بحث في المدونة من خلال جوجل

الجمعة، 7 يناير 2022

Textual description of firstImageUrl

ج16: رسالة الخرافة والبهتان في استحضار وحرق وقتل وتعذيب القرآن للجن والشيطان - ما هي الأدلة على أن القرآن لا يمكن أن يكون سببا في استحضار واستنطاق الجن والشيطان على لسان المصاب روحانيا - هل يصح أن يقال أنه تم تجريب القرآن في استحضار الجن الشيطان وثبت صحة ذلك .

         بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الخرافة والبهتان

في استحضار وحرق وقتل وتعذيب القرآن للجن والشيطان

(هل القرآن يستحضر أو يحرق أو يعذب أو يقتل الجن والشيطان ؟)

(الجزء السادس عشر)

* فهرس:

:: الفصل السادس عشر :: عن بطلان استحضار واستنطاق الشيطان وإظهار مخالفة ذلك للقرآن ::

1- س56: ما هي الأدلة على أن القرآن لا يمكن أن يكون سببا في استحضار واستنطاق الجن والشيطان على لسان المصاب روحانيا ؟

2- س57: هل يصح أن يقال أنه تم تجريب القرآن في استحضار الجن الشيطان وثبت صحة ذلك  ؟

******************************

::الفصل السادس عشر::

:: عن بطلان استحضار واستنطاق الشيطان وإظهار مخالفة ذلك للقرآن ::

************************
 
..:: س56: ما هي الأدلة على أن القرآن لا يمكن أن يكون سببا في استحضار واستنطاق الجن والشيطان على لساط المصاب روحانيا ؟ ::..
 
- انتبه أخي الحبيب إلى الكلام التالي وركز فيه جيدا:
- أن استحضار الجن والشيطان على المصاب روحانيا .. إنما هو اتباع لفعل السحرة .. لأنه توكيل للشيطان بالتسليط على المصاب روحانيا .. كما يفعل السحرة تماما .. ولكن اختلفت النوايا باعتبار الغاية ولكن الوسيلة واحدة .. وهي توكيل للشيطان بالتسليط على المصاب حتى ينطق ..!!
- ولذلك يحضر الشيطان لأنه أخذ تصريح من إنسي بالتسليط على هذا المصاب .. فلا فرق بينه وبين الساحر حينئذ في هذه الجزئية .. فكلاهما استحضر الشيطان وكلاهما سلطه على المصاب ..!!

#- وحتى تطمئن أخي الحبيب تماما إلى أكذوبة الرقاة والمعالجين:

- وهم الذين يقومون بتحضير واستنطاق الشيطان أو العارض الروحاني على المصاب روحانيا .. حيث أن كل استنطاق ما هو إلا طلب استحضار للشيطان لينطق على لسان المصاب روحانيا ..

- وإليك أخي الحبيب .. الأدلة التي تخبرك بكذب هؤلاء الذين ألحدوا في كلام الله عن مقاصده ومعانيه .. حيث أنهم بدلا من أن يجعلوه سببا في طرد الشيطان .. جعلوه سببا في جلب واستحضار الشيطان ..!!

 

#- فمن الأدلة التي تشير لكذب وبهتان هذه الطريقة في العلاج:
 
1- يقول تعالى: (وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ) المؤمنون97-98 ..
 
- إذا كانت الإستعاذة من حضور الشيطان هو أمر إلهي مطلوب من المؤمن فعله .. بدليل أن الله طلب ذلك بالأمر من نبيه صلى الله عليه وسلم والأمر بالتبعية لأمته .. فهل نحن حينئذ نطلب حضور الجن والشيطان .. فكيف يعقل هذا ؟!!
 
- وبطريقة أخرى .. إذا كان الله أمرنا بالإستعاذة من حضور الشياطين .. فكيف يكون استحضار الشياطين من أنفسنا هو أمر مباح ؟!! أهذا كلام يعقل .. بكل تأكيد لا ..
 
- ومن ناحية أخرى .. إذا كان هذا المعالج قد عصى الله بكونه استباح ما منعه الله منه وأمره بالإستعاذة من حضوره .. فهو أيضا لم يتبع النبي صلى الله عليه وسلم وفعل عكس كلام النبي صلى الله عليه وسلم .. حيث كان يعلم الصحابة أن يقولوا عند الفزع: (أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ كانَ يُعلِّمُهُم منَ الفزَعِ كلِماتٍ: أعوذُ بِكَلماتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، من غَضبِهِ وشرِّ عبادِهِ، ومن هَمزاتِ الشَّياطينِ وأن يحضُرونِ) صحيح أبو داود.
 
- فكيف يأتي المعالج بعد ذلك البيان الإلهي والنبوي .. ويستبيح استحضار الجن والشيطان .. بل وجعل وسيلته هي كلام الله ؟!! فيا له من جريء على الله ورسوله ..!!
 
2- يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا) النساء174 ..
- فكلام الله نور .. والنور لا يجلب الظلام ولا يستحضره .. وإنما يمحو الظلام ويطرده .. فكيف يزعم أحد أن كلام الله النور يجلب ظلام الشيطان ؟!! أفلا تعقلون ؟!!
 
3- يقول تعالى:(إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ .  لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ﴾ التكوير27-28 .
- أي ما هذا القرآن إلا تذكير للعالمين من الجن والإنس، يتذكرون به ما ينفعهم من مصالح دينهم ودنياهم ..
- وأنتبه أخي الحبيب إلى قوله (إلا) .. حتى تعلم أن القرآن وسيلة للتذكرة والتبليغ والبيان والإنذار والإرشاد والبشرى .. وليس وسيلة استحضار للجن والشيطان .. وليس وسيلة لحرق وقتل الجن والشيطان ..!! فانتبه لكلام الله يا مؤمن ..
 
4- قال النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: (لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ) صحيح مسلم.
- تأمل قول النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ (ينفر) .. فسورة البقرة لا تستحضر الجن الشيطاني .. ولا تقتل ولا تحرق ولا تعذب الشيطان ..!!
- وتأمل قول النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في الحديث السابق حينما قال :(الشَّيْطانَ يَنْفِرُ) هو نوع من أنواع طرد الشيطان .. لأنه يوجد نوع آخر من الطرد يسببه الذكر في منع الشيطان عنك .. وهو نزول الحجاب بينك وبينه فلا يصل إليك .. كما قال تعالى: (وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا﴾ الإسراء45.
 
5- يقول تعالى: (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَـذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُواْ وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُوراً) الإسراء41 ..
- أي ليعتبروا بمواعظه وحكمته وشرعه وقصصه وأمثاله .. ولكن القلوب المنكرة تزداد جحودا ونفورا .. كما هو حال الشيطان حينما يسمع كلام الله .. فإنه يهرب لأنه ينفر منه ..!! فكيف يكون القرآن وسيلة لاستحضاره حينئذ ؟!!
 
6- قال النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: (إذا أذَّنَ المُؤَذِّنُ أدْبَرَ الشَّيْطانُ) صحيح مسلم .
 
* فافهم أخي الحبيب يرحمك الله .. أن من خصوصية كلام الله أو ذكر الله أنه وسيلة لإبعاد الشيطان (سواء بطرده وحجابه أو بهروبه ونفوره) .. فكيف مع ذكر الله يتم استحضار الجن والشيطان يا مؤمن ؟!!
 
7- عن عبد الرحمن بن خنبش التميمي قال: (جاءَتِ الشياطِينُ إلى رسولِ اللهِ مِنَ الأوْدِيَةِ ، و تَحَدَّرَتْ عليهِ مِنَ الجبالِ ، و فيهِمْ شَيْطَانٌ مَعَهُ شُعْلَةٌ من نارٍ يُرِيدُ أنْ يَحْرِقَ بِها رسولَ اللهِ ، قال : فَرُعِبَ ، قال جَعْفَرٌ: أَحْسَبُهُ قال: جعلَ يَتَأَخَّرُ . قال: وجاء جبريلُ فقال : يا محمدُ .. قُلْ .. قال: ما أَقُولُ ؟ قال: قُلْ: " أعوذُ بكلماتِ اللهِ التَّامَّاتِ التي لا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ ولا فَاجِرٌ ، من شرِّ ما خلقَ و ذَرَأَ و بَرَأَ ، و من شرِّ ما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ ، و من شرِّ ما يَعْرُجُ فيها ، و من شرِّ ما ذَرَأَ في الأرضِ ، و من شرِّ ما يخرجُ مِنْها ، و من شرِّ فِتَنِ الليلِ و النَّهارِ ، و من شرِّ كلِّ طَارِقٍ إِلَّا طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يا رَحْمَنُ " .. فَطَفِئَتْ نارُ الشَّيَطانِ ، و هَزَمَهُمْ اللهُ عزَّ و جلَّ) رواه أحمد .. وقال الألباني إسناده حسن.
- هل كان دعاء النبي صلى الله عليه وسلم سببا في استحضار الشيطان أم لطرده وإبعاده ؟ بكل تأكيد سببا في طرد وإبعاده .. فيتضح بذلك أن ذكر الله لطرد الشيطان وليس لاستحضاره ..
 
8- هل تذكرون قراءة سيدنا أبو بكر وسيدنا عمر .. كما جاء في الحديث – عن أبي قتادة الحارث بن ربعي قال: (أنَّ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ خرجَ ليلةً فإذا هوَ بأبي بَكرٍ رضي اللَّه عنه يصلِّي يخفضُ من صوتِهِ قالَ: ومرَّ بعمرَ بنِ الخطَّابِ وَهوَ يصلِّي رافعًا صوتَهُ قالَ: فلمَّا اجتمعا عندَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قالَ: يا أبا بَكرٍ مررتُ بِكَ وأنتَ تصلَّي تخفِضُ صوتَكَ. قالَ: قد أسمعتُ من ناجيتُ يا رسولَ اللَّهِ. قالَ وقالَ لعمرَ: مررتُ بِكَ وأنتَ تصلَّي رافعًا صوتَكَ. قالَ فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ أوقظُ الوسنانَ وأطردُ الشَّيطانَ) صحيح أبي داود.
 
- فتأمل أخي الحبيب .. ماذا كان مبرر عمر بن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم حينما سأله عن سبب علو صوته بالقرآن .. فقال له عمر: أطرد الشيطان وأوقظ الوسنان أي النائم الغافل ..!!
 
- فقراءة القرآن هي لطرد الشيطان .. وليس لاستحضاره ؟!
- فهل غابت العقول أم على القلوب أقفال ؟!!
 
9- عن أبي هريرة قال: (وكلني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بحفظِ زكاةِ رمضانَ، فأتاني آتٍ، فجعل يحثو من الطعامِ، فأخذتُه فقلتُ: لأرفعنَّكَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ - فقصَّ الحديثَ - فقال: إذا أويتَ إلى فراشِك فاقرأْ آيةَ الكرسيِّ ، لن يزال معك من الله حافظٌ ، ولا يقربك شيطانٌ حتى تصبحَ . وقال النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: صدقك وهو كذوبٌ، ذاك شيطانٌ ) صحيح البخاري (معلقا) .. وروي موصولا عن النسائي وغيره .
 
- فقراءة القرآن جعلت لك حافظا من الله يحفظك .. ويجعل لك حجابا من الشيطان فلا يقترب إليك .. ولا يسبب حضور للشيطان من أساسه وإلا فكيف يكون حافظ ..؟!! وإنما هو يمنع وصول الشيطان إليك ..
- فكيف يقال حينئذ أن القرآن يجلب الشيطان أو يستحضره ؟!!
 
10- جاء عن معاذ بن جبل أن الشيطان الذي قبض عليه يسرق صدقة التمر .. فقال له الشيطان: ( لقد كنَّا في مدينتِكم هذه حتى بُعِثَ صاحِبُكم، فلما أُنزِلَت عليه آيتان نَفَرْنا منها ، فوَقَعْنا بنصيبينَ (أي خرجنا من المدينة إلى مكان اسمه نصيبين) .. ولا يُقرآنِ في بيتٍ إلَّا لم يلِجْ فيه الشيطانُ ثلاثًا ، فإن خلَّيتَ سبيلي علَّمتُكهما ، قلتُ : نعم ، قال: آيةُ الكرسيِّ ، وآخِرُ سورةِ البَقَرةِ: {آمَنَ الرَّسُولُ} إلى آخرِها ، فخلَّيتُ سَبيلَه، ثم غدوتُ إلى رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأخبرتُه، فقال: صدقَ وهو كذوبٌ) رواه الطبراني والحاكم وأبو نعيم والبيهقي .. وقال السيوطي في الخصائص الكبرى: إسناد رجاله موثقون .. وقال الهيثمي: يحيى بن عثمان بن صالح وهو صدوق إن شاء الله وبقية رجاله وثقوا .. وقال بن حجر في بذل الماعون: إسناده حسن.
 
- تأمل أخي الحبيب قول الجن: (آيتان نَفَرْنا منها) .. فالقرآن يسبب طرد ونفور وحجاب للجن .. ولا يسبب جلب ولا استحضار للجن .. ولا يسبب بالتبعية أي حرق ولا قتل ولا تعذيب للجن .. فانتبه لما انبهك له يا أخي الحبيب المؤمن .. حتى تبصر بنور المعرفة والفهم .
 
11- وقد جاء عن أبي أيوب الأنصاري أن الشيطان الذي قبض عليه وهو يسرق من منزله .. فقال له الشيطان : (آيةَ الكرسيِّ اقرأها في بيتِكَ فلا يقربُكَ شيطانٌ ولا غيرُهُ .. فجاءَ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فقالَ ما فعلَ أسيرُكَ قالَ فأخبرَهُ بما قالت قالَ صدَقَت وَهيَ كذوبٌ) رواه الترمذي وقال: حسن غريب .. وقال الشيخ الألباني: صحيح.
 
- تأمل أخي الحبيب قول الجن: (فلا يقربُكَ شيطانٌ) .. فكيف القرآن يكون سببا لاستحضار الجن .. أو لقتله أو عذابه أو حرقه ؟!!
 
12- أخبرنا النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عن أن يحيى عليه السلام أمره الله أن يبلغ بني اسرائيل بخمسة أوامر يعملوا بها وكان من هذه الأوامر أن قال لهم: (وآمُركم أن تَذكُروا اللهَ؛ فإنَّ مَثلَ ذلك كمَثلِ رجلٍ خرَج العدوُّ في أثَرِه سِراعًا حتَّى إذا أتى على حِصنٍ حَصينٍ، فأحرَز نفسَه منهم، كذلك العبدُ لا يُحرِزُ نفسَه مِن الشَّيطانِ إلَّا بذِكْرِ اللهِ) صحيح الترمذي.
 
- وفي رواية بلفظ: (وآمركُم بذِكْرِ اللهِ كثيرا ، فإن مثلَ ذلكَ كمثلِ رجلٍ طلبهُ العدو سراعا في أثَرِهِ ، فأتَى حصنا حصينا فتحصَّنَ فيهِ ، وإن العبدَ أحصنُ ما يكونُ من الشيطانِ إذا كانَ في ذكرِ اللهِ عز وجل) رواه البغوي في شرح السنة .. وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح.
 
- هل انتبهت أخي الحبيب .. إلى أن الذكر يدخلك في حصن وأمان الله .. والقرآن هو ذكر أيضا .. حيث يقول تعالى: (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ) الزخرف43-44.
- فكيف يقال حينئذ أن القرآن يستحضر جن وشيطان في حين أن القرآن يدخلك في حصن حصين ويمنع وصول الشيطان إليك أو الإقتراب منك ؟!!
- ألا يعقل هؤلاء المعالجين أم على القلوب أقفال ؟!!
 
13- قال النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: (مَن قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، في يَومٍ مِئَةَ مَرَّةٍ؛ كانَتْ له عَدْلَ عَشْرِ رِقابٍ، وكُتِبَتْ له مِئَةُ حَسَنَةٍ، ومُحِيَتْ عنْه مِئَةُ سَيِّئَةٍ، وكانَتْ له حِرْزًا مِنَ الشَّيْطانِ يَومَهُ ذلكَ حتَّى يُمْسِيَ، ولَمْ يَأْتِ أحَدٌ بأَفْضَلَ ممَّا جاءَ به، إلَّا أحَدٌ عَمِلَ أكْثَرَ مِن ذلكَ) صحيح البخاري.
- المنتبه للحديث سيجد أن ذكر الله يجعلك في حماية وحصن الله .. فكيف حينئذ يكون ذكر الله والذي منه القرآن يكون سببا لاستحضار الجن والشيطان .. ؟!! كيف يُعقل ذلك يا مؤمن ؟!!
 
14- قال النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: (من قالَ حينَ ينصرِفُ من صلاةِ الغداةِ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ .. لَهُ الملكُ ولَهُ الحمدُ .. بيدِهِ الخيرُ ، وَهوَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ .. "عَشرَ مرَّاتٍ" .. أُعْطيَ بِهِنَّ سبعًا ، كتبَ اللَّهُ لَهُ بِهِنَّ عشرَ حسَناتٍ ، ومحا عنهُ بِهِنَّ عشرَ سيِّئاتٍ ، ورفعَ لَهُ بِهِنَّ عشرَ درَجاتٍ ، وَكُنَّ لَهُ عِدلَ عشرِ نسَماتٍ ، وَكُنَّ لَهُ حِفظًا منَ الشَّيطانِ ، وحِرزًا منَ المَكْروهِ ، ولم يَلحقهُ في ذلِكَ اليومِ ذنبٌ إلَّا الشِّركُ باللَّهِ ، ومَن قالَهُنَّ حينَ ينصَرِفُ من صلاةِ المغرِبِ أُعْطيَ مثلَ ليلتَهُ) رواه النسائي في السنن الكبرى .. وذكره الألباني في صحيح الترغيب بأنه حسن لغيره .
 
- تأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم: (وَكُنَّ لَهُ حِفظًا منَ الشَّيطانِ) .. حتى تفهم أن ذكر الله للحماية ومنع حضور الشيطان .. وليس كما يكذب البعض ويقول أنه وسيلة لاستحضار الجن والشيطان .. وبالتالي كيف يكون لهذا الذكر خاصية قتل أو تعذيب أو إحراق للشيطان ؟!!
 
15- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو - رضي الله عنهما - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلَّم -: (ِذَا فَزِعَ أَحَدُكُمْ فِي النَّوْمِ فَلْيَقُلْ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ , مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ , وَشَرِّ عِبَادِهِ , وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَنْ يَحْضُرُونِ .. فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ) صحيح الترمذي.
 
- تأمل أخي الحبيب قول النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال: (فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ) .. أي أن ذكر الله والاستعاذة به .. تجعل حجاب بينك وبين الشيطان .. ولا يضرك .. لأن الإعتصام بالله يدخلك في حماية الله .. فكيف يزعم أحد ويقول أن ذكر الله والذي منه القرآن .. يجلب أو يستحضر الجن والشيطان ؟!!
 
16- قال النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: (من نسيَ أن يذكرَ اللهَ في أولِ طعامِه فليقل حين يذكرُ : بسمِ اللهِ في أولِه و آخرِه ، فإنَّهُ يستقبلُ طعامًا جديدًا ، و يمنعُ الخبيثَ ما كان يُصيبُ منهُ) رواه بن حبان والطبراني .. وذكره الألباني في الصحيحة بأنه صحيح .
 
- تأمل أخي الحبيب قول النبي صلى الله عليه وسلم: (يمنعُ الخبيثَ) .. فما الذي فعله ذكر الله ..؟ إنه يمنع الشيطان ويحجبه ..
- فكيف يقال بعد ذلك أن ذكر الله والذي منه القرآن .. يستحضر الشيطان في حين أن ذكر الله يمنع حضور الشيطان ؟!!
 
17- قال النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: (إذا خرج الرجلُ من بيتِهِ فقال : بِسْمِ اللهِ، توكلتُ على اللهِ، لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ . قال : يُقالُ حِينَئِذٍ : هُدِيتَ وكُفِيتَ ووُقِيتَ، فتَتَنَحَّى له الشياطينُ، فيقولُ شيطانٌ آخَرُ : كيف لك برجلٍ قد هُدِيَ وكُفِيَ ووُقِيَ ؟) صحيح أبي داود.
 
- تأمل أخي الحبيب قول النبي صلى الله عليه وسلم: (فتَتَنَحَّى له الشياطينُ) .. فيتبين لك أن ذكر الله يحجب الشيطان عن التفاعل مع المؤمن .. ويدخله في وقاية وكفاية الله .. ولكن ذكر الله لا يستحضر الجن ولا الشيطان ..!! فكيف يكون ذكر الله سببا في تنحي الشيطان ويكون سببا في استحضاره في نفس الوقت ؟!! أفلا تعقلون ؟!!
 
18- عن أبي العلاء البياضي قال (أنَّ عُثْمَانَ بنَ أَبِي العَاصِ ، أَتَى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ ، فَقالَ : يا رَسولَ اللهِ ، إنَّ الشَّيْطَانَ قدْ حَالَ بَيْنِي وبيْنَ صَلَاتي وَقِرَاءَتي يَلْبِسُهَا عَلَيَّ ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ : ذَاكَ شيطَانٌ يُقَالُ له خَنْزَبٌ ، فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ باللَّهِ منه، وَاتْفِلْ علَى يَسَارِكَ ثَلَاثًا قالَ: فَفَعَلْتُ ذلكَ فأذْهَبَهُ اللَّهُ عَنِّي) صحيح مسلم .
 
- تأمل أخي الحبيب قول الصحابي (فأذْهَبَهُ اللَّهُ عَنِّي) .. فالإستعاذة التي فيها اللجوء إلى الله والإعتصام به .. قد حجبت الشيطان عنه .. فكيف يقال أن ذكر الله يجلب الشيطان ويحضره .. وطالما ذكر الله يحجبه فكيف يقال أنه يحرقه أو يقتله أو يعذبه .. ؟!!
 
19- (الآيَتانِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ، مَن قَرَأَهُما في لَيْلَةٍ كَفَتاهُ) صحيح البخاري.
- فكيف تدخل في كفاية الله ببركة هذه الآيات المباركة .. ثم تزعم أن آيات الله يتم استخدامها لحضور الجن والشيطان ؟!!
 
20- قال النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: (إنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الجِنِّ جَعَلَ يَفْتِكُ عَلَيَّ البارِحَةَ، لِيَقْطَعَ عَلَيَّ الصَّلاةَ، وإنَّ اللَّهَ أمْكَنَنِي منه فَذَعَتُّهُ، فَلقَدْ هَمَمْتُ أنْ أرْبِطَهُ إلى جَنْبِ سارِيَةٍ مِن سَوارِي المَسْجِدِ، حتَّى تُصْبِحُوا تَنْظُرُونَ إلَيْهِ أجْمَعُونَ، أوْ كُلُّكُمْ، ثُمَّ ذَكَرْتُ قَوْلَ أخِي سُلَيْمانَ: {رَبِّ اغْفِرْ لي وهَبْ لي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِن بَعْدِي} [ص:35]، فَرَدَّهُ اللَّهُ خاسِئًا) صحيح مسلم.
- ومعنى قوله (يفتك علي البارحة): أي جاء على غفلة وتعرض لى فجاءة ليفسد عليَّ صلاتي .. وفي رواية البخاري بلفظ (إنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الجِنِّ تَفَلَّتَ عَلَيَّ البارِحَةَ ....) .
- معنى قوله (فَذَعَتُّهُ): فدفعته عن نفسي وأبعدته.
 
- ولو كان القرآن به خصوصية استحضار للجن والشيطان .. فلماذا كل مرة كان يقرأ فيها النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن الشيطان يحضر ؟!!
- أم أن المعالجين يكذبون على كلام الله بالبهتان ؟!!
 
21- هل الله ذكر في كتابه أنه كتاب لاستحضار الجن والشيطان ؟ أو النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قال أو فعل أو أشار إلى أن القرآن فيه خاصية استحضار الجن والشيطان بالقرآن ..
- بكل تأكيد .. لا ..
- فلماذا الكذب والبهتان على كلام الله بما ليس فيه .. فيا لك من جريء على الله أيها المعالج الذي تقول بهذا البهتان  ؟!!

22- هل المعالج يأتي للمصاب روحانيا ليعالجه .. أم ليسبب له صرع روحاني باستحضار الشيطان على لسانه من خلال سيطرته على جزء من المخ مما يسبب له صرع وقتي ؟! وما يترتب على ذلك من آثار روحانية من فتح مجال روحاني للشيطان بالتسليط على المصاب روحانيا بالخيال والوسوسة والأحلام المزيفة وغير ذلك ..!!

- فهل صرع المصاب روحانيا وتسليط الشيطان عليه .. هذا يعتبر علاج روحاني ؟ كيف يُعقل ذلك ؟!! أم غابت العقول أم على القلوب أقفال ..؟!!

#- وخلاصة القول:

1- يتبين لك أخي الحبيب من كل الأدلة السابقة .. مدى استغراق هؤلاء الرقاة في الجهل المصحوب الكذب على كلام الله والإلحاد فيه عن مقاصده ومعانيه مخالفين لكل ما نطق به القرآن والأحاديث النبوية .. لأنهم يعلمون أن كلام الله لطرد الشيطان وليس لجلبه واستحضاره والحوار معه ..!!

2- أن استحضار الجن والشيطان على المصاب روحانيا .. إنما هو اتباع لفعل السحرة .. لأنه توكيل للشيطان بالتسليط على المصاب روحانيا .. كما يفعل السحرة تماما .. ولكن اختلفت النوايا باعتبار الغاية ولكن الوسيلة واحدة .. وهي توكيل للشيطان بالتسليط على المصاب حتى ينطق ..!!

 

**************************
..:: س57: هل يصح أن يقال أنه تم تجريب القرآن في استحضار الجن الشيطان وثبت صحة ذلك ؟ ::..
 
- حتى لا يخدعك بعض المعالجين المستبيحين لاستحضار الجن والشياطين بكلام الله أثناء جلسات العلاج ..  حيث ستجد البعض منهم يقول لكم أن التجربة أظهرت أن الجن والشيطان يحضر مع بعض الآيات .. ولو كان ذلك غير صحيح .. ما كان حدث ذلك ؟!!
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- اعلم أخي الحبيب أن الذي يقول بهذا الكلام فهو على خطأ كبير .. ليه ؟
- أولا: قد ثبت لك بيقين من السؤال السابق .. أن كلام الله لطرد وحجب ومنع الجن والشيطان .. فكيف يكون سببا في استحضار الجن والشيطان ..
# - وبالتالي فنحن حينئذ بين أحد أمرين:
- إما أن تصدق الله ورسوله وتكذب هؤلاء المعالجين الضلالية ..
- وإما أن تكذب الله ورسوله وتصدق هؤلاء الضلالية في افترائهم على كلام الله ؟!!
- وهذا اختيارك أنت كمؤمن .. إما أن تصدق كلام الله ورسوله أو المفترين على كلام الله بالباطل .. ؟!!
 
- ثانيا: ثبت لك أن هذا طلب استحضار الجن والشيطان .. هذا في حد ذاته عصيان لله ومخالفة لرسوله صلى الله عليه وسلم .. فلماذا تفعل ما فيه عصيان لله ورسوله ؟!! فأي تجربة هذه التي تزعمها والتي فيها عصيان لله ورسوله ؟!! بل ومخالفة للقرآن ولكلام النبي صلى الله عليه وسلم عن القرآن ..؟!!
 
- ثالثا: والذي يدل أيضا على بطلان هذه التجربة .. هو أن طلب استدعاء الشيطان بالحضور .. فيه توكيل من هذا المعالج للشيطان بالحضور كما يفعل الساحر تماما في طلب استدعاء الشيطان .. ولكن المعالج كانت وسيلته في الاستحضار هي كلام الله وكأنه يتعمد العصيان لكلام الله ورسوله .. وبالتالي لابد للشيطان من أن يخدمه بالحضور .. وإلا فلمن يحضر الشيطان إذا لم يحضر لأمثال هؤلاء المتشبهون بـأحوال السحرة والعاصون لله ورسوله ؟!!  

- رابعا: كيف يصل بأي مؤمن صادق .. ليساوي كلام الله النور والمقدس بكتب السحر واستحضار الشياطين .. حيث جعلت من القرآن وسيلة استحضار للجن والشيطان ؟!! فيا لك من جريء على الله ..!!

  
- خامسا: وبنفس المنطق الذي يتكلم به هذا المستبيح كلام الله في استحضار الجن والشيطان .. في أن التجربة أثبتت أن الآيات تقوم بتحضير الجن والشيطان .. فهذا معناه أيضا أن كل ما تم كتابته في كتب السحر والجن والشياطين مثل كتاب شمس المعارف وغيره .. فهو كلام صحيح في حين هو عين الباطل وعين الإلحاد والتحريف في كلام الله تعالى وأسماءه .. بل ويكون كل ما يفعله السحرة من استخدام كلام الله في أذية خلق ربنا كالذي يستخدم سورة الفيل في إرسال تسليطات بالأذى على خلق ربنا .. لأن الساحر أو الروحاني يعتبرها خصوصية ربانية بالأذى في كلام الله ؟!! وبالتالي فتكون التجربة قد اثبتت أن كلام الله هو كلام مؤذي لخلقه .. !! وهذا كلام باطل .. ولا يعقله عاقل ولا يقول به مؤمن ؟!! ليه ؟
 
- لأن استخدام كلام الله في الأذى إنما هو أتي نتيجة تفعيل روحاني في هذا المستخدم لكلام الله حسب نواياه ورغبته في توكيل هذا العالم المؤذي بالحضور .. ولما كانت نواياه الأذى والضرر فهذا تسبب له جذب وجلب الشياطين ليخدموه لأنه استخدم كلام الله في غير محله .. عاصيا لله بذلك حيث ألحد في مقاصده حيث أن القرآن للهداية والرحمة والنور وليس للأذى وتسليط الجن والشياطين .. ولذلك لا علاقة لكلام الله بالمسألة ..!! وإنما له علاقة بنفسية هذا الروحاني ورغبته في الأذى فتخدمه الشياطين ..
 
- والله ورسوله برآء منه ومن هذه الأفعال الباطلة والمنحرفة التي يفعلها بعض المعالجون المستحضرون الجن والشيطان بالقرآن .. تحت مزاعم أنهم يعالجون .. ولكنهم مفسدون ويوكلون الشيطان بالتسليط على المصاب روحانيا ليتمكن منه بمزيد من الأذى له بمنتهى الجهل ..!!


- سادسا: قد تقول أخي الحبيب .. ولكن الشيطان بعد استنطاقه وتهديده وقراءة القرآن عليه فيخاف من الحرق .. وقد يرحل فعلا ؟!!

#- قلت لك:

- الشيطان حينما أخبر الرقاة بأنه يحترق من قرائتهم أو أن كلام الله يستحضره ويستنطقه .. فهو بذلك أخبرهم بشيء يخالف الحقيقة القرآنية .. وبذلك ضللهم في عقيدتهم لأنهم غالبا جهلاء في الدين .. وأراد منهم أن ينشروها بين الناس ليفسدوا في القرآن ويظهره بأنه كتاب محرق يؤذي ويضر عالم الجن والشيطان .. ولذلك لا مانع حينئذ عند الشيطان أن يرحل عن المصاب روحانيا بالمس .. طالما أقنع المعالج بفكرته الشيطانية .. وهي أن القرآن يحرق ويقتل ويعذب .. بل ووسيلة في استحضار الجن والشيطان واستنطاقه ..!!

- فالذي يهم الشيطان هو الإفساد في الدين ونشر الفساد فيه على نطاق واسع .. فقد أنجز مهمته فعلا .. ولا داعي لبقاءه حينئذ لأنه ترك أفكاره الشيطانية مع المعالج الذي سيقوم بترويجها ونشرها بين الناس..!!

*****************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 10 تعليقات:

  1. ماشاء الله لاقوة الا بالله

    ردحذف
  2. بسم الله الرحمن الرحيم
    قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴿1﴾ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ﴿2﴾ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ﴿3﴾ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ﴿4﴾ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴿5﴾)

    ردحذف
  3. جزاك الله عنا كل خير أستاذي الفاضل بارك الله فيك وفي كل أهل المدونه الكرام حفظكم الله ورعاكم من سوء ومكروه وغفر الله لنا ولكم وتغمضنا بفضله وكرمه وجوده علينا... اللهم آمين يارب العالمين
    ...................................
    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

    ردحذف
  4. (فَإِذَا قَرَأۡتَ ٱلۡقُرۡءَانَ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّیۡطَـٰنِ ٱلرَّجِیمِ)
    [سورة النحل 98]

    جزاك الله خيرا استاذنا الفاضل
    اللهم فهمنا علم اليقين من القرآن الكريم ومن كلام النبي الأميّ الأمين وثبتنا عليه واجعلنا هداة مهتدين آمين يارب العالمين

    ردحذف
  5. أستاذي الحبيب خالد،

    ألا يدلّ الحديث الذّي ذكرتموه برقم 16 والخاص بنسيان ذكر الله عند الطّعام، ألا يدلّ على إمكانيّة أكل الجن من كلّ ألوان طعامنا بدون الحاجة إلى تجسيد كما كان الحال في الأحاديث التّي تذكر تجسيده عند القبض عليه وهو يسرق؟ وكيف نفهم الإلتجاء مرّة إلى هذا واخرى إلى هذا في الحالتين ولماذا؟

    ردحذف
    الردود
    1. أخي الحبيب نزار ..
      أعجبني سؤالك .. وهو في محله ..
      وبخصوص سؤالك .. ساذكر لك تفسيري الخاص واجتهادي في الفهم:
      1- المقصود بأكل الطعام ليس بمعناه الظاهر ..
      - لكل طعام بركة إذا ذكر اسم الله عليه .. وإذا لم يذكر اسم الله فلا بركة فيه لحضور الشيطان فيه .. فإذا حضر الشيطان ولم يتم ذكر الله .. فهذا فيه منع لبركة الطعام .. ويكون معنى أكل الشيطان هو على سبيل الإستعارة حيث أن حضور الشيطان قد منع هذه البركة .. فيكون كالذي أكل من الطعام لأنه أنقص منه بركته .. وبالتالي يوسوس للآكل بأخذ النصيب الأكثر من الطعام أو الأكل بشره زيادة عن عادته حتى يغلب عليه الكسل والخمول .. فكان تشبيه أكل الشيطان هنا بمعنى الذي أنقص بركة الطعام بحضوره فكأنما أكل منه .. والله أعلم .

      - فهذا هو فهمي اجتهادي في هذا الحديث .. بخصوص مفهوم اكل الشيطان من الأكل المادي ..

      2- وبعض من يرى أنه ياكل فعلا .. احسبه كلام غير منضبط .. لأنه مخالف للعقل حيث أن الحالة الروحانية لا تجتمع مع المادية .. ومخالف للواقع حيث نجد أن الطعام لا ينقص وإنما فعلا الذي ينقص بركته فيشعر الشخص وكأنه لم يشبع ..!! والشريعة لا تتعامل مع المستحيل تحقيقه بالمخالفة للعقل أو للواقع ..!!

      - بل ولو كان بإمكانه الطعام في حالته الروحانية فلماذا كان يتجسد ليسرق ..؟!! (كما أنت تفضلت وذكرت ذلك أخي نزار)

      - عموما ما سبق هو رأي الخاص واجتهادي في الفهم .. والله أعلم

      **************************
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

      حذف
    2. إتّضح الإشكال الآن أستاذي الحبيب،

      زادكم الله فهما وعلما ورفع قدركم دنيا وآخرة، وكتبكم مع علياء الصدّيقين، اللهم آمين آمين آمين يا رب العالمين.

      حذف
    3. ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً ورجل يأكل، فلم يسم حتى إذا لم يبق من طعامه إلا لقمة فلما رفعها إلى فيه قال: بسم الله أوله وآخره, فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: ما زال الشيطان يأكل معه، فلما ذكر اسم الله عز وجل استقاء ما في بطنه)) .
      وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن وفداً من نصيبين سألوني الزاد، فلا تستنجوا بعظم ولا روثة، فإنهما طعام إخوانك من الجن، فقالوا: وما يغني ذلك عنهم؟ قال: لا يمرون بعظم إلا وجدوا عليه عرقة، ولا يمرون بروثة إلا وجدوا عليها طُعماً))
      فضولي يقول لي لو كان اكلهم وشربهم استعاري كما تفضلتم
      فماذا نفهم من قول النبى صل الله عليه وسلم وأهله من استنطاق الشيطان ما في بطنه

      وماذا نفهم من قوله صل الله عليه وسلم من انهم لا يمرون على عظم إلا يجدوا عليه عرقة
      جزاكم الله جنات النعيم برحمت رب العالمين وصل الله على سيدنا محمد النبى الأمي وعلى أزواجه أمهات المؤمنين وعلى ذريته وأهل بيته الأطهار آمين

      حذف
    4. اخي الحبيب محمد بلال ..
      جميل جدا سؤالك ..
      وبخصوص ما سألت نه :
      1- الحديث الذي أشرت إليه وهو حديث (كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ جالسًا ورجلٌ يأْكلُ فلم يُسمِّ حتَّى لم يبقَ من طعامِهِ إلَّا لقمةٌ فلمَّا رفعَها إلى فيهِ قالَ بسمِ اللَّهِ أوَّلَهُ وآخرَهُ فضحِكَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ ثمَّ قالَ ما زالَ الشَّيطانُ يأْكلُ معَهُ فلمَّا ذَكرَ اسمَ اللَّهِ عزَّ وجلَّ استقاءَ ما في بطنِه) رواه أبو داود ..
      - والحديث ضعيف .. ولا يصح الاحتجاج به في العقيدة الغيبية .. وسبب ضعفه أن المثنى بن عبد الرحمن الخزاعي - مجهول ..!!
      - وبالتالي معنى (استقاء ما في بطنه) لا محل له من الجواب ..!!

      #- علما بأنه يوجد روايات أخرى صحيحة مثل (إذا أكلَ أحدُكم طعامًا فليقل بسمِ اللهِ فإن نسيَ في أوَّلِه فليقل بسمِ اللهِ في أوَّلِه وآخرِه) صحيح بن ماجة وصحيح الترمذي .. ولكني أتحدث عن الرواية التي استدللت بها ..

      2- أما عن الحديث الآخر .. الذي يجدوا عليه طعاما .. هو انهم لا ياكلون الروث ولا العظم .. وإنما ياكلون ما هو يظهر لهم من خلال هذه الاشياء .. ولكن يبقى الروث والعظم كما هو على حاله .. ولذلك قال الحديث (وجدوا عليها) ولم يقل (وجدوها) ..!!

      - والله أعلم .
      *********************************
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم.

      حذف
    5. نعم كلام حضرتك بالتعليق الأول صراحة أميل له وأشعر انه الصواب
      وقد حدث من فترة شئ عجيب سبحان الله كان أول مرة يحدث معي
      ابني كان يأكل وبعدما وضع الطعام في فمه رأيت اكثر من نصف الطعام داخل فمه لونه موف بنفسجي... فشعرت ان الطفل نسي يذكر اسم الله... فقلت له سميت..!!؟؟ قال نسيت ياماما!!
      وحقيي هنا أدركت استحواذ الشيطان على الطعام بعدم التسمية سواء بعدم البركة او بالنفث فيه والضرر والمرض (الله اعلم)
      لكن صراحة وقتها لم أدرك ذلك لم أفهم كيفية الاستحواذ هذا انه نقص بركة الطعام الا بتفسير حضرتك
      الله يجزيك عنا كل خير ويزيدك علما وفهما

      حذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف