ج19: قصة هاروت وماروت وخاتم سليمان - ما الحديث المنسوب بالباطل للنبي محمد في قصة هاروت وماروت - ما علاقة حديث قصة هاروت وماروت بالسحر وبابل وبالقرآن والنبي محمد - الفرق بين الأحاديث المنسوبة للنبي في قصة هاروت وماروت.

          بسم الله الرحمن الرحيم

 

رسالة التوضيح والبيان

في قصة هاروت وماروت وخاتم سليمان

وما تلته الشياطين في مملكة سليمان

والتعريف بسحر التفريق الذي أثبته القرآن

 

 (الجزء التاسع عشر)

#- فهرس:

:: الفصل الثامن عشر :: قصة هاروت وماروت المنسوب قولها للنبي صلى الله عليه وسلم أنه حكى قصة الملكين اللذين أشركا وشربا الخمر فزنيا ::

1- س57: ما الحديث المنسوب بالباطل للنبي محمد في قصة هاروت وماروت ؟

#- أولا: الرواية المنسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم في قصة هاروت وماروت.

#- ثانيا: نقد متن هذه الروايات المنسوبة للنبي في قصة هاروت وماروت.  

2- س58: ما علاقة الحديث الذي قال قصة هاروت وماروت بالسحر وبابل وبالقرآن والنبي محمد ؟

3- س59: الفرق بين الأحاديث المنسوبة للنبي في قصة هاروت وماروت ؟

********************

:: الفصل الثامن عشر ::

********************

..:: س57: ما الحديث المنسوب بالباطل للنبي محمد في قصة هاروت وماروت ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- توجد رواية متداولة في بعض كتب التفاسير والأحاديث .. وتشير إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال هذه الرواية التي تحكي قصة هاروت وماروت .. ومن المهم معرفة حقيقة هذه الرواية من حيث السند والمتن .. لنتبين فعلا هل قالها النبي صلى الله عليه وسلم أم لم يقل بها.

 

#- أولا: الرواية المنسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم في قصة هاروت وماروت.

- يجب أن تعرف أخي الحبيب .. أن الرواية الوحيدة المنسوبة للنبي .. هي التي قيلت (عن نافع مولي عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر عن النبي قال: ...)

 

- خد بالك من جملة السند (عن نافع عن عبد الله بن عمر) .. لأن في الفصل السابق نفس السند قالوا أن قائل هذه القصة هو كعب الأحبار ..

 

#- وهذا نص الرواية:

1- جاء في (حديث باطل – ومتنه منكر جدا) .. عن زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ نَافِعٍ، مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ سَمِعَ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

- (إِنَّ آدَمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أَهْبَطَهُ اللهُ تَعَالَى إِلَى الْأَرْضِ ..

- قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ: أَيْ رَبِّ، (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) [البقرة: 30] .. قَالُوا: رَبَّنَا نَحْنُ أَطْوَعُ لَكَ مِنْ بَنِي آدَمَ ..

- قَالَ اللهُ تَعَالَى لِلْمَلَائِكَةِ: هَلُمُّوا مَلَكَيْنِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ .. حَتَّى يُهْبَطَ بِهِمَا إِلَى الْأَرْضِ .. فَنَنْظُرَ كَيْفَ يَعْمَلَانِ ..

- قَالُوا: رَبَّنَا، هَارُوتُ وَمَارُوتُ.

- فَأُهْبِطَا إِلَى الْأَرْضِ ..

- وَمُثِّلَتْ لَهُمَا الزُّهَرَةُ (أي تشكل كوكب الزهرة في صورة) .. امْرَأَةً مِنْ أَحْسَنِ الْبَشَرِ .. فَجَاءَتْهُمَا .. فَسَأَلَاهَا نَفْسَهَا .. فَقَالَتْ: لَا وَاللهِ .. حَتَّى تَكَلَّمَا بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ مِنَ الْإِشْرَاكِ.

- فَقَالَا: وَاللهِ لَا نُشْرِكُ بِاللهِ أَبَدًا.

- فَذَهَبَتْ عَنْهُمَا .. ثُمَّ رَجَعَتْ بِصَبِيٍّ تَحْمِلُهُ .. فَسَأَلَاهَا نَفْسَهَا ..

- فَقَالَتْ: لَا وَاللهِ .. حَتَّى تَقْتُلَا هَذَا الصَّبِيَّ ..

- فَقَالَا: وَاللهِ لَا نَقْتُلُهُ أَبَدًا.

- فَذَهَبَتْ ثُمَّ رَجَعَتْ بِقَدَحِ خَمْرٍ تَحْمِلُهُ .. فَسَأَلَاهَا نَفْسَهَا ..

- فَقَالَتْ: لَا وَاللهِ .. حَتَّى تَشْرَبَا هَذَا الْخَمْرَ.

- فَشَرِبَا .. فَسَكِرَا .. فَوَقَعَا عَلَيْهَا .. وَقَتَلَا الصَّبِيَّ ..

- فَلَمَّا أَفَاقَا .. قَالَتِ الْمَرْأَةُ: وَاللهِ مَا تَرَكْتُمَا شَيْئًا مِمَّا أَبَيْتُمَاهُ عَلَيَّ إِلَّا قَدْ فَعَلْتُمَا حِينَ سَكِرْتُمَا ..

- فَخُيِّرَا بَيْنَ عَذَابِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَاخْتَارَا عَذَابَ الدُّنْيَا) رواه أحمد واللفظ له .. ورواه البزار وبن حبان وبن أبي حاتم والبيهقي في السنن .. بنفس السند ..، وقال محققو المسند: إسناده ضعيف ومتنه باطل.

 

#- قال الإمام محمد بن عبد الهادي السندي رحمه الله (المتوفى:1138 هـ):

- قوله (قَالُوا: رَبَّنَا هَارُوتُ وَمَارُوتُ): أي هما هاروت وماروت

- (وَمُثِّلَتْ): من التمثيل.

- (الزُّهَرَةُ) بضم زاي: نجم معلوم .. أي: صورت هذا النجم لها بصورة امرأة حسناء بعد خلق الشهوات التي هي في نوع الإنسان فيهما ابتلاء. (تعليق السندي على مسند الإمام أحمد ج6 ص433 حديث رقم 5902).

 

@- ويؤيد تفسير الإمام السندي بأن كوكب الزهرة تحول لصورة امرأة .. هو ما جاء في رواية أخرى منسوبة للصحابيان بن مسعود وبن عباس وجاء فيها: (وَهَبَطَتِ الزُّهَرَةُ فِي صُورَةِ امْرَأَةٍ) رواه بن أبي الدنيا في العقوبات ..، وكذلك رواه مجاهد عن عبد الله بن عمر وجاء في الرواية: (وَأُهْبِطَتْ لَهُمَا الزُّهْرَةُ فِي أَحْسَنِ صُورَةِ امْرَأَةٍ) رواه ابن أبي حاتم في تفسيره .. وكلتا الروايتين مجرد حكاية يحكيها صحابي .. وليس حديث نبوي.

 

#- ملحوظة: رواية الإمام أحمد أقدم رواية منسوبة للنبي في قصة هاروت وماروت ..!!

 

2- جاء في (حديث باطل – ومتنه منكر جدا) .. عن الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: (سَافَرْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ .. فَلَمَّا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ قَالَ: يَا نَافِعُ انْظُرْ طَلَعَتِ الْحَمْرَاءُ (أي كوكب الزهرة) .. قَالَهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا.

- ثُمَّ قُلْتُ: قَدْ طَلَعَتْ.

- قَالَ: لَا مَرْحَبًا وَلَا أَهْلًا.

- قُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ نَجْمٌ مُسَخَّرٌ سَامِعٌ مُطِيعٌ ؟

- قَالَ: مَا قُلْتُ لَكَ إِلَّا مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

- وَقَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الْمَلَائِكَةَ قَالَتْ: يَا رَبِّ كَيْفَ صَبْرُكَ عَلَى بَنِي آدَمَ فِي الْخَطَايَا وَالذُّنُوبِ؟

- قَالَ: إِنِّي ابْتَلَيْتُهُمْ وَعَافَيْتُكُمْ.

- قَالُوا: لَوْ كُنَّا مَكَانَهُمْ مَا عَصَيْنَاكَ.

- قَالَ: فَاخْتَارُوا مَلَكَيْنِ مِنْكُمْ. قَالَ: فَلَمْ يَأْلُوا أَنْ يَخْتَارُوا.

- فَاخْتَارُوا هَارُوتَ وَمَارُوتَ) رواه الطبري في تفسيره ..،  وقال عنه ابن كثير أنه حديث غريب جدا .. وقال ما لفظه في تفسيره ج1 ص240: وأقرب ما يكون في هذا أنه من رواية "عبد الله بن عمر عن كعب الأحبار" .. لا عن النبي صلى الله عليه وسلم. (انتهى النقل)..، (قلت خالد صاحب الرسالة): وفي سند الرواية ضعيفان وهما (الحسين أو سنيد بن داود المصيصي) و (فرج بن فضالة) .. وكلاهما ضعيف..، ولو لاحظت هذه الرواية حتى هذا الجزء ستجدها مطابقة تماما لرواية كعب الأحبار التي ذكرناها سابقا.

 

#- وصف "بن عمر" كوكب الزهرة بالحمراء: بالرغم من أن الزهرة تعني البياض وهو كوكب يظهر بلون أبيض .. إلا أن هذا الكوكب حين بداية شروقه أو غروبة يظهر بلون يميل للإحمرار أو اللون البرتقال. والله أعلم.

  

#- والرواية السابقة لها تكملة من نفس السند وقد ذكرها ابن الجوزي في الموضوعات وجاء فيها بعد الجزء السابق:

- " فَاخْتَارُوا هَارُوتَ ومَارُوتَ ..

- فَنَزَلا .. فَأَلْقَى اللَّهُ عَلَيْهِمُا الشَّبَقَ .. قُلْتُ (أي بن عمر): ومَا الشَّبَقُ ؟ قَالَ (النبي): الشَّهْوَةُ.

- قَالَ (النبي): فَنَزَلا .. فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ يُقَالُ لَهَا: الزُّهْرَةُ فَوَقَعَتْ فِي قُلُوبِهِمَا .. فَجَعَلَ كُلُّ واحِدٍ مِنْهُمَا يُخْفِي عَنْ صَاحِبِه مَا فِي نَفْسِهِ .. فَرَجَعَ إِلَيْهَا أَحَدُهُمَا ثُمَّ جَاءَ الآخَرُ .. فَقَالَ: هَلْ وقَعَ فِي نَفْسِكَ مَا وقَعَ فِي قَلْبِي ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَطَلَبَاهَا نفسها (أي طلبا الزنا بها)..

- فَقَالَتْ: لا أُمَكِّنُكُمَا (أي لا أسمح لكما بلمسي) .. حَتَّى تُعْلِمَانِي الاسم الأعظم الَّذِي تَعْرُجَان بِهِ إِلَى السَّمَاءِ وتَهْبِطَانِ.

- فَأَبَيَا، ثُمَّ سَأَلاهَا أَيْضًا .. فَأَبَتْ ..

- فَفَعَلا .. فَلَمَّا اسْتَطْيَرَتْ (أي طلبت الطيران ونادت بالإسم الأعظم) طَمَسَهَا (أي مسخها أو حولها) اللَّهُ كَوْكَبًا .. فَقَطَعَ أَجْنِحَتَهَما .. ثُمَّ سَأَلا التَّوْبَةَ مِنْ رَبِّهِمَا ..

- فَخَيَّرَهُمَا .. فَقَالَ: إِنْ شِئْتُمَا رَدَدْتُكُمَا إِلَى مَا كُنْتُمَا عَلَيْهِ .. فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ عَذَّبْتُكُمَا .. وإِنْ شِئْتُمَا عَذَّبْتُكُمَا فِي الدُّنْيَا .. فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ رَدَدْتُكُمَا إِلَى مَا كُنْتُمَا عَلَيْهِ.

- فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: إِنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا يَنْقَطِعُ ويَزُولُ .. فَاخْتَارَا عَذَابَ الدُّنْيَا عَلَى عَذَابِ الآخِرَةِ ..

- فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِمَا أَنِ ائْتِيَا بَابِلَ .. فَانْطَلَقَا إِلَى بَابِلٍ .. فَخُسِفَ بِهِمَا .. فَهُمَا مَنْكُوسَانِ بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ، مُعَذَّبَانِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ) رواه ابن الجوزي في الموضوعات ج1 ص187 - وقال: هَذا حديثٌ لا يصح، والفرج بن فضالة قد ضعفه يحيى، وقال ابن حبان: يقلب الأسانيد، ويلزق المتون الواهية بالأسانيد الصحيحة، لا يحل الاحتجاج به، وأما سنيد: فقد ضعفه أبو داود، وقال النسائي: ليس بثقة. (انتهى النقل).

@- ملحوظة: جاء في النسخة المنقول منها هذه الرواية (فقطع أجنحتها) .. وهذا خطأ .. لأن الزهرة لم يكن لها أجنحة ليقطعها .. إنما هذا للملائكة (أجنحتهما) .. ولذلك طلبا التوبة والعفو أول ما حدث ذلك لأجنحتهما .. أو لعل المقصد (فقطع أجنحتها) أي أجنحة الملائكة .. والله أعلم.

 

3- جاء في (حديث مكذوب - على رواة السند وعلى النبي) .. عن مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ مُوسَى، حدثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ، حدثنا سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَشْرَفَتِ الْمَلَائِكَةُ عَلَى الدُّنْيَا .. فَرَأَتْ بَنِي آدَمَ يَعْصُونَ ..

- فَقَالُوا: يَا رَبُّ مَا أَجْهَلَ هَؤُلَاءِ مَا أَقَلَّ مَعْرِفَةَ هَؤُلَاءِ بِعَظَمَتِكَ.

- فَقَالَ: لَوْ كُنْتُمْ فِي مِسْلَاخِهِمْ (أي محل فتنتهم وابتلائهم) لَعَصَيْتُمُونِي.

- قَالُوا: كَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ، وَنُقَدِّسُ لَكَ ؟

- قَالَ: فَاخْتَارُوا مِنْكُمْ مَلَكَيْنِ.

- قَالُوا: فَاخْتَارُوا هَارُوتَ وَمَارُوتَ، .. ثُمَّ أُهْبِطَا إِلَى الدُّنْيَا .. وَرُكِّبَتْ فِيهِمَا شَهَوَاتُ بَنِي آدَمَ ..، وَمُثِّلَتْ لَهُمَا امْرَأَةٌ .. فَمَا عُصِمَا حَتَّى وَاقَعَا الْمَعْصِيَةَ ..

- فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمَا: فَاخْتَارَا عَذَابَ الدُّنْيَا .. أَوْ عَذَابَ الْآخِرَةِ ..

- فَنَظَرَ أَحَدُهُمَا إِلَى صَاحِبِهِ .. فَقَالَ: مَا تَقُولُ ؟

- قَالَ: أَقُولُ إِنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا مُنْقَطِعُ .. وَإِنَّ عَذَابَ الْآخِرَةِ لَا يَنْقَطِعُ ..

- فَاخْتَارَا عَذَابَ الدُّنْيَا .. فَهُمَا اللَّذَانِ ذَكَرَهُمَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ: {وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ} [البقرة: 102] " الْآيَةَ) رواه البيهقي في شعب الإيمان حديث 161 .. وقال: رويناه من وجه آخر عن مجاهد عن ابن عمر موقوفا عليه .. وهو أصح .. فإن ابن عمر إنما أخذه عن كعب. (انتهى النقل)..، (قلت خالد صاحب الرسالة): وهذا السند مغلوط .. فإن موسى بن جبير لا يروى عن موسى بن عقبة ..، فضلا عن أن في أول سنده (محمد بن يونس بن موسى الكديمى) وهو متهم بوضع الأحاديث .. ولعله هو ما قام بتركيب سند هذا الحديث والله اعلم.. (راجع أقوال أهل العلم عن الكديمي في تهذيب التهذيب ج9 ص542).

 

#- ثانيا: نقد متن هذه الروايات المنسوبة للنبي في قصة هاروت وماروت.  

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- إذا أردت معرفة سبب بطلان متن هذه الروايات .. فإليك ملخص سريع ..

1- مخالفة هذه الروايات للقرآن .. في عصمة الأنبياء التي أثبتها القرآن للملائكة .. إذ قال جل شأنه:

أ- قال تعالى: (لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) التحريم:6.

 

ب- قال تعالى: (عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (26) لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ) الأنبياء:26-28.

 

ج- قال تعالى: (وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (19) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ) الأنبياء:19-20.

 

#- معنى (يستسحرون): أي لا يتعبون ولا يملون من العبادة.

 

2- مخالفة هذه الروايات لما هو مثبت في لاقرىن عن طبيعة الملائكة .. إذ لو كان يمكن للملائكة أن يحدث الله فيهما الشهوة .. لكان فعلها فعلا .. ولكن هذا ليس مراد الله .. حتى لا يختلط حال الشيطان بالملاك .. ولذلك حينما ظهرت الملائكة في قصة إبراهيم عليه السلام وكانوا بصورة بشر .. وحينما قدم إليهما الطعام فلم يأكلا .. وقد أراد الله أن يبين لنا من خلال هذا الموقف بين الملائكة وإبراهيم .. أن الملائكة في حال تمثيلها في صورة إنسان فهي تظل على طبيعتها الروحانية لا تفارقها .. أي لا شهوة لها.

 

3- كيف يكون هناك حوار بين الملائكة وربهم  .. في اختيار أحد لنزوله للأرض .. إذ كان الله في القرآن قال للملائكة: (قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) البقرة30.. وذلك حينما استعلم منه الملائكة عن حكمة خلق آدم وهو ذو طبيعة قد يصدر منها العصيان .. فأجابهم ربهم (قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) البقرة30.

- فالله حسم استعلام الملائكة عن حقيقة خلق آدم .. بأنه يعلم ما لا يعلمون .. وانتهى الحوار والإستعلام وسكت الجميع ..، بل سجدوا لآدم بعد ذلك إلا إبليس ..!! ولم يقل أحد منهم اختبرنا أو لو كنا مكان بني آدم ما عصينا مثله ..، ولا أصلا قال الله لهم اختاروا ملكين لاختبارهما .. فكل هذا كذب على القرآن ..!!

 

4- كيف اختار الملائكة منهم من يثبت لله أنهم على صواب في رأيهم ؟!!

- فهل الله كان على خطأ في معتقدهم حتى يصححوا له ما أراده ؟!!

- أهذا كلام يقال في حق الملائكة يا عقلاء ..!!

 

5- و (رواية الإمام أحمد – رواية موسى بن جبير عن نافع) .. فيها كذب صريح على القرآن .. لأن قول الملائكة لربهم: (أتجعل فيها من يفسد فيها ..) كان قبل نزول آدم للأرض وليس كما قالت الرواية بعد نزول آدم للأرض .. فهذا من الكذب الصريح على القرآن. 

 

@- وتنفرد هذه الرواية: لأن المرأة التي أغوت الملكين .. كانت هي كوكب الزهرة الذي تحول في هيئة امرأة ونزل الأرض لغواية الملكين ..

- ثم من المفترض .. أنك كإنسان مؤمن عاقل أن تصدق أن كوكب الزهرة تحول لامرـة ليفتن ملكين ؟!! فماذا كان موجود بدلا من كوكب الزهرة وقت أن تحول لامرأة ؟!!

- بقى ده كلام عقلاء يا ناس ..!!

 

- فما هذه الخرافة التي يكذبها القرآن .. حيث يقول تعالى: (إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ) الصافات:6 .. فهي على هيئتها من يوم أوجدها الله وخلقها .. ولم يقل أن منها ما تحول لإنسان .. ولا أن منها ما هو كان أصله إنسان فتحول لكوكب ..!!

 

@- وتنفرد هذه الرواية: بأن الملائكة ارتكبوا أربعة جرائم بشربهم الخمر: الشرك بالله والزنا والقتل ..، فكان الخمر والشرك والزنا والقتل في ساعة من يوم ..!!

 

- وبالمناسبة: هذه الرواية الحقيرة والمملوءة بالمخالفات للقرآن والخرافة الفلكية .. هي التي صححها بعض العلماء كالهيثمي وتلميذه بن حجر العسقلاني ..!! (وسيأتي تفصيل ذلك في فصل منفرد إن شاء الله).

 

6- و (رواية الإمام الطبري –  رواية معاوية بن صالح عن نافع) .. متن فاسد لأنه مخالف للقرآن من ناحية أنه يظهر اعتراض الملائكة على صبر ربهم على عصيان الإنسان .. وهذا كلام وقح وباطل.

 

@- وتنفرد هذه الرواية: بأن الملائكة ارتكبوا جريمة خيانة الأمانة مع الله .. حينما علما المرأة اسم الله الأعظم .. ولم تظهر الرواية أنهما شربا خمرا أو مارسا الزنا أو أشركا أو قتلا أحد ..!!

 

@- وتنفرد أيضا هذه الرواية: بأن عقوبتهما كانت بتقطيع أجنحتهما .. وحبسهما في سجن بمدينة بابل تحت الأرض وهما معلقان من أقدامهما ..!!

#- ملحوظة: للمزيد من معرفة نقد متن قصة هاروت وماروت .. فارجع للآتي:

أ- الفصل السادس عشر: عند السؤال (س53: ما هي عقيدة المسلمين في عصمة الملائكة من حيث كونهم يجوز عليهم العصيان والخطأ أم لا يجوز ؟) – تحت مقطع : (ثانيا: مناقشات مع الذين قالوا بعدم عصمة الأنبياء).

 

ب- الفصل السابع عشر: عند السؤال (س55: ما هي قصة الملكين هاروت وماروت التي رواها التابعي كعب الأحبار وقال أنهما في يوم واحد أشركا بالله وشربا الخمر ومارسا الزنا ؟) – تحت مقطع (ثانيا: لماذا هذا الحديث هو منكر المتن بالرغم من صحة السند ؟). 

 

#- إذن خلاصة ما سبق:

- أن جميع الروايات المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم .. هي روايات منسوبة له بالباطل .. إذ لم يصح منها أي طريق للنبي صلى الله عليه وسلم .. والأصل أنها روايات مأخوذة عن (عبد الله بن عمر عن كعب الأحبار).

@- ملحوظة: مع اتساع خيال الرواية في العالم الإسا صور يتم تدوينها في كتب هواة جمع الغرائب مثل كتاب زكريا بن محمد القزويني الذي أسماه "عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات" .. ومن ذلك تصوره لصورة هاروت وماروت من خيال الروايات السابقة التي جاء فيها: (فَخُسِفَ بِهِمَا .. فَهُمَا مَنْكُوسَانِ بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ، مُعَذَّبَانِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ) .. فكانت الصورة بهذا الشكل في كتابه:

 

********************

..:: س58: ما علاقة الحديث الذي قال قصة هاروت وماروت بالسحر وبابل وبالقرآن والنبي محمد ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- بالرغم من فساد الروايات المنسوبة للنبي في قصة هاروت وماروت .. إلا أنك تلاحظ شيء مهم في هذه الروايات .. وهو ما لم ينتبه له أحد حسب ما أظن .. وهو:

 

1- هل قالت الروايات .. أن الملكين نزلا بسحر ؟

- لا

 

2- هل قالت الروايات أن الملكين نزلا ببابل ليعلما الناس شيئا ؟

- لا .. بل قالت الرواية أن الله أمرهما بالذهاب لبابل ليحبسا أنفسهما هناك .. كما قالت الرواية: (فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِمَا أَنِ ائْتِيَا بَابِلَ .. فَانْطَلَقَا إِلَى بَابِلٍ .. فَخُسِفَ بِهِمَا .. فَهُمَا مَنْكُوسَانِ بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ .. مُعَذَّبَانِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)

 

3- هل قالت الروايات أن الملكين بقيا بين الناس بعد فتنة المرأة يوم واحد ؟

- لا

 

4- ومن غير الروايات: هل قال القرآن أن الملكين ارتكبوا كبائر الشرك والزنا وشرب الخمر وخيانة الأمانة ؟

- لا.

 

@- فلماذا بعض علماء التفسير .. يذكرون هذه القصة المنسوبة للنبي في تفسيرهم وهي لا علاقة لها بالسحر ولا ببابل .. وذلك عند تفسيرهم لقوله (وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ) ؟!!

- يعني: ما علاقة هذه القصة .. بكلام الله أصلا ؟!!

- وإلا كانوا ذكروا كل شيء قيل عن هاروت وماروت .. وما أكثر ما قيل عنهما بالباطل .. طالما الغرض هو حكاية أي شيء عنهما ..!!

 

#- أمرهم غريب جدا من ذكروا هذه الروايات في تفسير (وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ) البقرة:102 .. بل وإذا كان من الممكن ذكرها لكان عند قوله (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) البقرة:30.

 

***********************

 ..:: س59: الفرق بين الأحاديث المنسوبة للنبي في قصة هاروت وماروت ؟ ::..

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- ملحوظة: لم أضع في المقارنة .. الرواية الثالثة التي رواها البيهقي .. لأنها أصلا رواية متروكة عند العلماء ولا قيمة لها .. لأنها رواية ليست ضعيفة بل مكذوبة .. بسبب أحد الرواة المتهم بالكذب وتلفيق الأحاديث وهو الكديمي.

 

2- لو لاحظنا الفرق بين الحديث الأول "رواه أحمد وغيره " والثاني "رواه الطبري وغيره" المنسوبين للنبي صلى الله عليه وسلم في قصة هاروت وماروت .. وبالرغم من ضعفهما وبطلانهما .. إلا أن سبب وضع المقارنة بين الروايتين هو أن البعض قال بتحسين أحدهما ولعله أشار للرواية الأخرى على أنها شاهدا لها .. ولذلك أحببت وضع مقارنة بين هاتين الروايتين لتعرف الحقيقة بنفسك .. وستجد الآتي:

بند	حديث هاروت وماروت المنسوب للنبي بالباطل	الحديث الأول المنسوب للنبي	الحديث الثاني المنسوب للنبي
1	من حيث رواة سند الحديث	هذه الرواية أتت من طريق: زهير بن محمد، عن موسى بن جبير، عن نافع، مولى عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر، أنه سمع نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إِنَّ آدَمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أَهْبَطَهُ اللهُ تَعَالَى إِلَى الْأَرْضِ ..، قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ: أَيْ رَبِّ: أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا ....)	عن الحسين، قال: ثنا فرج بن فَضالة، عن معاوية بن صالح، عن نافع، قال: سافرت مع ابن عمر، فلما كان من آخر الليل، قال: (يا نافع انظر طلعت الحمراء ....).. إلى أن قال بن عمر: (قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الْمَلَائِكَةَ قَالَتْ: يَا رَبِّ كَيْفَ صَبْرُكَ عَلَى بَنِي آدَمَ فِي الْخَطَايَا وَالذُّنُوبِ ؟ ...)
2	من حيث ضعف سند الرواية	سند ضعيف - وفيه (موسى بن جبير) مجهول الحال- و (زهير بن محمد) سيء الحفظ ومذكور في الضعفاء عند كثير من العلماء .. أي كلاهما فيه  فيه ضعف.	سند ضعيف - وفيه (الحسين أو سنيد بن داود المصيصي) و (فرج بن فضالة) وكلاهما ضعيف.
3	من حيث نكارة متن الرواية	أ- متن فاسد ومنكر جدا – لعصمة الملائكة. ب- ومتن فاسد لأنه مخالف للقرآن من ناحية أنه يظهر اعتراض الملائكة على صبر ربهم على عصيان الإنسان .. وهذا كلام وقح وباطل. (كما في رواية موسى بن جبير عن نافع). ج- ومتن فاسد وفيه كذب على القرآن .. لأن قول الملائكة لربهم: (أتجعل فيها من يفسد فيها ..) كان قبل نزول آدم للأرض وليس كما قالت الرواية بعد نزول آدم للأرض .. فهذا من الكذب الصريح على القرآن. (كما في رواية معاوية بن صالح عن نافع).
4	من حيث الحكم على الحديث	حديث باطل (ضعيف السند ومنكر المتن جدا)
5	من حيث سبب نزول الملكين	اعتراض الملائكة على ربها بعد خلق آدم ونزوله للأرض.	اعتراض الملائكة على صبر ربها فيما يفعله الإنسان من أخطاء.
6	من حيث الغرض من نزول الملكين	أنزل الله ملكين للأرض لفتنتهما واختبارهما مثل الإنسان.
7	من حيث طبيعة الملكين حين النزول	تم إلقاء مطلق الشهوة في أنفسهما
8	من حيث أول فتنة حدثت للملكين	تمثل كوكب الزهرة في صورة امرأة ونزلت الأرض لفتنتهما وكانت فاتنة الجمال.	مرور امرأة عليهما اسمها الزهرة وكانت فاتنة الجمال.
9	من حيث رد فعلهما ناحية هذه المرأة	تحركت الشهوة فيهما بعنف وطمعا فيها بقوة.
10	من حيث مطلبهما من المرأة	ممارسة الزنا بها
11	من حيث رد فعل المرأة	رفضت الإستجابة للملكين بأن يزنيا معها إلا لو استجابوا لمطالبها.	رفضت الإستجابة للملكين بأن يزنيا معها إلا لو استجابوا لمطالبها.
12	من حيث مطالب المرأة ليمارسا الزنا معها	أن يشركا بالله ويقتلا صبي صغير ويشربا الخمر فوافقا على شرب الخمر	تعليمها الإسم الأعظم الذي ينطق به الملكان للصعود إلى السماء.
13	من حيث نتيجة استجابة الملكين لمطالب المرأة	لما شربا الخمر مارسا الزنا وقتلا صبي صغير وأشركا بالله في حال سكرهما. - ودليل ذلك ما جاء في الرواية: (وَاللهِ مَا تَرَكْتُمَا شَيْئًا مِمَّا أَبَيْتُمَاهُ عَلَيَّ إِلَّا قَدْ فَعَلْتُمَا حِينَ سَكِرْتُمَا)	خانا أمانة الله في المحافظة على سرية الإسم الاعظم .. ولم يمارسا الزنا مع المرأة لأنها لما تعلمت منهما الإسم الأعظم ونطقت به .. طارت للسماء ولكن تم مسخها في شكل كوكب الزهرة الموجود حاليا في الفلك.
14	من حيث عقوبة الملكين	تم تخييرهما بين عذاب الدنيا أو عذاب الآخرة فاختارا عذاب الدنيا.	أ- تم تقطيع أجنحتهما. ب- تم تخييرهما بين عذاب الدنيا أو عذاب الآخرة فاختارا عذاب الدنيا.
15	من حيث كيفية عقاب الملكين بعذابهما في الدنيا	لا دليل على ذلك في الرواية	محبوسان في مكان ما في مدينة بابل وحالهما معلقان منكوسان بربطهما من أرجلهما في سقف ما في أسفل الأرض ورؤوسهما أسفل بتجاه الأرض .. وهذا معنى كونهما معلقان بين السماء والأرض.. - ملحوظة: (السماء هنا تعني سقف في باطن الأرض لأن كل سقف يسمى سماء).

 

#- وخلاصة القول أخي الحبيب:

- لو لاحظت الفارق والتناقض الفاحش بين الروايتين .. والذي يدل على استحالة أن يكون قائل هاتين الروايتين هو شخص واحد .. فضلا عن استحالة أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم هو من قال بهذه الخرافة وإلقاء التهمة على الملائكة .. بهذه المنكرات التي قيلت عنهما .. من شرك وشرب خمر وقتل وزنا وخيانة أمانة في ساعة واحدة .. وكأننا نتحدث عن قطاع طرق أو مجرمين معتادي الإجرام ..!! ولكن الحقيقة أن هذا كذب على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى الملائكة ..

 

- والذي يجعلك تتعجب بعد كل ما سبق بيانه .. أن يأتي البعض في زماننا ويرتضي بصحة القصة .. محتجا بكلام الإمام بن حجر العسقلاني الذي صحح هذه القصة .. !!

 

- وعشان محدش يخدعك ويضللك في العلم .. كما هي عادة البعض من أهل زماننا .. فهذا يستدعي معرفة كلام علماء المسلمين على مختلف مذاهبهم وأزمنتهم .. لتعرف الحق من الباطل .. وتعرف كيف أحيانا يتلاعب الهوى بنفس إنسان .. ونسأل الله العصمة .. والله ولي التوفيق.   

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .