الروحانيات فى الإسلام: خطيئة الزنا .. الرحمة والعقاب .. الهزيمة والإنتصار .. الكرامة والإنكسار .. مس نفسي و روحاني .. الجزء الأول

بحث في المدونة من خلال جوجل

الخميس، 6 نوفمبر 2014

خطيئة الزنا .. الرحمة والعقاب .. الهزيمة والإنتصار .. الكرامة والإنكسار .. مس نفسي و روحاني .. الجزء الأول


بسم الله الرحمن الرحيم

خطيئة الزنا .. الرحمة والعقاب .. الهزيمة والإنتصار .. الكرامة والإنكسار .. مس نفسي و روحاني .. الجزء الأول

سنبدأ بإذن الله فى هذه المقالة باللمس النفسي والروحاني .. وفى مقالة أخرى نشرح .. معنى الرحمة والعقاب والكرامة والانكسار والهزيمة والانتصار ..
ولا أدرى كيف تكَوَّن عنوان هذه المقالة .. إلا أنني رأيت كل هذه الصفات أمام عيني .. وسمعت فى داخلي هذا العنوان وكأن شخص يمليه عليه ..  ومن ثمَّ تملكني بقوة ..

ولنعطي شرحا لعنوان المقالة بصورة مختصرة ..

فالرحمة والعقاب .. المقصود من ذلك هو نظرة الإنسان لأخيه الإنسان الذي أخطأ .. وخاصة بنظرة الإنسان لنفسه ..

والهزيمة والانتصار .. وهذا امر خاص بكون الإنسان هل يستطيع أن ينتصر على هذا الذنب ويهزمه .. أم سيترك الذنب يلتهمه ويظل عبدا له ..؟

والكرامة والانكسار .. هل ذنب الزنا ممكن أن ينقلب من مجرد ذنب إلى كرامة ربانية .. وانكسارا فى النفس يورث افتقارا إلى الله .. أم سيظل الانسان حبيس ذنبه ويعيش فى أطلال الوهم ..؟

أما المس النفسي والروحاني للذنب .. فنعيشه فى هذا المقال .. 


لا أحد يختلف أن الزنا من الأمراض التى تواجه المجتمع العربي .. وبقوة فى هذا الزمان .. حتى وصل الأمر إلي أن أصبح هذا الأمر هين على كثير من النفوس .. وبلغ الأمر بالبعض إلى إنكار الدين كليا .. بل وإنكار المجتمع .. ليستبيح العورات .. وليهرب من دائرة العقاب الإلهي .. والزجر الإجتماعي .. وهؤلاء أعطي لهم أسم ( عبيد الأعضاء التناسلية ) أو ( عبيد الإباحية ) .. ولهم موضوعات خاصة بهم فى مقالات قادمة إن شاء الله تعالى ..

مفهوم الزنا فى اللغة ..،.. ( وشرعا باختصار) :
قالَ المَناوِيُّ: الزِّنا لُغَةُ .. الرُّقِيِّ على الشيءِ ، وشَرْعاً: إيلاجُ الحَشَفَةِ بفَرْجٍ محرمٍ ...
وقالَ الراغبُ: هُوَ وَطْءُ المرْأَةِ من غيرِ عَقْدٍ شَرْعِيَ ..
ارجع الى " تاج العروس ج 38 ص 225  باختصار
وراجع " التوقيف على مهمات التعاريف للمناوي .. ص 187

وقد يتسائل أحد ويقول : ما علاقة المدونة بهذا الموضوع ؟

أقول له .. أنت لم تفهم الروحانيات فهما صحيحا .. لأن الروحانيات هى مجموع الإنسان .. من الحسنات والسيئات .. العمل الصالح والعمل الطالح .. وله نفس تنازعه .. وله عقل يحكمه .. وله قلب يوجهه .. وحوله شيطان يغويه .. وكل هذه أمور تحوم بالإنسان .. فالأمر ليس جن وعفاريت كما يريد أهل الجهل أن يروجوا له .. فديننا قد أباح لنا علما لم يمنح لأمة من قبل ..

نعود فنقول :
 و أحب أن أتكلم عن هذا الأمر بصورة خاصة .. مع تفصيل بسيط .. لأنها قد تساعد إنسان وقد تدمر إنسان .. ..  والموضوع يتعلق بأمرين .. نفسي .. و روحاني بسبب الذنوب .. وكلاهما مس يصيب الإنسان ويفسد عليه حياته .. سبق الكلام على مفهوم هذين النوعين من المس فى المدونة .. فارجع إليه إن أردت .. من خلال هذين الموضوعين ..


..:: العلاقة بين الزنا ::..
.. والمس النفسي .. والمس الروحاني بسبب الذنوب ..

المس النفسي : وهو الإحساس بالذنب .. وحبس النفس فى دائرة هذا الذنب .. والخوف من المجتمع بسبب هذا الذنب.. وترتب على هذا الإحساس اتجاهين ..

الإتجاه الأول : وهو أن الذنب أصبح صنم أمام الإنسان يعبده دون أن يدري .. وتوقفت حياته عند هذا الذنب .. ولا يستطيع الخروج من هذه الدائرة .. لأن بعض المشايخ إلا من حفظه الله .. يمسكون الكرباج والسيوف وأساليب التحقير والإهانة لمرتكب هذا الفعل (الزنا) .. وبالتالي أصبحت هناك فكرة راسخة فى الذهن أن فاعل هذا الذنب لن يصل أبدا إلى المغفرة .. وبالتالي اليأس فى الحياة ..

الإتجاه الثاني : ظهور الإلحاد ( عُبَّاد الأعضاء التناسلية ) أو عُبَّاد  الإباحية .. لأن المجتمع حكم عليهم بالإعدام .. نتيجة خطيئة الزنا .. ( والملحدين نتيجة ذلك أكثرهم من الفتيات ) .. فلم يجدوا متنفسا أمامهم إلا أن يقولوا إنما نحن منكرون للدين .. وليس لكم علينا سلطان !!
ونسألهم سؤلا سريعا : هل هذا عذر لكم للإلحاد .. أم هو استكمال لشهوة الزنا ؟

المس الروحاني بسبب الذنوب : وهو خلاف المس النفسي الذي تحدثنا عنه سابقا .. وهو يتعلق بالمس الروحاني .. كيف ذلك ؟
كلما أحاط الذنب بالإنسان .. وظن الإنسان ان لا مخرج من هذا الذنب فإنه يستمر عليه .. أو يحبس نفسه فى دائرة الذنب كما تكلمنا سابقا .. واستمراره على الذنب أو حبسه لنفسه فى دائرة الذنب .. يترتب عليه مس روحاني .. ويدخل حال الغفلة والشكوى من فعل الله .. فتبدأ الروحانيات الشيطانية تتقرب منه .. وكبائر الذنوب بالذات تعتبر مغناطيس لأرواح الشر الكبار .. 

* ولذلك يكون حتما على الساحر أن يسلك طريق الزنا باستمرار إن أراد قوة شيطانية عظيمة تخدم أهوائه .. فماء الزنا .. هو الحبر الذي يكتب به السحر فى الاعمال الشيطانية الكبيرة ..

* وكذلك أعمال الخير بالإخلاص مع الله .. تجلب لك ملائكة لا حصر لها مددا من الله .. والله يختص برحمته من يشاء .. وبقدر إخلاصك يكون خلاصك ..

* نعود فنقول .. أن عقدة هذا الذنب .. واستمراره على الذنب أو حبسه لنفسه فى دائرة الذنب .. يترتب عليه مس روحاني .. وتبدأ الروحانيات تتجسد فيه ..

وأول ما تبدأ به هو الوسواس .. باليأس مع التعامل فى المجتمع .. ثم يرتقي بك الوسواس باليأس فى التعامل مع الله ..

* ثم تبدأ مراحل غريبة خاصة مع الفتيات .. وهي مرحلة الخيالات .. ويرتقي مع البعض الآخر إلى حد أن يعرف أخبار عن بعض الاشخاص الذين يصاحبهم .. ويرتقي مع البعض أن يبدا يشعر بوجود حالات اغتصاب فى المنام أو يقظة فى بعض الأحيان ودون أن يرى أحد ..!!

* ثم تبدأ بعد ذلك آخر مراحل السيطرة على النفس الإنساني .. وهى التوهان والسرحان .. واتخاذ المواقف الخاطئة فى الحياة .. ولا يعرف كيف فعل ذلك .. وكأن الحياة أصبحت ملخبطة ..

ملحوظة هامة وبرجاء الإنتباه :
 بعض الاعراض الروحانية السابقة قد تتشابه مع بعض حالات السحر والمس الروحاني .. تمام التشابة .. فالجميع من فعل الجن فى الانسان .. وليس معنى ذلك أن الشخص الممسوس او المسحور الذي تحدث له نفس الأعراض السابقة .. نقول عليه أنه مارس الزنا ..

ولكن نقول أن ذنب الزنا قد يؤدي إلى المس الروحاني ..، والمس الروحاني من أعراضه هو الخيالات والتحرشات المنامية والهواتف مثل كأن شخص يحدثك بكلام  .. وغير ذلك ..

* نختم هنا المقال .. عند هذا الحد خشية الإطالة .. وتابع المقال القادم وهو تكملة لهذا الموضوع .. فلا تهمل هذا الأمر رجاءا .. وأحب أن أشير إلى أن هذه المقالات خاصة بقسم الصفاء الباطني ..

فإلى الجزء الثاني ان شاء الله تعالى .. استكمالا لما سبق ..
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ..

والله أعلم 

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم


هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..

هناك 4 تعليقات:

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
    أستاذي العزيز،
    موضوعك هام جدا بل يمكن تصنيفه موضوع العصر...
    كيف يتم التعامل مع استولت عليه الشياطين و وصل لرد الأمر على الآمر ذلك بالابتعاد تماما عن طريق الله و من يرفض قطعا أي حديث في الدين.
    هل هناك من أدعية و آيات تعينه على الهداية.
    و جزاكم الله خير الدارين على مجهودكم الكبير.

    ردحذف
    الردود
    1. ارجعي لقراءة هذا الموضوع .. ( آيات المعونة الإلهية في تطهير النفس الانسانية ) .. بتاريخ 24/4/2016

      حذف
  2. موضوع ممتاز بل فوق الممتاز حق جزاك الله خيرا القارء يستمتع بالقراءه خاصه نوع المس فعلا من امتع ماقراءته والله لست امدحك بل حق تتذوق انه في علم ليس خزعبلات ترهات تقال لاجل ان تجذب قراء فقط

    ردحذف
  3. 🕯☆🩸☆💎☆🕯

    قال شيخ لمريده:
    إما أن تجتاز الامتحان وتكمل طريقك وإما تخسر قلبك معه وتخسر عقلك أيضا وتعود مجنونا...
    وطالما الحب هو الانتقال من الوجود إلى الغياب فعندها هل ستصل إلى المولى دون المرور عبر ليلى؟!!

    أردف الشيخ قائلا: الآن أبوح لك بسر
    الحب هو قضيتنا...لا تنسى بل إحفظه...
    حتى أنه أكبر القضايا أهمية...
    إنه شيء غالي لدرجة أنه لا يقدر بأي ثمن كان...
    لا النحاس ولا الفضة ولا الذهب ولا الزمرد ولا الياقوت...
    لا شيء في الكون أغلى من المحبوب...
    يا ألله... يا ألله... يا ألله

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف