فيها ..!! (وحاشاه عليه السلام).
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- الحديث معضل سندا أي سقط من آخره راويان صحابي وتابعي
..، وباطل متنا.
@-
أولا: في السند:
1- فيه (عبد الرحمن بن زيد بن أسلم) هو ضعيف ومتروك
الحديث .. وقال عنه ابن حبان: كان يقلب الأخبار و هو لا
يعلم ، حتى كثر ذلك فى روايته من رفع المراسيل ، و إسناد الموقوف ، فاستحق الترك.
(تهذيب التهذيب ج6 ص178) ..
2- انقطاع السند بين (عبد
الرحمن بن زيد) وهو من تابعي التابعين .. وبين النبي صلى الله عليه وسلم ..
@- ثانيا: في المتن:
1- يكفي أن تعرف أن هذه الجزئية من خيال الرواة وهي جزئية: (وَعَلَى الْبَابِ سَتْرٌ مِنْ شَعْرٍ (أي ستارة خفيفة جدا) ..، فَرَفَعَتِ الرِّيحُ
السِّتْرَ فَانْكَشَفَ .. وَهِيَ فِي حُجْرَتِهَا حَاسِرَةٌ (أي لا غطاء على رأسها).. فَوَقَعَ إِعْجَابُهَا فِي
قَلْبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .. فَلَمَّا وَقَعَ ذَلِكَ
كُرِّهَتْ إِلَى الْآخَرِ) ..
- فهذا كله كلام باطل ومخلوط بكذب ولم يحدث .. فهل
كان راوي هذه الجزئية حاضرا مع النبي حتى شاهد هذه المشاهد .. ؟!! .. لا ..
-
كيف عرف ما جرى في نفسية النبي إذا كان القصة أصلا لم تحدث ؟!!
-
ولو كانت حدثت فكيف عرف ما كان في نفس النبي ؟!!
- فهذا ليس تفسير للآيات .. بل كذب في التفسير .. ولا
نعلم من أي كذاب أخذ (عبد الرحمن بن زيد) هذا الكذب .. بل وكيف أباحت له نفسه أن
ينقله ..!!
2- ثم أن الكذاب الذي اخترع الرواية نسي أن زينب ابنة عمة النبي ..
فكان النبي
يزورهم ويرى زينب وأكيد كثيرا رآها بشعرها .. حتى بلغت الثالثة والثلاثون .. وما
المانع في حدوث ذلك إذا كانت آية الحجاب نزلت بعد زواج النبي من زينب ..!!
- ولكن الكذابين أرادوا منك ان
تفهم لما انكشفت زينب بدون حجاب على رأسها فانبهر بها النبي وأعجبته ..!!
- ولماذا لم ينبهر بها من قبل وهو كان
يراها دائما وهي بشعرها حتى عمر الثالثة والثلاثون ؟!! فهل فجأة أعجبته في سن الرابعة
والثلاثون ؟!!
- فيا لمخترعي هذه
القصص من غبائهم وحمقهم ..!!
4- كيف يتجرأ أحد على رسول الله
وينسبون له ما لم يقل به .. ويقررون قصة لا وجود لها إلا في تصورهم الخاص .. بل
ويقومون بتلفيق كذب حول ما كان في نفسية النبي أثناء هذه القصة التي هم اخترعوها
من خيالهم المريض ..؟!!
#-
وبهذا يكون ختام الروايات التي وقفت عليها في كتب أهل العلم .. وقد حاولت ترتيبها ترتيبا زمنيا من الأقدم
للأحدث .. وستلاحظ انه لا توجد رواية واحدة منسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم ..
وإن هذه القصص مجرد قصص من اختراع الناس .. ولا علاقة لها بالنبي لأنه لا قصة لها
أصلا .. ولا رؤية من النبي حدثت لزينب وهي في بيتها .. ولا النبي كلم نفسه بشيء ..
!!
@-
وفي الفصل القادم إن شاء الله نناقش بعض الأمور المتعلقة بالآية .. وكلام بعض أفاضل العلماء الذين أنكروا هذه
الروايات المزيفة والمفبركة بالكذب على النبي صلى الله عليه وسلم .. والله ولي
التوفيق.
*********************
#- الرواية التاسعة:
عن تابعي التابعين عبد الملك بن جريج (المتوفى: بعد
150 هـ).
#- الخرافة تقول: "النبي يخفي في نفسه حب طلاق زينب وحب نكاحها" ..!!
#- (أثر تفسيري فاسد) .. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ
الصَّنْعَانِيُّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ: (فِي قَوْلِهِ: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا
اللهُ مُبْدِيهِ} [الأحزاب: 37] .. فِي نَفْسِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا فِيهَا مِنْ حُبِّهِ طَلَاقَهُ إِيَّاهَا، وَنِكَاحَهُ
إِيَّاهَا، فَأَبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُخْبِرَ بِالَّذِي أَخْفَى النَّبِيُّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَفْسِهِ) رواه الطبراني في الكبير ..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- بالرغم من أن سند الرواية ضعيف لأن فيه (على بن محمد بن عبد الله بن المبارك الصنعانى)
وهو مجهول الحال .. ولكن المذكور في تلك الرواية هو تفسير مأخوذ عن قصة من القصص المزورة
التي سبق وذكرناها سابقا.
- وهذا الرأي الفاسد الذي ذكره ابن جريج .. لعله أخذه عن مقاتل بن سليمان أو
محمد بن السائب الكلبي أو من شابههما .. ولا يخفى على مؤمن مدى بطلان وحقارة هذا
الرأي التفسيري .. بل ومدى مخالفته لكلام الله .. لن الله لم يظهر لنا ان النبي
كان يحب طلاق زينب ولا يحب الزواج منها .. وهذا من أكاذيب الرواة.
- والله أعلم.
سلمت يمينك استاذ خالد
ردحذفوجزاك الله خيرا كثيرا من حيث لا تحتسب
وأحسب أن
إن حُذِفَت هذه الآراء الشخصية .. والأصنام الفكرية .. التي يتهموا فيها النبي بأمور خُزَعبَلية رَمَوْ بها رسول الله بالبهتان .. وحاشاه .. وكذلك القصص والروايات المفبركة ..
أحسب أن كتب الدين ستكون قليلة جداً في عددها .. كثيرة جدا في محتواها
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
جزاك الله خيرا يا أستاذنا الفاضل
ردحذفكيف هان عليهم ان يقولوا مثل هذه الروايات على من هو تجلي الله العلي العظيم حبيبه وخليله والقرآن الذي يمشي على الارض !!!!! .. اللهم نبرأ اليك من كل ما قيل ومن قال ... وحسبنا الله فيمن تعمد الكذب والبهتان ..
ردحذفجزاك الله كل خير استاذنا الفاضل
اظنه كان تجميع صععععب عليك .. !!
ربي يجعله قربة وارتقاء ووصلا بحبيبك النبي صلى الله عليه وسلم
رسالة لك 🥰🥀🍃:
ردحذفكلما اشتدّ الكرب اقترب الفرج،
تأكد تمامًا أن تعسّر الأمور لا يعني دائمًا علامة على تأخر الفرج !
بل قد تكون علامة كبيرة على اقتراب الفرج والتيسير في الأمر، هذا ليس قولي ولا قول أحد من البشر، بل قول الله في محكم التنزيل :
"فإنّ مع العُسرِ يُسرًا"
فتفائل وابتسم وأبشر بالخير فما خاب من وثق بمولاه.
منقول 😍
😊😊
ردحذفأولُ التوكلِ الثقةُ بوعده، ثم الرضا باختياره، ثم نسيانُ أمورِك بما يغْلِبُ على قلبك من أذكاره.
الإمام القشيري رضي الله عنه
❤️❤️❤️