الروحانيات فى الإسلام: ج7: رسالة ليلة الجن - من المقصود بداعي الله في قول الجن لقومهم (يا قومنا أجيبوا داعي الله) - هل معنى قوله تعالى (يغفر لكم من ذنوبكم) أن الجن لو آمنوا سيغفر الله لهم بعض ذنوبهم فقط - لماذا كرر الجن قولهم (يا قومنا) - هل معنى قوله تعالى (وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) أن الجن المؤمن لا يدخلون الجنة وإنما فقط لا يعذبون في النار لو آمنوا - هل الجن المؤمن ليس لهم ثواب الجنة ولهم ثواب العفو من العقاب فقط - إذا كان الجن خلقوا من نار فكيف يُعذَّبون بها - لماذا قال الجن لقومهم (وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ).

بحث في المدونة من خلال جوجل

الأحد، 2 أبريل 2023

Textual description of firstImageUrl

ج7: رسالة ليلة الجن - من المقصود بداعي الله في قول الجن لقومهم (يا قومنا أجيبوا داعي الله) - هل معنى قوله تعالى (يغفر لكم من ذنوبكم) أن الجن لو آمنوا سيغفر الله لهم بعض ذنوبهم فقط - لماذا كرر الجن قولهم (يا قومنا) - هل معنى قوله تعالى (وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) أن الجن المؤمن لا يدخلون الجنة وإنما فقط لا يعذبون في النار لو آمنوا - هل الجن المؤمن ليس لهم ثواب الجنة ولهم ثواب العفو من العقاب فقط - إذا كان الجن خلقوا من نار فكيف يُعذَّبون بها - لماذا قال الجن لقومهم (وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ).

     بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

ليلة الجن
في سماع الجن من النبي واجتماع النبي بالجن


(الجزء السابع)

#- فهرس:
:: الفصل السابع :: ج2- عن مسائل تتعلق بآيات سورة الأحقاف المتعلقة بزيارة الجن للنبي ::
1- س39: من المقصود بداعي الله في قول الجن لقومهم (يا قومنا أجيبوا داعي الله) ؟
2- س40: هل معنى قوله تعالى (يغفر لكم من ذنوبكم) أن الجن لو آمنوا سيغفر الله لهم بعض ذنوبهم فقط ؟
3- س41: لماذا كرر الجن قولهم (يا قومنا) ؟
4- س42: هل معنى قوله تعالى (وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) أن الجن المؤمن لا يدخلون الجنة وإنما فقط لا يعذبون في النار لو آمنوا ؟
هل الجن المؤمن ليس لهم ثواب الجنة ولهم ثواب العفو من العقاب فقط ؟
4- س43: إذا كان الجن خلقوا من نار فكيف يُعذَّبون بها ؟
5- س44: لماذا قال الجن لقومهم (وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ؟ (لطائف من تفسير الآية).
***************************
:: الفصل السابع ::
:: ج2- عن مسائل تتعلق بآيات سورة الأحقاف المتعلقة بزيارة الجن للنبي ::
****************************
..:: س39: من المقصود بداعي الله في قول الجن لقومهم (يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ) ؟ ::..
 
- قال تعالى حاكيا عن قول الجن لقومهم: (يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) الأحقاف: 31.
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- داعي الله .. هو النبي وذلك لقوله تعالى: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) يوسف:108.
 
- بل أن الشاهد في سورة الجن قد تكرر بوضوح ان الداعي إلى الله هو رسول الله إذ يقول تعالى: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (19) قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا) الجن:19-20.
 
2- وقيل أن داعي الله يجوز أن يكون المقصد به القرآن .. وهذا رأي أظنه بعيد وفيه تكلف ظاهر جدا لأن القرآن لا يدعو إلى الله بنفسه .. ولا داعي لصرف القرآن عن ظاهره ..
 
3- وقيل لعل المقصود بداعي الجن هم الجن أنفسهم الذين يبلغون الدعوة إلى بني جنسهم .. ولكن هذا قول بعيد جدا عن سياق الآية ولا دلالة عليه .. ويكفيك ما سبق من أدلة كافية ليتبين لك كم أن هذا الرأي بعيد عن الصواب ..
 
4- وقوله تعالى (داعي الله وآمنوا به): أي بالله .. لأن الضمير في لفظ (به) يعود إلى أقرب مذكور وهو لفظ الجلالة (الله) .. ويدل عليه ما بعده من الكلام لأنه خاص بالله من حيث غفران الذنوب والإبتعاد عن العذاب الأليم.  
- والله أعلم .
 
**********************
 
..:: س40: هل معنى قوله تعالى (يغفر لكم من ذنوبكم) أن الجن لو آمنوا سيغفر الله لهم بعض ذنوبهم فقط ؟ ::..
 
- قال تعالى حاكيا عن قول الجن لقومهم: (يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) الأحقاف: 31.
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- اختلف العلماء في تفسير (يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ) .. وهذا الإختلاف الذي حدث بسبب حرف (من) ..
 
1- قال بعض العلماء: أن المقصد هو أن الإيمان يترتب عليه غفران لبعض الذنوب وهي الذنوب الخاصة في حق الله من امور مسبقة للإيمان من شرك وكفر وحقوق وفروض كانت مستحقة عليهم لله ..  ولكن حقوق العباد لابد من الوفاء بها لأصحابها كرد السرقات إلى أهلها وما شابه ذلك ..
 
- ولذلك أتى بلفظ (من) للدلالة على أن الغفران لبعض من الذنوب وليس جميعها .. لأن حقوق العباد مرتبطة بتنازل العباد الذين أخطأت في حقهم ومسامحتهم لك .
 
- ووجدت قولا جميلا للشيخ طنطاوي رحمه الله قد نظر لهذه الآية بنظرة جميلة فيها إشارة لأدب الجن مع الله .. إذ أن الجن التزموا الأدب مع الله في تفويض الأمر إليه في غفران الذنوب .. إذ لو شاء غفرها كلها ولو شاء بعضها .. واكتفوا بذكر عطاء الله المؤكد يقينا حدوثه وهو حدوث غفران للذنوب نتيجة الإيمان ..
 
#- قال الشيخ طنطاوي رحمه الله (المتوفى:1431 هـ):
- (يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ) أي أجيبوا داعى الله وآمنوا به، يغفر لكم ربكم من ذنوبكم التي وقعتم فيها، ويبعدكم بفضله ورحمته من عذاب أليم.
- والتعبير بقوله (مِّن ذُنُوبِكُمْ) يدل على حسن أدبهم، وعلى أنهم يفوضون المغفرة إلى ربهم، فهو - سبحانه – إن شاء غفرها جميعا، وإن شاء غفر بعضها. (التفسير الوسيط ج13 ص206).
 
2- وقال بعض العلماء: أن المقصد من الآية هو غفران كل الذنوب لأن الإيمان يسقط ما قبله من الذنوب دون تخصيص ..
- قال تعالى: (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الأَوَّلِينَ) الأنفال/38 . أي كل ما سلف ، وما هنا للعموم ، لأنها اسم موصول ، يعني كل ما تقدم فهو مغفور له.
 
- قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ) المائدة65.
- والسيئات لفظ جامع لكل ما يسوء الإنسان من المكروه والضرر وقد يشمل ما كان عليهم لله أو لخلقه ..
 
- قال تعالى: (قُلْ يَا عبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) الزمر53.
 
- وفي الحديث الصحيح:  عن عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ رضي الله عنه قال: (لَمَّا جَعَلَ اللَّهُ الإِسْلامَ فِي قَلْبِي أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : ابْسُطْ يَمِينَكَ فَلأُبَايِعْكَ . فَبَسَطَ يَمِينَهُ ، قَالَ : فَقَبَضْتُ يَدِي . قَالَ : مَا لَكَ يَا عَمْرُو ؟ قَالَ : قُلْتُ : أَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِطَ . قَالَ : تَشْتَرِطُ بِمَاذَا ؟ قُلْتُ : أَنْ يُغْفَرَ لِي . قَالَ : أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الإِسْلامَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ) صحيح مسلم.
 
- ومعنى قوله (الإِسْلام يَهْدِم مَا كَانَ قَبْله): أَي يُسْقِطهُ وَيَمْحُو أَثَره.
 
 
3- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- ولعل المقصد هو أن كلمة (من ذنوبكم) .. التي تشير إلى بعض الذنوب .. فذلك باعتبار حياة الجن من لحظة الإيمان إلى لحظة الممات .. فأما من لحظة الإيمان فهو يغفر ذنوبكم الماضية .. وأما ما بعد ذلك الإيمان فهذا مرتبط بصدق عملكم مع الله بهذا الإيمان مع الرجاء في الله وحسن الظن به ..
- فكان قولهم (من ذنوبكم) هو تخصيص لبعض الذنوب باعتبار شمولية الحياة وليس باعتبار اعلان الإيمان فقط .. حتى لا يظن الجن بأن الغفران مستمر بمجرد الإيمان فقط دون عمل مع الله بمتطلبات هذا الإيمان .. والله أعلم .
 
*************************
 
..:: س41: لماذا كرر الجن قولهم (يا قومنا) ؟ ::..
 
 
- قال تعالى حاكيا عن قول الجن لقومهم: (يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (30) يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ) الأحقاف:30-31.
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- سنلاحظ ان الجن كرروا لفظ (يا قومنا) مرتين .. وهذا إن دل فغنما يدل على مدى اهتمامهم بقومهم وحرصهم على شدة إيمانهم ووصل الخير إليهم ليتحققوا به مثلما هم تحققوا به .
 
*************************
 
..:: س42: هل معنى قوله تعالى (وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) أن الجن المؤمن لا يدخلون الجنة وإنما فقط لا يعذبون في النار لو آمنوا ؟ ::..
(هل الجن المؤمن ليس لهم ثواب الجنة ولهم ثواب العفو من العقاب فقط ؟)

 
- قال تعالى حاكيا عن قول الجن لقومهم: (يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) الأحقاف: 31.
 
- فمن قوله تعالى: (وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) .. قال بعض العلماء أن الجن لا يدخلون الجنة وإلا كان أثبت لهم ذلك .. ولكن الآيات وقفت عند صيانتهم وحفظهم وإبعادهم عن عذاب النار لو آمنوا .. !!
 
- والبعض أكد ذلك المفهوم برواية عن بن عباس جاء فيها أنه قال: (لَا يدخل مؤمنوا الْجِنِّ الْجَنَّةَ، لِأَنَّهُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْلِيسَ، وَلا تَدْخُلُ ذُرِّيَّةُ إِبْلِيسَ الْجَنَّةَ) رواه بن أبي حاتم في تفسيره ..
 
#- ثم تفكر بعض هؤلاء المنكرون لأن يكون للجن ثواب الجنة .. وكأنهم قالوا: ماذا سيكون مصير الجن المؤمن في الآخرة طالما لا ثواب له ؟!!
- فالبعض قال أنهم كالبهائم سيتحولون إلى تراب ولا ثواب لهم .. !!
 
- والبعض قال سيكونوا في مكان لا يعلمه إلا الله وهو مثل مكان ملحق بالجنة وليس بالجنة نفسها ..!!
 
- أما عن عموم غالبية علماء التفسير قد أنكروا الآراء السابقة وردها .. وأثبتوا لهم ما للإنس من ثواب الجنة ..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
#- أولا: عن تعارض العقل مع هذا الرأي الغريب الذي أنكر على الجن دخول الجنة:
1- في أي نص شرعي قيل أن الجن لا يدخلون الجنة ؟!! فين قيل هذا الكلام من كلام الله ورسوله ؟!! فين يا مؤمنين ؟
- بل أن النص الشرعي واضح بأن من خاف مقام ربه من الإنس والجن له جنتان ..!!
 
2- هذه الآراء التي ذكرها بعض العلماء .. هي آراء بعيدة عن الصحة لأن فيها اتهام صريح لعدل الله .. إذ لا يعقل أن يقال أن المؤمن المكلف بالإيمان لا ثواب له ..!!
 
3- بل ومن الفظاعة والغير لائق أن يتم تشبيه حالهم بحال البهائم وأن مآلهم إلى التراب .. وكيف يكون هذا التشبيه والنبي صلى الله عليه وسلم قد وصفهم بأنهم أخوتنا حينما أشار إلى طعام لهم فقال: (فَإِنَّهُمَا طَعَامُ إِخْوَانِكُمْ) صحيح مسلم .. بل والقرآن وصفهم بطريق الإعتبار بأنهم أخوتنا (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) الحجرات:10.
 
4- وإذا كان الجن الكافر سيدخل النار .. فكيف للجن المؤمن لا يدخل الجنة ؟!! كيف يعقل هذا الكلام ؟!!
- الله قال لإبليس متوعدا له ولمن يتبعه: (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ) ص:85.
- فإذا كان الله قد جمع الشيطان مع الذين اتبعوه في جهنم .. فالذين آمنوا به واتبعوا نبيه في جنات النعيم .. وهذا ما لا يمكن للعقل إن يتصور غيره ..!!
 
- وكأن أصحاب الرأي الرافض لثواب الجن المؤمن بدخول الجنة .. يزعم أن الجن قد خلقهم الله إما للعذاب فقط .. أو ليكونوا هباء منثورا .. وكأنهم شياطين فعلا وليسوا مؤمنين ..!!
- وهذا كلام لا يقبله قلب مؤمن أبدا .
 
5- بل ومن الغريب جدا .. أن يكون الحكم على الجن من خلال الوقوف على آية وترك عموم القرآن .. لأنه بهذا المنطق الذي تم الحكم به على الجن فيكون قوله تعالى: (إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ) سبأ:46 .. فيقال حينئذ أنه لا جنة في الآخرة ..!!
 
- وهذا هو نفس ما قاله الجن أنهم منذرين وإيمانهم سيحفظ المؤمن منهم من عذاب الله ..
- فلماذا حكموا على الجن بهذا الحكم الذي لا وجود له في الآية من أساسه ..!!
 
- بل أن سبب سياق الآية بهذا السياق لأن مقام الكلام في الآية هو مقام إنذار وليس مقام تبشير .. ومقام الإنذار يصاحبه التخويف من عذاب الله .. ومقام التبشير يصاحبه الطمأنينة برحمة الله وجنته ..
 
- ولذلك قال تعالى في حكمة خلق الجن والإنس: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ (59) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ) الذاريات:56-60.
- فليس معنى ختام الآيات أنه أتى بذكر وعيد الكافرين من إنس وجن .. فهذا يجعلنا نقول أنه ليس هناك تبشير للمؤمنين من إنس وجن .. فهذا كلام لا يصح ..!!
 
#- ثانيا: عن تعارض القرآن والحديث النبوي مع الرأي القائل بإنكار الجن لثواب الجنة ..
1- وإذا كان الجن مؤمن .. فهو أخو الإنس حينئذ في ثواب الإيمان .. فإن الله قال: (سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ) الرحمن:31 .. والثقلان هما الإنس والجن .. فإذا كان لهما حساب .. فلهما عاقبة هذا الحساب من عذاب أو جنة .. وهذا ما لا يقبل العقل غيره ..
 
- بل والبيان الواضح يظهر في قوله تعالى: (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) الرحمن:46-47.. والخطاب للإنس والجن .. فالإنس والجن ليس لهما جنة واحدة بل جنتان .. فالحكم يشملهما ..
- وبهذا يتبين لك مدى انحراف هذا الرأي التفسيري الغير المعقول أبدا والمعارض والمخالف لنصوص القرآن .. الذي قال بأن الجن لا ثواب لهم في الآخرة ولا جنة لهم ..!!
- فسورة الرحمن كانت تخاطب مين حينئذ ؟!!
 
2- جزاء الإيمان في عموم القرآن جزاءه يشمل كل مؤمن دون تخصيص .. إذ يقول تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا) النساء:22 ..، ولقوله تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) التوبة:72 ..
- وليس في الآيات تخصيص لإنس أو لجن .. بل هذا الفضل هو لكل مؤمن .. وهذا هو وعد الله للمؤمنين والله لا يخلف وعده.
 
3- يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (كُلُّ أُمَّتي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَن أَبَى، قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَن يَأْبَى؟ قالَ: مَن أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَن عَصَانِي فقَدْ أَبَى) صحيح البخاري.
- فالذي يجيب داعي الله الذي هو رسول الله ويطيعه في الإيمان .. فهو قد دخل الجنة .. والجن ممن اجابوا داعي الله الذي هو رسول الله .. فأبصر يا مؤمن .
 
- وقال صلى الله عليه وسلم: (ما مِن عَبْدٍ قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، ثُمَّ مَاتَ علَى ذلكَ إلَّا دَخَلَ الجَنَّةَ) صحيح البخاري ..
- والعبد يشمل كل أهل الإيمان .. الذين عبدوا الله كما أشار تعالى للجن والإنس بأنه خلقهم ليعبدونه .. فأهل الإيمان هم عباد الله ..
 
- وتأمل كلام الله في الحديث القدسي إذ يقول: (يا عِبَادِي، لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، كَانُوا علَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنكُمْ؛ ما زَادَ ذلكَ في مُلْكِي شيئًا، يا عِبَادِي، لوْ أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، كَانُوا علَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ؛ ما نَقَصَ ذلكَ مِن مُلْكِي شيئًا، يا عِبَادِي، لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، قَامُوا في صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي، فأعْطَيْتُ كُلَّ إنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ؛ ما نَقَصَ ذلكَ ممَّا عِندِي إلَّا كما يَنْقُصُ المِخْيَطُ إذَا أُدْخِلَ البَحْرَ، يا عِبَادِي، إنَّما هي أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إيَّاهَا، فمَن وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ، وَمَن وَجَدَ غيرَ ذلكَ فلا يَلُومَنَّ إلَّا نَفْسَهُ) صحيح مسلم.
 
- فتأمل الخطاب للإنس والجن لأنهم جماعة المكلفين .. بل وتأمل ختام الكلام (أوفيكم إياها) أي سيجازي على هذه الأعمال .. والكلام يشمل الإنس والجن .. فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن سوى نفسه ..!!
 
#- ثالثا: عن بطلان الرواية التي استدل بها البعض في إنكار ثواب الجنة للجن ..
- (أثر صحابي ضعيف جدا ومتن منكر جدا – ولا يمكن تصور أن يكون هذا قول صحابي) .. قال بن أبي حاتم: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: (لَا يدخل مؤمنوا الْجِنِّ الْجَنَّةَ، لِأَنَّهُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْلِيسَ، وَلا تَدْخُلُ ذُرِّيَّةُ إِبْلِيسَ الْجَنَّةَ) رواه بن أبي حاتم في تفسيره ..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعليقا على الرواية السابقة:
1- في السند يوجد مجهولية عمن نقل عنه (محمد بن إدريس الحنظلي – أبو حاتم) حيث قال (حُدِّثْتُ) ولم يظهر لنا من هذا الذي حدثه بالخبر ونقله عن جرير ..!!
 
2- وفي السند يوجد (الليث بن أبى سليم) .. وهو ضعيف الحديث ولا تقوم به حجة عند أهل الحديث.. (راجع تهذيب الكمال ترجمة رقم 5017). 
 
3- أما عن نكارة المتن .. فهي مخالفة ظاهرة لنصوص القرآن .. بأن الذين آمنوا لهم لجنة .. وقد سبق ذكر الآيات والأحاديث المخالفة والمعارضة لهذه الرواية المنكرة .. والتي أعتقد مكذوبة على بن عباس ..
 
#- رابعا: أقوال خاطئة قيلت عن الإمام أبي حنيفة في مسألة إنكار الجنة كثواب للجن:
- زعم البعض أن الإمام أبو حنيفة أنكر وجود ثواب للجن في الآخرة .. وهذا كلام باطل .. وإنما الإمام أبو حنيفة توقف في هذه المسألة ولم يجزم فيها بشيء .. !!
 
#- قال الإمام إسماعيل حقي النازلي رحمه الله (المتوفى: 1127هـ):
- قال الامام النسفي في التيسير: توقف أبو حنيفة في ثواب الجن ونعيمهم وقال: لا استحقاق للعبد على الله وإنما ينال بالوعد .. ولا وعد في حق الجن إلا المغفرة والإجارة فهذا يقطع القول به .. وأما نعيم الجنة فموقوف على قيام الدليل. انتهى.
- قال سعد المفتي: وبهذا تبين أن أبا حنيفة متوقف لا جازم بأنه لا ثواب لهم كما زعم البيضاوي .. يعنى أن المروي عن أبى حنيفة أنه توقف في كيفية ثوابهم لا أنه قال لا ثواب لهم.
- ثم قال وفي البزازية: ذكر في التفاسير توقف الامام الأعظم في ثواب الجن لأنه جاء في القرآن فيهم (يغفر لكم من ذنوبكم) والمغفرة لا تستلزم الإثابة. (روح البيان ج8 ص491).
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- قد سبق إقامة الدليل بصورة واضحة وضوح الشمس في ثواب الجن بحكم الإيمان .. والآية المشار إليها ليست دليل في المسألة أصلا لمنع الثواب عن الجن .. وقد سبق شرح ذلك .. والله أعلم .
- فضلا عن شكي أن يكون الإمام أبو حنيفة قال خاض في هذه المسألة أصلا .. والله أعلم ..
 
#- خامسا: سخافات وخرافات في بعض كتب التفسير عن حال الجن في الآخرة:
- قال الإمام بن كثير رحمه الله (المتوفى: 774هـ):
- وقد حكي فيهم أقوال غريبة فعن عمر بن عبد العزيز: أنهم لا يدخلون بحبوحة الجنة، وإنما يكونون في ربضها وحولها وفي أرجائها.
- ومن الناس: من زعم أنهم في الجنة يراهم بنو آدم ولا يرون بني آدم عكس ما كانوا عليه في الدار الدنيا.
- ومن الناس من قال: لا يأكلون في الجنة ولا يشربون، وإنما يلهمون التسبيح والتحميد والتقديس، عوضا عن الطعام والشراب كالملائكة، لأنهم من جنسهم.
- وكل هذه الأقوال فيها نظر، ولا دليل عليها. (تفسير بن كثير ج7 ص304).
 
***************************

..:: س43: إذا كان الجن خلقوا من نار فكيف يُعذَّبون بها ؟ ::..
 
- من المسائل التي قد تخطر ببالك فتقول .. طالما الجن مخلوق من نار والعذاب في الآخرة بالنار .. فكيف سيتألم الجن من النار وهو مخلوق منها ؟!!
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- هناك فرق بين أصل المادة التي تكونت منها خلقة الجن .. وبين شكل خلقة الجن نفسها التي فيها من خصائص مكونات أصل المادة التي خلق منها ..
 
- فالإنسان أصل خلقته من مادة التراب مع الماء فكان طين .. ولكن مع ذلك فإن التراب يؤذيه ولو ألقيت عليه حجر سيصيبه ويجرحه وقد يقتله .. لأن شكل الإنسان وخلقته يتأثر بكل مظاهر الحياة لأنه ليس ترا وإنما جسد فيه روح وهذا الجسد فيه من خصائص التراب .. وليس هو تراب ..!!
 
- كذلك الحال مع الجن .. فأجسادهم فيها من خصائص النار وليست هي نار .. وبالتالي فهم لو دخلوا في النار فهم يحترقون لأنهم ليسوا نارا وإنما أجسادا غير مرئية فيها من خصائص النار ..
 
- إذن الجن من الممكن أن يحترق بسبب النار مثله مثل الإنسان تماما .. وأبسط دليل على ذلك .. هو أن المُصر منهما على عصيانه لله أو الكافر به جل شأنه .. فكلاهما مصيره إلى نار جهنم .. يقول تعالى: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) الأعراف 179.
 
***********************
 
..:: س44: لماذا قال الجن لقومهم (وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ) ؟ ::..
 
- يقول تعالى حكاية عن قول الجن لقومهم إذا لم يؤمنوا: (وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) الأحقاف:32.
 
- لماذا قال الجن لقومهم هذا الوصف إن لم يؤمنوا (فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ) ..؟!!
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- لعل إشارتهم لقومهم بأنهم لا يعجزون ربهم عن الإحاطة بهم والقبض عليهم .. هو حتى لا يظنوا أنهم بما يمتلكون من قدرات فسيكون لهم قدرة مع قدرة الله .. لا .. بل هو محيط بكم بقدرته وقاهر عليكم .
 
#- ومن لطائف تفسير الآية ..
- قال الإمام الطاهر بن عاشور رحمه الله  (المتوفى : 1393هـ):
- ومعنى (فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ) أنه لا ينجو من عقاب الله على عدم إجابته داعيه ..، فمفعول بمعجز مقدر دل عليه المضاف إليه في قوله: (داعِيَ اللَّهِ) أي فليس بمعجز الله .. وقال في سورة (الجن:12): (أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً).. وهو نفي لأن يكون يعجز طالبه، أي ناجيا من قدرة الله عليه..، والكلام كناية عن المؤاخذة بالعقاب.
- والمقصود من قوله: (في الأرض) تعميم الجهات فجرى على أسلوب استعمال الكلام العربي وإلا فإن مكان الجن غير معين.
- (ولَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءُ) أي لا نصير ينصره على الله ويحميه منه .. فهو نفي أن يكون له سبيل إلى النجاة بالاستعصام بمكان لا تبلغ إليه قدرة الله .. ولا بالاحتماء بمن يستطيع حمايته من عقاب الله. وذكر هذا تعريض للمشركين.
- واسم الإشارة في (أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) للتنبيه على أن من هذه حالهم جديرون بما يرد بعد اسم الإشارة من الحكم .. لتسبب ما قبل اسم الإشارة فيه .. كما في قوله: (أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ) لقمان: 5 ..
- والظرفية المستفادة من (في ضلال مبين) مجازية .. لإفادة قوة تلبسهم بالضلال حتى كأنهم في وعاء هو الضلال.
- والمبين: الواضح، لأنه ضلال قامت الحجج والأدلة على أنه باطل. (التحرير والتنوير ج26 ص62).
 
#- وبهذا نكون وصلنا لختام الكلام على آيات سورة الأحقاف المتعلقة بسماع الجن من النبي للقرآن .. بل وختام الكلام على مسألة سماع الجن من النبي للقرآن من حيث الآيات القرآنية ..
 
- وهذا يجعلنا نذهب إلى روايات الأحاديث التي أشارت إلى تكرار زيارة الجن للنبي ورؤيتهم ومقابلتهم والكلام معهم .. والله ولي التوفيق .


*****************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 7 تعليقات:

  1. ماشاء الله لاقوة إلا بالله
    مدد ياالله مدد

    ردحذف
  2. جزاك الله عنا كل خير أستاذنا الفاضل وزادك الله من فضله
    صدقت أستاذي لا يعقل أبدا أن يكون الكافر من الجن في النار والمؤمن سكيون رماد كالبهائم وهذا الرأي الغريب والغير مقبول لا شرعا ولا عقلا وكيف لصاحب هذا الرأي أن يقول به إذ جعل من المكلف الذي له حساب وعقاب كالذي ليس له تكليف لا يستوي هذا مع ذاك أبدا ولا يصح ربطهم ببعض أبدا فلكلا منهم له طريق خلاف الأخر
    وهذا الرأي يتنافي مع القصه التي حدثت مع إبليس نفسه لما كان ملتزم العباده فرفعه الله إلى السماء وجالس الملائكه وعاش معهم فلما عصي إبليس أمر الله ورفض السجود إلى أبينا أدم وتكبر وظن أنه خيرا منه وأظهر ما بداخله من كبر وعجب لعنه الله إلى يوم القيامة وطرده من الجنه وأنزله إلى الأرض

    أستاذي طرأ على بالي عده أسئله بعد قرأتي لهذا الموضوع
    من المعلوم أن البشر لهم أصل واحد و هو سيدنا أدم عليه السلام فما هو أصل الملائكه وأصل الجن بمعنى
    هل الملائكه كلها خلقت بأمر كن فيكون من الله أم لهم أصل والباقي فرع منه؟؟؟
    هل الجن كلها خلقت بأمر كن فيكون من الله أم لهم أصل والباقي فرع منه؟؟؟
    هل إبليس أبو الجن أم هو صنف من طوائف الجن فقط وله سلالته؟؟؟
    ******************************************
    اللهم صل على سيدنا محمدٍ النبي الأمي وعلى آله وسلم

    ردحذف
    الردود
    1. أخي الحبيب محمد راغب ..
      1- أصل الملائكة هو النور .. واصل الجن هو النار ..

      2- الملائكة لا تناسل بينها وإنما تخلق بقدرة كن فيكون .. والجن يتناسلون فيما بينهم وبداية أولهم قيل قبل خلق آدم يسكن الجن الأرض والبعض قال إبلس اولهم ولكن هذا الرأي الاخير لا يصح من وجهة نظري .. والله اعلم .

      3- إبليس قد يكون فرع من الملائكة ولكن مخلوق من النار ممكن يجوز له الإختيار .. وقد يكون جنس لا علاقة له بالملائكة أصلا .. وهذا على اختلاف بين العلماء ..

      - والله أعلم.
      ***************************
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الامي وعلى آله وسلم

      حذف
  3. اللهم نسألك حبك وحب كلامك واخلطه بلحمنا ودمنا ومخنا وعصبنا .. وفهمنا يارب العالمين علم اليقين من القرآن الكريم وكلام النبي الأمي الأمين .. وثبتنا عليه واجعلنا به هداة مهديين يا ارحم الراحمين

    جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل

    ردحذف
  4. جزاكم الله خيرا أستاذنا
    ********

    هل فكر أحدكم أن يدخل بيت النمل ▪
    صدقوني أنها ستكون زيارة مثيرة أكثر إثارة من الصعود إلى الفضاء والتجول على القمر .
    إن النمل حشرة صغيرة جداً لا تزيد على ملليمتر و مع ذلك فهي مهندسة معمارية عظيمة ، تبني القلاع و الحصون ، و الغرف والدهاليز
    و المخازن ، و تهندس بدرومات كاملة تحت الأرض .
    و هناك نوع من النمل يمارس الزراعة .. فيزرع نبات عيش الغراب ، ويجلب له السماد من الأوراق المتعفنة .. ثم يحصده عند نضجه ويخزنه في مخازنه .
    و هناك نوع آخر من النمل .. كيميائي متخصص .. يمضغ الخشب ويحوله إلى نوع من الكرتون ، ثم يبني من هذا الكرتون طرزاً هندسية معمارية عجيبة .
    و هناك نوع ثالث من النمل الأفريقي يبني بيوتاً تشبه المسلّات ، ثم يحقق لها نوعاً من تكييف الهواء بفتح نوافذ سفلية لإدخال الهواء البارد ، و نوافذ علوية لإخراج الهواء الساخن .
    ويعيش هذا النوع من النمل حياة طبقية عجيبة.. فنجد فيه الملكة والأميرات و الضباط ولكل منهما مساكنه الخاصة وباقي الخلية من العمال البروليتاريا تشتغل بلقمتها .
    وهناك نوع أخر من النمل المحارب المقاتل الذي يهجم في جيوش مثل التتار على هذه القصور فيقتل الجيش والحراس ويستولي على مخازن الطعام والتموين وينقل البيض ويتعهده في بيته حتى يفقس ويخرج منه النمل الصغير فيجعل منه خدماً وعبيداً في مملكته.
    وهناك نوع آخر من النمل يعيش على الرعي ..
    فيرعى قطعاناً من حشرة المن ويحلبها ويعيش على افرازاتها السكرية.
    وللنمل لغة يتخاطب بها ..
    وبدون هذا التخاطب ما كان يمكن أن يوزع الوظائف ويقيم نظاماً اجتماعياً تتباين فيه الاختصاصيات.
    وعلماء البيولوجيا يقولون ان النمل يتخاطب عن طريق القبلات.. بلغة كيميائية خاصة يفرزها مع اللعاب.. وبدل الحروف المنطوقة هناك درجات وأنواع مختلفة من المذاق ..
    وللنملة عقل تدبر به حياتها ..
    فهي تجمع في الصيف وتدخر للشتاء . . وتدبر ميزانية مجتمع كبير من النمل بلا عدد في مواجهة ظروف من البرد والجفاف بالغة الصعوبة..
    وأعجب ما في عالم النمل أن هناك نوعاً يرفض الحياة في مجتمع ونظام وخلايا ويختار أن يضرب في الآفاق ويهيم .. كل حشرة تهيم وحدها .. تسكن كل ليلة داخل ورقة ذابلة فإذا طلع النهار هجرت مسكنها ورحلت إلى مسكن آخر .
    وهكذا تقضي حياتها تتنقل كل ليلة من جرسونيرة إلى جرسونيرة بلا مسؤوليات وبلا أعباء مثل حياة الهيبيين .
    عالم مدهش ...
    صدقوني ستتعلّمون الكثير إذا دخلتم بيت النمل .
    ..
    مقال : بيت النمل للــ د. مصطفى محمود رحمه الله ..
    ********
    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

    ردحذف
  5. جزاك الله كل خير وفتح عليك بالمزيد يارب العالمين
    --------
    وإنما يعينهم على حمل الأقدار ورود الأنوار
    - وان شئت قلت وإنما يعينهم على حمل الاحكام فتح باب الأفهام
    - وان شئت قلت وإنما يعينهم على حمل البلايا واردات العطايا
    - وان شئت قلت وإنما يقويهم على حمل أقداره شهود حسن إختياره
    - وان شئت قلت وإنما يصبرهم على وجود حكمه علمهم بوجود علمه
    - وان شئت قلت وإنما صبرهم على ما جرى علمهم بأنه يرى
    - وان شئت قلت وإنما يصبرهم على أفعاله ظهوره عليهم بوجود جماله
    - وان شئت قلت وإنما صبرهم على القضا علمهم بأن الصبر يورث الرضا
    - وان شئت قلت وإنما صبرهم على الأقدار كشف الحجب والأستار
    - وان شئت قلت وإنما قواهم على حمل أثقال التكليف ورود أسرار التصريف
    - وان شئت قلت وإنما صبرهم على أقداره علمهم بما أودع فيها من لطفه وابراره

    فهذه عشرة أسباب توجب صبر العبد وثبوته لأحكام سيده وقوته عند ورودها وهو المعطى لكل ذلك بفضله

    ابن عطاء الله السكندري 📚

    ردحذف
  6. وتضيق عليك  الدنيا بما رحبت و تضيق عليك نفسك حتى تعلم أن لا ملجأ منه إلا إليه
    تغلق الأبواب حولك وتنفرد وتلوذ بالواحد القهار 
    تفر من الأهل  والأحباب والأصحاب و تتكدر من كل الأغيار ولا يصفو لك إلا اللجوء للواحد القهار
    حتى توقن أن لا ملجأ إليك إلا إليه
    يتجلى عليك بالقهر حتى لا تركن لغيره 
    حتى تتعلم أن تتخلى عن كل الأغيار وأنه لن يرافقك في طريق السير إليه إلا رب الأخيار
    أنت سائر  إليه وهو المؤنس لك فيه وكل الخلق محطات منها ما يعينك فيكون دليلا لطريق ومنها ما يعيق فيكون سبب تعثرك في الطريق الكل دروس وكل المحطات رسائل ربانية
    إن ركنت لغيره غيره عليك حتى يعيدك إليه يسلطه عليك حتى تفر إليه
    رافق الجميع ولا تتمسك بأحد فلكل واحد منه أجل
    وحده الله تعالى يرافقك إلى أن يحين أجلك وتلقاه
    وحده هو معك أينما وجهت وجهتك
    وحده هو ملاذك الذي لا يزول
    وحده هو حبيبك الذي لا يغيب ولا يخيب
    وحده هو أنيسك الذي لا غنى لك عنه
    وحده هو طبيبك الذي لا شفاء إلا به وعنده
    ظاهر في كل شيء، باطن في كل شيء ،
    أول قبل كل شيء،آخر قبل كل شيء
    لا ملجأ منه إلا أليه
    ما القبض إلا رسالة تحمل في طياتها دعوة لك  بالإنكسار و التأدب واللجوء والعودة للرب الغفار
    يجد عليك بالبسط ويقربك قرب الأبرار
    عطر الجنة 🕊

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف