الروحانيات فى الإسلام: ج22: رسالة الإحسان خواطر قلبية - ما هو مفهوم العبودية لله - ما هي عبودية الحرف والفرق بينها وبين عبودية الرجاء في الله - لماذا يحلو للبعض أن يكسر عزائم الناس في عبادتهم لله (هو أنت جيت تفتكر ربنا دلوقتي - غور - الله يلعنك يا فاجر) - ما هي مواصفات عباد الرحمن - لماذا قال تعالى (وعباد الرحمن) ولم يقل (وعباد الله).

بحث في المدونة من خلال جوجل

الأربعاء، 22 يونيو 2022

Textual description of firstImageUrl

ج22: رسالة الإحسان خواطر قلبية - ما هو مفهوم العبودية لله - ما هي عبودية الحرف والفرق بينها وبين عبودية الرجاء في الله - لماذا يحلو للبعض أن يكسر عزائم الناس في عبادتهم لله (هو أنت جيت تفتكر ربنا دلوقتي - غور - الله يلعنك يا فاجر) - ما هي مواصفات عباد الرحمن - لماذا قال تعالى (وعباد الرحمن) ولم يقل (وعباد الله).

  بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة الإحسان بشرح معاني العرفان

مفاهيم وخواطر قلبية حول معاني إيمانية وروحية

 (الجزء الثاني والعشرون)

* فهرس: مصطلح ( العبودية ) ::
1- س1: ما هو مفهوم العبودية لله ؟
2- س2: ما هي عبودية الحرف والفرق بينها وبين عبودية الرجاء في الله ؟
3- س3: لماذا يحلو للبعض أن يكسر عزائم الناس في عبادتهم لله ؟ "هو أنت جيت تفتكر ربنا دلوقتي ؟" - "غور - الله يلعنك يا فاجر ".
4- س4: ما هي مواصفات عباد الرحمن ؟
5- س5: لماذا قال تعالى (وعباد الرحمن) ولم يقل (وعباد الله) ؟

*****************************
(العبودية)
..:: س1: ما هو مفهوم العبودية لله ؟ ::..
 
- أخي الحبيب ..
- من المهم أن تعرف أن أصل العلاقة مع الله تتحقق بالعبودية .. وكلما ارتقيت في عبوديتك .. فهذا معناه ارتقاء في إيمانك وزيادة هدى من الله .. ولكن ما هي العبودية ؟
 
- أولا: معنى لفظ العبودية ..
1- يقال طريق مُعبَّد .. أي طريق مذلل أي تم تمهيده وإصلاحه ليكون طوعا للناس وسهلا لهم للسير والانتقال عليه ..
 
2- والعبودية: هي إظهار التذلل لله .. أي إظهار الخضوع والطاعة لله ..
 
3- والعبد .. هو المطيع لسيده .. و "عبد الله" هو المطيع لله والخاضع لمولاه ..
 
4- ولفظ العبيد .. أوسع في المعنى من لفظ العباد .. لأن لفظ العبيد يشمل من هو عبد لله وعبد لغير الله .. ولذلك قال تعالى: (وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) فصلت46 ..
 
5- أما لفظ العباد .. فهو مختص بمن هو عبد لله .. كما يقول تعالى: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا) الفرقان63.
 
- ثانيا: من الخواطر حول لفظ العبودية ..
1- العبودية: هي خضوع الظاهر والباطن لمراد الله ..
 
2- وخضوع الباطن هو إلتزام القلب في محراب العبودية بمنتهى الرضا .. أي حبا في العبودية لله ..
 
3- والإلتزام: هو خضوع القلب لمولاه فينفعل عملا بما طلبه منه الله .. في ظاهره وباطنه ..
 
- فالمؤمن الملتزم هو من ألزم قلبه في حضرة مولاه بالإخلاص والرضا والتوكل واليقين ودوام التوبة بين يديه جل شأنه .. وظهر ذلك على معاملاته مع خلقه ليكون دليلا على الله .. ومن مظاهر الالتزام هو عدم التأفف من الابتلاء ..
 

- والالتزام نوعان .. إلتزام الظاهر وإلتزام الباطن .. والتزام الظاهر له أجر .. وإلتزام الباطن هو محل نظر الله .. كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم .. حيث قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إلى صُوَرِكُمْ وأَمْوالِكُمْ، ولَكِنْ يَنْظُرُ إلى قُلُوبِكُمْ وأَعْمالِكُمْ) صحيح مسلم.

4- والتزام الظاهر والباطن يستوجب طهارة حتى تلتزم ويستقيم حالك .. وهذه الطهارة هي التي يسعى إليها الإنسان بالمجاهدة لنفسه حتى تتوقف عن أفعالها الخاطئة وتترك شهواتها المذمومة ورغباتها المقبوحة المخالفة لمراد الله .. وذلك حتى تلتزم مع الله ..

 
5- فالطهارة الظاهرة هي عمل ما طلبه الله منك في ظاهرك مثل الوضوء للصلاة والإغتسال من الجنابة .. والطهارة الباطنة وهي تخلية الباطن من الغل والحسد والنفاق والكذب والغيبة والنميمة وما شابه ذلك .. وتحليته بما هو يطلبه الله من الصدق والأمانة والرحمة والرضا والتوبة والإخلاص وما شابه ذلك .

 *******************
 

..:: س2: ما هي عبودية الحرف والفرق بينها وبين عبودية الرجاء في الله ؟ ::..

- احذر أخي الحبيب من أن تكون من الذين يعبدون الله على حرف .. أي على وجه الخير والمصلحة فقط .. فإذا أصابه خير قال الحمد لله .. وإذا أصابه شر كره إيمانه وسخط على حاله واعترض على قدر الله .. حتى أنه قد يترك الإيمان كله بسبب الإبتلاء الذي يحدث له ويكفر بالله .. كما هو حال كثيرين في حياتنا الآن للأسف .. يقولون ندعو الله ولم يستجب لنا .. فلا حاجة لنا إلى هذه العبادة ..!!


1- يقول تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) الحج11.
 
#- شرح الآية من التفسير الميسر:
- ومن الناس مَن يدخل في الإسلام على ضعف وشكٍّ، فيعبد الله على تردد، كالذي يقف على طرف جبل أو حائط لا يتماسك في وقفته، ويربط إيمانه بدنياه، فإن عاش في صحة وسَعَة استمر على عبادته، وإن حصل له ابتلاء بمكروه وشدة عزا شؤم ذلك إلى دينه، فرجع عنه كمن ينقلب على وجهه بعد استقامة، فهو بذلك قد خسر الدنيا؛ إذ لا يغيِّر كفرُه ما قُدِّر له في دنياه، وخسر الآخرة بدخوله النار، وذلك خسران بيِّن واضح. يعبد ذلك الخاسر من دون الله ما لا يضره إن تركه، ولا ينفعه إذا عبده، ذلك هو الضلال البعيد عن الحق. يدعو مَن ضررُه المحقق أقرب من نفعه، قبح ذلك المعبود نصيرًا، وقبح عشيرًا. (انتهى النقل من التفسير).

 
2- انتبه أخي الحبيب .. هناك فرق بين عبادة الحرف وعبودية الرجاء في الله ..
- هناك من يصلى وقت نزول البلاء فقط أو طلبا لقضاء حاجة مثل أن ينجح في الإمتحانات .. فيصلي حتى يستجيب الله له ويرفع عنه البلاء أو يكرمه في قضاء حاجته .. فمثل هؤلاء لا يدخلون في الآية السابقة .. لأنهم وإن كانت عبادتهم لقضاء الحاجة وطلب منفعة ومصلحة له .. إلا أنه فعلها عبودية لله لأنه يعلم أن الله هو القادر على منحه مطلبه وقت هذا البلاء .. فهذا يسمى رجاء من الله .. يقول تعالى: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) الكهف110.
 
- فعبودية الرجاء فيها خير ويكافئه الله عليها بإذن الله .. لأنه توجه إلى الله طالبا منه بل وأخلص له الدعاء .. فهذا اعتراف بعظمة الربوبية وانكسار أمامه جل شأنه بذل العبودية .. فهذه درجة طيبة في العبادة أيضا .. حتى وإن كان هذا الشخص في وقته العادي أو في حالة البسط كان غافلا أو مقصرا في العبادات .. ولكنه لجأ إلى الله في حالة القبض معترفا بقدرته جل شأنه وبقيوميته على الوجود .. وهذا من جميل العبد حينئذ وسعيه مشكورا إن شاء الله ..  
 
- ولكن الذي تكلمت عنه الآية .. فهو الذي يعبد الله للمصلحة والمنفعة الدنيوية وكأن الله يخدمه بتنفيذ طلباته وقضاء احتياجاته .. فإن وجد تحقيق المطالب فهذا الإله موجود والدين حق .. وإن لم تتحقق المطالب فلا وجود لهذا الإله وهذا الدين هو باطل .. وهذا شأن كثير من المنافقين والملحدين في زماننا هذا ..
 
- ونسأل الله الحفظ والعصمة من الكفر بعد الإيمان .. آمين يارب العالمين .
 

*********************
..::س3: لماذا يحلو للبعض أن يكسر عزائم الناس في عبادتهم لله ؟ ::..
"هو أنت جيت تفتكر ربنا دلوقتي ؟"
"غور - الله يلعنك يا فاجر "
 
#- أخي الحبيب ..
- من العبودية أن تكون معينا للناس على طاعة الله .. ولا تكن معينا للشيطان لتفسد أحوال الناس .. فلا تكن من هؤلاء الناس الذين سأذكرهم لك ..
 
#- أولا: لا تكسر عزائم الناس في حال قربهم من الله ولو بالقليل.
1- لو وجدت إنسان لم يكن يصلي ووجدته يصلي طلبا لقضاء حاجة له أو لدفع بلاء عنه نزل به .. فقم بتشجيعه وخذ بيده .. بدلا من أن تقول له: "هو أنت جيت تفتكر ربنا دلوقتي" ..!!
 
2- ليه تقول كده لإنسان بيحاول يوصل حاله بربنا .. ثم ان امرك غريب يا أخي .. إذا كان الله قد ألهمه باللجوء إليه ليدعوه .. أفأنت تأتي وتكسر عزيمته لتمنعه من عبادة الله التي رزقه الله بها في هذه اللحظات بدلا من أن تعينه على الطاعة وتقوم بتشجيعه ..!!
 
3- فهل أنت تظن نفسك أفضل منه .. ؟ إن كانت الإجابة هي .. لا .. فلماذا هاجمته ولم تعينه على الطاعة حتى ولو للحظات الطاعة التي يتقرب فيها لله ؟!!
 
- بل أنت لو هاجمته أو كسرت عزيمته كنت معينا للشيطان عليه .. لأنك كنت سببا في منع عبد من عبادة لله .. فاتقي الله في نفسك والناس .. وكن معينا للعباد على طاعة الله ولا تكن معينا للشيطان عليهم .. لأن الغافل يكون في أمس الحاجة لكلمة طيبة تأخذ بيده إلى طريق مولاه ..
 
4- يقول تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) المائدة2.
 
- فمن الإحسان والخير والتقوى أن تعين عبدا على طاعة الله وليس أن تسخر منه أو تكسر من عزيمته في طاعته لله حتى وإن كان مقصرا أو كثير الغفلة ..!!
 
5- ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ) صحيح مسلم..
 
#- ثانيا: لا تكسر عزائم الناس في حال معصيتهم لله طالما فعلوها في ستر وخفاء ولم يجهروا بها شهرة ولم يستبيحوها ولم يحرضوا عليها ..

1- لا تكن كالجلاد الذي يجلد الناس بسوطه .. وإنما كن متذكرا أنك من الممكن أن تكون مكانه في يوما ما وستتمنى لو أن أحد مد يده إليك ليأخذ بيدك من حالة الضعف والغفلة التي حدثت لك ..
 
2- جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا تكونوا عَونًا للشَّيطانِ على أخيكم) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: حسن بشواهده .. وذكره الألباني في الصحيحة بكونه حديث حسن.
 
3- وفي الحديث عن عمر بن الخطاب قال: (أنَّ رَجُلًا علَى عَهْدِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ اسْمُهُ عَبْدَ اللَّهِ .. وكانَ يُضْحِكُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قدْ جَلَدَهُ في الشَّرَابِ، فَأُتِيَ به يَوْمًا فأمَرَ به فَجُلِدَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ: اللَّهُمَّ العنْه، ما أكْثَرَ ما يُؤْتَى بهِ؟ فَقَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا تَلْعَنُوهُ، فَوَاللَّهِ ما عَلِمْتُ إنَّه يُحِبُّ اللَّهَ ورَسولَهُ) صحيح البخاري.
 
#- فتأمل أخي الحبيب رد الحبيب صلى الله عليه وسلم على من لعن من كان شرب الخمر ..
- وافهم أن المعصية لم تسقط محبة الله ورسوله من قلب المؤمن .. وإنما أوجدت فيه نوعا من التقصير نتيجة الغفلة .. ولكن المحبة الإيمانية لم تسلب منه .. ولذلك أقسم النبي أنه يحب الله ورسوله بالرغم من أنه قد أتاه هذا الرجل وهو يشرب الخمر ..!!
 
4- وعن أبي هريرة قال:(أُتِيَ بِرَجُلٍ قَدْ شَرِبَ، فَقَالَ: «اضْرِبُوهُ»، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَمِنَّا الضَّارِبُ بِيَدِهِ، وَالضَّارِبُ بِنَعْلِهِ، وَالضَّارِبُ بِثَوْبِهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: أَخْزَاكَ اللَّهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَقُولُوا هَكَذَا، لَا تُعِينُوا عَلَيْهِ الشَّيْطَانَ») صحيح أبي داوود.
- وفي رواية البخاري: (أتي بسكران) وفي آخرها (لا تَكُونُوا عَوْنَ الشَّيْطَانِ علَى أخِيكُمْ) ..
 
- وفي رواية بلفظ: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ: «بَكِّتُوهُ» فَأَقْبَلُوا عَلَيْهِ يَقُولُونَ: مَا اتَّقَيْتَ اللَّهَ، مَا خَشِيتَ اللَّهَ، وَمَا اسْتَحْيَيْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ أَرْسَلُوهُ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: " وَلَكِنْ قُولُوا: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ) صحيح أبي داوود.
 
- وحتى تجمع الروايات فتكون القصة هكذا عن أبي هريرة قال: (أُتِيَ بِرَجُلٍ قَدْ شَرِبَ، فَقَالَ: «اضْرِبُوهُ»، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَمِنَّا الضَّارِبُ بِيَدِهِ، وَالضَّارِبُ بِنَعْلِهِ، وَالضَّارِبُ بِثَوْبِهِ) (ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لِأَصْحَابِهِ: بَكِّتُوهُ .. فَأَقْبَلُوا عَلَيْهِ يَقُولُونَ: مَا اتَّقَيْتَ اللَّهَ، مَا خَشِيتَ اللَّهَ، وَمَا اسْتَحْيَيْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .. ثُمَّ أَرْسَلُوهُ) (فَلَمَّا انْصَرَفَ .. قَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: أَخْزَاكَ اللهُ .. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: لَا تَقُولُوا هَكَذَا)(لا تَكُونُوا عَوْنَ الشَّيْطَانِ علَى أخِيكُمْ) (وَلَكِنْ قُولُوا: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ) ..
 
* بعض المستفاد من مجموع أحاديث قصص شارب الخمر:
أ- النهي عن لعن مرتكب الكبيرة ..
ب- النهي عن الدعاء على مرتكب الكبيرة ..
ج- التوجيه بالدعاء المغفرة والرحمة لمرتكب الكبيرة ..
د- تكرار الكبيرة لا يسلبك محبتك لله ورسوله ..
هـ- مرتكب الكبيرة لا يخرج عن الإيمان .. بدليل لفظ (أخيكم) ..
و- لا تكون عون للشيطان على أي عاص .. وإلا لو قمت بلعنه والدعاء عليه وزجره بما تهواه نفسك وليس تبكيت بالحسنى .. كنت من الذين هم عون للشيطان .. وتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم:(لا تَكونوا عَوْنَ الشَّيطانِ علَى أخيكُم) .. ليه ؟
- لأن أخوة الإيمان ليس من صفاتها تحقير الآخر ولعنه والدعاء عليه لمعصية .. وهذا فعل من هو عون للشيطان ..!!
ح- وفي هذا الحديث دلالة على أن الشيطان يستغل نقاط الضعف في الإنسان ليدخل له منها .. وتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم:(لا تَكونوا عَوْنَ الشَّيطانِ علَى أخيكُم) .. ليه ؟
لأن ذلك سيحطم نفسيته مما يجعله فريسة سهلة لوسواس الشيطان . لأنهم بذلك سيدفعوه لعمل المعصية مرة أخرى .. حينما يجد الرحمة قد تم نزعها ممن حوله .. فيصبح فريسة سهلة للشيطان ليتلاعب به ويقول له: افعل ما تريد طالما أنت أصبحت منبوذا هكذا والناس يكرهوك .. فافعل ما تشاء .. طالما أنت مكروها عند الناس وملعونا في نظرهم ..!!
 
#- أخي الحبيب ..
1- من كمال العبودية .. هو أن تتبع النبي صلى الله عليه وسلم وليس أن تحكم على الناس في علاقتهم بالله حتى تكسر عزيمتهم من الوصال بالله .. فلماذا تكون عونا للشيطان على الناس .. ؟!!
 
2- يا أخي اعمل ليوم .. قد تدور فيه الدوائر وينقلب حالك أو حال أحد ممن حولك .. وتتمنى وقتها أن يدعو لك أحد عسى أن تصيبك دعوته بخير من الله فيك .. فالإحسان جزاؤه الإحسان .. وكما تدين تدان .. أي كما تفعل يفعل بك .
 
- روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: (إذا رأيتم أخًا لكم زلَّ زلَّة، فسدِّدوه، ووفِّقوه، وادعوا الله أن يتوبَ عليه، ولا تكونوا أعوانًا للشيطان عليه) رواه بن كثير في مسند الفاروق عمر .. وقال محقق المسند: إسناده جيد وفيه انقطاع ..
 
- وروي عن بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (إِذَا رَأَيْتُمْ أَخَاكُمْ قَارَفَ ذَنْبًا، فَلا تَكُونُوا أَعْوَانًا لِلشَّيْطَانِ عَلَيْهِ، تَقُولُونَ: اللَّهُمَّ اخْزِهِ، اللَّهُمَّ الْعَنْهُ، وَلَكِنْ سَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ، فَإِنَّا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُنَّا لَا نَقُولُ فِي أَحَدٍ شَيْئًا حَتَّى نَعْلَمَ عَلَى مَا يَموتُ، فَإِنْ خُتِمَ لَهُ بِخَيْرٍ، عَلِمْنَا أَنَّهُ قَدْ أَصَابَ خَيْرًا، وَإِنْ خُتِمَ لَهُ بِشَرٍّ، خِفْنَا عَلَيْهِ عَمَلَهُ) رواه البغوي في شرح السنة .. وقال الهيثمي: رجاله ثقات إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه ..
 
- وَرُوِيَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ: (أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ مَرَّ عَلَى رَجُلٍ قَدْ أَصَابَ ذَنْبًا وَكَانُوا يَسُبُّونَهُ، فَقَالَ: " أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَجَدْتُمُوهُ فِي قَلِيبٍ أَلَمْ تَكُونُوا تَسْتَخْرِجُونَهُ ؟ " قَالُوا: بَلَى. قَالَ: " فَلَا تَسُبُّوا أَخَاكُمْ، وَاحْمَدُوا اللهَ الَّذِي عَافَاكُمْ "، قَالُوا: أَفَلَا نَبْغَضُهُ؟ قَالَ: " إِنَّمَا أَبْغَضُ عَمَلُهُ فَإِذَا تَرَكَ فَهُوَ أَخِي) رواه البيهقي في شعب الإيمان .. وأبو قلابه لم يسمع من أبو الدرداء.
 
- معنى (يسبونه): أي يقولون هذا المجرم الفاجر الملعون وما شابه هذا الكلام ..
- معنى (قليب): مثل بئر مهجورة .. أو مكان يلقى فيه المهملات .  
- وروايات الصحابة السابقة كلها بالرغم من وجود ضعف فيها إلا أن لها شواهد في صحيح كلام النبي صلى الله عليه وسلم .. وقد سبق وقدمته في الكلام ..
 
#- وخلاصة القول فيما سبق:
- هو أن العبودية لله تفرض عليك أن تكون عبد معينا للناس في وصالهم بالله .. وليس عبدا معينا للشيطان لينقطعوا عن الله ..!!
- ومن لا يرحم .. لا يُرحم .. والراحمون يرحمهم الرحمن ..
 
************************
..:: س4: ما هي مواصفات عباد الرحمن ؟ ::..
 
- إذا كنا تكلمنا عن عبادة المصلحة والمنافع الدنيوية والتي يترتب عليها سخط وكفر بالإيمان إن لم تتحقق هذه المنافع .. فهناك عباد الرحمن الذين اختصهم الله بشرف العبودية .. فماهي مواصفاتهم ؟
 
- يقول تعالى: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67) وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71) وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا) الفرقان63.
 
#- لقد وصف الله عباد الرحمن في الآية السابقة بتسعة صفات ..
 
#- المعنى من التفسير الميسر (مع بعض التصرف في ترقيم الصفات التسعة في الآيات):
1- وعباد الرحمن الصالحون يمشون على الأرض بسكينة متواضعين.
 
2- وإذا خاطبهم الجهلة السفهاء بالأذى أجابوهم بالمعروف من القول، وخاطبوهم خطابًا يَسْلَمون فيه من الإثم، ومن مقابلة الجاهل بجهله.
 
3- والذين يكثرون من صلاة الليل مخلصين فيها لربهم، متذللين له بالسجود والقيام.
 
4- والذين هم مع اجتهادهم في العبادة يخافون الله فيدعونه أن ينجيهم من عذاب جهنم، إن عذابها يلازم صاحبه. إن جهنم شر قرار وإقامة.
 
5- والذين إذا أنفقوا من أموالهم لم يتجاوزوا الحد في العطاء، ولم يضيِّقوا في النفقة، وكان إنفاقهم وسطًا بين التبذير والتضييق.
 
6- والذين يوحدون الله، ولا يدعون ولا يعبدون إلهًا غيره، ولا يقتلون النفس التي حرَّم الله قتلها إلا بما يحق قتلها به: من كفر بعد إيمان، أو زنى بعد زواج، أو قتل نفس عدوانًا، ولا يزنون، بل يحفظون فروجهم، إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم.
- ومن يفعل شيئًا من هذه الكبائر يَلْقَ في الآخرة عقابًا. يُضاعَفْ له العذاب يوم القيامة، ويَخْلُدْ فيه ذليلا حقيرًا. (والوعيد بالخلود لمن فعلها كلَّها، أو لمن أشرك بالله) .
- لكن مَن تاب مِن هذه الذنوب توبة نصوحًا وآمن إيمانًا جازمًا مقرونًا بالعمل الصالح، فأولئك يمحو الله عنهم سيئاتهم ويجعل مكانها حسنات؛ بسبب توبتهم وندمهم. وكان الله غفورًا لمن تاب، رحيمًا بعباده حيث دعاهم إلى التوبة بعد مبارزته بأكبر المعاصي. ومن تاب عمَّا ارتكب من الذنوب، وعمل عملا صالحا فإنه بذلك يرجع إلى الله رجوعًا صحيحًا، فيقبل الله توبته ويكفر ذنوبه.
 
7- والذين لا يشهدون بالكذب ولا يحضرون مجالسه، وإذا مروا بأهل الباطل واللغو من غير قصد مرُّوا معرضين منكرين يتنزهون عنه، ولا يرضونه لغيرهم.
 
8- والذين إذا وُعِظُوا بآيات القرآن ودلائل وحدانية الله لم يتغافلوا عنها، كأنهم صمٌّ لم يسمعوها، وعُمْيٌ لم يبصروها، بل وَعَتْها قلوبهم، وتفتَّحت لها بصائرهم، فخرُّوا لله ساجدين مطيعين.
 
9- والذين يسألون الله تعالى قائلين: ربنا هب لنا مِن أزواجنا وذريَّاتنا ما تَقَرُّ به أعيننا، وفيه أنسنا وسرورنا، واجعلنا قدوة يُقتدى بنا في الخير.
#- أولئك الذين اتصفوا بالصفات السابقة من عباد الرحمن .. يثابون أعلى منازل الجنة؛ برحمة الله وبسبب صبرهم على الطاعات، وسَيُلَقَّوْن في الجنة التحية والتسليم من الملائكة، والحياة الطيبة والسلامة مِنَ الآفات، خالدين فيها أبدًا مِن غير موت، حَسُنَتْ مستقرًا يَقِرُّون فيه ومقامًا يقيمون به، لا يبغون عنها تحولا. (انتهى النقل من التفسير).
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- من الأمور التي أحب أن أذكرها لك أخي الحبيب في الآيات السابقة .. هو شيء ألفت نظرك إليه وهو:
- أن فعلك للمعاصي وخاصة الكبائر لا يخرجك عن وصف (عباد الرحمن) طالما أنت تبت ورجعت إلى الله وانصلح حالك وعملت الصالحات واستمريت على ذلك ..
 
- فلا تجعل الشيطان يوسوس لك لو فعلت كبائر الذنوب ووجدت همة وعزيمة في نفسك بالتوبة .. فلا تجعله يكسر عزيمتك ويخبرك أنك خرجت من وصف عباد الرحمن .. لا .. لأن شرط رجوعك لتستحق هذا الوصف هو ثلاثة أمور
1- التوبة .. وهي بمعنى الإنقطاع عن المعصية ..
2- والإيمان الذي هو إيمان العقيدة مع الإلتزام بما طلبه الله منك ..
3- المداومة على هذا الإلتزام بمزيد من العمل الصالح ..
 
#- فأنت لو فعلت ذلك .. فالله يغفر لك رحمة منه وفضلا .. ومكان السيئات التي فعلتها سابقا يجعل مكانها حسنات ..  لأنه من شأن الله أنه دائم الغفران والرحمة .
 
- ومن جميل الأحاديث التي ممكن أن تقرأها لقبول التوبة والغفران حتى ولو كانت من الكبائر .. هو ما جاء عن رجل أتي النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: (أرأيتَ مَن عمل الذنوبَ كلَّها ولم يتركْ منها شيئًا وهو في ذلك لم يترك حاجةً ولا داجةً إلا أتاها ، فهل لذلك من توبةٍ ؟
- قال : فهل أسلمتَ ؟
- قال: أما أنا فأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ ، وأنك رسولُ اللهِ .
- قال: تفعل الخيراتِ ، وتترك السيئاتِ .. فيجعلهنَّ اللهُ لك خيراتٍ كلِّهنَّ.
- قال وغَدَراتي وفَجَراتي ؟ قال : نعم .
- قال : اللهُ أكبرُ ، فما زال يُكبِّرُ حتى تَوارَى) رواه الطبراني والبزار .. قال الهيثمي: رواه البزار بنحوه ورجال البزار رجال الصحيح غير محمد بن هرون أبي نشيط وهو ثقة ، وقال المنذري: إسناده جيد قوي ، وقال بن حجر في الأمالى المطلقة: حسن صحيح غريب ، وذكره الألباني في صحيح الترغيب .
 
#- من معاني الحديث:
- معنى (حاجة) : أي وَهوَ الَّذي يقطعُ الطَّريقَ على الحاجِّ إذا توجَّهوا ..
- ومعنى (داجة) : أي وَهوَ الَّذي يقطعُ عليهم إذا رجَعوا ..
 
وقيل معناهما : لا صغيرة ولا كبيرة إلا فعلها ..
 
- معنى (غدراتي): أي كثرة غدري .. وهو خيانة الناس ونقض العهود معهم وعدم الوفاء بها .
- معنى (فجراتي): أي كثرة فجوري .. والفجور هو ارتكاب المعاصي وهو لا يبالي حتى تجاوز حدود العصيان بما لا يتخيله العقل وليس بعده عصيان أوسع منه ..
- معنى (توارى): اختفى عن الأنظار.
 
- وفي رواية عن أنس قال (جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا تَرَكْتُ حَاجَةً وَلَا دَاجَّةً إِلَّا قَدْ أَتَيْتُ .
- قَالَ: " أَلَيْسَ تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ؟ " - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ –
- قَالَ: نَعَمْ.
- قَالَ: " ذَاكَ يَأْتِي عَلَى ذَاكَ") رواه أبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط .. وقال الهيثمي : رجاله ثقات .. وقال الشيخ حسين سليم في تحقيقه على مسند أبي يعلى : اسناده صحيح .
 
********************
..:: س5: لماذا قال تعالى (عباد الرحمن) ولم يقل (عباد الله) ؟ ::..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- لعل الله نسبهم إلى اسمه الرحمن .. لغلبة هذه الصفة على المقربين لله من اكتملت فيهم صفة العبودية .. أي أن هذا الوصف الرحماني هو الغالب في نفوسهم فكان حالهم هو حال جمالي يغلبه الرحمة في معاملتهم مع الخالق والمخلوق ..
 
1- ففي معاملتهم للخالق .. لهم تعلق دائم برحمة الله فلا ييئسون من رحمته .. لأنهم يعلمون أن رحمته سبقت غضبه كما جاء في الحديث: (لَمَّا قَضَى اللَّهُ الخَلْقَ، كَتَبَ عِنْدَهُ فَوْقَ عَرْشِهِ: إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي) صحيح البخاري .
 
2- وفي معاملتهم مع الخلق .. فحالهم الدائم هو الرحمة بالخلق والعدل بينهم لأن صفة الرحمانية تقتضي الرحمة والعدل والرأفة بالعباد وكل ما هو جمالي في العموم .. وفي ذلك إشارة أيضا إلى صدق اتباعهم للنبي صلى الله عليه وسلم لأنه موصوف بالرؤوف الرحيم العادل بين الناس ..
- والله أعلم .
 
- واعلم أخي الحبيب ..
- أن العبودية الصحيحة واكتساب وصف عباد الرحمن .. لا يأتي بمجرد التمني والرغبة .. وإنما بالعمل الصادق والجاد مع الله .. وهذا يتطلب مجاهدة للنفس وتزكيتها .. وهذا نتكلم عنه في معنى آخر حول مفهوم (تزكية النفس ومجاهدتها) .. إن شاء الله تعالى ..
 
#- وإلى هنا يكون ختام الكلام على كلمة (العبودية) .. وهذا ما جال بالخاطر الكتابة فيه تحت معنى كلمة العبودية .. والله أعلم .

 *****************

يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 30 تعليقًا:

  1. ماشاء الله لاقوة إلا بالله

    مدد يارب مدد

    يارب حققنا بمدارج = ( إياك نعبد وإياك نستعين)

    ومدد يامعين يارب

    يامُمِد الوجود بالجود يارب كل موجود = أمدنا بصدق التوحيد وأفتح من فضلك أبواب المزيد
    = وأرزقنا من رحمونيتك ما ترزق المنكسرن من العبيد ياالله

    ردحذف
  2. الله جاءت في وقتها فعلا أستاذي الفاضل
    دائما خوطرك تأتي كالبلسم وفي وقت الإحتياج والتعثر
    تذكرت أول جملة قلتها لي أول ما تكلمت معك
    قلت لك يقولون عني هبلة أجبتني
    الراحمون يرحمهم الرحمان
    حتى هذا اليوم لازلت اعاني منها ولكنني أقول مهما خسرت يكفيني أنني لم أخسر حسن نيتي و طيبة قلبي وانسانيتي
    وحده الله يرى القلوب على حقيقتها
    ليتهم يفهمون أن الطيبة ليست غباء، وأن كثرة المسامحة ليست ضعفا،وأن من يبدأ بصلح والإعتذار ليس عديم كرامة
    و أننا رغم ما نظهره من قوة ضعفاء نحتاج للرحمة و الحب
    وأننا نمنح الأشياء على قدر إحتياجنا له و معرفتنا بأثرها ووقعها فنجود بما لم نحضى
    ليتتهم يفهمون أن العاصي يحتاج ليد تمسكه وتدله على طريق وليس لسوط يجلده في كل لحظة و يعيره
    إن كان رب العزة قال (يا عبادي الذي أسرفوا،) لم يعير لم يخرجنا من مقام العبودية رغم أخطاءنا
    ليتهم يفهمون أن شخص الحساس ليس مسيء الظن ولكنه مرهف المشاعر تأذيه الكلمة الجارحة والنظرة الدونية و قد رأى في حياته من الأذى ما جعله يخاف أن يكسر مرة أخرى
    ليتهم يفهمون أن الرحمة تحيي القلب وأن القسوة تقتل القلب
    ليتهم يفهمون أن النوايا لا يعلمها سوى علام الغيوب وان الكلمات قد تخون أحيانا ولكن نية سليمة
    ليتهم يفهمون أن الله جل جلاله بعظمته وكبرياءه قال (الرحمان على العرش استوى) لم يقل القوي ،الملك،الجبار
    قال الرحمان الرحمان الرحمان
    ارحموا من في الارض يرحمكم من في سماء
    خلوا بين الناس و ربهم إن إستطعت أن تقيل عثرة عاص فساعده ولكن لا تقتله ،لا تأيسه، لا تتألى على الله فيرفعه ويخفضك
    الرحمة ليست ضعفا , ليست هبلا،ليست جبنا ،الرحمة صفة الرب القوي يرزقها لمن يحبه،عكس الرحمة القسوة، تولد الجفاء،تنفر، تجعل الشخص وحيدا
    قيل لأحدهم بكم زلة بعت أخالك قال بسبعين زلة قيل كم كان ثمن أخيك بخسا الأخ لا يباع الأخ يشترى بدم القلب
    في الأخير الله وحده هو الرحمان ،هو الرحيم، هو الذي لا ينسى عبده الذي يحبه
    إن أخطأ ناداه في ليل ليغفر له و يوب عليه إن عاد عفى و سامح إن أدبر أمهل و لطف
    تذكر إن لم ترحم فلن ترحم

    ردحذف
    الردود
    1. بصي يا بنتي ..
      ذات يوم أتي رجل يشتم على معلم وهو بين تلامذته .. فلم يرد المعلم عليه وتركه حتى انهى شتائمه ورحل ..
      فيأله التلاميذ لم لم ترد عليه وتتركنا نرد عليه ..
      فقال المعلم: اريتم لو جائكم كلب يعوي عليكم .. اكنتم تعوون عليه ؟
      فقالوا : لا
      قال المعلم: فكذلك هذا هو حال من أتى ليشتم .. فعاملوه معاملة هذا الكلب ولا تزلوا إلى درجته التي نزل إليها ..

      خلاصة الكلام يا بنتي:
      - كوني كما انتي إنسانة مؤمنة صادقة .. ولا تنزلي إلى مراتب السفهاء والأغبياء .. وكأنهم غير موجودين .
      **********************************
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

      حذف
    2. والله انا هبلة لو حد شتم والدي اضربوا بالعصا والحجر والطوب واي شيء بقدر عليه ههههههه حتى لو كلب
      بنت قوية مع ناس لي ما تعرفهم بس ضعفها مع ناس لي بتحبهم ههههه
      حبيت اضحكك عشان نكدت عليك متحرمش منك ومن كلامك ودعمك ليا

      حذف
    3. أحياناً يعزُّ علينا أن الأمر قد جاء ممن يعزُّ علينا!
      فالموجع ليس الضربة وإنما يد مَنْ!
      والجارح ليس الكلمة وإنما من فم مَنْ!

      والموقف ليس قاتلاً إلى هذه الدرجة،
      ولكن الإنسان يتأذى بقدر العشم!

      يا صاحبي،
      أول ضربة فأس،
      لا تفُتُّ عضد الشجرة،
      ما يفتُّ عضدها هو أن عصا الفأس منها!

      السنبلة لا تتأوه تحت المنجل،
      لأنها لا تأمل منه غير أن يكون قاطعاً،
      عكس الشجرة لأن الجذع منها،

      المشاعر ليس سواءً!
      وجع الشجرة مصاحب بالخذلان والعقوق!
      أن يجتثك من زرعته،
      وأن تهون على من لم يهُنْ عليك،
      وأن يحقركَ من كنت تغطي وجهه بيدك،
      كي لا تؤذيه أشعة الشمس!

      أما سقوط السنبلة فشيء عادي جداً،
      وطقس رتيب من طقوس الحصاد،
      هكذا كانت العلاقة بينها وبين المنجل على الدوام،
      وهكذا ستبقى إلى الأبد،
      لا شيء موجع إطلاقاً!

      الموجع هو تحول القلوب يا صاحبي،
      الموجع هو التواجه بعد الصفاء،
      الموجع أن يبكيك الذي مسحتَ دمعه،
      ويكسر خاطرك الذي جعلتَ خاطره دوماً قبل خاطركَ!

      يا صاحبي موجع جداً ضياع العشم،
      وأن لا يكون الناس على مقدار قلبك،
      ولكنها الحياة نتألم لنتعلم

      حذف
  3. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
    الردود
    1. شوفي يا بنتي ..
      اعلم ان مقولتك (اختبيء وراء يوم القيامة) هي على سبيل الدعابة .. ومن باب حسن الظن منك بي ..

      بس عاوز أقولك على حاجة .. اننا نعمل مع الله ونرجو منه الخير ولا نيأس ابدا .. واعمالنا هي التي سنختبيء ورائها .. ونرجو من الله ان يكون النبي شفيعنا بإذن الله تعالى ..

      #- وبخصوص الناس الذين يحكمون على الآخرين:
      ---------------------------------------------------
      فقد تعلمت أن المظاهر دائما بتخدع حتى ولو كان في ظاهرها التقوى والورع .. فليس كل ما نراه حقيقة ..

      - فكم من مسجد تركت الصلاة فيها بالرغم من ظاهر الصلاح فيه .. ولكن الحقيقة في النفوس أصعب من أن احتمل البقاء معهم ولو للحظة !! حيث تفوح روائح الرياء والكبر والعوج والاستعلاء بالعلم وغير ذلك .. إلا من رحم ربي منهم .. !!

      - وكم من مسجد بسيط جدا كنت اصلي فيه مستمتعا بالوقوف مع الذين يصلون فيه .. لأن نفوسهم فيها راحة وطمأنينة وفيها خير كتير بالرغم من كونهم بسطاء ..

      #- ومن الامور التي كنت أقولها للبعض:
      ---------------------------------------
      - اعلم انه كلما ارتقيت في غيمانك مع الله .. فستتغير الصور وتتبدل .. وقد تجد من كنت تظنه من الاولياء في صور منفرة .. وقد تجد من كنت تظنه من الاشقياء هو من المرحومين ..
      - فالصور تغيرت لأن النفس كلما تطهرت بالإيمان كلما انكشفت الحقائق .. وأصبح المؤمن يدرك ما لم يكن يدركه من قبل ..

      - ومثال ذلك: لما الإنسان يتقرب من الله .. وينظر إلى اعماله السابقة .. فيقول: ازاي كنت بعمل كده أين غاب عقلي وقت أن كنت افعل ذلك ؟
      - بالرغم من انك كنت مستمتعا بما تفعله من معصية في وقتها .. ولكن سبحان الله بعد العمل مع الله أصبح الشيء الذي كنت تستمتع به مقوحا في نفسك .. فالصور اتغيرت فجاة في نفسيتك لأنها تطهرت فظهرت لها الحقيقة .. وكلما تطهر الغنسان كلما انكشفت له الحقائق ..

      #- خلاصة القول ..
      ---------------------
      - قد ننحرف ونبتعد عن طريق الله .. ثم تمتد إلينا يد المعونة الإلهية لتجذبنا إلى رحمة الله .. فينقلب الحال من حال ظلمة إلى حال نور .. فنكون نور بعد ان كنا ظلام ..

      - وربنا يبدل حالك من الضيق إلى السعة ومن ظلام النفس إلى نور الإيمان .. ويجعلك نور .. آمين يارب العالمين
      *************************************
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم .

      حذف
    2. -

      {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}

      إِنَّهَا اَلرَّحْمَةُ اَلَّتِي تَسَعُ كُلَّ مَعْصِيَةٍ مَهْمَا كَانَتْ ، إِنَّهَا دَعْوَةُ اَلْعُصَاةِ اَلْمُبْعَدِينَ فِي تِيهْ اَلضَّلَالِ إِلَى اَلْأَمَلِ وَالثِّقَةِ بِعَفْوِ اَللَّهِ ، فَإِذَا مَا تَسَلَّطَتْ عَلَيْهِ لَحْظَةُ يَأْسٍ وَقُنُوطٍ ، سَمِعَ هَذَا اَلنِّدَاءِ اَلنَّدِيِّ اَللَّطِيفِ ، اَلَّذِي يُعْلِنُ أَنَّهُ لَيْسَ بَيْنَ اَلْمُسْرِفِ عَلَى نَفْسِهِ إِلَّا اَلدُّخُولُ فِي هَذَا اَلْبَابِ اَلَّذِي لَيْسَ عَلَيْهِ بَوَّابْ يَمْنَع ، وَلَا يَحْتَاجُ مِنْ يَلِجُ فِيهِ إِلَى اِسْتِئْذَانٍ .

      حذف
    3. ربنا يرضي عنكوا يارب ويراضيكوا في الدنيا وفي الاخرة ويبارك في صحتك ويديمك نعمه يا حبيبنا و يجعلكوا من اهل الشفاعه في حضرته يارب

      حذف
  4. قصة وعبرة

    رجع الملك الى قصره في ليلة شديدة البرودة .. ورأى حارسا عجوزا واقفا بملابس رقيقة !!

    فاقترب منه الملك وسأله : ألا تشعر بالبرد ؟!

    رد الحارس : بلى أشعر بالبرد .. ولكني لا أملك لباسا دافئا ، ولا مناص لي من تحمل البرد .

    فقال له الملك : سأدخل القصر الآن واطلب من أحد خدمي أن يأتيك بلباس دافيء .

    فرح الحارس بوعد الملك .. ولكن !! ما أن دخل الملك قصره حتى نسي وعده !!

    وفي الصباح .. كان الحارس العجوز قد فارق الحياة !! .. والى جانبه ورقة كتب عليها بخط مرتجف :

    " أيها الملك .. كنت أتحمل البرد كل ليلة صامدا ، ولكن وعدك لي بالملابس الدافئة سلب مني قوتي وقتلني "

    *وعودك للآخرين قد تعني لهم أكثر مما تتصور !!
    *فلا تخلف وعداً .. فأنت لا تدري ماتهدم بذلك !!

    ردحذف
  5. اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك .. واجعلنا لك عبادا كما تحب وترضى .. آمين امين امين يارب العالمين

    أحاطك الله بنوره استاذنا الفاضل
    وجعلك دوما نورا لمن اهتدى
    آمين يارب العالمين

    ردحذف
  6. ‏"نحنُ مدينُونَ لكلِّ الذينَ
    قالوا لنا شيئًا
    عظمت بهِ محبَّة الله في قلوبِنا" ❤️

    ردحذف
  7. ••

    ماتتْ أختُ بِشرُ بِن الحَارث ،
    فَبكىٰ عليهَا بُكاءً شَديدًا ، فقيلَ لهُ في ذٰلك؟!
    فقالَ : إنّ العبدَ إذا قصَّر في طاعةِ ربِّه سلَبَه أنِيسهُ ، وهٰذه كانتْ أنيستِي منَ الدُّنيا .

    ردحذف
  8. الاستغفار الكبير لسيدي القطب النفيس أحمد إبن أدريس

    أَسْتَغْفرُِ الله الْعَظِيمَ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيَّ الْقَيُّومَ غَفَّارَ الذُّنُوبِ ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ جَمِيعِ الْمَعَاصِي كُلِّهَا وَالذُّنُوبِ وَالآثَامِ وَمِنْ كُلِّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ عَمْداً وَخَطَأً ظَاهِراً وَبَاطِناً قَوْلاً وَفِعْلاً فِي جَمِيعِ حَرَكَاتِي وَسَكَنَاتِي وَخَطَرَاتِي وَأَنْفَاسِي كُلِّهَا دَائِماً أَبَداً سَرْمَداً مِنَ الذَّنْبِ الَّذِي أَعْلَمُ وَمِنَ الذَّنْبِ الَّذِي لاَ أَعْلَمُ عَدَدَ مَا أَحَاطَ بِهِ الْعِلْمُ وَأَحْصَاهُ الْكِتَابُ وَخَطَّهُ الْقَلَمُ وَعَددَ مَا أَوْجَدَتْهُ الْقُدْرَةُ وَخَصَّصَتْهُ الإِرَادَةُ وَمِدَادَ كَلِمَاتِ الله كَمَا يَنْبَغِي لِجلاَلِ وَجْهِ رَبِّنَا وَجَمَالِهِ وَكَمَالِهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى.

    ردحذف
  9. الصلاة العظيمية

    اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِنُورِ وَجْهِ الله الْعَظِيمِ الَّذِي مَلأَ أَرْكَانَ عَرْشِ الله الْعَظِيمِ وَقَامَتْ بِهِ عَوَالِمُ الله الْعَظِيمِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الْقَدْرِ الْعَظِيمِ وَعَلَى آلِ نَبِيِّ الله الْعَظِيمِ بِقَدْرِ عظمة ذَاتِ الله الْعَظِيمِ فِي كُلِّ لَمْحَةٍ وَنَفَسٍ عَدَد مَا فِي عِلْمِ الله الْعَظِيمِ صَلاَةً دَائِمَةً بِدَوَامِ الله الْعَظِيمِ تَعْظِيماً لِحَقِّكَ يَا مَوْلاَنَا يَا مُحَمَّدُ يَا ذَا الْخُلُقِ الْعَظِيمِ وَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ مِثْلَ ذَلِكَ وَاجْمَعْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ كَمَا جَمَعْتَ بَيْنَ الرُّوحِ وَالنَّفْسِ ظَاهِراً وَبَاطِناً يَقَظَةً وَمَنَاماً وَاجْعَلْهُ يَا رَبِّ رُوحاً لِذَاتِي مِنْ جَمِيعِ الْوُجُوهِ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ الآخِرَةِ يَا عَظِيمُ .

    ردحذف
  10. كلنا نعلم من آراد أن يكلمه الله فليقرأ كتابه
    فسبحان من بدأ كل كتابه ب (بسم الله الرحمان الرحيم)
    لم يختر أي إسم آخر رغم وجود 99 إسما وكأنه في كل مرة يقرأ العبد كتابه يذكره الله عز وجل ويقول له أنا الرحمان الرحيم حتى تسكن نفسه وتطمئن وتشعر بالآمان وهي بين يديه فأساس المحبة هو الشعور بالآمان ولا يكون الآمان إلا إن تغشت الرحمة
    وكأنه يقول القرآن منهجكم وأول قاعدة في منهجم وفي الحياة هي الرحمة مني لكم و فيما بينكم
    قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:

    • «جعـلَ اللهُ الرَّحمـةَ في مائةِ جُزءٍ، فأمسَك عندَه تِسعَةً وتسعينَ جُزءًا، وأنزلَ في الأرض جُزءًا واحِدًا، فمِنْ ذلِك الجزءِ يتراحَم الخلقُ، حتَّى تَرفع الفرسُ حافِرَها عن ولدِها، خَشيةَ أن تُصِيبَهُ».
    [صحيح البخاري]
    سبحان من وسعت رحمته كل شيء ومن جعل رحمته في الآخرة أضعافا مضاعفة
    حتى حين بعث الرسول صلى الله عليه وسلم قال تعالى( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)
    وكأنه يقول له مهمتك الرحمة وأن تدعوهم لي بالرحمة و أن تعرفهم على رحمتي فجعله رحمة لنا في الدنيا ومن رحمته وكمال رحمته بنا جعله شفيعا لنا في الآخرة فكان الحبيب المصطفى رحمة غير منقطعة
    لذاك كانت الرحمة أساس كل شيء في الوجود،
    الرحمة هي الرفق،الرفق في الكلام والمعاملة ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع منه إلا شانه
    الرحمة هي التغاضي، التماس الأعذار، حسن الظن، التسامح ،المساعدة، ....
    الرحمة هي نور القلب فكلما كان اللقلب أنقى كان أتقى
    عطر الجنة

    ردحذف
  11. سلم قلبك لشيخك وحكم عقلك وإحترمه
    إياك وسوء الظن فيه، إياك وسوء الظن فيه، إياك وسوء الظن فيه
    ،وإن عجزت عن فهم مقصده فأسأله ، و إن لم يجبك فتأدب معه و فهم مقصده ،
    فكلامه توجيه، وصمته توجيه
    شيخك يعاملك في الله بما يؤدب نفسك ويرقيها إليه
    ففهم عنه
    شيخك لا يباع بزلة فهم ، وسوء ظن وقسوة رد، أو لبعد ظرف......... مدام قائما على حدود كتاب الله وسنة رسوله
    شيخك غالي يشترى بدم القلب ولا يعرض للبيع ولا لتفاوض من أجل اهواء النفس أو ظنون الغير
    لا تفارق أعتاب بابه ،اسمع منه بقلبك و عقلك ، خذه معك في دعاءك و ذكرك
    شيخك يعلمك كيف تترك الخلق و تتعلق بالخالق
    شيخك يزرع فيك الرهبة و يقتل فيك الرغبة
    شيخك هو ضميرك إن غاب ضميرك
    شيخك ينقذك من الزلة و يوجهك للعلي الأعلى
    شيخك قادك الله إليه ليقودك هو إلى الله
    المرئ على دين خليله
    فاختر لك شيخا يكون خلا لله تنجى
    يكون لك ظلا في دنيا وظلا في الآخرة يوم يقول الله عز وجل ( أين المتحابون في)
    عطر الجنة

    ردحذف
  12. " من أقوال السلف في الدنيا " .. للكاتب " فهد بن عبدالعزيز الشويرخ "
    - الدنيا كما قال الإمام الغزالي رحمه الله: في صورة امرأة مليحة تستميل الناس بجمالها، ولها أسرار سوء، وقبائح تهلك الراغبين في وصالها، ثم هي فرارة عن طلابها، شحيحة بإقبالها، وإذا أقبلت لم يؤمن شرها ووبالها، إن أحسنت ساعة أساءت سنة، شأنها الهرب من طالبها، والطلب لهاربها، ومن خدمها فاتته، ومن أعرض عنها واتته، لا يخلو صفوها عن شوائب الكدورات، ولا ينفعك سرورها عن المنغصات، سلامتها تعقب السقم، وشبابها يسوق إلى الهرم، ونعيمها لا يثمر إلا الحسرة والندم، فهي خداعة مكارة، طيارة فرارة، لا تزال تتزين لطلابها حتى إذا صاروا من أحبابها، كشرت لهم عن أنيابها، فأذاقتهم قواتل سمامها، ورشقتهم بصوائب سهامها.
    بينما أصحابها منها في سرور، وإنعام إذ ولت عنها كأنها أضغاث أحلام، ثم عكرت عليهم بدواهيها فطحنتهم طحن الحصيد، ووارتهم في أكفانهم تحت الصعيد.

    ردحذف
    الردود
    1. للسلف أقوال في الدنيا، يسّر الله الكريم فجمعت بعضًا منها، نسأل الله أن ينفع بها الجميع.
      1- قال عمر بن عبد العزيز: " ما تركت شيئًا لله من الدنيا إلا عوضني الله ما هو خير منه ".
      2- قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
      " ألا إن الدنيا قد ولت مدبرة، والآخرة مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدًا حساب ولا عمل ".
      3- قال أبو الدرداء رضي الله عنه: " اعلموا أن قليلًا يغنيكم خير من كثير يلهيكم ".

      حذف
    2. 4- قال الحسن البصري:
      - من آثر دنياه على آخرته، فلا دنيا له و لا آخره.
      -أدركت أقوامًا لا يفرحون بشيء من الدنيا أتوه، ولا يأسون على شيء منها فاتهم.
      - إذا رأيت الرجل ينافس في الدنيا، فنافسه في الآخرة.
      -إذا رأيت الناس يتنافسون في الدنيا، فنافسهم في الآخرة، فإنها تذهب دنياهم وتبقى الآخرة.
      -من أبصر الدنيا زهد فيها.
      - بع دنياك بآخرتك تربحهما جميعًا، ولا تبع آخرتك بدنياك فتخسرهما جميعًا.
      -رحم الله أقوامًا كانت الدنيا عندهم وديعة، فأدوها إلى من ائتمنها عليها، ثم راحوا خفافًا.
      - من نافسك في دينك فنافسه، ومن نافسك في دنياك فألقها في نحره.

      حذف
    3. 5- قال ابن عمر: " يا ابن آدم صاحب الدنيا ببدنك، وفارقها بقلبك وهمك ".
      6- قال عمرو بن العاص رضي الله عنه:
      " إياكم وما شغل من الدنيا، فإن الدنيا كثرة الأشغال، لا يفتح رجل على نفسه باب شغل إلا أوشك ذلك الباب أن يفتح عليه عشرة أبواب.
      - ابن آدم يستقل ماله، ولا يستقل عمله، يفرح بمصيبته في دينه، ويجزع من مصيبته في دنياه ".
      7- قال لقمان لابنه: " يا بني، إن الدنيا بحر عميق، وقد غرق فيه ناس كثير، فلتكن سفينتك فيه تقوى الله عز وجل، وحشوها الإيمان بالله تعالى، وشراعها التوكل على الله عز وجل، لعلك تنجو، وما أراك ناجيًا ".

      حذف
  13. ﺭﺟﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻄﻲ متسولاً
    ﻛـﻞ ﺷـﻬﺮ 1000 جنيه
    ﻇﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤـﺎﻝ
    ﻟﻤﺪﺓ ﻋﺎﻡ ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ
    ﺃﻋﻄﻰ المتسـول 750 ﻓﻘﻂ
    اﺳﺘﻐﺮﺏ ﺍﻟﻤﺘﺴـﻮﻝ منه ذلك
    ﻭلكنه ﻗﺎﻝ ﻟﻨﻔﺴﻪ 750 جنيه
    أفضل ﻣﻦ ﻻ ﺷﻲﺀ .. وانصرف
    ﻭﺑﻌﺪ ﺷﻬﺮ أعطى الرجـل
    المتسول 500 جنيه ﻓﻘﻂ
    ﺗﻌﺠﺐ ﺍﻟﻤﺘﺴﻮﻝ !
    ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻠﺮﺟـﻞ ﻛﻨﺖ ﺗﻌﻄﻴﻨﻲ 1000
    ﺛﻢ ﻧﻘﺼﺖ وﺻﺎﺭﺕ 750 والآن 500
    ﻟﻤﺎﺫﺍ ؟ وهل لي أن أعرف السبب ؟

    ﺭﺩ ﺍﻟﺮﺟﻞ :

    ﻓﻲ ﺍﻟﺴــﺎﺑﻖ ﻛﺎﻥ كـل ﺃﻭﻻﺩﻱ ﺻـﻐﺎﺭاً
    ﻭﻛﻨﺖ ﻣﻴﺴﻮﺭ ﺍﻟﺤﺎﻝ فأعطيك ١٠٠٠
    ثم كبرت ابنتي .. وﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﺠــﺎمعة
    ﻭﻣﺼﺎﺭﻳﻒ ﺍﻟﺠﺎمعة كثيرة فأصبحت
    أعطيك ٧٥٠ ..
    ﻭالآن ﺩﺧﻞ ﻭﻟﺪﻱ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺠـﺎمعة
    ﻭﺯﺍﺩﺕ ﺍﻟﻤﺼﺎﺭﻳﻒ فأعطيتك ٥٠٠

    فسـأله ﺍﻟﻤﺘﺴﻮﻝ :
    ﻭﻛﻢ ﻋﺪﺩ ﺃﺑﻨﺎﺋﻚ ؟

    ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﺃﺭبعة .

    ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺘﺴﻮﻝ :
    انا قلق من انك ستعلمهم جميعاً ﻋﻠﻰ ﺣﺴــﺎﺑﻲ ؟😳

    أحيانآ الجميل والمعروف يحسبه الآخرين حق لهم وليس كرم منك

    ردحذف
  14. " قصة الأسد الذي اغتال مدربه ( محمد الحلو ) وقتَله غدرًا في أحد عروض السيرك بالقاهرة .
    والقصة بدأت أمام جمهور غفير من المشاهدين في السيرك حينما استدار محمد الحلو ليتلَقَى تصفيق النظارة بعد نمرة ناجحة مع الأسد " سلطان " ..
    وفي لحظة خاطفة قفز الأسد على كتفه من الخلف وأنشب مخالبه وأسنانه في ظهره !! ..
    وسقط المدرّب على الأرض ينزف دماً ومن فوقه الأسد الهائج .. واندفع الجمهور والحُرّاس يحملون الكراسي ، وهجم ابن الحلو على الأسد بقضيب من حديد وتمكن أن يخلص أباه بعد فوات الأوان .. ومات الأب في المستشفى بعد ذلك بأيام .
    أما الأسد سلطان فقد انطوى على نفسه في حالة اكتئاب ورفَض الطعام ، وقرر مدير السيرك نقله إلى حديقة الحيوان باعتباره أسدًا شرِسًا لا يصلح للتدريب ..
    وفي حديقة الحيوان استمر سلطان على إضرابه عن الطعام ..
    فقدموا له أنثى لتسري عنه فضربها في قسوة !!
    وطردها وعاود انطوائه وعزلته واكتئابه ..
    وأخيراً انتابته حالة جنون ، فراح يعضّ جسده ..
    وهَوَى على ذيله بأسنانه فقصمه نصفين !!! ..
    ثم راح يعضّ ذراعه ، الذراع نفسها التي اغتال بها مدرّبه ..
    وراح يأكل منها في وحشيّة ، وظل يأكل من لحمها حتى نزف ومات واضعًا بذلك خاتمة لقصة ندم من نوع فريد ..
    ندَم حيوان أعجم ومَلِك نبيل من ملوك الغاب ..
    عرف معنى* الـوفـــاء * وأصاب منه حظًا لا يصيبه الآدميون !!
    أسدٌ قاتل أكل يديه الآثمتين .
    كانت آخر كلمة قالها ( الحلو ) وهو يموت .. أوصيكوا ما حدش يقتل سلطان .. وصية أمانة ما حدش يقتله .
    هل سمع الأسد كلمة مدربه ؟ ..
    وهل فهمها ؟
    يبدو أننا لا نفهم الحيوان ولا نعلم عنه شيئاً
    ألا يدلّ سلوك ذلك الأسد الذي انتحر على أننا أمام نفس راقية تفهم وتشعر وتحس .. ؟!
    وتؤمن بالجزاء والعقاب والمسؤولية ؟؟!
    نفس لها ضمير يتألّم للظلم والجور والعدوان ؟؟!
    من كتاب " رأيت الله "
    -د مصطفى محمود - رحمه الله "

    ردحذف
  15. جزاك الله كل خير استاذنا خالد ربنا يزيدك من علمه وفقه ...ويعلمنا منك الكثير

    ردحذف
    الردود
    1. نورت المدونة يا ام بسام 🥰
      ربي يكرمك ويعزك دنيا وآخرة
      ويجعلك من المحبين المحبوبين ❤️
      آمين يارب العالمين

      حذف
  16. اللهم إجعلنا من عبادك الصالحين يارب العالمين
    جزاك الله خيرا أستاذنا ربي يجعله في ميزان حسناتك

    ردحذف
  17. السلام عليكم استاذ خالد
    ان بقالى اكثر من شهر انسخ بعض مواضيع المدونه (اسكرين شوت ) واضعها فى صوره منشور على صفحات الفيس فى جروبات مختلفه ولم استأذن حتى الان
    فهل تأذن لى على نشر العلم وتصحيح كثيرا من المفاهيم الخاطئة عند الناس
    وللعلم يكون مدون كاتب المقال واسم المدونه
    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

    ردحذف
    الردود
    1. أخي الفاضل محمود علي
      طالما أنت ملتزم بشرط النشر وهو التوضيح بكاتب الموضوع واسم المدونة المنقول عنها .. فجزاك الله خيرا
      وياريت لو تذكر من أي موضوع أيضا نقلت هذا الجزء لمن يريد الرجع اليه سريعا على المدونة
      ومعك الإذن طالما ملتزم بالشرط .. وجزاك الله خيرا على نشر العلم
      ************************
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

      حذف
  18. السلام عليكم استاذ خالد
    شكرا حضرتك وبارك الله فيك
    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

    ردحذف
    الردود
    1. أخي الفاضل محمود علي
      لو بتنقل أجزاء من رسائل .. فرجاء ذكر اسم الرسالة .. مثال ذلك (نقلا من رسالة الغيب ج20 - للأستاذ خالد ابوعوف - مدونة الروحانيات في الاسلام) ..
      وجزاك الله خيرا
      **************************
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

      حذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف